موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ***( حسن النية )***
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 14, 2005 9:54 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلِّ اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب.
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما..
فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فأقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد :
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين ...



الإسلام دين يحرص على حسن النية و صفاء القلب و سلامة الطوية و جمال الظاهر و جلال الباطن لأنه دين يقوم على المحبة و الإخلاص و الصدق و الوفاء و بكرة البغضاء و الشقاق و الاختلاف و النفاق فإن كل ذلك معاول تهدم كيان الأمم فلا بقاء لأمة مع التنازع و البغضاء و الحقد و الحسد و الشحناء و الغيبة و النميمة و الغش و الخديعة و إيقاد نار الوقيعة بين فإن أمة ينتشر فيها ذلك لا تلبث أن تتفرق و تضعف و تتمزق و تكون لقمة سائغة و فريسة سانحة لمن يريد بها سوء و يتربص بها الدوائر لهذا كان عهداً على الله سبحانه أن بنبذ في الحطمة دعاة التفريق لينالوا الجزاء من جنس عملهم [color=#FF0000]( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
و لمحافظ الإسلام على سلامة الطوية نهى الله رسوله الكريم عن تصديق هؤلاء المفسدين فقال تعالى : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتدٍ أثيم ) . و طلب منه أن يستعيذ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس فيوغرها على الأحباب و يفرق بوسوستة بين الأصدقاء و الأصحاب و قد أخبر الرسول عليه الصلاة و السلام بأن الجنه حرام على أهل الدس و النمية فقال :
( لا يدخل الجنة نمام ) ، و كان صلوات الله و سلامه عليه حريصاً على أن يحفظ الوحدة الإسلامية متماسكة متآخية قوية ، فأمر بطانته و خاصته أن يكفوا ألسنتهم عن مقالة السوء في إخوانهم المسلمين و أن يجعلوها سيوفاً تقطع ما أمر الله به أن يوصل وتفسد في الأرض و أن لا يدعوها طليقة تنال من أعراض المؤمنين أو تنقل الوشاية إلى مسامع الرؤساء وولاة الأمور أو تسعي بالنميمة و الكذب و شهادة الزور فإن ذلك يعد إفساد لذات البين التى أمر الله إصلاحها فقال : ( و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين ) ، و سمي الرسول إفساد ذات البين بغرس الإحن و الفتن و إيقاد نار العداوة و البغضاء بالحالقة التي لا يحلق الشعر و لكن تحلق الدين .
فيا أيها المفرقون بين الأحباب المنفرون بين الأصحاب ، ليس ذلك من صفات الإسلام في شئ ، فإن الإسلام دين التوحيد ، و التوحيد يدعوا إلي الوحدة و التعاون و تضافر الجهود ، و كل ذلك يستدعي صفاء النفوس و طهارة القلوب حتي يسعد المجتمع ، و لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم طرق كثيرة في إحباط مسعي الدساسين الذين يعيشون في الظلام كالخفافيش و الهوام و يصطادون في الماء العكر إبتغاء الفتنة و التشفي و حباً في الإيذاء و لو للأبرياء ، فقد روى أن عمر بن عبد العزيز جاءه من يوقع بينة و بين أحد أصحابة بالوشايه و النميمة فقال : ( يا هذا إن سئت استدعيناه ثم جابهناه ) فقال الواشي ( عائذ بك بأمير المؤمنين و الله لن أعود إلى ملها أبداً ) .
فحري بنا يا أحباب أن نقتدي بالرسول صلَّى الله عليه و سلم في هديه و أن يقول كل منا لخاصته و لأصحابه كما قال عليه السلام لأصحابه ( لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا ، فإنى أحب أن أخرج إليهم و أنا سليم الصدر ) .
و ليعلم كل من يؤمن بالله و اليوم الآخر أن سلامة الصدر تتنافي مع الحقد الذى هو الإنطواء على البغضاء و اجتمار الشر للناس فإن ؤسول الله صلَّى الله عليه و سلم يقول ( المؤمن ليس بحقود ) ، فانظروا يا أحباب كيف نعى رسول اللله صلَّى الله عليه و سلم على الحقد فدلنا بذلك على أن لا يجمع الإيمان معه في قلب واحد و حسبك في ذلك دلالة على أن صفة الحقد من أكبر الكبائر عند الله و أن صاحبها لا ينال رضى الله و لا فضله ، و لا غرو فإن الإسلام يدعوا إلي الحب و السلام ( إياكم و الظن فإن الظن الكذب الحديث و لا تحاسدوا ولا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم ، المسلم اخو المسلم لا يخذله و لا يظلمة و لا يحقره التقوى ههنا - و أشار إلي صدره الشريف - بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ) .
فلا يجتمع في قلب إنسان سلامة الصدر مع الحسد الذى هو تمنى زوال نعمة الغير بحث لا يحب الحسود أن يرى على غيره نعمة أنعم الله بها عليه ، و هو من ثمرات الحقد و الضغينة على عباد الله و قد قال تعالي : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله ) .
و الحسد من الأدوات الفتاكة و الأمراض الخبيثة في المجتمع و قد عرف أن الحاسد لا يبالى أن ينكل بمحسوده شر تنكيل ، فهو لا ينتهز فرصه دس أو مؤامرة أو إغراء إلا فعلها و قد يكون في ذلك القضاء على الحاسد و المحسود أو على اسرهما فإذا كثر الحاسدون في أمة من الأمم سادت فيها الفوضي و لا سيما إذا كان لها اعداء ، و ما أكثر ما يسمع الناس و يشاهدون من ضحايا هذا الداء الوبيل و لاسيما في الجهة التي يكثر فيها الجهل و يقل التدين و إن البلاء في هذا الداء لا يقتصر على تمني زوال النعم الدنيوية المادية ، بل أنه يفسد قلب صاحبه حتى يجعله يتمني زوال نعمة العقيدة السليمة عن غيره كما حكي الله تعالى عن طائفة من اليهود انهم يتمنون أن يروا المؤمنين كفاراً فقال سبحانه : ( ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ) .
و لقد كان دعاء الصحابة رضى الله عنهم أن سألوا الله تطهي قلوبهم من الغل من المؤمنين كما حكي الله عنهم في قوله عز و جل : ( يقولون ربنا إغفر لنا و لأخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ) .
و لقد صور رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الحسد في صورة تنفر منه كل نفس منها الإيمان و خالطها الإسلام فقال : ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
و حكم ببقاء الخير في الناس ما سلمت صدورهم من الحسد فقال : ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) ، كما تبرأ ممن كان فيه شائبة من الحسد أو النميمة أو الكهانة فقال : ( ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانه و لا أنا منه ) . ثم تلا سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وس لم قوله تعالى : ( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما أكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا ) .
و ليس هناك أقوى في بيان إحباط العمل بهذه الأفعال الممقوتة من تصوير النبي صلَّى الله عليه و سلم لذلك في قوله : ( رب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد و البغضاء هي الحالقة أما أنى لا أقول تحلق الشعر و لكن تحلق الدين ) . صدق سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم .
أخي المسلم و أختي المسلمة : لعل في هذا كله ما يحفزك على أن تنقى صدرك من كل حسد و بغضاء و أن تعلم أن دينك ليس طقوساً من ظواهر الصلاة و الصوم و ما إلى ذلك فإن هذا الدين نفس طيبة و قلب سليم و حب لعباد الله و تمن الخير و سعى فيه ، إن هذا الدين يطلب من كل من ينتسب إليه أن يطهر قلبه من كل حقد و حسد و بغضاء و أن تسلم جوارحه من كل إفساد و إيذاء حتى يأتى الله بقلب سليم .
ليس في هذا الدين أن تكون من الذين وصفهم الله سبحانه و تعالى فقال ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبة و هو ألد الخصام و إذا توله سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد ) .
فاجعل نصب عينيك للدين الصحيح قوله صلَّى الله عليه و سلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أبدانكم و لكن ينظر إلي قلوبكم و أعمالكم ) .
صدق سيدنا و حبيبنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم
[/color]

فهذه نصيحتي...
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، و أعانتني على شقوتي ...
فيا رب تقبل مني هذا العمل ، وأهد قارئه لترك العلل و التمسك بالسنن ، فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!

قال تعالى : { إن تعذِّبهمْ فإنَّهُم عبادُكَ وإن تغفر لَهُمْ فإنكَ أَنتَ العزيز الحكيم } ...
صدق الله العظيم
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات ...
سبحانه المُـتعالي ... يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات ...


[align=center]أخوكم في الله
خادم العلم الشريف
هاني ضوّه[/align]

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 04, 2005 2:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4536
[font=Arial]لو يسمح لى الأخ هانى

أن أنقل هنا هذه القصة التى استوقفتنى فى كتاب النية والإخلاص والصدق ـ من كتاب إحياء علوم الدين ، فهى تبين مدى أهمية دقة تحرى إخلاص النية لله قبل فوات الأوان

يروى عن بعضهم قال : غزوت في البحر
فعرض بعضنا مخلاة
فقلت : أشتريها فأنتفع بها في غزوى ، فإذا دخلت مدينة كذا بعتها فربحت فيها فاشتريتها
فرأيت تلك الليلة في النوم كأن شخصين قد نزلا من السماء
فقال أحدهما لصاحبه : اكتب الغزاة
فأملي عليه : خرج فلان متنزها ، وفلان مرائيا ، وفلان تاجرا ، وفلان في سبيل الله
ثم نظر إلي وقال : اكتب فلان خرج تاجرا
فقلت : الله الله في أمري ما خرجت أتجر ، وما معي تجارة أتجر فيها ، ما خرجت إلا للغزو
فقال: يا شيخ قد أشتريت أمس مخلاة تريد أن تربح فيها
فبكيت وقلت : لا تكتبونى تاجرا
فنظر إلى صاحبه وقال : ما ترى
فقال : اكتب خرج فلان غازيا إلا أنه اشترى فى طريقه مخلاة ليربح فيها حتى يحكم الله عز وجل فيه بما يرى .
[/font]

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 04, 2005 10:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[fot] ما أروع الدرس أو النصيحة أو الموعظة
حين تتابعه بقصة أو حدث أو واقع حدث .. !
فان له أبلغ الأثر .. .
شكرا لهذا التتابع الجيد .
[/fot]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 11, 2005 8:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***

أختي محبة أهل البيت رضى الله عنهم
أكرمكِ الله و يسر لكِ الخير حيثما كان ، و أعطاكِ سؤلكِ من الخير في الدنيا و الآخرة

نعم أختاه ،،، كتاب إحياء علوم الدين من روائع كتب التراث ،،، فيه صفاء عجيب ،،،
أخبار الأولياء و الصالحين ملأت أركانه أنوار ،،،
أحرصي عىل فكما قال شيوخنا في الفقه الشافعي : من لم يقرأ الإحياء فهو من الأموات .
أحيا الله قلبك و قلوبنا بحب سيدنا و مولانا محمد صلَّى الله عليه و آله و سلم .


_______________

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 11, 2005 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***

رزقكِ الله يا أماه الولاية الكبري ، و فتح عليكِ فتوح العارفين و يسر لنا جميعاً رؤية مولانا و حبيبنا و قرة أعيننا سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلم و زادنا معكم آمين ...

مـــشــتـــاقــون يــــا رســـول الـلـه

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط