|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
الإخوة الأحباب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليقا على ما ذكرته الأخت الفاضلة / سلافة .. فيما يتعلق بأحداث الفتنة التى وقعت فى خلافة سيدنا على كرم الله وجهه ... اسمحوا لى أن أقول :
قبل أى شئ لابد من تأصيل بعض الأصول , وفهمها فهما معتدلا قويما :
أولا : سيدنا على رضى الله عنه وكرم الله وجهه هو الخليفة الراشد الرابع , الهادى المهدى , صاحب الوقت , وخليفة زمانه .
ثانيا : السيدة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضى الله عنها , زوجة حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وحبيبته فى الدنيا والآخرة .
ثالثا : سيدنا الزبير بن العوام رضى الله عنه , صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وحواريه وناصره .
رابعا : سيدنا طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه , صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
خامسا : كل من قاتل سيدنا على رضى الله عنه وكرم الله وجهه من هؤلاء الرهط والصحاب الأجلاء .. فهو مخطئ متأول .. واسمع لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماذا قال فيما يخص سيدنا على كرم الله وجهه , و السيدة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضى الله عنها .
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن أم سلمة قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : ( انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ) ، ثم التفت الى علي فقال : ( ان وليت من أمرها شيئا فارفق بها ) .
وأخرج أحمد والبزار والطبراني ، عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (انه سيكون بينك وبين عائشة أمر فإذا كان ذلك فارددها الى مأمنها).
واسمع لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماذا قال فيما يخص سيدنا على كرم الله وجهه , وسيدنا الزبير بن العوام رضى الله عنه , صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وحواريه وناصره
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن أبي الاسود قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا ، فقال له علي: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تقاتله وأنت له ظالم) فقال: لم أذكر ثم مضى الزبير منصرفا.
وأخرج أبو يعلى والحاكم والبيهقي وابو نعيم ، عن أبي جروة المازني قال : سمعت عليا يقول للزبير: نشدتك بالله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انك تقاتلني وأنت ظالم لي ؟ قال: بلى، ولكن نسيت.
وأخرج الحاكم ، عن قيس قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتحبه) فقلت: وما يمنعني، فقال: ( أما انك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم ) قال: فرجع الزبير.
وقد كانت نية هؤلاء الرهط – فيما يظنون – هى الإصلاح .. كما روى أبو يعلى وابن حبان عن قيس بن أبي حازم عن أنس رضي الله عنه قال : بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلا فنبحت الكلاب عليها، فقالت: أي ماء هذا ؟ قالوا: الحوأب، فوقفت وقالت: ما أظنني الا راجعة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ذات يوم : (كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب ؟) فقال الزبير رضي الله عنه : لا ترجعين عسى أن يصلح الله بك بين الناس.
وما حدث بينهم يسمى – كما علمنا السيد المبجل الدكتور محمود صبيح – قتال الأولياء .
سادسا : أما معاوية بن أبى سفيان .. وهو صحابى من مسلمة الفتح – أى أسلم متأخرا بعد فتح مكة – سكت عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وقد علم ما يكون بينه وبين سيدنا على كرم الله وجهه , فالأدب السكوت عنه , وعدم سبه أو لعنه ...
مع العلم أن الحق كل الحق مع سيدنا على كرم الله وجهه , ولو كانت مشيئة الله أن نكون فى زمانه .. لكنا فى صف وجيش سيدنا على كرم الله وجهه .
سابعا : أما ولاية بنى أمية .. وبداية معركة صفين .. وقتال أهل الشام ومعهم معاوية وبقية البيت الأموى ... فهو خروج وبغى وعدوان على خليفة الله , وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الراشد سيدنا على رضى الله عنه وكرم الله وجهه .
بدليل قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمار بن ياسر .. الذى كان فى جيش ونصرة سيدنا على كرم الله وجهه .. ( ويح عمار .. تقتله الفئة الباغية ) .. ولاتعليق على مناورات ومحاورات الأمويين فى كلامهم على هذا الحديث .
و أيضا .. فإنه بانتهاء ولاية السيد الجليل الصالح المصلح مولانا الحسن بن على بن أبى طالب – ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته – أقول :
بانتهاء هذه الولاية بعد أبيه رضى الله عنهما ... تنتهى الخلافة الراشدة ... ويبدأ الملك الجبرى ... يعنى أن تدخل الأمة فى نظام ملكى , وولاية عهد ... تفرض على الناس قهرا – كولاية يزيد الخمر الفاسق – وتسلب الأمة حقها فى الاختيار ... وعاصفة هوجاء عمياء مجرمة من التعدى على حرم وحريم سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
راجع معى فى ذاكرة التاريخ .. مقتل واستشهاد مولانا الحسين عليه السلام ... موقعة الحرة وغزو مدينة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وما فيها من أمور يندى لذكرها الجبين ... ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق .. وحرقها .. وترويع الآمنين فى بيت الله الحرام
يا سادة ... الحق أبلج ... والباطل لجلج ... نحن ندور مع كتاب الله تعالى .. وفى ركب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وفى صف وجيش ونصرة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وتوقير الصحابة الأجلاء .
فلينظر كل إنسان مع من هو الآن ... ومع من سيحشر غدا
اللهم احشرنا فى زمرة وصحبة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ومعية أهل بيت رسول الله الكرام الأطهار البررة .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
