الخطاب المعكوس

يكشف الخطاب المعكوس عن حقيقة ما يود أن يقوله المرء
يقول ديفيد جون أوتس :"إن الآثار المترتبة على ذلك تعتبر محيرة لأن الخطاب المعكوس يثير لجنة تقصي الحقائق" ، كما يقول لوراك تريبور : "الحقيقة هي كذبة أعيد قولها" ، وفقاً لديفيد جون
أوتس فإن الخطاب المعكوس هو شكل من أشكال الاتصال الصادر عن العقل الغير واعي ، وكما يقول أوتس الذي وهب نفسه لاكتشاف ماهية الخطاب المعكوس ، فإن العقل الغير واعي هو
مستقر الحقائق العميقة ، والصدق الذي لا يرحم ، والمعاني الخفية ، والذي يرسل رسائل بطريقة عكسية للعقل الواعي كل 10 إلى 15 ثانية ، ثم يقوم العقل الواعي بتحويل الرسالة ويقودنا
لنتحدث في خطاب موجه ، ولفهم المعنى الحقيقي لخطابنا يجب علينا أن نقوم بتسجيله وإعادة تشغيله.
- ويزعم أوتس بأن الخطاب المعكوس هو شكل من أشكال التواصل البشري والذي يتم توليده آلياً بواسطة المخ البشري ، وهو يحدث في كل مرة نتحدث فيها ، كما أنه يتحول عكسياً لأصوات
في أحاديثنا ، ووظيفة العقل هذه والتي لم يتم اكتشافها صادرة من استقلالية العقل نفسه ، فمثلاً عند النطق بصوت [كذا] ، فإن التحدث يصدر من أعمق مناطق الوعي ، والخطاب المباشر
(الموجه) يصدر من المنطقة اليسرى بالمخ ، أما الخطاب المعكوس فهو يصدر من المنطقة اليمنى بالمخ.
- ويزعم السيد أوتس أيضاً أنه قد حقق اكتشافات كثيرة منها أن الأطفال يتعلمون التحدث عكسياً قبل أن يتعلموا الكلام المباشر (الموجه) ، وهو يعتقد أن السبب الذي جعل معظم العالم
يتعرض للهذيان هو في الواقع فكر عميق صادر من العقول الواعية للأطفال الرضع .
والسيد أوتس استرالي الأصل وهو يطلق على نفسه "مؤسسة الخطاب المعكوس ™" ، حيث بدأ طريقه في هذا المجال عند عثوره على شريط مسجل في المرحاض أثناء الحلاقة ، وحاول
تشغيل هذا الشريط لكن الشريط كان يعمل فقط في الاتجاه المعاكس ، مع أن هذا العطب الالكتروني لم يخل من المكافآت ، وقال السيد أوتس عندما سأله بعض المراهقين عن الرسائل
الشيطانية المعكوسة في موسيقى الروك ، أنه على استعداد بأن يعيد تشغيل الأشرطة لهم ، والبحث عن الرسائل الخفية ، وبرغم أن هؤلاء المراهقين قد اعتبروا ذلك من الخزعبلات ، إلا أن
أوتس لم يعثر فقط على هذه الرسائل الشيطانية في موسيقى الروك ، بل اكتشف أيضاً أنه إذا استمع المرء لهذه الأشرطة بعناية شديدة ، فإنه يستطيع أن يسمع رسائل عكسية في جميع
الاتصالات المنطوقة ، ومع ذلك فهو لم يعلن عن سر اكتشافه للخطاب المعكوس لمدة 12 عام ، أما الآن فهو على استعداد لمشاركة اكتشافاته مع بقية العالم بمقابل مادي.
دورات تدريبية في تحليل الخطاب المعكوس
هاجر السيد أوتس إلى بونسال Bonsall في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث عرض استعداده لتدريب أي شخص يرغب في أن يصبح محللاً للخطاب المعكوس مقابل 4500 دولار فقط ، بالإضافة
إلى بضعة مئات من الدولارات كثمن لجهاز التشغيل المعكوس (ماركة مسجلة ™) ، وأيضاً كثمن لعديد من الأشرطة ، ودليل الدراسة التي يجب شراؤها بشكل منفصل عن رسوم التدريب ،
(وهو قد عاد الآن مرة أخرى إلى أستراليا ، وما زال يتقاضى رسوم باهظة لتقديم دوراته الدراسية ، حيث تكلف الدورة الواحدة 395 دولار استرالي في الأسبوع الواحد ، وهناك عطلة واحدة كل
6 أسابيع (305 دولار أمريكي تقريباً × 6) ، وسوف تحتاج أيضاً لشراء جهاز التشغيل المعكوس من السيد جون (الأسعار تتراوح بين 399 إلى 499 دولار استرالي) ، بخلاف برامج الخطاب
المعكوس الذي يتكلف 95 دولار استرالي . ويبيع السيد أوتس الأشرطة بمقابل 10 دولارات لكل شريط مع أمثلة على الخطاب المعكوس من أو.جي سيمبسون ، ونجوم موسيقى الروك
والمشاهير ورجال السياسية ، كما انه يبيع الكتب التي تحمل عناوين جذابة مثل ما وراء التخفي المعكوس : الخطاب المعكوس وصوت العقل الباطن : (مما يعني تخيل أصوات مثل صوت
دانتي رينتفور (كتاب خادم الأنشوجة الخزامية لمؤلفه ستون أدجيكتف) ، وهذا الكتاب يحتوي أيضاً على ملحق مختص باليوفو.
جهاز كشف الكذب
يزعم أوتس أن "الخطاب المعكوس هو صوت الحقيقة" وأنه "إذا تم توجيه حديث كاذب ، فربما تأتي الحقيقة بعده" ، ويمكن استخدامه كجهاز لكشف الحقيقة (جهاز كشف الكذب) ، إذ يمكنه أن
كشف الحقيقة إذا تم التحدث بالكذب وكذلك كشف الحقائق الإضافية حتى وإن لم يتم الحديث عنها ، على سبيل المثال :يمكنه كشف اسم الشخص المتواطئ في الجريمة ، أو أماكن وجود
الأدلة ، وهذا الادعاء يذكرنا بدعاة البرمجة اللغوية العصبية الذين يزعمون أنهم يستطيعون معرفة إذا ما كان الشخص يتحدث بالكذب عن طريق حركات عينيه ، وعلى الأقل يمكننا وفقاً لأوتس
تجنب الكشف عن طريق التحدث عكسياً. وهو يدعي أيضاً أن 95 ? من أفكارنا "هي بعيدة عن الوعي" وأن الخطاب المعكوس يمكن أن يصف أعراض اللاوعي مثل الأنماط الشخصية والسلوكية
، كما يمكنه أن يكشف عن الذاكرة والخبرات الدفينة ، وبالمثل يمكنه أيضاً وصف حالة الجسم المادي ، وفي المستويات الأعمق من الوعي البشري ، يمكن للخطاب المعكوس وصف حالة
النفس البشرية وعلاقتنا مع الله ،كما أنه يدعي أن معظم كلام الخطاب المعكوس هو كلام مجازي يتم توصيله عن طريق الصور أو الأمثال وهو مشابه للأحلام ،وعلاوة على ذلك ، فإن التحليل
بالخطاب المعكوس يمكن أن يستخدم كوسيلة علاجية للتحليل النفسي [كذا] ، كما أن الاستعارات المنبثقة منه يمكن أن تقدم خريطة تفصيلية للعقل ، وفي كثير من الأحيان يمكنه تحديد
الأسباب الدقيقة والمسببات [كذا] للمشاكل التي يعاني منها هؤلاء الأفراد ، ويمكن استخدامه جنباً إلى جنب مع التنويم المغناطيسي كشكل قوي للغاية ودائم من أشكال التغير السلوكي.
ويمكن لأرباب العمل استخدامه في اختيار الموظفين ، كما يمكن للمحامين استخدامه من أجل تحليل عناصر القضايا ، وكذلك يمكن للصحفيين استخدامه لتحليل خطب رجال السياسة ، مما
يعني أن تطبيقاته لا حصر لها !
الإفتقار إلى الادلة التحريبية
كما هو الحال مع ادعاءاته الأخرى ، فإن أوتس لا يقدم أي دعم لهذه المفاهيم المذكورة، إذ يوجد قدر كبير من الأدلة المقدمة ضده. وتفتقر بعض ادعاءاته إلى الدليل التجريبي وتناقض ما توصل
إليه علماء الأعصاب والفيزيولوجيا في دراستهم للمخ وتطوير الخطاب، وعلى سبيل المثال ، فإن فكرته حول الخطاب المعكوس الذي يحدث في المنطقة اليمنى من المخ لا تدعمها الدراسة
التجريبية ، وعلى أية حال ، إذا كان النصف الأيمن من المخ مسؤول عن توظيف الخطاب المعكوس كما يدعي أوتس ، فسنرى أن نشاط المخ في النصف الأيمن يسبق نشاطه في النصف
الأيسر منه عند حدوث الكلام ، فأين إذن الدليل على حدوث ذلك؟ ثم أين الدليل على صحة مزاعمه حول الأطفال الرضع والخطاب ، والادعاءات التي تتعارض مع كل ما هو معروف عن تطور المخ
البشري والكلام عند الأطفال ؟
- كما يجب أن يتساءل المرء عن قيمة تطور الخطاب المعكوس ، فمن المقدر أن لغة البشر المنطوقة قد تطورت منذ 100000 عام مضت ، ولا نجد صعوبة في رؤية فائدة الكلام على بقاء الأنواع ،
ولكن ما هي الفائدة المحتملة من الخطاب المعكوس ؟ ، فمن الصعب أن نتصور شيئاً عديم الفائدة يتناول جزء كبير من تاريخ تطور المخ ، وعلاوة على ذلك ، فإذا كان هناك وجود للخطاب
المعكوس ، يجب أن يكون هناك قواعد نحوية عكسية ، فما هو ذلك الشيء ، وكيف يمكن معرفته؟.
- تعتبر بعض مزاعم أوتس شبه تجريبية ،على سبيل المثال ، يبدو أن معتقداته حول العقل اللاواعي لديها أسس عملية حول الحقيقة التي تقول بأن سلوك الفرد يمكن أن يتأثر بالذكريات التي
لا يعيها الفرد ، وهناك دليل قوي على وجود الذاكرة الضمنية في علم الأعصاب ، لكن الادعاء بأن 95 ? من أفكارنا هي دون مستوى الوعي ، أي معظم ما لدينا من ذكريات هي ذكريات ضمنية
، يبدو أمراً غير مؤكد ، فكيف للمرء أن يختبر مثل هذا الادعاء؟ كما أن الادعاء بأن العقل اللاواعي يحتوي على بيانات تكشف الحقائق المخفية حول سلوك الشخص والشخصية ، فضلاً عن
الصحة الجسدية والروحية للفرد مازال موضع جدل كبير ، ويبدو أن هذا الادعاء قائم على التمني بدلا من الأدلة العلمية الدامغة.
يتبع