شريف عليان كتب:
السلام عليكم
تذكرت اليوم بسبب موقف ما .. وفاة أبى ..التى كانت منذ بضع سنوات..
تذكرت أبى حينما كان يتكلم معنا..ينصحنا..وكنا نتحدث معه..
كنت انا اقرب اخوتى له..ربنا يرحمه..وكنت اعرف ما يحب وما يكره حتى فى الاذواق الدقيقة ..لكثرة ملاحظتى له
وفى صغرى كان ياخذنى معه دوما لصلاة الجمعة
كان هو مثل اعلى لنا..نحبه كثيرا..ونحترمه ونخاف من غضبه انا واخوتى
..ورغم اقترابنا منه الا اننا كنا نشعر تجاهه بجزء خفى فكان له خلوة ووقت لا يتكلم فيه مع احد ويختلى فيه مع الله..
هذا الحضور لأبى فى حياتى فجأة ذهب ولم يعد..
الموت شئ يحدث امامنا كل يوم ولكننا لم نقف لحظات لنفكر ..كيف هذا ؟؟
كيف لمن كان معنا يفرح ويحزن ويتحدث ويغضب..كيف كل هذا فى لحظة واحدة ينتهى وكأنه لم يكن..
هذه الحياة التى نعيشها غريبة جدا ولا تساوى كل هذه المشقات التى نتعب من اجلها..
كل منا كان له عزيز عليه ..كان يشاطره احزانه وافراحه..وفجأة ذهب ولم يعد..سواء صديق او زوجة او أب أو أم ..
ما اغرب لحظة استشعار الموت..وان هذا الحضور والشخوص والروح والحيوية والكلام والصمت يتوقف فجاة..
لتفتح عينيك فتجده ليس موجودا..
هل هو الجهل الذى يعمى ابصارنا عن حقيقة الموت ؟؟
ام هى شهوة الحياة والغفلة التى تجعلنا نتقاتل على كل شئ وكأننا سوف نخلد فى الارض ؟؟
ام نحن ننسى .. ومهما قلنا اننا اوفياء لمن نحب ..ولكن بعد ذهاب من نحب ننسى الامر وكانه لم يكن..
امسك يدك الان بيدك..وانظر لجسمك ونفسك ..امسك بيدك وجهك..وقل لنفسك..هل انتى يا يدى باقية ..
هل هذا الوجه سيدوم..
هل هذا الجسد سيبقى ...
كيف يمر الموت من امامنا ونحن لا نتوقف لنفكر فى انفسنا..؟؟
ما اقل هذه الحياة ..فهى مؤقته..قليلة..دنيا..
لكننا رغم ذلك نجرى ونجرى لحد مينقطع النفس لكل منا دون ان نتوقف لحظة واحدة عن الجرى ..ونسكن..ونسأل انفسنا..لماذا كل هذا التعب ؟؟
لماذا كل هذا الجرى واللهث وراء اشياء ليس باقية..؟؟
ماذا اخذ الذى كان معنا يأكل ويشرب ويفرح ويحب عندما مات ؟؟
هل هذه الحياة تستحق منا كل هذا التعب والارهاق ؟؟
هل هذه الحياة تستحق منا ان نكون سبب فى تعب او اذى لشخص اخر ؟؟
هل هى تستحق ان نكون سبب فى بكاء او عذاب او الم اى مخلوق اخر ؟؟
ان كنا جئنا هنا على غير إرادتنا وسوف نرحل من هنا ايضا على غير ارادتنا.. فلماذا كل هذا ؟؟
نحن نعيش على خط لا نملك بدايته ولا نملك نهايته..
وفى حياتنا يأتينا المرض..فتضعف القوة التى فينا..
وفجأة نشعر ان حجاب كبير جدا ازيل عنا بالمرض..واننا عاجزون تماما ..وفى اشد الحاجة الى الله..
ونشعر ان من نعتمد عليهم ونعطى لهم من اوقاتنا كثير لا حيلة لهم..فهم ايضا ضعفاء
ونشعر ان الناس كلهم مجرد موتى ماشيين فوق الارض...لا حيلة لهم ولا قوة
ونقول يا الله من القلب..لاننا فى الضعف وفى المرض والشئ الوهمى الذى كان فينا ازيل بشكل مؤقت..وابصرنا مؤقتا شيئا من الحقيقة..
فيارب ان القوة والصحة التى فينا تحجبنا عنك وتخيل لنا اننا اقوياء فوفقنا فى قوتنا ان نكون من الحامدين الشاكرين وكن معنا فى لحظات ضعفنا واحتياجنا وذلنا ولحظات الاحتضار فلا ملجا لنا الا انت...
اتفق مع الأساتذة الأفاضل فيما قالوه ،
ولى تعليق بسيط على كلامك الأخ الفاضل شريف ،
كل من له رزق فى أى كلام فيه خير سيصله رزقه ، واما من ليس له نصيب فهو محجوب وحتى إن قرا هذا الكلام ،
محجوب بنفسه ، بشهوته ، بدنيته ، بهواه
وهذه هى قسمة الله فى خلقه ،خلقا ل.......
وخلقا ل.......