بسم الله .. والحمد لله , والصلاة والسلام على مولانا رسول الله .. وعلى آله أجمعين
اعلم أخى الفاضل .. أن الشاطبى لعله أن يكون أول من قسم البدعة إلى حقيقية وإضافية فى كتابه ( الاعتصام ) . وذكر الشاطبى أن البدعة الحقيقية هى التى لم يدل عليها دليل شرعى لا من كتاب ولا سنة و لا إجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم . ثم مثل للحقيقية بتحريم الحلال أو تحليل الحرام .
وأما البدعة الإضافية .. فذكر الشاطبى أن لها شائبتين : 1- لها من الأدلة متعلق - أى لها أصل شرعى عام تندرج تحته – فهذا النوع لايعد بدعة . 2- ليس لها متعلق بأى دليل شرعى .. فهذا النوع بدعة حقيقية . ولم يذكر الشاطبى أمثلة للبدعة الإضافية لأنه أطال الحديث عن البدعة الحقيقية .
وقد ذكر الأخ الفاضل الدكتور / مجدى عاشور فى رسالة الماجستير التى تناولت فكر الإمام الشاطبى .. أقول : ذكر أن منهج الشاطبى غير منضبط خاصة فى تقسيمه البدعة إلى حقيقية وإضافية , ثم حكمه على الثانية بالذم فى مواضع .. وبعدم جواز تبديع فاعلها فى مواضع أخر .. حتى إنه تارة يدرج قول سيدنا عمر رضى الله عنه " نعمت البدعة " تحت نوع البدعة الإضافية .. وتارة يخرجها عن حيز الابتداع
وأما جمهور العلماء من الفقهاء والمحدثين – من لدن إمام الأصوليين القرشى المطلبى الإمام الشافعى ... إلى الإمام السيوطى ومن بعده إلى عصرنا هذا – ولا اعتبار للخوارج المتمسلفة –
فالجمهور يرى أن البدعة مجرد وصف لغوى لكل ما أحدث بعد عصر النبوة ... لذلك فهو يحتاج إلى حكم شرعى من الأحكام التكليفية الخمسة ليندرج تحته – والأحكام التكليفية الخمسة هى : الواجب , والمستحب . والمباح , والمكروه , والحرام .
وأقول : ولأن المتمسلفة يحبون التضييق فى كل الأمور ... ويعشقون الشذوذ من الأقوال ... ويتلمسون من كل عالم هفوته وزلته ... نجدهم يتمسكون برأى الشاطبى ويتعلقون به ... ويتركون رأى الجمهور .. ويدعون أنهم يتمسكون بالسلف ...
ويا للعجب ... فهل الإمام الشافعى المتوفى ( سنة 250) المجمع على إمامته ورجاحة عقله .. واضع الأصول , وصاحب كتاب الرسالة ... أقرب للسلف .. أم الشاطبى المتوفى ( سنة 790 ) ؟!!!!
ولكنها آفة الخروج عن الأمة ... نسأل الله السلامة والعافية
هذه مشاركة سريعة ... ولمزيد من الاستزادة فليطالع كتاب ( الثابت والمتغير فى فكر الإمام أبى إسحاق الشاطبى ) للأخ الدكتور / مجدى عاشور جزاه الله خيرا .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وزد اللهم آل بيته تشريفا وتعظيما .
|