بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلِّ اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب. لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما.. فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فأقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!! هو علي عهد...فأما بعد : الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين ...
الإسلام دين يحرص على حسن النية و صفاء القلب و سلامة الطوية و جمال الظاهر و جلال الباطن لأنه دين يقوم على المحبة و الإخلاص و الصدق و الوفاء و بكرة البغضاء و الشقاق و الاختلاف و النفاق فإن كل ذلك معاول تهدم كيان الأمم فلا بقاء لأمة مع التنازع و البغضاء و الحقد و الحسد و الشحناء و الغيبة و النميمة و الغش و الخديعة و إيقاد نار الوقيعة بين فإن أمة ينتشر فيها ذلك لا تلبث أن تتفرق و تضعف و تتمزق و تكون لقمة سائغة و فريسة سانحة لمن يريد بها سوء و يتربص بها الدوائر لهذا كان عهداً على الله سبحانه أن بنبذ في الحطمة دعاة التفريق لينالوا الجزاء من جنس عملهم [color=#FF0000]( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) . و لمحافظ الإسلام على سلامة الطوية نهى الله رسوله الكريم عن تصديق هؤلاء المفسدين فقال تعالى : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتدٍ أثيم ) . و طلب منه أن يستعيذ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس فيوغرها على الأحباب و يفرق بوسوستة بين الأصدقاء و الأصحاب و قد أخبر الرسول عليه الصلاة و السلام بأن الجنه حرام على أهل الدس و النمية فقال : ( لا يدخل الجنة نمام ) ، و كان صلوات الله و سلامه عليه حريصاً على أن يحفظ الوحدة الإسلامية متماسكة متآخية قوية ، فأمر بطانته و خاصته أن يكفوا ألسنتهم عن مقالة السوء في إخوانهم المسلمين و أن يجعلوها سيوفاً تقطع ما أمر الله به أن يوصل وتفسد في الأرض و أن لا يدعوها طليقة تنال من أعراض المؤمنين أو تنقل الوشاية إلى مسامع الرؤساء وولاة الأمور أو تسعي بالنميمة و الكذب و شهادة الزور فإن ذلك يعد إفساد لذات البين التى أمر الله إصلاحها فقال : ( و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين ) ، و سمي الرسول إفساد ذات البين بغرس الإحن و الفتن و إيقاد نار العداوة و البغضاء بالحالقة التي لا يحلق الشعر و لكن تحلق الدين . فيا أيها المفرقون بين الأحباب المنفرون بين الأصحاب ، ليس ذلك من صفات الإسلام في شئ ، فإن الإسلام دين التوحيد ، و التوحيد يدعوا إلي الوحدة و التعاون و تضافر الجهود ، و كل ذلك يستدعي صفاء النفوس و طهارة القلوب حتي يسعد المجتمع ، و لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم طرق كثيرة في إحباط مسعي الدساسين الذين يعيشون في الظلام كالخفافيش و الهوام و يصطادون في الماء العكر إبتغاء الفتنة و التشفي و حباً في الإيذاء و لو للأبرياء ، فقد روى أن عمر بن عبد العزيز جاءه من يوقع بينة و بين أحد أصحابة بالوشايه و النميمة فقال : ( يا هذا إن سئت استدعيناه ثم جابهناه ) فقال الواشي ( عائذ بك بأمير المؤمنين و الله لن أعود إلى ملها أبداً ) . فحري بنا يا أحباب أن نقتدي بالرسول صلَّى الله عليه و سلم في هديه و أن يقول كل منا لخاصته و لأصحابه كما قال عليه السلام لأصحابه ( لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا ، فإنى أحب أن أخرج إليهم و أنا سليم الصدر ) . و ليعلم كل من يؤمن بالله و اليوم الآخر أن سلامة الصدر تتنافي مع الحقد الذى هو الإنطواء على البغضاء و اجتمار الشر للناس فإن ؤسول الله صلَّى الله عليه و سلم يقول ( المؤمن ليس بحقود ) ، فانظروا يا أحباب كيف نعى رسول اللله صلَّى الله عليه و سلم على الحقد فدلنا بذلك على أن لا يجمع الإيمان معه في قلب واحد و حسبك في ذلك دلالة على أن صفة الحقد من أكبر الكبائر عند الله و أن صاحبها لا ينال رضى الله و لا فضله ، و لا غرو فإن الإسلام يدعوا إلي الحب و السلام ( إياكم و الظن فإن الظن الكذب الحديث و لا تحاسدوا ولا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم ، المسلم اخو المسلم لا يخذله و لا يظلمة و لا يحقره التقوى ههنا - و أشار إلي صدره الشريف - بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ) . فلا يجتمع في قلب إنسان سلامة الصدر مع الحسد الذى هو تمنى زوال نعمة الغير بحث لا يحب الحسود أن يرى على غيره نعمة أنعم الله بها عليه ، و هو من ثمرات الحقد و الضغينة على عباد الله و قد قال تعالي : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله ) . و الحسد من الأدوات الفتاكة و الأمراض الخبيثة في المجتمع و قد عرف أن الحاسد لا يبالى أن ينكل بمحسوده شر تنكيل ، فهو لا ينتهز فرصه دس أو مؤامرة أو إغراء إلا فعلها و قد يكون في ذلك القضاء على الحاسد و المحسود أو على اسرهما فإذا كثر الحاسدون في أمة من الأمم سادت فيها الفوضي و لا سيما إذا كان لها اعداء ، و ما أكثر ما يسمع الناس و يشاهدون من ضحايا هذا الداء الوبيل و لاسيما في الجهة التي يكثر فيها الجهل و يقل التدين و إن البلاء في هذا الداء لا يقتصر على تمني زوال النعم الدنيوية المادية ، بل أنه يفسد قلب صاحبه حتى يجعله يتمني زوال نعمة العقيدة السليمة عن غيره كما حكي الله تعالى عن طائفة من اليهود انهم يتمنون أن يروا المؤمنين كفاراً فقال سبحانه : ( ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ) . و لقد كان دعاء الصحابة رضى الله عنهم أن سألوا الله تطهي قلوبهم من الغل من المؤمنين كما حكي الله عنهم في قوله عز و جل : ( يقولون ربنا إغفر لنا و لأخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ) . و لقد صور رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الحسد في صورة تنفر منه كل نفس منها الإيمان و خالطها الإسلام فقال : ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) . و حكم ببقاء الخير في الناس ما سلمت صدورهم من الحسد فقال : ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) ، كما تبرأ ممن كان فيه شائبة من الحسد أو النميمة أو الكهانة فقال : ( ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانه و لا أنا منه ) . ثم تلا سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وس لم قوله تعالى : ( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما أكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا ) . و ليس هناك أقوى في بيان إحباط العمل بهذه الأفعال الممقوتة من تصوير النبي صلَّى الله عليه و سلم لذلك في قوله : ( رب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد و البغضاء هي الحالقة أما أنى لا أقول تحلق الشعر و لكن تحلق الدين ) . صدق سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم . أخي المسلم و أختي المسلمة : لعل في هذا كله ما يحفزك على أن تنقى صدرك من كل حسد و بغضاء و أن تعلم أن دينك ليس طقوساً من ظواهر الصلاة و الصوم و ما إلى ذلك فإن هذا الدين نفس طيبة و قلب سليم و حب لعباد الله و تمن الخير و سعى فيه ، إن هذا الدين يطلب من كل من ينتسب إليه أن يطهر قلبه من كل حقد و حسد و بغضاء و أن تسلم جوارحه من كل إفساد و إيذاء حتى يأتى الله بقلب سليم . ليس في هذا الدين أن تكون من الذين وصفهم الله سبحانه و تعالى فقال ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبة و هو ألد الخصام و إذا توله سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد ) . فاجعل نصب عينيك للدين الصحيح قوله صلَّى الله عليه و سلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أبدانكم و لكن ينظر إلي قلوبكم و أعمالكم ) . صدق سيدنا و حبيبنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم [/color]
فهذه نصيحتي... ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، و أعانتني على شقوتي ... فيا رب تقبل مني هذا العمل ، وأهد قارئه لترك العلل و التمسك بالسنن ، فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!
قال تعالى : { إن تعذِّبهمْ فإنَّهُم عبادُكَ وإن تغفر لَهُمْ فإنكَ أَنتَ العزيز الحكيم } ... صدق الله العظيم والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات ... سبحانه المُـتعالي ... يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات ...
[align=center]أخوكم في الله خادم العلم الشريف هاني ضوّه[/align]
_________________ بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي
***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***
|