ـ نظرية غايا:
يقول العالم البيولوجي "جيمس لوفلوك" ، في نظريته الغريبة التي سماها "غايا" Gaia:
".. الكرة الأرضية هي عبارة عن نظام بايولوجي كامل متكامل يدخل في تركيبته جميع الكائنات الحية و الجامدة على السواء، لكنها تبدو ككيان واعي يتصرّف بطريقة عاقلة تجاه الظروف والأحوال المختلفة.."
وأورد الكثير من الحقائق التي تثبت هذه الفكرة، كالحقيقة التي تتجلى بظاهرة استقرار درجة حرارة الأرض رغم الارتفاع المضطرد لدرجة حرارة الشمس.
فقد اكتشف خلال دراساته المتعدّدة (مستخدماً حسابات كمبيوترية دقيقة)، السبب وراء هذه الظاهرة العجيبة.
جميعنا نعلم أن الألوان الفاتحة تكون أكثر برودة من الألوان القاتمة، لأنها تقوم بعكس الضوء الذي تتعرّض له، بينما اللون القاتم يقوم بامتصاصه مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة.
يقول "لوفلوك" إنَّ الكرة الأرضية تعمل بنفس المبدأ تلقائيّاً !
فعندما تتعرّض لموجات شمسية ذات حرارة زائدة عن المعدّل، يصبح لونها فاتح أكثر، وعندما ينخفض معدّل الحرارة، يصبح لونها غامق.
والسؤال هو كيف تستطيع الأرض أن تقوم بهذه التغييرات في ألوانها؟
الجواب يكمن في الكائنات الحية! النباتات والحيوانات!
فقد اكتشف "لوفلوك" أنه خلال السنوات التي ترتفع فيها الحرارة التي تتعرض لها الأرض (خلال انتفاضة النشاطات الشمسية), تزداد أعداد الزهور البيضاء بينما تنخفض أعداد الزهور القاتمة.
وكذلك الحيوانات، كالحمام والأرانب والكلاب والخيول وغيرها، حيث تزيد أعداد الكائنات التي تحمل اللون الفاتح بينما تقل أعداد التي تحمل اللون القاتم، وحتى أوراق النباتات تصبح أكثر فتوحة!
أي أن البياض يتغلّب على السواد في الطبيعة جمعاء!
وإذا نظرت إلى الأرض بشكل شامل، سوف تلاحظ هذا التغيير بوضوح.
كيف يتم تنظيم هذه العملية؟..
كيف يتم التنسيق بين جميع كائنات الأرض وجعلها تنسجم مع هذا التغيير الذي يشمل الجميع؟!