اشترك في: السبت يناير 26, 2008 3:40 pm مشاركات: 8
|
[align=center]طار الطائر الابيض متجها الى عشه العالى فوق شجرة الصنوبر حيث كان يخلو متعبدا بذكره للباقى ناظرا من اعلى الى الكون فيرى الصورةالكلية....وكأنه يجمع الكون فى عينيه ...عليه يغمض جفنيه ....يعطيه لمن قدر عليه .....وعاد بذاكرته ناظرا الىشمس المغيب تغرب فى البحيرة الواسعة .......كم كان طاهرا هذا الطائر يعشق النقاء والماء الرقراق .....وأخذ ينظر من بعيد الى ماء البحيرة ....يذكر أمه النورية ...الطاهرة الحسينية .....التى حرم منها وهو فى الخامسةمن عمره...وكيف أنه حرم من رعايتها الراقية ولكنها دائما كانت له الخطوة الاولى فى الرؤية.....كانت له مجداف حياته ....وكيف أنها ماتركت سجدة بل كانت ابدا تقيم الليل متهحدة ماكانت الا متوضئة على طهر..........وحتى لايسترسل فى الفقد ....ابتسم جامعا لمحات سمكته التى أحس أن الله أرسلها تلملم شتاته...وتؤكد جمع دويلاته وأحس بسعادة ينظر الاشراق ليذهب بعدمهام يؤديها الى من دوما تنتظره .....التى كانت بدورها فى اللحظة تذكر أن هذا الطائر أجمل قدر مرت به وتمنت دوام هذا القدر الذى توج الأيام ......واسترعى انتباه السمكة أصوات تقرب منها ....انتظامات فى رتم واحد...سبحت مسرعة خلف الصخرة لترى مركبا واسعا به جمع من رجال لهم ملابس بيض ....يترنمون بصوت واحد...منظوم...ياباقى ....أنت الباقى.....يا باقى أنت الباقى.....ياباقى .....أنت الباقى..... أعجبتها نظم الكلمات.....ذكرتها أكثر بمن كلماته ليست كالكلمات.....وأحست بروح طائرها يردد معهم ياباقى .....أنت الباقى ....ياباقى .....أنت الباقى.....ووجدت روحها تقفز منها ترددمسبحة فى البحر بجوار المركب حتى بدأ الليل ولمعت النجوم ......وابتعدت المركب بذاكريها البشريين التى كانت تحبهم السمكة الصغيرة وتأنس بهم وتتمنى لو أنهامنهم ذات لسان ينطق بالاذكار... ونظرت الى السماء وفكرت وتمنت لو يأتيها طائرها يأتيها ليلا فتعيش معه لمحات جمال الليل.....كيف وهو طائر فى الاوكار ولكن الروح لا تعرف طيرا أو سمكة أو حتى كلبا أونملة .......وتذكرت هدهد حاور سليمان وسمكة دلت على العبد ....وكلب صحب الفتية ......فالروح لا تعرف جسدا ......بل تدمج جسدا مختلفا من كل الاركان .....أخذت تصلى قائلة : اجعلنى أحب الاشياء اليه ......أحب اليه من فكره ومن لحظه....ومن ولده ..... لماذا....لأنى بدونه لاشيىء .....أموت بدونه ......أذوى من دونه ........اجعلنى له كل الاشياء .......أصفى من لون الماء .....وكأن الروح لبت الروح ....وسمعت حفيف جناحيه ...أسرعت السمكة ناظرة وكات تبكى فرحة حمدا ....حمدا ....أهلا بالباء ونقطتها .....أهلا بالسين وطلعتها....أهلا بزمان سعيد ....بديع ....جديد....قديم... هيا أسمعنى...... أشبعنى ......هيا حاورنى بحوار النور.......رنا الطائر بكل حنان الى سمكته الحبيبة قائلا: أحببت أن أعيش معك لحظات ......وعلامات .....وبالنجم هم يهتدون......مدت السمكة رأسها الصغير وضربت الماء بخفة قائلة أى علامات يا نجمى الابهر ......رد الطائر محركا جناحه فى رفض :أنا نجمك أنت ...لكن نجم الاعالى الذى هو قسم النور اذا هوى ....تعلمينه ...وكثيرا ماترينه فى خيالات أفكارك.....أما العلامات فهو كل من جذب الى النجم الاكبر وارتبط به بخيوط النور.....همهمت السمكة قائلة : أخبرنى يا عقد اللؤلؤ....ياأصفى من عقد الجوهر....يأقطرة ماء نبع بقدميه .......الشوق اليك ....أرنى عيناك العسلية..... هى عين الام النورية.......ياذا البشرة الحنطية....وأخذ الطائر يرفرف بجناحيه حتى استقر فوق الصخرة وهتفت السمكة أخبرنى ياعقد اللؤلؤ عن فجرالنور بعينيك ......وميلاد الضوء بأذنيك .....اعتدل الطائر وهو يحنو عليها قائلا: دائما تعيدينى .....تعيدينى الى وجد الايام ...أيام ظهرالذكر بأذناى وجاء الطهر لعيناى......قفزت السمكة كعادتها بصوت عالى تقاطعه : رأيت الطهر بعينيك يقظة أم رؤيا ...هه ياأجمل من حلم الفجر......رد الطائر الابيض ذو الريش الثلجى قائلا :كنت بنومى وكأن القيامة وكأنى فوق الصراط ......وتمنيت رؤية الطهر الابهر ورأيته ....قبلت يديه ....وقفزت السمكة الصغيرة مبهورة....تهتف قائلة :وماذا سألت...ردالطائر الابيض وكله ينطق بالشوق سألته العلم ....فاجابنىأطهر ماحملت أم((ستوهب علم القران مالم تسال أحدا)).....ضربت السمكة الماء تدورفرحة تردد :ووهبت علم القران ........ومعينك من نهر الكوثر...ومدادك من جدىالازهر ...هيا أخبرنى من لمعاتك عن ثور عن حوت عن بقرة.....عن قاف ...عن الباقى .....عن الاسم الاعظم .....عن كلك ...عن جزءك.....عنى فيك يامن أذوى بغيابه......هياأدفنى فى ارض وجودك .......بل احملنى فى سماء خيالك....هيا هيا..... حاورنى ياقبس النور ولنبدأ بالثور أم بالبقرةأم ..أم ...أم ...حلق الطائر ضاحكا..ايتها المائية ذات الروح الانسية....ياأجمل لى من حور عين.....رنت السمكة وكأنها تحلم ....اسمك وردى ياشجر الزيتون...لتعود الى... يا أصل الضوء وفجر النور........وشغلت السمكة الصغيرةالمائية ذات الروح البشرية بالذكر عن المذكور......وطار الطائر فى الاعالى وكأنه قطعة سحاب تحمل قطرات الرىّ لسمكته التى تنتظر القطر بعودته....
ننتطر عود النور مع الطائر الابيض ...ذو الريش الثلجى .....صاحب العش الجبلى........
[/align]
|
|