والعلم: معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع.
أي : إدراك ما من شأنه أن يعلم محسوساً كان أو معقولاً, موجوداً كان أو معدوماً , فهو حكم الذهن الجازم المطابق لموجب من حس أو عقل أو عادة , كإدراك الإنسان بأنه حيوان ناطق , والفرس بأنه حيوان صاهل , والحيوان بأنه جسم نام متحرك بالإرادة.
والإدراك وصول النفس إلى المعنى بتمامه من نسبة أو غيرها.
أما وصول النفس إلى المعنى لا بتمامه , فيسمى شعوراً.
والإدراك بلا حكم معه من إيقاع النسبة أو انتزاعها تصور.
وإدراك النسبة وطرفيها مع الحكم, المسبوق بالإدراك لذلك تصديق, كإدراك الإنسان والكاتب , وكون الكاتب ثابتاً للإنسان , وإيقاع أن الكاتب ثابت للإنسان , أو إنتزاع ذلك أي نفيه , في التصديق بأن الإنسان كاتب , أو أنه ليس بكاتب الصادقين في الجملة.
وقيل: الحكم إدراك أن النسبة واقعة أو ليست بواقعة .
قال بعضهم: وهو التحقيق والإيقاع والإنتزاع ونحوهما كالإيجاب والسلب عبارات.
وقيل: إن التصديق هو الحكم وحده.
وتصور العلم بحقيقته نظري لا ضروري, خلافاً لبعضهم وما تقرر من أن العلم يُحدُّ خالف فيه بعضهم محتجاً بأشياء ,
منها: أن الحد يكشف عن حقيقة المحدود, وبالعلم تُكشفُ الأشياء , فلو حُدَّ العلم بغير العلم كان غير العلم كاشفاً , وذلك ممتنع, أو بالعلم لزم تعريف الشيء بنفسه.
المصدر: غاية المأمول في شرح ورقات الأصول لشهاب الدين الرملي (صـ73-76) بتصرف يسير.