[poet font="Simplified Arabic,4,limegreen,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="ridge,9,green" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ =وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً=وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
نبي كامل الأوصافِ تمت=محاسنه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا=إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً=إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ=عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً=فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً=يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ=وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ=وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
تبوأ قاب قوسين اختصاصاً=ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
مناصبهُ السنيّة ليس فيها=لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما=تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
يجدد في قعودٍ أو قيامٍ=له شوقي المدرس والخطيبُ
على قدرٍ يمد الناس علماً=كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه=كما استهدى من البحر القليبُ
بدت للناس منه شموسُ علمٍ=طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
وألهمنا به التقوى فشقتْ=لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ=وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
مهذبة ٌ بنور الله ليست=كأخلاق يهذبها اللبيبُ
وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ=فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً=وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ
سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً=كغادية عزاليها تصوبُ
فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها=بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ
وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي=وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ
ولما صار ذاك الغيث سيلاً=علاهُ من الثرى الزبدُالغريبُ
فلاتنسبْ لقول الله ريباً=فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ
فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً=فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ
[/poet]
[font=Arial](من قصيدة للإمام البوصيرى)[/font]
_________________ " الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "
|