موقع د. محمود صبيح

لم تندمج جماعة الاخوان الضالة ابدا فى المجتمع المصرى منذ تأسيسها ، نعم كان البنا يجوب القرى والمدن لكن ذلك لم يكن بقصد الاندماج فى المجتمع والنهوض به وإصلاح عيوبه ، ولكنه تم بقصد الحشد للإخوان واستخلاص من يصلح من المجتمع لدخول التنظيم ، وبإنشاء النظام الخاص للإخوان ترسخت تماما عقيدة انفصال الجماعة عن المجتمع والدولة فكرا واعتقادا وتخطيطا . لقد كان للإخوان دائماً منذ نشأتهم وحتى الان الجيتو الخاص بهم ، فلا يدخل عليهم إلا من كان منهم ولا يندمج فيهم إلا من يحصل على خاتم اللياقة الإخوانية ، وهذا السلوك الشاذ يختلف بالكلية عن بديهيات الدعوة الى الله والتى من شأنها قبول كل من يسأل عن الطريق الى الله دونما قيد او شرط ًوهو ما نراه جليا فى سلوك كثير من الطرق الصوفية التى ترحب بكل طارق لها وأفساح المجال له دون سؤاله حتى عن اسمه وقصده من الدخول عليهم .. لقد تخلق الاخوان بأخلاق يهود فأصبح لهم جيتو خاص بهم . وحرص التنظيم على تنشئة أعضائه على عدم الانفتاح على المجتمع الا بالقدر الذى يحقق مصالح التنظيم الاقتصادية والسياسية وغيرهما ، وإمعانا فى سيطرة التنظيم على أعضائه حدد لهم ما يقرأ من الكتب ومالا يقرأ ، حتى انه فى الكتاب الواحد يقال لهم اقرأ كذا ولا تقرأ كذا !! ولم يكن لتنظيم كهذا ان يترك لأعضائه حرية العمل وإنشاء الروابط الأسرية والاجتماعية فعمد الى ان تكون روابط العمل والتكسب ذات صبغة إخوانية ، فهذا يعمل فى شركة فلان الاخوانى ، والمريض الاخوانى يراجع الطبيب الإخواني ، وتجار التجزئة الاخوان يعتمدون على تاجر جملة اخواني وهو بدوره يدور فى فلك شركة إخوانية .. الخ .. حتى الزواج نفسه لم يسلم من توجيه التنظيم الذى خلق ثقافة ان نساء الاخوان افضل من غيرهن وان الزواج منهن دليل على تأصل العقيدة الاخوانية فى النفوس ، وتطور الامر حتى اصبح زواج الاخ من الأخت الاخوانية من اسباب التصعيد فى التنظيم ، والعكس صحيح ... وبذلك اغلق التنظيم الدائرة على أعضائه وحال بينهم وبين مجتمعهم ، وكان من نتيجة ذلك ان الفرد الإخواني الِف التقوقع على اخوانه دون غيرهم وأصبح يستشعر الغربة فى البعد عنهم ، وقلما تجد الإخواني حاضرا فى مجتمعات الأهل والزملاء الا اداء لواجب لا مفر منه او لمصلحة لا فكاك منها . وانتهى الامر بالفرد الإخواني الى ان اصبح مجرد اداة إخوانية تملأ وتفرغ بما يريده التنظيم ، لقد انكفأ الإخواني على تنظيمه حتى بات يظن ان التنظيم هو الاسلام وان أقوال البنا والمرشدين من بعده هى القول الفصل ، وان فتاوى القرضاوى هي الشريعة ، لقد اصبح الاخوان يعتقدون انهم هم المسلمين الحقيقيين وان من عداهم اما كافر او مسخ إسلامي .. وبعد كل هذا تجد من يقول لك : على الدولة ان تدمج الاخوان فى المجتمع والعمل السياسي !!
كيف يندمج فى وطن من يكفر اي اياً بفكرة الوطن!!
وكيف يندمج فى نظام سياسي لدولة من يسعى الى اسقاط الدولة ذاتها !!
وكيف يندمج فى المجتمع من تشكل وأمضى حياته فى الجيتو الخاص !!
إن من يتبنون دعوة اندماج الخوان هم اما خوان لم ينكشف سترهم ، او مصابون بفيروس الخوان ومآلهم دخول جيتو الاخوان ، واما انهم حسنى النية لدرجة البلاهة ..
الحقيقة المؤلمة هى ان الخوان داء خطير ، فإما ان نستأصله ليسلم الجسد ، واما ان نتركه على حاله وساعتها قول على الجسد السلام .

هم مثل "الجيتو" تماما
بارك الله فيكم زبارك الله فى من يستأصل الحنظل

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

استاذي واخي الفاضل ابو بكر
احسنت تسليط الضوء عليهم
يشبهون كثيرا سلوك الماسونيين في تعاملهم مع بعضهم البعض ومع المجتمع
هم كذلك لهم مدارسهم وحضاناتهم وجامعاتهم ومشافيهم وجمعياتهم
الانكى من كل هذا وذاك هو استغلالهم المساجد
في الماسونية يوجد تصنيف العميان الصغار فلا يدرك كنه المسونية من كان بهذه الرتبة حتى يتورط ولا مخلص له من ورطته الا من ورطه فيها وهم الاساتذة
في المنظمة موضوع البحث الصغار كذلك يبدؤون ككشافة وما الى ذلك ولا يستطيع انتقاد اي شئ فكل شئ يراه سمته اسلامية حتى يتورط يصبح التنظيم الرئة التي يتنفس منها
ان كان ذو نبوغ وهمة صار في الاعلين والا تابعا لهم يتنفس من خلالهم
بارك الله بك استاذي واخي الفاضل واحسنت التشخيص

_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب

إضافتكم قيمة اخى المفضال أ/ ابو الحسن الطيب .. جزاكم الله خير يا أستاذنا

وَبَارِكْ الله لكما اخوي الكريمين ( حامد الديب / ابو الحسن الطيب )