بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراَ سيدى الشريف الدكتور محمود السيد صبيح وربنا ميحرمناش من حضرتك فى الدنيا والآخرة .
أقوال بعض العلماء فى الحقنة الوريدية : فقه الصيام دراسة فقهيه مقارنة ــ الدكتور حسين عبد المجيد حسين أبو العلا ــ الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بأسيوط ــ جامعة الأزهر 1 / 267، 268
أما بالنسبة للحقن التى تؤخذ من طريق الأوردة أو الجلد وما يماثل ذلك فقد تحدث عنها بعض العلماء أذكر من بينهم الشيخ محمود شلتوت وفضيلة الشيخ محمد نجيب المطيعى وفضيلة الشيخ محمد محمود خطاب السبكى . أولاَ ما قاله الشيخ محمود شلتوت تحت عنوان ( الحقن كلها لا تفطر ) : وإذا كان من محظور الصوم الأكل والشرب وحقيقتها دخول شىء من الحلق إلى المعدة , والمعدة هى محل الطعام والشراب من الإنسان وقالوا إنها كالحوصلة للطائر والكرش للحيوان , كان المبطل للصوم ما دخل فيها بخصوصها سواء كان مغذياَ أم غير مغذ ولابد أن يكون فى المنفذ المعتاد ومن أجل هذا فما دخل فى الجوف ولكن لم يصل إليها لا يفسد الصوم فالحقنة الشرجية يدخل بها الماء فى الجوف ولكن لا يصل إليها فلا تفطر, والحقن الجلدية أو العرقية يسرى أثرها فى العروق ولا تدخل محل الطعام والشراب فلا تفطر, نعم قد يحدث بعضها نشاطاَ فى الجسم وقوة عامة ولكن لا تدفع جوعاَ ولا عطشاَ ومن هنا لا تأخذ حكم الأكل أو الشراب وإن أدت شيئاَ من مهمته . انتهى
وقال الشيخ محمد نجيب المطيعى تحت عنوان ( الرد على من قال الحقنة لا تفطر ) : إن الطعام يلتقم عن طريق الفم بالمضغ إلى مرحلة الهضم الأولى بخلطه بعصارة الفم أى : اللعاب ليسهل بلعه ثم يصل إلى المعدة عن طريق المرىء بما يحدثه من حركة القبض والبسط وبعد ذلك يحدث هضم شبه كلى ثم ينزل إلى الإثنى عشر فتفرز الكبد صفراءها لإتمام عملية الهضم النهائى ثم يحدث إمتصاص فى الأمعاء الدقيقة وهذه الأمعاء تنتشر حولها الأوردة المستقبلة للأشياء التى هضمها فيصل إلى الوريد السفلى الحامل للدم إلى الكبد ، وفى الكبد تتم عملية تنقيته من المواد السامة والفاسدة ثم يندفع حتى يصل إلى القلب ليدفع به إلى الرئتين ليرجع إلى القلب مرة أخرى حاملاَ معها الأوكسجين ليتخلص الدم من ثانى أكسيد الكربون هذا هو الطعام إذا ثبت هذا فإن حقنة الجلوكوز والفيتامين أو غيرها من التى تعطى فى الوريد أو العضل على اختلاف فى السرعة بين الطريقتين تصل مع الدم المراد تنقيته إلى القلب لكى يدفعه إلى الرئتين فينقى من ثانى أكسيد الكربون باستبداله بالأوكسجين الناجم عن عملية التنفس الذى لا محيص عنه ثم يرجع الدم مرة أخرى إلى القلب لكى يعاود توزيعه إلى جميع أجزاء الجسم لامداده بالطاقة والقوة وتكوين الخلايا وتجديدها كما يفعل الطعام سواء بسواء ويمكن للإنسان إذا تكاملت فى الحقن عناصر كافية من السكريات والبروتينات أن يعيش مستغنياَ بذلك عن الطعام وعلى هذا تكون الحقنة العضلية والعرقية والجلدية سواء كانت للتداوى أو التقوية مفطرة للصائم مفسدة للصوم لأنها تؤدى وظيفة الطعام وتؤدى وظيفة الإستدواء من الفم بل هى أبلغ وأسرع وأكثر تأثيراَ فى دفع المرض والهزل الناجم عن الجوع وما أتى ذلك من فوائد الطعام والدواء حتى المعدة نفسها تتجدد خلاياها وتشفى أمراضها . انتهى
وقال الشيخ محمد محمود خطاب السبكى " تباح للصائم حقن الدواء ونحوه فى العروق ولا يفطر به كالكحل لأنه يصل به إلى الجوف بواسطة المسام لا من منفذ مفتوح . انتهى
الرأى المختار : وبعد فإن الناظر إلى ما تقدم يرى أن أقوال الفقهاء تعددت تجاه حكم الحقنة للصائم وليس هناك دليل قاطع يفصل فى القضية فالأمر فى ذلك راجع إلى الاجتهاد ولذا فإننى أرى أن الحكم على الحقنة يكون على النحو التالى :
1 ـ الحقنة الشرجية التي تؤخذ عن طريق الدبر مفسدة للصوم وموجبة للقضاء فقط دون الكفارة بشرط أن يمسك الصائم بقية يومه وألا يمكن تأجيلها لليل وذلك لأن الشرج منفذ موصل للجوف وآخذ الحقنة لا يتأكد من عدم وصول الماء إلى جوفه .
2ـ الحقنة المغذية كحقن الجلوكوز والفيتامينات مفسدة للصوم أيضا وموجبة للقضاء دون الكفارة وذلك لأنها وإن لم يصل شئ منها إلى الجوف إلا أنه يمكن الإستغناء بها عن الطعام والشراب لأيام كثيرة فتنزل منزلة الطعام والشراب .
3ـ الحقنة التي أعدت للتداوي فقط كحقنة النوفالجين لتسكين الآلام وغيرها من الدواء لا تفسد الصوم ولا توجب شيئا على الصائم لأنه لا يصل منها شئ إلى الجوف ولا تغني عن طعام أو شراب .
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|