الشباب أسبق فئات الأمم إلي قبول الدعوات الإصلاحية .
1_ كان لوط " عليه السلام " أول من آمن بإبراهيم " عليه السلام " وكان لوط شاباً :
{ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( العنكبوت : 26 ) .
2_ والذين سبقوا إلي الأيمان بموسي جماعة قليلة من الشباب :
{ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ } (يونس:83) .
3_ وهذا إسماعيل " عليه السلام " يمتثل لأمر الله ، ويقدم نفسه للذبح ، وهو شاب فتي قادر علي الكسب والسعي والذي يستطيع الرفض إن أراد :
{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } ( الصافات : 102 ) .
ولذلك أثني الله تبارك وتعالي علي إسماعيل ، فقال سبحانه : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ
رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) } ( مريم : 54-55 ) .
4_ ويضرب القرآن مثلاً للحاكم في قوة الشباب الذي دفعه إيمانه إلي تقوية دولته ، فارتكز علي العلم والعمل في حماية الدولة ، وفضل ثواب الله علي الأجر الدنيوي : { قَالُوا يَا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
(95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) }
( الكهف : 94-97 )
5_ وقال تعالي في شأن سعد بن أبي وقاص ، والذي أسلم وهو شاب :
{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ( العنكبوت : 8) .
** وفي الآثار :
كان علي بن أبي طالب وزيد بن حارثه " رضي الله عنهما " كانا أول من صدق برسول الله " صلي الله عليه وسلم " بعد خديجة " عليها السلام " .
قال المقريزي : ( عندما أتي النبي " صلي الله عليه وسلم " الوحي ، وأخبر خديجة " رضي الله عنها " وصدقت كانت هي وعلي بن أبي طالب وزيد ابن حارثة حب رسول الله
" صلي الله عليه وسلم " يصلون معه ) .
( إمتاع الأسماع : ج1 ص16 ) .
قال ابن اسحق : ( وذكر بعض أهل العلم ، أن رسول الله " صلي الله عليه وسلم " كان إذا حضرت الصلاة خرج إلي شعاب مكة ، وخرج معه علي ابن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا . وذكروا أن أبا طالب قال لعلي : أي بني ، ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ فقال : يا أبت ، آمنت بالله وبرسول الله ، وصدقت بما جاء به ، وصليت معه لله واتبعته ، فقال له أبو طالب : أما انه لم يدعك إلا إلي خير فالزمه ) .
( سيرة ابن هشام : ج1 ، ص263 )
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
