كتاب
مفتاح الأسرار
فيما يتعلق
بالصلاة على سيد الأبرار
للشريف الماجد
سيدي محمد بن إدريس الدباغ
رحمة الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
تقديم
أشرب المغاربة كالمشارقة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمأنوا إليه ورغبوا في اتباع سنته ، وهاموا في ذكر شمائله وصفاته ورددوا في كل مناسبة محاسنه ، ورووا أحاديثه وحاولوا أن يتحلوا بأخلاقه وأن تتجلى فيهم روح سماته ، فكانوا يخلقون المناسبات لإشاعة ذكره بين الناس حتى لا تُنسى تعاليمه ، ولا تُهمل الرسالة التي جاء بها مبشراً ونذيراً ، وكان الإلتزام متجلياً في أخلاق محبيه الذين تظهر عليهم أخلاق القرآن فتطبعهم بطابعها في السلوك والأحكام ، وشاعت هذه الظاهرة بين الناس فمحت أمية الفكر والأخلاق من أكثرهم بل محتها حتى من الذين يُنسبون إلى الأمية في القراءة والكتابة .
ومن بين هؤلاء مؤلف هذا الكتاب ، المرشد الخير الهادي إلى محاسن الصفات ، الشريف الصالح سيدي محمد بن إدريس الدباغ رحمه الله المتوفي سنة 1352 للهجرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
فقد كان لايحسن القراءة والكتابة ولكنه كان يجالس العلماء ويستلهم منهم كثيراً من اللطائف والإشارات فصار كأنه واحد منهم وألهمه الله فأعانه على تقديم هذا الدليل سنة 1332 هـ وسماه : " مفتاح الأسرار فيما يتعلق بالصلاة على سيد الأبرار " جعله الله وقاية من النار ، وتقريباً إلى العزيز الجبار وجعله لكل قارئ مفتاحاً إلى الخيرات ومنطلقاً إلى البركات إنه سميع الدعاء .
الأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ
مقدمة
الحمدلله الذي رفع منار السيادة المحمدية وعظمها تعظيماً ونور المكونات بطلعة محياه وغرته الأحمدية وأكرمها تكريماً والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي ختم الله به الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته الكرام الطاهرين .
أما بعد ، فالمقصود من هذا الكتاب ، ذكر الصلاة على النبي الأواب ، امتثالاً لأمر الله تعالى وتعظيماً لقدر مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسميته" مفتاح الأسرار فيما يتعلق بالصلاة على سيد الأبرار" . ونسأل الله تعالى أن يجعلها خالصاً لوجهه الكريم وسبباً للدخول إلى جنة النعيم إنه الغفور الرحيم .
ولنذكر هنا جملة من فضائلها ليعرف القارئ ما لها من الفضل العظيم والخير العميم فنقول وبالله التوفيق : قد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته في حجة الوداع : " حجوا حجة الفرض فإنها أعظم من عشرين غزاة في سبيل الله ، وإن غزاةً بعدها أعظم من عشرين حجة ، وإن الصلاة عليّ يعادل ثوابها الحج والجهاد " .
قال صلى الله عليه وسلم :" من سره أن يلقى الله وهو عنه راضٍ فليكثر من الصلاة عليّ " . وقال صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليّ مائة مرة في اليوم كان كمن داوم العبادة طول الليل والنهار " . وقال صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليّ مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين لآخرته وثلاثين لدنياه " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من جعل عبادته كلها صلاة علي قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ". ذكر هذه الأحاديث كلها الشيخ أبو جعفر بن وداعة ، ثم قال وأمر النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه أن يجعلوا أورادهم صلاة عليه لما علم مالهم في ذلك من الفضل والثواب .
وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يسأل في أمته حتى قيل له أما ترضى وقد أنزل الله عليك { وإن ربك لذو مغفرةً للناس على ظُلمهم } فقد كان صلى الله عليه وسلم مشغولاً بنا أيام حياته وبعد وفاته حيث لم يترك شيئاً يقرب أمته إلى الله ويبعدها عن النار إلا أمرها به ، فكيف بالعبد لا يشتغل طول حياته بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم " ثلاث تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله " قيل من هم يارسول الله ؟ قال : " من فرج عن مكروب من أمتي ، ومن أحيا سنتي، ومن أكثر من الصلاة عليّ " . وقال صلى الله عليه وسلم :" من صلى علي مائة مرة تزَحزَحَت النار عنه " . وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، عنه صلى الله عليه وسلم قال : " جاءني جبريل عليه السلام وقال يا محمد لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صلى عليه سبعون ألف ملك ومن صلت عليه الملائكة كان من أهل الجنة " . وقال صلى الله عليه وسلم :" من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشراً ، ومن صلى عليّ عشراً صلى الله عليه مائة ومن صلى عليّ مائة صلى الله عليه ألفاً ، ومن صلى عليّ ألفاً زاحمت كتفي كتفه يوم القيامة على باب الجنة وحرّم الله جسده على النار " . وكفى بهذه المزية شرفاً لمن وفقه الله للصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وفيما ذكر كفاية لمن ألهمه الله التوفيق والهداية .
واعلم أن من أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى يوم القيامة جنة وسروراً ونعيماً . فسبحان من نوَّه بذكره وأخلاقه الزكية في الكتاب المنزل عليه المعظم تعظيماً فقال جل من قائل : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}.
يتبع إن شاء الله .....
_________________ آل بيت النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي أرجو بهم اُعطى غداً *** بيدي اليمين صحيفتي
|