[marq=right]
وهذا ما سمحت به الإشارة إلا أن التصريح هلاك والصمت احتراق والله ولي الرشاد ولو نازعنا ألف حبشي [/marq]
[align=center]كتب الشاذلي القاوقجي في الرد علي مكذبي أولية النور المحمدي
في محاورة بديعة هادئه قوية الدليل ثابتة الحجة مع أحد المجادلين أو قل المكذبين :
فاليك المحاورة الراقية .
محاورة الواثق بالدليل و " بالحق المبين "[/align]
[align=center] فور أن كتبت " بالحق المبين "
سمعت القرآن يتلوا حالا .. الآن .
(( انك علي الحق المبين )) _ سورة النمل _
علي الحق المبين أنت يا قاوقجي
أقسم بالله تتلي من خلال اذاعة القرآن الكريم[/align]
[fot][align=center]واليكم المحاورة التي هزتني
ببراهينها وقوتها ونورانيتها وبكل اسرارها وسرها
فأنتبهوا
انها أنوار فلا تطفؤوها اخواني [/align][/fot]
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
ذي الشان . عظيم البرهان . شديد السلطان . ما شاء الله كان
أعوذ بالله من الشيطان
الحمد لله رب العالمين
حمداً يفوق حمد الحامدين
وصلى الله وسلم على مولانا محـمـد سيد المرسلين
وعلى آله ووالديه وأصحابه والتابعين
[align=center]أما بعد ..
يا عزيزي .. أصلحني الله وإياك
قال الله تعالى
"( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )"
وأذكرك
بقول الله الواحد القهار تعالى
"( وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا )"
وقوله سبحانه تعالى عـزّ وجل
"( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ )"
" وخَصِمُون " .. أي شديد الخصومة بالباطل
وقول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم
"( الدين يسر ولن يشادَّ هذا الدين أحدٌ إلا غَلبهُ )"
وقول الإمام العارف الشعرانيّ
عن شيخه قطب زمانه سيدي علي الخواص قُدس سرهما
فيما نقلناه لكم ص ( 10 ) من موضوعنا هذا
ما نصه ..
وسمعته مراراً يقول :
الجدال في الشريعة من بقايا النفاق
لأنه يراد به إدحاض حجة الغير من العلماء
وقد قال تعالى :
"( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )"
فنفي تعالى الإيمان عمن يجد في الحكم عليه بالشريعة حرجاً وضيقاً .
وقال صلى الله عليه وسلم عند نبي لا ينبغي التنازع
ومعلوم أن نزاع الإنسان لعلماء شريعته وجدالهم وطلب إدحاض حججهم التي هي الحق كالجدال معه صلى الله عليه وسلم وإن تفاوت المقام في العلم فإن العلماء على مدرجة الرسل درجوا ،
وكما يجب علينا الإيمان والتصديق بكل ما جاءت به الرسل وإن لم نفهم حكمته فكذلك يجب علينا الإيمان والتصديق بكلام الأئمة ، وإن لم نفهم علته حتى يأتينا عن الشارع ما يخالفه . أ.هـ " الميزان الكبرى " للعارف الشعراني قُدس سره
وعليه .. فافهم ترشد
"( التروي مهم )"
"( وهذه مقدمة أضعها بين يدي القاريء الكريم ..
لنتعلم سوياً كيف نتحدث عن أئمة الأمة بكلام أديب )"[/align]
[align=center]قال
العلامة الفهامة اللبيب والجهبذ الكامل الحسيب
ولي الله بلا نزاع
عبد الوهاب الشعراني " الإمام "
عليه رحمة الله على الدوام
ورضي تعالى عنه
البصير بدينه وتصوفه
في كتابه
" الميزان الكبرى " [/align][align=center]ما نصه ..
طلب الشارع منا الوفاق وعدم الخلاف في قوله تعالى :
"( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )" ..
أي بالأرآء التي لا يشهد لموافقتها كتاب ولا سنة .
وأما ما شهد له الكتاب والسنة فهو من جمع الدين لا من تفرقته .
ومن الدليل على ذلك أيضاً قوله تعالى : "( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ )" ، وقوله تعالى : "( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )" ، وقوله تعالى : "( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )" ، وقوله تعالى : "( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )" ، وقوله تعالى : "( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )"
وأما الأحاديث في ذلك فكثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : "( الدين يسر ولن يشادَّ هذا الدين أحدٌ إلا غَلبهُ )" ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لمن بايعه على السمع والطاعة "( في المُنشِطِ والمكرهِ فيما استطعتم )" ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : "( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )" ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : "( اختلاف أمتي رحمة )" أي توسعة عليهم وعلى أتباعهم في وقائع الأحوال المتعلقة بفروع الشريعة ، وليس المراد اختلافهم في الأصول كالتوحيد وتوابعه ، وقال بعضهم : المراد به اختلافهم في أمر معاشهم . وسيأتي أن السلف كانوا يكرهون لفظ الاختلاف ويقولون إنما ذلك توسعه خوفاً أن يفهم أحد من العوامّ من الاختلاف خلاف المراد .[/align]
[align=center]وقد كان
سفيان الثوري رحمه الله تعالى
يقول ..
لا تقولوا اختلف العلماء في كذا وقولوا قد وسع العلماء على الأمة بكذا .
إلى أن قال رضي الله تعالى عنه .. [/align]
[align=center]ما نصه :
فعلم أن من طعن في صحة هذه الميزان
لا يخلو إما أن يطعن فيما شددت فيه أو خففت فيه لكون إمامه قال بضده .
فقل له : إن كلاً من هذين الأمرين جاءت به الشريعة وإمامك لا يجهل مثل ذلك
فإذا أخذ إمامك بتخفيف أو تشديد فهو مسلم لمن أخذ بالمرتبة الأخرى ضرورة
فيجب على كل مقلد اعتقاد أن إمامه لو عرض عليه حال من عجز عن فعل العزيمة التي قال بها لأفتاه بالرخصة التي قال بها غيره اجتهاداً منه لهذا العاجز لا تقليداً لذلك الإمام الذي قال بها ، أو كان يقرّ ذلك المجتهد على الفتوى بها ، وكل من أمعن النظر في كلام الأئمة المجتهدين رضي الله عنهم وجد كل مجتهد يخفف تارة ويشدّد أخرى بحسب ما ظفر به من أدلة الشريعة ، فإن كل مجتهد تابع لما وجد من كلام الشارع لا يخرج في استنباطه عنه أبداً ، وغاية كلام المجتهد أنه أوضح كلام الشارع للعامة بلسان يفهموه لما عندهم من الحجاب الذي هو كناية هنا عن عدم التوفيق لما يحتاج إليه من طرق الفهم الذي يفتقر معه إلى توفيق كلام احد من الخلق سوى كلام رسول الله " صلى الله عليه وسلم " الثابت عنه ، ولو أن حجابهم رفع لفهموا كلام الشارع كما فهمه المجتهدون ولم يحتاجوا إلى من يشرحه لهم ، وقد قدمنا آنفاً أن أحداً من المجتهدين لم يشدد في أمر أو يخفف فيه إلا تبعاً للشارع ، فما رأى الشارع شدّد فيه شدّد وما رآه خفف فيه خفف قياماً بواجب شعائر الدين ، سواء أوقع التشديد في فعل الأمر أم اجتناب النهي وجميع المجتهدين على ذلك كما يعرف من سير مذاهبهم .
وإيضاح ذلك :
أن كل ما رآه الأئمة يخل بشعار الدين فعلاً أو تركاً أبقوه على التشديد ،
وكل ما رأوا أن به كمال شعار الدين لا غير ولا يظهر به نقص فيه أبقوه على التخفيف
إذ هم أمناء الشارع على شريعته من بعده وهم الحكماء العلماء فافهم .
إلى أن قال رضي الله تعالى عنه ..
ما نصه :
فإن قلت : فإذا كان من كمال شريعة سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " التي اختص بها انها جاءت على ما ذكر من التخفيف والتشديد الذي لايشق على الأمة كل تلك المشقة وبذلك ونحوه كان " صلى الله عليه وسلم " رحمة للعالمين في تكميل أديانهم ودفع ما فيه مشقة عليهم .
فالجواب : نعم وهو كذلك فرحم " صلى الله عليه وسلم " أقوياء أمته بأمرهم باكتسابهم الفضائل والمراتب العلية وذلك بفعل العزائم التي يترقون بها في درجات الجنة ، ورحم الضعفاء بعدم تكليفهم ما لا يطيقونه مع توفر أجورهم كما ورد في حق من مرض أو سافر من أن الحق تعالى يأمر الملائكة أن يكتبوا له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ، فعلم أن الشريعة لو كانت جاءت على إحدى مرتبتي الميزان فقط لكان فيها حرج شديد على الأمة في قسم التشديد ولم يظهر للدين شعار في قسم التخفيف ، وكان من قلد إماماً في مسألة قال فيها بالتشديد لا يجوز العمل بقول غيره في مضايق الأحوال والضرورات ، فكانت المشقة تعظم على الأمة بذلك ، فالحمد لله الذي جاءت شريعة نبينا محمد " صلى الله عليه وسلم " على أكمل حال بحكم الاعتدال ، فلا يوجد فيها شيء فيه مشقة على شخص إلا ويوجد فيها شيء آخر فيه التخفيف عليه إما حديث أو أثر أو قول إمام آخر أو قول في مذهب ذلك المشدد مرجوح يخفف عنه .
فإن قلت : فما الجواب إن نازعنا أحد فيما قلناه من المقلدين الذين يعتقدون أن الشريعة جاءت على مرتبة واحدة وهي ما عليه إمامه فقط ويرى غير قول إمامه خطأ يحتمل الصواب ؟
قلنا له : الجواب أننا نقيم عليه الحجة من فعل نفسه وذلك أننا نراه يقلد غير إمامه في بعض الوقائع
فنقول له : هل صار مذهب إمامك فاسداً حال عملك بقول غيره ومذهب الغير صحيحاً أم مذهبك باق على صحته حال عملك بقول غيره ولعله لا يجد له جواباً سديداً يجيبك به أبداً على وجه الحق .
وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول :
لا يكمل لمؤمن العمل بالشريعة كلها وهو متقلد بمذهب واحد أبداً ،
ولو قال صاحبه إذا صح الحديث فهو مذهبي
لترك ذلك المقلد الأخذ بأحاديث كثيرة صحت عند غير إمامه ،
وهذا من ذلك المقلد عمي في البصيرة عن طريق هذه الميزان
وعدم فهمه لكلام إمامه رضي الله تعالى عنه ،
إذ لو كان إمامه يقول من نفسه الشريعة
إنه أدرى بشأن نصوص رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
من كل أحد لما كان يقول رضي الله عنه : إذا صح الحديث أي بعدي فهو مذهبي
والله أعلم انتهى .
وهو كلام نفيس فإن الشريعة إنما تكمل أحكامها بضم جميع الأحاديث والمذاهب بعضها إلى بعض حتى تصير كأنها مذهب واحد ذو مرتبتين ، وكل من اتسع نظره وتبحر في الشريعة واطلع على أقوال علمائها في سائر الأدوار وجد الشريعة منسوجة من الآيات والأخبار والآثار وسداها ولحمتها منها ، وكل من أخرج حديثاً أو أثراً أو قولاً من أقوال علمائها عنها فهو قاصر جاهل ونقص علمه بذلك وكان علمه كالثوب الذي نقص من قيامه أو لحمته سلك أو أكثر بحسب ما يقتضيه الحال ،
فالشريعة الكاملة حقيقة هي المذاهب الصحيحة بأقوالها لمن عقل واستبصر ، فضم يا أخي جميع أحاديث الشريعة وآثارها وأقوال علمائها إلى بعضها بعضاً وحينئذ يظهر لك كما عظمة الشريعة وعظمة هذا الميزان ، ثم انظر إليها بعد الضم تجدها كلها لا تخرج عن مرتبتي تخفيف وتشديد أبداً وقد تحققنا بهذا المشهد ولله الحمد منذ سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة .
فإن قلت : فما أصنع بالأحاديث التي صحت بعد موت إمامي ولم يأخذ بها ؟
فالجواب : الذي ينبغي لك أن تعمل بها فإن إمامك لو ظفر بها وصحت عنده لربما كان أمرك بها فإن الأئمة كلهم أسرى في يد الشريعة كما سيأتي بيانه في فصل تبريهم من الرأي ، ومن فعل مثل ذلك فقد حاز الخير بكلتا يده ، ومن قال : لا أعمل بحديث إلا إن أخذ به إمامي فإنه خير كثير كما عليه كثير من المقلدين لأئمة المذاهب وكان الأولى لهم العمل بكل حديث صح بعد إمامهم تنفيذاً لوصية الأئمة فإن اعتقادنا فيهم أنهم لو عاشوا وظفروا بتلك الأحاديث التي صحت بعدهم لأخذوا بها وعملوا بها وتركوا كل قياس كانوا قاسوه ، وكل قول كانوا قالوه ، وقد بلغنا من طرق صحيحة أن الإمام الشافعي أرسل يقول للإمام أحمد بن حنبل إذا صح عندكم حديث فأعلمونا به لنأخذ به ونترك كل قول قلناه قبل ذلك أو قاله غيرنا فإنكم أحفظ للحديث ونحن أعلم به انتهى .
" الميزان الكبرى " للإمام الشعراني رضي الله تعالى عنه
أما عن قولك .. [/align]
[align=center]اقتباس:
لا أجد في هذا التفسير معنى مستقيمًا ولا تأويلاً مقبولاً [/align]
[align=center]فأقول لك .. فيما أوردنا كفاية لأرباب العناية ،
"( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )"
وأستأنس هنا بما رواه الإمام البخاري في صحيحه .. ما نصه :
َقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( كُونُوا رَبَّانِيِّينَ )
حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ .
وأيضاً بما رواه الإمام الدارمي في سننه .. ما نصه :
عَنِ الضَّحَّاكِ ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ )
قَالَ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَنْ يَكُونَ فَقِيهًا .
وأيضاً بوصية سيدي عبد الكريم الجيلي
سبط الغوث الأعظم شيخنا عبد القادر الجيلاني
رضي الله تعالى عنهما
القائل في " الإسفار "
ما نصه ..
"( وصية يا أخي لا تجادل فقهاء الشريعة )"
وصية يا أخي لا تجادل فقهاء الشريعة رضوان الله عليهم على طريق أهل الله ،
فإنهم أهل حق وقفوا عند الظاهر لأن استعدادهم الغير المجعول أعطي ذلك ،
وإن جادلتهم فجادلهم بالتي هي أحسن :
"( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )"
أما عن نقلك عن .. [/align]
[align=center]اقتباس:
الأصفهاني في كتاب مفردات ألفاظ القرءان
وأبو حيان رحمه الله في البحر المحيط [/align]
[align=center]فنقلك يؤيد ما ذكرنا .. وما ذهَبَتْ إليه بنات أفكارك
" باطل "
.. لوجوه : [/align]
[align=center]قال شيخنا
صاحب القبضة والسر والتعريش
مولاي عبد السلام بن مشيش
شيخ العارف الشاذلي
في صلواته ..
ما نصه : [/align]
[align=center]"( وله تضاءلت الفهوم .. فلم يدركه منا سابق ولا لاحق )" [/align]
[align=center]وهنا يقول شيخنا
مفخرة بلادكم شيخ المسلمين
نقطة البيكارة بين أكابر الأئمة المتأخرين
الذي على أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز
الشريف الحسني الإمام أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي
رضي الله تعالى عنه
في كتابه
" نفائس التفتيش في شرح صلاة ابن مشيش "
ويسمى
" بالمنح العجيب على الفتح القريب "
ما نصه ..
عند قول المصنف
" وله تضاءلت الفهوم "
أي تصاغرت وتقاصرت ....... إلى أن قال رضي الله تعالى عنه ..
ما نصه :
قال أبو حراش[/align]
[align=center]وما بعد ان قد هدني الدهر هدة = تضال لها جسمي ورق لها عظمي
تضأل وتضائل الرجل أخفى شخصه
قاعداً وتصاغر وتضاءل الشيء إذا انقبض وانضم بعضه إلى بعض
حتى صغر وصاد دقيقا .. وأنشدوا :
فتى قُدّ قَدّ السيف لا متضائل = ولا رهل البّاته وبآدله
وقال غيره :
تُعِدّ الجياد الجُوّ والكُمْتَ كالقنا = وكل دلاصٍ نسجها متضايل
أي دقيق ، والفهوم جمع فهم الخ .
وهو هيئة تحصل للنفس تحقق بها ما يحس .
وقيل سرعة انتقال النفس من الأمور الخارجة لغيرها .
والفهم العلم بالشيء أيضاً .
والمعنى تصاغرت فهوم الخلائق عن ما جاء به من العلوم والأسرار .
والمعارف الأبكار . لأن موارد فهومهم حَضيضه فرشيه وموارد فهومه سماوية عرشية .
أو تضاءلت عن إدراك حقيقته " صلى الله عليه وسلم " لأنها من نور الحق .
وقال عليه السلام . لا يعلم حقيقتي غير ربي . [/align][align=center]وقال سيد التابعين أويس القرني للصحابة [/align]
[fot][align=center]"( ما رأيتم من رسول الله " صلى الله عليه وسلم " إلا ظله )
" قالوا ولا ابن أبي قحافة .
قال : "( ولا ابن أبي قحافة )" .
ولما ذُكر هذا عند الإمام أبي الحسن الشاذلي
قال : صدق أويس .
أن علياً كان مقامه ادراك نفس رسول الله .
وعثمان ادراك قلبه .
وعمر ادراك عقله .
وأبا بكر ادراك روحه ،
وحقيقته " صلى الله عليه وسلم "
سر لطيف من أسرار الحق لا يطلع عليه في هذه الدار سوى الرب جل جلاله .
ولا يكشفه أحد غيره .
إذ حقيقته عليه السلام أحمدية من السر المكنون .
والأمر المصون الذي انفرد به تعالى .
وما أدرك المؤمنون منه إلا ظاهر صورته المحمدية .
وهو الذي عبر عنه أويس بالظل[/align][/fot]
[align=center] وهذا معنى قول البوصيري :[/align]
[align=center]
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى = للقرب والبعد فيه غير منفحِم
أي غير معجوز عنه .
والمعنى أن القريب منه " صلى الله عليه وسلم "
والبعيد عنه عاجز عن ادراك حقيقته
وأوضحه بقوله :
كالشمس تظهر للعينين من بعد = صغيره وتكل الطرف من أمم
"( فلم يدركه )" بسبب تقصيرنا
ولقصر باعنا لم يلحق ثناءه العالي في جميع علومه وفهومه
"( منا )" معاشر الموجودات العلوية والسفلية
"( سابق )" في الظهور والرتبة
"( ولا لاحق )" فيهما مع وجود الرابطة الحِيبة الامدادية والنسبية
وقد قيل :
وأين السها عن اكمه في مراده = وأين الثريا من يد المتطاول
فهو " صلى الله عليه وسلم " السابق في الأولية النوارنية
واللاحق بالآخرية الظهورية
في المرتبتين الغيبيَّة والعينية .
وإلى ذلك أشار بقوله " صلى الله عليه وسلم
" نحن الآخرون الأولون .
وبقوله : " أنا يعسوب الأرواح " أي أصلها وكبيرها
المقدم عليها رتبة وامداداً اسعافا واسعادا . [/align]
[align=center]قال العارف مصطفى البكري : [/align] [align=center]وإذا كان هو الأصل السابق فكيف يلحقه الفرع اللاحق هذا لا يطابق .
أو المعنى لم يقف أحد على حقيقته في الدنيا
وأما في الآخرة فتدرك لكشف الحجاب عن
إنما مثلوا صفاتك لل = ناس كما مثّل النجوم الماء
يعني أن الأنبياء وغيرهم لم يعرفوا من أوصافه " صلى الله عليه وسلم "
إلا مثلها ونظير ذلك والنجوم ترى في الماء
فالناظر إنما يرى مثالها لا حقيقتها
لأن الإنسان لم يعرف إلا من دونه أو ساواه
وهو " صلى الله عليه وسلم "
أعلى الخلق قدراً قال صاحب البردة :
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته = قوم ينام تسلو عنه بالحلم
إلى أن قال عند قول المصنف
قُدس سرهما
"( ولا شيء إلا وهو به منوط )"
ما نصه ..
"( ولا شيء )"
لا نافية للجنس وشيء اسمها وهو أنكر النكرات
وخبرها محذوف تقديره موجود والجملة بعدها حالية
والشيء يطلق في اللغة على كل موجود حساً
كالأجسام أو حكماً كالأقوال
"( إلا )" أداة حصر "( وهو )" أي ذلك الشيء
"( به )" صلى الله عليه وسلم "( منوط )" متعلق فجميع الوجود مستمد من وجوده
ووارد من وروده إذ لولاه ما وجد الوجود .
ولا تم الورود .
فهو أس الخليقة وأصل ظهور الحقيقة . [/align]
[align=center]قال الشرف ابن الفارض قدس الله سره الغامض :[/align]
[align=center]
لولاك يا أحمد المحمود ما طلعت = شمس ولم تخرج الدنيا من العدم
فهو " صلى الله عليه وسلم " دائرة البحر المحيط
ومركز الفلك البسيط وطلسم الفلك الأطلس .
في بطون كنت كنز مخفيا فأحببت أن أعرف
وطاووس الملك المقدس ظهور فخلقت خلقاً عرفوني وبهم أعرف
ولما غشي الأنبياء أنواره . ولاحت لهم في ذلك الموطن أسراره .
قالوا ربنا من هذا الذي غشيتنا أنواره وتراءت لنا أزهاره .
قال نور محمد إن آمنتم به جعلتكم انبياء قالوا : آمنا به وبنبوته .
قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري أي عهدي
قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين
فكان " صلى الله عليه وسلم " بداءة نقطة الكائنات
القابلة للانفعال التكويني بما توجه عليها من أسماء الأفعال
المرتبطة بالمنفعل الوجودي إيجادا وامدادا كما يدل عليه حديث جابر المتقدم .
إلى أن قال رضي الله تعالى عنه ..
ما نصه :
قال سيدي علي وفا :
روح النبي قطب العوالم كلها = لو لاه ما تم الوجود لمن وجد
ونبه على ذلك الشرف الفارضي بلسان الترجمانية عنه عليه السلام
وإني وإن كنت بن آدم صورة = فلي فيه معنى شاهد بأبوتي
وهذا ومثله قد تحققه الصوفي
من حيث كشفه عن سره الممتد في الذوات الكاملة كلها .
وأما حظ غيره فانما هو التصديق لما ورد الخبر من ذلك . [/align]
[align=center]
قال سيدي محمد البكري :[/align]
[align=center]ما أرسل الرحمن أو يرسل = من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو في ملكه = من كل ما يختص أو يشمل
إلا وطه المصطفى عبده = نبيه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها = يعلم هذا كل من يعقل
انتهى . " نفائس التفتيش " للعارف القاوقجي قُدس سره [/align]
[align=center]وقال شيخنا
العلامة المحدث
عبد الله الصديق الغماري
"( الشـاذلي )"
رضي الله تعالى عنه
في كتابه
" الأحاديث المنتقاه في فضائل رسول الله "
ما نصه ..
قال المناوي في شرح الجامع الصغير
ما نصه: [/align]
[align=center]جعله الله حقيقة تقصر عقولنا عن معرفتها
وأفاض عليها وصف النبوة من ذلك الوقت ،
ثم لما انتهى الزمان بالاسم الباطن إلى الظاهر ظهر بكليته جسما وروحا اهـ.
وفي حديث الإسراء من رواية أبي هريرة :
وجعلني فاتحا وخاتما أي فاتحا لخلق الموجودات خاتما لظهور النبوات،
ولذا كان من أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم الفاتح الخاتم.
وقد أجاد في تقرير هذا المعنى وإيضاحه الإمام الحافظ تقي الدين السبكي
في رسالة التعظيم والمنة في ((لتؤمنن به ولتنصرنه))
وهي مطبوعة في فتاويه ،
ونقل كلامه الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى
والقسطلاني في المواهب اللدنية وغيرهما. أ.هـ
المصدر .. رباط الفقراء إلى الله [/align]
[align=center]ورحم الله العارف الجليل
الهائم في محبة مولانا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
الشيخ عبد المقصود محمد سالم
مؤسس جماعة تلاوة القرآن الكريم
القائل في كتابه " راحة الأرواح "
ما نصه ..
وكان يتكلم عن الحضرة المحمدية :[/align]
[align=center]"( وقد صحت له العبودية الكاملة التي لا يتقدمه فيها أحد من العالمين
فكان حقاً أول العابدين ،
وهو نور الله المتقلب في الساجدين ..
فكان صلى الله عليه وسلم بصر الوجود ، والشاهد والمشهود .
وليس المراد بالنور هنا المقابل للظلمة - كما يتبادر إلى بعض العقول ..
بل المراد به حقيقة خلقها الله تعالى
لا يعلم كنهها إلا هو جل شأنه . أ.هـ
" راحة الأرواح " [/align]
[align=center]
انظر ص ( 6 ) من موضوعنا هذا
وبها أيضاً .. انظر كلام العارف عبد الغني النابلسي
قُدس سره
تبرأنا ورب الكعبة
من القائل بأن
( نور النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يسمى شيئاً )
أبشع ما وصَلـَنا من المخالفات الفاسدة حتى الآن
أصاب الأزهـرُ ورب الكعبة
وعليه .. كن مستبصراً أنكم تتعاملون مع خير أمة أخرجت للناس
أما عن قولك ..[/align]
[align=center]اقتباس:
جاء في الفقرة الأولى منه ( أول ما خلق الله نور نبيك )
وفي الثانية ( خلقه من نوره ) ، فإن ضممنا هاتين العبارتين إلى بعضهما يصير المعنى :
( نور النبي مخلوق من نور كان قبله ) [/align]
[align=center]فنقول لك .. بل هذا زعمك خالفت به نص كتاب الله عزّ وجل
ولعلك لم تنتبه كالعادة
زعمت أنت .. أن نور النبي مخلوق من نور كان قبله .. وهذا باطل
فمعنى "( خلقه من نوره )" [/align]
[align=center]كما قال الأستاذ " جمال الدقاق " فيما نقله لنا أخونا
" الجعفري "
كان الله لنا ولهم أجمعين
ما نصه ..[/align]
[align=center]مثاله قوله تعالى : " فإذا نفخت فيه من روحي "
وقوله : " أن طهرا بيتي "
وقوله : " وسخر لكم مافي السموات وما في الأرض جميعاً منه "
ويؤيد هذا ما ذكره البيضاوي في تفسير قوله تعالى :
" ثم سواه ونفخ فيه من روحه " حيث قال :
أضافه على نفسه تشريفاً وإشعاراَ بأنه خلق عجيب وأن له مناسبة لحضرة الربوبية .
أ.هـ [ كشف الخفا جـ 1 ص 312 ] .
"( فثبت أن ما ندْفـَع عنه كالشمس )"
وعليه .. فافهم ترشد
أما عن قولك .. [/align]
[align=center]اقتباس:
ما نقل عن الأستاذ الدقاق : ( هذا وقد وردت أحاديث أخرى تؤيد هذا الحديث منها : ماجاء في أحكام ابن القطان مما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت نوراً بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ) اهـ
فهو أولاً غير صحيح [/align]
[align=center]
فعفواً .. جانبك الصواب .. أولاً وآخراً[/align]
[align=center]
قال سيدي
محدث الحرمين
العلامة السيد الدكتور
الشيخ محمد علوي المالكي
رضي الله تعالى عنه
في كتابه
" محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل "
ما نصه ..[/align]
[align=center]وهذه النورانية أصلية فيه " صلى الله عليه وسلم "
وهي أول ما خلق من الأنوار في الأكوان كما جاء ذلك في الحديث المشهور على الألسنة:
أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.
(قال في المواهب اللدنية: رواه عبد الرزاق الصنعاني بسنده عن جابر ج1 ص10)
قال الزرقاني: رواه البيهقي أيضاً ببعض المخالفة - ولا يعارضه حديث الترمذي:
(أول ما خلق الله القلم)
إذ يمكن الجمع بينهما بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور المحمدي،
وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه
- أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري.
ومما يثبت هذه النورانية المحمدية
ما رواه علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه،
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كنت نوراً بين يدي ربّي)
وهذا الحديث ذكره الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن القطان في أحكامه،
وابن القطان من نقاد الحديث المعروفين بصناعته
ومن أشد العلماء عناية بالرواية والحفظ والإتقان. [/align]
[align=center]وقال شيخنا
العلامة المحدث
عبد الله الصديق الغماري
"( الشـاذلي )" رضي الله تعالى عنه
في كتابه
" الأحاديث المنتقاه في فضائل رسول الله "
ما نصه ..[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ,
قال : (( وآدم بين الروح والجسد)) رواه الترمذي
وقال : حسن صحيح غريب.
(1) قوله متى وجبت لك النبوة ,
هكذا في الرواية وهي أيضا رواية الحاكم وأبي نعيم والبيهقي
وصححها الحاكم أيضا,
وفي رواية متى كتبت نبيا ؟
قال: (( كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد )),
وهذه رواية أبي عمر وإسماعيل بن نجيد في جزئه.
وفي رواية : متى كنت نبيا,
وهي رواية ميسر الآتية في الحديث الثاني
ومثلها في رواية ابن عباس عند البزار والطبراني وأبي نعيم
ورواية ابن أبي الجدعاء عند ابن سعد وابن قانع ورواية مطرف
بن عبد الله الشخير عند ابن سعد .
وفي رواية الشعبي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم :
متى استنبئت؟
قال : (( وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق )).
رواها ابن سعد أيضا لكن الراوي عن الشعبي جابر الجعفي,
وعن الصنابحي قال : قال ابن عمر:
متى جعلت نبيا؟
قال : (( وآدم منجدل في الطين )), رواه ابو نعيم في الدلائل,
وهذه الروايات متقاربة والمراد بها الإخبار
بوجوب نبوته أي ثبوتها لروحه الشريفة المخلوقة قبل الأرواح ,
وراية متى كتبت معنى الكتابة فيها الوجوب والثبوت في الخارج أيضا
فإن الكتابة تستعمل فيما هو واجب ظاهر في الخارج نحو:
(( كتب عليكم الصيام . كتب الله لأغلبن. كتب عليكم القصاص )) .
وحاصل المعنى أن الله أفاض على روح نبيه الشريفة أو حقيقته المحمدية
وصف النبوة في وقت كان آدم لا يزال طريحا على الأرض
قبل نفخ الروح فيه,
وإفاضة النبوة في هذا الوقت تستلزم تقدم خلقه على غيره كما هو ظاهر ,
ولهذا جاء من طرق عن قتادة عن الحسن
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى :
(( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم )) الآية
قال : (( كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث ,
فبدأ به قبلهم. رواه ابن أبي حاتم وغيره,
ورواه ابن سعد عن قتادة مرسلا بلفظ :
كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث, [/align]
[align=center]
قال المناوي في شرح الجامع الصغير
ما نصه: [/align] [align=center]جعله الله حقيقة تقصر عقولنا عن معرفتها وأفاض عليها وصف النبوة من ذلك الوقت ,
ثم لما انتهى الزمان بالاسم الباطن إلى الظاهر ظهر بكليته جسما وروحا اهـ.
وفي حديث الإسراء من رواية أبي هريرة :
وجعلني فاتحا وخاتما أي فاتحا لخلق الموجودات خاتما لظهور النبوات,
ولذا كان من أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم الفاتح الخاتم.
وقد أجاد في تقرير هذا المعنى وإيضاحه
الإمام الحافظ تقي الدين السبكي في رسالة التعظيم والمنة في
((لتؤمنن به ولتنصرنه))
وهي مطبوعة في فتاويه ,
ونقل كلامه الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى
والقسطلاني في المواهب اللدنية وغيرهما. [/align]
[align=center]((تنبيه))
عرض زكي مبارك في كتاب (التصوف الإسلامي)
لموضوع الحقيقة المحمدية وزعم أن الصوفية
تغالوا فيها كتغالي النصارى في الحقيقة العيسوية
وتكلم على أحاديث : كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد فزعم بطلانها ,
وأيد زعمه بنقل كلام الذهبي في الميزان
على بعض رجال هذه الأحاديث وكل ما أبداه خطا فاحش,
فإن الصوفية لم يتغالوا بل ذكروا ما غهموه من الاحاديث بحسب ما ألهمهم الله ,
ومن عادة الذهبي أنه يصرح في (الميزان) ببطلان الحديث الصحيح,
بل المتواتر أحيانا وهو يعلم صحته أو تواتره ولا يقصد بطلانه إطلاقا,
ولكن يقصد بطلانه من طريق الراوي المترجم فقط,
وهذه عادة كل من تكلم في الضعفاء كابن حبان وابن عدي والعقيلي,
وهذا أمر معروف لمن مارس علم الحديث,
فاعتماد زكي مبارك على ( الميزان ) في إبطال الأحاديث المذكورة
جهل كبير لا يليق إلا بأمثاله. [/align]
[align=center]
2- عن ميسرة الفجر قال : قلت يارسول الله متى كنت نبيا؟
قال: (( وآدم بين الروح والجسد)) رواه الامام أحمد والبخاري في التاريخ ,
والطبراني والحاكم وصححه وقال الحافظ سنده قوي
قلت: ورواه أبو الحسين بن بشران: ومن طريقه ابن الجوزي في كتاب الوفا بفضائل المصطفى بلفظ: قلت يا رسوالله متى كنت نبيا؟
قال: (( لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى نظر الى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه. وإسناد هذه الرواية قوي أيضا.
2- قوله : متى كنت نبيا ً الحديث, تقدم شرح معنى كونه نبيا في الحديث قبله بما لا مزيد عليه , غير أن بعض العلماء ذكر أن المراد بهذا الحديث وما في معناه ثبوت نبوته في علم الله وتقديره, وأن المعنى (( كنت نبيا في تقدير الله وآدم بين الروح والجسد)) وكذلك قال في حديث : (( كنت أول النبيين في الخلق )) , أن المراد بالخلق التقدير لا الإيجاد أي كنت أولهم في التقدير. هذا حاصل ما ذكره وهو باطل لوجوه :
(( الأول)) أن نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثابتة في علم الله وتقديره منذ الأزل فخصيصها بوقت كون آدم بين الروح والجسد لغو يجب تنزيه الحديث عنه.
((الثاني)) أن نبوة الأنبياء عليهم السلام بل الموجودات كلها ثابتة في علم الله وتقديره فلم يبق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا خصوصية على غيره والحديث إنما أتى لبيان الخصوصية فلا بد أن يكون فيه معنى زائد لا يشاركه فيه غيره وإلا كان الحديث من قبيل العبث, وذلك باطل.
((الثالث)) أن الصحابة الذين سألوه بقولهم : متى كنت نبيا؟؟ كانوا يعلمون أن نبوته ثابتة في علم الله وتقديره , فهم بالضرورة إنما أرادوا بسؤالهم قدرا زائدا على ما كانوا يعلمون.
((الرابع)) أن عمر رضي الله عنه سأله : متى جعلت نبيا؟ وهذا اللفظ صريح في التصيير أي متى صيرت نبيا , وذلك لا يتأتى إلا في موجود يصح اتصافه بالصفة التي صير إليها كما تقول جعلت قطعة الذهب خاتما أي صيرتها كذلك وقد كانت القطعة قبل ذلك موجودة, غير أنها لم توصف بالخاتمية إلا بعد الجعل والتصيير.
((الخامس)) أن وجود الأشياء في علم الله وتقديره لا يتصور فيها أسبقية بعضها على بعض , فلا يصح أن يقال كنت أول النبيين في الخلق لما يلزم عليه مما لا يليق بالله سبحانه وتعالى ,
وإنما تصح الأولية في الخلق بمعنى الإيجاد لأنه صفة فعل يتصور معه أسبقية بعض الحوادث على بعض كما دل عليه القرآن والسنة, فتبين من هذا بطلان ما ذكره البعض وتعين ما ذكرناه
وهو أن الله أفاض على روح نبيه الشريفة أو على حقيقته المحمدية وصف النبوة وخلع عليها خلعة القرب وآدم بين الروح والجسد تمييزا له على سائر المخلوقات , واصطفاء له من بين أنواع الموجودات , فهو خلاصة النوع الإنساني وسيد الثقلين وأبو الأنبياء صلى الله عليه آله وسلم , وإلى هذا أشار ابن الفارض على لسان الحضرة المصطفوية:
وإني وإن كنت ابن آدم صورة = فلي فيه معنى شاهد لأبوتي
يقصد بالمعنى الشاهد النور الذي كان على جبين آدم عليه الصلاة والسلام ,
ثم انتقل الى شيث من بعده وهذا على ما ثبت في كتب السيرة النبوية
والله أعلم.
قوله : وقال الحافظ سنده قوي, إذا أطلق الحافظ أو شيخ الإسلام
فالمراد به في عرف أهل الحديث هو الحافظ ابن حجر العسقلاني
الذي كان أعجوبة الدنيا في كثرة الحفظ وسعة الاطلاع والقدرة على الجمع بين الأحاديث المتعارضة وكتبه ناطقة بذلك ,
كان يسمى أمير المؤمنين في الحديث وهو كذلك بحق ,
توفي سنة 852هـ رحمه الله ورضي عنه وأعلى قدره في عليين .
قوله : ورواه أبو الحسين بن بشران .
اسمه علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل البغدادي أحد شيوخ البيهقي
يروي عنه كثيرا في كتبه كالأسماء والصفات والسنن والدلائل وغيرها,
وفي مكتبتنا من كتب ابن بشران كتاب ( الفوائد الحسان) يشتمل على أحاديث آثار مسندة . قوله : لما خلق الله الأرض الحديث, اشتملت هذه الرواية على مسائل:
((الأولى)) أن الله تعالى كتب اسم نبيه على ساق العرش
وأبواب الجنة وأوراقها وقبابها وخيامها إعلاما لآدم والملائكة بمنزلته عنده,
وفي ذلك من التنويه والرفعة ما لا يخفى.
((الثانية)) قوله: وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء قد يؤخذ منه أنها غير جنة الخلد المعهودة بل هي جنة خلقت لسكنى آدم وحواء
وفي ذلك خلاف طويل ليس هذا موضع تفصيله.
((الثالث)) قوله: فأخبره أنه سيد ولدك , فيه دليل على أنه سيد ولد آدم,
والمراد به النوع الإنساني فيشمل آدم أيضا والأحاديث بثبوت
سيادته صلى الله عليه وآله وسلم متواترة سردها بأسانيدها
شقبقنا الحافظ المجتهد أبو الفيض السيد أحمد
في كتاب (تشنيف الآذان) وهو مطبوع.
((الرابع)) قوله: تابا واستشفعا باسمي إليه,
فيه دليل على جواز التوسل به من وجهين:
الأول : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكاه وأقره.
الثاني: أن الدعاء لا يختلف باختلاف الشرائع والأديان.
فإذا جاز نوع منه في عهد آدم مثلا دل على جوازه في سائر العهود.
وهذا الحديث يقوي حديث توسل آدم الذي صححه الحاكم
وقال الذهبي بأنه موضوع والصحيح أنه ضعيف فقط كما صرح به البيهقي في دلائل النبوة ,
وهذا الكتاب قال عنه الذهبي نفسه : عليك به فكله هدى ونور.
وقد بسط الكلام عليه في كتاب ( الرد المحكم المتين ) .
قوله : إسناد هذه الرواية قوي أيضا, لأنه عين إسناد الرواية الأولى التي صححها الحاكم وقواها الحافظ , غير أن هذه الرواية مطولة وتلك مختصرة , وهذا أمر معهود بين رواة الحديث, فإن الراوي تارة يكون عنده نشاط فيذكر الحديث بتمامه, وتارة يقتصر منه على مايرى أن الحاجة داعية إليه , وتارة يسند , وأخرى يرسل , ومن هنا كان جمع طرق الحديث والوقوف على ألفاظه المتعددة شرطا في فهمه حق الفهم, وهذه الطريقة سلكها الحافظ في ( فتح الباري ) فكان كتابه أكمل الشروح وأوفاها , واستعان بها على حل مشكلات من الأحاديث استعصت على غيره ممن سبقه , والله الموفق ،
المصدر .. رباط الفقراء إلى الله
أما عن قولك .. [/align]
[align=center]اقتباس:
وليس في الحديث المنقول عن السيوطي أن قريشًا كانت نورًا قبل خلق ءادم
بألفي سنة ما يدل على تقدم نور النبي على الخلق كافة [/align]
[align=center]
بل فيه .. وانتبه معي وسترى إنْ شاء الله[/align]
[align=center]قال الأستاذ جمال الدقاق حفظه الله تعالى
معلقاً على الحديث السابق
ما نصه ..[/align] [align=center]وحديث : " أول ما خلق الله نوري "
ذكره العلامة الفاسي في شرح دلائل الخيرات ،
وقال عنه السيوطي في تخريج أحاديث شرح المواقف ( ص 123 ) :
لا يحضرني بهذا اللفظ لكن في مسند ابن عمر العدني عن ابن عباس :
إن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبِح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه فلما خلق الله آدم أبقى ذلك في صلبه ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهبطني الله إلى الأرض في صلب آدم
وجعلني في صلب نوح وقذفه في صلب إبراهيم
ثم لم يزل ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة
حتى أخرجني من بين أبوي لم يلتقيا على سفاح قط أ.هـ [ ط دار المعرفة 1406 ]
وعليه فانتبه معي إلى ما بين القوسين :
( قال عنه السيوطي ) أي حديث " أول ما خلق الله نوري "
( لا يحضرني بهذا اللفظ ) أي نفس الحديث " أول ما خلق الله نوري " .. ( لكن ... )
وعليـه فقـد قـُضـي الأمـر
بفضل الله ورحمته
أما عن قولك .. [/align]
[align=center]اقتباس:
التعليق بأن مصنف عبد الرزاق غير كامل فهي نقطة يدور حولها العديد ممن يحاول إثبات حديث جابر ... ، وقد تقدم الرد أن الذي سقط من النسخة التركية هو الورقة الأولى منه وموضوعها الطهارة [/align]
[align=center]فنقول لك .. ما قدمت مشكوك فيه
وإليك نص ما ذكره السيد المفضال شقيقنا
" ملازم الأعتاب " حفظه الله
قال .. كان الله لنا وله ..
ما نصه :[/align] [align=center]النسخة الموجودة بين أيدي المسلمين اليوم أشار إلى نقصانها محققها المحدث
( حبيب الرحمن الأعظمي ) حيث قال في أول المصتف :
( إن النسح التي عثرنا عليها ، أو التي أحرزناها مصورة أو (( مخطوطة ))
واعتمدناها في إعداد هذا الديوان الجامع للطبع ، كلها ناقصة ،
إلا نسخة مراد ملا ( بالاستانة ) ،
إلا نقصاُ بسيطاً في أولها ، وفي فاتحة المجلد الخامس من مجلدات الأصل ، فيما نرى ) [/align]
[align=center]"( ولا تعقيب )"[/align]
[align=center]أما قولك ..
اقتباس:
ما نقل أيضًا عن الأستاذ الدقاق : ( فقد قال العلامة الشنقيطي : إن أولية ذلك بالنسبة إلى ماعدا النور المحمدي أو أن الأولية فيما عدا النور المحمدي نسبية ) [/align]
[fot]فهو تأويل للحديث الصحيح لأجل موافقة الحديث الموضوع ،
وهذا فظيع لم تجر به عادة المحدثين والعلماء
فنقول لك .. قد افتريت على الأئمة الأعلام وتعديت الحدود[/fot]
[align=center]قال سيدي
محدث الحرمين
العلامة السيد الدكتور
الشيخ محمد علوي المالكي
رضي الله تعالى عنه
في كتابه
" محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل "
ما نصه [/align].
[align=center]قال الزرقاني: رواه البيهقي أيضاً ببعض المخالفة - ولا يعارضه حديث الترمذي:
(أول ما خلق الله القلم)
إذ يمكن الجمع بينهما بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور المحمدي،
وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه - أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري.
أما بخصوص قولك للفقير ..[/align]
[align=center]اقتباس:
أما عن قولك ( من حيث الراوي فقط ) فلا معنى له [/align]
[fot]فأقول لك .. أسأت إلى القائل
وهو شيخنا العلامة المحدث
عبد الله الصديق الغماري
" الشـاذلي "
رضي الله تعالى عنه
حيث قال بلفظه ..
ما نصه :[/fot]
[align=center]ومن عادة الذهبي أنه يصرح في (الميزان) ببطلان الحديث الصحيح,
بل المتواتر أحيانا وهو يعلم صحته أو تواتره ولا يقصد بطلانه إطلاقا,
ولكن يقصد بطلانه من طريق الراوي المترجم فقط ....... إلى أن قال ..
مانصه :
"( وهذا أمر معروف لمن مارس علم الحديث )"
أما عن قولك .. [/align]
[align=center]اقتباس:
فأنا أدعوك أيضًا أن لا تتجاهل ما نقلته لك من أقوال أعلام الأمة في نفس الموضوع ،
وكلها أقوال مؤيدة بالدليل الصحيح وليس الضعيف ،
إلا إذا كنت لا تعتبر ابن حجر العسقلاني من أعلام الأمة ،
أو تقول أن البيهقي متطفل على الحديث ولا نظر له في الفقه ،
أو أن عبد الرزاق ما كان يميز بين الصحيح والسقيم ،
فتكون عندئذ طامة ، نسأل الله السلامة
فحقاً .. نسأل الله السلامة [/align]
[align=center]إن كان هذا ظنك بمن تجاهلت من أئمة الأمة الأعلام ..
وأسقطت علينا ما بك دون أن تشعر وهذا يسمى في علم النفس
" الإسقاط " فأنت تُسقط ما بك من عيوب على غيرك
وهي حالة دفاعية لا شعورية ..
فنسأل الله لنا ولك السلامة والعافية
ومَن ذكرت مِن أعلام الأمة ليس فيهم مَن يثبت ما خالفتم به الأمة ولله الحمد
"( والبينة على من ادعى )"[/align]
[align=center]وهذا ما سمحت به الإشارة إلا أن التصريح هلاك والصمت احتراق [/align]
[align=center]والله ولي الرشاد ولو نازعنا ألف حبشي [/align]
[fot][align=center]وعليه .. نقول لمن نازعنا :
وأما سؤال الشرع فاسأل ولا تكن = عجولاً على رد الجواب فتُهْمَلا [/align][/fot]
[align=center]وهذا ما سمحت به الإشارة إلا أن التصريح هلاك والصمت احتراق [/align]
[fot][align=center] يتبع بفضل الكريم ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصل إلهي كل لمحةٍ ونـَفـَـس ٍ
على من جعلته محمداً في خلقك
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين [/align][/fot]