موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: (َلهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ..)
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 29, 2006 11:46 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/5.gif);border:1 solid green;][cell=filter:;][align=center]السيدة نفيسة بنت مولانا الحسن بن الإمام علي - عليهم الصلاة والسلام -


تعريف بها:

هي نفيسة بنت الحسن بن زيد، حفيدة الحسن بن علي - رضى الله عنهما - لقبها: نفيسة العلم، ولدت بمكة سنة أربع وخمسين ومائة للهجرة ونشأت بالمدينة ودخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق، وقيل مع أبيها الحسن الذي عين واليًا على مصر من قبل أبي جعفر المنصور فأقام بالولاية خمس سنين فهي من آل البيت لكنها لم ترتكز إلا على عملها وجهادها عملاً بوصية جدها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "اعلموا أن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

فضائلها:

كانت عابدة، صالحة زاهدة ورعة عاملة، فالعمل هو محل الصدق ومقياس الإخلاص واليقين. وهذا ما يتميز به الدعاة الربانيين الذين يؤثرون في الناس بالعمل قبل القول فتكون الثمرة لدعوتهم واضحة.

عرفت بكثرة البكاء وقيام الليل وصيام النهار وأكلها كان في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ولا تقبل طعاماً من أحد بل تأكل من كسب زوجها فقط وهذا شأن الداعي والداعية العفيفة الأبية النفس، والداعية الفقيهة حجت ثلاثين مرة في وقت كانت المخاطر التي يتعرض لها الحجاج شديدة من نهب ومشقة ووحوش في الصحراء، وكانت تتعلق بأستار الكعبة قائلة "إلهي وسيدي ومولاي متعني وفرحني برضاك عني".

روي أنها كانت تجود بما عندها وتؤثر غيرها فتداوي المرضي وتخدمهم ، وذكر أهل العلم أنها أحسنت إلى الإمام الشافعي حينما ورد إلى الديار المصرية وزارها من وراء حجاب طالباً الدعاء وقد طلب منها بشر الحافي وابن حنبل أن تدعو لهما فقالت: اللهم إن بشرًا بن الحارث الحافي وأحمد بن حنبل يستجيران بك من النار فأجرهما يا أرحم الراحمين .

وإذا كان بشر قمة الورع وابن حنبل قمة التقوى والعلم والصرامة في الحق ، يطلبان الدعاء بالخير لنفسيهما ، فأولي بالدعاة إلى الله وغيرهم أن يغتنموا فرصة اللقاء بالصالحين ويطلبوا منهم الدعاء والتوفيق من الله والقبول والإخلاص طمعاً في اجتياز عقبات الدنيا التي لا يقطعها إلا الفائزون.

علمها وتلامذتها .. رضي الله عنها:

لقد حفظت القرآن الكريم وتفسيره وكان ثقة وحجة في الرواية عن النبي – صلى الله عليه وسلم - حتى قصدها العلماء يبتغون عندها العلم النافع وعلى رأس هؤلاء الشافعي رحمه الله : أحد الأئمة المشهورين صاحب المذهب في الأحكام الفقهية الذي سمع منها الحديث النبوي الشريف،والعلم وهو العدة والسلاح الذي لا مفر منه لكل من يسير على طريق الدعوة متأسياً بهؤلاء الأعلام وهو بمثابة السيف والرمح في ميدان الجهاد. وهذا هو سبيل النبي – صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى الله على بصيرة ونور وضياء .

شجاعتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:­

لقد ورثت السيدة نفيسة رضي الله عنها عن جدها على بن أبي طالب -كرم الله وجهه- الجرأة والشجاعة وعدم الخوف إلا من الله . مهما كان الجبروت والبطش والطغيان ، مراعية أدب النصيحة وحسن القول وأدب مخاطبة السلاطين وذوي الهيبة إذا احتاج الأمر ولم تخش في الحق لومة لائم ولم تعبأ بالعواقب التى قد تصير إليها الأمور ، فهدفها (ليكن الحق عالياً وليكن بعد ذلك ما يكون ....) .

قيل لما ظلم أحمد بن طولون واستغاث الناس من ظلمه بالسيدة نفيسة يشكونه إليها : فقالت سائلة متى يخرج موكب الأمير؟ ، ثم كتبت رسالة ووقفت بها في طريقه ونادته فنزل عن فرسه لما عرفها وأخذ الرسالة ثم قرأ فيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم وحملتم أمانة الحكم فظلمتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لا سيما من قلوب أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عريتموها فمحال أن يموت المظلوم ويبق الظالم. اعملوا ما شئتم فإنا صابرون، وجوروا فإنا بالله مستجيرون، واظلموا فإنا إلى الله متظلمون"، ﴿وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية 227). فعدل لوقته عن ظلمه.

وهذا أسلوب أهل العلم والفقه والحكمة في الدعوة للحق فقد وجهت الراعي إلى العدل والحق وذكرته بالله والورود بين يديه ، كما وجهت الرعية إلى الدعاء بالأسحار واللجوء إلى الله عند الشدة والتحلي بالصبر حتى يقض الله أمرًا كان مفعولاً وهذا هو مسلك العلماء والدعاة الربانيين الذين لا يريدون إلا الإصلاح.

حب الناس لها:

كان أهل مصر الذين عايشوها ورأوا فيها مكارم الأخلاق وهي سليلة الطهر والعفاف ومحاسن الأخلاق التى تحلى بها أهل البيت والنبوة يحبونها حباً شديداً وقد تعاطفوا معها بعد حادث كربلاء وما أصاب آل البيت في محنتهم الشديدة وتحركت عواطفهم بالمواساة والاحترام لآل البيت ، وأصبح لحبهم وتقديرهم في قلوب الناس رصيداً كبيراً .

حسن خاتمتها:

بعد أن أقامت بمصر سبع سنوات، وكان الموت لا يغادر لحظة فكرها حفرت قبرها بيدها في بيتها وكانت تنزله وقرأت فيه القرآن مائة وتسعين مرة وتبكي بكاءً عظيماً حتى احتضرت سنة ثمانية ومائتين للهجرة وهي صائمة وآخر آية قرأتها قول الله تعالي ﴿َلهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:127) وغشي عليها ثم أفاقت وشهدت شهادة الحق ، ثم قبضت إلى رحمة الله ، ودفنت في البيت الذي كانت تسكنه بمصر وسلام الله عليها والمسلمين أجمعين.

[/align]
[/cell][/table][/center]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 02, 2006 5:30 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727
الأخوة الأحباب

الثلاثاء القادم

الموافق

9من جمادى الآخرة 1427 هـ

4/7/2006

الليلة الختامية لمولد

السيدة نفيسة بنت مولانا الحسن بن الإمام علي - عليهم الصلاة والسلام -

وكل عام وأنتم بخير ..

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 03, 2006 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727
مقالة أعجبتني عن

السيدة "نفيسة" ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن

ابن الإمام علي بن أبي طالب عليهمأفضل الصلاةوالسلام



دهشة المشهد كانت بجلال صاحبته، الألوف... بل المدينة عن بكرة أبيها، خرجت تهتف باسمها، تطوف شوارع مصر وتتوسط لدى زوجها ولدى والي المدينة "السري بن الحكم بن يوسف" حتى يتوسط لديها لتقبل البقاء بينهم، ولا تغادرهم إلى حيث نشأت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنورة.

هكذا أَحبَّ أهل مصر السيدة "نفيسة" ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب. قبلت السيدة "نفيسة العلم" وساطة أهل مصر وبقيت بينهم حتى وفاتها بشهر رمضان - وهي صائمة- لعام ثمانية ومائتين هجرية، أما الميلاد فكان ليوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول عام مائة وخمسة وأربعين هجرية، بمكة المكرمة وبقيت بها حتى بلغت خمسة أعوام، درجت فيها محاطة بالعزة والكرامة، حتى صحبها أبوها مع أمها زينب بنت الحسن إلى المدينة المنورة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى حصلت على لقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل لسن الزواج، ولما وصلته رغب فيها شباب آل البيت، فكان أبوها يردهم ردًا جميلاً إلى أن أتاها "إسحاق المؤتمن" ابن جعفر الصادق رضي الله عنه، وتزوجا في بيت أبيه، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحسين، وأصبحت السيدة نفيسة كريمة الدارين، وأنجبت لإسحاق ولدًا وبنتًا هما القاسم وأم كلثوم.

كانت تمضي أكثر وقتها في حرم جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت زاهدة دون مبالغة، فلم تكن تقاطع الحياة، وإنما كان هجرها للدنيا واقعًا على كل ما يعوق عن العبادة والتزوّد، وكانت الآخرة نصب عينيها، حتى أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تحفظ القرآن وتفسره ويؤمها الناس ليسمعوا تفسيرها، وكانت تدعو الله قائلة: "إلهي يسر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم" فاستجاب الله لها، وزارت هي وزوجها "إسحاق المؤتمن" قبر الخليل. ثم رحلا إلى مصر في رمضان عام 193 هجرية في عهد هارون الرشيد، وفي العريش -بأقصى شمال مصر الشرقي- استقبلها أهل مصر بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها، حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها "جمال الدين عبد الله الجصاص".

وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات، ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانئ" وكانت دارًا رحيبة، فأخذ يقبل عليها الناس يلتمسون منها العلم، حتى ازدحم وقتها، وكادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات، فخرجت على الناس قائلة: "إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى" ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها رحيلها، حتى تدخَّل الوالي لا"السري بن الحكم" وقال لها: "يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه" ووهبها دارًا واسعة، ثم حدد موعدًا -يومين أسبوعيًا- يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.

وكان الأمراء يعرفون قدرها وقدرتها على توجيه عامة الناس، بل دفعهم للثورة في الحق إن احتاج الأمر، حتى أن أحد الأمراء قبض أعوانه على رجل من العامة ليعذبوه فبينما هو سائر معهم، مرّ بدار السيدة نفيسة فصاح مستجيرًا بها، فدعت له بالخلاص قائلة: "حجب الله عنك أبصار الظالمين" ولما وصل الأعوان بالرجل بين يدي الأمير، قالوا له: إنه مرّ بالسيدة نفيسة فاستجار بها وسألها الدعاء فدعت له بخلاصه، فقال الأمير: "أو بلغ من ظلمي هذا يا رب، إني تائب إليك واستغفرك؛ وصرف الأمير الرجل، ثم جمع ماله وتصدق ببعضه على الفقراء والمساكين".

ويذكر القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر وصاحب المستطرف -وهما من رواة التاريخ الثقات - أن السيدة نفيسة -رضي الله عنها- قادت ثورة الناس على ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون"! يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته!

ولمَّا وفد الإمام الشافعي -رضي الله عنه- إلى مصر، وتوثقت صلته بالسيدة نفيسة، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء، حتى إذا مرض كان يرسل إليها من يُقرئها السلام ويقول لها: "إن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك الدعاء". وأوصى الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها، حين وفاته عام 204 هجرية وصلّت عليها إنفاذًا لوصيته.

هي وإن جاء اسمها من عمتها السيدة نفيسة بنت زيد زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك، والمدفونة أيضًا بمصر،إلا أنها عند المساكين ليس لها مثيل!! .

إعداد : حسام الدين السيد
______________________
منقول

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 16, 2006 11:11 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/2.gif);border:1 solid green;][cell=filter:;][align=center]سيدي أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى



نسبه ومولده :

هو السيد العارف بالله , الوارث المحمدي المحقق سيدي أبو الحسن علي ابن عبد الله الشاذلي المغربي , ينتهي نسبه إلى سيدي الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين , شيخ الطريقة الشاذلية .
ولد في غمارة قرب سبته من قرى إفريقية , تفقه وتصوف في تونس , وسكن مدينة (شاذلة ) ونسب إليها .
رحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل العراق ثم سكن الإسكندرية , توفي بصحراء (عيذاب ) في طريقه إلى الحج سنة 656 للهجرة .
أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السلام عن أبي مدين شعيب عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضوان الله عيهم أجمعين , وقد خلفه في الطريقة سيدي أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى .

تعرفه على شيخه عبد السلام بن مشيش رحمه الله تعالى :

قال سيدي أبو الحسن الشاذلي : لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله , وكنت أطلب القطب , فقال لي : ((تطلب على القطب بالعراق وهو في بلادك , ارجع إلى بلادك تجده )) فرجعت إلى المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصّديق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني .
قال رضي الله عنه : لما قدمت عليه وهو ساكن مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين في أسفل الجبل وخرجت عن علمي وعملي وطلعت عليه فقيراً وإذ به هابط علي , فلما رآني قال مرحباً بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار , فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال لي : ياعلي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة , فأخذني منه الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله على بصيرتي .

من مناقبه رحمه الله تعالى :

قال سيدي ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن : أخبرني الشيخ مكين الدين الأسمر قال : حضرت في المنصورة في خيمة فيها سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ مجد الدين علي بن وهب , والشيخ محي الدين بن سراقة , والشيخ أبو الحسن الشاذلي ورسالة القشيري تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ الشاذلي صامت إلى أن فرغ كلامهم فقالوا له : ياسيدنا نريد أن نسمع منك شيئاً , فقال لهم أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم , فقالوا لابد أن نسمع منك فسكت الشيخ ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الغريبة , فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام القريب العهد من الله .
قال سيدي أبو العباس المرسي في كتاب أرسله لبعض أصحابه في تونس : ...فإني صحبت رأساً من رؤوس الصديقين وأخذت منه سراً لايكون إلا لواحد بعد واحد وبه أفتخر وإليه انسب وهو سيدي أبو الحسن الشاذلي .

من أقواله رحمه الله تعالى :
وكان رضي الله عنه يقول : إذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبت , قال الله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) "الأنفال 45"
وكان يقول : إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة , ودع الكشف , وقل لنفسك : إن الله ضمن لي العصمة بالكتاب والسنة , ولم يضمنها في جانب الكشف والإلهام.

ومن أقواله أيضا : أسباب القبض ثلاثة , ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك , فإن كنت أذنبت فاستغفر , وإن كنت ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك , وإن كنت ظُلمت فاصبر واحتمل , هذا دواؤك , وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة .

وفاته :

توفي رحمه الله تعالى سنة 656 للهجرة وعمره 63 سنة وهو في طريقه إلى الحج , ففي إحدى الليالي جمع أصحابه وأوصاهم , وقال لهم إذا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي وسيكون له مقام عظيم .
وفي الليل بات متوجهاً إلى الله تعالى تلك الليلة ذاكراً متضرعاً , وسمعته يقول إلهي إلهي حتى انشق الفجر , فلما كان وقت السحر سكت فظننا أنه نام فكلمناه فلم يتكلم فحركناه فلم يتحرك , رحمه الله تعالى ورفعه منازل الصديقين ونفعنا به وبخلفائه . آمين .

[/align]
[/cell][/table][/center]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 41 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط