أشار العديد من علماء النفس إلى هذا الكيان الخفي في دراساتهم وأبحاثهم، ولازال الجدال قائماً حول مظاهره وطريقة عمله ومادته وغيرها من ميزات لا تزال زئبقية وغامضة بالنسبة للباحثين.
لكن بعد المرور على العديد من الدراسات والأبحاث المختلفة،نجد أن للعقل مظاهر أكثر مما يصفه لنا المنهج العلمي السائد.
ـ عند نهاية القرن التاسع عشر، فإن فكرة "القوة الإحيائية الدينامية" dynamic life force، أو "الجوهر الكوني" essence universal ، قد نهضت من خلال شذرات المفاهيم والنظريات الميتافيزيقية والهرمزية القديمة، وبدأت تدخل في مرحلة التحليلات المنطقية والمنهجية.
في العام 1875، أثناء الفترة التي اعتبرت قمة رواج الحركة الأرواحية Spiritualism، تم نشر كتاب بعنوان "الكون غير المرئي" The Unseen Universe أثار هذا الكتاب حالة من الهياج بين العلماء في أوروبا وأمريكا، وكذلك بين عدد كبير من العلمانيين ذوي العقلية العلمية والباحثين بنفس الوقت في المجالات الروحية والماورائية.
هذا الكتاب هو من تأليف كل من "بي.جي تايت" P.G. Tait و"بلفور ستيوارت" Balfour Stewart وهما فيزيائيان اسكتلنديان ذوي مكانة رفيعة في ذلك الوقت.
كان الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو لفت الانتباه إلى حقيقة أنه ضمن إطار النظريات الثيرموديناميكية thermodynamics، والكهرومغناطيسيةelectromagnetic، وميكانيكا نيوتن Newtonian mechanics، يكمن عالم كامل غير مرئي وسط العالم الفيزيائي الذي نحس به ونلمسه كل يوم.
علاوة على ذلك، قد يحتوي هذا الكونِ الخفي على قواه الخاصة، نموذجه الخاص من الطاقة، وقوانين العمل الخاصة به.
وقد أصبح مفهوم "الأيثر الديناميكي" Dynamic Aether أقرب إلى المعقول وأكثر احتراماً بين الأوساط العامة.
وكان ذلك بسبب قيام العالمان "تايت" و"ستيوارت" بعرض نقاشهما بعناية ووفقاً للمصطلحات الفيزيائية المنهجية والمقبولة آنذاك،
وكذلك بسبب استخدامهم الصحيح للمنطقِ والبرهانِ بحيث أن أكثر النقاد صخباً وفجوراً في تلك الأيام، من أمثال الكاتبِ "جون فيسك" John Fiske، لم يجدوا الكثير من المآخذ حتى يطلقوا شكوكهم الفاجرة.
وقد كان جدال "فيسك" فلسفياً أكثر من كونه أكاديمياً، واستنتج، على الرغم مِنْ وجاهة آراء "تايت" و"ستيوارت"، بأنه:
".. مادام هذا الكون غير المرئي هو غير قابل للإدراك، فهذا يعني بأنه غير موجود!.