موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: معتصر المختصر في ترجمة الشيخ الأكبر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 17, 2007 8:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صل على طلعة الذات المطلسم والغيث المطمطم والكمال المكتم لاهوت الجمال وناسوت الوصال وطلعة الحق هوية إنسان الأزل في نشر من لم يزل من أقمت به نواسيت الفرق إلى طريق الحق فصل اللهم به منه فيه عليه وسلم تسليما..
أما بعد فهذه ترجمة مفيدة للشيخ الأكبر العالم العامل محيي الدين محمد بن العربي رضي الله عنه وأرجو الله سبحانه أن تكون هذه الترجمة من أفضل الترجمات وأن تكون سبباً للدفاع عنه رضي الله عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
..
نسبه رضي الله عنه:
هو الشيخ الأكبر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم أخي عدي بن حاتم أحد صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كنيته ولقبه رضي الله عنه:
يكنى رضي الله عنه بأبي بكر ويلقب بمحيي الدين.
مكان وتاريخ مولده رضي الله عنه:
ولد رضي الله عنه بمدينة مرسية بالأندلس يوم الإثنين السابع عشر من رمضان لسنة 560هجرياً أي ما يوافق الثامن والعشرون من يوليو لسنة 1165ميلادياً فكان ميلاده رضي الله عنه يوافق غزوة بدر وكانت هذه أول كرامة للشيخ رضي الله عنه.
نشأته رضي الله عنه:
لقد نشأ الشيخ الأكبر في بيت يسوده التقى والورع فلقد كان والده إماماً من أئمة الفقه والحديث،أما جده فقد كان أحد قضاة الأندلس وعلمائها، وانتقل والد الإمام إلى إشبيليه وكان حاكمها في ذلك الوقت السلطان محمد بن سعد،وفي هذه المدينة نشأ الإمام حيث دفع به والده إلى عميد الفقهاء أبي بكر بن أخلف ليتعلم القراءات السبع ويجيدها قبل أن يتم العاشرة من عمره ،وكان رضي الله عنه أولاً من الموقعين عند بعض ملوك المغرب ثم أنه طرقه طارق من الله عزوجل فخرج في البراري على وجهه إلى أن نزل في قبر فمكث فيه مدة ثم خرج من القبر يتكلم بهذه العلوم التي نقلت عنه ولم يزل سائحاً في الأرض يقيم في كل بلد بحسب الإذن ثم يرحل منها ويخلف ما ألفه من الكتب فيها...
شيوخه رضي الله عنه:
1-[في علم القراءات]
الشيخ أبو بكر بن أخلف اللخمي، الشيخ أبو الحسن شريح بن محمد، الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن غالب الشراط، قاضي مدينة فاس أبو محمد عبد الله البازلي، القاضي أبو بكر محمد بن أحمد أبي حمزة، القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن دربون...
2-[في علم الحديث والرواية]
المحدث عبد الحق الإشبيلي، الشيخ عبد الصمد بن محمد، الشيخ يونس بن يحيى الهاشمي، الشيخ زاهد بن رستم الأصفهاني، الشيخ نصر بن أبي الفتوح الحصري، الشيخ سالم بن رزق الله الإفريقي، الشيخ أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني،...
3-[في فقه السادة المالكية]
القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن دربون ، الشيخ محمد أبو الوليد بن أحمد بن سبيل...
4-[في رواية السيرة العطرة]
الشيخ أبو زيد السهيلي صاحب الروض الأنف.،...
5-[في علم التصوف]
الشيخ محمد بن محمد البكري، الشيخ أبو طاهر السلفي، الشيخ أبو عبد الله الغزال، الشيخ علي بن عبد الله بن جامع،...
6-[في التاريخ والتراجم]
الحافظ ابن عساكر ، الشيخ ابن الجوزي الحنبلي،...
إجازاته رضي الله عنه:
1- أجازه قاضي فاس أبو محمد عبد الله البازلي إجازة عامة.
2- أجازه القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي حمزة إجازة عامة.
3- أجازه الشيخ عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني إجازة عامة.
4- أجازه الشيخ زاهد بن رستم الإصفهاني إمام المقام بالحرم إجازة عامة.
5- أجازه الشيخ نصر بن أبي الفتوح بن عمر الحصري إمام مقام الحنابلة بالحرم إجازة عامة.
6- أجازه الشيخ سالم بن رزق الله الإفريقي إجازة عامة.
7- أجازه الشيخ أبو عبد الله العزي الفاخري إجازة عامة.
8- أجازه الشيخ أبو الوابل بن العربي إجازة عامة.
9- أجازه الشيخ محمد بن محمد بن محمد البكري إجازة عامة.
10- أجازه الشيخ أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني إجازة عامة.
11- أجازه الشيخ أبو الطاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم إجازة عامة.
12- أجازه الشيخ أبو طاهر السلفي الإصبهاني إجازة عامة.
13- أجازه الشيخ جابر بن أيوب الحضرمي إجازة عامة.
14- أجازه الحافظ ابن عساكر إجازة عامة.
15- أجازه الشيخ محمد بن إسماعيل بن محمد القزويني إجازة عامة.
وغيرهم الكثير والكثير...
مؤلفاته رضي الله عنه:
1-[ في علم التفسير]
له تفسير مطول يسمى الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل[64مجلد وانتقل الشيخ ولم يكماه ووصل فيه إلى الآية إذ قال موسى لفتاه لا أبرح...]، تفسير مختصر بإسمه في مجلدين.
2-[في علم الحديث]
إختصار البخاري، إختصار مسلم،إختصار الترمذي، المصباح في الجمع بين الصحاح، الإحتفال فيما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سني الأحوال، مكافأة الأنوار فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى من الأخبار ، كنز الأبرار فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأدعية والأذكار، العوالي في أسانيد الحديث،...
3-[في علم الفقه]
المجلى في مختصر المحلى،...
4-[ في السيرة العطرة]
له إختصار في السيرة العطرة.
5-[في علوم التصوف]
الجذوة المقتبسة والخطرة المختلسة، مفتاح السعادة في معرفة الدخول إلى طريق الإرادة، المثلثات الواردة في القرآن العظيم، الأجوبة عن المسائل المنصورة ، متابعة القطب ، مناهج الإرتقا إلى إفتضاض أبكار النقا بجنان اللقا (يحتوي على 3ألآف مقام) ، كنه مالا بد للمريد منه، المحكم في المحكم وآذان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخلاف في آداب الملأ الأعلى، كشف الغين، سر أسماء الله الحسنى شفاء العليل في إيضاح السبيل، عقلة المستوفز، جلاء القلوب، التحقيق في الكشف عن سر الصديق، الإعلام بإشارات أهل الأوهام، الإفهام في شرح الأعلام، السراج الوهاج في شرح كلام الحلاج، نتائج الأفكار وحدائق الأزهار، الميزان في حقيقة الإنسان، المحجة البيضاء ، الأربعين المتقابلة، الأحاديث الأربعين في الطوال العين، التدبيرات الإلهية في إصلاح المحاكمة الإنسانية، تعشق النفس بالجسم ، إنزال الغيوب على سائر القلوب، أسرار قلوب العارفين، مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية، الخلاء، المنهج السديد في شرح الخلاء، أنس المنقطعين، الموعظة الحسنة، البغية، الدرة الفاخرة في ذكر من انتفعت به فس طريق الآخرة من إنسان وحيوان ونبات ومعدن، المبادئ والغايات فيما لحروف المعجم من الآيات ، مواقع النجوم، الإنزالات، الموجود ، حلية الأبدال، أنوار الفجر، الفتوحات المكية(وطباعته الموجودة الآن بها تحريف)، تاج التراجم، الفحوص ، الرصوص ، الشواهد، القطب والإمامين، روح القدس ، التنزلات الموصلية،إشارات القرآن في العالم والإنسان، القسم الإلهي، الأقسام الإلهية، الجمال والجلال، المقنع في إيضاح السهل الممتنع، شروط أهل الطريق، الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار، عنقاء مغرب، عقائد أهل علم الكلام، الإيجاد والكون، الرسائل، الإشارات في الأسرار الألهيات والكتابات، الحجة، إنشاء الجداول والدوائر، الإعلاق في مكارم الأخلاق، روضة العاشقين، الميم والواو والنون، ديوان المعارف الإلهية، المبشرات، الرحلة، الأحدية، الهوية الرحمية، الجامع(الجلالة العظيمة)، المجد، الديمومية، الجود، القيومية، الإحسان، الفلك والسعادة، الحكمة، العزة، الأزل، النون، الإبداع، الخلق والأمر، القدم، الصادر والوارد،الملك، الواردو الواردات، القدس، الحياة، العلم، المشتبه، الفهوانية، الرقم، العين، المياه، ركن المدائن، المبادئ، الزلفة، الرقيم، الدعاء، الإجابة، الرمز، الرتبة، البقاء، القدرة، الحكم والشرائع، الغيب، مفاتيح الغيب، الخزائن العلمية، الرياح اللواقح، الريح العقيم، الكنز، التدبير والتفصيل، اللذة والألم، الحق، الحمد، المؤمن والمسلم والمحسن، القدر، الشأن، الوجود، التحويل، الوحي، الإنسان، التركيب، المعراج، الروايح والأنفاس، الملل، الأرواح، النحل، البرزخ، الحسن، القسطاس، القلم، اللوح، التحفة والطرفة، المعرفة، الأعراف، زيادة كبد الحوت، الإسفار في نتائج الأسفار، الأحجار المتفجرة والمتشققة والهابطة، الجبال، الطبق، النمل، العرش، مراتب الكشف، الأبيض، الكرسي، الفلك المشحون، الهبا، الجسم، الزمان، المكان، الحركة، العالم، الآباء العلويات والأمهات السفليات، النجم والشجر،سجود القلب، الرسالة والنبوة والمعرفة والولاية، الغايات التسعة عشر، الجنة، النار، الحضرة، المناظرة بين الإنسان الكامل، التفضيل بين الملك والبشر، المبشرات الكبرى، الأولين، العبادة، النصائح(ما يعول عليه)، إيجاز اللسان في الترجمة عن القرآن، شرح الأسماء، الذخائر والأعلاق، النكاح المطلق، اللوامع، الطوالع، اللوائح، الاسم والرسم، الفصل والوصل، مراتب العلوم، الوهب، انتقاش النور، النحل، الوجد، الطالب والمجذوب، الأدب، الحال، الشريعة والحقيقة، التحكم والشطح، المخلوق، الإفراد وذوو الأعداد، الملامتية، الخوف والرجاء، القبض والبسط، الهيبة والأنس، اللسانين، الفناء والبقاء، الغيبة والحضور، الصحو والسكر، التجليات، القرب والبعد،المحو والإثبات، الخواطر، الرياضة والتجلي، المحق والسحق،....
وغير ذلك الكثير والكثير،،،.
ثناء العلماء عليه رضي الله عنه:
قال شيخ الإسلام النبهاني في جامع كرامات الأولياء مانصه: وقد أثنى عليه الثناء الجميل أئمة العلماء والعارفين من ساداتنا الصوفية وغيرهم من أكابر العلماء العاملين من أهل المذاهب الأربعة وأطال الكلام في ذلك الإمام الشعراني في اليواقيت والجواهر ونقل كلام كثيرين منهم بأبلغ العبارات وألف في الثناء عليه أيضاً في كثير من كتبه وكذلك سيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري فمما قاله في كتابه "السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد": وممن أثنى على هذا الإمام الموصوف بأنه خاتم الولاية الخاصة المحمدية وبدرها التمام شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث الأفخر وسماه رضي الله عنه بالشيخ الأكبر ثم نقل الثناء عليه عن الشهاب السهروردي والعز بن عبد السلام وشيخ الإسلام زكريا وابن حجر الهيتمي والحافظ السيوطي قال:إنه ألف رسالة سماها" تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي"، وسيدي علي بن ميمون قال:إنه ألف رسالة في مدحه والثناء عليه والحط على المنكرين وأثنى عليه الجلال الدواني والسيد عبد القادر العيدروس في النور السافر وابن كمال باشا ونجم الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس ونقل عباراتهم ثم قال:وأشبع الرد على المنكرين شيخنا الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه "الرد المتين على منتقص العارف محيي الدين" ...
وقال الشيخ أبو بكر عبد الرحمن مخيون في تقديم له لكتاب رد المتشابه إلى المحكم لابن عربي ما نصه: وجاء في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني وبهامشه كتابه الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر ...."وكان رضي الله عنه متقيداً بالكتاب والسنة ويقول كل من رمى بميزان الشريعة من يده لحظة هلك وسيأتي قوله وكل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك وهذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة وجميع مالم يفهمه الناس من كلامه إنما هو لعلو مراقيه وجميع ما عارض من كلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه كما أخبرني بذلك سيدي الشيخ أبو الطاهر المغربي نزيل مكة المشرفة ثم أخرج لي نسخة الفتوحات التي قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه في مدينة قونية فلم أر فيها شيئاً مما كنت توقفت فيه وحذفته حين اختصرت الفتوحات...
وقد دس الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائغة ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الإعتقاد لافتتنوا بما وجدوه تحت وسادته....وكذلك دسوا على الإمام الغزالي عدة مسائل في كتاب الإحياء وظفر القاضي عياض بنسخة من تلك النسخ فأمر بأحراقها وكذلك دسوا علي أنا في كتابي المسمى بالبحر المورود جملة من العقائد الزائغة وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين وأنا برئ منها كما بينت ذلك في خطبة الكتاب لما غيرتها وكان العلماء كتبوا عليه وأجازوه فما سكنت الفتنة حتى أرسلت إليهم النسخة التي عليها خطوطهم ... إذا علمت ذلك فيحتمل أن الحسدة دسوا على الشيخ في كتبه كما دسوا في كتبي أنا فإنه أمر قد شاهدته عن أهل عصري في حقي الله يغفر لنا....
قال الشيخ مخيون "وأما من أثنى على الشيخ من العلماء ومدح مؤلفاته فقد كان الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي صاحب كتاب القاموس في اللغة يقول لم يبلغنا عن أحد من القوم أنه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغه الشيخ محيي الدين أبداً...وكان يعتقده غاية الأعتقاد وينكر على من أنكر ويقول لم يزل الناس منكبين على الأعتقاد في الشيخ وعلى كتابة مؤلفاته نحل الذهب في حياته وبعد وفاته إلى أن أراد الله ماأراد من انتصاب شخص من اليمن اسمه جمال الدين بن الخياط فكتب مسائل في درج وأرسلها إلى العلماء ببلاد الإسلام وقال هذه عقائد الشيخ محيي الدين بن العربي وذكر فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإجماع المسلمين فكتب العلماء على ذلك بحسب السؤال وشنعوا على من يعتقد ذلك من غير تثبت والشيخ عن ذلك كله بمعزل..."
وقال(أي مجد الدين) والذي أقوله وأتحققه وأدين الله تعالى به أن الشيخ محيي الدين كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً وإمام التحقيق حقيقةً ورسماً ومحيي علوم العارفين فعلاً واسماً إذا تغلغل فكر المرء في طرف من مجده غرقت فيه خواطره لأنه بحر لا تكدره الدلاء وسحاب لا يتقاصى عنه الأنواء ، كانت دعواته تخرق السبع الطباق وتغترف بركاته فتملأ الآفاق وهو يقيناً فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أنني ما أنصفته:
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وما علي إذا ماقلت معتقدي=دع الجهول يظن الجهل عدوانا
والله والله والله العظيم ومن=أقامه حجة للدين برهانا
إن الذي قلت نعض من مناقبه=مازدت إلا لعلي زدت نقصانا
[/poet]
وقال (أي مجد الدين): وأما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما وضع الواضعون مثلها ومن خصائصها: ما واظب أحد على مطالعتها إلا وتصدر لحل المشكلات في الدين ومعضلات مسائله وهذا الشأن لا يوجد في كتب غيره أبداً.
قال الشيخ مخيون:وممن أثنى عليه أيضاً كمال الدين الزملكاني رحمه الله تعالى وكان من أجل علماء الشام وكذلك الشيخ قطب الدين الحموي وقيل له لما رجع من الشام إلى بلاده كيف وجدت الشيخ محيي الدين؟ فقال وجدته في العلم والزهد والمعارف بحراً زخراً لا ساحل له وممن أثنى عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي في تاريخ علماء مصر وقال: من أراد أن ينظر إلى كلام أهل العلوم اللدنية فلينظر في كتب الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله.
وسئل الحافظ الذهبي عن قول الشيخ محيي الدين في كتابه الفصوص أنه ما صنعه إلا بإذن من الحضرة النبوية. فقال الحافظ" ما أظن أن مثل هذا الشيخ محيي الدين يكذب أصلاً، مع أن الحافظ الذهبي كان من أشد المنكرين على الشيخ وعلى طائفته الصوفية هو وابن تيمية.
وممن أثنى عليه أيضاً الشيخ قطب الدين الشيرازي وكان يقول أن الشيخ محيي الدين كان كاملاً في العلوم الشرعية والحقيقية ولا يقدح فيه إلا من لم يفهم ولم يؤمن به.
وكان الشيخ مؤيد الدين الخجندي يقول ما سمعنا بأحد من أهل الطريق اطلع على ما اطلع عليه الشيخ محيي الدين وكذلك كان يقول الشيخ شهاب الدسن السهروردي والشيخ كمال الدين الكاشي وقال فيه:أنه الكامل المحقق صاحب الكمالات والكرامات، مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا من أشد الناس إنكاراً على من يخالف ظاهر الشر يعة.
وممن أثنى عليه الشيخ فخر الدين الرازي وقال كان الشيخ محيي الدين ولياً عظيماً.
وسئل الإمام النووي عن الشيخ محيي الدين بن عربي قال: تلك أمة قد خلت ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسئ الظن بأحد من أولياء الله عزوجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق.
وقال في شرح المهذب ثم إذا أول فليؤول كلامهم إلى سبعين وجهاً ولا نقبل عنه تأويلاً واحداً ما ذاك إلا تعنت ، قلت (أي الشيخ مخيون):وقد صنف الشيخ سراج الدين المخزومي كتاباً في الرد عن الشيخ محيي الدين وقال: كيف يسوغ لأحد من أمثالنا الإنكار على مالم يفهمه من كلامه في الفتوحات وغيرها؟ وقد وقف على ما فيها نحو من ألف عالم وتلقوها بالقبول ، قال وقد شرح كتابه الفصوص جماعة من الأعلام الشافعية وغيرهم منهم الشيخ بدر الدين بن جماعة. انتهى باختصار
وقال شيخ الإسلام النبهاني في شواهد الحق:" وسئل الإمام ابن حجر(الهيتمي) أيضاً ما حكم مطالعة كتب الشيخ محيي الدين بن عربي؟ فأجاب بقوله الذي آثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الذين يستسقى بهم الغيث وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات أن الشيخ محيي الدين بن عربي من أولياء الله تعالى العارفين ومن العلماء العاملين وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى وإمام لا يغالط ولا يمارى وأنه أروع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة حتى إنه مكث ثلاثة أشهر على وضوء واحد وقس على ذلك ما هو من سوابقه ولواحقه ووقع لي ما هو أعظم من ذلك ومنه أنه لنا صنف كتابه الفتوحات المكية وضعه على ظهر الكعبة ورقاً من غير وقاية عليه فمكث على ظهرها سنة لم يمسه مطر ولا أخذ منه الريح ورقة واحدة مع كثرة الرياح والأمطار بمكة فحفظ الله كتابه هذا من هذين الضدين دليل أي دليل وعلامة أي علامة على أمه تعالى قبل منه ذلك الكتاب وأثابه عليه وحمد تصنيفه له فلا ينبغي التعرض للإنكار عليه فإنه السم القاتل لوقته كما شاهدناه وجربناه في أناس حق عليهم المقت وسوء العقاب ما أوجب لهم التعرض لهذا الإمام العارف بالإنكار حتى استؤصل شأفتهم وقطع دابرهم فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم فمعاذاً بالله من أحوالهم وتضرعاً إليه بالسلامة من أقوالهم.... انتهى

ثناء علماء العصر الحديث عليه رضي الله عنه:
قال الشيخ الكامل صالح الجعفري رضي الله عنه في فتاويه عندما سأله سائل حول كتب سيدي محيي الدين بن العربي؟ فقال رضي الله عنه:" ابن عربي الطائي رحمة الله عليه ورضي عنه من أكابر الصوفية وأكابر العلماء يقفون عند كلامه فإن كنت من أكابر الصوفية فأقرأ كتبه وإن لم تكن منهم فلا تقرأها وكما يقولون إن الذي تعلم العوم في الترعة يغرق في البحر فلا تدخل المحيط فكتب ابن عربي يقرؤها الناس الذين يمكنهم العوم في المحيطات وابن عربي من أولياء الله تعالى."
وقال شيخ الإسلام شيخ الجامع الأزهر ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبد الحليم محمود الحسيني في كتابه " المدرسة الشاذلية" مانصه: إن المنطق الصحيح ألا يفتي المهندس في أبحاث الأطباء وألا يحكم الأديب باعتباره أديباً في أعمال المهندسين ومن العدالة على هذا الوضع ألا يحكم على هذه القمم الشامخة ابن عربي، الحلاج، ابن الفارض،من لم يبلغ مداهم أو يقاربه لقد قيل مرة لأحد شيوخنا الصالحين الأجلاء إن فلاناً ينتقد ابن عربي في المجلات فقال رضوان الله عليه وهل من حق الخنافس أن تحكم على أعمال الأسد؟ إن الخنافس لا تحكم على أعمال السباع وليس من حقها أن تتحدث فيما تفعله السباع ومنطقها دائماً منطق الخنافس ، أما الإمام اليافعي رضوان الله عليه فإنه يقول عن خصوم سيدنا محيي الدين إن حكمهم حكم ناموسة على جبل تريد إزالته من مكانه وتذهب الريح بأمم من الناموس وتبقى الجبال شو امخ راسيات بها تثبت الأرض وبها يحفظ ميزان الدنيا . والرأي الذي لا يتأتى غيره من المنصف الرأي الحق هو ما قاله الإمام الشعراني عن الصوفية عامة وعن سيدنا محيي الدين خاصة" ولعمري إن عباد الأوثان لم يجرءوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله بل قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فكيف يظن بأولياء الله أن يدعوا الإتحاد بالحق سبحانه وتعالى هذا محال في حقهم رضوان الله عليهم " فلابد أن يبلغ الإنسان المستوى ويقارب المستوى وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين باغوا المستوى أو قاربوه رضي الله عن سيدنا محيي الدين ورضي الله عن الحلاج وعن ابن الفارض ونفعنا بهم وبكتبهم.
وذكر الإمام في نفس الكتاب عند ترجمته للشيخ عبد الواحد يحيي ( رنييه جينو) وعلاقته بالشيخ عبد الحق (شمبرينو) والشيخ عبد الهادي( إيفان جوستاف) وعلاقتهم بالشيخ عبد الرحمن عليش والأمير عبد القادر الجزائري الذي كرس ماله لطباعة الطبعة الأولى من الفتوحات ودفن بجوار الشيخ الأكبر وحكاية مجلة الطريق ومجلة المعرفة ومجلة النادي وتكوين جمعية الأكبرية بإيطاليا الدولة التي بها أكبر كنيسة كاثولوكية في العالم والتي تعمل على نشر الإسلام من خلال كتب الشيخ الأكبر ومجلة قناع إيزيس وعلاقة الأستاذ شون بها ...
ولي هنا تساؤل أسأله إلى المتنطعون (محب الدين) كيف لرجل منتقل تعتقدون بكفره يكون له تأثير من خلال كتبه على كل هؤلاء المستشرقين فيجعلهم يضربون بالدنيا عرض الحائط و يشهرون إسلامهم؟؟ أليست هذه كرامة للشيخ ؟ فاللهم زده كرامة وزد الوهابية خنلً وجهلاً وفسوقاً.
ويقول الدكتور مصطفي محمود الحسيني(صاحب برنامج العلم والإيمان) وهو من السادة النقشبندية، يقول عن الشيخ الأكبر " قرأت لمشايخ أفاضل ولكتاب إسلاميين هجوماً على ابن عربي وعلى فكره وشطحه وفي يقيني أن الرجل عظيم ولا شك وهو قمة في فكره وصوفيته والذين هاجموه لهم عذرهم فهو بحر متلاطم يغرق فيه الملاح وتغوص فيه العقول فتخرج بالدر أوتهلك ولا يكو ن لها نجاة وكتب الرجل هي للخاصة وخاصة الخاصة وهي زاد الخائفين والمحبين والعاشقين والمشغولين برنهم والأولوف الذين يدخلون الإسلام من الأوروبيين بابهم الوحيد إلى الإسلام هو ابن عربي لأنه يلتقي مع روحهم الصوفية ونظرية ابن عربي عن العدم والأعيان الثابتة في العدم هي من أعمق ما كتب..
وقال الدكتور أيضاً الذي يهاجم ابن عربي يجب أن يكون نداً له قد وصل إلى مقامه ودرجته في الولاية فإن لم يكن هكذا فليس له أن يدخل في هذا المجال.
وفي السبعينيات حين بدأت الهيئة القومية للكتاب في طبع كتاب الفتوحات وقف أحد أعضاء مجلس الشعب ممن يتوهمون العلم بالدين وطالب بوقف طباعة الكتاب لأن ابن عربي يجعل من الأسماء الإلهية آلهه لها تأثير في الكون ورد عليه الدكتور مصطفى محمود في مقالاته بجريدة الأهرام وشرح ما يقصده الشيخ الأكبر بتجليات الأسماء وقال بأسلوبه الخفيف الظل و تهكمه المحبب إلى كل القراء " ليست وظيفة عضو مجلس الشعب أن يتحدث عن ابن عربي الذي حارفيه أساتذة في جامعات الشرق والغرب أنفقوا حياتهم في دراسته ولم يفهموا حقيقته على هذا العضو ألا ينظر في الفتوحات بل ينظر في المجاري الطافحة وأكوام الزبالة في شوارع القاهرة ومداخلها ينظر في مشكلة طابونة تخبز العيش للجياع من الناس في شارع ملئ بالحفر والبالوعات المكشوفة....
وختامه مسك نختم بقول سيدنا ومولانا قامع البدعة وناصر السنة السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه والذي يترحم على ابن العربي في كتابه المهدي وصحابي مصر (المقدمة)، ويقطتف من كلماته في صفحة 111 ، ويقول في كتابه حتى لا تضيع الهوية الصوفية صفحة 115 " معظم الصوفية يقدرون الشيخ محي الدين بن العربي صاحب الفتوحات المكية وإن كان بعضهم يحرم النظر في كتبه وهو منه برئ ، بعض التيارات- والعياذ بالله- تكفر محيي الدين بن العربي ، أئمة كبار أثنوا عليه وأئمة آخرون توقفوا فيه وبعضهم أغلظ فيه القول وقد كتب في تبرئته الإمام السيوطي رسالة سماها تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي .....
ثم استدل الدكتور رضي الله عنه بما قاله ابن عربي في الفتوحات بخصوص الشيعة لعنهم الله ورؤيتهم في صورة خنازير وإثبات أن ابن عربي ليس بشيعي والعياذ بالله...

(راجع كتابي المهدي وحتى لا تضيع الهوية الصوفية لعالم العصر الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه.)
وللحديث بقية مع الجزء الثاني من هذه الترجمة،
والحمد لله رب العالمين.
:arrow:

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: الشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 18, 2007 7:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 21, 2007 6:35 pm
مشاركات: 335
مكان: مصر المحروسه
[CENTER][TABLE=width:70%;][CELL=filter:;][SIZE=18][COLOR=black][I][ALIGN=right]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأخ محب الدين الصوفى
بارك الله فيك

احب أن اضيف كرامه للشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى

أحد الصالحين أنه بعد جلسه مجلس الشعب التى أشرت اليها تم حل مجلس الشعب بعدها بأمر من الرئيس السادات رحمه الله ليعلم الجميع ان الله يدافع عن أوليائه في حياتهم و بعد وفاتهم. [/ALIGN][/B][/COLOR][/SIZE][/CELL][/TABLE][/CENTER]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 19, 2007 4:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
رحلات الشيخ محيي الدين رضي الله عنه:
توجه الشيخ الأكبر في سنة598هجرياً،1201ميلادياً إلى مكة المكرمة، وأقام فيها 3سنوات كتب خلالها ديوانه وكتاب الفتوحات، ثم ارتحل إلى الموصل سنة601هجرياً،1204ميلادياً ليأخذ الخرقة من الشيخ علي بن عبد الله بن جامع (والذي أخذها مباشرة من أبا العباس الخضر)، ثم يرتحل إلى القاهرة سنة603هجرياً،1206ميلادياً، ثم يرتحل إلى مكة المكرمة سنة 604هجرياً،1207ميلادياً،فيقيم بها 3سنين، ثم يرتحل إلى قونية بتركيا سنة607هجرياً،1210ميلادياً،ليتزوج بوالدة تلميذه صدر الدين القونيوي، ثم يرتحل إلى أرمينيا ومنها إلى شاطئ الفرات ثم إلى بغداد سنة 608هجرياً،1211ميلادياً، ثم يرجع إلى مكة المكرمة سنة611هجرياً،1214ميلادياً ثم يرتحل إلى حلب ومنها إلى دمشق.
من كرماته رضي الله عنه:
قال شيخ الإسلام النبهاني في جامعه:" أما كراماته رضي الله عنه فهي لا تعد ولا تحصى ولكن أذكر منها ما تيسر فمن ذلك أنه كان يكثر الجلوس في زاوية الغزالي بجامع دمشق وهي منتهى الجدار بين الشامي والغربي طلباً للتبرك بآثار الغزالي الذي هو حجة الإسلام فغاب المدرس يوماً والشيخ محيي الدين حاضر فقال الفقهاء ياسيدي:أذكر لنا درساً، وألحوا عليه فقال أنا مالكي المذهب لكن ما كان درسكم بالأمس فعينوا محلاً من كتاب الوسيط في الفقه للإمام الغزالي فذكر لهم الشيخ محيي الدين درساً يتلوه ويتكلم عليه بحيث أنهم قالوا لم نسمع بمثله.
وكان أيضاً قد صنف بمكة شرفها الله تعالى كتاب الفتوحات المكية ثم قدم إلى العراق فسألوه عنه فقال النسخة بمكة، فقالوا لا بد لنا منه، فأملاه عليهم من حفظه ثم حضرت النسخة فلم يكن بينهما فرق.
وقال الإمام الشعراني في الأجوبة المرضية وذكر الشيخ محيي الدين في باب الحج من الفتوحات المكية أن الكعبة كلمته وكذلك الحجر الأسود وأنها طافت به ثم تلمذت له وطلبت منه ترقيتها إلى مقامات في طريق القوم فرقاها لها وناشدها أشعاراً وناشدته،، فراجعه وحاشا أولياء الله أن يخبروا بخلاف الواقع والله أعلم.
وقال الإمام المناوي من كراماته أنه قال تلميذه الصدر القونوي الرومي: كان شيخنا ابن عربي متمكناً من الإجتماع بروح من شاء من الأنبياء والأولياء الماضين على ثلاثة أنحاء إن شاء استنزل روحانيته في هذا العالم وأدركه متجسداًفي صورة مثالية شبيهة بصورته الحسنة العنصرية التي كانت له في حياته الدنيا ، وإن شاء أحضره في نومه، وإن شاء انسلخ من هيكله واجتمع به.
وقال الإمام الشعراني: أخبرني أخي الشيخ الصالح الحاج أحمد الحلبي أنه كان له بيت يشرف على ضريح الشيخ محيي الدين فجاء شخص من المنكرين بعد صلاة العشاء بنار يريد أن يحرق تابوت الشيخ محيي الدين فخسف به دون القبر بتسعة أذرع فغاب في الأرض وأنا أنظر ففقده أهله من تلك الليلة فأخبرتهم بالقصة فجاءوا وحفروا فوجدوا رأسه فكلما حفروا نزل وغار في الأرض إلى أن عجزوا وردموا عليه التراب."
ولا ننسى استدراك سيدي المحمدي هدانا الله وإياه وحشرنا مع حبيبه صلى الله عليه وسلم وآله، فجزاك الله عنا خيراً يا سيدي...
من شعر الإمام الأكبر رضي الله عنه:
قال المقري في نفح الطيب " ومن كلام ابن عربي:[poet font="Simplified
Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يامن يراني ولا أراه= كم ذا أراه ولا يراني
[/poet]وقد سأله بعض إخوانه لما سمع هذا البيت كيف تقول أنه لا يراك وأنت تعلم أنه يراك.
فقال:[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يامن يراني مجرماً=ولا أراه أخذاً
كم ذا أراه منعماً=ولا يراني لائذا
[/poet]قال المقري: " من هذذ وشبهه نعلم أن كلام الشيخ رحمه الله مؤول وأنه لا يقصد ظاهره وإنما له محامل تليق به..
ثم قال :فأحسن به الظن ولا تنتقد بل اعتقد وللناس في هذا كلام كثير والتسليم أسلم والله سبحانه وتعالي بكلام أوليائه أعلم.
قلت (أي محب الدين): وقال الشيخ الأكبر رضي الله عنه في الفتوحات الجزء الثالث
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عقد الخلائق في الإله عقائداً=وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه

[/poet]فحرفت الوهابية نص البيت وقالوا في إحدى المجلات السافلة:
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عقد الخلائق في الإله عقائداً=وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
[/poet]فحذفوا شهدت وجعلوا بدلاً منها اعتقدت ليكفروه ... وهذا من تحريفهم في العصر الحديث ولكن هيهات هيهات يامن تحرفون الكلم عن مواضعه...
وفاته رضي الله عنه:
وفي ليلة الجمعة 28 من ربيع الآخر لسنة 638هجرياً الموافق 16 من نوفمبر لسنة 1240 ميلادياً انتقل الشيخ الأكبر بدمشق بعد أن عمر 11 يوم،و7 شهور،و77 سنة، بدار محيي الدين بن الزكي، ودفن يوم الجمعة بجبل قاسيون بتربة بني الزكي.
وختتم هذه الترجمة بقصيدة شيخ الإسلام النبهاني يمتدح بها الشيخ الأكبر رضي الله عنهما:
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يانسيماً سرى إلى قاسيونا=حي حبراً بسفحه مدفوناً
حي عني بالصالحية بحراً=ملأ الكون لؤلؤاً مكنونا
حي عني شمساًهنالك حيث=طبق الغرب نورها والصينا
هي تحت الثرى بجلق غابت=وعلا نورها لعليينا
ذلك الحاتمي مولاي محيي=الدين أكرم به إماما أمينا
فاز من فتح ربه بعلوم= عرفته الأكوان والتكوينا
كم حكى من علوم غيب بكشف=عن شهود لم يحكها تخمينا
كان فيها اليقين ظناًفلما=جاءها صير الظنون يقينا
رب قوم لم يعرفوه فعاشوا=عن سنا فضله المنير عمينا
مثل ناموسة تريدلنور الشمس=ستراعن أعين الناظرينا
كل فرد من كتبه خير كنز=بين أهليه لايزال مصونا
في فتوحاته الفتوح ومنها=كم ولي قد نال فتحا مبينا
غير أن الأبواب فيها انغلاق=ومفاتيحها هم العارفونا
إن تكن عارفا فبادر إليها=تلق فيها ما شئت دنيا ودينا
وإذا جئتها بغير دليل=عدت في شر صفقة مفتونا
ألف فن في كل سطر وزد=ما شئت عدا فلست تحصى الفنونا
هي ليست تأليف فكر ولكن=واردات للمتقين حبينا
أوماجاء واتقوا الله نصا=فاتقوه ياأيها المنكرونا
هكذا كذبوا بما لم يحيطوا=من قديم بعلمه الجاهلونا
أحمد الله أن حباني حبا=واعتقادا بسيد العارفينا
رضي الله والنبي وأهل الله=عنه ومن بهم يقتدونا
فاعتراض من بعد هذا عليه=ليس يرضى بفعله المؤمنونا
فاقصدوا قبره بكل احترام=واعتبار ياأيها الزائرونا
واستغيثوا به إلى الله وادعوا=ودعوا الفاسقين والمارقينا
فهو من خير معسر عرفوا الله=وكانوا لخلقه مرشدينا
كان ختما للأولياء تبيعا=بهداه لخاتم المرسلينا
سيد الخلق صفوة الحق من=كل البراياورحمة العالمينا
أفضل الأنبياء والرسل والأملاك=طرا ممدهم أجمعينا
من رضاه فيه رضا الله والسخط=لسخط الإله دام قرينا
فعليه يارب صل وسلم=واعف عنا واغفر لنا آمينا
[/poet]وختاما أدعوا الحق سبحانه وأتوسل إليه بحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعلنا من أهل الحق وينصر الحق بنا، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً، ظاهراً وباطنا،...
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد الفاتح الخاتم الشفيع الرؤوف الرحيم وعلى آله السادة المتقين،وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين..
تمت الترجمة والخير عمت ولله الحمد.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: فتوة الشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 28, 2007 9:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 21, 2007 6:35 pm
مشاركات: 335
مكان: مصر المحروسه
جاء رجل عالم لسيدى الشيخ الأكبر محيى الدين بن العربى يسأله:

ما هى الفتوة ؟

و ما هو الصبر؟

فوجد سيدنا محى الدين بن عربى مسجونا ,

فقال سيدى محيى الدين للرجل : لو سألت الله أن يفك عنى القيود لفكها , و لكن حتى الأن لم أسأله فهذا هو الصبر.

ثم دعا الله امامه أن يفك القيود ففكها ,

ثم قال له أما الفتوة فأحدثك عنها لاحقا.

فانصرف الرجل و فى الليل رأى فى نومه أن القيامة قد قامت و أن سيدنا محيى الدين بن العربى واقف بين يدى


الله عز و جل و الله يقول له " لقد غفرنا لمن أحبك"



فقال سيدنا محيى الدين "و لمن أبغضنى يا رب؟



قال الله و لمن أبغضك , ثم التفت سيدنا محى الدين الى العالم و قال له : هذه هى الفتوة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 01, 2007 6:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
سيدي المحمدي/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعتقد ياسيدي أن هذه الرواية التي ذكرتها عن الرجل السائل عن الصبر والفتوة، لم يسألها للشيخ الأكبر، وإنما وردت عن الإمام الحلاج رضي الله عنه...
وإن كان ما ذكرت صحيحاً فأطلعني على المصدر..، وجزاك الله عنا خيراً..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 02, 2007 1:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 27, 2007 5:04 pm
مشاركات: 147
مكان: الجزائر
[align=justify][align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد ولعى آله وصحبه وسلم.

قال الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه وأرضاه قال في الباب الرابع والخمسين من الفتوحات ما نصه: (اعلم أن أهل الله لم يضعوا الإِشارات التي اصطلحوا عليها فيما بينهم لأنفسهم، فإِنهم يعلمون الحق الصريح في ذلك، وإِنما وضعوها منعاً للدخيل بينهم، حتى لا يعرف ما هم فيه، شفقةً عليه أن يسمع شيئاً لم يصل إِليه فينكره على أهل الله، فيُعاقَبُ بحرمانه، فلا يناله بعد ذلك أبداً، قال: ومن أعجب الأشياء في هذه الطريق، بل لا يوجد إِلا فيها، أنه ما من طائفة تحمل علماً من المنطقيِّين والنحاة وأهل الهندسة والحساب والمتكلمين والفلاسفة؛ إِلا ولهم اصطلاح لا يعلمه الدخيل فيهم إِلا بتوقيف منهم، لابد من ذلك. إِلا أهل هذه الطريقة خاصة، فإِن المريد الصادق إِذا دخل طريقهم، وما عنده خبر بما اصطلحوا عليه، وجلس معهم، وسمع منهم ما يتكلمون به من الإِشارات، فَهِمَ جميع ما تكلموا به، حتى كأنه الواضع لذلك الاصطلاح، ويشاركهم في الخوض في ذلك العلم. ولا يستغرب هو ذلك من نفسه، بل يجد علم ذلك ضرورياً لا يقدر على دفعه، فكأنه ما زال يعلمه، ولا يدري كيف حصل له ذلك. هذا شأن المريد الصادق، وأما الكاذب فلا يعرف ما يسمع، ولا يدري ما يقرأ، ولم يزل علماء الظاهر في كل عصر يتُوقون في فهم كلام القوم. وناهيك بالإِمام أحمد بن سريج، حضر يوماً مجلس الجنيد، فقيل له: ما فهمتَ من كلامه؟ فقال: لا أدري ما يقول، ولكن أجد لكلامه صولة في القلب ظاهرة. تدل على عمل في الباطن وإِخلاص في الضمير، وليس كلامه كلام مبطل. ثم إِن القوم لا يتكلمون بالإِشارة إِلا عند حضور مَنْ ليس منهم، أو في تأليفهم لا غير.. ثم قال: ولا يخفى أن أصل الإِنكار من الأعداء المبطلين إِنما ينشأ من الحسد، ولو أن أولئك المنكرين تركوا الحسد، وسلكوا طريق أهل الله، لم يظهر منهم إِنكار ولا حسد، وازدادوا علماً إِلى علمهم. ولكن هكذا كان الأمر، ولا حول ولا قوة إِلا بالله العلي العظيم) [اليواقيت والجواهر للشعراني ص19]

قال الشيخ العالم العلامة صفي الدين حسين بن علي في رسالته بمن لقيهم من مشايخ ((رأيت في دمشق الشيخ الإمام الوحيد العالم العامل محي الدين ابن عربي وكان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم الكسبية وما وقر له من العلوم الوهبية ومنزلته شهيرة وتصانيفه كثيرة وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا لا يكترث بالوجود مقبلا كان أو معرضا وله أتباع علماء أرباب تواحيد وتصانيف وكان بينه وبين سيدي أبي العباس الحذاء إخاء ورفقة في السياحات))
وترجم له محب الدين ابن النجار في ذيله على تاريخ بغداد وأثنى عليه خيرا, والشيخ صلاح الدين الصفدي رحمه الله في تاريخه في علماء العصر ذكر هذا الحافظ العارف الشعراني في اليواقيت بعد أن أثنى على الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر ,وأثنى عليه الشيخ أبي العباس أحمد المقري في نفح الطيب, وقال بعد ذكر من أثنى عليه "وقد زرت قبره وتبركت به مرارا ورأيت لوائح الأنوار عليه ظاهرة ولا يحيد منصف محيد الإنكار ما يشاهد عند قبره من الأحوال الباهرة", وأثنى عليه الشيخ العلامة البحر الفهامة الجامع لعلوم الظاهر والباطن صاحب عوارف المعارف الشيخ العارف بالله السهروردي وقال إنه بحر الحقائق وكانت له معه جلسة مشهورة ,وكان يسميه شيخ السيوطي أبو محمد المغربي "مربي العارفين", وأثنى عليه عبد الرؤوف المناوي في "الجامع الصغير" ,وممن أثنى عليه أيضا العارف المجتهد مصطفى بكري في "سيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد" ونقل ثناء الكثير من العلماء عليه وأطنب في ذكر عبارتهم وإشاراتهم منهم الشيخ أبي مدين شعيب قطب زمانه كان يسميه "سلطان العارفين" وبه عرف بعد ذلك, وقد أثنى عليه صاحب القاموس المشهور ثناء عظيما في سؤال ورد عليه إلى أن قال: "وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أنى ما أنصفته:
وما علي إذا ما قلت معتقدي *** دع الجهول يظن الجهل عدوانا
والله والله والله العظـيم ومن *** أقامه حجة لله برهـــــانا
إن الذي قلت بعض من مناقبه *** ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا
ثم قال: "ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها انشرح صدره لفك المعضلات وحل المشكلات. أهـ" وهو حقيق بذلك.
أيضا منهم الشيخ العارف الصوفي صفي الدين أحمد القشاشي كذا الشيخ العارف بالله ابراهيم بن حسن الكوراني في "تنبيه العقول على تنزيه الصوفية عن اعتقاد التشبيه والعينية والإتحاد والحلول " وأيضا الشيخ العارف المحقق المدقق أحمد بن حجر الهيتمي قال"الشيخ محيى الدين بن عربي رحمه الله ورضي عنه إمام جمع بين العلم والعمل كما اتفق على ذلك من يعتد به كيف وقد ذكر بعض المنكرين في ترجمته أنه كان وصل لمرتبة الاجتهاد وحينئذ فإسلامه متيقن وكذلك علمه وعمله وزهادته وورعه ووصوله في الاجتهاد في العبادات إلى ما لم يصل إليه أكابر أهل الطريق فلا يجوز الإقدام على تنقيصه بمجرد التهور والتخيلات التي لا مستند لها يعتد به بل يستصحب ما علم من إسلامه وعلومه ومعارفه هذا ما يتعلق بذلك وأما الكتب المنسوبة له فالحق أنه واقع فيها ما ينكر ظاهره والمحققون من مشايخنا ومن قبلهم على تأويل تلك المشكلات فإنها جارية على اصطلاح القوم وليس المراد منها ظواهرها"
وممن تربوا على يديه كلا من
- سلطان العاشقين ابن الفارض صاحب التائية المشهورة والحقائق الزاخرة في المعمورة
- والشيخ العلامة صدر الدين القونوي ربيبه صاحب الحقائق وغيرهم وإنما ذكرنا المشهور منهم لكي لا يطول بنا البحث وللشيخ الكبر كم من مؤلف أكثر من 500كتاب من شرح ومتن ومطول وله كتاب التفسير الذي لم يكمله فوقف عند قوله تعالى ((وعلمنه من لدنا علما)) رضي الله عنه فقبض في آية تدل على مكانته ومنزلته رضي الله عنه وعنا به
أما ما نسبه له التيمية بأنه يقول بوحدة الوجود فهذا خطأ وعدم إنصاف في الرجل ,فالشيخ الأكبر ينفي عقيدة الحلول والوحدة المطلقة التي يفهمها التيمية, وما أظن أن أحدا من المسلمين يقول بهذه التفهات غير المقبولة شرعا وعقلا ,التي فهمها أصحاب الفكر الجامد, والأعجب هو نسبت القولين له ,وهذا مجرد محض افتراء لأن الحلول يناقض الإتحاد فكيف جاز لهذا المدعي أن يجمع بينهما؟؟..فهو إما جاهل بمصطلح الوحدة والحلول أو أنه يريد أن يلصق التهمة جبرا؟؟ والذي يعنيني في هذا الموضوع هو براءة الشيخ الأكبر عن مثل هذا المزلق العظيم القائل عنه هو نفسه في الفتوحات "ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد ومن قال بالحلول فدينه معلول " في كتاب الأسرار وقال في عقيدته الصغرى تعالى الحق ان تحله الحوادث أو يحلها )
أما قول من يقول إنه يلبس في عقيدته الصغرى ,وفي كتبه الأخرى يصرح بالوحدة, فهذا أيضا غير مقبول لأنه قال في عقيدته الوسطى أيضا ما يناقض ذلك : (اعلم أن الله تعالى واحد بالإجماع ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء أو يحل في شيء أو يتحد بشيء ), وقد يقول قائل حتى هنا هو يلبس, فالفتوحات لا تترك مجالا للشك, وقد مر ذكر نفي الإتحاد والحلول فيه, ومما يعضد النقل السابق قوله في الباب الثامن من الفتوحات (اعلم أنه ليس في أحد شيء من الله ولا يجوز ذلك بوجه من الوجوه ) وقال في باب الأسرار (لا يجوز لعارف أن يقول: (أنا الله) ولو بلغ أقصى درجات القرب وحاشا العارف من هذا وحاشاه إنما يقول: (أنا العبد الذليل في المسير والمقيل), وقال في باب المائة والتاسع والستين (القديم لا يكون قط محلا للحوادث ولا يكون حالا في المحدث وإنما الوجود الحادث والقديم مربوط ببعض ربط إضافة وحكم لا رابط وجود عين بعين فإن الرب لا يجتمع مع عبده في مرتبة واحدة ), فما بال هؤلاء يرمون الشيخ الأكبر مما هو بريء منه أفبعد كلام الشيخ الأكبر نفسه, هل بقي من الكلام شيء؟؟ ولكن تشكيك البعض ما يزال قائما عليه فلا بأس أن نذكر بعض العلماء الذين نزهوا الشيخ من التفوه بمثل هذا الكلام الغير مقبول شرعا ولا عقلا كما فهمه أصحابه
- قال الشيخ العارف عبد الوهاب الشعراني " جميع المواضع التي فيها شطح في كتبه-أي الشيخ الأكبر- مدسوسة عليه ولا سيما كتاب الفتوحات المكية فإنه وضعه حال كماله بيقين وقد فرغ من قبيل موته بنحو ثلاث سنين وبقرينة ما قاله في الفتوحات المكية في مواضع كثيرة من ان الشطح كله رعونة نفس ولا يصدر قط من محقق وبقرينة قوله أيضا في مواضع من أراد أن لا يضل فلا يرم ميزان الشريعة من يده طرفة عين بل يستصحبها ليلا ونهارا وعند كل قول وفعل واعتقاد " أهـ لطائف المنن "390" وقال في موضوع آخر "أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه عن الشيخ بدر الدين بن جماعة انه كان يقول : جميع ما في كتب الشيخ محي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء فهو مدسوس عليه وكذلك يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس في اللغة. "
- قال الشعراني "وكم من دس دسوه على الإمام أحمد و المجد الفيروز آبادي والغزالي في الإحياء وممن قال بأنهم دسوا عليه الشيخ الشعراني نفسه وكذلك دسوا علي أنا في كتابي المسمى ب" البحر المورود" جملة من العقائد الزائغة وأشعوها في مصر ومكة ثلاث سنين وأنا بريء منها أهـ
- الشيخ العلامة العارف بالله عبد الغني النابلسي في الرد المتين على منتقص العارف محي الدين".
- وممن شهد له أيضا بالعلم والتقوى والورع الشيخين الشعراني وابن عطاء فهما شاهدي عدل كما قال السيوطي في "تأييد الحقيقة العلية".
- الشيخ العلامة المحقق ابن عطاء الله السكندري.
- الشيخ العلامة كمال الدين الزملكاني وكان يثني عليه كثيرا.
- الشيخ العلامة عبد الله محمد بن سلامة التوزري المغربي.
- الشيخ نجم الدين الباهي الحنبلي.
- الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن يعقوب.
- الشيخ بدر الدين أحمد بن الشيخ شرف الدين محمد بن فخر الدين بن الصاحب بهاء الدين بن حنا المشهور.
- الصوفي الشيخ أبو ذر أحمد بن عبد الله العجمي.
- الشيخ ولي الدين محمد بن أحمد الملّوي.
- قاضي القضاة العلاّمة سراج الدين الهندي الحنفي أحد أئمة الحنفية، وقاضي القضاة بالديار المصرية له شرح لي
تائية ابن الفارض.
- الشيخ العارف شرف الدين البارزي.
- الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الصوفي.
- الشيخ المحدث العلامة شرف الدين الدمياطي.
- الشيخ العلامة الصلاح الصفدي.
- الشيخ العلامة ابن خلكان في ترجمته.
- الشيخ الأصولي النظار السبكي.
- الشيخ العلامة أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني.
- الشيخ العلامة الحافظ السخاوي تلميذ ابن حجر.
- الشيخ العلامة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
- اللغوي الأصولي الفيروز آبادي.
- مفتي دمشق حامد بن علي العمادي "قرة العين".
- الشيخ النجم الغازي في "الكواكب السائرة".
- الشيخ ابراهيم بن حسن الكوراني "تنبيه العقول" .
- الشيخ محمد المغربي الشاذلي شيخ السيوطي.
- العلامة الشيخ عفيف الدين أبو محمد عبد الله بن أسعد اليمني اليافعي في "الإرشاد والتطريز".
- الشيخ العلامة عبد الرؤوف المناوي شارح الجامع الصغير.
- المتفقه النظار سيدي مصطفى بن البكري.
- العلامة العارف بالله أحمد البكري.
- سيدي القطب الشيخ العارف بالله سيدي بومدين.
- شيخ الإسلام أحمد بن حجر الهيثمي.
- العلامة سراج الدين الحنفي.
- قاضي القضاة شمس الدين البساطي.
- العلامة الشيخ اللغوي السيوطي "تنبئة الغبي على تنزيه ابن عربي".
- الشيخ العارف إسماعيل الجبرتي.
- الشيخ العارف عبد الكريم الجيلي.
- الشيخ المحدث اللكنوي في الرفع والتكميل.
- الشيخ سيدي العلامة محمد بن جعفر الكتاني وأكثر من الثناء عليه في جلاء القلوب وترجم له ترجمة وافية في المقدمة فانظرها إن شئت.
- الشيخ سيدي العلامة الأمير عبد القادر الجزائري القادري الشاذلي وفي كتاب الموافق حل كل غريب وحل مصطلحات الشيخ الأكبر وأتى بكل عجيب.
- الشيخ العلامة محمد بن علوي المالكي.
- الشيخ العلامة محمد زاهد الكوثري
- الشيخ سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام كاشف الغطاء عن أسرار كلام الشيخ محي الدين".
- الشيخ مادح النبي صلى الله عليه وسلم بوصيري العصر يوسف النبهاني.
- الشيخ مفتي المالكية في مكة البرزنجي رحمه الله.
- والشيخ العلامة أحمد زيني الدحلان رحمه الله مفتي الشافعية.
- الشيخ العلامة الخالدي.
- الشيخ العلامة الفقيه الأمير أحمد أخو عبد القادر الصوفي رحمه الله.
- الشيخ ملا البوطي رحمه الله.
- الشيخ العلامة بعطوش.
- الشيخ الصوفي عبد القادر عيسى رحمه الله.
- الشيخ العلامة محمد بن مصطفي العلاوي الجزائري رحمه الله.
- الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله.
- شيخنا العلامة كمال نصر الدين حفظه الله.

وغيرهم الكثير .... فكل هؤلاء تلقوا كلامه وعرفوه ولم ينكروا على كلامه بل ردوا متشابه كلامه والمشكل ظاهره إلى محكمه أي إلى مواضع دلالات التنزيه في كتبه فعلموا أنه رجل متفنن أصولي نظار متفقه صوفي ذائق متبحر في جميع الفنون.
تنبيه:
لقد ادعى البعض أن اسم الشيخ الأكبر نكرة ومقصوده الانتقاص ليس إلا ولو سألنا المنتقص لوجدناه نكرة في اسمه وعلمه؟؟ فالشيخ بالتعريف ابن العربي إنما حدث التفريق لكي لا يختلط بالشيخ فقيه الأندلس أبو بكر ابن العربي المالكي, وممن نص على انه بالتعريف الشيخ الأكبر نفسه وكذا الشيخ الشعراني في طبقات الصوفية المسمى بلواقح الأنوار.
خلاصة الكلام :
الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى قال في الباب الرابع والخمسين من الفتوحات ما نصه: (اعلم أن أهل الله لم يضعوا الإِشارات التي اصطلحوا عليها فيما بينهم لأنفسهم، فإِنهم يعلمون الحق الصريح في ذلك، وإِنما وضعوها منعاً للدخيل بينهم، حتى لا يعرف ما هم فيه، شفقةً عليه أن يسمع شيئاً لم يصل إِليه فينكره على أهل الله، فيُعاقَبُ بحرمانه، فلا يناله بعد ذلك أبداً، قال: ومن أعجب الأشياء في هذه الطريق، بل لا يوجد إِلا فيها، أنه ما من طائفة تحمل علماً من المنطقيِّين والنحاة وأهل الهندسة والحساب والمتكلمين والفلاسفة؛ إِلا ولهم اصطلاح لا يعلمه الدخيل فيهم إِلا بتوقيف منهم، لابد من ذلك. إِلا أهل هذه الطريقة خاصة، فإِن المريد الصادق إِذا دخل طريقهم، وما عنده خبر بما اصطلحوا عليه، وجلس معهم، وسمع منهم ما يتكلمون به من الإِشارات، فَهِمَ جميع ما تكلموا به، حتى كأنه الواضع لذلك الاصطلاح، ويشاركهم في الخوض في ذلك العلم. ولا يستغرب هو ذلك من نفسه، بل يجد علم ذلك ضرورياً لا يقدر على دفعه، فكأنه ما زال يعلمه، ولا يدري كيف حصل له ذلك. هذا شأن المريد الصادق، وأما الكاذب فلا يعرف ما يسمع، ولا يدري ما يقرأ، ولم يزل علماء الظاهر في كل عصر يتُوقون في فهم كلام القوم. وناهيك بالإِمام أحمد بن سريج، حضر يوماً مجلس الجنيد، فقيل له: ما فهمتَ من كلامه؟ فقال: لا أدري ما يقول، ولكن أجد لكلامه صولة في القلب ظاهرة. تدل على عمل في الباطن وإِخلاص في الضمير، وليس كلامه كلام مبطل. ثم إِن القوم لا يتكلمون بالإِشارة إِلا عند حضور مَنْ ليس منهم، أو في تأليفهم لا غير.. ثم قال: ولا يخفى أن أصل الإِنكار من الأعداء المبطلين إِنما ينشأ من الحسد، ولو أن أولئك المنكرين تركوا الحسد، وسلكوا طريق أهل الله، لم يظهر منهم إِنكار ولا حسد، وازدادوا علماً إِلى علمهم. ولكن هكذا كان الأمر، ولا حول ولا قوة إِلا بالله العلي العظيم) [اليواقيت والجواهر للشعراني ص19]
قال الشيخ الأكبر محي الدين في ديوانه

ودع مقالة قوم قال عالمهم بأنه الإله الواحـــد اتحدا
الاتحاد محال لا يقول به إلا جهول به عن عقله شردا
وعن حقيقته وعن شريعته فاعبد إلهك لا تشرك به أحدا[/align]
[/align]

_________________
جذبتني بحسن ضوء وجهها سقتني كأسها من عاتق الخمر
غيبتني عني بسر التجلي لكعبة الحق فاسجد وكبري


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 02, 2007 1:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 27, 2007 5:04 pm
مشاركات: 147
مكان: الجزائر
[align=justify]ومن خلال ما لمسناه من كلام الشيخ الأكبر رضي الله عنه ندرك ان مقصوده ومراده شيء آخر تماما فإذا قال بوحدة الوجود فهو يقصد غير ما قال به الفلاسفة القدماء والمحدثون مثل هيجل اسبينوزا وكانط وغيرهم فمنطلق هؤلاء منطلق نبست النقص لله تعالى الله عن ذلك أما منطلق الشيخ الكبر فتنزيه تام قال "إن الله لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء، إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (الفتوحات المكية/ ج4ـ ص2).
وقال "أنت أنت وهو هو فاحذر أن تقول كما يقول العاشق ـ أنا من أهوى ومن أهوى أَنا ـ.. فَفرِّق واعتقد الفرقان تكُن من أهل البرهان، لا بل من أهل الكشف والعيان. قد علمت أن ثم غطاء يكشف وقد آمنت به فلا تغالط نفسك بأن تقول أَنا هوَ وهو أنا" (الفتوحات/ ج4ـ ص401
وهل يمكن للبحر أن يحل في قطرة الماء؟ إن من يقول مثل هذا الكلام شعراً قد يكون لديه عذر المحب. ولكن من يقوله علماً فلا يمكن وصفه إلا بالجهل لأن الفرق بين منه وفيه كبير، كما بين حكم الظن وحكم الشاهد.

"لا حلول لأن الشيء، لا يحل في ذاته، فإن الحلول يعطي ذاتين" الفتوحات المكية/ ج4ـ ص71).
"لو علمته لم يكن هو، ولو جهلك لم تكن أنت" الفتوحات المكية/ ج1ـ ص212).

ابن عربي بقوله "إنه لا يُعلم لابد من ذلك. كما قال الصديق ـ العجز عن دَركِ الإدراكِ إِدراك ـ وهذا أعلى ما يوصل إليه في العلم بالله المتين. فإن للمتانة درجات فقصدنا أتمها وأعلاها" الفتوحات المكية/ ج4ـ ص283).

فهذا كلام عالم راسخ في التنزيه أتم الرسوخ والعرفان وقد قال بهذا المفهوم الغزالي وهو قبل الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه
فمن عرف الحق رآه في كل شيء، إذ كل شيء فهو منه وإليه وبه وله، فهو الكل على التحقيق، ومن لا يراه في كل ما يراه فكأنه عرفه، ومن عرفه عرف أن كل شيء ما خلا الله باطل، وأن كل شيء هالك إلا وجهه، لا أنه سيبطل في ثاني الحال، بل هو الآن باطل إحياء علوم الدين: (1/254).
ويقول الغزالي أيضاً:
...نعلم أن للقلب ميلاً إلى صفات بهيمية.. وإلى صفات سبعية.. وإلى صفات شيطانية.. وإلى صفات ربوبية.. فهو لما فيه من الأمر الرباني يحب الربوبية بالطبع؟! ومعنى الربوبية التوحد بالكمال، والتفرد بالوجود على سبيل الاستقلال؛ فصار الكمال من صفات الإلهية، فصار محبوباً بالطبع للإنسان. والكمال بالتفرد بالوجود، فإن المشاركة في الوجود نقص لا محالة؛ فكمال الشمس في أنها موجودة وحدها، فلو كان معها شمس أخرى لكان ذلك نقصاً في حقها إذ لم تكن منفردة بكمال معنى الشمسية.
والمنفرد بالوجود هو الله تعالى إذ ليس معه موجود سواه، فإن ما سواه أثر من آثار قدرته لا قوام له بذاته، بل هو قائم به...وكما أن إشراق نور الشمس في أقطار الآفاق ليس نقصاناً في الشمس بل هو من جملة كمالها، وإنما نقصان الشمس بوجود شمس أخرى.. فكذلك وجود كل ما في العالم يرجع إلى إشراق أنوار القدرة.. فإذاً معنى الربوبية التفرد بالوجود، وهو الكمال...ولذلك قال بعض مشايخ الصوفية: (ما من إنسان إلا وفي باطنه ما صرح به فرعون من قوله: ((أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)) [النازعات:24]، ولكنه ليس يجد له مجالاً، وهو كما قال([4])...).
إحياء علوم الدين: (3/243).

ويقول الغزالي أيضاً:
...ومن ارتفع الحجاب بينه وبين الله تجلى صورة الملك والملكوت في قلبه، فيرى جنةً عرض بعضها السماوات والأرض، أما جملتها فأكثر سعة من السماوات والأرض؛ لأن السماوات والأرض عبارة عن عالم الملك والشهادة.. وأما عالم الملكوت، وهي الأسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار، المخصوصة بإدراك البصائر، فلا نهاية له. نعم، الذي يلوح للقلب منه مقدار متناهٍ.. وجملة عالم الملك والملكوت إذا أخذ دفعة واحدة تسمى (الحضرة الربوبية) ؛ لأن الحضرة الربوبية محيطة بكل الموجودات، إذ ليس في الوجود شيء سوى الله تعالى وأفعاله؟ ومملكتُه وعبيدُه من أفعاله([5])...
إحياء علوم الدين: (3/13).

ويقول: ...والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة، ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار. والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين، وتسمِّيه الصوفية (الفناء في التوحيد)...والثالث: موحد، بمعنى أنه لم يشاهد إلا فاعلًا واحداً إذا انكشف له الحق كما هو عليه، ولا يرى فاعلًا بالحقيقة إلا واحداً وقد انكشفت له الحقيقة كما هي عليه، لا أنه كلَّف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ الحقيقة، فإن تلك رتبة العوام والمتكلمين.. والرابع: موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير، بل من حيث إنه واحد. وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد([6])... إحياء علوم الدين: (4/212).

ويقول: ...فإن قلت: كيف يتصوّر أن لا يشاهد إلا واحداً، وهو يشاهد السماء والأرض، وسائر الأجسام المحسوسة، وهي كثيرة؟ فكيف يكون الكثير واحداً؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات.. وهو أن الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدةٍ واعتبار، ويكون واحداً بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار، وهذا كما أن الِإنسان كثير إن التفتّ إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه، وهو باعتبارٍ آخر ومشاهدةٍ أخرى واحدٌ، إذ نقول: إنه إنسان واحد.. والفرق بينهما أنه في حالة الاستغراق والاستهتار به مستغرقٌ بواحد ليس فيه تفريق، وكأنه في عين (الجمع) ؛ والملتفتُ إلى الكثرة في (تفرقة) فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة، فهو باعتبار واحدٍ من الاعتبارات واحدٌ، وباعتبارات أخر سواه كثيرٌ...وهذه المشاهدة التي لا يظهر فيها إلا الواحد الحق، تارة تدوم، وتارة تطرأ كالبرق الخاطف، وهو الأكثر، والدوام نادر عزيز([7])...
الِإحياء: (4/213).
ويقول: (حقيقة الحقائق):..من هنا ترقى العارفون من حضيض المجاز إلى يفاع الحقيقة، واستكملوا معراجهم، فرأوا بالمشاهدة العيانية أن ليس في الوجود إلا الله تعالى، وأن ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)) [القصص:88] لا أنه يصير هالكاً في وقت من الأوقات، بل هو هالك أزلاً وأبداً، لا يُتصور إلا كذلك.. فإذن لا موجود إلا الله تعالى ووجهه، فإذن كل شيء هالك إلا وجهه أزلاً وأبداً...ولم يفهموا من معنى قوله: (الله أكبر) أنه أكبر من غيره، حاشا لله، إذ ليس في الوجود معه غيره حتى يكون أكبر منه، بل ليس لغيره رتبة المعية، بل رتبة التبعية([10])
مشكاة الأنوار، (ص:55).

فإن الفاعل بالحقيقة واحد، فهو المخوف والمرجو وعليه التوكل والاعتماد، ولم نقدر أن نذكر من مجاز التوحيد إلا قطرة من بحر المقام الثالث من مقامات التوحيد...وكل ذلك ينطوي تحت قول: (لا إله إلا الله)، وما أخف مؤنته على اللسان، وما أسهل اعتقاد مفهوم لفظه على القلب، وما أعز حقيقته ولبّه عند العلماء الراسخين في العلم، فكيف عند غيرهم.. فإن قلت: فكيف الجمع بين التوحيد والشرع؟ ومعنى التوحيد أن لا فاعل إلا الله تعالى، ومعنى الشرع إثبات الأفعال للعباد، فإن كان العبد فاعلاً فكيف يكون الله تعالى فاعلًا؟ وإن كان الله تعالى فاعلًا فكيف يكون العبد فاعلًا؟...ولأجل توافق ذلك وتطابقه نسب الله تعالى الأفعال في القرآن مرة إلى الملائكة ومرة إلى العباد، ونسبها بعينها مرة أخرى إلى نفسه! فقال تعالى في الموت: ((قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ)) [السجدة:11]، ثم قال عز وجل: ((اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)) [الزمر:42]، وقال تعالى: ((أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ)) [الواقعة:63]، أضاف إلينا، ثم قال تعالى: ((أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا..)) [عبس:25-28]، وقال عز وجل: ((فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)) [مريم:17] وكان النافخُ جبريل عليه السلام، وكما قال تعالى: ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ)) [التوبة:14] فأضاف القتل إليهم والتعذيب إلى نفسه! والتعذيبُ هو عين القتل! بل صرح وقال تعالى: ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ)) [الأنفال:17]، وقال تعالى: ((وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)) [الأنفال:17] وهو جمع بين النفي والِإثبات ظاهراً، ولكن معناه: وما رميت، بالمعنى الذي يكون الرب به رامياً، إذ رميت، بالمعنى الذي يكون العبد به رامياً؛ إذ هما معنيان مختلفان. وقال الله تعالى: ((الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) [العلق:4-5]، ثم قال: ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ)) [الرحمن:2] وقال: ((عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)) [الرحمن:1-4] وقال: ((إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)) [القيامة:19] وقال: ((أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)) [الواقعة:58-59]([16])...اهـ. الإحياء: (4/221).
وهذا المبحث والله يطول ويطول وهو مفتوح لمن فتح الله عليه ولكي تنظر في هذا القيل ولتغلق أذنيك من هذا العويل لا فعليك برسالة سيدي ومولاي العلامة كمال نصر الدين المسماة فتح المسدود في مذهب وحدة الوجود فقد أجاد وأفاد وهي عادته في رسائله ان يأتي بالجديد المفيد
أما عن هذا عبد الخالق السلفي الوهابي فهو بالجدر نصح نفسه وطائفته من قولهم بالحول في حقه سبحانه وتعالى لأنه قول لازم لهم بقولهم إن الله في السماء بذاته؟؟ فما أحوجهم بتعلم هداهم الله
أما قوله بأن الشيخ الكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه يقول بقدم العالم فهذا افتراء واضح وسقطة شنيعة ممن تصدر للكتابة والتدريس؟؟ وزد ومن باب التنزل له ولأتباعه فإن الشيخ الكبر إن كانوا طالعوا قوله في كتبه دون البتر والقطع والتدليس والتشويش والتحريش فإنه قال
بالوجود العلمي وبالجود العيني وهو باب يدخل في صفة العلم فالمعلومات كلها قديمة غير حادثة عنده سبحانه وعلمه بها تنجيزي قديم أما وجودها الخارجي العيني فهو المسمى عنده الوجود العيني ولا توسع هنا لافتقاده أساليب النقاش والمؤهلات في هذا الباب ولتتبعت أسلوبه القهقري الفاضح الممتري وهكذا وجدته أيضا في مسألة وحدة الوجود التي سبق وان ذكرنا النقول عن الإمام الغزالي رحمه الله والرضوان مما يبن الدليل الأصيل في هذه المسألة ولخصا فيها أقول
هنالك من قسم النظر إلى أن التوحيد أربع أقسام كالشيخ الحجة مفخرة الإسلام الغزّالي في إحيائه في كتاب التوحيد والرابعة أن لا يرى إلا واحدا ولا يرى نفسه وهذا الذي يطلق عليها الصوفية الفناء وهو متواجد كثيرا في كتبهم أي أن لا يرى أحدا سوى الله سبحانه من هنا تقف الكلمات وتخرص الألسن "لا موجود إلا الله" هذا من حيث المرتبة التي يصلها الولي ولا شك أن محي الدين منهم بل وقد تعرض لهذه المسألة في أكثر من كتاب وكذا الشيخ حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه وتفصيل الأمر أن العارف لما بدت له أنوار الذات العلية من غير تشبيه ولا تكيف ولا تمثيل وغلب على قلبه شهودها تمكن من بصيرته وجودها فيغيب عند شهودها شهود كل ما سوها من الكائنات وضربوا لذلك مثالا فاليل يبدي النجوم والقمر ظاهر لكن إذا طلعت الشمس غاب كل ما رأيت وتختفي النجوم ففهم وزيادة في التفصيل قد يقول القائل إنني أرى زيدا وأرى عمر فكيف يقال أنه لا موجود إلا الله رغم تحقق وجود ما سواه نعم السائل له الحق في الاعتراض لأن ما قاله مشاهد هذه أرض وسماء وغير ذلك فالمحققون قالوا أن الموجدات ما سوى الله تعالى موجودة بوجوده وإيجاده فرُد ما هو إلى الله إلى الله سبحانه جل وعلا فكل موجود ما عداه منطوي تحت وجوده ففهم تسلم وأين ما قاله الزنادقة أن وجودهم هو عين وجود الله سبحانه ومقصودهم أنهم هم صورة الحق فأين العسل من الحنظل ؟؟؟كيف يستوون ؟؟وهذه أمور ذوقية جرب أخي ثم أنكر فذق ما ذاقوا ثم قل هم زنادقة وكفارا إن شئت يا هذا؟؟فإن كان هذا غير كافي فلنتعرض لتفصيل أدق :
لقد اتفق العقلاء على أن الموجدات موجودة بإيجاد الله سبحانه وتعالى بختلاف أجناسها وألوانها وصورها وأصلها موجودة من العدم إلى الوجود بوجوده سبحانه لا من ذاتها فوجودها محفوظ بوجود الله سبحانه وتعالى وإلا لرجعت عدما كما كانت فوجودها إذا محفوظ بوجود الله ولولا إيجاده لها لما كانت فإذا كانت كذلك فوجودها الذي هو موجودة به هو وجود الله سبحانه وتعالى لا شيء آخر غير وجوده إذا الموجودات من حيث ذاتها الأصلي معدومة أما من جهة وجود الحق سبحانه وتعالى فهي موجودة بوجود الله التي هي موجودة به فليس لها وجود من حيث نفسها أصلا وليس المراد أن تكون صورها وأجناسها هي عينها الله سبحانه وتعالى ؟؟لأنني قلت –العبد الفقير في المقيل والمسير- المراد ما به ذواتها وصورها ثابتة في أعيانها وما ذاك إلا وجوده سبحانه وتعالى.
فالعوالم كلها من جهة نفسها غير موجودة أي هي مفتقرة إلى واجب الوجود ولولا إيجاد الله سبحانه تعالى لما كانت موجودة ((والله هو الغني الحميد))
قال الشيخ المحقق العلامة سعد التفتزاني رضي الله عنه وعنا به"إن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله وفي الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيث تضمحل ذاته في ذاته تعالى وصفاته في صفاته ويغيب عن كل ما سواه ولا يرى في الوجود إلا الله وهذا الذي يسمونه الفناء في التوحيد وإليه يشر الحديث الإلهي ''لا يزال عبدي يتقرب إلي...وبصره الذي يبصر به '' وحينئذ ربما تصدر عنه عبارات تشعر بالحلول والإتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال وتعذر الكشف عنها بالمقال ونحن على ساحل التمني نغترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان والله الموفق"أهـ من شرحه للمقاصد
والآية التي تتخذ قاعدة هي قوله سبحانه (( هو الغني)) وقوله ((كل شيء هالك إلا وجهه)) والمقام يطول وللمتذوق في هذه المسألة كلام وأي كلام منه ما يطوى ولا يحكى والشيخ الأكبر بتحدث من باب التنزل والإفهام فما بال هؤلاء القوم لا يفقهون كلام الأعلام ولا شك ان الطعن في سيدنا ومولانا ابن العربي سقطة وأي سقطة والله يتولانا ويتولى الصالحين هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم[/align]

_________________
جذبتني بحسن ضوء وجهها سقتني كأسها من عاتق الخمر
غيبتني عني بسر التجلي لكعبة الحق فاسجد وكبري


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: الشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 02, 2007 8:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 21, 2007 6:35 pm
مشاركات: 335
مكان: مصر المحروسه
الأخ محب الدين الصوفى

بارك الله فيك

هذه الرواية التي ذكرتها هى لسيدى محى الدين بن عربى من

كتاب النفحات الربانيه من أقوال و أفعال و توجيهات

سيدنا الشيخ أحمد محمد رضوان البغدادى رضوان الله عليه.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 19, 2014 12:30 am 
متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8003
محب الدين الصوفى كتب:
سيدي المحمدي/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعتقد ياسيدي أن هذه الرواية التي ذكرتها عن الرجل السائل عن الصبر والفتوة، لم يسألها للشيخ الأكبر، وإنما وردت عن الإمام الحلاج رضي الله عنه...
وإن كان ما ذكرت صحيحاً فأطلعني على المصدر..، وجزاك الله عنا خيراً..

كلامك صحيح يا محب
ابن العربي لم يسجن ولم يقتل
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: فراج يعقوب و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط