موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 26, 2014 3:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الخامس والثلاثون



عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم ، إلا كان عليهم ترة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم " .

( رواه أبو داود وغيره )



والترة كما قالوا بالتاء المثناة من فوق وتخفيف الراء المهملة ، أي النقص ، وقيل التبعة ، انتهى .

دل الحديث على استحباب ذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في كل مجلس استحباباً متأكداً للجالسين فيه ، وأنهم إذا تركوه كره وكان نقصاً في مجلسهم ، فإن قلت فمقتضى " فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم " إن ذلك مما يعذب بسبب تركه ، مع أنه ليس بواجب حتى يعاقب على تركه .

قلت : يحتمل أن يكون المراد بالعذاب فقد حال الكمال لا العذاب المترتب على المعصية ، ويحتمل وهو الأقرب أن يكون المجلس الذي اجتمعوا فيه ولم يذكروا الله ولم يصلوا دليل حالهم فيه أنهم إذن اجتمعوا على شر ، لأنه لو كان خيراً لذكروا الله فيه وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكفر ذلك لغط المجلس ، وهذا المحتمل متعين وإلا فالمؤاخذة لا تكون إلا على ذنب ، والترك بمجرده ليس ذنباً بلا خلاف ، والله أعلم .

الحديث السادس والثلاثون



عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنهما فقال : ألا أهدي لك هدية ، إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

( رواه البخاري )



الحديث السابع والثلاثون



عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : قلنا يا رسول الله ، هذا السلام عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد عبدك رسولك كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآله كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " .

( رواه البخاري رضي الله تعالى عنه أيضاً )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 27, 2014 5:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث الثامن والثلاثون



عن عمرو بن سعيد الزرقي قال : أخبرني أبو حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

( رواه البخاري )



واعلم أن العلماء رضي الله تعالى عنهم لذا قالوا : إن المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم بنو هاشم وبنو المطلب ، وقال بعضهم غير ذلك .
وها هنا سؤال قاله بعضهم وهو أن المشبه دون المشبه به ، فكيف تطلب صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تشبه الصلاة على إبراهيم عليه السلام ، وأجيب عنه بأجوبة :

الأول : أنه تشبيه لأصل الصلاة بأصل الصلاة ، لا القدر بالقدر .

الثاني : أن التشبيه وقع في الصلاة على الآل لا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فكأن اللهم صل على محمد مقطوع عن التشبيه ، وقوله : وعلى آل محمد متصل بما بعده ، ويرد على هذا سؤال : هو أن آل إبراهيم أنبياء فكيف يطلب مساواة غير الأنبياء بالأنبياء ؟ ويمكن أن يرجع هذا لأصل الصلاة ولا يرد الإيراد .

الثالث : أن المشبه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله بالصلاة على إبراهيم وآله ، أي المجموع بالمجموع ومعظم الأنبياء آل إبراهيم ، فإذا قابلنا الجملة بالجملة تعذر أن يكون لآل محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما لآل إبراهيم الذين هم أنبياء ، فيكون ما توفر من ذلك حاصلاً لنبينا صلى الله عليه وسلم ، فيكون ذلك زائداً على الحاصل لإبراهيم ، والحاصل من ذلك آثار الرحمة والرضوان ، فمن كانت في حقه أكثر كان أفضل .

الرابع : أن هذه الصلاة أمر بها للتكرار بالنسبة إلى كل صلاة في حق كل مصل ، فإذا اقتضت في حق كل مصل حصول صلاة مساوية للصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم عليه السلام ، كان الحاصل للنبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى مجموع الصلاة أضعافاً مضاعفة ، لا يحصرها العد ، فإن قيل السؤال وارد لأن التشبيه حاصل ، أجيب بأن الأمر للتكرار هنا بالاتفاق بالنسبة إلى كل مصل في كل صلاة ، وإذا كان كذلك فالمطلوب من المجموع حصول مقدار لا نهاية له بالنسبة إلى الحاصل لإبراهيم عليه السلام .

الخامس : لا يلزم من مجرد السؤال لصلاة مساوية لإبراهيم عليه السلام المساواة وعدم الرجحان عند السؤال وإنما يلزم ذلك لو لم تكن الثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مساوية لصلاة إبراهيم زائدة عليها ، والحال أن الصلاة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدون السؤال لمساواتها بصلاة إبراهيم ، والثبوت بالآية الشريفة ، وإذا كان كذلك فالمسئول من الصلاة إذا انضم إلى الثابت المتقرر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان المجموع زائداً في المقدار على القدر المسئول ، وصار هذا كما إذا ملك إنسان مالاً وملك آخر نصفه ، فسألنا حصول ذلك النصف للأول منضماً إلى ماله ، فإذا حصل ذلك كان مجموع ما مع الأول زائداً على ما مع الثاني باتفاق .

وآل إبراهيم عليه السلام إسماعيل وإسحاق وأولادهما كما قاله في الكشاف ، وخص إبراهيم بالذكر كما قالوا لأن الصلاة من الله تعالى رحمة ولم تجمع الرحمة والبركة لنبي غيره ، قال تعالى : " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " فسأل النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء ما تضمنته هذه الآية مما سبق إعطاؤه لإبراهيم ، ويدل على أن الإشارة لهذة الآية إثبات لقراءتها مع آخر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله حميد مجيد ، وحميد بمعنى محمود ورد بصيغة المبالغة ، أي مستحق لأنواع المحامد ، ومجيد مبالغة من ماجد والمجد الشرف ، فيكون ذلك كما قال ابن دقيق العيد كالتعليل لاستحقاق الحمد بجميع المحامد ، ويحتمل أن يكون حميد مبالغة من حامد ، ويكون ذلك كالتعليل للصورة المطلوبة ، فإن الحمد والشكر يتقاربان ، ومجيد قريب من معنى شكور ، وذلك شكور لزيادة الأفضال والأعمال لما يراد من هذه الأمور العظام ، وكذلك المجد والشرف مناسب لهذا المعنى ، والبركة الزيادة من الخير والنماء . انتهى ما قاله ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 27, 2014 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الحديث التاسع والثلاثون



عن أبي كاهل رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا كاهل ، من صلى علي كل يوم ثلاث مرات ، وكل ليلة ثلاث مرات ، حباً وشوقاً إلي ، كان حقاً على أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم " .

( رواه ابن أبي عاصم )



ومعناه كان حقاً أن يغفر له إلى آخره : أي أشفع له فتغفر ذنوبه تلك الليلة وذلك اليوم ، صلى الله عليه وسلم .

الحديث الأربعون



عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً ، ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه مائة ، ومن صلى علي مائة كتب بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء " .

( رواه الطبراني في الصغير والأوسط )



وهذا آخر أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 30, 2014 2:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

خاتمة الكتاب للشيخ رضي الله عنه



روى ابن مسعود رضي الله عنه أنه علم أصحابه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم : قولوا ، اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين ، محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة ، اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . ( رواه ابن ماجة ) .

ومعنى يغبطه أي يتمنى كل أحد أن يكون له مثل ما له من غير أن يزول ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .

وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه : الأولى في صفة الصلاة أن يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وروي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه قال : كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن عمر مثله رضي الله تعالى عنه .

قال الفقهاء : من حلف أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فليقل ما قدمناه في رواية البخاري وهي : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم .. إلى آخره " ، وقيل : يقول صلاة الشافعي رضي الله تعالى عنه وهي: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كلما ذكره الذاكرون وكلما سها عن ذكره الغافلون ، ويتجه النذر كذلك .

قلت : ويظهر لي أن يجمع بين الصلوات الواردة عنه صلى الله عليه وسلم ، فيقول ما قدمناه أولاً عن إمامنا الشافعي بزيادة ( وأزواجه وذريته في الصلاة والبركة ) .

واختلفوا في جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء استقلالاً ، فأجاز منهم أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه ، والأكثرون أن لا يصلى على غير الأنبياء استقلالاً فلا يقال اللهم صل على آل أبي بكر ولا على آل عمر وغيرهما ، ولكن يصلى عليهم تبعاً ، واحتج أحمد بحديث وارد في صحيح البخاري ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم صل على آل أبي أوفى " وأجيب عن ذلك بأن هذا حقه صلى الله عليه وسلم ، له أن يعطيه لمن يشاء وليس لغيره ذلك .

وأما قوله تعالى " وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم " فالمراد ادع لهم ، وقيل صل عليهم صلاة الجنازة إذا ماتوا ، والله أعلم .

واعلم أنه يكره إفراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن التسليم كما بينه النووي وغيره ، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب " رواه الطبراني وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .

واعلم أن زيادة " وارحم محمداً " بدعة منكرة خلافاً لابن أبي زيد المالكي ، فقد أنكر ذلك عليه ابن العربي منهم ، وبينه النووي رحمه الله تعالى في الأذكار ، وهذا المذكور في الأذكار معترض كما في مفتاح دار الفلاح لابن رسلان فقد ذكر أن لذلك أصلاً متعقباً بذلك مقالة النووي رحمه الله تعالى تبعاً لمن قبله ، فعلم أنه ليس بدعة ، وأن ما ذكره ابن أبي زيد صواب فاستفده ، والله أعلم وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، والله أعلم وهو الموفق للصواب ، ونسأله من فضله حسن المآب تجاه من أوتي الحكمة وفصل الخطاب .

تم كتاب عقد الجواهر البهية في الصلاة على خير البرية ولله الحمد والمنة .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط