موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 07, 2007 7:33 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد إمام النبيين و خاتم المرسلين و على آله الطيبين الطاهرين حق قدره و مقداره العظيم

[/align]

يقول الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي(رحمه الله تعالى) في مقدمة كتاب" الباهر في حكم النبي صلى الله عليه و سلم بالباطن والظاهر":

ثبت في "الصحيحين" وغيرهما من حديث ابن عباس, عن أبي بن كعب رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قصة اجتماع موسى بالخضر عليهما السلام, وما وقع للخضر من قتل الغلام وإنكار موسى عليه, وأن الخضر قال له: يا موسى, إني على علم من علم الله سبحانه علّمنيه الله, لا ينبغي لك أن تعلمه, وأنت على علم من علم الله علّمكه الله سبحانه وتعالى, لا ينبغي لي أن أعلمه.

قال الشيخ سراج الدين البلقيني: "هذا قد يُشكِل, فإن العلم المذكور في الجهتين, كيف لا ينبغي علمه؟.



قال: وجواب هذا, حمل العلم على تنفيذه, والمعنى: لا ينبغي لك أن تعلمه لتعمل به, لأن العمل به مناف لمقتضى الشرع, ولا ينبغي لي أن أعلمه فأعمل بمقتضاه, لأنه مناف لمقتضى الحقيقة.

قال: فعلى هذا, لا يجوز للولي التابع للنبي صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على حقيقة, أن ينفذ ذلك على مقتضى الحقيقة, وإنما عليه أن ينقذ الحكم الظاهر" انتهى.



وقال الإمام العلامة أحد من وصف بالاجتهاد, كمال الدين الزملكاني الشافعي في كتابه المسمى "تحقيق الأولى من أهل الرفيق الأعلى": "ومن المعقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل في ذاته, وأكمل في دعوته, وأكمل في معاده, وهذه خصال الشرف.

أما أنه أكمل في ذاته: فلأن كل مقام وكل خصلة اختص بها نبي, فهو فيها أتم وأكمل. فنبوته أتم وأكمل ورسالته, وله الخلة مع المحبة, وله الكلام مع الرؤية, وله الاصطفاء والقرب والدنو, وحسن الخَلْق والخُلُقِ, وكمال العصمة مع المغفرة, وهو الأولى والمتبع.

فإن نظرت في مقامات العرب, فهو مخصوص من كل مقام بالقسم الأوفى, وإن نظرت في طهارة الأخلاق وكريم الأعراق, فهو أتم وأكمل.

وقد بعث ليتم مكارم الأخلاق, وبعث من خير القرون وأطهر البيوت, فإنه المصطفى المختار من ولد إسماعيل عليه السلام. وإمام الهدى والعبادات, فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وقد قال الله سبحانه وتعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} فأمره بهداهم. فكل ما كان هدى لهم, فاقتداؤه به واجب, وهو معصوم من ترك الواجب, فقد أتى بكل هدى لكل نبي قبله, فاجتمع فيه ما تفرق فيهم.

وقد أخذ عليهم الميثاق بالإيمان به وبتبعيته, ولهذا تقدم عليهم وصلى بهم, فهو إمام الأنبياء كلهم, وناهيك بذلك شرفا وفضلا.

وأما أنه أكمل في دعوته: فإن شريعته ناسخة لشرائعهم, ودعوته عامة لهم ولأتباعهم. فهو إمام وهم المؤتمون, وهو المتبوع وهم التابعون.

ومعجزاته أتم, لأنه ما من معجزة لنبي إلا وله مثلها وأتم في بابها, واختص بمعجزات ليست لغيره. وكتابه أشرف الكتب وأكملها. فهو المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولا ينسخه شيء. ومعجزاته باقية على التأبيد, منها القرآن, ومنها ما يظهر أولا فأولا إلى آخر الزمان.

وأما أنه أكمل في معاده: فإنه يومئذ صاحب لواء الحمد الذي يأوي تحته الأنبياء عليهم السلام, وهوة قائدهم وشافعهم, وأول شافع, وأول مشفّع, وصاحب المقام المحمود, وأكثرهم تابعا يوم القيامة.

وأما درجته في الجنة دار الجزاء: فهي أعلى الدرجات, فإنه صاحب الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة, لا ينالها إلا هو صلى الله عليه وسلم, وأمته أفضل الأمم, وهم الشافعون المشفعون, وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون.

وهو الرحمة للعالمين, المرفوع الذكر مع رب السماوات والأرضين. صاحب الحوض الروي والكوثر, أمته الشهداء على الأمم يوم الحشر. لا تفنى مناقبه وفضائله, ولا يدرك من ذلك أوائله وأواخره.

ثم قال بيانا وإيضاحا:
قد ذكرنا أن جميع معجزات الأنبياء, لنبينا مثلها أو أتم. وذكرنا ذلك إجمالا, وتفصيله بتمامه يستدعي بيان كل المعجزات التي تقدمت لكل الأنبياء, وحصر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ومقابلة كل فرد بمثله. وهذا يقتضي وضع كتاب مستقل, ولكن لا بد من تفصيل إجمالي يوضح ما ذكرناه.

وبيانه بمقدمتين:
إحداهما:



أنه قد تقرر في علم أصول الدين؛ أن مذهب أهل السنة إثبات كرامات الأولياء, وكل معجزة لنبي, تجوز أن تقع كرامة لولي, ولم يقع في أمة من الأمم ما وقع في هذه الأمة من الكرامات للأولياء من الصحابة والتابعين وغيرهم من بعدهم. ومن تأمل الكتب الموضوعة لذلك, وأخبار السلف الصالحين, وضح له ما ذكرناه.
والحق؛ أن كل كرامة حصلت لولي تابع لنبي, فهي منسوبة إلى ذلك النبي المتبوع ومضافة إليه, ومعجزة من معجزاته, لأنها إنما حصلت لذلك الولي بتبعيته لذلك النبي وإيمانه به,
وقبوله لما جاء به,
وعمله بشريعته, حتى لو فرضت مخالفته له,
لم يكن جعل تلك المخالفة سببا لحصول تلك الكرامة ولو جعلها ذلك الولي حجة على مخالفته لنبيه لأبطلنا كونها كرامة,

وألحقناها بالتمويهات والأحوال الشيطانية. فلا تحصل الكرامة للتابع إلا بتبعيته, ولأن الكرامة التي تحصل للولي, دليل على صحة ما هو عليه, مما أوجب له حصول تلك الكرامة، وهو شريعة ذلك الرسول, فكرامته دليل على صدق نبيه في دعواه.



ولا نعني بالمعجزة إلا الأمر الخارق الدال على صدق المدعي للنبوة. ولا يرد هذا على قولهم في حد المعجزة: أنه أمر خارق للعادة, مقرون بالتحدي, وكرامات الأولياء ليست مقرونة بتحدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا تكون داخلة في معجزاته.
لأنا نقول: معنى قولهم في حد المعجزة: أنه المقرون بالتحدي, أن يكون واقعا في زمن التحدي دليلا على الصدق, لا أنه يشترط في كل معجز أن يذكر دعوى النبوة عند وقوعه, لانعقاد الإجماع على عدِّ كثير من الخوارق التي صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم معجزات له, مع أنه لم يذكر الدعوى عند وقوعها. بل اكتفى في كونها مقرونة بالتحدي.

وأيضا فكثير من معجزاته صلى الله عليه وسلم ظهرت بعد موته, وسيظهر مما أخبر به من المغيِّبات مما يقع في آخر الزمان, مثل نزول سيدنا عيسى ابن مريم وغيره, ولم يخرجها وقوعها بعد موته عن أن تكون معجزات له صلى الله عليه وسلم, لدلالتها على صدقه, ولقيام دعوته إلى يوم القيامة.

وكرامات الأولياء في هذه الأمة من هذا الباب, فإنها دالة على صدقه صلى الله عليه وسلم واقعة في زمن دعوته, فهي معجزة له في الحقيقة.



المقدمة الثانية: أن كل معجزة تقدمت لنبي من لدن آدم إلى زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة له أيضا, ودليل على صدقه. لأن الأنبياء بشروا به قومهم, وأعلموهم بعموم دعوته.
وقد قال سبحانه وتعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه, قال أأقررتم وأخذتم على ذالكم إصري, قالوا أقررنا, قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}.
فقد أخذ الله ميثاقه على الأنبياء عليهم السلام بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصره, وجعله رسولا إليهم في قوله: { ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه}.
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "لو كان موسى حيا, لما وسعه إلا اتباعي". دليل على ذلك.

وكذلك نزول عيسى ابن مريم مؤيدا لشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم عاملا بها, مصليا خلف إمامنا. فكان معجزة كل نبي دليلا على صدقه في كل ما ادعاه وأخبر به, ودعا قومه إلى الإيمان به: نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ونسخ شرائعهم بشريعته. فمعجزات كل نبي دليل على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم, فهي معجزة له أيضا.

ولا يشترط في المعجزات أن تكون صادرة على يد مدعي النبوة لنفسه عند دعواه. بل قد تصدر خوارق تدل على صدق نبي سيظهر. كالإرهاصات التي وقعت في زمن الفترة, والأحوال التي ظهرت عند ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم, ونشأته إلى أن أوحي إليه.

فهاتان المقدمتان, توضح لك ما ذكرناه من سعة معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وكثرتها. وتبين لك أن معجزات غيره له. فكيف لا يكون ما يأتي به هو أتم وأكمل وأحسن. انتهى كلام الزملكاني.


وفي كتاب "السيف المسلول على من سب الرسول صلى الله عليه وسلم" للشيخ تقي الدين السبكي: "سأل أبو داود احمد بن حنبل عن حديث أبى بكر لما أغضبه ذلك الرجل, فقال له أبو برزة: ألا أقتله يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا, ليست لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال أحمد: لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلا إلا بإحدى الثلاث التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفر بعد إيمان, وزنا بعد إحصان, وقتل نفس بغير نفس". والنبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل بغير الثلاثة.
فذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم, بمعنى: أن له أن يأمر بقتل من لا يعلم الناس سببا يبيح دمه, وعلى الناس أن يطيعوه في ذلك, لأنه لا يأمر إلا بما أمر الله به.
وهاتان الخصيصتان ليستا لغيره صلى الله عليه وسلم, وبعد موته انسد باب الخصيصة الثانية. وأما الأولى وهي: قتل من أغضبه, فلم ينسد, فتقوم الأئمة بعده مقامه في استيفائه.
وقال الشيخ تقي الدين السبكي: ما فعله الخضر من قتله الغلام لكونه طبع كافرا, فهو مخصوص بذلك, لأن المعلوم من الشريعة: أنه لا يجوز قتل صغير لا سيما بين أبوين مؤمنين.
ولو فرضنا أن بعض الأولياء أطلعه الله سبحانه على حال صبي كما أطلع الخضر, لم يجز قتله على ما تقتضيه الشريعة.
وإن كان قد ورد عن ابن عباس, لما كتب نجدة الحروري إليه يسأله عن قتله الصبيان, فكتب إليه ابن عباس: إن كنت الخضر تعرف المؤمن من الكافر, فاقتلهم.
وإنما قصد ابن عباس بذلك دفع محاجة نجدة, وإحالته على شيء لا يمكن, وقطع طمعه عن الاحتجاج بقضية الخضر عليه السلام.
وليس مقصوده أنه أن حصل ذلك, يجوز القتل, فهذا مما لا تقتضيه الشريعة. لأن الكفر ليس بحاصل الآن, بل فيما بعد, فكيف يقتل بسبب لم يحصل؟
والقطع بأن المولود لا يوصف بكفر حقيقي ولا إيمان حقيقي. وإنما تحمل قصة الخضر, على أن ذلك كان شرعا له مستقلا عند من يرى أن الخضر نبي. انتهى كلام السبكي.





[align=center]و صلي اللهم على خير من طلعت عليه الشمس وغربت ، سيدنا محمد من انشق له القمر وناح له جذع النخلة و من عرج لسدرة المنتهى
وعلى آله الطيبين الطاهرين حق قدره و مقداره العظيم
و ار ض اللهم عن صحابته أجمعين و عن التابعين و تابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
[/align]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط