المسحراتي من120 سنة.. الفارس والعصا

هذا الرجل الذي تراه في الصورة كان زعيما لمسحراتية مصر منذ(120) سنة.. هكذا يكشف التحقيق الذي نشرته مجلة الأثنين والدنيا في عددها الصادر بتاريخ7 أكتوبر1940
الموافق5 رمضان1359 أي منذ70 عاما, وكان عنوان التحقيق يشير إلي أن عم إمام المسحراتي ظل زعيما للمسحراتية60 عاما أخري قبلها. وما يلفت النظر في التحقيق أن المسحراتي في مصر كان نوعين:( خاص وعام), فالمسحراتي الخاص هو الذي يتولي مهمة إيقاظ عائلة معينة, فيلتزم بها طوال الشهر بعكس المسحراتي الذي يجوب الشوارع والحواري بشكل عام وعم إمام يفخر بأنه كان المسحراتي الخاص لدار البكري ودار العروسي ودار ماهر باشا التي ينحدر منها علي باشا ماهر الوصي علي عرش مصر في آخر سنة للملكية.
ويكشف عم إمام معلومات عن المسحراتي نعتقد أن أحدا من أجيالنا لم يسمع عنها, فيقول إن ليلة الرؤية كان لها شنة ورنة, وعندما تثبت الرؤية كان هو كمسحراتي يستعد للظهور بشكل لائق, فيلبس الجلاببية الجوخ والشال الكشمير, ويكبر العمامة ويركب الفرس(!) ويوضح هذه النقطة فيقول إن المسحراتي كان عليه أن يؤجر حصانا ويركبه, ولابد كذلك من عصا يحملها في يده, ومع تقدم الزمن سقطت عادة الفرس وبقيت العصا حتي وقت نشر التحقيق قبل أن تختفي العصا ثم يكاد المسحراتي نفسه يختفي في عصر الأطباق الساحرة.
[light=#00FF00]ومن عادات رمضان التي يتحسر عليها عم امام منذ ستين عاما, ويقول إنه شاهدها وهو صبي صغير, زيارة سيدنا الحسين في الجمعة اليتيمة( أي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان), ويضيف إن هذه الزيارة كانت بمثابة عيد قبل عيد الفطر ينتظره الجميع صغيرا وكبيرا, غنيا وفقيرا, مواطنا كان أو من أبناء السبيل.[/light]
ولأن التليفزيون لم يكن قد ظهر, وبالتالي المسلسلات ولا حتي الفوازير فإن البديل كان جلسات السمر لسماع المواويل التي كان نجمها الأول الكحلاوي الكبير خال المداح محمد الكحلاوي.
وكذلك رواة السيرة الهلالية, التي كان عم إمام يتجنب الذهاب إليها حتي يتحاشي المعارك التي كانت تنشب بين أنصار أبو زيد الهلالي وأنصار خصومه, وهي المعارك التي يقول عم إمام إنها كانت تصل إلي حد الروسيات والنبابيت اللهم احفظنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ