موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 20 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء يناير 21, 2014 1:23 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

هذه فتوحات .. وفهوم عالية القدر .. من كلام سيدى الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى .. فى علم الرؤى والمنامات .. وهو من العلوم المتعلقة بالوحى والتعليم الإلهى .. كما قال تعالى لسيدنا يوسف عليه السلام ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) .. فلننظر .. ولنتفهم .. فهى تكشف الكثير فى هذا الباب .. والله الموفق والمستعان .

قال رحمه الله ورضى عنه وطيب ثراه :

اعلم أيدك الله

أن للإنسـان حالتين : حالة تسمى النوم وحالة تسمى اليقظة .. وفى كلتا الحالتين قد جعل الله له إدراكا يدرك بـه الأشياء .. تسمـى تلك الإدراكـات فى اليقظة حسا .. وتسمى فى النوم حسا مشتركا .

فكل شىء تبصره فى اليقظة يسمى رؤية .. وكل ما تبصره فى النوم تسمى رؤيا مقصور .. وجميع ما يدركه الإنسان فى النوم هو مما ضبطه الخيال فى حال اليقظة من الحواس .. وهو على نوعين :

إما ما أدرك صورته فى الحس .. وإما ما أدرك أجزاء صورته التى أدركها فى النوم بالحس لا بد من ذلك .. فإن نقصه شىء من إدراك الحواس فى أصل خلقته فلم يدرك فى اليقظة ذلك الأمر الذى فقد المعنى الحسى الذى يدركه به فى أصل خلقته فلا يدركه فى النوم أبدا .. فالأصل الحس والإدراك به فى اليقظة .. والخيال تبع فى ذلك .

وقد يتقوى الأمر على بعض الناس فيدركون فى اليقظة ما كانوا يدركونه فى النوم .. وذلك نادر .. وهو لأهل هذا الطريق من نبى وولى .. هكذا عرفناه .

فإذا علمت هذا .. فاعلم أيضا .. أن النبوة خطاب الله تعالى أو كلام الله تعالى - كيفما شئت قلت - لمن شاء من عباده فى هاتين الحالتين من يقظة ومنام .. وهذا الخطاب الإلهى المسمى نبوة على ثلاثة أنواع :

نوع يسمى وحيا .. ونوع يسمعه كلامه من وراء حجاب .. ونوع بوساطة رسول فيوحى ذلك الرسول من ملَك أو بشر بإذن الله ما يشاء لمن أرسله إليه .. وهو كلام الله إذ كان هذا الرسول إنما يترجم عن الله .. كما قال تعالى { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا } .

فالوحى منه ما يلقيه إلى قلوب عباده من غير واسطة .. فأسمعهم فى قلوبهم حديثا لا يكيف سماعه ولا يأخذه حد ولا يصوره خيال .. ومع هذا تعقله ولا تدرى كيف جاء .. ولا من أين جاء .. ولا ما سببه ..

وقد يكلمه من وراء حجاب صورة ما يكلمه به .. وقد يكون الحجاب بشريته .. وقد يكون الحجاب كما كلم موسى من الشجرة من جانب الطور الأيمن له .. لأنه لو كلمه من الأيسر الذى هو جهة قلبه ربما التبس عليه بكلام نفسه .. فجاءه الكلام من الجانب الذى لم تجر العادة أن تكلمه نفسه منه

وقد يكلمه بوساطة رسول من ملَك .. كقوله { نزل به الروح الأمين • على قلبك } يعنى بالقرآن الذى هو كلام الله

وقد يكون بوساطة بشر .. وهو قوله { فأجره حتى يسمع كلام الله }( ) فأضاف الكلام إلى الله .. وما سمعته الصحابة ولا هذا الأعرابى إلا من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست النبوة بأمر زائد على الإخبار الإلهى بهذه الأقسام .

والقرآن خبر الله وهو النبوة كلها .. لأنه الجامع لجميع ما أراد الله أن يخبر به عباده .. وصح فى الحديث أنه ( من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه ) .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء يناير 21, 2014 9:00 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7992
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الأربعاء يناير 29, 2014 1:01 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وجزاك خيرا أخى الفاضل / يعقوب فراج .. على مروركم الكريم .. وأتابع

فيقول الفقير مريد الحق :

كلام سيدنا ومولانا محيى الدين على العين والرأس .. ولكنى أتكلم من حيث الصناعة الحديثية .
الحديث الذى أورده مولانا الشيخ الأكبر .. جاء مرة مرفوعا إلى حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم .. ومرة موقوفا على أحد الصحابة .

- وهذا هو الحديث المرفوع :

أخرج الحاكم فى المستدرك (5/92) .. بإسناده .. عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يحد مع من حد ، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله تعالى » .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

وأخرج البيهقى فى شعب الإيمان (6/112) بإسناده .. عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة ، ومن قرأ نصف القرآن أعطي نصف النبوة ، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة ، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها ، ويقال له يوم القيامة : اقرأ وارقه بكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن ، ويقال له اقبض فيقبض فإذا في يده اليمنى الخلد وفي الأخرى النعيم »

وأخرج البيهقى فى شعب الإيمان أيضا (6/115) بإسناده .. عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أخذ ثلث القرآن ، وعمل به فقد أخذ ثلث النبوة ، ومن أخذ نصف القرآن فقد أخذ نصف النبوة ، ومن أخذ القرآن كله فعمل به فقد أخذ النبوة كلها »
وهذا حديث مرسل .. من رواية الحسن البصرى

وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه .. ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطى أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله .. وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن يغضب أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن ) .
رواه الطبراني .. وفيه إسماعيل بن رافع وهو متروك.

وجاء أيضا من طريق صحابى آخر .. وهو البراء بن عازب . أخرجه تمام فى الفوائد (1/288) . قال :
أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن بشر ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، ثنا طلحة ، عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. وساق الحديث .. بلفظ طويل .

وجاء أيضا من طريق صحابى آخر .. وهو أبو أمامة الباهلي . أخرجه الآجرى فى أخلاق حملة القرآن (1/17) قال :
وحدثنا أبو بكر بن أبي داود أيضا ، قال : نا أبو الطاهر ، قال : نا ابن وهب ، قال : أخبرني سلمة بن علي ، عن زيد بن واقد ، عن مكحول ، عن أبي أمامة الباهلي يرفعه قال :
( من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة ، ومن قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة ، ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة ، ومن قرأ القرآن فقد أوتي النبوة ) .

- وهذا هو الحديث الموقوف :

قال عبد الله بن عمرو بن العاص :
من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما ، لقد أدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه ، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحد مع من يحد ، ولا يجهل مع من يجهل ؛ لأن القرآن في جوفه .
أخرجه الآجرى فى أخلاق حملة القرآن (1/16) .

فهذه طرق الحديث .. قد يكون فى بعض أسانيدها ضعف .. ولكن بمجموع الطرق .. وتعدد الشواهد عن غير صحابى .. يجعل للحديث أصلا .

أما قول مولانا الشيخ الأكبر : وصح فى الحديث أنه ( من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه ) .. فلعله كشفا .. وهذا لا أشك فيه .. فربما جاء الإسناد فيه ضعف .. ولكن المعنى صحيح بلا شك .. وربما جاء الإسناد صحيحا أو حسنا .. ولكن معناه فيه إشكال .. كما هو معروف ومقرر فى مصطلح الحديث .

والله أعلى وأعلم .. وأستغفره على كل حال .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الأربعاء يناير 29, 2014 1:19 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
قال الشيخ الأكبر :

فإذا تقرر ما ذكرناه فاعلم ... أن مبدأ الوحى الرؤيا .. وهى لا تكون إلا فى حال النوم قالت عائشة فى الحديث الصحيح : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح

وسبب ذلك صدقه صلى الله عليه وسلم فإنه ثبت عنه أنه قال ( أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا )

فكان لا يحدث أحدا صلى الله عليه وسلم بحديث عن تزوير يزوره فى نفسه بل يتحدث بما يدركه بإحدى قواه الحسية أو بكلها .. ما كان يحدث بالفرض ولا يقول ما لم يكن ولا ينطق فى اليقظة عن شىء تصوره فى خياله مما لم ير لتلك الصورة بجملتها عيْنا فى الحس .. فهذا سبب صدق رؤياه

وإنما بدئ الوحى بالرؤيا دون الحس .. لأن المعانى المعقولة أقرب إلى الخيال منها إلى الحس لأن الحس طرف أدنى والمعنى طرف أعلى وألطف .. والخيال بينهما .. والوحى معنى .. فإذا أراد المعنى أن ينزل إلى الحس فلا بد أن يعبر على حضرة الخيال قبل وصوله إلى الحس .. والخيالُ من حقيقته أن يصور كل ما حصل عنده فى صورة المحسوس لا بد من ذلك .. فإن كان ورود ذلك الوحى الإلهى فى حال النوم سمى رؤيا .. وإن كان فى حال اليقظة سمى تخيلا أى خيل إليه

فلهذا بدئ الوحى بالخيال ثم بعد ذلك انتقل الخيال إلى الملك من خارج .. فكان يتمثل له الملك رجلا أو شخصا من الأشخاص المدركة بالحس .. فقد ينفرد هذا الشخص المراد بذلك الوحى بإدراك هذا الملك .. وقد يدركه الحاضرون معه فيلقى على سمعه حديث ربه وهو الوحى .. وتارة ينزل على قلبه صلى الله عليه وسلم فتأخذه البرحاء - وهو المعبَّر عنه بالحال - فإن الطبع لا يناسبه .. فلذلك يشتد عليه وينحرف له مزاج الشخص إلى أن يؤدى ما أوحى به إليه .. ثم يُسَرَّى عنه فيخبر بما قيل له .. وهذا كله موجود فى رجال الله من الأولياء

والذى اختص به النبى من هذا دون الولى الوحى بالتشريع .. فلا يُشَرَّعُ إلا لنبى ولا يشرِّع إلا رسول خاصة .. فيحلل ويحرم ويبيح ويأتى بجميع ضروب الوحى

والأولياء ليس لهم من هذا الأمر إلا الإخبار بصحة ما جاء به هذا الرسول وتعيينه .. حتى يكون هذا التابع على بصيرة فيما تعبده به ربه على لسان هذا الرسول .. إذ كان هذا الولى لم يدرك زمانه حتى يسمع منه كما سمع أصحابه

فصار هذا الولى بهذا النوع من الخطاب بمنزلة الصاحب الذى سمع من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شرع

ولذلك جاء فى القرآن {أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى} وهم هؤلاء الذين ذكرناهم .

فرب حديث صحيح من طريق رواية الثقات عندنا ليس بصحيح فى نفس الأمر .. فنأخذه على طريق غلبة الظن لا على العلم

وهذه الطائفة التى ذكرناها تأخذه من هذا الطريق .. فنكون من عدم صحة ذلك الخبر الصحيح عندنا على بصيرة أنه ليس بصحيح فى نفس الأمر وبالعكس .. وهو أن يكون الحديث ضعيفا من أجل ضعف الطريق من وضَّاع فيه أو مدلِّس .. وهو فى نفس الأمر صحيح .. فتدرك هذه الطائفة صحته .. فتكون فيه على بصيرة

فهذا معنى قوله تعالى {أدعو إلى الله} تعالى {على بصيرة أنا ومن اتبعنى} وهم هؤلاء .. فهم ورثة الأنبياء لاشتراكهم فى الخبر .. وانفراد الأنبياء بالتشريع

قال تعالى { يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده } فجاء بـ ( ِمَن ) وهى نكرة { لينذر يوم التلاقى } فجاء بما ليس بشرع ولا حكم بل بإنذار .

فقد يكون الولى بشيرا ونذيرا .. ولكن لا يكون مشرعا .. فإن الرسالة والنبوة بالتشريع قد انقطعت .. فلا رسول بعده ولا نبى .. أى لا مشرع ولا شريعة .. فاعلم ذلك .

يقول الفقير مريد الحق :

الله أكبر .. ما شاء الله لاقوة إلا بالله .. كلام أولياء .. وعارفين بحق .. وفهم لا يخطر على قلب أحد .. إلا أهل الله .
وانظروا إلى التأصيل الحديثى لموضوع السند والمتن .. علشان يفهم المتمسلفة والجهلة .. مش كل حاجة يقولوا : هذا حديث
ضعيف يا أخى .. لا يصلح للاحتجاج ... ويخالفون بذلك كلام وقواعد المحدثين .. والأولياء العارفين .. والحمد لله رب العالمين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الأربعاء يناير 29, 2014 2:57 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7992
ولعل الشيخ الأكبر اعتمد على رأي الحاكم :
اخرجه الحاكم في المستدرك (1/522) ، وعنه البيهقي في الاسماء والصفات (263، 264) ، وفي الشعب (2/522) ح (2591) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا خالد بن أبي يزيد ، عن ثعلبة بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال : «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَدْرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يُوحى إِلَيْهِ، لا يَنْبَغي لِصاحِبِ الْقُرْآنِ أَنْ يَجِدَّ مَعَ مَنْ جَدّ وَلا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ جَهِلَ وَفي جَوْفِهِ كلامُ الله تَعالى». هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )
وبصراحة :
الأكابر يثقون في كل مايرويه الشيخ الأكبر فلقد كان محدثا واعيا زيادة على كشفه قدس الله سره
ولاصناعة ولابضاعة ولاتفتيش وراه ..ولكل وجهته
و مرة أخرى :
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الأربعاء يناير 29, 2014 7:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1823
الله أكبر
كلام عظيم

أطمح لشرح مبسط لقصور العقل عن إستيعاب المتن

جزاكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الاثنين فبراير 03, 2014 11:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
جزاك الله خيرا .. سيدى الفاضل / فراج يعقوب .. على المتابعة

لو رجعت أخى الفاضل .. إلى مشاركة الفقير .. لرأيته ذكر حديث الحاكم – الذى أوردته حضرته – ومعه تصحيح الإمام الحاكم .. وزيادة على حديث الحاكم .. ما أوردته من شواهد لصحابة أخر .. فضلا عن الموقوفات .

سيدى الفاضل ... ليس لمثل الفقير مريد الحق .. أن ينقب .. أو يفتش .. أو يتتبع كلام مولانا الشيخ الأكبر ... ولكن هناك فرق بين .. التفتيش وراء كلام الشيخ الأكبر لقصد الحكم على كلامه .. أو فتوحاته .. وبين خدمة حديث سيدنا ومولانا سيدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الذى يذكره سيدنا الشيخ الأكبر .. وأظنك خبير بذلك

وقد ذكر الفقير مريد الحق .. أكثر من مرة .. أن الصناعة الحديثية التى نوردها .. هى غير ما يتبعه المتنطعون من المتمسلفة .. من قواعد باطلة ..

وذكر الفقير أن جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأولياء قاعدتهم فى درجة الحديث الشريف مبنية على أنه لا تلازم على طول الخط .. بين الإسناد والرواة .. وبين المتن واللفظ النبوى الشريف .. وذكرت ذلك من كلام إمام الفن .. أبو عمرو بن الصرح فى مقدمته العمدة

فأسأل الله تعالى أن يجعلنا فى خدمة حديث سيدنا ومولانا سيدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وفى خدمة كتب مولانا الشيخ الأكبر .. والذب عنه ... اللهم آمييين

أما الحبيب الفاضل / طلحة

فإنك يا فتى .. لم تذكر بالتفصيل .. إنت عاوز إييه بالضبط من كلام سيدنا الشيخ الأكبر .. وفى أى فقرة .. أو جزئية .. فبرجاء تحديد المطلوب ... مع الشكر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الاثنين فبراير 03, 2014 11:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
و.. عود حميد مع كلام الشيخ الأكبر .. رضى الله عنه .. قال :

فلنرجع إلى ما بوَّبْنا عليه .. ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدى ولا نبى ) قال : فشق ذلك على الناس .. فقال ( لكن المبشرات ) فقالوا : يا رسول الله وما المبشرات ؟ فقال ( رؤيا المسلم .. وهى جزء من أجزاء النبوة )

هذا حديث حسن صحيح من حديث أنس بن مالك .. حدثنا به إمام المقام بالحرم المكى الشريف تجاه الركن اليمانى الذى فيه الحجر الأسود سنة أربع وستمائة شيخنا مكين الدين أبو شجاع زاهر بن رستم الأصبهانى البزار وغيره .. عن أبى الفتح عبد الملك بن أبى القاسم بن أبى سهل الكروخى الهروى قال : أخبرنى أبو عامر محمود بن القاسم الأزدى وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقى وأبو بكر أحمد بن أبى حاتم الغورجى التاجر قالوا : أخبرنا محمد بن عبد الجبار الجراحى قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبى قال : أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذى قال : حدثنا الحسين بن محمد الزعفرانى ثنا عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد ثنا المختار بن فلفل ثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر هذا الحديث .
قال : وفى الباب عن أبى هريرة وحذيفة وابن عباس وأم كرز .

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة .. فقد بقى للناس من النبوة هذا وغيره .. ومع هذا لا يطلق اسم النبوة ولا النبى إلا على المشرع خاصة .

فحجر هذا الاسم لخصوص وصف معيَّن فى النبوة .. وما حجر النبوة التى ليس فيها هذا الوصف الخاص .. وإن كان حجر الاسم فنتأدب ونقف حيث وقف صلى الله عليه وسلم بعد علمنا بما قال وما أطلق وما حجر .. فنكون على بينة من أمرنا .

وإذا علمتَ هذا فلنقل ... إن الرؤيا ثلاث :

- منها بشرى - وهى ما نحن بصدده فى هذا الباب .

- ورؤيا مما يحدث المرء به نفسه فى اليقظة .. فيرتقم فى خياله .. فإذا نام أدرك ذلك بالحس المشترك .. لأنه تصوره فى يقظته .. فبقى مرتسما فى خياله .. فإذا نام وانصرفت الحواس إلى خزانة الخيال أبصرت ذلك وسيأتى علم ذلك كله وصورته .

- والرؤيا الثالثة من الشيطان .

وروينا فى هذا حديثا صحيحا من حديث أبى عيسى الترمذى قال : ثنا نصر بن على ثنا عبد الوهاب الثقفى ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اقترب الزمان .. لم تكد رؤيا المؤمن تكذب .. وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا .. ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .. والرؤيا ثلاث .. فالرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى .. ورؤيا من تحزين الشيطان .. ورؤيا مما يحدث الرجل به نفسه .. وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس .. ) الحديث . وقال فيه : حديث صحيح

وفى حديث أبى قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات .. وليستعذ بالله من شرها .. فإنها لا تضره ) وهو حديث حسن صحيح .

وفى الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم ( إن رؤيا المسلم على رجل طائر ما لم يُحدِّث بها .. فإذا حدَّث بها وقعت ) .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء فبراير 11, 2014 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول الشيخ الأكبر رحمه الله :

فاعلم .. أن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح .. وهو دون السماء الدنيا .. وبيده صور الأجساد التى يدرك النائم فيها نفسه وغيره .. وصور ما يحدث من تلك الصور من الأكوان

فإذا نام الإنسان .. أو كان صاحب غيبة أو فناء .. أو قوة إدراك لا تحجبه المحسوسات فى يقظته عن إدراك ما بيد هذا الملَك من الصور .. فيدرك هذا الشخص بقوته فى يقظته ما يدركه النائم فى نومه .. وذلك أن اللطيفة الإنسانية تنتقل بقواها من حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها .. الذى محله مقدم الدماغ .. فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عن الإذن الإلهى ما شاء الحق أن يريه هذا النائم أو الغائب أو الفانى أو القوى .. من المعانى متجسدة فى الصور التى بيد هذا الملك

فمنها ما يتعلق بالله وما يوصف به من الأسماء .. فيدرك الحق فى صورة .. أو القرآن .. أو العلم .. أو الرسول الذى هو على شرعه .. فهنا يحدث للرائى ثلاث مراتب .. أو إحداهن :

- المرتبة الواحدة .. أن تكون الصورة المدركة راجعة للمرئى بالنظر إلى منزلة ما .. من منازله وصفاته التى ترجع إليه .. فتلك رؤيا الأمر على ما هو عليه بما يرجع إليه

- والمرتبة الثانية .. أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى حال الرائى فى نفسه

- والمرتبة الثالثة .. أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى الحق المشروع والناموس الموضوع أى ناموس كان فى تلك البقعة التى ترى تلك الصورة فيها .. فى ولاة أمر ذلك الإقليم .. القائمين بناموسه ... وما ثَم مرتبة رابعة سوى ما ذكرناه

فالأولى - وهى رجوع الصورة إلى عين المرئى - فهى حسنة كاملة .. ولا بد .. لا تتصف بشىء من القبح والنقص

والمرتبتان الباقيتان .. قد تظهر الصورة فيهما بحسب الأحوال من الحسن والقبح والنقص والكمال

فلينظر .. إن كان من تلك الصورة خطاب .. فبحسب ما يكون الخطاب يكون حاله وبقدر ما يفهم منه فى رؤياه .. ولا يعول على التعبير فى ذلك بعد الرجوع إلى عالم الحس .. إلا إن كان عالما بالتعبير أو يسأل عالما بذلك

ولينظر أيضا حركته - أعنى حركة الرائى - مع تلك الصورة .. من الأدب والاحترام أو غير ذلك .. فإن حاله بحسب ما يصدر منه فى معاملته لتلك الصورة .. فإنها صورة حق بكل وجه

وقد يشاهد الروح الذى بيده هذه الحضرة وقد لا يشاهده .. وما عدا هذه الصورة فليست إلا من الشيطان .. إن كان فيه تحزين .. أو مما يحدث المرء به نفسه فى حال يقظته فلا يعول على ما يرى من ذلك

ومع هذا - وكونها لا يعول عليها - إذا عبرت كان لها حكم .. ولا بد .. يحدث لها ذلك من قوة التعبير لا من نفسها .. وهو أن الذى يعبرها لا يعبرها حتى يصورها فى خياله من المتكلم .. فقد انتقلت تلك الصورة عن المحل الذى كانت فيه .. حديث نفس أو تحزين شيطان .. إلى خيال العابر لها وما هى له حديث نفس ... فيحكم على صورة محققة ارتسمت فى ذاته فيظهر لها حكم أحدثه حصول تلك الصورة فى نفس العابر

كما جاء فى قصة يوسف مع الرجلين .. وكانا قد كذبا فيما صوراه .. فكان مما حدثا به أنفسَهما فتخيلاه من غير رؤيا .. وهو أبعد فى الأمر .. إذ لو كان رؤيا لكان أدخل فى باب التعبير ... فلما قصَّاه على يوسف حصل فى خيال يوسف عليه السلام صورة من ذلك لم يكن يوسف حدث بذلك نفسه .. فصارت حقا فى حق يوسف وكأنه هو الرائى الذى رأى تلك الرؤيا لذلك الرجل .. وقاما له مقام الملَك الذى بيده صور الرؤيا ... فلما عبر لهما رؤياهما قالا له : أردنا اختبارك .. وما رأينا شيئا

فقال يوسف : { قضى الأمر الذى فيه تستفتيان } فخرج الأمر فى الحس كما عَبَر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء فبراير 11, 2014 11:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول الشيخ الأكبر رحمه الله :

فاعلم .. أن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح .. وهو دون السماء الدنيا .. وبيده صور الأجساد التى يدرك النائم فيها نفسه وغيره .. وصور ما يحدث من تلك الصور من الأكوان

فإذا نام الإنسان .. أو كان صاحب غيبة أو فناء .. أو قوة إدراك لا تحجبه المحسوسات فى يقظته عن إدراك ما بيد هذا الملَك من الصور .. فيدرك هذا الشخص بقوته فى يقظته ما يدركه النائم فى نومه .. وذلك أن اللطيفة الإنسانية تنتقل بقواها من حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها .. الذى محله مقدم الدماغ .. فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عن الإذن الإلهى ما شاء الحق أن يريه هذا النائم أو الغائب أو الفانى أو القوى .. من المعانى متجسدة فى الصور التى بيد هذا الملك

فمنها ما يتعلق بالله وما يوصف به من الأسماء .. فيدرك الحق فى صورة .. أو القرآن .. أو العلم .. أو الرسول الذى هو على شرعه .. فهنا يحدث للرائى ثلاث مراتب .. أو إحداهن :

- المرتبة الواحدة .. أن تكون الصورة المدركة راجعة للمرئى بالنظر إلى منزلة ما .. من منازله وصفاته التى ترجع إليه .. فتلك رؤيا الأمر على ما هو عليه بما يرجع إليه

- والمرتبة الثانية .. أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى حال الرائى فى نفسه

- والمرتبة الثالثة .. أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى الحق المشروع والناموس الموضوع أى ناموس كان فى تلك البقعة التى ترى تلك الصورة فيها .. فى ولاة أمر ذلك الإقليم .. القائمين بناموسه ... وما ثَم مرتبة رابعة سوى ما ذكرناه

فالأولى - وهى رجوع الصورة إلى عين المرئى - فهى حسنة كاملة .. ولا بد .. لا تتصف بشىء من القبح والنقص

والمرتبتان الباقيتان .. قد تظهر الصورة فيهما بحسب الأحوال من الحسن والقبح والنقص والكمال

فلينظر .. إن كان من تلك الصورة خطاب .. فبحسب ما يكون الخطاب يكون حاله وبقدر ما يفهم منه فى رؤياه .. ولا يعول على التعبير فى ذلك بعد الرجوع إلى عالم الحس .. إلا إن كان عالما بالتعبير أو يسأل عالما بذلك

ولينظر أيضا حركته - أعنى حركة الرائى - مع تلك الصورة .. من الأدب والاحترام أو غير ذلك .. فإن حاله بحسب ما يصدر منه فى معاملته لتلك الصورة .. فإنها صورة حق بكل وجه

وقد يشاهد الروح الذى بيده هذه الحضرة وقد لا يشاهده .. وما عدا هذه الصورة فليست إلا من الشيطان .. إن كان فيه تحزين .. أو مما يحدث المرء به نفسه فى حال يقظته فلا يعول على ما يرى من ذلك

ومع هذا - وكونها لا يعول عليها - إذا عبرت كان لها حكم .. ولا بد .. يحدث لها ذلك من قوة التعبير لا من نفسها .. وهو أن الذى يعبرها لا يعبرها حتى يصورها فى خياله من المتكلم .. فقد انتقلت تلك الصورة عن المحل الذى كانت فيه .. حديث نفس أو تحزين شيطان .. إلى خيال العابر لها وما هى له حديث نفس ... فيحكم على صورة محققة ارتسمت فى ذاته فيظهر لها حكم أحدثه حصول تلك الصورة فى نفس العابر

كما جاء فى قصة يوسف مع الرجلين .. وكانا قد كذبا فيما صوراه .. فكان مما حدثا به أنفسَهما فتخيلاه من غير رؤيا .. وهو أبعد فى الأمر .. إذ لو كان رؤيا لكان أدخل فى باب التعبير ... فلما قصَّاه على يوسف حصل فى خيال يوسف عليه السلام صورة من ذلك لم يكن يوسف حدث بذلك نفسه .. فصارت حقا فى حق يوسف وكأنه هو الرائى الذى رأى تلك الرؤيا لذلك الرجل .. وقاما له مقام الملَك الذى بيده صور الرؤيا ... فلما عبر لهما رؤياهما قالا له : أردنا اختبارك .. وما رأينا شيئا

فقال يوسف : { قضى الأمر الذى فيه تستفتيان } فخرج الأمر فى الحس كما عَبَر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الأحد فبراير 16, 2014 8:58 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1823
الحقيقة يوجد أكثر من جزئية أحتاج شرح فيها
سأتابع القراءة و أجمع الأسئلة
جزاك الله خيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الاثنين فبراير 17, 2014 11:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
أهلا .. وسهلا .. اقرأ على مهلك ... وربنا يفتح

يقول الشيخ الأكبر رحمه الله :

ثم إن الله تعالى إذا رأى أحد رؤيا فإن صاحبها له فيما رآه حظ من الخير والشر بحسب ما تقتضى رؤياه .. أو يكون الحظ فى ناموس الوقت فى ذلك الموضع .. وأما فى الصورة المرئية فلا

فيصور الله ذاك الحظ طائرا - وهو ملَك فى صورة طائر - كما يخلق من الأعمال صورا ملكية روحانية جسدية برزخية .. وإنما جعلها فى صورة طائر لأنه يقال : طار له سهمه بكذا والطائر الحظ .. قال الله عز وجل { قالوا طائركم معكم } أى حظكم ونصيبكم معكم من الخير والشر .

ويجعل الرؤيا معلقة من رجل هذا الطائر - وهى عين الطائر - ولما كان الطائر إذا اقتنص شيئا من الصيد من الأرض إنما يأخذه برجله لأنه لا يد له وجناحه لا يتمكن له الأخذ به .. فلذلك علق الرؤيا برجله .. فهى المعلقة .. وهى عين الطائر

فإذا عُبِرت سقطت لما قيلت له .. وعندما تسقط ينعدم الطائر لأنه عين الرؤيا .. فينعدم بسقوطها ويتصور فى عالم الحس بحسب الحال التى تخرج عليه تلك الرؤيا .. فترجع صورة الرؤيا عين الحال لا غير

فتلك الحال .. إما عرض .. أو جوهر .. أو نسبة من ولاية أو غيرها ... هى عين صورة تلك الرؤيا وذلك الطائر .. ومنه خلقت هذه الحالة ولا بد .. سواء كانت جسما أو عرضا أو نسبة - أعنى تلك الصورة - كما خلق آدم من تراب ونحن من ماء مهين

حتى إذا دلت الرؤيا على وجود ولد .. فذلك الولد مخلوق من عين تلك الرؤيا .. خلق من تلك الرؤيا ماء فى صلب أبيه .. وإن كان الماء قد نزل فى الرحم تصورت فيه تلك الرؤيا ولد فهو ولد رؤيا .. وإن لم تتقدم له رؤيا فهو على أصل نشأته كما هو سائر الأولاد
فاعلم ذلك .. فإنه سر عجيب .. وكشف صحيح

وكل ولد يكون عن رؤيا ترى له تميزا على غيره .. ويكون أقرب إلى الأرواح من غيره

إن جعلت بالك هكذا تبصره .. وكل مخلوق من حالة .. أو عرض .. أو نسبة من ولاية أو غيرها .. يكون عن رؤيا يكون له ميز على من ليس عن رؤيا

وانظر ذلك فى رؤيا آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبد لك صحة ما ذكرناه

فكان صلى الله عليه وسلم عين رؤيا أمه .. ظهرت فى ماء أبيه بتلك الصورة التى رأته أمه .. ولذلك كثرت المرائى فيه صلى الله عليه وسلم فتميز عن غيره .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الاثنين فبراير 17, 2014 11:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
قال الشيخ الأكبر رحمه الله :

ولا يعرف ما قلناه إلا أهل العلم بصورة الكشف .. وهو من أسرار الله فى خلقه

وإن أردت تأنيسا لما ذكرناه .. فانظر فى علم الطبيعة .. إذا توحمت المرأة وهى حامل على شىء خرج الولد يشبه ذلك الشىء .. وإذا نظرت عند الجماع أو تخيل الرجل صورة عند الوقاع وإنزال الماء يكون الولد على خلق صورة ما تخيل

ولذلك كانت الحكماء تأمر بتصوير صور الفضلاء من أكابر الحكماء فى الأماكن بحيث تنظر إلى تلك الصورة المرأة عند الجماع والرجل فتنطبع فى الخيال فتؤثر فى الطبيعة فتخرج تلك القوة التى كانت عليها تلك الصورة فى الولد الذى يكون من ذلك الماء

وهو سر عجيب فى علم الطبيعة .

وانظر فى تكوين عيسى عليه السلام عن مشاهدة مريم جبريل فى صورة بشر .. كيف جمع بين كونه روحا يحيى الموتى وبين كونه بشرا .. إذا كان الروح به تحيا الأجسام الطبيعية

وأقوى من ذلك .. ما فعله السامرى من قبضه أثر جبريل لما علم أن الروح تصحبه الحياة حيث حل .. فرمى ما قبضه فى العجل فخار العجل بذلك الأثر المقبوض من وطء الروح .. ولو رماه فى شكل فرس صهل أو فى شكل إنسان نطق ... فإن الاستعداد لما ظهر بالحياة إنما كان للقابل

ومن هنا تعرف صورة الظاهر فى المظاهر .. وأن المظاهر تعطى باستعدادها فى الظاهر فيها ما يظهر به من الصور الحاملة والمحمولة ... ولهذا أظهر الله هذه الحكمة لنقف من ذلك على ما هو الأمر عليه

ثم إن تسمية النبى صلى الله عليه وسلم لها بشرى ومبشرة .. لتأثيرها فى بشرة الإنسان

فإن الصورة البشرية تتغير بما يرد عليها فى باطنها مما تتخيله من صورة تبصرها أو كلمة تسمعها إما بحزن أو فرح ... فيظهر لذلك أثر فى البشرة لا بد من ذلك .. فإنه حكم طبيعى أودعه الله فى الطبيعة فلا يكون إلا هكذا .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء فبراير 18, 2014 5:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 25, 2011 7:57 pm
مشاركات: 214
مجهود مشكور اخى جزاك الله خيرا عن ما اتحفتنا به


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرؤى والمنامات .. من فتوحات الشيخ الأكبر ابن عربى
مشاركةمرسل: الاثنين فبراير 24, 2014 8:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وجزاك الله خيرا .. والشكر موصول لك الفاضلة / مريم الحسينية .. و عود لكلام مولانا الولى الكبير سيدى محيى الدين . قال رحمه الله :

تكملة

للرؤيا مكان .. ومحل .. وحال ..

فحالها النوم .. وهو الغيبة عن المحسوسات الظاهرة الموجب للراحة .. لأجل التعب الذى كانت عليه هذه النشأة فى حال اليقظة من الحركة .. وإن كان فى هواها .. قال تعالى {وجعلنا نومكم سباتا} يقول وجعلنا النوم لكم راحة تستريح به النفوس .. وهو على قسمين :

- قسم انتقال .. وفيه بعض راحة أو نيل غرض أو زيادة تعب

- والقسم الآخر قسم راحة خاصة .. وهو النوم الخالص الصحيح الذى ذكر الله أنه جعله راحة لما تعبت فيه هذه الآلات والجوارح والأعضاء البدنية فى حال اليقظة

وجعل زمانه الليل .. وإن وقع بالنهار .. كما جعل النهار للمعاش وإن وقع بالليل .. ولكن الحكم للغالب

فأما قسم الانتقال .. فهو النوم الذى يكون معه الرؤيا .. فتنقل هذه الآلات من ظاهر الحس إلى باطنه ليرى ما تقرر فى خزانة الخيال .. الذى رفعت إليه الحواس ما أخذته من المحسوسات .. وما صورته القوة المصورة التى هى من بعض خدم هذه الخزانة .. لترى هذه النفس الناطقة - التى ملكها الله هذه المدينة - ما استقر فى خزانتها .. كما جرت العادة فى الملوك إذا دخلوا خزانتهم فى أوقات خلواتهم ليطلعوا على ما فيها

وعلى قدر ما كمل لهذه النشأة من الآلات - التى هى الجوارح .. والخدام - الذين هم القُوى الحسية - يكون الاختزان
فثم خزانة كاملة .. لكمال الجُبَاة ... وثم خزانة ناقصة كالأكمه فإنه لا ينتقل إلى خزانة خياله صور الألوان .. والخرس لا ينتقل إلى خزانة الخيال صور الأصوات ولا الحروف اللفظية

هذا كله إذا عدمها فى أصل نشأته .. وأما إذا طرأت عليه هذه الآفات فلا .. فإنه إذا انتقل بالنوم إلى باطن النشأة ودخل الخزانة وجد صور الألوان التى اختزنها فيها قبل طروء الآفة .. وكذلك كل ما أعطته قوة من قوى الحس الذين هم جباة هذه المملكة .. ولله تجل فى هذه الخزانة فى صورة طبيعية بصفات طبيعية ... مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( رأيت ربى فى صورة شاب ) وهو ما يراه النائم فى نومه من المعانى فى صور المحسوسات .. لأن الخيال هذه حقيقته أن يجسد ما ليس من شأنه أن يكون جسدا .. وذلك لأن حضرته تعطى ذلك ... وما ثَم فى طبقات العالَم من يعطى الأمر على ما هو عليه سوى هذه الحضرة الخيالية .. فإنها تجمع بين النقيضين وفيها تظهر الحقائق على ما هى عليه .. لأن الحق فى الأمور أن نقول فى كل أمر نراه أو ندركه .. بأى قوة كان الإدراك .. إن ذاك الذى أدركته هو لا هو ... كما قال {وما رميت إذ رميت} فلا نشك فى حال الرؤيا فى الصورة التى تراها أنها عين ما قيل لك إنه هو .. وما تشك فى التعبير إذا استيقظت أنه ليس هو .. ولا نشك فى النظر الصحيح أن الأمر هو لا هو .

قيل لأبى سعيد الخراز : بم عرفت الله ؟ قال : بجمعه بين الضدين

فكل عين متصفة بالوجود فهى لا هى .. فالعالم كله هو لا هو .. والحق الظاهر بالصورة هو لا هو .. فهو المحدود الذى لا يحد .. والمرئى الذى لا يُرى .. وما ظهر هذا الأمر إلا فى هذه الحضرة الخيالية فى حال النوم أو الغيبوبة عن ظاهر المحسوسات بأى نوع كان .. وهى فى النوم أتم وجودا وأعمه .. لأنه للعارفين والعامة وحال الغيبة والفناء والمحو وشبه ذلك ما عدا النوم .. لا يكون للعامة فى الإلهيات .. فما أوجد الله شيئا من الكون على صورة الأمر على ما هو عليه فى نفسه إلا هذه الحضرة .. فلها الحكم العام فى الطرفين .. كما للممكن قبول النقيضين .. فيكون له ذلك ذوقا .. فإن الذى يستحيل عليه العدم - وإن كان له العلم بالعدم - لا يكون علما ذاتيا .. وهو الذى يسمى ذوقا .. بخلاف الممكن .. فإن العدم له ذوق .. والذى يستحيل عليه الوجود والعلم به .. لا ذوق له فى الوجود رأسا .. والممكن له فى الوجود ذوق

فأوجد الله هذه الحضرة الخيالية ليظهر فيها الأمر الذى هو الأصل على ما هو عليه ..

يتبع بمشيئة الله تعالى .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 20 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط