" وستصبح أورشليم هي قصبة (عاصمة) العالم، والمدينة المعتبرة أنها مركز الأرض، وكما أن القديسين السماويين سيحكمون وهم في أورشليم السماوية فوق الأرض كذلك فإن إسرائيل ستحكم علي الأرض وأورشليم هي مقر حكومة الرب، وستصبح إسرائيل رأسا لكل الأمم علي الأرض بحسب مقصد الله الأصلي من نحوهم. وباعتبارها رأسا للشعوب، فإن الأرض كلها ستعطي الجزية لإسرائيل، وسترضع من غني الأمم وستصبح أغني منطقة علي الأرض بلا مقارنة ".
E وستخدم كل الأمم إسرائيل،" وسيرعون قطعانهم ويحرثون حقولهم ويخدمون في كرومهم، بينما تدعي إسرائيل لخدمة الرب والأمم التي لا تخدم إسرائيل ستباد (اش 60: 12).
وستصبح أورشليم مركزا لتعلم كلمة الله وكل الأمم ستصعد إلي أورشليم لهذا الغرض (اش 2: 2-3). وستكون إسرائيل بركة للعالم.
وستنسكب قوة الروح القدس علي إسرائيل بآيات ومعجزات، وتستخدم إسرائيل هذه القوة لبركة العالم، واللغات المختلفة للأمم ستستمر في الملك الألفي، وكل وجه من أوجه الحياة في إسرائيل سيتصف بالقداسة. " قدس الرب " ستكتب علي أجراس الخيل (وهي تصور الحياة العامة)، وعلي القدور في بيت الرب (إشارة للحياة الدينية) وعلي قدور أورشليم ويهوذا (وهي تصور الحياة البدائية) (زك 14: 20- 21) "(17).
E وسيصبح الناس طوال الأعمار كما كانوا قبل الطوفان. وستزول اللعنة، ويقيد الموت. وسيعيش الذين يدخلون العصر الألفي في حالة عدم الخطية، أما الذين سيخطئون سيموتون في عمر مائة سنة. وستتغير غرائز التوحش والإبادة في الحيوانات فيسكن الذئب والخروف معا، ويرعى الأسد والعجل معا ولا يفترس أحدهما الأخر.
ويلعب الأطفال مع الأسود والثعابين دون أن يخافوا منهما وسينام الناس في الوعور دون أذى، ولا تعود الحيوانات إلى أكل اللحوم ثانية. ويأكل الأسد العشب مثل الثور. ويعود الإنسان إلى عصور ما قبل الطوفان ويكون طعامه النبات (تك1: 29) والسمك (حز 47: 9-10).
E وستحدث تغيرات طوبوغرافيه كبيرة في الأرض (أش41: 15 – 20). " وسيكون هناك نهر جديد ومياهه شافية تنساب من أسفل الهيكل إلي مركز أورشليم. ومن هناك تنقسم إلي رأسين إلي الشرق الذي يصب في البحر الميت، وإلي الغرب ويصب في البحر المتوسط. والوادي الجديد إذ تشقه قدمي الرب عندما يأتي إلي جبل الزيتون، فإن النهر يغني ويخصب الأرض.
وسيشفي البحر الميت ومياهه تمتلئ بوفرة من السمك والصيادون يلقون شباكهم من الشواطئ (حز 47: 9 – 10).
أما البرك والمستنقعات في البحر الميت فلن تشفي (حز 47: 11).
وأنهار جديدة أخري ستنفجر وتتدفق في الأرض كذلك.
وتزهر البرية مثل النرجس (أش 35: 1- 2و7) ".
E وسيجف نهر الفرات ونهر النيل ويتوقف استخدامهما. ويلمع نور الشمس سبعة أضعاف والقمر يلمع نوره كالشمس (إش 30: 26).
" وستبقي الأربعة فصول بعينها في الأرض.
وستزدهر الخصوبة الزراعية والنباتية. وستعطي الأرض محاصيل بطريقة لم تعرفها من قبل (علي الأقل منذ سقوط الإنسان. وأكثر الأماكن في الأرض مثل قمم الجبال ستعطي وفرة في المحاصيل (مز 72: 16).
والحقول والمروج في الأرض تكتسي بالأغنام والوديان تتعطف بالبر (القمح والذرة والشعير)، والأسلحة تستخدم كأدوات للزراعة (اش 2: 4،مي 4: 3). أرض أدوم، وهذا سيساهم بصورة كبيرة في الإنتاج (اش 34: 13، 55: 12- 13).
وسيكون الحصاد وفيرا بدرجة كبيرة للغاية حتى أنه لا يوجد وقت كافي لجمع المحاصيل قبل بداية وقت إلقاء البذار مرة أخري وسيدرك الحارث الحاصد ودائس العنب باذر الزرع (عا 9: 13).
ويحصد الذراع من القطيع نتائج وفيرة (اش7: 21- 22) ".
E " وستصبح ارض إسرائيل خصبة جدا مثل جنة عدن (حز 36: 35).
أما قطيع الأغنام والماشية الضخم الكثير العدد فإنه سيملأ الأرض إلى الدرجة التي فيها أنها تغمر شوارع تلك المدن.
وعلي شواطئ النهر ستنمو كل أنواع الأشجار المثمرة التي ستعطي ثمراً في كل شهر، وليس كل سنة كما هو حادث ألان (حز 47: 12، تث 33: 14((18).
E وستستخدم عقاقير الأعشاب لشفاء الرضوض والقطع، والتي تعمل من أوراق الأشجار التي تنمو علي شواطئ البحر الميت (حز47: 12). ولن يكون هناك فقر بعد. وسينقطع الفقير من الأرض، وستكون المؤونة متوفرة للمحتاجين، وللأيتام والأرامل.
E وستبقي ارض أدوم في خراب دائم من جيل إلى جيل أثناء الملك الألفي. فالأشواك والقريس ينبتان في تلك الأرض الخربة، وستصبح تذكارا أبديا لكل الأمم ليروا ما يلحق بأولئك الذين كرهوا الرب وكرهوا شعبه إسرائيل.
E أما المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا فلن يعاد بناؤها. بل ستبقي خراباً وغير مسكونة أثناء فترة الملك الألفي بعد أن يعبر الملائكة لكي يأخذوا الأشرار بقسوة من بين الأبرار، وترعي وحوش الحقل في بيوت هذه المدن الخربة.
E وإذ يقترب حكم المسيح الألفي من نهايته، فإن الشيطان يحل زمانا يسيرا من الهاوية ليجرب الساكنين علي الأرض (وليس الذين في السماء).
وسيخدع أولئك الذين تظاهروا بالطاعة أثناء ملكه ويجمعهم ليحاربوا المدينة المحبوبة أورشليم (رؤ20: 7-9).
وعندما يحيط هؤلاء المتمردون بقيادة الشيطان أورشليم، فإن الرب يمطر عليهم نارا من السماء ويقضي عليهم (رؤ 20: 9 –10). وسيلقي الشيطان في بحيرة النار إلي الأبد. وفي ذلك الوقت فإن الرب يدفع السماوات والأرض إلي حريق عظيم.
)ع) انتهاء الأزمنة والقيامة الثانية ودينونة الأموات:
1 – وتتخذ القيامة الثانية، والتي تسمي " قيامة الدينونة " أو " قيامة الأشرار" مجراها (يو 5: 29، أع 24: 15) بعد الملك الألفي.
فالذين ماتوا في خطاياهم بدون إيمان في كل الأزمنة السابقة، من قايين إلي نهاية الملك الألفي، فانهم سيقامون ليقفوا أمام الرب في عرشه العظيم ليدانوا - هذه هي دينونة الأموات والأشرار " وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة " [رؤ 20: 5].
هؤلاء سيقدمون لدينونة الأموات [ وهي غير الأحياء – مت 25، رؤ 19 ]، كما سبق القول. وقد جاء زمانها. ويقولون أن الأشرار سيقومون بأرواحهم من الهاوية [ لو 16 ] وسيلبسون أجسادهم سواء من القبور أو البحر أو أي بقعة ويتم هذا بقدرة الله العجيبة، ليطرحهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت. وبين هاتين القيامتين، كما يقولون، نحو 1007 سنين.
2- أما الملائكة الساقطون الذين حفظوا في سلاسل الظلام فإنهم سيحضرون من الظلام ليحاكموا. وسيشترك القديسون مع الرب في دينونة الملائكة (1كو 6: 3).
3 - عندئذ يسلم الرب ملكوته (باعتباره أبن الإنسان) إلي الله أبيه وذلك حتى يكرس نفسه تماما لعروسه. ومع انه قد سلم الملك، إلا أنه لا يفرط في إنسانيته. فسيبقي إنسانا طوال الأبدية كلها. وكإنسان، فان الابن سيخضع للأب إلى الأبد.
وبنظرة سريعة لما سبق يتبين لنا أن هذا الفكر التدبيرى هو فكر يهودي بحت ويتفق بدرجة كبيرة مع أمال اليهود التي بسببها رفضوا السيد المسيح في مجيئه الأول عندما رفض أن يملك عليهم كملك أرضى (يو15: 6) ولا يتفق أبدا مع فكر السيد المسيح والعهد الجديد الذي قال " مملكتي ليست من هذا العالم " (يو36: 18).
كما يفسر كل ما سبق أن حدث، بالفعل، في تاريخ إسرائيل على أنه نبوات ستحدث في المستقبل!!
ويفسر الرؤى التي أعطيت للأنبياء في صور وأشكال رمزية بشكل حرفي وهذا لا يتفق على الإطلاق مع روح الكتاب المقدس ولا مبادئ تفسير الرؤى الإلهية (أنظر الفصلين التاليين).
هامش :
(1) الرجاء المبارك ص 20
(2) أنظر الكتب التالية : صدى النبوات، الرجاء المبارك ؛ هل يشاهد جيلنا نهاية العالم ؛ والتر سكوت، حول أحداث المستقبل ؛ (3) أنظر الكتب السابقة.
(4) قصد الهور في التدابير السبعة ص 4 ؛ صدى النبوات الفصل الأول.
(5) التدابير السبعة ص 56. (6) صدى النبوات ص 52.
(7) Prophecy &The Church P. 10
(8) والتر سكوت "
(9) هل يشاهد جيلنا نهاية العالم، ص 52
(10)حول أحداث المستقبل ص46و47 (11) أنظر الرجاء المبارك (12) الأحداث النبوية مرتبة ترتيبا تاريخيا.
(13) الرجاء المبارك (14) السابق (15) السابق (16) السابق (17) السابق.
يتبع إن شاء الله.