اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm مشاركات: 2200 مكان: مصر
|
[twh][align=center]فتْنَةُ اْلوَهَّابيَّة [/align][/twh]
[align=center]للسّيّد أحمد بن زيني دحلان المتوفي سنة ١٣٠٤ هـ. ١٨٨٦ م.[/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الحيم[/align]
الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و على آله و صحبه أجمعين.
إعلم أن السلطان سليم الثالث حدث في مدة سلطنته فتن كثيرة منها فتنة الوهابية التي كانت في الحجاز حتى استولوا على الحرمين و منعوا وصول الحج الشامي و المصري و منها فتنة الفرنسيس لما استولوا على مصر و لنذكر ما يتعلق ﺑﻬاتين الفتنتين على سبيل الاختصار لأن كلا منهما مذكور تفصيلا في التواريخ و أفرد كل منهما بتأليف رسائل مخصوصة،
أما فتنة الوهابية فكان ابتداء القتال فيها بينهم و بين أمير مكة مولا نا الشريف غالب بن مساعد و هو نائب من جهة السلطنة العلية على الاقطار الحجازية و ابتداء القتال بينهم و بينه من سنة خمس بعد المائتين و الألف و كان ذلك في مدة سلطنة مولانا السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث ابن أحمد و أما ابتداء أول ظهور الوهابية فكان قبل ذلك بسنين كثيرة و كانت قوﺗﻬم و شوكتهم في بلادهم أولا ثم كثر شرهم و تزايد ضررهم و اتسع ملكهم و قتلوا من الخلائق ما لا يحصون و استباحوا أموالهم و سبوا نساءهم و كان مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبد الوهاب و أصله من المشرق من بني تميم و كان من المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب مائة سنة حتى انتشر عنه ضلالهم، كانت ولادته سنة ألف و مائة و إحدى عشرة و هلك سنة ألف و مائتين و ستة و أرخه بعضهم بقوله:
(بدا هلاك الخبيث ) ١٢٠٦
و كان في ابتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة و السلام و كان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم و كذا أخوه الشيخ سليمان و كان أبوه و أخوه و مشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ و ضلال لما يشاهدونه من أقواله و أفعاله و نزعاته في كثير من المسائل، و كانوا يوبخونه و يحذرون الناس منه فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ و الضلال الذي أغوى به الجاهلين و خالف فيه أئمة الدين و توصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و التوسل به و بالأنبياء و الأولياء و الصالحين و زيارة قبورهم شرك و أن نداء النبي صلى الله عليه و سلم عند التوسل به شرك و كذا نداء غيره من الأنبياء و الأولياء و الصالحين عند التوسل ﺑﻬم شرك و أن من أسند شيئا لغير الله و لو على سبيل اﻟﻤﺠاز العقلي يكون مشركا نحو نفعني هذا الدواء و هذا الولي الفلاني عند التوسل به في شئ و تمسك بأدلة لا تنتج له شيئا من مرامه و أتى بعبا رات مزورة زخرفها و لبس ﺑﻬا على العوام حتى تبعوه و ألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد،
و اتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية و مكث عندهم حتى نصروه و قاموا بدعوته و جعلوا ذلك وسيلة إلى تقوية ملكهم و اتساعه و تسلطوا على الأعراب و أهل البوادي حتى تبعوهم و صاروا جندا لهم بلا عوض و صاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم و المال،
و كان ابتداء ظهور أمره سنة ألف و مائة و ثلاث و أربعين و ابتداء انتشاره من بعد الخمسين و مائة و ألف. و أّلف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتى أخوه الشيخ سليمان و بقية مشايخه
وكان ممن قام بنصرته و انتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية و كان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، و لما مات محمد بن سعود قام ﺑﻬا ولده عبد العزيز ابن محمد بن سعود، و كان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده و أشقاه فكان الأمر كذلك و زعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده ﺑﻬذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد و التبري من الشرك و أن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة و أنه جدد للناس دينهم و حمل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين عل أهل التوحيد كقوله تعالى: (وَ مَنْ َاضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ َ لا يَسْتَجِيبُ َلهُ اَِلى يَوْمِ الْقِيَ امَةِ وَ هُمْ عَنْ دُعَآئِهِمْ َ غافُِلون * الأحقاف: ٥)
و كقوله تعالى (وَ َ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا َ لا يَنَْفعُكَ وَ َ لا يَضُرُّكَ * يونس: ١٠£ )
و كقوله تعالى (وَ الَّذِينَ يَدْعُو َ ن مِنْ دُونِهِ َ لا يَسْتَجِيبُو َ ن َلهُمْ بِشَيْ ء * الرّعد: ١٤ )
و أمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة: فقال محمد بن عبد الوهاب من استغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم أو بغيره من الأنبياء و الأوليا ء و الصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين و يدخل في عموم هذه الآيات و جعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و غيره من الأنبياء و الأولياء و الصالحين مثل ذلك
و قال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام (مَا نَعْبُدُهُمْ اِلاَّ لِيَُقرِّبُونَا اَِلى الله زُْلَفى * الزمر: ٣) إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون ما نعبدهم إ ّلا ليقربونا إلى الله زلفى قال: فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أﻧﻬا تخلق شيئا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى (وَ َلئِنْ سََالْ تهُمْ مَنْ خََلَقهُمْ َليَُقوُلنَّ اللهُ * الزخرف : ٨٧ ) (وَ َلئِنْ سََالْتَهُمْ مَنْ خََلقَ السَّمَواتِ و اْ َ لارْضَ َليَقُوُلنَّ اللهُ * لقمان : ٢٥ ) مما حكم الله عليهم بالكفر و الإشراك إ ّلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم،
و مما ردوا به عليه في الرسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنين ما اتخذوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام و لا الأولياء آلهة و جعلوهم شركاء لله بل أﻧﻬم يعتقدون أﻧﻬم عبيد الله مخلوقون و لا يعتقدون أﻧﻬم مستحقون العبادة و أما المشركون الذين نزلت فيهم هذه الآيات فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية و يع ّ ظموﻧﻬا تعظيم الربوبية و إن كانوا يعتقدون أﻧﻬا لا تخلق شيئا و أما المؤمنون فلا يعتقدون في الأنبياء و الأولياء استحقاق العبادة و الألوهية و لا يعظموﻧﻬم تعظيم الربوبية بل يعتقدون أﻧﻬم عباد الله و أحبّاؤه الذين اصطفاهم و اجتباهم و ببركتهم يرحم عباده فيقصدون بالتبرك ﺑﻬم رحمة الله تعالى، و لذلك شواهد كثيرة من الكتاب و السنة فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار و النافع المستحق العبادة هو الله وحده و لا يعتقدون التأثير لأحد سواه و أن الأنبياء و الأولياء لا يخلقون شيئا و لا يملكون ضرا و لا نفعا و إنما يرحم الله العباد ببركتهم فاعتقاد المشركين استحقاق أصنامهم العبادة و الألوهية هو الذي أوقعهم في الشرك لا مجرد قولهم ما نعبدهم إ ّ لا ليقربونا إلى الله لأﻧﻬم لما أقيمت عليهم الحجة بأﻧﻬم لا تستحق العبادة و هم يعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرين ما نعبدهم إ ّلا ليقربونا إلى الله زلفى
فكيف يجوز لابن عبد الوهاب و من تبعه أن يجعلوا المؤمنين الموحّدين مثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الأصنام فجميع الآيات المتقدمة و ما كان مثلها خاص بالكفار و المشركين و لا يدخل فيه أحد من المؤمنين
روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في وصف الخوارج أﻧﻬم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فحمّلوها على المؤمنين و في رواية عن ابن عمر أيضا أنه صلى الله عليه و سلم قال (أخْوَفُ ما أخاف على أمتي رجل يتأول القرآن بصنعه في غير موضعه)
فهو و ما قبله صادق على هذه الطائفة و لو كان شئ مما صنعه المؤمنون من التوسل و غيره شركا ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و سلف الأمة و خلفها ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه و سلم كان من دعائه (اللّهمّ إني أسألك بحق السائلين عليك) و هذا توسل لا شك فيه و كان يُعّلم هذا الدعاء أصحابَه و يأمرهم بالإتيان به
و بسط ذلك طويل مذكور في الكتب و في الرسائل التي في الرد على ابن عبد الوهاب
و صح عنه أنه صلى الله عليه و سلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ علي رضي الله عنهما ألحدها صلى الله عليه و سلم في القبر بيده الشريفة و قال (اللّهمّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد و وَسِّعْ عليها مدخلها بحق نبيك و الأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين )
و صح أنه صلى الله عليه و سلم سأله أعمى أن يرد الله بصره بدعائه فأمر بالطهارة و صلاة ركعتين ثم يقول (اللّهمّ إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي اللّهمّ شَفِّعْه في) ففعل فرد الله عليه بصره
و صح أن آدم عليه السلام توسل بنبينا صلى الله عليه و سلم حين أكل من الشجرة لأنه لما رأى اسمه صلى الله عليه و سلم مكتوبا على العرش و على غرف الجنة و على جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له (هذا ولد من أولادك لولاه لما خلقتك)، فقال الّلهمّ بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودي (يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماء و الأرض لشفعناك )
و توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس، و غير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره و التوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة و السلف بعد وفاته صلى الله عليه و سلم و فيه لفظ يا محمد و ذلك نداء عند التوسل و من تتبع كلام الصحابة و التابعين يجد شيئا كثيرا من ذلك كقول بلال بن الحا رث الصحابي رضي الله عنه عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله استسق لأمتك كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم عند زيارة القبور
و ممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه و هو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بافضل فقال من جملة كلامه
" يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعت من شخص أنه يعتقد تأثير ذلك المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب و أين له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله فإن أبى فكفره حينئذ بخصوصه و لا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين، و أنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين قال تعالى (وَ مَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُو َ ل مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ َلهُ اْلهُدَى وَ يَتَّبِعْ َ غيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى و نُصْلِهِ جَهَنَّمَ و سآءَتْ مَصِيرًا * النساء: ١١٥ ) و إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" اهـ .
و أما زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم و من بعدهم من السلف و الخلف و جاء من فضلها أحاديث أفردت بالتأليف
و مما جاء في النداء لغير الله تعالى من غائب و ميت و جماد قوله صلى الله عليه و سلم (إذا أفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله أحبسوا فإن لله عبادا يجيبونه )
و في حديث آخر (إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا و هو بأرض ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني ) و في رواية (أغيثوني فإن لله عبادا لا تروﻧﻬم )
و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سافر فأقبل الليل قال (يا أرض ربي و ربك الله)
و كان صلى الله عليه و سلم إذا زار قال (السلام عليكم يا أهل القبور )
و في التشهد الذي يأتي به كل مسلم في كل صلاة صورة النداء في قوله السلام عليك أيها النبي
و الحاصل أن النداء و التوسل ليس في شئ منهما ضرر إ ّ لا إذا اعتقد التأثير لمن ناداه أو توسل به و متى كان معتقدا أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك و كذلك إسناد فعل من الأفعال لغير الله لا يضر إ ّلا إذا اعتقد التأثير و متى لم يعتقد التأثير فإنه يحمل على اﻟﻤﺠاز العقلي كقوله نفعني هذا الدواء أو فلان الولي فهو مثل قوله: أشبعني هذا الطعام، و أرواني هذا الماء، و شفاني هذا الدواء فمتى صدر ذلك من مسلم فإنه يحمل على الإسناد اﻟﻤﺠازي و الإسلام قرينة كافية في ذلك فلا سبيل إلى تكفير أ حد بشئ من ذلك و يكفي هذا الذي ذكرناه إجمالا في الرد على ابن عبد الوهاب و من أراد بسط الكلام فليرجع إلى الرسائل المؤلفة في ذلك و قد لخصت ما فيها في رسالة مختصرة فلينظرها من أرادها،
و لما قام ابن عبد الوهاب ومن أعانه بدعوﺗﻬم الخبيثة التي كّفروا بسببها المسلم ين ملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة، ثم اتسع ملكهم فملكوا اليمن و الحرمين و قبائل الحجاز و بلغ ملكهم قريبا من الشام فإن ملكهم وصل إلى المزيريب و كانوا في ابتداء أمرهم أوصلوا جماعة من علمائهم ظنا منهم أﻧﻬم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة با لكذب و المين،
فلما وصلوا إلى الحرمين و ذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم و ما تملكوا به رد عليهم علماء الحرمين و أقاموا عليهم الحجج و البراهين التي عجزوا عن دفعها و تحقق لعلماء الحرمين جهلهم و ضلالهم و وجدوهم ضحكة و مسخرة كحمر مستنفرة فرت من قسورة و نظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهما بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم، فيعلم بذلك الأول و الآخر،
وكان ذلك في مدة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة وألف، و أمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا و فرّ بعضهم إلى الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتوا و استكبارا و صار أمراء مكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج فصاروا يغيرون على بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أمير مكة ثم انتشب القتال بينهم و بين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد و كان ابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف و وقع بينهم وبينه وقائع كثيرة قتل فيها خلائق كثيرون و لم يزل أمرهم يقوى و بدعتهم تنتشر إلى أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل و العربان الذين كانوا تحت طاعة أمير مكة .
[twh][saa][align=center]يتبع بعون الله تعالى و مدده[/align][/saa][/twh]
|
|