المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وتسعة من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :
( لما سئل عن قوله صلوات الله وسلامه عليه :
وجعلت قرة عيني في الصلاة ؟ هل ذلك خاص بالنبي
صلى الله عليه وسلم أم لغيره منه شرب ونصيب ؟
فأجاب أن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود )
قرة العين كناية عن شدة الفرح , لأن بكاء الفرح دمعه بارد
والقر : بالضم هو البرد , يقال في الدعاء أقر الله عينك :
أي أفرحك حتى تبرد عينك بدموع الفرح
ومضمن كلام الشيخ في جوابه أن قرة العين في الصلاة متفاوتة
على قدر التفاوت في المعرفة والشهود
والمعرفة على قدر التخلية والتحلية , فمعرفته عليه الصلاة
والسلام لا يوازيها معرفة , وشهوده عليه الصلاة والسلام
لايقرب منه شهود , لكن قد تحصل المشاركة فى مطلق
الشهود من حيث هو وتكون القرة على قدره
فإذا لورثته عليه الصلاة والسلام قسط ونصيب من قرة
العين , على قدر صفاء مشربهم وتفرغ قلوبهم وأسرارهم
فالعلماء ورثة الأنبياء , فمن جملة ما ورثوه قسط من قرة
العين في الصلاة , ولذلك كانوا يغيبون فيها ويجدون من
العنيم واللذة فيها ما تعجز عنه العبارة
وقد كان منهم من يقطع الليل كله في ركعة , ويختم القرآن
في كل ليلة , فلولا ما كانوا يجدون من حلاوة المناجاة
ما دامت لهم تلك الحالة
ويفهم هذا من قول الشيخ في الجواب :
إن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود
فأتى بعبارة عامة تصدق بكل من له نصيب من الشهود
لكن قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم لا يوازيها قرة
عين أحد , وكذلك الأنبياء عليهم السلام بعد النبي صلى
الله عليه وسلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً