موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: نداء هام لسيدي الشريف والاعضاء.محتاج نص لمناظره عن ابن تيمية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 12, 2008 7:45 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 06, 2007 11:51 pm
مشاركات: 117
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين

سيدي الدكتور الشريف محمود صبيح
اخواني الاحباء

اتمني من احدكم ان يزودني بالنص الذي ذكر فيه ابن تيميه الحراني ان الرسول صلي الله عليه وسلم كان ليس مؤمنا قبل البعثه...!!!!!!!

حيث اني املك كتاب الدكتور الشريف محمود صبيح ولكني اعطيه للاصدقاء هنا للفائده ولمعرفه نفسيه المتسلفه وكشفهم..وقد اعرته لامام المسجد منذ يومين لقراءته..

واحتاج بشده الي نص ابن تيميه في نفي ايمان النبي صلي الله عليه وسلم قبل البعثه وكذلك نص ابن القيم وفي اي الصفحات ورد في كتبهم.. والامر ضروري جدا بارك الله فيكم

ولكم جزيل الشكر[font=Arial] [/font]

_________________
http://www.soufia.org

http://www.almijhar.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 12, 2008 2:24 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24565
على الرحب والسعة

78[align=center] - النبى صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا قبل البعثة
يا أتباع ابن تيمية[/align]


النبى صلى الله عليه وسلم الذى رأت أمه نورا يوم ولد أضاءت له قصـور الشام ، والذى شق صدره وسمع الملائكة وهى تقول هذا هو نبى الأمة وكان يتحنث فى غار حراء ، يتهمه ابن تيمية وابن القيم بأنه لم يكن يدرى شيئاً قبل الوحى ، ولم يكن يدرى ما الكتاب ولا الإيمان ، ولم يكلفا خاطرهما أن ينظرا فيما قاله أئمة المسلمين فى بعض الآيات التى قد يكون ظاهرها يدل على ما فهمه ابن تيمية وابن القيم .
قال ابن تيمية فى مجموع فتاويه ( 10 / 309 ) .
( وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول إن الله لا يبعث نبياً إلا من كان معصوماً قبل النبوة كما يقول ذلك طائفة من الرافضـة وغيرهم وكذلك من قال : إنه لا يبعث نبيًا إلا من كان مؤمنًا قبل النبوة ) . اهـ

وقال أيضا فى مجموع فتاويه ( 8 / 282 ) .
( ولهذا يغلط كثير من الناس فى قول النبى صلى الله عليه و سلم فى الحديث الصحيح الذى رواه ميسرة قال : قلت : يا رسول الله متى كنت نبيًا ؟ وفى رواية : متى كتبت نبيًا ؟ قال » وآدم بين الروح والجسد « فيظنون أن ذاته ونبوته وجدت حينئذ وهذا جهل ، فإن الله إنما نبأه على رأس أربعين من عمره وقد قال له {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3وقال :
{وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7وفى الصحيحين أن الملك قال له حين جاءه : اقرأ فقال : » لست بقارئ «) . اهـ

وقال ابن القيم فى هداية الحيارى ( 1 / 60 )
" ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم قبل الوحى شيئاً البتة كما قال تعالـــــى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52
وقال تعالى : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3" . اهـ
وأكد على ذلك أيضاً ابن القيم فى الصواعق المرسلة ( 2 / 734 ).

قلت :

هل يستطيع ابن تيمية وابن القيم أن يقفا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولا له : إنك لم تكن تعلم قبل الوحى شيئاً البتة ، وإنه ليس شرطاً أن تكون مؤمناً قبل بعثتك عند سن الأربعين ، وحـتى لو كان نبى الله يحيى ونبى الله عيسى ومن قبلهما نبى الله إبراهيم عليهم الســلام قد اهتـــدوا فى مرحلة مبكـرة من السن فإنا لا نقول لا علم ولا إيمان لك إلا بعد سن الأربعين .

ونقول :

إنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسـبنا الله ونعم الوكيل فيمن يدمر شباب أمة النبى صلى الله عليه وسلم .

ونحب أن نذكّر القارئ بالآتى :
1- حديث شق الصدر لسيد الخلق لما كان عند حليمة السعدية
ففى صحيح مسلم ) 1 / 147 ) عن أنس بن مالك » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاسـتخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده فى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعنى ظئره فقالوا : إن محمدًا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون ، قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره « .
وعن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف كان أول شأنك يا رسول الله فقال : » كانت حاضنتى من بنى سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها فى بهم لنا فقلت يا أخى اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخى ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو؟ قال : نعم . فأقبلا يبتدرانى فأخذانى فبطحانى إلى القفا فشقا بطنى ثم استخرجا قلبى فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتنى بماء ثلج فغسلا به جوفى ثم قال : ائتنى بماء برد فغسلا به قلبى ثم قال ائتنى بالسكينة فذراها فى قلبى ثم قال أحدهما لصاحبه : حصه ، فحصه وختم عليه بخاتم النبوة ، وفى رواية واختم عليه بخاتم النبوة قال أحدهما لصاحبه : اجعله فى كفة واجعل ألفا من أمته فى كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقى أشفق أن يخر على بعضهم فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم فانطلقا وتركانى قد فرقت فرقًا شديدًا ثم انطلقت إلى أمى فأخبرتها بالذى لقـيت فأشفقت على أن يكون البأس بى فقالت : أعيذك بالله فرحلت بعيرا لها فجعلتنى أو فحملتنى على الرحل وركبت خلفى حتى بلغنا إلى أمى فقالت : أديت أمانتى وذمتى فحدثتها بالذى لقيت فلم يرعها ذلك قالت إنى رأيت خرج منى نور أضاءت له قصور الشام « .(153)
(153) حديث عتبة قال الهيثمى فيه فى المجمع ( 8 / 221 ، 222 ) : رواه أحمد والطبرانى ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن . قلت : وله شواهد . وقد قدمنا فى مسألة كنت نبيًّا ما يدل على ذلك .

2 - وعن أبى ذر قال : قلنا يا رســول الله كيـف علمت أنــــك نـبى ؟ قـال: » ما علمت ذلك حتى أتانى ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فقال أحدهما أهو هو ؟ قال نعم ، قال زنه برجل فرجحته قال : فزنه بعشرة فوزننى بعشرة فوزنتهم ثم قال : زنه بمائة فوزننى بمائة فرجحتهم ثم قال : زنه بألف فرجحتهم فقال أحدهما للآخر : لو وزنته بأمته لرجحها ثم قال أحدهما لصـاحبه : شق بطنه فشق بطنى ثم أخرج منه حظ الشيطان وعلق الدم فطرحها فقال أحدهما للآخر : اغسل بطنه غسل الإناء فاغسل قلبه .. ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهة بيضاء فأُدخلت قلبى ثم قال أحدهما لصاحبه : خط بطنه فخاط بطنى وجعلا الخاتم بين كتفى فما هو إلا أن وليا عنى كأنما أعاين الأمـر معاينة « وزاد محمد بن معمــــر فى حديثـــه : » فجعلوا ينتثرون على من كفة الميزان « . (154)
(154) حديث أبى ذر قال الهيثمى فيه فى المجمع ) 8 / 221 ، 222 ) : رواه البزار وفيه جعفر بن عبد الله بن عثمان بن كبير وثقه أبو حاتم الرازى وابن حبان وتكلم فيه وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح .

قلت :

ومعنى الكلام أنه كان صلى الله عليه وسلم يعلم أنه نبى وهو فى سن دون سن النبوة .
3- أخرج الإمام مسلم فى صحيحه ( 4 / 1782 ) وغيره عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » إنى لأعرف حجراً بمكة كان يسلم على قبل أن أبعث إنى لأعرفه الآن «
فها هو صلى الله عليه وسلم يسمع كلام الأحجار أفلا يدرى ما الكتــاب ولا الإيمان ؟!
4- وفى حديث أبى الطفيل فى بناء الكعبة قال فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادى تحملها قريش على رقابها فرفعوها فى السماء عشرين ذراعًا فبينما النبى صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجناد وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النمرة على عاتقه فترى عورته من صغر النمرة فنودى يا محمد خمر عورتك . فلم ير عريانًا بعد ذلك ، وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين وبين مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة . .(155) رواه الطبراني وأحمد طرفًا منه وفيه قال : نودى يا محمد استر عورتك وذلك أول ما نودى والله أعلم .
(155) حديث أبى الطفيل قال فيه الهيثمى فى المجمع ) 3 / 289 ) : رواه الطبرانى فى الكبير بطوله وروى أحمد طرفاً منه ورجالهما رجال الصحيح . قلت : وله شاهد عند الطبرانى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم » نهيت أن أمشى عريانا « قال الهيثمى فى المجمع) 3 / 290 ) : رواه الطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى والطيالسى وضعفه جماعة .
قلت : وقد أخرجهما أيضاً الضياء فى المختارة ) 8 / 227 – 230 ) ، وله شاهد أيضا فى صحيح البخارى ) 1 / 143 ) وصحيح مسلم ) 1 / 268 ) عن جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه : يا بن أخى لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة . قال : فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيًّا عليه قال فما رُئِى بعد ذلك اليوم عرياناً .

5- لماذا كان يتعبد النبى صلى الله عليه وسلم فى الغار؟

نقول لمن فى قلبه مرض : شبهاتكم فى ثلاث آيات :

الأولى قول الله عز وجل {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3 وقول الله عز وجل { كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52 (الشورى 52) وقولـه عــز وجل {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7 وبعد لفت نظر القارئ أن كثيراً من الآيات يقول فيها العلماء ( مثل عبد الله بن العباس حبر الأمة ) : خطاب للأمة باسم النبى صلى الله عليه وسلم . مثل قوله تعالى { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ }الزمر65وذلك لاستحالة الشرك عليه ومثل آية {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ }يونس94
وغير ذلك .
وها نحن نسرد أقوال علماء أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم .

[align=center]79 - تفسير أئمة المسلمين لقوله تعالى[/align]{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3



وأما قوله تعالى : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3
فننقل لك تفسير أئمة المسلمين لهذه الآية الشريفة
قال أبو جعفر النحاس فى تفسيره معانى القرآن ( 3 / 396 ، 397 )
" وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (يوسف 3) أى : لمن الغافلين عن قصة يوسف لأنه لم يقرأ كتاباً قبل ذلك وإنما علمها بالوحى " . اهـ

وقال الطبرى فى تفسيره ( 12 / 150 )

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3 . يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم نحن نقص عليك يا محمد أحسـن القصص بوحينا إليك هذا القرآن فنخبرك فيه عن الأخبار الماضية وأنباء الأمم السالفة والكتب التى أنزلناها فى العصور الخالية وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (يوسف 3) يقول تعالى ذكره وإن كنــت يا محمد من قبل أن نوحيـه إليك لمن الغافلــين عن ذلك لا تعلمــه ولا شيئاً منه " . اهـ

قال ابن الجوزى فى زاد المسير ( 4 / 179 ) .

" قوله تعالى : وَإِن كُنتَ فى ( إنْ ) قولان : أحدهما : أنهـا بمعنى قد ، والثانى : بمعنى ما . قوله تعالى : مِن قَبْلِهِ قال ابن عباس : من قبل نزول القــرآن لَمِنَ الْغَافِلِينَ عن علم خبر يوسف وما صنع به إخوته إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحـد عشر كوكبا " . اهـ
وقال القرطبى فى تفسيره ( 9 / 120 )
وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ أى من الغافلين عما عرفناكه " . اهـ

وقال البيضاوى فى تفسيره ( 3 / 272 ) .
وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك قط وهو تعليل لكونه موحى ( وإنْ ) هى المخففة من الثقيلة ، واللام هـى الفارقة " . اهـ

وقال الشوكانى فى فتح القدير (3 / 4 ) .
وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ  (يوسف 3) إنْ هى المخففة من الثقيلة بدليل اللام الفارقة بينها وبين النافية ، والضمير فى مِن قَبْلِهِ عائد على الإيحاء المفهوم من" أَوْحَيْنَا "المعنى أنك قبل إيحائنا إليك من الغافلين عن هذه القصة " . اهـ

[align=center]
80 - تفسير قول الله عز وجل
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52[/align]


أمــا الكــلام علـى قولـه تعــالى : { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52 فسوف نعرض كـلام الإمــام القرطــبى وذلك للأنوار التى تظهــر عليــه قـال رحمـــه الله فى تفسـيره ( 16 / 55 - 60 )

" قوله تعالى { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52
أى : لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان ، وظاهر هذا يدل على أنه ما كان قبل الإيحاء متصفاً بالإيمان ". اهـ

قال القشيرى " وهو من مجوزات العقول والذى صار إليه المعظم أن الله ما بعث نبيا إلا كان مؤمناً به قبل البعثـة ، وفيه تحكـم إلا أن يثبـت ذلك بتوقيف مقطوع به " . اهـ
قال القاضى أبو الفضل عياض " وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف ، والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك فى شيء من ذلك ، وقد تعاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتنزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ، ونشأتهم على التوحيد والإيمان ، بل على إشراق أنوار المعارف ، ونفحات ألطاف السعادة ، ومن طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم حقق ذلك كما عرف من حال موسى وعيسى ويحيى وسليمان وغيرهم عليهم الســـلام قـال الله تعالى { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12 قال المفسرون : أعطى يحيى العلم بكتاب الله فى حال صباه ، قال معمر : كان ابن سنتين أو ثلاث فقال له الصبيان : لم لا تلعب ؟ فقال : أللعب خلقت ؟ وقيل فى قوله :  { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ }آل عمران39 صدق يحيى بعيسى وهو ابن ثلاث سنين فشهد له أنه كلمة الله وروحه ، وقيل : صدقه وهو فى بطن أمه ، فكانت أم يحيى تقول لمريم : إنى أجد ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك تحية له ".اهـ
وقد نص الله على كلام عيسى لأمه عند ولادتها إياه بقوله ألا تحزني (مريم 24) على قراءة من قرأ من تحتها (مريم 24) وعلى قول من قال : إن المنادى عيسى ونص على كلامه فى مهده فقال {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30وقال {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً }الأنبياء 79وقد ذكر من حكـم سليمان وهو صبى يلعب فى قصة المرجومة ، وفى قصة الصــبى ما اقتدى به أبوه داود .

وحكى الطبرى أن عمره كان حين أوتى الملك اثنى عشر عاماً ، وكذلك قصة موسى عليه السلام مع فرعون وأخذه بلحيته وهو طفل .

وقــال المفســرون فــى قـوله تعـالـى " {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ }الأنبياء51 أى : هديناه صغيراً قاله مجاهد وغيره "اهـ ، وقال ابن عطاء " اصطفاه قبل إبداء خلقه " اهـ ، وقال بعضهم " لما ولد إبراهيم بعث الله إليه ملكاً يأمره عن الله تعالى أن يعرفه بقلبه ويذكره بلســانه فقال : قد فعلت ولـم يقـل : أفعل ، فذلك رشده " اهـ . وقيل " إن إلقاء إبراهيم فى النـار ومحنته كانت وهو ابن ست عشرة سنة وإن ابتلاء إسحاق ( قلت "محمود" إسماعيل هو الذى ابتلى بهذا وليس إسحاق عليهما الصلاة والسلام ) بالذبح وهو ابن سبع سنين وإن استدلال إبراهيم بالكوكب والقمر والشمس كان وهو ابن خمس عشرة سنة " اهـ . وقيل " أوحى إلى يوسف وهو صبى عندما هم اخوته بإلقائه فى الجب بقوله تعالى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }يوسف15 الآية ، إلى غير ذلك من أخبارهم " . اهـ
وقد حكى أهل السير أن آمنة بنت وهب أخبرت أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولد حين ولد باسطا يديه إلى الأرض رافعا رأسه إلى السماء . وقال فى حديثه صلى الله عليه وسلم » لما نشأت بغضت إلى الأوثان وبغض إلى الشعر ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمنى الله منهما ثم لم أعد « .

ثم يتمكن الأمر لهم وتترادف نفحات الله تعالى عليهم وتشرق أنوار المعارف فى قلوبهم حتى يصلوا الغاية ويبلغوا باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة فى تحصيل الخصال الشريفة النهاية دون ممارسة ولا رياضة . قال الله تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }يوسف22 قال القاضى " ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدا نبئ واصطفى ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك ".اهـ ومستند هذا الباب النقل .

وقد استدل بعضهم بأن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله .

قال القاضى " وأنا أقول : إن قريشا قد رمت نبينا عليه السلام بكل ما افترته وعير كفار الأمم أنبياءها بكل ما أمكنها واختلقته مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة ولم نجد فى شيء من ذلك تعييرا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمه بترك ما كان قد جامعهم عليه ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين وبتلونه فى معبوده محتجين ؛ ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع فى الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل ، ففى إطباقهم على الإعراض عنه دليل أنهم لم يجدوا سبيلا إليه ؛ إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا { مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا }البقرة142 كما حكاه الله عنهم ".اهـ

الثالثة وتكلم العلماء فى نبينا صلى الله عليه وسلم هل كان متعبدا بدين قبل الوحى أم لا ؟ فمنهم من منع ذلك مطلقا وأحاله عقلا قالوا " لأنه يبعد أن يكون متبوعا من عرف تابعا وبنوا هذا على التحسين والتقبيح ".اهـ وقالت فرقة أخرى " بالوقف فى أمره عليه السلام وترك قطع الحكم عليه بشيء فى ذلك إذ لـم يحل الوجهين منهما العقل ، ولا استبان عندها فى أحدهما طريق النقل وهذا مذهب أبى المعالى ".اهـ

وقالت فرقة ثالثة " إنه كان متعبدا بشرع من قبله وعاملا به ثم اختلف هؤلاء فى التعيين فذهبت طائفة إلى أنه كان على دين عيسى فإنه ناسخ لجميع الأديان والملل قبلها فلا يجوز أن يكون النبى على دين منسوخ ".اهـ

وذهبت طائفة إلى " أنه كان على دين إبراهيم ؛ لأنه من ولده وهو أبو الأنبياء " .

وذهبت طائفة إلى " أنه كان على دين موسى ؛ لأنه أقدم الأديان " .

وذهبت المعتزلة إلى " أنه لا بد أن يكـون على دين ولكن عين الدين غير معلومـة
عندنا "

وقد أبطل هذه الأقوال كلها أئمتنا

إذ هى أقوال متعارضة

وليس فيها دلالة قاطعة وإن كان العقل يجوز ذلك كله ،

والذى يقطع به أنه عليه السلام لم يكن منسوبا إلى واحد من الأنبياء نسبة تقتضى أن يكون واحدا من أمته ومخاطبا بكل شريعته

بل شريعته مستقلة بنفسها مفتتحة من عند الله الحاكم جل وعز وأنه صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا بالله عز وجل ولا سجد لصنم ولا أشرك بالله ولا زنى ولا شرب الخمر ولا شهد السامر ولا حضر حلف المطر ولا حلف المطيبين بل نزهه الله وصانه عن ذلك .

فإن قيل : فقد روى عثمان بن أبى شيبة حديثا بسنده عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم فسمع ملكين خلفه أحدهما يقول لصاحبه : اذهب حتى تقوم خلفه . فقـال الآخر : كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام فلم يشهدهم بعد . فالجواب أن هذا حديث أنكره الإمام أحمد بن حنبل جدا وقال " هذا موضوع أو شبيه بالموضوع ". اهـ

وقال الدارقطنى " إن عثمان وهم فى إسناده " ، والحديث بالجملة منكـر غير متفق على إسناده فلا يلتفت إليه . والمعروف عن النبى صلى الله عليه وسلم خلافه عند أهل العلم من قـوله» بغضت إلى الأصنام « وقوله فى قصة بحيرا حين استحلف النبى صلى الله عليه وسلم باللات والعزى إذ لقيه بالشام فى سفرته مع عمه أبى طالب وهو صبى ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك فقال له النبى صــلى الله عليه وســلم » لا تسـألنى بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما« فقال له بحيرا : فبالله إلا ما أخبرتنى عما أسألك عنه . فقال » سل عما بدا لك « وكذلك المعروف من سيرته عليه السلام وتوفيق الله إياه له أنه كان قبل نبوته يخالف المشركين فى وقوفهم بالمزدلفة فى الحج وكان يقف هو بعرفة ؛ لأنه كان موقف إبراهيم عليه السلام . فإن قيل : فقد قال الله تعالى { قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً }البقرة135 وقال تعالى : { أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً }النحل123 وقـــال: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ }الشورى13 الآية . وهذا يقتضى أن يكون متعبدا بشرع ، فالجواب أن ذلك فيما لا تختلف فيه الشرائع من التوحيد وإقامة الدين على ما تقدم بيانه فى غير موضع . وفى الآية عند قوله: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ }الشورى13 والحمد لله " اهـ .

بيـان معنـى الإيمـان فى قوله تعالى { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52
ثم قال القرطبى رحمه الله " إذا تقرر هذا فاعلم أن العلماء اختلفوا فى تأويل قولـه تعالى { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52

(1) فقال جماعة : معنى الإيمان فى هذه الآية شرائع الإيمان ومعالمه ، ذكره الثعلبى .

(2) وقيل : تفاصيل هذا الشرع أى : كنت غافلا عن هذه التفاصيل . ويجوز إطلاق لفظ الإيمان على تفاصيل الشرع ، ذكره القشيرى .

(3) وقيل : ما كنت تدرى قبل الوحى أن تقرأ القرآن ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان ونحوه عن أبى العالية .

(4) وقال بكر القاضى : ولا الإيمان الذى هو الفرائض والأحكام . قال : وكان قبل مؤمنا بتوحــيده ثم نزلت الفرائض التى لم يكن يدريها قبل فزاد بالتكليف إيمانا .
وهذه الأقوال الأربعة متقاربة .
(5) وقال ابن خزيمة : عنى بالإيمان الصــلاة ؛ لقوله تعالى { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }البقرة143 أى : صلاتكم إلى بيت المقدس . فيكون اللفظ عاما والمراد الخصوص .

(6) وقال الحسين ابن الفضل : أى : ما كنت تدرى ما الكتاب ولا أهل الإيمان وهو من باب حذف المضاف أى : من الذى يؤمن ؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما

(7) وقيل : ما كنت تدرى شيئا إذ كنت فى المهد وقبل البلوغ . وحكى الماوردى نحوه عن على بن عيسى قال : ما كنت تدرى ما الكتاب لولا الرسالة ولا الإيمــان لـولا البلوغ " . اهـ

ثم قال القرطبى رحمه الله " قلت : الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا بالله عز وجل من حين نشــأ إلى حين بلوغه على ما تقدم . وقيل : ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان أى : كنت من قوم أميين لا يعرفون الكتاب ولا الإيمان حتى تكون قد أخذت ما جئتهم به عمن كان يعلم ذلك منهم وهو كقوله تعالى {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48 روى معناه عن ابن عباس رضى الله عنهما ". اهـ بحروفه .

قلت :
انظر إلى كل هذه التفســــيرات من أئمة أهل الســنة والجماعة ثم انظر إلى تصميم ابن تيمية وابن القيم على فهمهما الخاطـئ وقل لأتباعهم ما الذى تريدون الوصول إليه ؟؟



[align=center]

81 - قول الله عز وجل
{وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7
لا يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن مؤمنا[/align]


وأما قول الله عز وجل {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7فلا يدل على مــرادهم
قال الإمام القرطبى فى تفسيره ( 20 / 97 - 99 ) .
" قوله تعالى { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52
على ما بينا فى سورة الشورى
وقال قوم : وَوَجَدَكَ ضَالّاً (الضحى 7) أى : فى قوم ضلال فهداهم الله بك . هـذا قول الكلبى والفراء .
وعن السدى نحوه أى : ووجد قومك فى ضلال فهداك إلى إرشادهم .
وقيل : ووجدك ضالا عن الهجرة فهداك إليها .
وقيل : ضالا أى : ناسيا شأن الاستثناء حين سئلت عن أصحاب الكهف وذى القرنين والروح فأذكرك كما قال تعالى : { أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى }البقرة282 وقيل : ووجـدك طالبـا للقبلة فهداك إليها بيانه {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء }البقرة144 الآية . ويكون الضلال بمعنى الطلب ؛ لأن الضال طالب .
وقيل : ووجدك متحيرا عن بيان ما نزل عليك فهداك إليه فيكون الضـلال بمعنـى التحير ؛ لأن الضال متحير . وقيل : ووجدك ضائعا فى قومك فهداك إليه ويكون الضلال بمعنى الضياع .
وقيل : ووجدك محبًا للهداية فهداك إليها . ويكون الضلال بمعنى المحبة ومنه قوله تعالى : {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ }يوسف95 أى : فى محبتك .
قال الشاعر

هذا الضلال أشاب منى المفرقا عجبًا لعزة فى اختيار قطيعــتي . والعارضــين ولم أكن متحققا بعد الضلال فحبلها قد أخلقا .



وقيل : ضالاً فى شعاب مكة فهداك وردك إلى جدك عبد المطلب . قال ابن عباس رضى الله عنه : ضل النبى صلى الله عليه وسلم وهو صغير فى شعاب مكة فرآه أبو جهل منصرفًا عن أغنامه فرده إلى جـده عبد المطلب فمن الله عليه بذلك حين رده إلى جده على يدى عدوه .
وقال سعيد بن جبير : خرج النبى صلــى الله عليه وسلم مع عمه أبى طالب فى سفر فأخذ إبليس بزمام الناقة فى ليلة ظلماء فعدل بها عن الطريق فجاء جبريل عليه السلام فنفخ إبليس نفخة وقع منهـا إلى أرض الهند ورده إلى القافلة فمن الله عليه بذلك . وقال كعب : إن حليمة لما قضت حق الرضاع جاءت برسول الله صلى الله عليه وسلم لترده على عبد المطلب فسمعت عند باب مكة .
هنيئا لك يا بطحاء مكة اليوم يرد إليك النور والدين والبهاء والجمال . قالت : فوضعته لأصلح ثيابى فسمعت هدة شديدة ، فألتفت فلم أره فقلت : معشر الناس أين الصبى ؟ فقالوا : لم نر شيئًا فصاحت وامحمداه . فإذا شيخ فان يتوكأ على عصاه فقال : اذهبى إلى الصنم الأعظم فإن شاء أن يرده عليك فعل ثم طاف الشيخ بالصنم وقبل رأسه وقال : يا رب لم تزل منتك على قريش وهذه السعدية تزعم أن ابنها قد ضل فرده إن شئت فانكب هبل على وجهه وتساقطت الأصنام وقالت : إليك عنا أيها الشيخ فهلا كنا على يدى محمد فألقى الشيخ عصاه وارتعد وقال : إن لابنك ربًا لا يضيعه فاطلبيه على مهل فانحشرت قريش إلى عبد المطلب وطلبوه فى جميع مكة فلم يجدوه فطاف عبد المطلب بالكعبة سبعًا وتضرع إلى الله أن يرده وقال :

يا رب رد ولدى محمـــدًا يا رب إنْ محمد لم يوجـدا . اردده ربى واتخذ عندى يدًا فشمل قومى كلهم تبــددا .

فسمعوا مناديا ينادى من السماء : معــاشر الناس لا تضجوا فإن لمحمد ربا لا يخذله ولا يضيعه وإن محمدًا بوادى تهامة عند شجرة السمر فســار عبد المطلب هو وورقــة بن نوفل فإذا النبى صلى الله عليه وسلم قائم تحت شجرة يلعب بالأغصان وبالورق .
وقيل : وَوَجَدَكَ ضَالّاً (الضحى 7) ليلة المعراج حين انصرف عنك جبريل وأنت لا تعرف الطريق فهداك إلى ساق العرش .
وقال أبو بكرالوراق وغيره :  وَوَجَدَكَ ضَالّاً   (الضحى 7) تحب أبا طالب فهداك إلى محبة ربك .
وقال بسام بن عبد الله :  وَوَجَدَكَ ضَالّاً   (الضحى 7) بنفسك لا تدرى من أنت فعرفك بنفسك وحالك .
وقال الجنيدى : وَوَجَدَكَ متحيرًا فى بيان الكتاب فعلمك البيان بيانه { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 الآية { إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ }النحل64
وقال بعض المتكلمين :
إذا وجدت العرب شجرة منفردة فى فلاة من الأرض لا شجر معها سموها ضالة فيهتدى بها إلى الطريق فقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليـه وسلم : وَوَجَدَكَ ضَالّاً  (الضحى 7) أى : لا أحد على دينك ، وأنت وحيد ليس معك أحد ، فهديت بك الخلق إلى .
قلــت :
هذه الأقوال كلها حسان ، ثم منها ما هو معنــوى ومنها ما هو حسى ، والقول الأخير أعجب إلى ؛ لأنه يجمع الأقوال المعنوية .
وقال قوم : إنه كان على جملة ما كان القوم عليه لا يُظهر لهم خلافًا على ظاهر الحال فأما الشرك فلا يظن به بل كان على مراسم القوم فى الظاهر أربعين سنة .
وقال الكلبى السدى : هذا على ظاهره أى : وجدك كافرًا والقوم كفار فهداك وقد مضى هذا القول والرد عليه فى سورة الشورى .
وقيل : وجدك مغمورًا بأهل الشرك فميزك عنهم ، يقال : ضل الماء فى اللـبن ، ومنه {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ }السجدة10 أى لحقنا بالتراب عند الدفن حتى كأنا لا نتميز من جملته .
وفى قراءة الحسن ووجدك ضال فهدى . أى : وجدك الضال فأهتدى بك .
وهذه قراءة على التفسير
وقيل : {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7 لا يهتدى إليك قومـك ولا يعرفـون قدرك ، فهدى المسلمين إليك حتى آمنوا بك " . اهـ كلام القرطبى بحروفه .
قلت :
وللاستــزادة يمكـــن الرجـــوع إلى تفســـير البغــــوى ( 4 / 499 ) زاد المســير ( 9 / 158 ، 159 ) تفســـير الثعــــالـبى ( 4 / 422 ، 423 ) تفســـير أبى الســــعود ( 9 / 170 ، 171 ) فتح القدير ( 5 / 458) تفسـير الجلالين ( 1 / 812 ) تفسير النســفى ( 4 / 345 ) روح المعانى (30 / 162 ) .


وقلت أيضا :
سبحان الله كل هذه الأقوال والتفاسير ولم يحب ابن تيمية وابن القيم إظهار هذه المعانى إلا ما فيه الدلالة على أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن مؤمنا قبل البعثة .

قلت : وقد أورد الحافظ الهيثمى فى المجمع ( 8 / 224 ) عن كندى بن سعد عن أبيه قال " حججت فى الجاهلية فإذا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز يقول :
رب رد راكبى محمدا رده لى واصطنع عندى يدا
قلت من هذا تعنى قال عبد المطلب بن هاشم : ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه فى طلبتها فاحتبس عليه ولم يرسله فى حاجة قط إلا جاء بها قال فما برحت حتى جاء النبى صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل فقال يا بنى لقد حزنت عليك كالمرأة حزنا لا يفارقنى أبدا" اهـ . قال الهيثمى " رواه أبو يعلى والطبرانى وإسناده حسن " .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 12, 2008 6:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 27, 2007 5:04 pm
مشاركات: 147
مكان: الجزائر
ولشيخنا رسالة قيمة في هذا الباب وفي توضيح هذا القيل قطرات الندى،في فضح أهل الردى ببيان معنى قوله تعالى"ووجدك ضالا فهدى"
وكذا رسالة له البشرى والإسعاد وموضوعه العقابيس ببيان كفريات الألباني الخسيس المسماة بموافقات ابليس.

_________________
جذبتني بحسن ضوء وجهها سقتني كأسها من عاتق الخمر
غيبتني عني بسر التجلي لكعبة الحق فاسجد وكبري


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 0 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط