موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 20, 21, 22, 23, 24, 25, 26 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 01, 2014 1:41 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسادسة والسبعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمان من منن
الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة , ولا تلحقه الإشارة )

ليست البركة في العمر بكثرة أيامه وطول أزمانه
وإنما البركة في العمر أن تصحبه العناية , وتهب عليه
ريح الهداية , فيدرك في يسير من الزمان من منن الله تعالى
أي من علومه ومعارفه وأسراره ما لا يدخل تحت دوائر
العبارة , لأن ما أدركه أوسع من ضيق العبارة
إذ قال تعالى :
" أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن
سمعت , ولا خطر على قلب بشر "

فقد يدرك العارف من دقائق الأسرار ما تعجز عنه عبارة
اللسان , كل ذلك في أقل زمان , وغالب هذا يحصل
من ملاقاة الرجال وصحبتهم , فإن المدد الذى يحصل
للإنسان في ساعة واحدة معهم لا يحصل في ازمنة طويلة
مع غيرهم , ولو كثرت صلاتهم وصيامهم , إذ ليس العبرة
بكثرة الأوراد , إنما العبرة بكثرة الأمداد :
" إن الله لا ينظر الى صوركم ولا الى أموالكم , وإنما ينظر
الى قلوبكم وأعمالكم " ذكره فى الجامع .

والذرة من أعمال القلوب أفضل من أمثال الجبال من
أعمال الجوارح , والعمل مع المعرفة ليس كالعمل مع
الجهل وذلك معلوم .

قال الشيخ الحضرمي في بعض وصاياه : من كان يستمد
من محبرة الجمع فهو يكتب ما يكون وما لا يكون
" طويل طويل طويل , قصير قصير قصير, شيء شيء شيء
ما شئ ما شئ ما شئ , عدم عدم عدم , وجود وجود وجود اهـ "
فالمعنى : طويل طويل , والحس قصير قصير , والموجود
القديم شئ ثابت وما سواه ليس بشئ , والسوى عدم
والواحد القهار وجود , فالذي يكتب من محبرة الجمع
أي يستمد من حضرة الجمع يكتب الأشياء كلها
ويستمد من الأشياء كلها لمعرفته في الأشياءكلها , كانت
قصيرة او طويلة , وجودية او عدمية , وبالله التوفيق .

وسبب البركة في العمر هو التفرغ من الشواغل والشواغب
فمن كثرت شواغله وشواغبه لا بركة له في عمره , لأنه
منع من تصريفه في طاعة مولاه بمتابعة شهواته وتحصيل
مناه , ومن تفرغ من الشواغل ولم يقبل على مولاه
فهو مخذول مصروف عن طريق استقامته وهداه .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 09, 2014 6:43 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسابعة والسبعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه
وتقل عوائقك ثم لا ترحل إليه )

إذا قلت شواغلك في الظاهر وعوائقك في الباطن ثم لم تتوجه
إليه في ظاهرك , ولم ترحل إليه في باطنك فهو علامة غاية
الخذلان الكبير , لأن جل الناس ما حبسهم عن التوجه إلى
الله إلا كثرة أشغالهم الحسية , فاشتغلت جوارحهم بخدمة
الدنيا في الليالي والأيام والشهور والأعوام , حتى انقرض
العمر كله في البطالة والتقصير , فهذا هو الخذلان الكبير
ومن الناس من قلت شواغلهم الظاهرة لوجود من قام لهم بها
لكن كثرت علائقهم في الباطن لكثرة ما تعلق لهم من الشواغل
فهم مغرقون في التدبير والاختيار , والاهتمام بأمور من تعلق
بهم من الأنام لا سيما من كان له جاه ورياسة وخطة أو سياسة
فهذا باعتبار العادة بعيد من الإقبال على مولاه إلا إن سبقت
له سابقة عناية فتجره إلى رحمة ربه ورضاه .

والحاصل : أن الخير كله في التخفيف من الشواغل والعلائق
فمن تفرغ منهما فهو قريب من الحضرة , وأما من كثرت
شواغله وعوائقه فأمره بعيد , لأن فكرته مشغولة
بالعلائق والمخاطف , فمهما هم بالسير جذبته المخاطف
إليها وبقي مرهوناً معها

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 14, 2014 6:40 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثامنة والسبعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار)

فمن لا تفرغ له لا فكرة له , ومن لا فكرة له لا سير له
ومن لا سير له لا وصول له
فالفكرة هي سير القلب إلى حضرة الرب
وذلك السير في ميادين الأغيار أي في مجال شهود الأغيار
ليستدل بها على وجود الأنوار , فهذه فكرة أهل الحجاب
وفكرة أهل الشهود سير الروح في ميادين الأنوار
أو سير السر في ميادين الأسرار
فتكلم الشيخ على بداية الفكرة ولم يتكلم على نهايتها
ولو تكلم عليهما معاً لكان أحسن , كما فعل فيما يأتي
حيث قال : الفكرة فكرتان الخ .
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه :
الفكرة انبعاث القوة الإدراكية في عالم الغيب والشهادة
ليدرك حقيقة الأشياء على ما هي عليه , ومن وجد ذلك
فهو عارف اهـ

وقيل إنما عبر الشيخ بالأغيار وهي المخلوقات , لقوله
عليه الصلاة والسلام وقد رأى قوماً يتفكرون فقال لهم :
" تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق , فإنكم لا تقدرون
الله حق قدره " اهـ

إنما نهى عليه الصلاة والسلام عن التفكر في كنه الذات
وإدراك الحقيقة , وأما التفكر في عظمة الذات وقدمها
وبقائها ووحدانيتها وتجلياتها في ظهورها وبطونها فهذا لا ينهي
لأنه سبب المعرفة مع العجز عن إدراك الكنه .

والتحقيق أن أهل الحجاب لا يحل لهم التفكر إلا في المصنوعات
وأما أهل العرفان فلا يتفكرون إلا في عطمة الذات أي في
عظمة الصانع وتوحيده وقدمه وبقائه وظهوره واحتجابه
وفي الغيبة عن الحس وشهود المعنى أو في الغيبة عن الكون
بشهود المكون أو في الغيبة عن الظلمة بشهود النور
وهو سراج القلب

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 21, 2014 10:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والتاسعة والسبعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فى لا اضاءة له )

الفكرة في عظمة الباري وتوحيده نور
فإذا كان القلب مشغولاً بالفكرة في عظمة الحق فهو منور
بنور الحق , وإذا خلا من الفكرة في الحق دخلته الفكرة
في الأغيار وهي ظلمة , ولا تجتمع الظلمة والنور أبداً
فالكفرة سراج القلب
فإذا ذهبت الفكرة في الحق انطفأ نوره بدخول ظلمة الكون
فلا إضاءة له , ولذلك قال الجنيد رضي الله عنه :
أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الله في ميدان الفكرة على
بساط التوحيد اهـ

وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
أربعة من حازهن فهو من الصديقين المقربين , ومن حاز منهن
ثلاثة فهو من أولياء الله المقربين , ومن حاز منهن اثنين فهو
من الشهداء المؤمنين , ومن حاز منهن واحدة فهو من عباد
الله الصالحين :
أولها : الذكر وبساطه العمل الصالح وثمرته النور
الثاني : الفكرة وبساطة الصبر وثمرته العلم
الثالث : الفقر وبساطه الشكر وثمرته المزيد منه
الرابع : الحب وبساطه بغض الدنيا وأهلها , وثمرته
الوصول إلى المحبوب

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 03, 2014 9:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الفكرة فكرتان :
فكرة تصديق وإيمان , وفكرة شهود وعيان )

فكرة أهل التصديق والإيمان هي سير القلب في ميادين الأغيار
فهم يتفكرون في المصنوعات , ليتوصلوا إلى معرفة الصانع
وقدرته وعلمه وحياته وغير ذلك من سائر صفاته
وهم الذين قال الله فيهم : { يؤمنون بالغيب }

وفكرة أهل الشهود والعيان هي سير الروح في ميادين الأنوار
قد انقلبت الأغيار في حقهم أنواراً , والدلائل مدلولات
والغيب شهادة , وهم الذين أطلعهم الله على سر
قوله تعالى :
{ قل انظروا ماذا في السموات والأرض }

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 09, 2014 10:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والواحد والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :


( فالأولى لأرباب الإعتبار )

الفكرة الأولى وهي فكرة تصديق وإيمان لأصحاب الاعتبار
وهم أهل الاستدال يستدلون بالصنعة على الصانع
وهم السائرون إلى الله بأنوار التوجه

( والثانية لأرباب الشهود والإستبصار )

الفكرة الثانية وهي فكرة شهود وعيان
هي لأرباب الشهود والاستبصار لأنهم ترقوا من شهود
الدليل إلى المدلول , ومن الأثر إلى المؤثر
ومن الأغيار إلى شهود الأنوار , ومن الفرق إلى الجمع
ومن الملك إلى الملكوت , فما يشهدون إلا أنوار الملكوت
تدفقت وانصبت من بحار الجبروت , فهم غرقي في بحار
الأنوار , مطموس عنهم وجود الآثار , فإن ردوا إليه
رأوه قائماً بالله ومن الله وإلى الله
فما أعظم قدرهم عند الله وفي مثلهم قال القائل :

هم الرجال وغبن أن يقال لمن
لم يتصف بمعانى وصفهم رجل

حققنا الله بما حققهم به آمين .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 22, 2014 2:54 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثانى والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( أما بعد , فإن البدايات مجلاة النهايات )

البدايات ما يظهر على المريد في أول دخوله من مجاهدة
ومكابدة وصدق وتصديق , وهو مظهر ومجلاة للنهايات
أي يتجلى فيها ما يكون في النهايات

فمن أشرقت بدايته أشرقت نهايته

فمن رأيناه جاداً في طلب الحق , باذلاً نفسه وفلسه
وروحه وعزه وجاهه ابتغاء الوصول إلى التحقق بالعبودية
والقيام بوظائف الربوبية , علمنا إشراق نهايته
بالوصول إلى محبوبه

وإذا رأيناه مقصراً في ذلك علمنا قصوره عما هنالك
وأنشدوا :

بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلى سهر الليالى

تريد العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلــــب اللآلي

وبالجملة من رأيته صادق العزم في البداية , فاعلم أنه
من أهل العناية
ومن كان في سلوكه معتمداً على الله ومفوضاً أمره
إلى الله كانت غاية سلوكه الوصول إلى الله

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 31, 2014 2:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثالث والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ومن كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته )

البداية بالله هي أن لا يرى لنفسه حولاً ولا قوة
لا في عمل , ولا في حال , ولا في مجاهدة , ولا مكابدة
بل ما يبرز منها من الأعمال أو من الأحوال رآه منة من الله
وهدية إليه , فإن كان هكذا فقد صحت بالله بدايته
وإليه تكون نهايته .

ومما يتأكد النظر إليه في البداية تصحيح ما يفتقر إليه في سلوكه
من علم الشريعة وعلم الطريقة , فالعمل بلا علم جناية
والعلم بلا عمل وسيلة بلا غاية وفي ذلك قيل :

إذا كنت ذا عمل ولم تك عالماً ... فأنت كذى رجل وليس له نعل
وإن كنت ذا علم ولم تك عاملاً ... فأنت كذى نعل وليس به رجل
جوادك مسبوق إلى كل غاية ... وهل ذو جوادٍ رئ يسبقه البغل

وقد ذيلتها ببيت تكميلاً للأقسام فقلت :

وإن كنت ذا علم وحال وهمة ... جوادك سابق يصح له الوصل

فإذا حصل المريد ما يحتاج إليه في بدايته من إتقان طهارته
وصلاته وصومه فليشتغل بطاعة ربه , ويعرض عما يشغله عنه


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 09, 2014 5:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والرابع والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( والمشتغل به هو الذي أحببته وسارعت إليه
والمنشغل عنه هو المؤثر عليه )

أل موصولة في الموضعين أي الذي تشتغل به في جميع
أوقاتك وتصرف إليه كليتك هو الحبيب الذي تسارع إليه
وأفضل أشغالك ذكره , وليكن ذكراً واحداً وقصدًا واحداً
تبلغ مرادك إن شاء الله
والذي تشتغل عنه , أى تغيب عنه هو المؤثر عليه بفتح الثاء
أى هو الذي تركته وآثرت حب الله عليه .

والحاصل : أن الذى تشتغل به وتقصده هو الذى أحببته
وسارعت إليه , والذى تغيب عنه هو الذى تركته
وآثرت حب الله عليه , فلا جرم أن الله يبلغك ما تريد :
" أن الله يرزق العبد على قدر همته " وأنشدوا :

إذا العبد ألقى بين عينيه عزمه
وأعرض عن كل الشواغل جانباً

فقد زال عنه العار بالعزم جالباً
عليه قضاء الله ما كان جالباً

وقيل أن علامة الصادق أن لا يرضى بدون الغاية أبداً
مع أن الغاية لا تدرك أبداً , وقال الفضيل :
من رأيتموه وكلامه حكمة , وصمته فكرة , ونظره عبرة
فلا تهتموا منه , فإنه قد قطع عمره في عبادة , وسلوكه
أبداً في زيادة , ومن رأيتموه يطيل الأمل ويسئ العمل
فاعلموا أن داءه عضال اهـ
وأعظم ما يشتغل عنه المريد ويغيب عنه حب الدنيا فانه
سم قاطع ولا يمكن السير إلى الله بصفاء القلوب مع بقاء
شئ منها وقليلها ككثيرها .

روى أن بعض المريدين قام ليلاً لعبادته فلم يجد قلبه , فقال :
إذا أصبحت شكوت هذه الوسوسة للشيخ , فوقف الشيطان
على الشيخ وقال : أن فلاناً يريد أن يشكوني وأنا ما ظلمته
إن الدنيا بستاني وأنا أحرسها , فمن أخذ مني شيئاً لا أتركه
حتى يترك ما أخذ , فلما أصبح جاء الشيخ فقال له الشيخ :
جاء إبليس يشتكي منك , ما الذي أخذت له ؟
فقال : يا سيدي خلق ثوبي فطلبت إبرة لأرقعه , فقال له
أخرجها له , وقل لنفسك الموت أقرب من ذلك , فطرحها
فوجد قلبه , وأنشدوا :

لا تحقرن ضعيفاً عند رؤيته ... أن البعوضة تدمى مقلة الأسد
وللشرارة حقرٌ حين تنظرها ... وربما أضرمت ناراً على بلد

ثم هذا الذي تشتغل به وتسارع إليه هو أيضاً يطلبك
ويسارع إليك وأن تقربت إليه شبراً تقرب إليك ذراعاً

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 14, 2014 1:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والخامس والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ومن أيقن أن الله يطلبه صدق الطلب إليه)

اليقين : هو سكون القلب وطمأنينته بحيث لم يبق فيه
اضطراب ولا ريب في جميع الأمور .

وطلب الله لعبده من وجود :
منها : أنه يطلبه بالقيام بحقوق العبودية ووظائف الربوبية
ومنها : أنه يطلبه بالتوجه إليه والفرار مما سواه
ويطلبه بالعكوف في حضرته على بساط الأدب والمحبة
فمن أيقن أن الله يطلبه بهذه الوجوه صدق الطلب إليه
وصدق الطلب هو أفراد القلب والقالب لجهة المطلوب
بحيث لم يبق له التفات لغيره
فلم يثق إلا به
ولا يعتمد إلا عليه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 15, 2014 12:50 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد أغسطس 04, 2013 4:28 am
مشاركات: 1140
لم نتوقف عن المتابعات

وارسال اجمل التمنيات

فى انتظار ما هو آت

جزاكم الله كل الخيرات

وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 20, 2014 12:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

الأخت الحبيبة الغالية مريدة

شكراً لحضرتك وربنا يكرمك ويمتعك بالصحة والعافية والقوة

==================================

معنا اليوم الحكمة المائتان والسادس والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ومن علم أن الأمر كله بيده انجمع بالتوكل عليه )

قال تعالى : { وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه }

وقال :{ قل إن الأمر كله لله }

فمن علم أن الأمور كلها بيد الله أمر الدنيا وأمر الآخرة
والنفوس والقلوب , لم يبق له نظر إلى سواه
وانجمع بكليته عليه , قال تعالى :
{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه }
أي كافيه , ومن كان الله كافيه ماذا يفوته ؟

حكى عن بعض المشايخ أنه دخل برية الحجاز مع أصحابه
بغير زاد , فلما طالت عليهم المدة وأجهدهم الجوع
انحرف الشيخ عن الطريق وهز شجرة فأسقطت رطباً جنياً
فأكلوا منها إلا شاباً , فقال له الشيخ لم لم تأكل ؟
قال : إني نويت التوكل على الله ورفضت الأسباب جملة
فكيف أجعلك عندي يمنزلة السبب حتى تكون النفس
متشوقة لما علمت منك , ثم لم يصحبهم تصحيحاً ليقينه
واتمام لعقده .

ومما يعين على تحقيق اليقين وصدق التوكل
رفض الدنيا وأهلها

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 20, 2014 12:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بارك الله لك أختى الغالية المهاجرة وجزاك خيرا

( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) النساء 81.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 20, 2014 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
شكراً لكى ملهمة حبيبتى

ربنا يخليكى يارب ويكرمك ويجمعنا دائماً فى الخير



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 27, 2014 3:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسابع والثمانون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وأنه لا بد لناء هذا الوجود أن تنهدم دعائمه , وأن تسلب كرائمه )

قد حكم الله على هذا الوجود الظاهر أن يصير باطناً فلا بد
أن تنهدم دعائمه وهي ما يستقل به وجوده في العادة وهي
هنا استعارة عن هدم وجوده وتبديله في خلق آخر
قال تعالى : { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات }
وقال تعالى : { كل شيء هالك إلا وجهه }

على تأويل أهل الظاهر , ولا بد أيضاً أن تسلب كرائمه
والمراد زوال بهجته وجماله , وهي زينة الدنيا التي ذكرها
الله بقوله : { زين للناس حب الشهوات }

فمن تيقن بفناء هذا الوجود وزوال هذا العرض الفاني
جعل الدنيا محلا للعبور يعبر منها إلى دار البقاء
فيصبر على شدتها ولأوائها حتى تنقضى عنه أيام الدنيا
فهذا هو العاقل

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 20, 21, 22, 23, 24, 25, 26 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط