اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm مشاركات: 5435
|
الغيبـة
قال الله تعالى : { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ٌ} الحجرات12
وقيل : دُعى إبراهيم بن أدهم إلى دعوة فحضر فذكروا رجلاً لم يأتهم فقالوا إنه ثقيل فقال إبراهيم : إنما فعل بى هذا نفسى حيث حضرت موضعاً يُغتاب فيه الناس فخرج ولم يأكل ثلاثة أيام . وذُكرت الغيبة عند ابن المبارك فقال : لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدىّ لأنهما أحقّ بحسناتى .
وقال يحيى بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال إن لم تنفعه فلا تضرّه ، وإن لم تسرّه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه .
وقيل للحسن البصرى : إن فلاناً اغتابك فبعث إليه طبق حلواء ، وقال : بلغنى أنك أهديت إلىّ حسناتك فكافأتك .
ويحكى الجنيد فيقول : كنت جالساً فى مسجد الشونيزية أنتظر جنازة أصلى عليها وأهل بغداد على طبقاتهم جلوس ينتظرون الجنازة ، فرأيت فقيراً عليه أثر النسك يسأل الناس فقلت فى نفسى لو عمل هذا عملاً يصون به نفسه كان أجمل به . فلما انصرفت إلى منزلى وكان لى شىء من الورد بالليل حتى البكاء والصلاة وغير ذلك فثقل علىّ جميع أورادى فسهرت وأنا قاعد فغلبتنى عيناى فرأيت ذلك الفقير جاءوا به على خوان ممدود ، وقالوا لى كُلْ لحمه فقد اغتبته ، وكشف لى عن الحال فقلت : ما اغتبته إنما قلت فى نفسى شيئاً . فقيل لى : ما أنت ممن يُرضى منك بمثله اذهب فاستحله . فأصبحت ولم أزل أتردّد حتى رأيته فى موضع يلتقط من المـاء عند تزايد الماء أوراقاً من البقل مما تساقط من غسل البقل فسلمت عليه ، فقال : يا أبا القاسم تعود . فقلت : لا . فقال : غفر الله تعالى لنا ولك .
|
|