اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am مشاركات: 901
|
البيت الحرام عاشت السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجها ولم يرزقها بولد تقر به أعينهما،ويكون لهما نصيرا على الدين والدنيا إلى أن أصبحت الحياة ثقيلة بهذا الهمَّ الذى جلبه عقم الزوجة،وكانت السيدة سارة تود أن يكون لزوجها ولد يحمل بعض أعباء الحياة مع أبيه،ويحفظ تلك السلالة الطاهرة،ولما فكرت طويلا وهبت السيدة هاجر لسيدنا إبراهيم فحملت منه بسيدنا إسماعيل،فلَّما ولدته استولت على السيدة سارة الغيرة ولم تستطيع رؤية السيدة هاجر وذلك لأنها بلغت سنَّ الكبر ولم ترزق ولداً من سيدنا إبراهيم فرأى سيدنا إبراهيم أن يفرق بينهما فى المكان،فأوحى الله إليه أن يهاجر بالسيدة هاجر وبإبنها سيدنا إسماعيل إلى مكان فى الصحراء فلما عزمت السيدة هاجر على الرحيل مع سيدنا إبراهيم أرادت أن تخفى أثر قدمها وهى تسير لئلا تلحق بهما السيدة سارة،فاتخذت حزاماً فشدت بها وسطها،وعلقت به ثوباً مرخاةً أطرافه على الأرض لتخفى أثرها بعد أن خرج سيدنا إبراهيم بها ومعهما سيدنا إسماعيل ضاربين من الشام وكان سيدنا إسماعيل آن ذاك رضيعاً وسارت هذه الأسرة المباركة حتى وصلت إلى مكة،إلى المكان الذى بنيت عليه الكعبة فيما بعد،فوضعها هناك تحت شجرة عظيمة فوق المكان الذى انبجست منه بعد ذلك زمزم ولم يكن بمكة يومئذٍ أحد وليس بها ماء. ثم ترك سيدنا إبراهيم عند ابنه وزوجته حقيبة فيها تمر وقربة صغيرة فيها ماء ثم انصرف عائداً إلى الشام مقرَّ زوجته الأخرى فتبعته أم سيدنا إسماعيل فقالت لسيدنا إبراهيم :أين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه إنس ولا شىء؟وكررت ذلك عليه مراراً وهو لايلتفت إليها فقالت له: ألى من تتركنى وابنى أيها الشيخ الكريم؟ فقال سيدنا إبراهيم:إلى اللَّه عزَّ وجل. قالت السيدة هاجر:رضيت بالله مستودعاً وحافظا وأمينا. وانطلق سيدنا إبراهيم حتى إذا كان بمكان يسمى((الثَّنيةَّ)) استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال:((ربَّ إنى أسكنت من ذريتى بوادٍ غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من النَّاس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)). وهكذا عاشت أمُّ سيدنا إسماعيل فى هذا الوادى المحبوب وجعلت ترضع سيدنا إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما فى القربة عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى فخشيت أن يموت،فأحزنها ذلك فقالت: ((لو تغيبت عنه حتى لا أرى موته))وانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها،فوقفت عليه ثم استقبلت الوادى تنظر هل ترى أحد،فلم تر أحداً،فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادى رفعت طرف قميصها لئلا تتعثر فى ذيلها،ثم سمعت سعى الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادى،ثم أتت المروة فوقفت عليه هل ترى أحداً؟فلم تر أحداً.فعادت إلى الصفا مرة ثانية ووقفت عليه فلم تر أحداً،وفعلت ذلك سبع مرات.وذلك سرُ السعى بين الصفاوالمروة،وبينما السيدة هاجرة مقبلة على المروة ذات مرة سمعت صوتا فقالت لنفسها:اسكتى حتى أسمع ثم تسمَّعَتْ فسمعت فقالت:قد أسمعت إن كان عندك خير فأغثنى،فإذا هى بسيدنا جبريل عند موضع زمزم فضرب الأرض بمؤخر رجلهحتى ظهر الماء فجعلت أم سيدنا إسماعيل تحوَّض على الماء بيديها وتضعه فى قربتها وكان الماء يغور بعدما تغرف. وعن ذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم:((يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينا معينا)). ....يعنى ((ظاهرا جاريا على سطح الأرض)). ثم ذهبت السيدة هاجر إلى سيدنا إسماعيل وأرضعته بعد أن شربت. وقال لها سيدنا جبريل:لاتخافوا الهلاك فإن هاهنا بيت الله يَبْنى الغلامُ وأبوه،وإن الله لايُضيعّ أهله: وكان مكان الكعبة مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله. وبينما أم سيدنا إسماعيل فى هذا المكان وعلى هذه الحالة إذ مرَّت بهم رفقة من جرهم (جماعة من أهل اليمن)كانت فى رحلة قريبة من مكة أقبلت من أعلى الوادى فنزلوا فى أسفل مكة فرأوا طائر عائفاً،فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء،لَعَهدنا بهذا الوادى وما فيه ماء،فأرسلوا رسولاً فإذا هم بالمائ فرجع الرسول وأخبرهم الخبر فأقبلوا وأم سيدنا إسماعيل على الماء:فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟فقالت نعم! ولكن لا حق لكم فى الماء قالوا نعم ومن هنا التقى هذا الحىىُّ الجرهمى بأمَّ سيدنا إسماعيل فأنست بهم فنزلوا،وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشبَّ سيدنا إسماعيل وتعلم العربية منهم وآنسهم وأعجبهم حين شبَّ فلما أدرك الحلم زوجوه أمرأة منهم. وماتت أمَّ سيدنا إسماعيل فجاء سيدنا إبراهيم بعدما تزوَّج سيدنا إسماعيل يتفقد أحوال أهله فلم يجد سيدنا إسماعيل،فسأل إمرأته عنه فقالت:خرج يطلب لنا الرزق ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت:نحن بشرًّ.نحن فى ضيق وشدة،فقال لها سيدنا إبراهيم،فإذا جاء زوجك فاقرئى عليه السلام وقولى له:يُغَىَّر عتبة بابه. فلما جاء سيدنا إسماعيل كأنه آنس شيئاًفقال:هل جاءكم أحد؟قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا وكأنها تستخف بشأنه-فسألنى عنك وأخبرته وسألنى كيف عيشنا فأخبرته أنَّا فى جهد وشدة،قال:فهل أوصاك بشىء؟قالت نعم أوصان وأمرنى أن أقرأ عليك السلام ويقول غَيَّرْ عتبةَ بابك.قال سيدنا إسماعيل:ذاك أبى وقد أمرنى أن أفارقك،ألحقى بأهلك.فطلقها وتزوَّج منهم أخرى،وغاب عنهم سيدنا إبراهيم ماشاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على إمرأته فسألها عنه فقالت:خرج يبتغى لنا-قال:كيف أنتم؟وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله،فقال:ماطعامكم؟قالت اللحم،قال:فما شرابكم؟قالت الماء،قال:اللهم بارك لهم فى اللحم والماء. ثم قال لها:إذا جاءك زوجك فاقرئى عليه السلام وقولى له أن يثبت عتبة بابه.فلما جاء سيدنا إسماعيل قال هل أتاكم من أحد؟قالت أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه،فسألنى عنك فأخبرته،فسألنى كيف عيشنا؟فأخبرته أنا بخير،قال فأوصاك بشىء؟قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال سيدنا إسماعيل ذاك أبى،وأنت العتبة أمرنى أن أمسكك،ثم غاب عنهم سيدنا إبراهيم ماشاء الله،ثم جاء بعد ذلك وسيدنا إسماعيل يبرى نبلا له تحت الشجرة قريباً من زمزم،فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد ثم قال سيدنا إبراهيم:ياإسماعيل:إن الله أمرنى بأمرٍ قال سيدنا إسماعيل:فأصنع ما أمرك ربك،قال سيدنا إبراهيم:وتعيننى؟ قال سيدنا إسماعيل:وأعينُك قال سيدنا إبراهيم:فإن الله أمرنى أن أبنى هاهنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة ماحولها. وعند ذلك رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل القواعد من البيت،فجعل سيدنا إسماعيل يأتى بالحجارة وسيدنا إبراهيم يبنى،حتى إذا ارتفع البناء وضعف سيدنا إبراهيم عن نقل الحجارة جاء بحجر المقام فوضعه له،فقام عليه السلام وهو يبنى وسيدنا إسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان:((ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم))فلما فرغ سيدنا إبراهيم من بناء الكعبة جاءه سيدنا جبريل فأراه المناسك كلها ثم قام سيدنا إبراهيم على المقام وقال:((يأيها النَّاس أجيبوا أمر ربكم))فكانت تلك دعوة سيدنا إبراهيم إلى الحج،وقد نوَّه القرآن بها فى قوله تعالى-(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)). وَعَنْ.ابْنِ.عَبَّاسٍ-رضي.الله.عنهما-قَالَ.قَالَ.رَسُولُ.اللَّهِ-صلى.الله.عليه.وسلم -: " إنَّ أَوَّلَ مَا اتَّخَذَ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ , اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ , فَوَضَعَهُمَا هُنَاكَ , وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ , ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا , فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟ , فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا , فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ , قَالَ: نَعَمْ , قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا , ثُمَّ رَجَعَتْ , فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَقَالَ: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ , حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا , وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى , فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ , فَوَجَدَتْ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الْأَرْضِ يَلِيهَا , فَقَامَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ , فَلَمْ تَرَ أَحَدًا , فَهَبَطَتْ مِنْ الصَّفَا , حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْوَادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتْ الْوَادِيَ ثُمَّ أَتَتْ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ , فَلَمْ تَرَ أَحَدًا , فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا , فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا فَقَالَتْ: صَهٍ - تُرِيدُ نَفْسَهَا - ثُمَّ تَسَمَّعَتْ فَسَمِعَتْ أَيْضًا , فَقَالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غَوَاثٌ فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ , فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ , فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا , وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنْ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا , وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَمَا تَغْرِفُ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ , لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ , أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا (تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (قَالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا , فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ , يَبْنِيهِ هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ , وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ , وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنْ الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ , فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَدَاءٍ فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ , فَرَأَوْا طَائِرًا عَائِفًا فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ , لَعَهْدُنَا بِهَذَا الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ) (فَبَعَثُوا رَسُولَهُمْ فَنَظَرَ فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ , فَأَتَوْا إِلَيْهَا) (فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ , قَالَتْ: نَعَمْ , وَلَكِنْ لَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ , قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الْأُنْسَ , فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ , حَتَّى كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ وَشَبَّ الْغُلَامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ , فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ , وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ , فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ , فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ , فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ , نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ , فَشَكَتْ إِلَيْهِ , قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ , قَالَتْ: نَعَمْ , جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ , وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ , قَالَ: فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ , قَالَتْ: نَعَمْ , أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ , وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ , قَالَ: ذَاكِ أَبِي , وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ , الْحَقِي بِأَهْلِكِ , فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى , فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ , فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ , فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا , قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ , وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ , فَقَالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ , وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ - عز وجل - , فَقَالَ: مَا طَعَامُكُمْ؟ , قَالَتْ: اللَّحْمُ , قَالَ: فَمَا شَرَابُكُمْ؟ , قَالَتْ: الْمَاءُ , قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ , قَالَ: فَهُمَا لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوَافِقَاهُ , قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ , فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ , قَالَتْ: نَعَمْ , أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ , فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ , قَالَ: فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ؟ , قَالَتْ: نَعَمْ , هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ , قَالَ: ذَاكِ أَبِي , وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ , أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ , ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ , فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ , فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ , قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ , قَالَ: وَتُعِينُنِي؟ , قَالَ: وَأُعِينُكَ , قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَاهُنَا بَيْتًا - وَأَشَارَ إِلَى.أَكَمَةٍ.مُرْتَفِعَةٍ.عَلَى.مَاحَوْلَهَا-قَالَ:فَعِنْدَذَلِكَ.رَفَعَا.الْقَوَاعِدَ.مِنْ.الْبَيْتِ فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي , حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ (36) فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ [وفي رواية: فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ] وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ , وَهُمَا يَقُولَانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
_________________ من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه
|
|