موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: التصوف والصوفية بين مطرقة الاخوان وسندان الوهابية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 21, 2006 6:58 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد
ففي الاونة الاخيرة كثر تحرش طائفتي الاخوان وجهلة الوهابية باهل الله وبلغ تطاولهم على الصوفية حدا لا يمكن السكوت عليه بل ان مما يندي الجبين ان يبلغ بهم الصلف والرقاعة ان نعتوا اهل الله واصحاب الحقيقة بالتشيع والرفض كما المع الى ذلك الاخ الفاضل احمد عطاء الله في مداخلة سابقة له معي بخصوص الحديث عن موضوع المقاطعة ولذلك فاني اود استئذان المشرفين على هذا المنتدى لتثبيت هذا الموضوع وما سينشر به من وثائق حول عبث وتلاعب الخوان بالصوفية طلبا لرضى جهلة الوهابية

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 21, 2006 2:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
ونبدا الان مع امام الاخوان ومؤسس دعوتهم حسن البنا فنقول جاء في مذكرات الدعوة والداعية تحت عنوان طريقتان ( صفحة 33 من طبعة دار الدعوة ) ( صفحة 26 من النسخة الالكترونية عل النت و رابطها الرابط التالي :
http://www.daawa-info.net/books1.php?id=1412&bn=135&page=26

ما نصه : والذكرى الثانية ذكرى الشيخ صاوي دراز رحمه الله، وهو شاب فلاح، كان حينذاك لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وقد توفي بعد ذلك إلى رحمة الله، ولكنه كان نادرا في الذكاء ودقة الفهم، وتصوير الأمور، أخذنا نتحدث عن الأولياء والعلم، وتطرق بنا الحديث إلى سيدي إبراهيم الدسوقي المجاور لبلدهم، ثم إلى سيدي أحمد البدوي بطنطا فقال: أتدري ما نبأ سيدي أحمد البدوي؟ فقلت له لقد كان ولياً كريماً وتقياً صالحا وعالما فاضلا فقال: ذلك فقط؟ قلت :هذا ما نعلم، فقال: اسمع وأنا أحدثك.

جاء السيد البدوي إلى مصر من مهجره من مكة وكان أهله من المغرب، ولما نزل مصر كانت محكومة بالمماليك، مع أن ولايتهم لا تصح لأنهم ليسوا أحراراً وهو سيد علوي اجتمع له النسب والعلم والولاية، وأهل البيت يرون الخلافة حقاً لهم وقد انقرضت الخلافة العباسية وانتهي أمرها في بغداد، وتفرقت أمم الإسلام دويلات صغيرة يحكمها أمراء تغلبوا عليها بالقوة، ومنهم المماليك هؤلاء. فهناك أمران يجب على السيد أن يجاهد في سبيلهما: إعادة الخلافة واستخلاص الحكم من أيدي المماليك الذين لا تصح ولايتهم. كيف يفعل هذا؟ لا بد من ترتيب خاص. فجمع بعض خواصه ومستشاريه -- ومنهم سيدي مجاهد وسيدي عبد العال وأمثالهما—واتفقوا على نشر الدعوة وجمع الناس على الذكر والتلاوة وجعلوا اشارات هذا الذكر السيف الخشي أو العصا الغليظة لتقوم مقام السيف والطبل يجتمعون عليه، والبيرق ليكون علماً لهم والدرقة - وهذه شعائر الأحمدية - فإذا اجتمع الناس على ذكر الله وتعلموا أحكام الدين استطاعوا بعد ذلك أن يشعروا وأن يدركوا ما عليه مجتمعهم من فساد في الحكم وضياع في الخلافة فدفعتهم النخوة الدينية، واعتقاد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى الجهاد في سبيل تصحيح هذه الأوضاع وكان هؤلاء الأتباع يجتمعون كل سنة. واختار السيد طنطا مركزا لحركته - لتوسطها في البلدان العامرة في مصر، ولبعدها عن مقر الحكم - فإذا اجتمع الأتباع سنوياً على هيئة” مولد” استطاع هو أن يدرك إلى أي مدى تأثر الناس بالدعوة. ولكنه لا يكشف لهم عن نفسه بل يعتكف فوق السطح ويضرب اللثام مضاعفاً ليكون ذلك أهيب في نفوسهم، وهذا هو عرف ذاك الزمان، حتى كان أتباعه يشيعون أن النظرة بموته فمن أراد أن ينظر إلى القطب فليستغن عن حياته في سبيل هذه النظرة. وهكذا انتشرت هذه الدعوة حتى أجتمع عليها خلق كثير.
ولكن الظروف لم تكن مواتية لتنجح هذه الحركة، فقد تولى مصر الظاهر بيبرس البندقداري، فانتصر على الصليبيين مرات، وانتصر على التتار مع المظفر قطز. ولمع اسمه وارتفع نجمه وأحبه العامة، ولم يكتف بذلك بل استقدم أحد أبناء العباسيين وبايعه بالخلافة فعلاً، فقضى على المشروع من أساسه، ولم يقف عند هذا الحد، بل أحسن السياسة مع السيد واتصل به ورفع من منزلته، وكلفه بأن يكون القيم على توزيع الأسرى حين تخليصهم من بلاد الأعداء لأهليهم لما في ذلك من تكريم وإعزاز، وكل ذلك قبل تمام هذا المشروع الخطير، واستمر الملك والحكم فعليا في المماليك، و إسميا لهذا الخليفة الصوري حيناً من الدهر.

كنت أسمع هذا التعليل والتسلسل في تاريخ السيد البدوي وأنا أعجب لعقلية هذا الشاب الفلاح الذي لم يتعلم اكثر من التعليم الأولي في القرية، و كم في مصر من ذكاء مقبور، وعقل موفور لو وجد من يعمل على إظهاره من حيز القوة إلى حيز الفعل؟؟.. ولا زالت كلمات الشيخ الصاوي دراز رحمه الله تتمثل لي كأنما أسمعها الآن، وفيها عبرة وفيها طرافة والأمور بيد الله، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

وطبعا لنا عودة الى هذا التصور التاريخي المغلوط والمغالطات المفضوحة الموضوع تحتها خط في المشاركات القادمة ومسلسل التطاول على اولياء الله

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 21, 2006 3:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
و جاء في نفس المذكرات تحت عنوان الطريقة الحصافية وفي معرض الترجمة للشيخ حسنين الحصافي ما نصه :
( كان السيد حسنين رحمه الله عالما أزهريا تفقه على مذهب الإمام الشافعي ودرس علوم الدين دراسة واسعة وامتلأ منها وتضلع فيها ثم تلقى بعد ذلك الطريق على كثير من شيوخ عصره، وجد واجتهد في العبادة والذكر والمداومة على الطاعات حتى إنه حج أكثر من مرة وكان يعتمر مع كل حجة اكثر من عمرة. وكان رفقاؤه وأصحابه يقولون ما رأينا أقوى على طاعة الله وأداء الفرائض والمحافظة على السنن والنوافل منه - رحمه الله - حتى في آخر أيام حياته وقد كبرت سنه ونيف عن الستين. ثم أخذ يدعو إلى الله بأسلوب أهل الطريق، ولكن في استنارة وإشراق وعلى تواعد سليمة قويمة، فكانت دعوته مؤسسة على العلم والتعليم، والفقه والعبادة والطاعة والذكر[/color]، ومحاربة البدع والخرافات الفاشية بين أبناء هذه الطرق والانتصار للكتاب والسنة على أية حال والتحرز من التأويلات الفاسدة والشطحات الضارة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذل النصيحة على كل حال حتى إنه غير كثيرا من الأوضاع التي اعتقد أنها تخالف الكتاب والسنة، ومما كان عليه مشايخه أنفسهم. وكان أعظم ما أخذ بمجامع قطبي وملك على لبى من سيرته رض الله عنه شدته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه كان لا يخشى في ذلك لوم لائم ولا يدع الأمر والنص مهما كان في حضرة كبير أو عظيم . ومن نماذج ذلك أنه زار رياض باشا حين كان رئيس الوزارة، فدخل أحد العلماء وسلم على الباشا وانحنى حتى قارب الركوع فقام الشيخ مغضبا وضربه على خديه بمجمع يده ونهره بشدة قائلا: استقم يا رجل فإن الركوع لا يجوز إلا لله، فلا تذلوا الدين والعلم فيذلكم الله. ولم يستطع العالم ولا الباشا أن يؤاخذاه بشيء. ...
وزار مسجد السيد الحسين رضى الله عنه مع بعض مريديه ووقف على القبر يدعو الدعاء المأثور: السلام على أهل الديار من المؤمنين ) فقال له بعض المريدين: يا سيدنا الشيخ سل سيدنا الحسين يرضى عني، فالتفت إليه منضبا وقال: “ يرضى عنا وعنك وعنه: الله ) وبعد أن أتم زيارته شرح لإخوانه أحكام الزيارة وأوضح لهم الفرق بين البدعية والشرعية منها. ) انتهى

وهذا هو الاقتباس الثاني الذي ارجو من القارئ ان يتامله يتامل كيف يمتدح امام الاخوان حسن البنا موقف ذكر انه كان للسيد حسنين الحصافي من سبط الرسول الحسين وينهى مريديه عن طلب رضى سيدنا الحسين بل ويعلمهم الفرق بين الزيارة البدعية والشرعية ؟؟؟ اما التعليق فعند اتمام نقل الاقتباسات

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 21, 2006 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
عذرا هذا هو رابطة الاقتباس السابق من مذكرات الدعوة والداعية :
http://www.daawa-info.net/books1.php?id=1396&bn=135&page=10

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 9:55 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
اقتباس اخر من الشيخ حسن البنا :

http://www.khayma.com/islamissolution/i ... a/ans5.htm

على هذا الرابط وتحت عنوان انت تسال والامام البنا يجيب :


س5 : كيف تتعامل جماعة الإخوان المسلمين مع الجماعات الإسلامية الأخرى، كالجماعات السلفية و الصوفية... ؟



أمام الخلافات الدينية :

أتحدث اليك الآن عن دعوتنا أما الخلافات الدينية و الآراء المذهبية.

تجمع و لا تفرق :

فاعلم فقهك الله اولا ان دعوة الاخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب الى طائفة خاصة ، و لا تنحاز الى رأي عرف عند الناس بلون خاص و مستلزمات و توابع خاصة، و هي تتوجه الى صميم الدين و لبه ، و نود أن تتوحد و جهة الانظار و الهمم حتى يكون العمل أجدى و الانتاج أعظم و أكبر . فدعوة الاخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون و هي مع الحق أينما كان تحب الاجماع و تكره الشذوذ ، و أن أعظم ما مبي به المسلمون الفرقة و الخلاف و أساس ما انتصروا به الحب و الوحدة ، و لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، هذه قاعدة أساسية و هدف معلوم لكل أخ مسلم ، و عقيدة راسخة في نفوسنا ، نصدر عنها و ندعوا اليها.

و نحن مع هذا نعتقد أن الخلاف في فروع الدين أمر لا بد منه ضرورة و لا يمكن ان نتحد في هذه الفروع و الآراء و المذاهب لأمور عدة :

منها اختلاف العقول ... و منها سعة العلم و ضيقه ... و منها اختلاف البيئات ... و منها اختلاف الاطمئنان القلبي الى الرواية عند التلقين لها ... و منها اختلاف تقدير الدلالات... .

كل هذه الاسباب جعلتنا نعتقد أن الاجماع على أمر واحد في فروع الدين مطلب مستحيل ، بل هو يتنافى مع طبيعة الدين ، و انما يريد الله لهذا الدين أن يبقى ويخلد و يساير العصور و يماشي الازمان ، و هو لهذا سهل مرن هين لين لا جمود فيه و لا تشديد .

نعتذر لمخالفينا :

نعتقد هذا فنلتمس العذر كل العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات ، و نرى ان هذا الخلاف لا يكون ابدا حائلا دون ارتباط القلوب و تبادل الحب و التعاون على الخير ، و أن يشملنا و اياهم معنى الاسلام السابغ بأفضل حدوده و أوسع مشتملاته ، ألسنا مسلمين وهم كذلك ؟ و ألسنا نحب أن ننزل على حكم اطمأنان نفوسنا وهم يحبون ذلك ؟ و ألسنا مطالبين بأن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا ؟ ففيم الخلاف إذن ؟ و لماذا لايكون رأينا مجالا للنظر للنظر عندهم كرأيهم عندنا ؟ و لماذا لا نتفهم في جو من الصفاء و الحب اذا كان هناك ما يدعوا الى التفاهم؟

هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخالف بعضهم بعضا في الافتاء ، فهل أوقع ذلك اختلافا بين قلوبهم ؟ و هل فرق وحدتهم أو فرق رابطتهم ؟ اللهم لا وما حديث صلاة العصر في قريظة ببعيد ؟

و إذا كان هؤلاء اختلفوا و هم أقرب الناس عهدا بالنبوة و أعرفهم بقرائن الأحكام فما بالنا نتناحر في خلافات تافهة لا خطر لها؟ و إذا كان الأئمة و هم أعلم الناس بكتاب الله و سنة رسوله قد اختلفوا بعضهم مع بعض و ناظر بعضهم بعضا فلم لا يسعنا ما وسعهم؟ و إذا كان الخلاف قد وقع في أشهر المسائل الفرعية و أوضحها كالأذان الذي ينادي به خمس مرات في اليوم الواحد فما بالك بدقائق المسائل التي مرجعها الى الرأي و الاستنباط.

و ثم أمر آخر جدير بالنظر، إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا الى الخليفة و شرطه الإمامة فيقضي بينهم و يرفع حكمه خلافهم. أما الآن فأين الخليفة و إذا كان الأمر كذلك فأولى بالمسلمين أن يبحثوا عن القاضي ثم يعرضوا قضيتهم عليه، فإن اختلافهم من غير مرجع لا يردهم إلا إلى خلاف آخر.

يعلم الإخوان المسلمون كل هذه الحيثيات ، فهم لهذا أوسع الناس صدرا مع مخالفيهم ، و يرون أن مع كل قوم علما و في كل دعوة حقا و باطلا فهم يتحرون الحق و يأخذون به و يحاولون بهوادة و رفق اقناع المخالفين بوجهة نظرهم، فإن اقتنعوا فذاك و إن لم يقتنعوا فإخوان في الدين نسأل الله لنا و لهم الهداية.

ذلك منهج الإخوان المسلمين أمام مخالفيهم في المسائل الفرعية في دين الله ، يمكن أن أجمله لك في أن :

الاخوان يجيزون الخلاف و يكرهون التعصب للرأي، و يحاولون الوصول للحق ، و يحملون الناس على ذلك بألطف و سائل اللين و الحب


واود ان اعرف فعلا هل قضايا العقيدة والتصوف قضايا تافهة كما ذكر الجواب الذي يتفاخر به هذا الموقع ام لاااااا

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 10:14 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
والان بعض التوضيح يتفل به علينا يوسف القرضاوي تلميذ البنا النجيب في كتابه الممتع

الإخوان المسلمون سبعون عاما من الدعوة و التربية و الجهاد



قضية التوسل:

وأما قضية التوسل بالرسول صلى الله عليه و سلم والأنبياء، والملائكة والصالحين من عباد الله، فقد ذكر الأستاذ البنا: أن هذا من الامور الخلافية بين الائمة، وأنه خلاف في كيفية الدعاء، وليس من مسائل العقيدة. وقد أنكر إخواننا السلفيون على الأستاذ البنا هذا القول، واشتد نكيرهم عليه، وعلا صوتهم فى معارضته والتشنيع على قائله. ولا أدرى لم هذا كله؟ ولم يقل الرجل شيئا يستوجب الطعن أو التشنيع.

أولا: لان الأمر خلافي بالفعل، ومن قرأ كتب المذاهب المتبوعة من الحنفية والمالكية والشافعية بل حتى الحنابلة: وجد هذا واضحا، فالكثيرون أجازوا التوسل بالرسول وبالصالحين من عباد الله.

وهناك من كره التوسل، وهناك من منعه.

ولكل فريق من هؤلاء أدلته أو شبهاته- على الأقل- فى تأييد ما ذهب إليه، وللمخالفين ردودهم عليه، كما هو الشأن فى المسائل الخلافية.

وهناك دليل قوى لمن قالوا بالتوسل، وهو حديث عثمان بن حنيف، وقد صححه الشيخ الألبانى، وهو من منكرى التوسل، وإن وجهه هو وجهه أخرى، هى فى نظرى أقوى وأحرى. وهو هذا الحديث:

أخرج أحمد وغيره بعسند صحيح عن عثمان بن حنيف ألن رجلا ضرير البصر أتى النبى صلى الله عليه و سلم، فقال: ادع الله أن يعافينى. قال: إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك، فهو خير، (وفى رواية: وإن شئت صبرت فهو خير لك)، فقال: ادعه. فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلى ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه، فتقضى لى، اللهم فشفعه فى (وشفعنى فيه). قال: ففعل الرجل، فبرأ .

أما أن التوسل من مسائل العمل، وليس من مسائل العقيدة، فهذا توجيه صحيح، لأنه خلاف في كيفية الدعاء، ما دام المدعو والمتوسل إليه هو الله تبارك وتعالى.

بقى البحث فى مشروعيته هل يقال: أتوسل إليك بنبيك مـحمد، أو بملائكتك المقربين أو بعبادك الصالحين أو لا يجوز؟ فهذا بحث فقهى، وليس ببحث عقدى. وليس الإمام البنا هو أول من قال بذلك، بل قال به الإمام محمد بن عبد الوهاب نفسه، كما نقل فى مجموع فتاويه.

حيث قال فى المسألة العاشرة (قولهم فى الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبى خاصة، مع قولهم: إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جدآ، وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعض يرخص فى التوسل بالصالحين، وبعضهم يخصه بالنبى صلى الله عليه و سلم. وأكثر العلماء ينهى عن ذلك و يكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه. ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه، فلا ننكرعلى من فعله) مجموعة فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 68، 69.


فقد تضمن كلام الشيخ أن التوسل بالصالحين، أو بالنبى صلى الله عليه و سلم هو موضع خلاف بين العلماء، وإن هو صوّب قول الجمهور أنه مكروه، وأن هذه المسألة من مسائل الفقه. وهذا عين ما قرره البنا، فلا وجه للإنكار عليه.

وقال به أيضآ المحدث السلفى الشهير الشيخ ناصر الدين الألبانى فى مقدمته لشرح العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفى، فقد تحدث عن سبع مسائل هامة، قال: كلها فى العقيدة إلا الأخيرة منها. انظر: مقدمة شرح الطحاوية ص 55 طبعة المكتب الإسلامى.

يعنى بالأخيرة: ما قاله شارح الطحاوية من كراهية التوسل بحق الأنبياء وجاههم، تبعا لإمامه أبى حنيفة.

ولأن موضوع التوسل فقهى لا عقدى، تكلمت عنه جميع كتب المذاهب، على اختلاف أحكامها فيه، ودخل الموسوعات الفقهية، باعتباره من المسائل الفروعية العملية، التى تدخل فى إطار البحث الفقهى.

وهناك كثيرون من المستقلين عن المذاهب قالوا بإجازة التوسل، منهم الإمام الشوكانى- وهو سلفى معروف- فى كتابه (تحفة الذاكرين) شرح (الحصن الحصين). وهناك غيره من القدامى والمحدثين. ومنهم من أجاز التوسل بالنبى وحده، ولم يجز التوسل بغيره من الانبياء والصالحين، كما هو رأى الإمام عز الدين بن عبد السلام.

والخلاف فى المسألة ظاهر. يمكنك أن تراجعه فى بحث (التوسل) فى الموسوعة الفقهية الكويتية فى الجزء الرابع عشر. وبهذا يتضح لنا سلامة ما قاله الشيخ البنا بميزان العلم والتحقيق.

وأنا شخصيا أميل إلى ترجيح عدم التوسل بذات النبى وبالصالحين.

وأتبنى رأى شيخ الإسلام إبن تيمية فى ذلك،
لعدة أمور:

الا ول: أن أدلة المنع- أعني منع التوسل بذات النبى وذوات الصالحين- أرجح فى الميزان العلمى. وخصوصا أن باب الله تعالى مفتوح لكل خلقه، وليس ، عليه حاجب ولا بواب، مثل أبواب الملوك والامراء. حتى العصاة فتح الله تعالى لهم أبواب رحمته، ونسبهم إلى ذاته، فقال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الزمر: 53،.

والثانى: أن إجازة التوسل قد تكون ذريعة إلى دعاء غير اللة تعالى، والاستغاثة به، وكثير من الناس يخلط بين الأ مرين، فسد الذريعة بالنظرإلى العوام أولى.

والثالث: أن المنهج الذى أخذته وسرت عليه فى التعليم والدعوة والفتوى:

أننا إذا استطعنا أن نتعبد الله تعالى بالا مر المتفق عليه فلا داعى لان ندخل فى الأمر - المختلف فيه.

وعلى هذا الأساس لا أفضل التعبد بصلاة التسابيح، لأن فى الصلوات الاخرى المتفق عليها، والتى تواتر عن رسول الله التعبد بها ما يغنى عنها.

ولكني لا أوثم من أداه اجتهاده إلى جواز التوسل، أو جواز التعبد بصلاة التسابيح ونحوها. ولا أنكر عليه إلا من باب الإرشاد إلى الأرجح و الأصح، إذ لا إنكار فى المسائل الخلافية، كما هو معلوم.

وشيخ الإسلام ابن تيمية ان أنكر التوسل بالذات، لم يشتد في نكيره إلى حد التكفير أو التأثيم، كما يفعل بعض من يدعون الانتساب إلى مدرسته. وقد قال فى (فتاويه) بعد أن ذكر الخلاف فى المسألة: "ولم يقل أحد: إن من قال بالقول الاول فقد كفر. ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضرورة، أو بانكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك.. بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من تغليظ العقوبة والتعزير ما يستحق أمثاله من المفترين على الدين، لا سيما مع قول النبى: ((أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما)). مجموع فتاوى شيخ الإسلام (1/ 106) والحديث متفق عليه عن ابن عمر.



يرى الكثيرون: أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل فى الدعاء بجاه النبى صلى الله عليه و سلم أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبى صلى الله عليه و سلم علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى فعاد بصيرا.

أما الشيخ الألبانى فقال:

وأما نحن فنرى أن هذا الحديت لا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه، وهو التوسل بالذات، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذى أسلفناه، لان توسل الاعمى إنما كان بدعائه.

والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وقد فصلها فى كتابه (التوسل وأنواعه وأحكامه) فليرجع إليه.



وبالطبع النقاط التي نود الاشارة اليها تحتها خط خصوصا وقد اتى القرضاوي وشيخه بتكييف فقهي لم يسبقهما اليه سوى شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب (و لا ندري كيف صار النجدي شيخا للاسلام !!!!!!!!!!) ولنا الى ذلك عودة والى الزعم الفاسد ان هناك من فقهاء المسلمين من كره التوسل بالنبي ( و هو ما يحتاج للسؤال اذا فكيف هو مسلم وخاصة ان اول من توسل بالنبي هو سيدنا ءادم ؟؟؟؟ راجع مستدرك الحاكم فيما يخص توسل سيدنا ءادم الى رب العزة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )

وحتى لا يشغب مشغب ايا كانت هويته نؤكد ان احدا من الفقهاء قبل الحراني لم ينكر او يكره التوسل بالنبي وكتب المذاهب طافحة بذلك وننبه ان مما هو مدون في كتب المذاهب كافة ان الصلاة لا تصح خلف المجوس فمن اعتقد بصحتها فقد كفر وهذا من باب العلم والعقيدة لا باب العمل وكذلك التوسل بالنبي كتب المذاهب مطبقة على جوازه وعلى النكير على من قال بخلاف ذلك ومن الجلي ان تحريم التوسل مبني اما على الانتقاص من قدر النبي او البغض للنبي صلى الله عليه وسلم والحال في الامرين شديد وخطير وان كنا نذكر بان مبغض النبي ملعون خارج عن الملة و ان منتقص النبي والمتطاول عليه فهو كاااااافر لا يخالف في ذلك احد )

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 10:25 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
ذكرنا في الفقرة السابق اقتباس من التلميذ النجيب القرضاوي دفاعا عن شيخه البنا والان نقدم كلام البنا الذي كان القرضاوي يدافع عنه يقول البنا في الاصول العشرين :

و كل بدعة في دين الله لا أصل لها استحسنها الناس بأهوائهم – سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه – ضلالة تجب محاربتها و القضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي الى ما هو شر منها. و لا شك البدعة تشمل البدعة الاعتقادية، كما تشمل البدعة العملية.

و محبة الصالحين و احترامهم و الثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم: قربة الى الله تبارك و تعالى، و الأولياء هم المذكرون في قوله تعالى:

و اللذين آمنوا و كانوا يتقون يونس 63

و الكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا في حياتهم أو بعد مماتهم، فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم. و يتابع ...

و زيارة القبور أيا كانت: سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، و لكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا، و نداءهم لذلك ، و طلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، و النذر لهم، و تشييد القبور و سترها و اضاءتها و التمسح بها، و الحلف بغير الله و ما يلحق بذلك من المبتدعات: كبائر تجب محاربتها، و لا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة.

و الدعاء إذا قرن بالتوسل الى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء و ليس من مسائل العقيدة.

و العقيدة أساس العمل، و عمل القلب أهم من عمل الجارحة، و تحصيل الكمال في عمل كليهما مطلوب شرعا، و ان اختلفت مرتبتا الطلب."

انتهى الاقتباس الذي يشير بوضوح للكبائر اليومية التي يقترفها المتمسحون بقبور اولياء الله الصالحين والمستغيثين بهم ايا كانوا واود ان افهم هنا هل يشمل ذلك المستغيثين بخير الانام بناء على التفريع الحراني الفاسد ولا اعلم هل هذا تجاهل ام جهل بحقيقة مقام النبي وال بيته الاطهار وان كنت اسى فلا اسى الا على من زعموا ان الاخوان صوفية بل وذكروا لامامهم كرامات وانا لا اعتقد انها الان تختلف كثيرا عن اطلاع الشيخ الحراني على اللوح المحفوظ ولا زال لدينا المزيد فانتظرونا باذن الله

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 10:30 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
تتمة لابد منها:
1- الاقتباس السابق كان من رسالة التعاليم لمؤلفها حسن البنا وضمن الاصول العشرين التي كتبها لتلاميذه
2- بخصوص المشاركة التي كتبتها عن يوسف القرضاوي والبنا العبارة كانت

والان بعض التوضيح يتفل به علينا يوسف القرضاوي تلميذ البنا النجيب في كتابه الممتع

والصواب :

والان بعض التوضيح يتفضل به علينا يوسف القرضاوي تلميذ البنا النجيب في كتابه الممتع

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 11:05 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
والان نقدم هذا الاقتباس عن حسن البنا و الاخوان والشيعة :

من كتاب « موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية » ، تأليف : د . عز الدين إبراهيم

يقول الأستاذ سالم البهنساوي – أحد مفكري الإخوان المسلمين – في كتابــه ( السنة المفترى عليها ) صـ 57 : " منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1945م للقاهرة " ويقول في نفس الصفحة :" ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون " .

وفي كتابه ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78:
" وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا r واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 – الاعتصام –صـ32- ) ينقل عن روبير جاكسون قوله: " ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال "
. ويعلق الأستاذ الجبري قائلاً : " لقد صدق روبير وشم بحاسته السياسية جهد الإمام في التقريب بين المذاهب الإسلامية فما له لو أدرك عن قرب دوره الضخم في هذا المجال مما لا يتسع لذكره المقام " .

وفي كتابه الأخير ( ذكريات لا مذكرات ) ط 1 – دار الاعتصام 1985 يقول الأستاذ عمر التلمساني صـ 249 و 250 :
" وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمي – وهو شيعي المذهب – ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ، حتى لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بني المذاهب منفذا يعملون من خلاله على تمزيق الوحدة الإسلامية ، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما نرى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره ، قلنا لفضيلته : نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أو توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين ، ولكننا نسأل للعلم ، لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع . فقال رضوان الله عليه : اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما " .
نستنتج من مواقف الإمام الشهيد هذه عدة حقائق مهمة منها :
1. ينظر كل من السني والشيعي إلى الآخر على أنه مسلم .
2. اللقاء والتفاهم بينهما وتجاوز الخلافات ممكن ومطلوب وهو مسؤولية الحركة الإسلامية الواعية والملتزمة .
3. قام الإمام الشهيد حسن البنا بجهد ضخم على هذا الطريق يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني في كتابه ( الإخوان المسلمون ..كبرى الحركات الإسلامية الحديثة ) من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان . ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية – وعندما زار نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير ان بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية فصعد نواب إلى أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة : " من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين " .

ولكن من هو نواب صفوي ؟ زعيم منظمة ( فدائيان إسلام ) الإسلامية الشيعية، ينقل الأستاذ محمد علي الضناوي في كتابه ( كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث ) صـ 150 نقلاً عن برنارد لويس قوله:
" وبالرغم من مذهبهم الشيعي فإنهم يحملون فكرة عن الوحدة الإسلامية تماثل إلى حد كبير فكرة الإخوان المصريين ولقد كانت بينهما اتصالات " ويلخص الأستاذ الضناوي بعض مبادئ فدائيان إسلام " أولا : الإسلام نظام شامل للحياة. ثانياً : لا طائفية بين المسلمين أي بين السنة الشيعة " ثم ينقل عن نواب قوله : " لنعمل متحدين للإسلام ولنَنْس كل ما عدا جهادنا في سبيل عز الإسلام، ألم يأن للمسلمين أن يفهموا ويدعوا الانقسام إلى شيعة وسنة ؟ " .

.


وهكذا ننقل ونرجئ التعليق لما بعد لان من نقلنا عنهم من تلاميذ الامام الشهيد الذي قال فيه احد تلاميذه محمود عبد الحليم في كتابه « أحداث صنعت التاريخ » (1/187) في وصفه : « لقد كنت أحار في تصور قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه كان « خلقه القرآن » حتى لقيت حسن البنا وصاحبته ، فبدأت الصورة تضح أمامي » .

يتبع ان شاء الله

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 22, 2006 11:51 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
لتمام الفائدة هذا هو النص محل الاقتباس من رسالة التعاليم مرقما :

11- وكل بدعة في دين الله لا أصل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه ـ ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها .

12 - والبدعة الإضافية والتَّركِية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي ، لكل فيه رأيه ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .

13 - ومحبة الصالحين و احترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى الله تبارك وتعالى ، والأولياء هم المذكورون بقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ، والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية ، مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم .

14 - وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة .

15 - والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله تعالى بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .

16 - والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية ، بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصود بها ، والوقوف عندها ، كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين ، فالعبرة المسميات لا بالأسماء

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2006 8:20 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 3:05 pm
مشاركات: 941
مكان: EGYPT
[font=Arial][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[/align]

بارك الله بك سيدى الفاضل الكريم (( محمد الكوثرى )) وأمدك بمدد حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم على مجهودك الرائع ، جعله الله بميزان حسناتك

أكمل سيدى بارك الله فيك فالخوان المفسدين اصابهم الموضوع فى مقتل وبداء القوم يظهرون مكنونهم ، وإن أحببت أية مساعدة بمعلومة سيدى فرهن إشارتكم
كما وأتمنى تكبير حجم الخط ، وتلوين النصوص المرادة وتزيينها ، ليكون الرد مزينا بعد ذلك بسهام الجلالة إن شاء الله تعالى

ايدكم الله سيدى الفاضل الكريم (( محمد الكوثرى ))
[/font]

[fot][font=Arial]ياالله أقسمت بعظمة الآئك ، وبسر الذات واسمائك ، وبمقام حبيبك ورسولك ،وبآل البيت أوليائك لأحيلنها على الخوان المفسدين حربا لاهوادة فيها وكل خائن بائع لدين الله[/font][/fot]

_________________
لافتى إلا عــــــــلي ( عليه السلام ) ولاسيف إلا ذوالفقار

أَنا عبدٌ لسيّد الأنبياءِ وَولائي لهُ القديم ولائي
رغم أنف الأدعيـــــاء ومنافقي بني الزرقـــــاء


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2006 10:08 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24621
الأخ أحمد عطا الله

ما هذه الاطلاقات وما دخل الإخوان بالخيانة فى الدين؟؟؟

برجاء انتظار موضوع لى بهذا الشأن قد يكون اليوم بمشيئة الله



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2006 11:23 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
بارك الله فيك سيدي الدكتور محمود، في إنتظار مقالك أكرمك الله وفتح عليك فتوح العارفين...
سبحان الله آثرت عدم الرد على الموضوع حتي أنظر نهايته...

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 15, 2006 2:28 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
الان نتابع الصفحة الجديدة:


موقف الإخوان من التوسل والصوفية
إخوان أون لاين - 11/05/2004








لا زالت تتردد بين الحين والآخر شبهات من هنا وهناك، تلمح إلى أن الإخوان على غير عقيدة السلف في الاعتقاد والتصور والفكر والسلوك، ولعل البعض يردِّد تلك المقولات دونما إحاطة تامة أو معرفة دقيقة بفكر الإخوان، والانصاف يتطلب منا أن نعرض فكرتنا حول كافة القضايا المثارة، ومدى موافقة فكر الإخوان للشرع ولمنهج السلف الصالح؛ حتى يعرف الآخرون رأي الإخوان واضحًا جليًّا من هذه القضايا المطروحة على الساحة، ونخصُّ الآن قضية التوسل والتصوُّف وموقفنا منهما ومدى التزام الإخوان فيهما بالنظر الشرعي.


(1) التوسل

هل يجيز الدعاة التوسل؟ وهل هو من الأمور المختلَف فيها أم هو من مسائل العقيدة؟ وما حكم التوسل بالرسول- صلى الله عليه وسلم- بذاته، والسؤال بجاهه ويلحق به الصالحون؟!
يقول الإمام البنَّا- في الأصول العشرين-: "والدعاء إذا قُرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلافٌ فرعيٌّ في كيفية الدعاء، وليس من مسائل العقيدة".



أولاً: نعرِّف ما هو التوسل المتفق عليه بين العلماء جميعًا:

1- التوسل باسم من أسماء الله تعالى، أو صفة من صفاته العليا.



2- التوسل بالعمل الصالح، كأن يعمل الإنسان عملاً صالحًا فيدعو به، كأصحاب الغار.



3- التوسل بدعاء الرجل الصالح، كأن تطلب من أحد الصالحين أن يدعو لك، كما أوصى الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن خير التابعين رجل يقال له "أويس" فمره فليستغفر لكم"، والرواية في صحيح مسلم.



4- التوسل بدعاء الرسول- صلى الله عليه وسلم- وشفاعته.



ثانيًا: التوسل المختلف فيه بين العلماء على النحو التالي:

1- التوسل إلى الله تعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه.. أجازه بعضهم إذا كان بمعنى الشفاعة، كما في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- استسقى بالعباس، وقال: "اللهم إنَّا كنَّا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا.." فيسقَون، فقال ابن تيمية: إنه توسل بدعاء الرسول- صلى الله عليه وسلم- بمعنى الشفاعة، وعلى هذا لم يجُز التوسل بذات الرسول، وقال: يتوسل بدعائه لا بذاته.



2- أجازه بعض العلماء، ما لم يكن بمعنى الشفاعة؛ بل بمعنى التوسل بجاه الوسيلة، نحو القسم على الله بنبيه- صلى الله عليه وسلم- إلا أن الشيخ العز بن عبدالسلام خصَّه بالرسول- صلى الله عليه وسلم- فقط؛ لحديث الأعمى الذي أتى الرسول، وطلب منه أن يدعو الله لرد بصره... إلى آخر الحديث الذي رواه النسائي والترمذي وصححه ابن ماجة، ومن أجل هذا الحديث استثنى الشيخ عز الدين بن عبدالسلام التوسل بذات الرسول- صلى الله عليه وسلم- من المنع الذي أفتى به؛ حيث قال: هذا ينبغي أن يكون مقصورًا على النبي- صلى الله عليه وسلم- لأنه سيد ولد آدم، وألا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء؛ لأنهم ليسوا في رحمته، وأن يكون هذا ممَّا خُص به لعلو درجته ومرتبته- صلى الله عليه وسلم.



3- أجازه العلماء على إطلاقه، كالإمام السبكي وغيره، وقالوا: إن ما قاله الشيخ العز بأنه خاص بالرسول فيه نظر؛ لأن الخصائص لا تثبُت إلا بدليل، ولا يكفي فيها الاحتمال؛ لأنها خلاف الأصل، وقد ردَّ الذين أجازوا التوسل بهذا النوع على ابن تيمية أنه ينفي وقوع التوسل مطلقًا؛ ولكن لا يقدم دليلاً على ذلك؛ بل أي الأدلة قد قامت على خلافه، فقد روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في صحيح البخاري ج3 ص 148 من رواية أبي صالح السمَّان عن مالك الدار- وكان خازن عمر- قال : أصاب الناسَ قحطٌ في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنّهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال: "إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبرهم أنَّهم مسقَون، وقل له: عليك بالكيس الكيس".. فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب لا آلو إلاَّ ما عجزت عنه، ويرى الشيخ الكوثري أن هذا الحديث نصٌّ على عمل الصحابة في الاستسقاء به- صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته.



هكذا نجد أن في الأمر اختلافًا:

1- نُقل عن الإمام أحمد بن حنبل في "مسك المروذي" التوسل بالنبي- صلى الله عليه وسلم- في الدعاء، ونهى عنه آخرون، فإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع, وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول جـ1 ص 179.



2- يقول أيضًا: "بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، وممَّا تنازعت فيه الأمة، فيجب ردُّه إلى الله والرسول، ويقول: "وإن كان في العلماء من سوَّغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألةً نزاعية، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين؛ بل المعاقب على ذلك معتدٍ جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قال العلماء، والمنكر عليه وليس به نقل يجب اتباعه؛ لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة جـ1 ص 285.



3- ويقول الشيخ ناصر الدين الألباني- بعد أن أشار إلى التوسل المشروع الذي ذكرناه آنفًا غير المختلف فيه- قال: وأما عدا هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف، والذي نعتقده عدم جوازه على أنه قال ببعضه بعض الأئمة، فأجاز الإمام أحمد بن حنبل التوسل بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وأجاز غيره- كالإمام الشوكاني- التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين (التوسل بأنواعه وأحكامه للألباني).



4- ولقد أجاب فضيلة الشيخ ابن باز حين سئل عن هذا النوع من التوسل بأن من العلماء من أجازه، ومنهم من منعه، وليس بشرك.



5- ويقول فضيلة الشيخ المطيعي: إن هذه الأمور- من الدعاء والتوسل- ليست من صميم العقائد عن السلف، وإنما هي أمور وزعت وضعفت عندهم في أبواب ليست من أبواب التوحيد.



6- على هذا فإن التوسل- أي التوجُّه إلى الله بالدعاء وحده متوسلاً بالنبي أو أحد من الصالحين- فيه خلاف بين الأئمة، فالإمام أحمد والإمام ابن حجر والعز بن عبدالسلام أجازوا التوسل بالرسول- صلى الله عليه وسلم- والإمام الشوكاني والألوسي فيجوِّزاه بالنبي- صلى الله عليه وسلم- وبغيره، بينما منع ذلك الإمام ابن تيمية والشيخ ناصر الألباني وغيرهما، ومن ذلك يتضح:



1- أن التوسل بالأنبياء والصالحين- بمعنى الإقسام بهم أو السؤال بهم- خلاف فقهي يسوغ فيه الاجتهاد.



2- أنه يخضع للصواب والخطأ لا الكفر والإيمان.



3- ليس هناك دليل قاطع في الجواز أو المنع، وعلى ذلك فالاختلاف فيها لا يترتب عليه فساد اعتقاد.



وعلى هذا جاء قول البنَّا وعدم ترجيحه لرأي على رأي فقال: "والدعاء إذا قُرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء، وليس من مسائل العقيدة".



(2) التصوف

ما هي حقيقة التصوف؟ وما علاقة الإخوان بالتصوف؛ حيث تربى مرشدها البنا على الطريقة الحصافية، وأعلن أن من طرق توجيه وتربية الجماعة أنها حقيقة صوفية؟



ما هو التصوف: التصوف اسم حادث لمسمًّى قديم؛ إذ إن مسماه لَيعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس من الأدران والشوائب العالقة بها، كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه؛ بغيةَ الوصول إلى حب الله والتوكل عليه والإخلاص له، وغني عن البرهان أيضًا أن لبَّ الإسلام وجوهره إنَّما يتمثل في تزكية النفس من هذه الشوائب، وما حقيقة الجهاد الذي تتكرر الدعوة إليه في كتاب الله- عزَّ وجلَّ- في مثل قوله ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ (الحج: 78) إلا مجاهدة النفس في تطهيرها، وما الجهاد بالمال والنفس في ساحات القتال إلا من فروع شجرة الجهاد الأساسي الذي لابد منه، وكذلك قوله عز وجل: ﴿وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ﴾ (الأنعام: 120)، وكذلك الدعوة إلى التزكية.. ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إلى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ (النازعات: 18- 19) دعوة إلى تطهير النفس من تلك الأدران والشوائب، وكذلك الإحسان الذي دعا إليه الرسول- صلى الله عليه وسلم، وهذا ما صار عليه علماء المسلمين والسلف- رضوان الله عليهم- ما دام أن السعي إلى هذه التزكية وفقَ وسائل منضبطة بأحكام الشريعة الإسلامية.



كان هذا أول ما ظهرت الصوفية.. دعوة إلى الزهد، والعبادة والانخلاع من الدنيا، والخوف مع المبالغة في هذه الأمور بصورة لم تكن مألوفةً من قبل، وربما بطرق ومسالك لم يظهر فيها أو يتمخَّض فيها وجه الصحة، من حيث اتفاقها مع أحكام الشرع، كما لم تظهر فيها دلائل الحرمة أو البطلان، وذلك بعد أن ظهرت الحركة الصوفية، ثم بدأ يدخل على هذه الطرق بعض الزنديقيين وغيرهم من أصحاب الفلسفة الغربية المنحرفين عن منهج الإسلام، وأصبح التصوف فريقين:



الفريق الأول: تصوف أهل العلم والاستقامة، الذين هم على منهج، والمقصود الحقيقي للتصوف كما أقره أن تيمية في جـ11 صـ233، ومنهم الفضيل بن عياض، إبراهيم بن أدهم، أبو سليمان الدراني، معروف الكرخي، الجنيد، سهل بن عبدالله التستري، وغيرهم.



والفريق الآخر: تصوف الفلاسفة والزندقة والبدع والجهل، وأمثال ذلك من الأمور المنافية للإسلام كابن الحلاج وغيره، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن بين أن الناس انقسمت طائفتين في الحكم على الصوفية، فطائفة ذمَّت الصوفية والتصوف، وطائفة غلت فيهم، وادعَوا أنهم أفضل الخلق، قال رحمه الله: وكِلا طرفي هذه الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل الطاعات، ففيهم السابق المقرَّب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كلا الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب، ومنهم من هو ظالمٌ لنفسه عاصٍ لربه جـ11 صـ18، ويبين شيخ الإسلام ابن تيمية أن أصل التصوف وحقيقته لا غبار عليها؛ فإن أصله الزهد والعبادة وتزكية النفس والصدق.


هل الصوفية مجاهدون أم لا؟

فإن أصحاب الصوفية الحقة الخالية من البدع ومن المنكرات كانوا أصحاب جهاد في سبيل الله، فكان عبدالله بن المبارك الفقيه الزاهد متطوعًا أكثر وقته بالجهاد، وكان الواحد بن زيد الصوفي يحمل على الجهاد في سبيل الله، وكان شقيق البلخي- إمام الصوفية في زمنه- يجاهد بالسلاح في سبيل الله، ويحمل كذلك تلاميذه؛ بل إن من علماء الصوفية المجاهدين البدر العيني شارح البخاري يغزو سنةً ويدرس العلم سنةً ويحج سنةً.

هكذا كانت الصوفية الحقة.. فهي علمٌ وجهادٌ وتربيةٌ وسلوكٌ إلى الله، وعندما أعلن الإمام البنَّا أن الإخوان "دعوةٌ سلفيةٌ، وطريقةٌ سنيةٌ، وحقيقةٌ صوفيةٌ" إنما كان يعني التصوف الحق المنضبط بالكتاب والسنة، بعيدًا عن البدع والشطحات؛ وذلك لأن أي جماعة تريد أن تسير على منهج الله لابد أن يكون لها تربية روحية؛ لأن أساس الخير طهارة النفس ونقاء القلب والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق والحب في الله.. وهكذا فإن فكرة الإخوان المسلمين تضمُّ كل المعاني الإصلاحية نتيجة الفهم الشامل للإسلام؛ حيث جمعت من كل منهج وفكرة خيرَ ما عندها.

هذا بالنسبة إلى الصوفية الحقة أما الصوفية المذمومة، فقد وقف لها الإمام البنَّا فأنكر على أصحاب التصوف اقتصارهم على جانب واحد من جوانب الإسلام، وعدم أخذهم الإسلام بشموله، كما قال المولى- عز وجل-: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام: 162).


وقال البنَّا: "يخطئ من يظن أن الإخوان جماعة (دراويش).. قد حصروا أنفسهم في الزوايا والمساجد للصلاة والتسابيح فحسب، فالمسلمون الأولون لم يعرفوا الإسلام بهذه الصورة، وإنما أخذوه شاملاً كاملاً.. عقيدةً وعبادةً.. دينًا ودولةً.. مصحفًا وسيفًا.. ثقافةً وقانونًا.. فهذا نظام كامل للحياة.

ثم ذكر البنَّا أن هذا الجانب الذي اقتصروا عليه قد كثُرت فيه الشوائب والشَّطَحات، فأخذ ينقي ويفند هذه الشوائب والشطحات والبدع فقال- رحمه الله-: "والتمائم والرقَى وادعاء معرفة الغيب، وكل ما كان من هذا الباب منكرٌ تجبُ محاربتُه إلا ما كان من آية قرآن أو رقية، وأن الاستعانة بالمقبورين أيًّا كانوا، ونداءهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنُّذُر لهم، وتشييد القبور وإضاءتها والتمسح بها، والحلف بغير الله..، وما يلحق ذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها"، وقد تجلى موقف البنَّا من التصوف المذموم وأهله وإنكاره عليهم في نقطتين:

1- حصر الإسلام في دائرة محدودة.

2- المبتدعات والشطحات التي أدخلوها في الدين وليست منه.




ثم نختم حديثنا عن الصوفية بالطريقة الحصافية التي تربى فيها الإمام البنَّا في فترة من فترات حياته، فنعرض لشيء عن ماهية هذه الطريقة، وهل كانت صوفية حقة أم قائمة على البدع والجهل والخرافات؟!



يتحدث الإمام البنَّا أنه بعد البحث والقراءة والسؤال وجد أن هذه الطريقة كانت مؤسسةً على العلم والتعلم والفقه والعبادة والذكر ومحاربة البدع والخرافات والانتصار للكتاب والسنة، مما كان عليه مشايخ الطرق أنفسهم آنذاك، وكان ذكر هذه الطريقة أو ما يسمَّى بالوظيفة الرزوقية في الصباح والمساء ما كانت إلا آيات من كتاب الله- عز وجل- وأحاديث من أدعية الصباح والمساء التي وردت في كتب السنة، وليس فيها من التراكيب الفلسفية أو العبادات التي هي من الشطحات أقرب منها إلى الدعوات، كما أن شيخ هذه الطريقة الشيخ "حسانين الحصَّاف" كان شيخًا عالمًا مجاهدًا آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، ومن نماذج ذلك:
أنه زار رياض باشا حين كان رئيس الوزراء، فدخل أحد العلماء وسلَّم على رئيس الوزراء وانحنى أمام الباشا، فقام الشيخ الحصافي غاضبًا، وضرب هذا الرجل على خديه بمجمع يده، ونهره بشدة، قائلاً: استقم يا رجل..!! فإن الركوع لا يجوز إلا الله، فلا تذلُّوا الدين والعلم فيذلكم الله!!



وأيضًا كان في مسجد الحسين، فقال له بعض مريديه: يا سيدنا الشيخ، سل سيدنا الحسين أن يرضى عليَّ، فالتفت إليه غاضبًا، وقال: يرضى عنا وعنك وعنه الله"!!



وها هي- كما ترى- كانت طريقةً تجمع محامد التصوف، وتبتعد عن مساوئه، وغنيٌّ عن البيان أن الرجل الذي كان يريد إنقاذ الأمة من الغفلة والضلال التي كانت فيه، ويقيم شرع الله.. لابد له من زادٍ إيمانيٍّ ضخم يكافئ التبعات الجسيمة الملقاة على عاتقه، فكان لابد من زادٍ إيمانيٍّ قويٍّ من التربية الروحية والسلوكية، وهو ما كان متوائمًا مع الطريقة الحصافية آنذاك
.




لا حاجة طبعا ان اذكر ان ابن الحلاج لا وجود له بل هو الحلاج الشهيد فتى البيضاء الذي ينعته الان احد المخبولين انه من اتباع التصوف الضال فلا حول ولا قوة الا بالله

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 27, 2007 5:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14745
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
على الصفحة الرابعة عشر من الرابط الذي أشار له السيد الفاضل " محمدالكوثري " وجدت هذا الكلام لحسن البنا :

[ وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة ني ثلاث ساعات وهي نحو ع!ثرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.]أهـ

ويظهر كما نقل لنا الأخ " محمد الكوثري " من أقوال البنا في المشاركات السابقة أنه لا يجيز التوسل بالأولياء بعد انتقالهم للرفيق الأعلى , وأنه يقسم الزيارة إلى شروعة وغير مشروعة

يعني من الآخر هو يزور المقابر للعظة والاعتبار فقط وليس للتبرك أو التوسل .

فلماذا يكذب قوله فعله ويقضي ثلاث ساعات سيراعلى الأقدام مع هؤلاء القوم لزيارة سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنا به ؟!!!!!!!!!

أم أن ضريح سيدي أبا العينين رضي الله عنا به كان أقرب قبر هناك من الممكن أن يعتبر ويتعظ به ؟!!!

سبحان مقسم العقول !!!!!!!!

وإليكم رابط الموضوع الذي نقلت منه كلام حسن البنا

http://www.daawa-info.net/books1.php?id ... 35&page=14



[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 19 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط