قانون الجذب
" شبيك لبيك عبدك بين يديك .. أطلب وتمنى يا سيدي " :
عبارة ألفناها على لسان مارد المصباح السحري في قصة علاء الدين من وحي قصص ألف ليلة وليلة، ولكن لتلك العبارة صلة الآن بقانون يتبناه مفكرو ثقافة العصر الجديد New Age حيث
يصفون ذلك القانون بالسر العظيم الذي استخدمه عظماء التاريخ لتحقيق سعادتهم وأمانيهم في النفوذ وفي الصحة والمال والعلاقات الإجتماعية وفي إمتلاك المعرفة، و يرتكز ذلك القانون على
أن ما يدور في ذهن الشخص ويشغل باله سيتحقق على أرض الواقع آجلاً أم عاجلاً سواء أكان أمراً جيداً يتمناه أو سيئاً يعبر عن مخاوفه أوقلقه".
يطلق على ذلك القانون اسم قانون الجذب Law of Attraction وهي عبارة استخدمت على نطاق واسع من قبل مفكري ثقافة العصر الجديد ليشيروا إلى الفكرة القائلة بأن "الأفكار تجلب
الفرص " والمبنية على إعتقاد بأن للأفكار (سواء أفكار الوعي أو اللاوعي) قدرة على التأثير في الأشياء من حولنا ليس فقط من خلال التحفيز ولكن بوسائل أخرى كما يقول قانون الجذب :"ما
هو مرغوب يمكن أن يجسد نفسه"، ويجد بعض أولئك الكتاب في ما ورد ذكره في الكتاب المقدس بعهده الجديد على لسان السيد المسيح أمراً يدعم مزاعمهم فيه ،إذ نجد في إنجيل مرقس
:" لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم "-الإصحاح 11-عدد 24.
أصبحت فكرة قانون الجذب (التجاذب) أكثر شيوعاً خصوصاً بعد عرض فيلم The Secret أو "السر" ، وهو فيلم عُرض في عام 2006 من تأليف كاتب تليفزيوني استرالي وإنتاج
روندا بيرن التي حرصت على أن يكون الفيلم منسجماً مع ما تناوله الكتاب الأكثر مبيعاً والذي حمل نفس العنوان كما ظهرت روندا في سلسلة من البرامج الحوارية في عام 2007.
قانون الجذب عبر التاريخ
1879 - قانون الجذب الغامض
في عام 1879 ، كانت صحيفة نيويورك تايمز أول صحيفة رئيسية استخدمت عبارة "قانون الجذب" لوصف قاطرات عربات حمل الذهب في ولاية كولورادو الأمريكية : "تتحرك في طاعة بواسطة
بعض قوى قانون الجذب الغامض التي تتغلب على جميع العقبات التي تعترض تقدمها ناحية وجهتها ".
......................................
1902 - قانون الجذب جسدياً "طاقة الجذب"
في أوائل عام 1902 ، برزت تلميحات إلى أمر يشابه قانون الجذب حيث قام جون أمبروز فليمنج وهو مهندس كهربائي وفيزيائي ضليع (يلقبه البعض بمعجزة القرن) بوصف كل المظاهر المنتهية
أياً كان نوعها و أياً كان مداها بأنها "طاقة جذب جامحة " تتسبب للكائنات في "زيادة مطردة في قوة ووضوح الغرض ، وحتى اكتمال عملية النمو والوصول إلى النضج باعتباره أمر واقع ".
...................................
1904-1910 - حركة الفكر الجديد
ادعى توماس ترووارد، الذي كان له تأثير قوي في حركة الفكر الجديد New Age Movement ، بأن الفكر يسبق الشكل المادي ، وبأن "عمل العقل يزرع تلك النواة التي إذا سُمح لها بأن تنمو
دون عائق ، فإنها في النهاية سوف تجذب لنفسها جميع الظروف اللازمة لتتجسد في شكل خارجي مرئي ".
................................
وفي عام 1906 ، استخدم وليام ووكر أتكنسون (1862 - 1932)
هذه العبارة في كتابه حول حركة الفكر الجديد المسمى "اهتزاز الفكر أو قانون الجذب في فكر العالم". وفي السنة التالية نشرت (اليزابيث تاوني ) وهي رئيسة تحرير مجلة نوتيلوس ماجازاين
والتي تعتبر مجلة مهتمة بالفكر الجديد - وكتاب بروس ماكليلاند الذي يحمل عنوان "خلال قوة الفكر" والذي لخص فيه المبدأ ، قائلاً : "أنت هو ما تعتقد ، وليس ما تعتقد أنه أنت".
وقد تبنى كتاب "علم الثراء" الذي كتبه ( والاس دي واتليس) العديد من المبادئ نفسها مثل [هل يعتبر هذا توليفة غير لائقة ؟] ، بأن الاعتقاد حقاً في رغبة الكائن الخاصة بالفرد والتركيز عليها
سوف يؤدي إلى إدراك هذا الكائن أو الهدف على الطائرة المادية (يشير والاس في مقدمة الكتاب وفصوله اللاحقة أن فرضيته تنبع من وجهة نظر هندية توحيدية بأن الله يَعُم كل شيء ، ويمكن
أن يقدم لنا كل ما نركز عليه). وبالإضافة إلى ذلك ، فإن الكتاب يشير أيضاً إلى أن التفكير السلبي سوف يؤدي لنتائج سلبية.
يتبع