[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align] ثم الصلاة والسلام على خير خلق الله آجمعين سيدنا محمد الأمين, وعلى آله الطيبين الطاهرين, وعلى التابعين باحسان الى يوم الدين وعلينا معهم بمنكم وكرمكم يا أكرم ألأكرمين, آمين وبعد : ذكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز أبن باز رحمه الله تعالى في معرض رده على سائل السؤال رقم (57) من سلسلسة فتاوى نور على الدرب, انار الله دروب العارفين
(والنبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أبي وأباك في النار لرجل سأله عن أبيه قال أين أبي فقال في النار فلما رأى ما في وجهه من التغير قال إن أبي وأباك في النار حتى يتسلى بذلك، وأنه ليس خاصا بأبيه، ولعل هذين بلغتهما الحجة، فلعل أبا الرجل وأبا النبي صلى الله عليه وسلم بلغتهما الحجة. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. والحق ان الحديث قد أشار الى صراحة ان (أبو) النبي محمد صلى الله عليه وسلم في النار, مع ابا ذلك الرجل السائل, الذي قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يسلم بعد, وقد كان محبا لأباه, الذي أدرك بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وبلغته دعوة الحق والأيمان فتقاعس عن الاجابه, حتى مات على ذلك, فقدم ابنه يسأل عنه رسول الله, وقد أجابه المصطفى بقول الحق تبارك وتعالى في أن من انذر فلا غذر له, وقد صدم ذلك الصحابي لهول ما بلغ به, من أن أباه في النار, فكسر قلبه شفقة ورحمة على أبيه, وقد لاحظ المصطفى عليه الصلاة والسلام ذلك الأثر البالغ الذي اصاب الرجل حزنا على ما آل اليه حال أباه, فواساه المصطفى عليه الصلاة والسلام بأن ذلك حكم الله عز وجل وأمره نافذ على ابي واباك, فالاسلام لا يفرق بين الناس الا بالايمان بالله تعالى,وورد انه قال له صلى الله عليه وسلم( ابي وأباك في النار) فعاد ذلك الصحابي بعد أن أراد ان يذهب بعيدا عن سيدنا محمد ليقف أمامه ويقول بابي انت وامي يارسول الله انا وانت سواء في هذا المصاب, ويعلن اسلامه, ويشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله, ويصبح من اصحاب سيدنا محمد الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه. وهذه حكمة الرسول الكريم الذي واساه في ما اصابه بقول حق" فعم الرسول" ابولهب" ابن عبد المطلب ايضا بلغته دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كمثل حال ابا الرجل, ولا كنه استكبر فأصلاه الله تعالى نارا ذات لهب,و تطلق كلمة الأب في اللغة(على الجد و العم والمربي) كما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالة في سورة البقرة(( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133).فابراهيم عليه السلام جد واسماعيل واسحاق عليهم السلام أعمام, ويوضح ذلك بجلاء قول الشاعر العربي الكبير الفرزدق رحمه الله تعالى, الذي كان يقول لجرير في معرض فخره بآباءه اي أجدادة وأعمامة. (اولائك آبائي فجئني بمثلهم ** اذا جمعتنا ياجرير المجامع), وهكذا يستبين لك بوضوح ان العرب, تستخدم كلمة الأب للأشارة الى الجد أو العم.وهو نوع من التكريم. ولا شك ولا ريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حزن ايضا لما اصاب( أباه) ابا لهب, فقد كان غاية مناه أن يدخل جميع الناس الجنة.فكيف بالاقربين, ولاكن الله تعالى قد قضي قوله (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص. وانني استغرب من الذين يقصرون محبة النبي محمد عليه وعلى آله اتم الصلاة والسلام, على عمه ابو طالب, فالنبي كان محب لجميع البشرية وهو مرسل للناس كافة, وقد احب امته وقومه والبشريه جمعا حبا عظيما لم يصل اليه احد من المرسلين عليهم من الله التسليم, ولا غرابة في ذلك اذا ما علم انه شفيعهم يوم القيامة. فلعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قصد عمه ابا لهب الذي سيصلى نارا ذت لهب بنص القرآن الكريم., اما اباه عبدالله عليه من الله السلام فلم يذكره في موضوعة وكل الذين ذهبوا اليه انما استندوا الى قول الرسول للرجل ابي وأباك في النار, ولاكن الرسول كان دائم الفخر بأباه عبدالله وقد روي انه كان يقول في المعارك (( أنا النبي لأكذب أنا أبن عبدالمطلب)) ولا شك ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم ولن يفخر به لولا جدارة سيدنا عبدالله بهذا الفخر, نعم والله لا ينطق ابنه الا حقا. وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى .
وبذلك يتضح لك المقام أن قول الشيخ رحمه الله تعالى (، فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن ما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم؛ فلهذا قامت عليه الحجة. قول لا تقوم به حجة ولا يعقد عليه رأي. والله سبحانه و تعالى أعلم والحمد الله رب العالمين.والى لقاء قريب لأستكمال آخر تعليق على فتوى الشيخ رحمه الله تعالى آمين.
_________________ وليي هو الله نعم الولي ****** يدبر حالي ومستقبلي
شعاري شعار الامام علي ***** رضيت بما قسم الله لي
واشدو بماقاله المرتضى ****** كما احسن الله فيما مضي
كذالك يحسن فيما بقي
|