موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 44 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الاثنين يوليو 27, 2015 1:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

تابع -مصطفى صادق الرافعي >> وحي القلم ج1 - بين خروفين:

بين خروفين:


فهز الكبش رأسه فعل من يريد الابتسام ولا يستطيعه، وقال: أرأيت حانوت القصّاب، ونحن نمر اليوم في السوق؟
قال: وما حانوت القصاب؟
قال: أرأيت ذلك السليخ من الغنم البيض المعلقة في تلك المعاليق، لا جلد عليها ولا صوف، وليس لها أرؤس ولا قوائم؟
قال الصغير: وما ذاك السليخ؟ إنه إن صح ما حدثتَني به عن أمك، فهذه غنم الجنة، تبيت ترعى هناك ثم تجيء إلى الأرض مع الصبح، وإني لمترقب شمس الغد، لأذهب فأراها وأملأ عيني منها.
قال: اسمع أيها الأبله! إن شمس الغد ستشعر بها من تحتك لا من فوقك. لقد رأيت أخي مذ كنت جذعًا مثلك؛ ورأيت صاحبنا الذي كان يعلفه ويسمنه قد أخذه، فأضجعه، فجثم على صدره شرا من الذئب، وجاء بشفرة بيضاء لامعة، فجرها على حلقه، فإذا دمه يسخب ويتفجر، وجعل المسكين ينتفض ويَدْحَص برجليه، ثم سكن وبَردَ؛ فقام الرجل ففصل عنقه، ثم نخس في جلده ونفخه حتى تطبل ورجع كالقِربة التي رأيتها في القرية مملوءة ماء فحسبتها أمك؛ ثم شق فيه شقًّا طويلًا. ثم أدخل يده بين الجلد والصفاق، ثم كشطه وسَحَف الشحم عن جنبيه، فعاد المسكين أبيض لا جلد له ولا صوف عليه، ثم بقر بطنه وأخرج ما فيه، ثم حطم قوائمه، ثم شده فعلقه فصار سليخًا كغنم الجنة التي زعمت! وهذا -أيها الأبله- هو الذبح والسلخ!
قال الصغير: وما الذي أحدث هذا كله؟
قال: الشفرة البيضاء التي يسمونها السكين!
قال الصغير: فقد كانت الشفرة عند حلقه حيال فمه؛ فلماذا لم ينتزعها فيأكلها؟
قال الكبش: أيها الأبله الذي لا يعلم شيئًا ولا يحفظ شيئًا، لو كانت خضراء لأكلها!
قال: وما خطب أن تجيء الشفرة على العنق, أفلم يكن الحبل في عنقك أنت فجعلتَ تجاذب فيه الرجل حتى أعييته، ولولا أني مشيت أمامك لما انقدتَ له؟
قال الكبش: ما أدري والله كيف أفهمك أن هذا كله سيجري عليك، فسترى أمورًا تنكرها، فتعرف ما الذبح والسلخ، ثم تصير أشلاء في القدور تُضرم عليها النار، فيأكلك ابن آدم كما تأكل أنت هذا الكلأ!
قال الصغير: وماذا علي أن يأكلني ابن آدم، ألا تراني آكل العشب، فهل سمعت عودًا منه يقول: الرجل والسكين، والذبح والسلخ؟
قال الكبش في نفسه: لعمري إن قوة الشباب في الشباب أقوى من حكمة الشيوخ في الشيوخ، وما نَفْع الحكمة إذا لم تكن إلا رأيًا له ما يمضيه، كرأي الشيخ الفاني، يرى بعقله الصواب حين يكون جسمه هو الخطأ مركبًا في ضعفه غلطة على غلطة لا عضوًا على عضو؟ وهل الرأي الصحيح للعالم الذي نعيش فيه إلا بالجسم الذي نعيش به؛ وما جدوى أن يعرف الكبير حكمة الموت، وهو من الضعف بحيث تنكسر نفسه للمرض الهين، فضلًا عن المرض المعضل، فضلًا عن المرض المزمن، فضلًا عن الموت نفسه؛ وما خطر أن يجهل الشباب تلك الحكمة، وهو من قوة النفس بحيث لا يبالي الموت، فضلًا عن المرض؟
لو أُذن الشاب من الفتيان بيوم انقطاع أجله، وعلم أن مصبحه أو ممسيه, لأمدته نفسه بأرواح السنين الطويلة، حتى ليرى أن صبح الغد كأنما يأتي من وراء ثلاثين أو أربعين سنة؛ فما يتبينه إلا كالفكر المنسيّ مضى عليه ثلاثون سنة أو أربعون. ولو أذن الشيخ بيوم مصرعه، وأيقن أن له مهلة إلى تمام الحول، لطار به الذعر واستفرغه الوجل من ساعته؛ ورأى يومه البعيد أقرب إليه من الصبح، وابتلتْه طبيعة جسمه المختل بالوساوس الكثيرة، تجتلبها كما تجتلب الرياح صدوع المنزل الخرب. فذاك بالشباب يقبض على الزمن؛ فيعيش في اليوم القصير مثل العام رخيا ممدودا، فهو رابط جلد؛ وهذا بالكبر يقبض الزمن عليه فيعيش في العام الطويل مثل اليوم متلاحقًا آخره بأوله، فهو قلق طائر. ولا طبيعة للزمن إلا طبيعة الشعور به، ولا حقيقة للأيام إلا ما تضعه النفس في الأيام.
ثم إن الكبش نظر فرأى الصغير قد أخذته عينه واستثقل نومًا، فقال: هنيئًا لمن كان فيه سر الأيام الممدودة. إن هذا السر هو كسرّ النبات الأخضر، لا يُقطع من ناحية إلا ظهر من غيرها ساخرًا هازئًا، قائلًا على المصائب: ها أنا ذا.
فهذا الصغير ينام ملء عينيه والشفرة محدودة له، والذبح بعد ساعات قليلة؛ كأنما هو في زمنين؛ أحدهما من نفسه، فبه ينام، وبه يلهو، وبه يسخر من الزمن الآخر وما فيه وما يجلبه.
إن الألم هو فهم الألم لا غير. فما أقبح علم العقل إذا لم يكن معه جهل النفس به وإنكارها إياه. حسب العلم والعلماء في السخرية بهم وبه هذه الحقيقة من النفس. أنا لو ناطحت كبشًا من قُروم الكباش، ووقفت أفكر وأدبر وأتأمل، وأعتبر شيئًا بشيء؛ ذهب فكري بقوتي، واسترخى عصبي، وتحلل غضبي كله، وكان العلم وبالًا عليَّ؛ فإن حاجتي حينئذ إلى الروح وقواها وأسبابها أضعاف حاجتي إلى العلم. والروح لا تعرف شيئًا اسمه الموت، ولا شيئًا اسمه الوجع؛ وإنما تعرف حظها من اليقين، وهدوءها بهذا الحظ، واستقرارها مؤمنة ما دامت هادئة مستيقنة.
وقد, والله, صدق هذا الجَذَع الصغير؛ فما على أحدنا أن يأكله الإنسان, وهل أكلنا نحن هذا العشب، وأكل الإنسان إيانا، وأكل الموت للإنسان, هل كل ذلك إلا وضع للخاتمة في شكل من أشكالها؟
يشبه, والله, إن أنا احتججت على الذبح واغتممت له، أن أكون كخروف أحمق لا عقل له، فظن إطعام الإنسان إياه من باب إطعامه ابنه وابنته وامرأته ومن تجب عليه نفقته! وهل أوجب نفقتي على الإنسان إلا لحمي؟ فإذا استحق له, فلعمري ما ينبغي لي أن أزعم أنه ظلمني اللحم إلا إذا أقررت على نفسي بديا أني أنا ظلمته العلف وسرقته منه.
كل حي فإنما هو شيء للحياة أُعطِيَها على شرطها، وشرطها أن تنتهي، فسعادته في أن يعرف هذا ويقرر نفسه عليه حتى يستيقنه، كما يستيقن أن المطر أول فصل الكلأ الأخضر. فإذا فعل ذلك وأيقن واطمأن، جاءت النهاية متممة له لا ناقصة إياه، وجرت مع العمر مجرى واحدًا وكان قد عرفها وأعد لها. أما إذا حسب الحي أنه شيء في الحياة، وقد أعطِيَها على شرطه هو، من توهُّم الطمع في البقاء والنعيم، فكل شقاء الحي في وهمه ذاك, وفي عمله على هذا الوهم, إذ لا تكون النهاية حينئذ في مجيئها إلا كالعقوبة أنزلت بالعمر كله، وتجيء هادمة منغّصة، ويبلغ من تنكيدها أن تسبقها آلامها؛ فتؤلم قبل أن تجيء، شرًّا مما تؤلم حين تجيء!
لقد كان جدي والله حكيمًا يوم قال لي: إن الذي يعيش مترقبًا النهاية يعيش معدًّا لها؛ فإن كان معدًّا لها عاش راضيًا بها، فإن عاش راضيًا بها كان عمره في حاضر مستمر، كأنه في ساعة واحدة يشهد أولها ويحس آخرها، فلا يستطيع الزمن أن ينغص عليه ما دام ينقاد معه وينسجم فيه، غير محاول في الليل أن يبعد الصبح، ولا في الصبح أن يبعد الليل. قال لي جدي: والإنسان وحده هو التعس الذي يحاول طرد نهايته, فيشقى شقاء الكبش الأخرق الذي يريد أن يطرد الليل, فيبيت ينطح الظلمة المتدجية على الأرض، وهو لحمقه يظن أنه ينطح الليل بقرنيه ويزحزحه!
وكم قال لي ذلك الجد الحكيم وهو يعظني: إن الحيوان منا إذا جمع على نفسه همًّا واحدًا، صار بهذا الهم إنسانا تعسا شقيا، يعطَى الحياة فيقلبها بنفسه على نفسه شيئًا كالموت، أو موتًا بلا شيء!
وتحرك الصغير من نومه، فقال له الكبش: إنه ليقع في قلبي أنك الساعة كنت في شأن عظيم، فما بالك منتفخًا وأنت ههنا في المنحر لا في المرعى!
قال الصغير: يا أخا جدي, لقد تحققت أنك هرمت وخرفت، وأصبحتَ تمج اللُّعاب والرأي!
قال الكبش: فما ذلك, ويلك؟
قال: إنك قلت: إن هذا الإنسان غادٍ علينا بالشفرة البيضاء، ووصفتَ الذبح والسلخ والأكل؛ وأنا الساعة قد نمت فرأيت فيما أرى، أنني نطحت ذاك الرجل الذي جاء بنا إلى هنا، وهجتُ به حتى صرعته، ثم إني أخذت الشفرة بأسناني، فثلمته في نحره حتى ذبحته، ثم افتلذت منه مُضْغة فلكتها في فمي؛ فما عرفت والله فيما عرفت لَخَنًا ولا عَفَنًا في الكلأ هو أقبح مذاقًا منه!
إن الإنسان يستطيب لحمنا، ويتغذى بنا، ويعيش علينا, فما أسعدنا أن نكون لغيرنا فائدة وحياة، وإذا كان الفناء سعادة نعطيها من أنفسنا، فهذا الفناء سعادة نأخذها لأنفسنا. وما هلاك الحي لقاء منفعة له أو منفعة منه إلا انطلاق الحقيقة التي جعلته حيًّا، صارت حرة فانطلقت تعمل أفضل أعمالها.
قال الكبير: لقد صدقت والله، ونحن بهذا أعقل وأشرف من الإنسان؛ فإنه يقضي العمر آخذًا لنفسه، متكالبًا على حظها، ولا يعطي منها إلا بالقهر والغلبة والخوف. تعال أيها الذابح، تعال خذ هذا اللحم وهذا الشحم؛ تعال أيها الإنسان لنعطيك؛ تعال أيها الشحاذ!

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأربعاء يوليو 29, 2015 1:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الثانية

يوسف ادريس
من قصة نظرة

> يوسف إدريس >> من قصة نظرة


كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه، في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله، وكان ما تحمله معقدًا حقاً ففوق رأسها تستقر "صينية بطاطس بالفرن". وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض، قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط .

ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعت لإنقاذ الحمل وتلمست سبلا كثيرة، وأنا أسوي الصينية فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي. ولكنني نجحت أخيراً في تثبيت الحمل، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبا حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه . لست أدري ما دار في رأسها فما كنت أرى لها رأسا وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة "ستي" .

ولم أحول عيني عنها وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن، أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين .

وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها وتخطو خطوات ثابتة قليلة وقد تتمايل بعض الشيء ولكنها سرعان ما تستأنف المضي . راقبتها طويلا حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة .

أخيرا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم، في بطء كحكمة الكبار . واستأنفت سيرها على الجانب الآخر وقبل أن تختفي شاهدتها تتوقف ولا تتحرك . وكادت عربة تدهمني، وأنا أسرع لإنقاذها، وحين وصلت كان كل شيء على ما يرام والحوض والصينية في أتم اعتدال أما هي فكانت واقفة في ثبات تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون .

ولم تلحظني، ولم تتوقف كثيرا فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضي بها وقبل أن تنحرف استدارت على مهل واستدار الحمل معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الجمعة أغسطس 07, 2015 2:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899

من كتـــاب / رائـحـــة الـدم مـــادة الأحـــلام . . .

للدكتور \ مصطفى محمود


كان ضمن أعمالي في ذلك اليوم .. أن أقابل صاحب فيلا السلام ..

فيلا السلام .. ؟! نعم هي بعينها فيلا السلام .. !!

و قرأت الاسم مرتين .. و سرح خيالي ..
و شعرت بسعادة لا حد لها ..

إنه الحلم الذي ظللت عشرين سنة أحلم به و قد تتحقق .. أن أدخل ذلك القصر الرائع الذي كنت أدور حوله و أنا طفل ..

و عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الخوالي و أنا صغير .. أجري في الشارع ببنطلون شورت .. و قميص مبهدل نصفه محشو في البنطلون و نصفه مدلى على جانبيه .. و حذاء رباطه مفكوك على الدوام .. و في يدي كراسات الحساب و العربي .. و كتاب الديانة .. و لفافة بها خبز و جبن هي غذائي طول اليوم ..

و أنا أمر كل يوم في طريق المدرسة .. و في طريق البيت على هذا القصر العجيب .. فيلا السلام الذي كنت أتوقف عنده .. و أشب على سوره .. لأطل على الحديقة في الداخل ..

و عاد إلى ذهني إحساس الإنبهار الذي كنت أشعر به كلما رفعت رأسي الصغيرة و رحت أتجول بها في مشارف القصر ..

السلم الرخامي الصاعد في تؤدة و جمال كأنه صاعد إلى السماء .. الببغاء الأحمر الذي يقف في قفصه عند المدخل .. و يتلفت إلى كل من يصعد ليصرخ في وجهه بنبرات واضحة .. أحبك .. و النافورة التي تخرج من فم أسد صغير من المرمر وسط الحديقة ..

و الأشجار العجيبة التي لا أعرف من أي مكان جمعها ذلك البستاني الهرم .. أشجار الحور و الزيز فون و الليلك .. و عرائش اللبلاب .. و الورد البلدي المخضب بحمرة دموية .. المتهدل على الأسوار ..

و ما أكثر ما سرقت ورودا من هذه الورود البلدية و رشقتها على صدري .. و رحت أشمها في تلذذ ..

و أشجار الليمون و الجوافة و المانجو .. و الموز .. و الفسقية التي كان يقول عنها الأولاد إن فيها جنية تخرج بالليل لتخطف الأطفال ..

و البرج الرشيق الجميل الذي يصعد و يصعد و يكاد يخرق السماء بقمته الرفيعة المدببنة كسن الدبوس .. و عليها ذلك التمثال لديك منفوش له عرف أحمر .. يبدو و كأنه يؤذن ..

و كان من عادتي أن أطيل النظر إلى ذلك الديك و كأني أنتظر منه أن يصيح فعلاً و يؤذن فعلاً .. و كنت أسمي البيت .. البيت أبو ديك ..

البيت أبو ديك .. !!؟؟ .. نعم هو نفسه ..
و وضعت يدي على خدي و سرحت .. لأعود بكليتي إلى هذه الصورة من الشوق و الحنين الغامض ..

كنت أشتاق و أتحرق شوقاً كلما مررت بذلك البيت .. لأن أدخله .. و أتسلل إلى غرفاته .. و أتفرج على أبهائه .. و أقف تحت تلك النجفة التي كنت أراها تتلألأ من الشارع .. و كأنها عنقود من النجوم ..

و كنت أتمنى لو كنت صاحب ذلك القصر ..
و هل أستطيع ..
و هل يمكن أن أكون صاحب ذلك القصر ..
لابد أن صاحب هذا القصر هو الجن نفسه ..

و كنت أحلم في تلك الليالي الخوالي .. و أنا أغمض عيني .. أني أدخل القصر .. و أنام على سرير من ذهب و أكل في أطباق من فضة .. فهكذا يعيش ذلك الرجل صاحب ذلك القصر .. و هكذا ينام .. و يأكل ..

و لا شك أنه يشرب كثيراً من العسل ..
و كنت أحب العسل كثيراً في تلك الأيام ..
و يفطر بالجاتو .. و كنت أحب الجاتو كثيراً ..

آه ، لكم تمنيت أن أفتح عيني فأجد نفسي صاحب هذا القصر و لكم درت حول أسواره .. و رشقت رشقت رأسي بين خصاصها .. و بقيت ساعات .. أتفرج .. على ما يجري داخل هذا المكان الخرافي ..

و لكمم طفشت من المدرسة و رابطت على باب هذه الجنة أراقب سدنتها و ملائكتها .. و هم يروحون .. و هم يجيئون ..

و اليوم .. و بعد عشرين سنة ..و قد كبرت و أصبحت موظفاً كبيراً في الأوقاف .. انتدب لمهمة .. ألتقي فيها بصاحب هذا القصر ..

حقاً .. إنها لسعادة .. سعادة لا توصف ..
و الحق أني كنت سعيداً .. سعادة لا توصف .. و أنا أعد الأوراق اللازمة .. و أجمع أطراف القضية التي أذهب بصددها ..

كنت أشعر أني ذاهب إلى طفولتي .. إلى أحلامي .. إلى موعد مع امرأة عشت طول حياتي أعشقها ..

و كأن وتراً في قلبي يرتجف و كأني ما زلت طفلاً .. و كأن هذه الشعرات البيض التي بدأت تزحف على رأسي ليست إلا وهماً ..

و في الطريق .. كنت أستعيد ذكريات طفولتي مع كل خطوة .. و كنت أتذكر مواطئ أفراحي و أحزاني .. و أرى مشاعري مرسومة على كل منعطف ..

من كان يصدق .. !!؟ .. أني سوف أدخل إلى البيت أبو ديك .. أنا لطفي عبد السميع الذي كان يأكل الجبن القريش و الخبز و يحملق من خصاص هذا السور منذ عشرين سنة ..

ما أسرع ما تتغير الدنيا ..

و حينما دخلت من البوابة كان أول شيء نظرت له هو الببغاء .. و كان يبدو عجوزاً جداً .. و لم يكن ينطق كما كان ينطق زمان ..
و كان السلم مترباً .. و الفسقية جافة ..
و كانت الجدران باردة ..
و كان الخادم الذي صاحبني إلى غرفة السيد صاحب القصر .. لا يتكلم .. و كانت الممرات الطويلة الموحشة و هي تردد و قع خطواتنا تبدو مثلجة شديدة الرطوبة ..

و كنت اتلفت حولي في خوف .. و رهبة .. و حينما دخلنا إلى حجرة السيد صاحب القصر .. و هي حجرة نوم .. لم يتحرك السيد من مكانه .. و ظننت أنه يستعلي على موظف بسيط مثلي .. و يستكثر على نفسه أن يتحرك ليقوم من مكانه من أجلي .

و خطر لي أن أثور لهذا السلوك .. و لكني حينما اقتربت منه وجدت أنه مريض .. مشلول .. في فراشه لا يتحرك ..

و كان يكاد يتكلم ..
قال لي إن ابنه الوحيد الذي جئت لآخذ توقيعه مريض في مستشفى الأمراض العقلية .

و بصم بإصبعه على الأوراق التي قدمتها له و قال لي بصبر نافذ .. و قد بدأ يسعل سعالاً لا نهائياً ..

هل تريد شيئاً آخر ..
و لم أكن أريد أي شيء آخر .

و كانت النجفة الهائلة كعنقود من النجوم تهتز فوق رأسي .. و كان لها تأثير آخر غير التأثير القديم .. كانت ترعبني بصليل الكريستال الذي يخرج منها ..

و حينما كنت انزل السلم الرخامي في بطء و بقلب مثقل .. كان الخادم يقول لي إن السيد مشلول هكذا في فراشه منذ 15 سنة و إن ابنه الوحيد قد ولد ضعيف العقل ثم اشتدت حالته حدة مع المراهقة و لم يعد هناك أمل في شفائه .

- هل تتفضل قليلاً في غرفة الإستقبال لتستريح .. و تشرب فنجاناً من القهوة .

- لا .. أشكرك ..

- لعلك لا تحب القهوة .. عندنا شاي جيد و جاتو

- لا .. لا .. أشكرك .

- إن الجو بارد .. و غرفة الاستقبال مكيفة .. و تستطيع ...

- أشكرك لقد انتهت مهمتي ..

و حينما كنت أضع قدمي على الباب .. كنت أشعر أن هذا القصر الذي سكنته أوهامي عشرين عاماً .. يتبخر ..

يتبخر تماماً .. كمادة الأحلام ..

..



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 5:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
كتاب العظمة
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
ذكر خلق الجراد

صورة

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن الجراد فقال إن مريم سألت ربها تبارك وتعالى أن يطعمها لحما ليس فيه دم فأطعمها الجراد انتهى والله العلي - العظيم أعلم وأحكم


حدثنا عطاء رحمه الله تعالى قال بلغني أن الجراد لما سلط على بني إسرائيل أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم


عن مرثد يعني أبا الخير عن عبد الله عن كعب رضي الله تعالى عنه قال الجراد جند الله الأعظم الذي يعذب به


حدثنا الأوزاعي رحمه الله تعالى قال نزل بنا رجل من الجراد ونحن ببيروت فدخلت بستانا لي أريد أن أطرد عنه فإذا أنا بجرادة واقعة على ساق من سوق عليها كهيئة السرج على ذلك السرج كهيئة شخص بني آدم قائلا بيده هكذا على قدر خلقه فما تقدمه جرادة كأنهن صنف واحد ففهمت من قوله الدنيا فانية ومن عليها فرجعت عن البستان وتركته قال إحسانه قال فما ذهب لي منه ورقة



عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - فكنا نأكل الجراد


عن ابن المسيب رضي الله تعالى عنه قال إن آخر ما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام ففضل من طينته شيء فخلق منه الجراد


عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال قل الجراد في سنة من سني عمري رضي الله تعالى عنه التي ولي فيها فسأل عنه فلم يخبر بشيء فاغتم لذلك فأمر راكبا يضرب إلى اليمن وآخر إلى الشام وآخر إلى العراق يسأل هل من الجراد شيء فأتاه الراكب بقبضة من الجراد فألقاه بين يديه فلما رآه كبر ثلاثا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول خلق الله تعالى ألف أمة منها ستمائة في البحر وأربعمائة في البر فأول شيء يهلك من هذه الأمة الجراد - فإذا هلك تتابعت مثل النطام إذا قطع سلكه



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأربعاء سبتمبر 16, 2015 5:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899

كتاب العظمة
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني

صورة

التصنيف: التوحيد والعقيدة
123359 59 - قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وحدثنا ابن مهدي حدثنا جابر بن يزيد بن رفاعه عن المغيرة بن عتيبة قال قال داود يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني فأوحى الله عز وجل إليه نعم الضفدع
123460 60 - حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا زيد بن الحباب حدثا حسين بن واقد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن داود النبي صلى الله عليه وسلم - صلى ليلة حتى أصبح فدخله سرور فنادته ضفدع حلا يا داود كنت أدأب منك قد أغفيت إغفاء
[ جزء 5 - صفحة 1749 ]
-
123561 61 - حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا ابن نمير وعلي بن محمد قالا حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث رحمه الله تعالى قال لما التقم الحوت يونس عليه السلام ألزقه بالطين فإذا الطين يسبح فإذا الماء يسبح وإذا كل شيء في البحر يسبح فذاك الذي هاجه على التسبيح
123662 62 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران حدثنا ابن أبي عمر عن سفيان عن رجل عن مجاهد رحمه الله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده قال صلاة الخلق وتسبيحهم سبحان الله وبحمده
123763 63 - أخبرنا هيثم الدوري حدثنا أحمد الدورقي حدثنا
[ جزء 5 - صفحة 1750 ]
حجاج عن ابن جريج في قول الله عز وجل يسبح لله قال يسبح له كل شيء من الطير والجن والإنس والأنعام والنبات وما من شيء إلا يسبح الله تعالى
123864 64 - حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا الدورقي حدثنا خلف بن الوليد قال قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى الدابة والثوب يسبح وأنت غافل
123965 65 - حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك حدثنا علي بن بذيمة عن عكرمة قال تسبيح خلق الله عز وجل إذا اسقلت الشمس
124066 66 - حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا رستة حدثنا أبو قتيبة حدثنا سوار أبو حمزة عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل شيء يسبح إلا الحمار والكلب
[ جزء 5 - صفحة 1751 ]
إظغط على الصوره لتراها بحجمها الطبيعي !
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

12416767 - حدثنا جعفر حدثنا سلمة حدثنا الوليد قال قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى بينما داود عليه السلام جالس يوما إذ مرت به دودة حمراء رافعة رأسها فتفكر داود عليه السلام في نفسه ووسوس إليه الخبيث فقال ما احتياج الرب إلى خلق هذه فنطقت الدودة بإذن الله تعالى عز وجل وقالت يا داود أعجبتك نفسك فتفكرت تسبيحة واحدة أسبحها خير من عبادتك

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الجمعة سبتمبر 18, 2015 4:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
أبو الشيخ الأصبهاني

صِفَةُ السَّمَاوَاتِ
صورة


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ
ملحوظة للعلماء عن
مَوْجٌ مَكْفُوفٌ،
امواج كهرومغناطيسية ذات تردد عالى جدا مثل اشعة إكس X-Ray واشعة جاما Gama-Ray. وضع العلماء نظريات لاسباب تكوّن هذا الجدار حيث تتباطأ عنده الرياح الشمسية الى الصفر نتيجة ارتطامها بالامواج عالية الطاقة مثل اشعة اكس واشعة جاما وبالتالي يتشكل ما يشبه القبّة أو الدرع والذي يحمي النظام الشمسي (السماء الدنيا) من هذه الأشعة القاتلة، فعند حدوث تصادم بين أمواج جاما مع الكترون، فإن الإلكترون يذهب في اتجاه وتذهب امواج جاما في اتجاه آخر بعد خسارة جزء من طاقتها فيما يسمى بـ “تشتت كومبتون” وكما هو مبين أدناه، لاحظ أن الأشعة في الصورة يعبًّر عنها بالأمواج، ما يتبقى من اشعة اكس وجاما يمتصه الغلاف الجوي للكرة الأرضي ولا يصلنا منها شيء على سطح الأرض. بعتقد العلماء بأن تعرّض الغلاف الجوي لكميات كبيرة من اشعة جاما قد يؤدي الى تكوّن الغاز الأصفر NO2 وهو غاز سام وضارّ.
وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ

قبة، بل أن هذه القبة تحجب عنّا هذه الأمواج

صورة
صورة

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ السَّمَاءُ؟ قَالَ: «هَذَا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ»


عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «وَالسَّمَاءُ مُقَبَّبَةٌ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلَ الْقُبَّةِ»
عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {كَانَتَا رَتْقًا، فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] قَالَ: «كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَاحِدَةً، فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، وَالْأَرْضُونَ وَاحِدَةً، فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْعَ أَرَضِينَ»


عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {كَانَتَا رَتْقًا، فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] قَالَ: «مِنَ الْأَرَضِينَ مَعَهَا سِتٌّ، فَتِلْكَ سَبْعٌ، وَمِنَ السَّمَاءِ سِتُّ سَمَاوَاتٍ مَعَهَا، فَتِلْكَ سَبْعُ سَمَاوَاتٍ، وَلَمْ تَكُنِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ مُمَاسَّتَيْنِ»

عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، يَقُولُ: «السَّمَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ»

عَنْ أَبِي صَالِحٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] قَالَ: «ذَاتُ الْخَلْقِ الشَّدِيدِ»

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] قَالَ: «ذَاتُ [ص: 1029] الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ، وَإِنَّ بُنْيَانَهَا كَالْبَرَدِ الْمُسَلْسَلِ»

حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] قَالَ: «ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ، مُجَمَّلَةٌ بِالنُّجُومِ»

عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5] قَالَ: «السَّمَاءُ»

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الثَّوْرَ، فَدَحَا الْأَرْضَ، فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ، فَفَتَقَ السَّمَاوَاتِ»

عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [الملك: 3] قَالَ: «بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ خَلْقٌ وَأَمْرٌ»

عَنْ عَطَاءٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47] قَالَ: «بِقُوَّةٍ»

عَنْ عَطَاءٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: 37] «لَوْنُ السَّمَاءِ كَلَوْنِ دُهْنِ الْوَرْدِ فِي الصُّفْرَةِ»

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «تَبَارَكَ رَافِعُهَا وَمُدَبِّرُهَا» ، ثُمَّ رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «تَبَارَكَ دَاحِيهَا وَخَالِقُهَا»

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: السبت سبتمبر 19, 2015 2:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
أبو الشيخ الأصبهاني

تابع صِفَةُ السَّمَاوَاتِ

صورة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا»
عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: «السَّمَاءُ الدُّنْيَا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَالثَّانِيَةُ صَخْرَةٌ، وَالثَّالِثَةُ حَدِيدٌ، وَالرَّابِعَةُ نُحَاسٌ، وَالْخَامِسَةُ فِضَّةٌ، وَالسَّادِسَةُ ذَهَبٌ، وَالسَّابِعَةُ يَاقُوتَةٌ»

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: 7] «السَّمَاءُ السَّابِعَةُ»
صورة
عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «اسْمُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا رَقِيعٌ، وَاسْمُ السَّابِعَةِ الضُّرَاحُ»
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَنَضَدُ كُلِّ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ يَعْنِي غِلَظَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالسَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ»

عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: 3] قَالَ: «مَعَارِجُ السَّمَاءِ»
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 1049] قَالَ: «أُتِيتُ بِدَابَّةٍ، فَرَكِبْتُهَا وَمَعِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ثُمَّ الثَّانِيَةِ فَإِذَا فِيهَا ابْنَا الْخَالَةِ يَحْيَى، وَعِيسَى، ثُمَّ الثَّالِثَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا يُوسُفَ، ثُمَّ الرَّابِعَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا هَارُونَ، ثُمَّ الْخَامِسَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا إِدْرِيسَ، ثُمَّ السَّادِسَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا مُوسَى، ثُمَّ السَّابِعَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا، وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ»

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي عِصَابَةٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدٌ، وَإِمَّا اثْنَتَانِ، وَإِمَّا ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَالثَّانِيَةُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ» ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «السَّابِعَةُ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ، أَسْفَلُهُ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ ذَلِكَ»

سَمِعْتُ وَهْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: «إِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ [ص: 1053] وَالْأَرْضَ وَالْبِحَارَ لَفِي الْهَيْكَلِ، وَإِنَّ الْهَيْكَلَ لَفِي الْكُرْسِيِّ» . وَسُئِلَ وَهْبٌ: مَا الْهَيْكَلُ؟ قَالَ: «شَيْءٌ مِنْ أَطْرَافِ السَّمَاوَاتِ مُحْدِقٌ بِالْأَرْضِينَ، وَالْبِحَارِ كَأَطْنَابِ الْفُسْطَاطِ» . قَالَ: وَسَمِعْتُ وَهْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: " قَالَ عُزَيْرٌ: اللَّهُمَّ بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، فَأَتَى عَلَى مَشِيئَتِكَ لَمْ تَأْتِ فِيهِ مُؤْنَةً، وَلَمْ تَنْصَبْ فِيهِ نَصَبًا كَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ، وَالظُّلْمَةُ عَلَى الْهَوَاءِ، وَالْمَلَائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ، وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ، وَالْخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لَا يُرَى فِيهِ نُورٌ إِلَّا نُورَكَ، وَلَا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إِلَّا صَوْتَكَ، ثُمَّ فَتَحْتَ خَزَائِنَ النُّورِ، وَطَرِيقَ الظُّلْمَةِ، وَكَانَ لَيْلًا وَنَهَارًا يَخْتَلِفَانِ بِأَمْرِكَ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ، فَجَمَدَ فِي وَسَطِ الْهَوَاءِ، فَجَعَلْتَ مِنْهُ سَبْعًا سَمَّيْتَهُنَّ السَّمَاوَاتِ، وَمَلَائِكَتُكَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَى ذَلِكَ، وَلَا مُسْتَأْنِسٍ بِهِمْ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ فَانْفَتَقَ مِنَ التُّرَابِ، وَأَمَرْتَ التُّرَابَ أَنَ يَتَمَيَّزَ مِنَ الْمَاءِ، فَكَانَ كَذَلِكَ، فَسَمَّيْتَ جَمِيعَ ذَلِكَ الْأَرَضِينَ، وَجَمِيعَ الْمَاءِ الْبِحَارَ، ثُمَّ زَرَعْتَ فِي أَرْضِكَ كُلَّ نَبَاتٍ فِيهَا بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فِي تُرَابٍ وَاحِدٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ، فَجَاءَ عَلَى مَشِيئَتِكَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ، وَلَوْنُهُ، وَرِيحُهُ، وَطَعْمُهُ مِنْهُ الْحُلْوُ، وَمِنْهُ الْحَامِضُ وَالْمُرُّ، وَالطَّيِّبُ رِيحُهُ، وَالْمُنْتِنُ، وَالْقَبِيحُ، وَالْحَسَنُ، ثُمَّ خَلَقْتَ الشَّمْسَ سِرَاجًا، وَالْقَمَرَ نُورًا، وَالنُّجُومَ ضِيَاءً، ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ دَوَابَّ الْمَاءِ، وَطَيْرَ السَّمَاءِ، فَخَلَقْتَ مِنْهَا أَعْمَى بَصَّرْتَهُ، وَمِنْهَا أَصَمَّ أُذُنٍ فَسَمَّعْتَهُ، وَمِنْهَا مَيِّتُ أَنْفُسٍ أَحْيَيْتَهُ خَلَقْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، مِنْهُ مَا عَيْشُهُ الْمَاءُ، وَمِنْهُ مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى الْمَاءِ خَلْقًا مُخْتَلِفًا فِي الْأَجْسَامِ، وَالْأَلْوَانِ جَنَّسْتَهُ أَجْنَاسًا، وَزَوَّجْتَهُ [ص: 1054] أَزْوَاجًا، وَخَلَقْتَهُ أَصْنَافًا، وَأَلْهَمْتَهُ الَّذِي لَهُ خَلَقْتَهُ، ثُمَّ خَلَقْتَ مِنَ التُّرَابِ، وَالْمَاءِ دَوَابَّ الْأَرْضِ، وَمَاشِيَتَهَا وَسِبَاعَهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ، وَمِنْهُمُ الْعَظِيمُ، وَالصَّغِيرُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "


حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثُمَّ " بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَعْنِي إِلَى بُخْتَنَصَّرَ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: هَلْ تَعْلَمُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ كَمْ بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: بُخْتَنَصَّرُ: لَا. قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: فَإِنَّ بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَغِلَظُهَا مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ مَلِكِ الْمُلُوكِ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى كَوَاهِلِهِمْ فَوْقَ أَجْنِحَتِهِمْ مَا بَيْنَ قَدَمِ أَحَدِهِمْ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةِ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَمَا بَيْنَ الْكَعْبِ إِلَى الرُّكْبَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ [ص: 1055] ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَإِلَى الْفَخِذِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الْفَخِذِ، وَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الْأَجْنِحَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الْأَجْنِحَةِ مَا بَيْنَ الْأَجْنِحَةِ إِلَى الْعُنُقِ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهَنَّ وَمَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلَى الرَّأْسِ وَمَا بَيْنَ الْأَجْنِحَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُنَّ الْعَرْشُ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمُلْكِ، وَالسُّلْطَانِ وَالْقُدْرَةِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَبْدُو الْعَرْشُ بِبِهَائِهِ، وَجَلَالِهِ عَلَيْهِ مَلِكُ الْمُلُوكِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَأَنْتَ تَطْلُعُ إِلَى ذَلِكَ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عَدُوِّهِ بُخْتَنَصَّرَ لَعَنَهُ اللَّهُ الْبَعُوضَةَ، فَقَتَلَتْهُ "


قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ أَنَسِ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ شَرِيكًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، إِنَّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيَ أَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ شِدَادٍ إِلَى سَبْعٍ غِلَاظِ، يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ إِلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ بِمَا قَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ [ص: 1057] زِيَادَةٍ، أَوْ نُقْصَانٍ» ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَكَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعًا شِدَادًا وَسَبْعًا غِلَاظًا؟ وَلِمَ خَلَقَهُنَّ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَجَعَلَهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا، وَجَعَلَ فِيهَا حَرَسًا شَدِيدًا، وَشُهُبًا سَاكِنُهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فِي صُورَةِ الْبَقَرِ مِثْلُ عَدَدِ النُّجُومِ شَرَابُهُمُ النُّورُ، وَالتَّسْبِيحُ لَا يَفْتُرُونَ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ: فَسَاكِنُهَا عِدَادُ الْقَطْرِ فِي صُوَرِ الْعِقْبَانِ لَا يَسْأَمُونَ، وَلَا يَفْتُرُونَ، وَلَا يَنَامُونَ مِنْهَا يَنْشَقُّ السَّحَابُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ الْخَافِقَيْنِ، فَيَنْتَشِرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ يَصْرِفُونَهُ، حَيْثُ أُمِرُوا بِهِ أَصْوَاتُهُمُ التَّسْبِيحُ، وَتَسْبِيحُهِمْ تَخْوِيفٌ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ: فَسَاكِنُهَا عَدَدُ الرَّمَلِ فِي صُوَرِ النَّاسِ مَلَائِكَةٌ يَنْفُخُونَ فِي الْبُرُوجِ كَنَفْخِ الرِّيحِ يَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَكَأَنَّمَا يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ: فَإِنَّهُ يَدْخُلُهَا كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى عَدْنٍ سَاكِنُهَا عَدَدُ أَلْوَانِ الشَّجَرِ صَافُّونَ مَنَاكِبَهُمْ مَعًا فِي صُوَرِ الْحُورِ الْعِينِ مِنْ بَيْنِ رَاكِعٍ، وَسَاجِدٍ تَبْرُقُ وُجُوهُهُمْ بَسُبُحَاتٍ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ: فَإِنَّ عَدَدَهَا يَضْعَفُ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ فِي صُورَةِ النُّسُورِ مِنْهُمُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ، وَالْعُلَمَاءُ السَّفَرَةُ، إِذَا كَبَّرُوا اهْتَزَّ الْعَرْشُ مِنْ مَخَافَتِهِمْ، وَصَعِقَ الْمَلَائِكَةُ يَمْلَأُ جَنَاحُ أَحَدِهِمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّادِسَةُ: فَحِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُ وَجُنْدُهُ الْأَعْظَمُ لَوْ أُمِرَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَقْلَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَحَدِ جَنَاحَيْهِ اقْتَلَعَهُنَّ فِي صُورَةِ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ: فَفِيهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ الَّذِينَ يَرْفَعُونَ الْأَعْمَالَ فِي بُطُونِ الصُّحُفِ، وَيَخْفِضُونَ الْمِيزَانَ فَوْقَهَا حَمَلَةُ الْعَرْشِ الْكَرُوبِيُّونَ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَنَةٍ - أَوْ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً» - فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ديَّانُ الدِّينِ خَالِقُ الْخَلْقِ رَبُّ الْعَالَمِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: " ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعَ أَرَضِينَ، فَقَالَ: كُنْ، فَأَوَّلُ مَا خَلَقَ مِنَ الْجِنَانِ دَارُ السَّلَامِ، وَهِيَ مِائَةُ دَرَجَةٍ هَكَذَا، وَمِائَةُ دَرَجَةٍ هَكَذَا، وَمِائَةُ دَرَجَةٍ هَكَذَا، وَمِائَةُ دَرَجَةٍ هَكَذَا، طُولُ كُلِّ دَرَجَةٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ وَدَرَجَةٍ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مُعَلَّقَةٌ بِرِيَاحِ الرَّحْمَةِ لَا عَلَائِقَ مِنْ فَوْقِهَا فَتُمْسِكَهَا، وَلَا دَعَائِمَ مِنْ تَحْتِهَا فَتَحْبِسَهَا، قُصُورُهَا وِقِبَابُهَا وَحُلِيُّهَا، وَإِسْتَبْرَقُهَا، وَأَسِرَّتُهَا، وَكُلُّ مَا فِيهَا مِنْ فِضَّةٍ، قَوَارِيرُ، قَوَارِيرُ فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ فِي نَقَاءِ الزُّجَاجَةِ فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ يَبِينُ دَاخِلُهَا مِنْ خَارِجِهَا كَمَا يُرَى الشَّرَابُ فِي الزُّجَاجَةِ الصَّافِيَةِ، صُحُونُ قُصُورِهَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ فِي خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، فِيهَا


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2015 4:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج

لقد نشأ هذا الزاهد المتصوّف في واسط والعراق، وصَحِبَ أبا القاسم الجُنيد وغيره، واختلف الناس في عصره بشأنه، من مبالغ في تعظيمه، إلى مبالغ في تكفيره. وكان ابتداءُ حاله على ما ذكره عز الدين بن الأثير في تاريخه أنه كان يظهر الزهد والتصوّف والكرامات.
ويقالُ إنه أصبح داعياً قُرمطياً في خُراسان والأهواز وفارس والهند والتركستان، وسرعان ما اجتمع حوله تلاميذه الحلاّجية عند عودته من مكة إلى بغداد عام 296ه (908)م، واتهمه المعتزلة بالشعوذة، وأُخرِج من الطريقة بمقتضى (توقيع) الإمامية، وفتوى الظاهرية، وقبض عليه رجال الشرطة العباسيون مرتين، وأحضر أمام الوزير ابن عيسى، وعُذِّب عام 913م، وأمضى ثماني سنوات في سجن بغداد. ولعل اهتمام شغب (أم المقتدر) ورعايتها الحلاّج، وميل الحاجب نصر إليه ومساندته عند المقتدر، قد ساهما في تأجيج عداوة الوزير حامد له، فأمر بقتله بعد محاكمة دامت سبعة أشهر، بمقتضى فتوى أقرّها القاضي المالكي أبو عمر. وفي الثلاثاء 26 آذار سنة 922م، جلد الحلاّج، وقطّعت أوصاله وشوّه وصلب، ثم حُزّ رأسه وأحرق، وذلك في ساحة السجن الجديد ببغداد على الضفة اليمنى لنهر دجلة أمام باب الطاق.

1

الحلاج يبتلع التميمة

قيل إن (والدة حسين الحلاج) لما حملت به، نذرته خادما للفقراء، وتُسلمه لأبي القاسم شيخ الطايفتين الجنيد رضي الله عنه يعلمه القرآن فلما وضعته وكبر لم يَهُن عليها فراقه، فأشغلته في صنايع أهل الدنيا، فلم يتعلم منها (شيء)‍. فقال لها ذات يوم: أماه.. ( أنتي نذرتيني ) خادما للفقراء، فأوهبيني للشيخ ( أبو ) القاسم الجنيد وأوفي بنذرك، فأخذته، ومضت به إلى الجنيد، فعلمه كتاب الله، وعلمه العلم الشريف، وكان يخدم الزاوية، ويتحوج إلى الفقراء و يدخل الخلوة، ويكنسها، و ينفض الكتب من الغبار، ويبسط السجادة لشيخه، ويملأ الأباريق.

فدخل ذات يوم الخلوة ليكنسها، وإذا بورقة قد سقطت من السجادة فيها اسم الله الأعظم، فأخذها وأكلها ليتبرك بها، وكانت مرسوم الولاية للشيخ، فطلبها، فلم يجدها، فشق ذلك عليه، فأراد أن يخوف الفقرا حتى يردوها عليه، فقال: من وجد لي ورقة ولم يردها قطعت يمينه. فلم يتكلم أحد‍.

فقال: من سمعني أطلبها، ولم يردها، قطعت شماله. فلم يرد أحد‍.

فقال: من سمعني اطلبها ولم يردها قطعت رجليه، وصلب، ورجم، واحرق، وذرّي بالهوا‍.

فنفذت الدعوات كلها في حسين الحلاج، و هو قائم متحيّر، وقد التهب فؤاده من محبة الحق، فقال له الشيخ: يا حسين….! ما افتكارك؟

قال: نسمة من جنابه، أوقفتني ببابه، وبشرتني في الدجى بوصله واقترابه، واستراح الفؤاد من هجره واحتجابه، وطاب لي ما سمعته في الدجى من خطابه، وعلى كل حال سكرتي من شرابه


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الجمعة سبتمبر 25, 2015 2:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج



( 2 )
قال: ثم قوي به الوجد، فكان الشيخ يعطيه الفضة ليشتري عشاء للفقراء، فيمضي إلى السوق، فيقف على البياع، فيقول له: ما تريد؟‍.

فيقول: الله … الله !‍ .

ثم يأتي اللبان كذلك، والبقال كذلك، والخباز كذلك.

قال: فأتى أهل السوق إلى الشيخ، و قالوا له: يا سيدي لا ترسل إلينا هذا المولّه، فإنا ما نعرف ما يقول.

وزاد الوجد بحسين الحلاج، فساح في الجبال ستة اشهر، ثم رجع في ميعاد الشيخ، فوجد المجلس مزدحما بالخلايق، فوقف في الدهليز‍. وكان الشيخ فصيح اللسان إذا تكلم يفهم كلامه الذكي والبليد، وكان الناس يرغبون في مجلسه لفصاحته. فدق الكلام في ذلك اليوم حتى لم يفهم منه كلمة واحدة‍.

فقال الناس: ما هكذا عادتك للفقرا، ما نفهم من كلامك شيء‍.

فقال الشيخ: وأنا أيضا ما افهم ما أقول، و لا بد من لهذا من نبأ، و ممن يفهمه … فتشوا الدهليز، وانظروا من يبكي لهذا الكلام. فلما فتشوا، وجدوا حسين الحلاج (واقف) يبكي. فقالوا: تفهم ما يقول الشيخ؟.

قال: نعم.

قالوا: تقدم، فإن الشيخ يريدك.

ففسحوا له حتى طلع المنبر‍. فقال له الشيخ: يا حسين … أنت وصلت إلى هذه المنزلة تسمع الخطاب في الأسرار …؟ اكتم السر … !

قال: ما أقوى على الكتمان.

و قيل إنه سأله: ما المحبة؟.

قال: حبه نزل بقلبي فلم أر إلا ربي، فأخذ لبي مني، و سلبني عني، ثم نظرت منه إليه، فلم انظر إلا هو، فعلمت أنه الحق. وقال لي: يا حلاج، ما أسرع ما كانت المحبة، رضعت من ثدي محبتنا رضعة، وشربت من كاس محبتنا جرعة، فما ثبت إلا لحظة، و ما كتمت إلا غمضة‍.

ثم بكى بكاء شديدا حتى غشي عليه، ثم أنشد:



ألا
يا ليل زاد بي الهيــــام
شطحت بسكرتي برا وسهلا
ألا يا ليل للمولى رجـــال
ألا يا ليل قرب الحق نالوا
ألا يا ليل قد كسبوا (جمال)
ألا يا ليل قد صـدقوا المقال
تراهم ركعا يبغــون فضلا
ألا يا ليل أقوام كــــرام
ألا يا ليل قد شربوا فهاموا
ألا يا ليل جنح الليل قامـوا
ألا يا ليل قد صلوا و صاموا
تراهم سجــدا يبغون وصلا
ألا يا ليل قد كثرت ذنــوبي
ألا يا ليل قد ظهرت عيـوبي
ألا يا ليل زاد بــي النحيب
ألا يا ليل نادمنــي حبيـبي
ولاطفني، ولا عـــن تولّى
ألا يا ليل لي قلب أسيـــر
ألا يا ليل بي وجد كثيـــر
ألا يا ليل لي دمـــع غزير
ألا يا ليل إني مستجـــير
بجاه المصطفى من نال فضلا

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأحد سبتمبر 27, 2015 5:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج


( 3 )

قال الراوي: فلما فرغ حسين من شعره. قال شيخه: يا حسين … أنت وصلت إلى هذه المنزلة؟.

إن كنت وصلت إليها، فعليك بكتمان السر‍.

فقال له: يا شيخي … ما لي قوة على كتمان السر فقال له: كيف ترى نور المحبوب في قلبك؟.

فقال له: أرى نورا هام (بي) قلبي، فلم أر إلا ربي. فأخذ عقلي مني، وقد سلبني عني، ثم نظرت منه إليه، فلم أر الكون ألا هو‍.

ثم إن حسين أنشد يقول:


طابَ السماعُ وهبّتِ النسـمـاتُ
وتواجــدت في حانها السـاداتُ
سمعوا بــذكرِ حبيبهم فـتهتّكوا
خلعوا العـــذارَ ودارتِ الكاساتُ
طربوا فطابت باللقا أرواحـــهم
كتموا فباحت منهـــم العـبرات
شربوا بأقداح الصفا لما صــفوا
سكروا فلاحت منهم حــــالات
ظهرت عليهم من بواطن ســرهم
نفحات ســــر كلها راحــات
هطلت مدامعهم على وجنـاتهــم
وتصاعـــدت من شوقهم زفرات
زاد الغرام و في حشاهم جمـــرة
شـــوقا إليه بقلبهم زفـــرات
نشرت عليهم من مجالس ذكرهم
نِعَمٌ، وطابت منهــــم الأوقـات
فتعطرت ريح الصبا من عطــرهم
وسـرت بنشر روايـــح نفحات
والدهر يمضي في رضاهم راحــة
ويحق فيهـــم طابت الراحــات

قال الراوي بإسناده: فلما فرغ حسين من شعره صار يشطح، و يزيد في الكلام زايدا و ناقصا، وقد غرق في بحر الوداد، فصار الشيخ يرسله إلى السوق بالدراهم ليشتري إلى الفقرا ما يحتاجونه (فلما) يقف على السوقي يقول له: ما تريد يا حسين؟‍.
فيقول: لا اله إلا الله، لا اله إلا الله. وهو يشطح في كلامه، و يظنون أن (كلامه لحنا و تبديلا و كفرا)‍. وصار يبكي بكاء شديدا، و هو ينشد و يقول شعرا:

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 29, 2015 5:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج

( 4 )




وصار يبكي بكاء شديدا، و هو ينشد و يقول شعرا:
يا عـــوضي عن عوضي
وصحتي في مــــرضي
يا من هـــــواه دايما
في مهجتي ولا ينقضي
هيمت قلبــــي مالكي
والقلب بالفعل رضــي
وقد رضيت بما قضــي
روحي فداه إن رضــي

2

مخزن القطن يبتلع الحلاج

قال الراوي: فلما فرغ حسين من شعره قامت أهل بغداد إلى الشيخ الجنيد، و اجتمعوا عنده، و قالوا: يا شيخ.. اعلم أن مريدك حسين قد أتعبنا، و هو يشطح، و يتكلم بكلام لم يدخل في العقل، و لا في البــال، و قد اشغلنا عن بيعنا و شرانا، أوقف حالنا، فنسألك أن ترده عنا‍.

فقال لهم الشيخ: انصرفوا، فإذا حضر نؤدبه، فما مضت ساعة إلا وحسين حضر بين يدي الشيخ، فقال له: يا حسين ما هذا الحال! اعلم أن أهل بغداد قد أتوا إلى عندي، وشكو منك، و من شطحك، ومن (كترة) كلامك، وقد أتعبتني وأتعبت نفسك، فارجع عما أنت فيه، ولا (ترمي) روحك في الهوان (فيقطعوا) منك الأوصال، (ويعذبوك) بأشد العذاب

فقال له: التعذيب يطيب في رضا الحبيب، ثم إن حسين انشد في المعنى يقول شعرا:

غفلت وحادي الموت في طلبي يجد
وإن لم أمت يوما فلا بد مـا أغدو
أرى العمر قد ولى ولـم ابلغ المنى
و ليس معي زاد، و في سفري بعد
فوا أسفي لو كــــان يغني تأسفي
وواه، ووا وجداه لو ينفـع الوجد
على موت مثلي و هو خال من التقى
و ليس معي تقوى و ليس معي زهد
انعم جسمي بالثيـــــاب ولينها
وليس لجسمي من ثيـاب البلى بد
كأني قد مــــددت في برزخ البلى
ومن فوقي ردم، و من تحتي اللحد
و قد بليت تلك المــــحاسن كلها
ولم يبق فوق العظم لحـم و لا جلد
و الله (لم أخشى) بشيء ســوى البلى
وقد جاء من ربي وعيد و(جا) وعد
لقد كان لي بالموت وعــظ من البلى
وقد غاب عني الأهل وانقلب الرشد
و قد كنت لله الــــمهيمن عاصيا
واحدث أحداثا و لـــيس لها رد
و أرخيت وقــت الليل سترا من الجفا
ولم أخش من ســـر عنده يبدو
عسى غــــافر الزلات يفغر زلتي
وقد يغفر المــولى إذا أذنب العبد
إلهي ترى نفسي وقلــــة صبرها
إذا لاح ضوء البرق أو قهقهة الرعد
و كيف إذا في النــار تحرق مهجتي
ونارك لا يقوى لها الحــجر الجلد
أنا الفرد عنـد الموت في القبر و البلى
وابعث فردا فارحــم الفرد يا فرد
سألت إلـــه العـرش يغفر زلتي
فقد يغفر المولى إذا أذنـــب العبد
و مالي شفيــــع غير جاه محمد
ومن جاهه في الحشر ليــس له رد
عليه صـــلاة الله ما لاح بارق
وما هطلت سحب و ما قهقه الرعد


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأربعاء سبتمبر 30, 2015 5:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج

( 5 )

قال الراوي: فلما فرغ حسين من شعره، تركه شيخه وصار يشطح، و يزيد في كلامه، و قد غرق في بحر الوداد، (فالتمت) أهل بغداد، وجاؤوا إلى الشيخ الجنيد، و قالوا له: يا سيدي الشيخ، لقد زاد مريدك حسين في كلامه ولا (بقا) لنا عليه اصطبار‍.

فقال لهم الشيخ: امسكوه (حتى إني) أحبسه في مخزن القطن إلى غد (حتى إني) أدبّر فيه حيلة، إما يرجع عمّا هو فيه، وعن مقاله، وإما نشغله بقطع أوصاله، فجاؤوا إليه. واجتمعوا عليه، وأدخلوه إلى مخزن القطن، وقفلوا عليه الأبواب، فلما رأى روحه محبوسا بكى بكاء شديدا، وأنشد:

يظنون أن الحب (هزلا) بـلا جد
وما ذاك إلا وصـف زايد الحد
وما علقت نار الهـــوى بمتيم
لذي الحب إلا لا يعيد ولا يبدي
أقل الهوى ما ينسي الصب اسمه
وأيسره نار تـــضرم بالوقد
وأوسطه نار الغـــرام تسعرا
إذا ما مضى جلـد تبدل بالجلد
و كل وداد لا يـكون مسرمدا
إلى ميعاد يوم الورى ليس بالود
فكم ليلة قد نلتها في اصطلامها
أنادم أنفاسا ألــذ من الشهد
وكم ليلة في الحب سكران هايم
بحبي وقلبي هو مقيم على العهد
تطوف علينا خــمرة معنوية
مؤيدة جلت عن الكيف و الحد
وما ذاك إلا أنـــها بعناية
(معظمةً)؟ بالعز سابقة السعد

قال الراوي بإسناده: فلما فرغ حسين من شعره بكى بكاء شديدا، وبات في مخزن القطن، و هو واقف على أقدامه إلى الصباح،


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الأحد أكتوبر 04, 2015 2:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
قال الراوي بإسناده: فلما فرغ حسين من شعره بكى بكاء شديدا، وبات في مخزن القطن، و هو واقف على أقدامه إلى الصباح، ساعة يقرا، وساعة يذكر الله تعالى و ينشد الأشعار، و يبكي بدموع غزار‍.

وأنشد يقول شعرا:

يا كراما بوصـلهم جبـروني
وبألطاف جودهــم جذبوني
منعوني الرقاد في الليل لما
علقوا حبهم بقلبــي سبوني
أنا عبد لهم على كل حالــة
خاضعا خاشــعا لهم خلقوني
فارغ القلب من سواهم عساهـم
عبد رق ببابهــــم قيدوني
هم دعوني إليهم برضاهـــم
وحموني عن غيرهم و هدوني
أوجدوا بي عبد رق فمالــي
غير حبي لهم بـــه خضعوني
أوقفوني ببابهم عن سواهــم
خادما دايما بهـــم جبروني
فتحوا لي أبوابهم بهـداهم
وأدخلوني عليهـم و أوقفوني
عبد رق بحسنهـم أتـــملى
وبألطاف فضلهــم رحموني
أطلقوني من قيد اسر سواهـم
وبأفضال جـودهــم قيدوني
روقوا لي المدام في الحان لمـا
أخذوني مني وصرفــا سقوني
خمرة المصطفى شربت حقـيقا
بالوفا والرضا بهــا عرفوني
يا خليلي وصاحـــبي و صديقي
قم إلى حانها بهـــا تجدوني
قم علي بآية ســحر و (نـادي)
يا كراما بفـضلهـم غمروني
أوقفوني إلى الرضــــا بهداهم
وإليهم بهم وهــم أرشدوني
لهم الفضل كامــــلا يا خليلي
هم كرام بفــضلهم عودوني
سلبوني عن غيرهم ورضـــوا بي
خادمــا عابدا لهم ورعوني
إنني قد رضيت بالحب فـــيهم
عبد رق نشوان مـما سقوني
كل عبـــد غدا لهم ومــريد
في هواهم بــجودهم تبعوني
من أراد الإله؟ يتبع حــــبي
في طريق الهدى لهم رسـموني
جذبوني مني لهم و إليهــــم
قربوني، وبالصـــفا جلبوني
أو جدوني بهم لهم عبـــد رق
وعلى حبهم لهــم نظروني
مقصدي هم و القصد منهم رضاهم
ورضاي وصالهم يرعــوني
عبد رق ولا (انثني) عن هواهــم
وهواهم في مهجتي يعطـوني


قال الراوي: فلما فرغ حسين من شعره، صبروا عليه حتى أصبح الصباح ودخلوا عليه، فوجدوا كل القطن الذي كان في المخزن محلوجا مندوفا، القطن في ناحية، (البزر) في ناحية أخرى، فتعجب الناس من ذلك، وقالوا: يا حسين أنت صنعتك حلاج حتى حلجت هذا القطن كله في ساعة؟! فلما سمع منهم

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 4:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
السيرة الشعبية للحلاج

هذا الكتاب دراسة وتحقيق رضوان السح دار صادر بيروت 1998

تمثّل شخصية الحسين بن منصور المعروف بالحلاّج

( 7 )
الأخير


وقالوا: يا حسين أنت صنعتك حلاج حتى حلجت هذا القطن كله في ساعة؟! فلما سمع منهم هذا الكلام أنشد يقول شعرا:

أنا حسين الحلاج (ليش) تنكرون حالي
أنا حلجت قطني بالذكر و القــرآن
أنا عبد ربي حقا (بلا محــــال)
أنا قضيت عمري في خدمة الديــان
أنا فتى في قتلي (سبعين) طيــلسان
لكنهم معاذير ما (شاهدوا)؟ المــعاني
أنا عبدت ربي في ظلمـــة الليالي
في حب ربي قد صرت ثابــت الجنان
أنا فتح لي الباب بفضله دعـــاني
بفضله سترني وعفـــــوه عطاني
بالله يا (خواني) سلوه عسى يرضاني
إن كان ما يرضاني (جددن) فيه أحزاني

قال الراوي: فلما فرغ حسين من شعره قالوا له: قم معنا إلى عند شيخك الجنيد لترجع عما أنت فيه و إلا قطعنا منك الأوصال، قال: فسار معهم حتى وصل إلى الجنيد شيخه فقام له شيخه و عانقه، وبكى بكاء شديدا، وأنشد يقول:

سقوني، وقالوا: لا (تغني)‍. ولو سـقوا
جبال حنين لو سقوها (لغنــتي)
جبال حنين لم تكن تعرف الهـوى
ولو أنها عرفت لكانت (تغنــتي)
حرمت الرضا إن كنت بعد حديثكـم
سمعت بأذني ما حلالي (فصـمتي)
وإني لأبكي العين في كـل منـــزل
على طيب أيام مضت و(تولـتي)
أيا سادتي لولا أخاف علـيكــــم
زفرت فأحرقت الخيام بزفــرتي
ولولا مراعاة الخيـــام أهلـــها
قطعت طريق السالكين بعــبرتي
وسجادتي زهر الربيع وروضــــتي
وسبع المثاني والمثاني سبـــحتي
ومجنون ليلى مات في الحب واجـدا
ولي في هواها في الدجى لي وجدتي
فيا أيها العاصي الذي ضاع عمــره
وفرط في الأيام حتى تولتـــي
إذا كنت تهوى القوم (فاهجر) سواهم
وبادر إلى باب الحبيب (بسرعتي)
وسله الرضا و العفو عما مضـــى
تجد رحيما غفار الذنب و(الخطيتي)

قال الراوي بإسناده: فلما فرغ حسين من شعره ناوله الشيخ منديله و قال له: خذ لك هذا المنديل يا حسين. فأخذه وحذفه في الهوا، وقال: يا منديل، خذني معك؛ فطار هو والمنديل، ولم يظهر له خبر إلى مضيّ سنة كاملة، فصار أهل بغداد و الناس متعجبين من هذا الأمر‍. فقال الناس: الحمد لله، راح حسين، و(استرحنا منه) أكلته الوحوش في البراري و الجبال.

قال: فبينما الناس في الكلام، وإذا بحسين الحلاج قد أقبل ودخل من باب بغداد، وهو يقول: لا اله إلا الله، ما يدوم إلا وجه الله، لا اله إلا الله، يا قوم اعبدوا الله، يا قوم اذكروا الله، يا قوم وحدوا الله، يا قوم قولوا: لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قال: فلم تزل الناس خلفه، وهم يكتبون ما يقول حتى وصل إلى عند شيخه، فلما نظر إليه شيخه بكى بكاء شديدا، وأنشد رحمه الله تعالى يقول شعرا:

قل لإخوان رأوني مـــــــتا
فبكوني ورثوا لي حزنــــــا
أتظنون بأني ميـــــــــت
ليس ذاك الميت – والله – أنـــا
أنا في صور وهذا جســـــدي
كان بيتي وقميصي زمــــــنا
أنا كنز وحجابي مطلــــــب
من تراب قد تخلى للفــــــنا
أنا در قد حواه صــــــدف
كان سجن (فألفت)؟ السجـــنا
أنا عصفور وهذا قفـــــصي
طرت منه وتركته رهــــــنا
أحـــمد الله الذي خلصـــني
وبنى لي في المعالي وطــــــنا
كنت قبل اليوم (ميْــــتٌ)بينكم
فحييت (إن) خلعت الكفــــنا
وأنا اليـــوم أناجى مــــلأ
وأرى الله جهارا علــــــنا
عاكفا في اللوح أقـــــرأ وأرى
كل ما كان ويأتي ودنـــــا
يا قريب يا مجــــــيب اهدني
من سواك أنت كريم (معلـــنا)
وطعامي وشـــرابي واحــد
فافهموه فهو رمز (حسنــــا)
فافهمــــــوا السر ففيه نبأ
من (معاني) تحت لفظ كمـــنا
فاهدموا بيتي ورضوا قفصي
وذروا الكل يقينا بيّــــــنا
لقد رحت وقد خلفـــــتكم
لست أرضى داركم لي وطنــا
لا تظنوا الموت موتا إنـــــه
لحياة فهو غايات المنـــــى
خبرتنا الدار يوما عنهـــــم
فإذا ما مت طار (الوسنــــا)
(لا تكن) في هجمة الموت (فزع)
إنما هي انتقال من هنا إلى هنــا
وخذوا في الزاد حملا واثـــقا
ليس بالغافل منا مـن ونــــا
واحسنوا الظن برب راحـــم
يشكر السعي وتأتوا أمنــــا
ما أرى نفسي إلا أنتـــــم
واعتقادي أنكم أنـتم أنــــا
(عنصر الهامة منا)؟ واحــــد
وكذا الجسم جميعا معنـــــا
فمتى ما كان خيرا (فلــــقا)
ومتى ما كان شرا فبــــــنا
أسال لنفسي راحـــــــة
رحم الله صديـقــــا أمنــا
وسلام الله عليكم دايمـــــا
سلام من مــحب (وتنــــا)؟

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطائف و لكن من الأ دب العربى
مشاركةمرسل: الخميس ديسمبر 17, 2015 8:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35899
مقتطفات من
كتاب : بدائع الزهور في وقائع الدهور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)


عن أبى حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان العرش كان على الماء فلما خلق الله السموات جعله فوق السموات السبع وجعل السحاب كالغربال للمطر ولولا ذلك لغرقت الأرض. ويقال ارتفاع السحاب عن الارض اثنا عشر ميلا قال عكرمه ان الله تعالى ينزل المطر من السماء القطرة كالبعير ولولا أن السحاب والرياح تفرقها لفسد كل ما تقع عليه من النبات والبهائم وقد قال الله تعالى(وهو الذى يرسل الرياح بشرا) الآية ذكر أخبار المطر قال ابن عباس رضى الله عنهما ان الله تعالى وكل بالمطر ملائكة فلا تنزل قطرة الا ومعها ملك يضعها حيث شاء الله تعالى اما فى البر واما فى البحر فاذا كان على الارض أنبت الله به الزرع والاعشاب وهو قوله تعالى (وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ) وان كان فى البحر يخلق الله تعالى منه اللؤلؤ الصغار والكبار قال ارسطاطا ليس ان المطر يقع فى البحر المحيط بالدنيا وذلك وقت هبوب الريح الشمالى فاذا هاج البحر بالأمواج نزل من السماء مطر عظيم فيصعد من ذلك البحر صدف على وجه الماء ويفتح فاه ويلتقم القطرة من المطر كما يلتقم الفرج النطفة فلا يزال الصدف يعمد الى مواضع فى البحر لينعقد المطر فيصير درا فاذا انعقد تغوص الصدفة الى قعر البحر ويجمعونها فى أوعية موضوعة فى صدورهم فيعمد اليها الغواصون واذا تركت الدرة فى الصدفة وطال مكثها فى البحر فسدت وتغير لونها كاثمرة اذا تركت على الشجرة ولم تقطف فى
أوانها وحكى أن أعرابيا قدم الى البصرة ومعه درة نفيسة فأتى بها الى عطار هناك وسأله أن يشتريها منه فاشتراها منه بأبخس الأثمان ثم ان العطار سأل الأعرابى من أين وصلت اليك هذه الدرة فقال مررت يوما من الأيام بساحل البحر من أرض الصين فرأيت ثعلبا ميتا وعلى فمه صدفة فى جوفها بياض يلمع ووجدت هذه الخرزة الى جانبه فأخذتها ومضيت والذى يظهر لى من هذه الواقعة أن صدف البحر الذى فيه اللؤلؤ يخرج من الماء لينتشق الهواء كما هى عادة الصدف. فلما مر ذلك الثعلب بساحل البحر رأى لحمة حمراء فى جوف الصدفة وهى فاتحة فاها فوثب عليها الثعلب ليقتلها فأدخل فاه فى الصدفة فانطبقت عليه ومن شأنها اذا انطبقت على شئ لا تنفتح أبدا حتى تنشق بالحديد فلما انطبقت على فم الثعلب أخذها فصار يضر بها فى الأرض يمينا وشمالا الى أن مات فخرجت هذه الدرة من جوف الصدفة فمر بها ذلك الأعرابى فأخذها ولم يعلم قيمتها فكانت من رزق ذلك العطار فباعها بألف دينار وكانت قدر بيضة الحمامة وقال ابن عباس رضى الله عنهما ان ماء المطر من بحر بين السماء والارض وهو كثير المياه وفيه السمك والضفادع وقد نزل فى بعض السنين فى أماكن من الأرض مع المطر ضفادع وسمك صغار. ومصداق ذلك ما حكى أن ملكا من الملوك أطلق بازياله فى الفضاء خلف طائر فصعد البازى الى أعلى الجو فغاب عن الأعين ثم رجع وفى رجله سمكة فلما رآها الملك أراد أن يأكلها فأحضر الحكماء واستشارهم فى أكل تلك السمكة فأشاروا عليه فى أكلها فقام من بين الحاضرين شاب صغير وكان له اشتغال بالعلم فى وسط المجلس وقال أيها الملك ان لحم هذه السمكة مسموم ولا يجوز أكله فقال له الملك ومن أين لك هذا العلم قال ان الله تعالى خلق بحرا بين السماء والأرض وقد ورد فيه من الاخبار بأن به أسماكا مسمومة وأنت لما أطلقت البزاة خلف الطائر وفاته اختطفت هذه السمكة من ذلك البحر وان هذا البحر لا يصل اليه الا البازات الشهب فان أراد الملك صدق قولى فليحضر شخصا وجب عليه القتل وليطعمها له فينظر صدق قولى فأتى الملك بشخص وجب عليه القتل فأطعمها له فلما أكلها اضطرب ومات فى الحال فلما رأى الملك ذلك أنعم على الشاب بألف دينار وصار لا يتصرف فى شئ من الأمور الا برأى ذلك الشاب .
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 44 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: حامد الديب و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط