اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4134 مكان: الديار المحروسة
|
إحراق المكتبة العربية بمكة المكرمة
محاولات الوهابية مستميتة لتغيير الخريطة الإسلامية وخاصة في مكة والمدينة ، وههنا سنتحدث عمّا فعلوه بمكة المكرمة لإخفاء آثار المسلمين ، والتي سقطت في أيديهم على يد الشيخ جون فيلبي كقائد للفلول الوهابية ، وبعد استسلام الملك علي بن الحسين للبحرية الإنجليزية وانتقاله إلى العراق عبر جدّة.
لقد قتل الكثير من الأبرياء في مكة وأكلوا الجيف والكلاب[36]، وإيماناً من أحفاد شلمان قرقوزي وأتباعه بعدم جدوى هدم الكعبة المشرفة والمسجد الحرام[37] ؛ فقد اتجهوا لأسلوب أمثل وهو تشويه التاريخ عبر الجغرافيا ، فاتجهت أنظارهم لتشويه الملامح ، عبر القضاء على كل أثر إسلامي سوى البيت الحرام في مكة المكرمة فتم تدميره ، وكان لا بد من تم تصفية الجانب الفكري فهو أهم جوانب حياة الأمة ؛ فاتجهوا لأهم مركز إسلامي لحفظ الوثائق ، ومكتبة من أنفس مكتبات الأرض قاطبة وهي المكتبة العربية في مكة المكرمة فتم إحراقها !!
ما الذي تحويه المكتبة ؟
لقد كانت هذه المنارة أكثر وأكبر من مكتبة بالمعنى الحرفي ؛ إذ كانت تحوي ستين ألفاً (60,000) من الكتب النادرة ، وحوالي أربعين ألف (40,000) مخطوطة ، بعضها مما أملاه النبي r ، وبعضها كتبه الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ، ومنها ما هو مكتوب على جلود الغزلان والعظام والألواح الخشبية والرقم الفخارية والطينية ، كما كانت المكتبة تشكل في جانب منها متحفاً يحتوي على مجموعة من آثار ما قبل الإسلام وبعده.[38]
لقد ذهب كل هذا أدراج الرياح ، فأخبرني من فعل مثل هذا عبر التاريخ الإسلامي[39] ؟
بذهاب هذه المكتبة ذهبت كثير من المخطوطات النادرة ، والآثار الإسلامية التي لم ير المسلمون مكاناً أئمن لحفظها من مكة المكرمة فنقلوها إليها من كل حدب وصقع ، فما كان من الجيش الذي لا يجيد حتى القراءة إلا أن ألقمها النار!
إن هذا التصرف الدنيء ليبرهن على مدى عداء هؤلاء للإسلام ، ومحاولتهم اليائسة لطمس معالمه ، وهو تصرف ما يزال الوهابية يمارسونه بأشكال مختلفة ، فهم يحرقون كتب المسلمين التي ترد إلى بلادهم ، ولا تناسب أهواءهم ، ومن أراد أن يرى طرفاً من ذلك فعليه بملاحظة فرقهم المتخصصة في مصادرة كتب المسلمين في المطارات أثناء قدومهم لأداء فريضة الحج ، ومن ذلك تزويرهم لكتب المسلمين حيث يقدمون على أمهات الكتب الإسلامية فيعيدون طباعتها ، فيحذفون منها ويزيدون ، بل ويتجرءون على أئمة المذاهب الأربعة فيحرفون كلامهم ليتناسب وعقيدتهم عقيدة التجسيم ، وقد فضحهم علماء الأمة فبيَّنوا سرقاتهم وتحريفهم ، ومن أراد الإطلاع على شيء من ذلك فعليه بمطالعة مؤلفات العلامة حسن بن علي السقَّاف ، ومن حوادثهم الأخيرة - التي نقلها إلينا من يوثق خبره - أن عمِدَ أحدهم إلى مُغافلة أمين مكتبة إحدى أعرق الجامعات الأردنية عام 1417هـ ، فتخلَّف في المكتبة طول الليل يُقطِّع أوراق الكتب التي لا تتناسب مع أهوائهم الوهابية ، حتى إذا أصبح عليه الصباح اختلط بزوار المكتبة ، وخرج مخلفاً آثاره السيئة بالمكتبة ، وهذا من المضحكات المبكيات فتضحك لسخافة عقول هؤلاء وكأنهم لا يدركون أن نسخاً أخرى كثيرة من تلك الكتب لا تستطيع أن تدركها أيديهم العابثة ، وتبكي في الوقت ذاته لوجود أمثال هؤلاء السخفاء ينهشون في جسد الأمة بل في قلبها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|