موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 25, 2014 11:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وقد جمع الحافظ ابن حجر .. جملة أقوال العلماء وفهمهم .. فقال فى فتح الباري (6/142) :

وفي المراد بالأوتار ثلاثة أقوال :

أحدها .. أنهم كانوا يقلدون الإبل أوتار القسي لئلا تصيبها العين بزعمهم .. فأمروا بقطعها أعلاما بأن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا .. وهذا قول مالك

قلت : وقع ذلك متصلا بالحديث من كلامه في الموطأ
وعند مسلم وأبي داود وغيرهما قال مالك : أرى أن ذلك من أجل العين .. ويؤيده حديث عقبة بن عامر رفعه ( من علق تميمة فلا أتم الله له ) أخرجه أبو داود أيضا .. والتميمة ما علق من القلائد خشية العين

ونحو ذلك قال بن عبد البر : إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين فقد ظن أنها ترد القدر وذلك لا يجوز اعتقاده .

ثانيها .. النهي عن ذلك لئلا تختنق الدابة بها عند شدة الركض .. ويحكى ذلك عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة .. وكلام أبي عبيد يرجحه .. فإنه قال : نهى عن ذلك لأن الدواب تتأذى بذلك ويضيق عليها نفسها ورعيها .. وربما تعلقت بشجرة فاختنقت .. أو تعوقت عن السير .

ثالثها .. أنهم كانوا يعلقون فيها الاجراس حكاه الخطابي . وعليه يدل تبويب البخاري
وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أم حبيبة أم المؤمنين مرفوعا ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ) وأخرجه النسائي من حديث أم سلمة أيضا

والذي يظهر أن البخاري أشار إلى ما ورد في بعض طرقه .. فقد أخرجه الدارقطني من طريق عثمان بن عمر المذكور بلفظ ( لا تبقين قلادة من وتر ولا جرس في عنق بعير الا قطع )

قلت : ولا فرق بين الإبل وغيرها في ذلك الا على القول الثالث .. فلم تجر العادة بتعليق الاجراس في رقاب الخيل
وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أبي وهب الحساني رفعه ( اربطوا الخيل وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار ) فدل على أن لا اختصاص للإبل .. فلعل التقييد بها في الترجمة للغالب

وقد حمل النضر بن شميل الأوتار في هذا الحديث على معنى الثأر .. فقال : معناه لا تطلبوا بها ذحول الجاهلية .. قال القرطبي : وهو تأويل بعيد .. وقال الثوري : ضعيف

وإلى نحو قول النضر جنح وكيع .. فقال : المعنى لا تركبوا الخيل في الفتن .. فإن من ركبها لم يسلم أن يتعلق به وتر يطلب به
والدليل على أن المراد بالاوتار جمع الوتر بالتحريك لا الوتر بالإسكان .. ما رواه أبو داود أيضا من حديث رويفع بن ثابت رفعه ( من عقد لحيته أو تقلد وترا فإن محمدا بريء منه ) .. فإنه عند الرواة أجمع بفتح المثناة .

والجرس بفتح الجيم والراء ثم مهملة معروف .. وحكى عياض اسكان الراء .. والتحقيق أن الذي بالفتح اسم الآلة وبالاسكان اسم الصوت

وروى مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه ( الجرس مزمار الشيطان ) وهو دال على أن الكراهية فيه لصوته ... لأن فيها شبها بصوت الناقوس وشكله

قال النووي وغيره : الجمهور على أن النهي للكراهة .. وأنها كراهة تنزيه .. وقيل للتحريم وقيل : يمنع منه قبل الحاجة .. ويجوز إذا وقعت الحاجة

وعن مالك تختص الكراهة من القلائد بالوتر ويجوز بغيرها إذا لم يقصد دفع العين .. هذا كله في تعليق التمائم وغيرها مما ليس فيه قرآن ونحوه ... فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه .. فإنه إنما يجعل للتبرك به والتعوذ بأسمائه وذكره
وكذلك لا نهي عما يعلق لأجل الزينة ما لم يبلغ الخيلاء أو السرف .. واختلفوا في تعليق الجرس أيضا .

ثالثها .. يجوز بقدر الحاجة .. ومنهم من أجاز الصغير منها دون الكبير .. وأغرب ابن حبان فزعم أن الملائكة لا تصحب الرفقة التي يكون فيها الجرس إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها . انتهى كلام الحافظ ابن حجر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 02, 2014 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وجهة نظر أخرى .. وفهم جديد لحكم الجرس

قال الكلاباذى فى " بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار " (1/119) :

والجرس إنما يعلق على أعناق الجمال والدواب للرعاية والحفظ ليعرف بها سيرها ووقوفها ، وعدولها عن الطريق يمنة ويسرة ، أو سيرها على سنن الطريق ، وقد يسكن قلوب الرفقة إليها ما داموا يسمعون صوته ، ويتكلون على ذلك ، ويسكنون إليه ، والملائكة حفظة للمسلمين من الأوقات من بين أيديهم ومن خلفهم ، قال الله تعالى ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، إن استخفى السائر بالليل ، أو ظهر سائر بالنهار

فإذا اطمأنت قلوب الرفقة ، وسكنت نفوسهم إلى صوت الجرس في الحفظ لهم في سير الجمال والدواب ، انقطعت بقدر سكونها إليه عن الله عز وجل ، فيجوز أن يكون الله عز وجل يكلهم إلى ما توكلوا عليه ويصرف عنهم حفظته ، إذا اتخذوا لهم من عند أنفسهم حفظة . والجرس ليس كسائر الأسباب التي يتخذها الناس من ذلك فيها حاجزا بينهم وبين الآفات كالأبواب والمغاليق والأوكية ، فإن أكثر ما يتخذها الناس من ذلك فيها فوائد أخرى سوى التحرز بها عن الآفات ، وليس الجرس كذلك ؛ لأن هذه الفائدة التي اتخذها الناس لها إن زالت عنه لم يبق فيه معنى غير التلهي بصوته لمن استلذه ، والذي يستلذه فليس بلبيب .

يقول الفقير مريد الحق :

وهذه وجهة نظر أخرى من الكلاباذى ... وإن كانت قابلة للأخذ والرد ... ولكنه رحمه الله تعالى رأى النهى من باب الآداب .. وأحوال التربية والتصوف .

وعلى كل حال ... فمن وسع الله تعالى عليه فى الفهم .. علم أن الأحكام منها ما هو مرتبط بعلته ... فأدار الحكم بناء على .. ووصفه بما يستحق .. حملا على علته .

ولكن الإخوة ... لا يعلمون شيئا ولا يفقهون ... لأن أحكام وفهم الظاهرية هو المسيطر على فكرهم ... وذلك فرع من فكر الخوارج .. وتذكروا معى .. لما قالوا لأمير المؤمنين سيدنا على الكرار : إن الحكم إلا لله ... فقال لهم رضى الله عنه : كلمة حق .. أريد بها باطل ... لماذا .. لأنهم لم يفهموا علل الأحكام .

وهذا يجعلنى أذكر لكم مسألة تداولها الإخوة .. منذ عشرين سنة تقريبا ... أن الإخوة أختلفوا فى حكم .. جرس الباب .. فقالوا هو حرام ... للحديث الوارد فى جرس الدواب .. الجمل والفرس وغيره ... فعملوا إيه ... عملوا أجراس للأبواب .. فيها أذان .. وأخرى فيها أذكار .. وغير ذلك .

وقد عرضت عليكم أقوال العلماء فى فهم الحديث .. وعلة النهى ... فلا حول ولا قوة إلا بالله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 02, 2014 11:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول مولانا الشيخ الأكبر رضى الله عنه :

والذى أوصيك به أن تحافظ على أن تشترى نفسك من الله بعتق رقبتك من النار .. بأن تقول : لا إله إلا الله سبعين ألف مرة .. فإن الله يعتق رقبتك بها من النار أو رقبة من تقولها عنه من الناس ... ورد فى ذلك خبر نبوى .

ولقد أخبرنى أبو العباس أحمد بن على بن ميمون بن آب التوزرى عرف بالقسطلانى بمصر قال فى هذا الأمر : إن الشيخ أبا الربيع الكفيف المالقى كان على مائدة طعام .. وكان قد ذكر هذا الذكر وما وهبه لأحد .. وكان معهم على المائدة شاب صغير من أهل الكشف من الصالحين .. فعندما مد يده إلى الطعام بكى .. فقال له الحاضرون : ما شأنك تبكى ؟

فقال : هذه جهنم أراها .. وأرى أمى فيها .. وامتنع من الطعام وأخذ فى البكاء

قال الشيخ أبو الربيع : فقلت فى نفسى .. اللهم إنك تعلم أنى قد هللت بهذه السبعين ألفا وقد جعلتها عتق أم هذا الصبى من النار هذا كله فى نفسى

فقال الصبى : الحمد لله أرى أمى قد خرجت من النار وما أدرى ما سبب خروجها .. وجعل الصبى يبتهج سرورا .. وأكل مع الجماعة

قال أبو الربيع : فصح عندى هذا الخبر النبوى بكشف هذا الصبى ... وصح عندى كشف هذا الصبى بالخبر .. وقد عملت أنا على هذا الحديث .. ورأيت له بركة فى زوجتى لما ماتت .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 20, 2014 12:40 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول مولانا الشيخ الأكبر رضى الله عنه :

وعليك بإصلاح ذات البين وهو الفراق .. فإن الإصلاح بين الناس من الخير المعيَّن فى الكتاب .. وإذا كان الله قد رغب بل أمر المسلمين إذا جنح الكفار إلى السلم أن يجنحوا لها .. فأجرى الصلح بين المتهاجرين من المسلمين .

وإياك وإفساد ذات البين فإنها الحالقة .. والبين هنا هو الوصل .. ومعنى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( الحالِقة ) أنها تحلق الحسنات كما يحلق الحلاق الشعر من الرأس

قال الله تعالى { لقد تقطع بينُكم } - بالرفع - يعنى الوصل ... والبين فى اللسان من الأضداد كالجون .

يقول الفقير مريد الحق :

قوله تعالى { لقد تقطع بينُكم } من سورة الأنعام (الآية 94) . وقوله (بينُكم) بالرفع قراءة ابن كثير وأبى عمرو وعاصم فى رواية أبى بكر وابن عامر وحمزة ، وقرأ نافع والكسائى والحسن وحفص عن عاصم (بينَكم) نصبًا .
انظر : السبعة فى القراءات (ص263) ، والنشر فى القراءات العشر (3/56 ، 57) ، وإتحاف فضلاء البشر (2/22 ، 23) .

نعود للشيخ الأكبر .. قال رحمه الله :

يا ولى .. أطعم عبدك مما تأكل .. واكسه مما تلبس .. وراع قدره .. وانظر فيما ثبت فيهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( إخوانكم خولكم .. جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبَس )
واغتنم صحة البدن والفراغ من شغل الدنيا .. واستعن بهاتين النعمتين اللتين أنعم الله عليك بهما علـى طاعة الله ... فإنه ما أصح بدنك ولا فرَّغك من هموم الدنيا إلا لطاعته والقيام بحدوده ... وإلا كانت الحجـة عليك لله ... فاحذر أن يكون الله خصمك .. ولتقل فى كل يوم عند كل صباح مائة مرة : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ... فإن هذا الذكر لا يبقى عليك ذنبا . انتهى كلام الشيخ الأكبر

يقول الفقير مريد الحق :

كنت أقول .. لماذا ورد فى فضل قوله ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) أنهما " حبيبتان إلى الرحمن " .. فضلا عن أنهما لا تبقى على الذاكر ذنبا ... حتى وقفت على حديث – أظن فيه جزء من التفسير - .
فقد روى الْبَزَّارُ .. بإسناده .. عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ( إِلاَّ أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ ابْنَهُ ) فَقَالُوا : بَلَى
قَالَ ( أَوْصَى نُوحٌ ابْنَهُ فَقَالَ لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنِّي أُوصِيكَ بِاثْنَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ ، أُوصِيكَ بِقَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِنَّهَا لَو ُوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فِي كِفَّةٍ ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَلَوْ كَانَتْ حَلَقَةً لَقَصَمَتْهُنَّ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى اللهِ
وَبِقَوْلِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا عِبَادَةُ الْخَلْقِ ، وَبِهَا تُفْتَحُ أَرْزَاقُهُمْ ) فى حديث طويل .

فجذب انتباهى قوله صلى الله عليه وآله وسلم (عِبَادَةُ الْخَلْقِ ، وَبِهَا تُفْتَحُ أَرْزَاقُهُمْ)

والله أعلم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 02, 2014 12:14 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وصية

عليك بحفظ جوارحك ... فإنه من أرسل جوارحه أتعب قلبه .. وذلك أن الإنسان لا يزال فى راحة حتى يرسل جوارحه .. فربما نظر إلى صورة حسنة تعلق قلبه بها .. ويكون صاحب تلك الصورة من المنعة بحيث لا يقدر هذا الناظر على الوصول إليها .. فلا يزال فى تعب من حبها يسهر الليل ولا يهنأ له عيش .. هذا إذا كان حلالا .. فكيف به إن كان أرسله فيما لا يحل له النظر إليه ... فلهذا أمرنا بتقييد الجوارح

فإن زنا العيون النظر .. وزنا اللسان النطق بما حرم عليه .. وزنا الأذن الاستماع إلى ما حجر عليه .. وزنا اليد البطش .. وزنا الرجل السعى .. وكل جارحة تصرفت فيما حرم عليها التصرف فيه فذلك التصرف منها على هذا الوجه الحرام .. هو زناها
فاللسان .. يقول بعضهم : هو الذى أوردنى الموارد المهلكة ... وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( وهل يُكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم )

قال الله تعالى { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } يعنى بها .. فتقول اليد : بطش بى فى كذا - يعنى فى غير حق فيما حرم عليه البطش فيه - ، وتقول الرجل كذلك واللسان والبصر وجميع الجوارح كذلك .. {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} .

خرَّج مسلم عن محمد بن أبى عمر عن سفيان عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( والذى نفسى بيده لا تضارون فى رؤية ربكم فيلقى العبد فيقول : أى فل .. ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخِّر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟
فيقول : بلى يا رب .. فيقول : أفظننت أنك ملاقى .. فيقول : آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليتُ وصمتُ وتصدقت ويثنى بخير ما استطاع
فيقول : ههنا إذن .. قال : ثم يقال له الآن نبعث شاهدا عليك .. ويتفكر فى نفسه من ذا الذى يشهد على .. فيختم على فيه ويقال لفخذه : انطقى .. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه .. وذلك المنافق .. وذلك الذى سخط الله عليه )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 02, 2014 12:17 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وقد ورد فى الحديث الثابت فى أمر الدنيا .. ( أن الساعة لا تقوم حتى تكلم الرجلَ فخذه بما فعل أهله وعذبة سوطه )

يقول الفقير مريد الحق :

هذا الحديث أخرجه الترمذي – واللفظ له - ، وأحمد ، وابن حبان .. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ ... وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ ... وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) قَالَ أَبُو عِيسَى : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .

قال الشيخ رحمه الله ورضى عنه :

وقد قيل فى التفسير ... إن الميت الذى أحياه الله فى بنى إسرائيل فى حديث البقرة .. فى قوله {اضربوه ببعضها} قال : ضرب بفخذها .. وإن الله ما عين ذلك البعض فاتفق أن ضربوه بالفخذ

فاحذر يا أخى يوما تشهد فيه عليك الجلود والجوارح ... وأنصف من نفسك .. وعامل جوارحك بما تشكرك به عند الله
ولقد رأينا ذلك عيانا فى الدنيا فى زمان الأحوال التى كنا فيها - أعنى نطق الجوارح إذا أراد العبد أن يصرفها فيما لا يجوز شرعا - تقول له الجارحة : يا هذا .. لا تفعل .. لا تجبرنى على فعل ما حجر عليك فعله ... فإنى شهيد عليك يوم القيامة .. فاجعلنى شاهدا لك لا عليك واصحبنى بالمعروف - وهو فى غفلة لا يسمع –

فإذا وقع منه الفعل تقول الجارحة : يا رب .. قد نهيته كما نهيته فلم يسمع .. اللهم إنى أبرأ إليك مما وصل إليه من مخالفتك بى
وعلى كل حال ... فإرسال الجوارح يؤدى إلى تعب القلب .. فإن الله خلقك لك واصطفى منك لنفسه .. قلبك .. وذكر أنه يسعه إذا كان مؤمنا تقيا ذا ورع ... فإذا شغلته بما تصرفت فيه جوارحك كنت ممن غصب الحق فيما ذكر أنه له منك ... وأى ظلم أعظم ممن ظلم الحق

فلا تجعل الحق خصمك .. فإن لله الحجة البالغة كما ذكر عن نفسه بكل .. وقد أشهدنى الله حجته على خلقه كيف تقوم .. وذلك فى أن العلم يتبع المعلوم .

إن فهمت فأكثر من هذا التصريح ما يكون .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 11, 2014 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وصية

وعليك بالأذان لكل صلاة .. أو تقول ما يقول المؤذن إذا أذن .. وإذا أذنت فارفع صوتك فإن المؤذن يشهد له يوم القيامة مدى صوته من رطب ويابس

ولو علم الإنسان ما له فى الأذان ما تركه .. قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهَمُوا .. ولو يعلمون ما فى التهجير لاستبقوا إليه .. ولو يعلمون ما فى العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا )

فإن لم يؤذن وسمع الأذان فليقل مثل ما يقول المؤذن سواء .. وإن قال ذلك عند كل كلمة إذا فرغ المؤذن منها قالها هذا السامع بحضور وخشوع

ولقد أذنت يوما فكلما ذكرت كلمة من الأذان كشف الله عن بصرى فرأيت ما لها مد البصر من الخير .. فعاينت خيرا عظيما لو رآه الناس العقلاء لذهلوا لكل كلمة .. وقيل لى :
هذا الذى رأيت ثواب الأذان

وإنما ارتضينا ووصينا أن يقول السامع مثل ما يقول المؤذن عند فراغ كل كلمة .. لما رويناه من حديث الترمذى عن ابن وكيع عن إسماعيل بن محمد بن جحادة يبلغ به النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( من قال لا إله إلا الله والله أكبر .. صدقه ربه وقال : لا إله إلا أنا وأنا أكبر .. وإذا قال لا إله إلا الله وحده .. يقول الله : لا إله إلا أنا وأنا وحدى .. وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. قال الله : لا إله إلا أنا وحدى لا شريك لى .. وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد .. قال الله : لا إله إلا أنا لى الملك ولى الحمد .. وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. قال الله : لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بى .. قال وكان يقول : من قالها فى مرضه لم تطعمه النار )

ويكفى العاقل فى الأمر بالأذان أمر النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سمع المؤذن يؤذن أن يقول مثل قوله .. فهو أذان .. فما رغبه فيه إلا وله أجره .. فإنه معلم لذلك نفسه وذاكر ربه بصورة الأذان .. فما أمره إلا بما له فيه خير كثير

وليؤذن على أكمل الروايات وأكثرها ذكرا .. فإن الأجر يكثر بكثرة الذكر .. قال تعالى {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} وقال {اذكروا الله ذكرا كثيرا}

وقد ورد أن الإنسان إذا كان بأرض فلاة فدخل الوقت وليس معه أحد قام فأذَّن .. فإذا أذَّن صلى خلفه من الملائكة كأمثال الجبال
ومن كانت جماعته مثل أولئك يؤمنون على دعائه ..... كيف يشقى !!!


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 16, 2014 11:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

قال الشيخ الأكبر رحمه متابعا

وإنما وصينا بمثل هذا لغفلة الناس عن مثله ... فالعاقل من لا يغفل عن فعل ما له فيه الخير الباقى عند الله عز وجل فإن ذلك من رحمتك بنفسك .. فإن الله جعل رحمتك بنفسك أعظم من رحمتك بغيرك .. كما جعل أذاك نفسك أعظم فى الوزر من أذاك غيرك

قال فى قاتل الغير إذا لم يقتل به ( أمره إلى الله .. إن شاء عفا عنه .. وإن شاء آخذه )
وقال فى القاتل نفسه ( حرمت عليه الجنة )
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الراحمون يرحمهم الرحمن )

فمن رحم نفسه .. يسلك بها سبيل هداها ويحول بينها وبين هواها

فرحمة الله رحمة خاصة خارجة عن الحد والمقدار .. فإنه رحم أقرب جار إليه وهى نفسه .. ورحم صورة خلقها الله على صورته فجمع بين الحسنيين مراعاة قرب الجوار ومراعاة الصورة .. وأى جار سوى نفسه فهو أبعد منها .. ولذلك أمر الداعى إذا دعا أن يبدأ بنفسه أولا مراعاة لحقها .. والسر الآخر أن الداعى لغيره يحصل فى نفسه افتقار غيره إليه ويذهل عن افتقاره فربما يدخله زهو وعجب بنفسه لذاك وهو داء عظيم .. فأمره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبدأ لنفسه بالدعاء فتحصل له صفة الافتقار فى حق نفسه .. فتزيل عنه صفةُ الافتقار صفةَ العجب والمنة على الغير .. وفى إثر ذلك يدعو للغير على افتقار وطهارة
فلهذا ينبغى للعبد أن يبدأ بنفسه فى الدعاء ثم يدعو لغيره فإنه أقرب إلى الإجابة لأنه أخلص فى الاضطرار والعبودية .. ومثل هذا النظر مغفول عنه

لا أحد أعظم من الوالدين وأكبر بعد الرسل حقا منهما على المؤمن .. ومع هذا أمر الداعى أن يقدم فى الدعاء نفسه على والديه .. فقال نوح عليه السلام {رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} وقال الخليل إبراهيم عليه السلام فى دعائه {واجنبنى وبنى} فقدم نفسه {رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى} {ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} .. فبدأ بنفسه .. وقال ( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده )

وإنما أوصيتك بالأذان لما فيه عند الله يوم القيامة ... فإن المؤذنين أطول الناس أعناقا فى ذلك اليوم يقول تمتد أعناقهم دون الناس لينظروا ما أثابهم الله به وما أعطاهم من الجزاء على أذانهم
هذا إن كان من الطُّول .. فإن كان من الطوْل - الذى هو الفضل والعنق الجماعة - فهم أفضل الناس جماعة ... ومن رواه بكسر الهمزة .. فهو أفضلهم سيرا لما يرونه من الخير الذى لهم على الأذان

فإن المؤذن يحافظ على الأوقات .. فهو يسرع إلى الإعلام بدخول وقت الصلاة .. فإنه مُراعٍ ذلك .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 21, 2014 11:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
وصية

وإن كنت واليا فاقض بالحق بين الناس {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} وسبيل الله هو ما شرعه لعباده فى كتبه وعلى ألسنة رسله فالذين {يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} يعنى به - والله أعلم - يوم الدنيا .. حيث لم يحاسبوا نفوسهم فيه .. فإن النسيان الترك يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا ) .

ولقد أشهدنى الله فى هذا مشهدا عظيما بإشبيلية سنة ست وثمانين وخمس مائة

ويوم الدنيا أيضا هو يوم الدين .. أى يوم الجزاء .. لما فيه من إقامة الحدود {ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون} وهذا عين الجزاء وهو أحسن فى حق العبد المذنب من جزاء الآخرة .. لأن جزاء الدنيا مذكر وهو يوم عمل .. والآخرة ليست كذلك .. ولهذا قال فى الدنيا {لعلهم يرجعون} يعنى إلى الله بالتوبة

فيوم الجزاء أيضا يوم الدنيا .. كما هو يوم الآخرة .. وهو فى يوم الدنيا أنفع

فاقض بالحق .. فإن الله قد قضى فى الدنيا بالحق بما شرعه لعباده .. وفى الآخرة بما قال فإن القضاة فى الدنيا ثلاث : واحد فى الجنة .. واثنان فى النار .

والذى أوصيك به إذا فتح الله عين بصيرتك ورزقك الرجوع إليه المسمى توبة .. فانظر أى حالة أنت عليها من الخير لا تزل عنها .. إن كنت واليا اثبت على ولايتك .. وإن كنت عزبا اثبت على ذلك .. وإن كنت ذا زوجة فلا تطلق واثبت على ذلك مع أهلك .. واشرع فى العمل بتقوى الله فى الحالة أنت عليها من الخير .. كانت ما كانت .. فإن لله فى كل حال باب قربة إليه تعالى .. فاقرع ذلك الباب يُفتح لك .. ولا تحرم نفسك خيره

وأقل الأحوال أنك فى الحال التى كنت عليها فى زمان مخالفتك إذا ثبتَّ عليها عند توبتك تحمدك تلك الحالة فإن فارقتها كانت عليك لا لك .. فإنها ما رأت منك خيرا
وهذا معنى دقيق لطيف لا ينتبه له كل

أحد .. فإنها لا تشهد لك إلا بما رأته منك .. فإذا رأت منك خيرا شهدت لك به .. ويفوتك ما ذكرته لك من نيل ما فيها من الخير المشروع

وأعنى بذلك كل حال أنت عليها من المباحات .. فإن توبتك إنما كان رجوعك عن المخالفات .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 22, 2014 12:31 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
ملحق سريع :

هذه متابعة حديثية متعلقة بقول الشيخ الأكبر ابن العربى :
يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا ) .

فهذا الأثر الذى رفعه الشيخ الأكبر إلى سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وجعله من قوله الشريف لم نجده فى كتب السنة مسندا مرفوعا إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولم يذكره مرفوعا من قول حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشيخ الأكبر إلا
ابن الحاج المالكى فى كتابه المدخل (3/336) .. من غير إسناد .. بل قال :
وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ { : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا }

.. ثم جاء فى موطن آخر من كتابه المدخل (1/ 12) .. فقال :
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا .
فجعله من قول سيدنا على عليه السلام ورضى الله عنه .

وذكره الإمام الترمذي (8/499) فى سننه فقال :
وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ

وهو المشهور عند العلماء ... فأخرجه ابن أبي شيبة (8/149) قال :
حدثناوكيع عن جعفر بن برقان عن رجل لم يكن يسميه عن عمر بن الحطاب أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الاكبر ، يوم تعرضون لا يخفي منكم خافية.

وكذا أخرجه كل من الآجرى فى أدب النفوس (1/21) .. والإمام أحمد فى الزهد (2/159) .. وابن أبى الدنيا فى محاسبة النفس (1/3) .

أما مانسبه سيدنا ابن العربى رضى الله عنه .. فلعله من قبيل الكشف والشهود ... فعند هذ الباب وتلك العتبة .. فليس للفقير مثلى أن يتكلم ... والله تعالى أعلم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 10, 2014 2:34 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
قال الشيخ الأكبر ابن العربى رحمه الله ورضى عنه :

وإياك أن تتحرك بحركة إلا وأنت تنوى فيها قربة إلى الله حتى المباح .. إذا كنت فى أمر مباح فانو فيه القربة إلى الله من حيث إيمانك به أنه مباح .. ولذلك أتيته .. فتؤجر فيه ولا بد

حتى المعصية .. إذا أتيتها .. انو المعصية فيها .. فتؤجر على الإيمان بها أنها معصية

ولذلك لا تخلص معصية لمؤمن أبدا من غير أن يخالطها عمل صالح .. وهو الإيمان بكونها معصية .. وهم من الذين قال الله فيهم {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا} فهذا معنى المخالطة

فالعمل الصالح هنا الإيمان بالعمل الآخر السيئ .. أنه سيئ .. وعسى من الله واجبة .. فترجع عليهم بالرحمة فيغفر لهم تلك المعصية بالإيمان الذى خلطها بها .. فمتعلق عسى هنا رجوعه سبحانه عليهم بالرحمة لا رجوعهم إليه .. فإنه ما ذكر لهم توبة .. كما قال فى موضع آخر {ثم تاب عليهم ليتوبوا} .. وهنا جاء بحكم آخر ما فيه ذكر توبتهم .. بل فيه توبة الله تعالى عليهم

والذى أوصيك به أنك لا تنقل مجلسا .. ولا تبلغ ذا سلطان حديثا إلا خيرا

خرج الترمذى حديثا عن حذيفة أو غيره - أنا الشاك - أن رجلا مر عليه فقيل له عنه إن هذا يبلغ الأمراء الحديث .. فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يدخل الجنة قتات ) قال أبو عيسى : والقتات النمام

وإذا حدثك إنسان وتراه يلتفت يمينا وشمالا يحذر أن يسمع حديثه أحد .. فاعلم أن ذلك الحديث أمانة أودعك إياه ... فاحذر أن تخونه فى أمانته بأن تحدث بذلك عند أحدٍ .. فتكون ممن أدى الأمانة إلى غير أهلها فتكون من الظالمين .. وقد ثبت أن ( المجالس بالأمانة ) .

وأما وصيتى لك ألا تبلغ ذا سلطان حديثا بشر .. فإن ذلك نميمة .. قال تعالى فى ذمِّهِ { مشاء بنميم } .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 16, 2014 8:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
ومن الوصايا

الحذر من الطعن فى الأنساب ... فلا تَحُلْ بين شخص وبين أبيه صاحب الفراش فإن ذلك كفر بنص الشارع فيه

وعليك بمراعاة الأوقات فى الدعاء .. مثل الدعاء عند الأذان .. وعند الحرب .. وعند افتتاح الصلاة .. فإن المطلوب من الدعاء إنما هو الإجابة فيما وقع السؤال فيه من الله

وأسباب القبول كثيرة .. وتنحصر فى .. الزمان .. والمكان .. والحال .. ونفس الكلمة التى تذكر الله بها من الذكر حين تدعوه فى مسألته

فإنه إذا اقترن واحدٌ من هذه الأربعة بالدعاء أجيب الدعاء ... وأقوى هذه الأربعة الاسم .. ثم الحال

وعليك بمراعاة حق الله وحق الخلق .. أنى توجه لهم عليك حق .. فإن الله يؤتيك أجرك مرتين من حيث ما أديته من حقه ومن حيث ما أديت من حق من تعين عليك له حق من خلق الله

وإن كانت لك جارية فأدبتها وأحسنت أدبها فإن لك فى ذلك أجرا عظيما .. ثم إن أعتقتها فلك فى العتق الأجر العظيم العام لذاتك .. فإن تزوجت بها فلك أجر آخر أعظم من أنك لو تزوجت بغيرها

فإذا رأيت غازيا فأعنه بطائفة من مالك .. وكذلك المكاتب .. وكذلك الناكح يريد بنكاحه عصمة دينه والعفاف .. فإنك إذا فعلت ذلك وأعنتَهم فإنك نائب الله فى عونهم .. فإن عون هؤلاء حق على الله بنص الخبر

يقول الفقير مريد الحق :
يقصد بالخبر .. ما أخرجه الترمذي وحسنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ .. الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .. وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ .. وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ ) .

نعود إلى وصايا سيدى الشيخ الأكبر .. قال :

فمن أعانهم فقد أدَّى عن الله ما أوجبه الله على نفسه لهم .. فيكون الله يتولى كرامته بنفسه فما دام المجاهد فى سبيل الله مجاهدا بما أعنته عليه فإنك شريكه فى الأجر ولا ينقصه شىء .. وكذلك إعانة الناكح حتى إنه لو وُلِد له ولد فكان صالحا فإن لك فى ولده وفى عقبه أجرا وافرا تجده يوم القيامة عند الله .. وهو أعظم من المكاتب والمجاهد .. فإن النكاح أفضل نوافل الخيرات وأقربه نسبة إلى الفضل الإلهى فى إيجاده العالَم .. ويعظم الأجر بعظم النِّسب .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 17, 2014 10:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول مولانا الشيخ الأكبر رضى الله :

واعلم أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة .. فهو مجبول على السؤال

فإن رزقك الله يقينا فلا تسأل إلا الله تعالى فى طلب نفع يعود عليك أو دفع ضرر نزل بك .. فإذا سألك أحد بالله لا بقرابة ولا بشىء غير الله عز وجل فأعطه مسألته بحيث لا يعلم بذلك أحد إلا هو خاصة ... ولا بد لك فى مثل هذه الأعطية أن يعرفها فإنه ينجبر فى نفسه ما انكسر منها عند سؤاله .. فإذا لم يعلم أن سؤاله نفع انكسر ... فلا بد أن تجيبه إلى مسألته على علم منه فإن علمت بحاله من غير سؤال منه فمثل هذا تعمَّل أن تعطيه مسألته بالحال من غير أن يعلم أنك أعطيته .. فإنه يخجل بلا شك .. ولا سيما إن كان من أهل المروءات والبيوت وممن لم تتقدم له عادة بذلك

وفرق بين الحالتين .. فإن الفرق بينهما دقيق .. فإن السائل الأول يخجل إذا لم يعلم أنك أعطيته ... والثانى يخجل إذا علم أنك أعطيته .. والمقصود رفع الخجل عن صاحب الفاقة .

وعليك بذكر الله بين الغافلين عن الله بحيث لا يعلمون بك .. فتلك خلوة العارف بربه وهو كالمصلى بين النائمين

وإياك ومنع فضل الماء من ذى الحاجة إليه

واحذر من المن فى العطاء ... فإن المن فى العطاء يؤذن بجهل المعطى من وجوه :

منها .. رؤيته نفسه بأنه رب النعمة التى أعطى .. والنعمة إنما هى لله خلقا وإيجادا

والثانى .. نسيانه منة الله عليه فيما أعطاه وملَّكه من نعمة .. وأحوج هذا الآخر لما فى يده

والثالث .. نسيانه أن الصدقة التى أعطاها إنما تقع بيد الرحمن .. والآخر ما يعود عليك من الخير فى ذلك فلنفسه أحسن ولنفسه سعى فكيف له بالمنة على ذلك الآخر أنه ما أوصل إليه إلا ما هو له إذ لو كان رزقه ما أوصله إليه فهو مؤد أمانة من حيث لا يشعر

فجهله بهذه الأمور كلها جعله يمتن بالعطاء على من أوصل إليه راحة وأبطل عمله .. فإن الله يقول {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} وقال الله {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 17, 2014 10:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول مولانا الشيخ الأكبر رضى الله :

واعلم أن الإنسان مجبول على الفاقة والحاجة .. فهو مجبول على السؤال

فإن رزقك الله يقينا فلا تسأل إلا الله تعالى فى طلب نفع يعود عليك أو دفع ضرر نزل بك .. فإذا سألك أحد بالله لا بقرابة ولا بشىء غير الله عز وجل فأعطه مسألته بحيث لا يعلم بذلك أحد إلا هو خاصة ... ولا بد لك فى مثل هذه الأعطية أن يعرفها فإنه ينجبر فى نفسه ما انكسر منها عند سؤاله .. فإذا لم يعلم أن سؤاله نفع انكسر ... فلا بد أن تجيبه إلى مسألته على علم منه فإن علمت بحاله من غير سؤال منه فمثل هذا تعمَّل أن تعطيه مسألته بالحال من غير أن يعلم أنك أعطيته .. فإنه يخجل بلا شك .. ولا سيما إن كان من أهل المروءات والبيوت وممن لم تتقدم له عادة بذلك

وفرق بين الحالتين .. فإن الفرق بينهما دقيق .. فإن السائل الأول يخجل إذا لم يعلم أنك أعطيته ... والثانى يخجل إذا علم أنك أعطيته .. والمقصود رفع الخجل عن صاحب الفاقة .

وعليك بذكر الله بين الغافلين عن الله بحيث لا يعلمون بك .. فتلك خلوة العارف بربه وهو كالمصلى بين النائمين

وإياك ومنع فضل الماء من ذى الحاجة إليه

واحذر من المن فى العطاء ... فإن المن فى العطاء يؤذن بجهل المعطى من وجوه :

منها .. رؤيته نفسه بأنه رب النعمة التى أعطى .. والنعمة إنما هى لله خلقا وإيجادا

والثانى .. نسيانه منة الله عليه فيما أعطاه وملَّكه من نعمة .. وأحوج هذا الآخر لما فى يده

والثالث .. نسيانه أن الصدقة التى أعطاها إنما تقع بيد الرحمن .. والآخر ما يعود عليك من الخير فى ذلك فلنفسه أحسن ولنفسه سعى فكيف له بالمنة على ذلك الآخر أنه ما أوصل إليه إلا ما هو له إذ لو كان رزقه ما أوصله إليه فهو مؤد أمانة من حيث لا يشعر

فجهله بهذه الأمور كلها جعله يمتن بالعطاء على من أوصل إليه راحة وأبطل عمله .. فإن الله يقول {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} وقال الله {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 28, 2015 1:15 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
يقول مولانا الشيخ الأكبر رضى الله :

وإياك أن تتقدم قوما فى الصلاة إماما وهم يكرهون تقدمك عليهم فى صلاة وفى غيرها .. غير أن هنا دقيقة .. وهى أن تنظر ما يكرهون منك .. فإن كرهوا منك ما كره الشرع منك فهو ذاك ... وإن كرهوا منك ما أحبه الشرع منك فلا تبال بكراهتهم .. فإنهم إذا كرهوا ما أحب الشرع فليسوا بمؤمنين .. وإذا لم يكونوا مؤمنين فلا مراعاة لهم .. ولتتقدم شاءوا أم أبوا

فمن ذلك الصلاة إذا كنت أقرأ القوم فأنت أحق بالإمامة بهم أو ذا سلطان .. فإن الله قدمك عليهم
ومع هذا فينبغى للناصح نفسه ألا يتصف بصفة يُكره منها تقدمه فى أمر دينى .. وليسعَ فى إزالة تلك الصفة عن نفسه ما استطاع

وحافظ على الصلاة لأول ميقاتها ولا تؤخرها حتى يخرج وقتها .. وإياك أن تتعبد حرا وتسترقه بشبهة ولا ترى أن لك فضلا على أحد .. فإن الفضل لله يؤتيه من يشاء .. والله ذو الفضل العظيم

وتعبُّدُ الحر على نوعين :

إما أن تأخذ من هو حر الأصل فتبيعه ... وإما أن تعتق عبدا ولا تمكنه من نفسه وتتصرف فيه .. وتُصَرفه تصرف السيد لعبده .. وليس لك ذلك إلا بإذنه أو إجازته
فإنى رأيتُ كثيرا من الناس من يعتق المملوكَ ولا يمكِّنه من كتاب عتقه ويستعبده مع حريته .. والسيد إذا أعتق عبده ما له عليه حكم إلا الولاء .. فإذا أعتقت عبدا فلا تستخدمه إلا كما تستخدم الحر إما برضاه وإما بالإجارة كالحر سواء فإنه حر
ثبت عن رسول الله صلى الله عيه وسلم الوعيد الشديد فيمن تعبَّد محرره وفيمن اعتبد حرا وفيمن باع حرا فأكل ثمنه

والذى أوصيك به إذا استأجرت أجيرا واستوفيت منه .. فأعطه حقه ولا تؤخره .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 29 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط