1- 2 الحرب الراهنة .
من الواضح أن طريق الشرق الأوسط نحو خلاص وهمي واكتساب قوة حقيقية مر عبر تقديم صورة للمنطقة على أنها الحلقة الضرورية للحفاظ على مصالح القوى الخارجية، وذلك من خلال عناصر ثلاثة :
النفط ومواجهة المد السوفييتي والقدرة على احتواء الجماعات الراديكالية ومنعها من الوصول إلى الحكم.
ومما لا شك فيه أن هذه العناصر الاستراتيجية الثلاثة لعبت دورًا في الرفع من ثقل المنطقة في ميزان العلاقات الدولية.
إلا أن هذا الوضع اليوم ربما أخذ في التبدد والتغير .
فقوة الماضي قد تتحول إلى نقطة ضعف في المستقبل.
ومن المهم التذكير هنا بأن القوة، خصوصًا إذا ما كانت متوهمة، تفضي بالمؤمن بها إلى حالة إدمان.
ومن أجل فهم تفاعلات العناصر الاستراتيجية الثلاثة السالفة الذكر، ينبغي تفكيك ما تحمله من دلالات سياسية :
١- تظل الهيمنة النفطية عاملاً مهمًا للغاية ما دامت اقتصادات الدول الغربية تعتمد بشكل كبير على هذا المورد لتأمين احتياجاتها من الطاقة.
ولسنا هنا بصدد البحث في جدوى ’الاقتصاد الهيدروجيني‘ أو مصادر الطاقة البديلة أو الفاعلية المطردة لأساليب الحماية البيئية.
القضية لا ترتبط بالكميات أو الأسعار المطلقة، بل بالكميات والأسعار ذات التأثير الفعلي في أسواق الطاقة الدولية.
ومن المؤكد أن العراق إذا ما أصبح صديقًا للغرب أو أن إيران إذا ما تخلصت من علماء الدين المتشددين، وتجسد على أرض الواقع احتمال تدفق نفط حوض قزوين إلى الأسواق العالمية، سوف يتم تقويض قوة التأثير التي يتمتع بها حاليًا نفط دول الخليج.
٢- -الدور العربي وتفاعله في سياق العلاقة التي كانت قائمة بين القوتين العظميين قد وصل إلى نهايته، ومن غير المتوقع أن تبرز قوة جديدة على المسرح الدولي تحل محل الاتحاد السوفييتي السابق.
٣- عامل الإرهاب والأهمية التي اكتسبها في أعقاب أفول الامبراطورية السوفييتية بالموازاة مع استفحال المأزق الذي
وجد العالم العربي نفسه في براثينه.