اليوم الثالث والعشرين: الظاهر بيبرس
السلطان الممولوكي الظاهر بيبرس البندقداري قائد المعركة الفاصلة في التاريخ الإسلامي والعالمي عين جالوت سنة 658هـ
من ألقابه: الأسد الضاري – ركن الدنيا والدين – صاحب الوقائع الهائلة مع الصليبين والتتار.
كان الظاهر بيبرس يعظم مشايخ الصوفية ويتبرك بهم , ويبرز في طليعة هؤلاء السيد البدوي وأخوه الشريف حسن.
يقول ابن العماد في شذرات الذهب: (( أنه بوصول السيد البدوي إلى مصر قادماً من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه))
وأنتسب الظاهر بيبرس إلى طريقته , وفي لقاء وقع له مع أخيه الأكبر الشريف حسن قال له : (( سألتك بالله إلا ما أخذت عليَّ العهد إني عندك ومريدك , فكاشفه بإمارات خفية, وجعل الظاهر يقبل قدميه))
والذي لعب دوراً هاماً في حياة الظاهر بيبرس هو الشيخ خضر الكردي العدوي وكان السلطان يستشيره في أموره ولا يخرج عما يشير به وهو الذي أخبر السلطان أنه سوف يتسلطن.
وبعد فتح بيت المقدس زار السلطان قبور الأنبياء والصحابة والصالحين المدفونين هناك.
وذكر ابن كثير : ((أنه جدد قبة الخليل عليه السلام وبنى على قبرموسى عليه السلام قبة ومسجداً ووقف عليه وقفاً وبنى على قبر أبي عبيدة رضي الله عنه مشهداً ووقف عليه أشياء للواردين إليه وجدد قبر جعفر الطيار ووقف على الزائرين له شيئاً كثيراً وجدد مشهد زين العابدين)).
وقد توجه إلى الحج وغسل الكعبة بيده وحمل الماء في القرب على كتفه وكل من رمى إليه إحراماً غسله له بما ينصب من الكعبة الشريفة, ويرميه إلى صاحبه وبعد عودته إلى دمشق تصدق بعشرة آلاف إردب قمح للقفراء والمساكين وأرباب الزوايا.
ويحكي ابن الفوطي أن الظاهر بيبرس قال : (( رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل وصولي إلى السلطنة وقد قلدني سيفاً ثم رآه قبل وفاته فقال له أعطني الوديعة فأعاد إليه السيف فأخذه صلى الله عليه وآله وسلم وتُوفّي بعد ذلك بأيام)).