أهل الخطوة
قصة الشيخ علي الخواص:[2]
يذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "الطبقات الكبرى المسماة بـ(لواقح الأنوار في طبقات الأخيار)" قصصاً عن كرامات شيخه وأستاذه علي الخواص فيقول عنه: "كان لايراه أحد قط يصلي الظهر في جماعة ولاغيرها، بل كان يرد باب حانوته وقت الأذان فيغيب ساعة ثم يخرج، فصادفوه في الجامع الأبيض بالرملة في فلسطين في صلاة الظهر. وأخبر الخادم في الجامع الأبيض أنه دائماً يصلي الظهر عندهم، وهذا يعني أنه كان من أهل الخطوة الذين تطوى لهم الأرض ليذهبوا أينما شاؤوا". وقد سأل الشيخ عبد الوهاب الشعراني أستاذه علي الخواص عن أحوال أهل الخطوة من المتصوفين الذين يظهر عنهم الخوارق مع عدم صلاتهم وصومهم، فقال: "ليس أحد من أولياء الله له عقل التكليف إلا وهو يصلي ويصوم ويقف على الحدود، ولكن هؤلاء لهم أماكن مخصصة يصلون فيها كجامع رملة وبيت المقدس (المسجد الأقصى) وجبل سد إسكندر (السد المذكور في القرآن) الذي بناه ذو القرنين وغيرها من الأماكن المشرفة أو التي انكسر خاطرها بين البقاع بقلة عبادة ربها فيها، فأرادوا جبر خاطرها وإكرامها بالصلاة، ومنهم جماعة يصلون بعض الصلاة في هذه الأماكن وبعضها في جماعة المساجد، وكان سيدي إبراهيم المتبولي يصلى الظهر دائماً في الجامع الأبيض بالرملة فكان علماء حارته ينكرون عليه ويقولون لأي شيء لا تصلي الظهر أبداً مع كونه فرضاً عليك كغيره من الصلوات الخمس فيسكت والله أعلم".
ويتعارض ذلك مع اختلاف مواقيت الصلاة من مكان لآخر، ففي الوقت الذي يؤذن فيه للصلاة في مصر تكون قد مرت قرابة الساعة على الصلاة في الرملة أو مكة.