موقع د. محمود صبيح

في مديح سيدنا رسول الله " صلى الله عليه وسلم"
****************************************

تدنو الحروفُ الباكياتُ من الطللْ

تروي الأمورَ الحادثاتِ من الأزلْ

تسعى الشفاه الى ارتجافة حرفها

والحرف أثقل - في الحقيقة - من جبلْ

يا ذلك المنسوبُ - قولًا - للذي

كان الضياء وكان للمجد المثل

أتراك تعرف كيف أبصر دربه

بيقين قلبٍ قد تبرأ من عللْ

فمحمدُ المبعوثُ رحمةَ ربه

خيرُ البرية قد تفرد واكتملْ

أعطاه رب العالمين من الهدى

ما فاض منه على الخلائق كالظلل

وحباه بالقرآن أعظمَ آية

جلّت عن التشبيه أو فرض البدلْ

وهو الشهيد على البرية كلها

أَمَر الإله فقال طوعًا وامتثلْ

بالله يعرف كل شيء حوله

لله يفعل كل خيرٍ إذ فعلْ

الله أكبر ذاك محمودُ النهى

جمع القلوبَ على الطريق ولم يزلْ

حُمِّلت وحدك ما تنوء بمثله

أممٌ تروم المجد في أبهى حلل

ومضيت وحدك داعيًا ومبشرًا

والنور حولك يستضيء من الجزل

وتقولُ يسمع كل حي في الفلا

والجن يشهد أن قولك قد كملْ

وأتاك يؤمن كل قلب قد وعى

وآتاك يشهد كل عقل قد عقلْ

والآي تهبط والصعود مدارها

جبريلُ يسكب نورها بين المقلْ

والقلب يحشد كل حسٍ عنده

ليكون صرحا للحروف وللجُملْ

قرآن رب العالمين قد استوى

نورٌ بصدرك قد أهّل وما أفلْ

وجميل فعلك قد أظّل فعالنا

سنن الرسول هي الوقاء من الزللْ

وجميع قولك صار عهدًا بيننا

بعد الكتاب هو السراج لمن عدل

أنت الرحيم وقد ملكت نفوسنا

ببدائع الرحمات قولًا والعملْ

خير الصحابِ إذا صحبت ومن يرى

حق الصحاب على الصحاب فما جهلْ

تدني البعيد وللقريب محبةٌ

باللين يشرق كل نجمٍ قد أفل

وتصون عهدك لا تزيغ لحاجةٍ

ويكون قولك كالشعاع إذا اعتدل

وتجود كفك بالعطاء على المدى

خير العطاء عطاء كفٍ قد بذلْ

ويعيش بيتك والكفاف صراطه

يأوي النفوس بغير ضيقٍ أو جدلْ

ورضاء رب العالمين يضمها

خير النفوس من استقام ولم يسلْ

وأتيت بعد المرسلين مؤخرًا

وتكون يوم البعث ذا الأمر الجلل

تأوي القلوب إليك أنت ملاذها

يوم الحساب لمن أفاء وما غفلْ

يدعون أحمد والجواب أنا لها

وهناك حوضك للشفاعة قد شملْ

تدعو الإله وأنت خير من اقتفى

أثر الضراعة دون ميلٍ أو مللْ

فيقول ربك قم تشفع إنما

أرضاك ربك ما قلاك وما خذلْ

يا ذلك المبعوث هديا للورى

تحيي القلوب على التفكر لا الشللْ

أبقيت بعدك للقلوب من الهدى

خير الشمائل دون زيفٍ أو خلل

تهوي القلوب إلى الضياع وحينما

ترجو الرجوع فنور أحمد في المقلْ

ما بال قومك قد تبدد شملهم

دون الشعور ولو ببعضٍ من خجلْ

ونريد مجدًا والظلام يحيطنا

المجد يُصنع بالعزيمة لا الكسلْ

والله يمنح من يجد ويرتجي

أما البليد فذاك عنوان الفشلْ

http://www.alwaei.com/site/index.php/569/naby/54788/