وقالت فاطمة بنت بري بعد أن خضعت واستسلمت وتابت وأنابت على يد سيدي قطب الأقطاب السيد / أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه ورضي عنا بجاهه
بدأت بدأة مشتاق قرا ودرى
بالذكر والفكر والأشواق قد ظهرا
ثم الصلاة على المختار من مضر
لولاه ما كان ركب للحجاز سرى
يا ناس فما صفوا لما في الدهر قدر لي
مع أحمد البدوي من عزمه ظهرا
كتبت في دفتر التأويل قصتنا
لكونها فاقت الأخبار والسيرا
يا قارئ الخط فاقرأ ما كتبت وكن
ذا فطنة وفهماً حاذقاً حذرا
وافهم كلاماً رمزناه لتعرفه
أهل الحقيقة إذ هم أمعنوا النظرا
كتبت للحب في قلبي محبته
هذا الذي غاص في قلبي وما ظهرا
يا طال ما كنت للفرسان أقتلهم
قتلاً وأسلبهم سراً كذا جهرا
قضيت دهري والأيام تخدمني
في صفو عيش ولم أنظر له كدرا
فتاهت النفس في الأفعال واعتجبت
وقالت الآن فقت البدو والحضرا
رأيت في النوم أن القوم قد بعثوا
لي الملثم من عزم له اشتهرا
فصاد قلبي بسر منه صيرني
عصفورة وهو لي كالسبع إذ كسرا
كتمت سري وأمري لم أبح بهما
للخلق كلا ولم أظهر له خبرا
عرفت وصفاً له في النوم حليته
ليست بخافية عمن له نظرا
رضيت أن يقفوا أهلي ومن معهم
من المحبين والسادات والفقرا
وقلت إن جا غريب ليس نعرفه
ملثم بلثام يشبه العذرا
هاتوه لي سرعة أو عاجلاً بهتاً
وأكرموه ولا تبدوا له ضررا
لما أتانا عرفناه بحليته
حقاً يقيناً ولكن ذاك قد سترا
فكنت أخشاه خوفاً ثم أحذره
فما سلمت وعنه ساعدي قصرا
نهضت وقمت على الأقدام قائمة
وقلت خذ مهجتي والسمع والبصرا
لبست أثواب خز كنت أذخرها
كذا حرير وديباج قد افتخرا
شلت الخمار عن وجهي لأفتنه
ثم السوالف قد أسدلت والشعرا
وكم قتلت بذا من فارس بطل
من الرجال له عزم قد اشتهرا
أهلاً وسهلاً بمن قد جاء يسألني
يا أحمد الخير لا تكشف لنا سترا
لا تأخذ الثأر والأسرار فتحرمني
لذيذ عيش مع السادات والفقرا
وقلت يا سيدي أنت المراد لنا
وأنا المريدة يا من عزمه ظهرا
ناديته باسمه جهراً وكنيته
فلم يجبني ولم يبد لنا خبرا
فقال لي القوم والجمهور أجمعهم
هذا أصم وأيضاً فاقد البصرا
فقلت إني أخاف اليوم صولته
لابد يبدي لنا من أمره ضررا
قلنا له سيدي ترعى الجمال لنا
أجابنا بنعم سراً وما جهرا
لما توجه تلقاء الجمال أتت
إليه تكرف منه الند والعطرا
جاء النقيب وأخبرني بقصته
فقلت سيد القوم صار مفتخرا
رعى الجمال ستاً وسابعها
أماتها فغدت صرعى على الغبرا
ومد كفاً بمتن الريح قد قبضت
قلبي وروحي وكلي والحجا نفرا
ضاقت بي الأرض والدنيا بأجمعها
وها فؤادي من الأحشاء قد ظهرا
لما ركبت وجئناه لننظره
رنا إلي ولي قد طول النظرا
أتى شجاعاً وإني كنت أحذره
فما سلمت منه وساعدي قصرا
عرفته بصفات كنت أعرفها
أظهرت من شأنه عبرا
وطاوعته الأراضي فالتطمت بها
لما رآني وللأراضين قد أمرا
فصحت يا آل بري من أماكنكم
هيا سريعاً فقلبي صار منحصرا
أتى إلي همام كنت أحذره
سطا علي بحال منه يا فقرا
جاءت رجال على خيل مضمرة
كما رعود تسوق الوابل المطرا
لما رآهم تحققهم وأهملهم
وللقتال أتى بالعزم وابتدرا
شال اللثامين عن وجه وبينه
كأن عينيه جمراً يقدح الشررا
وقال يا ربنا انصرني وساعدني
يا ناصر الرسل يا مولى قد اقتدرا
يا رب عوناً بمولى المؤمنين علي
فحل الرجال ومردي كل من كفرا
يا سادة سكنوا أرض العراق لنا
أوفوا المواثيق والعهد الذي صدرا
فجاءت الخيل في الميدان واعتركت
وأظلم الجو والأقطار واعتكرا
فصاح في الخيل والفرسان جند لها
وابن الرفاعي وعبد القادر اشتهرا
والباز حقاً أتانا في أوائلهم
يتلو علوماً ومعه راية خضرا
لما رأت آل بري صول خيلهم
راموا الفرار وولوا منهم الدبرا
قلنا لهم سادتي أنتم ذخيرتنا
بكم نصول على الأعدا لننتصرا
ففارس منكمو فرد يعجزنا
فكيف تقوى جيوش خصمهم قهرا ؟
يا جاهلاً عن كلام لست تعرفه
فإنما يعرف الأشياء من اشتهرا
يا قارئلاً حديثاً صحيحاً صادقاً أبداً
ذي الجود حي بدنياه وبالأخرى
ختمت قولي بتقبيلات نعلكم
يا سيدي وأمير الناس والفقرا
***