ومما قاله أحد المحبين واصفاً واقعة حدثت عند القطب البدوي رضي الله تعالى عنه :
أذل أبو فراج طائفة بغت
بواقعة يحتار في أمرها العقل
لقد جاءه شخص وفي حيه احتمى
من الترك خوفاً من صوارم تنسل
فجاؤا إليه قاصدين لأخذه
وعن رشدهم في ذلك الوقت قد ضلوا
وهدد كل منهم أهل طندتا
وأهل مقام قاطنين له فضل
بأخذ متاع والشكاوى وغيرها
وهجم مقام جاهه أبداً يعلو
وما علموا أن المنايا ببابه
تحوم على الباغي فيأتي له القتل
وأن حماه الرحب يحمي من احتمى
مدى الدهر لا يأتي لساكنه ذل
فمن ذاك خاف الناس واشتد رعبهم
وفي أمرهم حاروا وقد مسهم خبل
وقالوا لهم إنا عواجز كلنا
عن الغوث للملهوف فهو له أهل
وأعظمهم قطب العلا بدوينا
مجيب الأسارى من له القطع والوصل
مزيل العنا في النائبات إذا أتت
إلينا فلا يغرركم الظلم والجهل
ونحن نخلي بينه ثم بينكم
فيحميه أو في عنقه يوضع الغل
أبوا كلهم إلا خروج الذي احتمى
وساعدهم في ذاك من لا له عقل
وراموا انتهاك الحرز للسيد الذي
جماعته في حرزه أينما حلوا
محا بدوي العزم في الوقت بأسهم
فحل بهم خزي كذا المقت والذل
وفرج كرباً كان في وقت أزمة
وأظهر أسراراً كما ظهرت قبل
فحاروا جميعاً ثم فلت سيوفهم
وكانوا كثيراً من مهابته قلوا
وردوا بغيظ خائبين وشملهم
تشتت من بأس الولي وقد ذلوا
وصاح بهم أهل المقام وكلهم
مدامعهم من ذلك الحال تنهل
وقد ضجت الأصوات بالنوح والبكا
وفي أمرهم حاروا وقد ذهل الكل
وبعضهم في ذلك الوقت قد رمي
إلى الأرض لا ربط لديه ولا حل
فبينما هم في ذلك الوقت إذ رأوا
هلال ضريح دار واشتهر الفعل
وتابوته في الحال دار وصوته
كرعد شديد عندما نزل الويل
كما فتح الباب الذي لضريحه
بلا فاتح من بعد أن فتح القفل
ثلاثاً من المرات يفتح نفسه
وذا الحال أيضاً ما له عندنا مثل
وبالقبة العظمى أضاء لناظر
من النور إذ يغشى البصائر إذ يعلو
وهذا جرى من قبل فعل لمغرب
إلى أن مضى من وقتها زمن سهل
وبعد عشاء شوهد النور صاعداً
بحضرة عبد العال من ذكره يحلو
وهذا على البدوي نزر فكم له
عوائد فضل ضاق عن بعضها النقل
وكم من كرامات تراءت وكم وكم
وكم من ندى منه إذا حصل المحل
فأحمد ما تختار فيه فقل ولا
تخف وأشياء دوماً يكون له العذل
كراماته كالشمس لاحت لناظر
وعنها تعامى الحاسد الأحمق النذل
وربي بهذا شاهد وكفى به
شهيداً على ما قلته وله الفضل
ومن عنده شك يجيء لطندتا
ويسأل عما قلت يخبره العدل
وصلى إله العرش في كل لحظة
على المصطفى من مدحه أبداً يعلو
وآل وأصحاب وسلم ربنا
بعد رمال حازها الحرم والحل
***