ولوصف محتويات الفناء (كما يراها المتقدم من الخارج إلى الداخل)، نقول: على يمين الداخل إلى المعبد، ساحة تسميها بعض المراجع ساحة الكهنة.
وعلى مقربة من المعبد نفسه، هناك حوض مصبوب من البرونز لحرق الذبائح، وعلى اليسار يوجد حوض يُسمَّى «بحر النحاس» أو «البحر المسبوك»، وهو إناء ضخم قاعدته مكونة من اثنى عشر ثوراً تمثل القبائل العبرانية، وتتجه كل ثلاثة منها إلى إحدى الجهات الأصلية.
وكان الكهنة يغتسلون في هذا الحوض، ولكن بعض الباحثين يذهبون إلى أنه ذو دلالة رمزية فقط وليست له أية وظيفة عملية.
ويبدو أنه كان هناك أيضاً عشرة أحواض من النحاس تُغسَل فيها الذبائح.
ثم يصعد الداخل عشر درجات (الأرقام تقابل تلك الموجودة في مخطط هيكل سليمان) في مرقاة تفضي إلى رواق معمَّد، وهناك سيجد عمودي ياقين وبوعز يقفان بلا سقف يحملانهما، ويُقال إنهما قد يكونان رمزين لآلهة دينية بدائية قديمة.
ويذهب أحد علماء العهد القديم إلى أنهما كانا يُستخدمان كمذبحي نار تُحرَق فيهما شحوم الحيوانات، أو ربما كانا رمزين لشجرة الحياة أو مبخرتين.
ويذهب أحد العلماء إلى أن كلمتي «ياقين» و«بوعز» هما أول كلمتين في شعارين ملكيين، أولهما يقول: "ليؤسس (ياقين) الرب عرش داود ومملكته لورثته إلى الأبد"، ويقول الثاني: "بمقدرة (بوعز) الرب سيفرح الملك".
كما أن هناك رأياً آخر يذهب إلى أن العمودين هما رمز الشمس والقمر، أو رمز عمود الدخان وعمود النار اللذين كانا يتقدمان العبرانيين في الصحراء. وبعد العمودين، توجد قاعة المدخل بعداها 25, 16 و32 قدماً، ويُطلَق عليها لفظ «أولام» (والكلمة من الأكادية وتعني الواجهة)، ووظيفتها فصل الهيكل (المقدَّس) عن العالم الخارجي (المدنَّس).
ويُوجَد في الواجهة باب المعبد الخارجي الذي يفتح على البهو المقدَّس ، والذي يُشار إليه باسم «بيت هامقداش» أي «البيت المقدَّس» أو «بيت أدوناي»، أي «بيت الإله».
وهو أيضاً «الهيكل» و«الحرم» و«المقدَّس»، وبعداه 65 و32.5 قدم، وهو الجزء الذي كانت تتم فيه معظم شعائر العبادة القربانية، فكأنها هي الهيكل وما عداها ملحقات.
وكانت حوائط البهو المقدَّس وأرضه مغطاة بخشب السرو، وكانت الحوائط مطعمة بالذهب ومنقوشة عليها صور نخيل وأزهار وملائكة.
أما سقفه وأبوابه فكانت من خشب الأرز، يقف على جانبيه عشرة شمعدانات ذهبية (مينوراه)، خمسة عل كل جانب، ويُقال إنها كانت موضوعة على عشر موائد.
كما أن الهيكل كان يضم مذبحاً للبخور مطعماً بالذهب (ويُلاحَظ أن الأواني القربانية الموجودة خارج الهيكل مصنوعة من البرونز أو النحاس، أما داخله فمن الذهب، وهو ما يرمز إلى تَزايُد درجات القداسة). وكان الهيكل يضم أيضاً مائدة «خبز التقدمة» أو «خبز الوجه» الذي يُقدَّم لوجه الإله.
وهذه عادة وثنية حيث كان الكهان يقومون بإطعام الإله (كما كان الحال عند المصريين القدماء).
وكان هذا الجزء الداخلي من الهيكل مزوداً بنوافذ، ولا يدخله سوى الكهنة، وإن كان يُسمَح عند الضرورة بدخول عبيد الهيكل للقيام بالأعمال التي لا قداسة لها.
ويلي ذلك بابان من خشب الأرز مطعمان بالذهب ويفتحان على غرفة مربعة (32.5× 32.5 قدم) لا نوافذ لها، أرضها أكثر ارتفاعاً من أرض الهيكل، ولذا فإن ارتفاع الحجرة كان 32.5 قدم أيضاً وهو ما يجعلها مكعباً تماماً. هذه الغرفة هي قدس الأقداس التي لا يدخلها سوى كبير الكهنة في يوم الغفران، فينطق باسم يهوه الذي كان محرَّماً على اليهود النطق به.
وفي داخل محراب قدس الأقداس نفسه، يوضع تابوت العهد أو تابوت الشهادة، وعلى يمينه ويساره كان هناك تمثالا ملاكين (كروبين) مذهبان من خشب الزيتون بارتفاع 10 أذرع وطول جناح الملاك 5 أذرع، وهما رمز الحماية الإلهية.
وتابوت العهد أهم الأشياء الشعائرية لأنه إذا كان الهيكل بيت الإله، فالتابوت هو المكان الذي يرمز إلى وجوده في الهيكل، وإلى حلوله بين الشعب. والهيكل يتجه من الغرب إلى الشرق، وتحيط به مبانٍ من ثلاثة طوابق من جميع الجوانب ما عدا البوابة، وقد كانت هذه المباني مقسمة إلى حجرات وصوامع لتخزين الأواني والكنوز والهدايا بل أحياناً الأسلحة.
وقد بُني الهيكل على هيئة قلعة الأمر الذي كان يدعم دوره في السياسة المحلية والدولية كمصدر للشرعية.