اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm مشاركات: 3907 مكان: في حضن الكرام
|
فصل
يقول الله تبارك وتعالى : يا عين مطلعي أنت الحد الجامع المانع لمصنوعاتي ، إليك يرجع الأمر كله وإلي مرجعك لأنك منتهى كل شيء ولا تنتهي إلى شيء طويت لك الأرضين السبع في سبع من الحب والنوى المتنوعة بالفعل إلى أصناف من نبات شتى ، فإذا شئت نشرها أولجت فيها جواهر السماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج " إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير " فإذا تكامل خلقها وتزين كونها سعت على أقدام الإقدام لمسجدك الأقصى بحكم الاستقصا فتخر ساجدة سجود العبودية لأرباب حواسك الكلية والجزئية تسبحك بألسنة التقديس وتقدسك بأفواه التنزيه وتعظمك تعظيم مخلوق لخلاق وتحن إليك حنين المتشوق إلى ما إليه يشتاق ، فأملاكها تسبح وتحمد وأفلاكها تقوم وتسجد وأنت جالس في مجلس سلطانك مستو على عرش ناطقة إنسانك قد تلا لسان الإحسان بمحضر الأكوان " وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا " .
فصل
أكبر كبرياء العالم المحيط بما اشتمل عليه القدم والحدوث القائم بلسان الأزل فاتحة الوجود الأول اسمع خبر خبرة موجوديتك في النظام القديم ، لما أردت شهود حقيقتي في مرآة حقك نزلت في مرتبة الوجود المنافي لنقيضه وللاشتراك لأنه صفة ذات الوحدة التي لا تقبل الكثرة فأوجدتك إيجاد اختصاص وأنت مرادي بوجودي ، وأوجدت بموجوديتك في حيطة وجودك العقول الإلهية التي لا شعور لها بسوى القيوم القديم ، ثم نزلت بك في الجعل الذي يصدق عليه العجز فجعلتك مجعولاً من وراء الكيف وجعلت بمجعوليتك الأرواح الإلهية التي لا علم لها بغير الواجب ، ثم تنزلت بتنزلها في مرتبة الخلق التي لا يقترن بها الحدث لتقدمها على الزمان بمرتبتين ولا تضاف لغير الواجب لا إضافة ملك ولا إضافة استحقاق ولا إضافة تشريف وخلقتك فيه خلق عناية وخلقت بمخلوقيتك النفوس الإلهية المهيمة في عالم الجمال والجلال ، ثم كونتك في مرتبة كوني المستغني عن السبب والآلة تكويناً لا يقف على حقيقة معناه تصويب النظر الصحيح وكونت بتكوينك الإدراكات الربانية والدركات الرحمانية فلما كملت في هذا النظام وشملك الكمال الذي لا يعلل بالتكميل أبدعت فيك ألواح الأسماء الحسنى وأودعت فيك أسرار سمائها العلي فسبحت نفسي بتسبيحك وقدستها بتقديسك ونظرت لجمالي ببصرك وبصيرتك وسمعت قديم كلامي بسمعك وأسماعك ، وكذلك في كل ذلك بك أعرفني وبك أعلمني وكل شيء يسبحني فيك بحمدي وأنا السبوح والمسبح ، فلما أردت أن أقيمك في مقام الخلافة سترتك بالجسم المقترن خلقه بالحدث وكونه بالسبب فاحتجبت بحجابك عن عيون الناظرين وفكر المتفكرين وامتنعت فيك امتناع عزة وتمكين عن كل بيان وتبيين " سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين " ، ثم جعلت في هذا الشكل الخارج القائم في ظلاله بإزاء كل حقيقة من حقائق حقك مرتبة معينة بتأثير حقيقتها ، فلو فرضت روح الوحي المنزل في مشاهد النبيين والمرسلين تسمى فيه جبريل تسمية وضعية في حقيقة مالك يوم الدين رب الملل والنحل ، وكذلك ميكائيل مفيض الأرزاق في حقيقة الرزاق ذي القوة المتين ، ثم إسرافيل صاحب حيطة الصور في حقيقة الرزاق الخالق البارئ المصور ، وكذلك عزرائيل في حقيقة المميت القهار ، ثم ما شئت بعد ذلك كذلك وكل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون .
_________________ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .
|
|