موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 27 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
هذا كتاب ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الاخلاص جمعته من منتديات عدة ولقد أحببت أن انقله للمنتدى المبارك بعد فترة انقطاع مني بسبب ظروف خاصة ون كنت اتابع المنتدى المبارك واهله نفعنا الله بهم وبصاحب المنتدى سيدنا الدكتور محمود رضي الله عنه

وليعذرني الاحباب ان وجدوا فيه اخطاء املائية او في ترتيبه فلقد نقلته كما هو

وجزاكم الله خيرا
ولنبدأ في نقل مافي الكتاب المبارك نفعنا الله به وبصاحبه
اللهم آمين


ديوان أهل الذكر
وسلطانهم المؤيد بالجيش النبوي والمدد الصمداني
يا مـن تـروم سـعادة أبـدية والـفوز بالمرغـوب والـرضوان
فاسلك سبيل الذاكرين ولذ بهم فسبيلهم فيه رضا الرحمن
و اتبــع طريقتهم فإن عمــادها فقــه وتـوحيد مع الاحســــان
المحقق
برهان الدين ابوالإخلاص
المـــــقــــدمـــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
) قل هذه سبيلي ادعوا الي الله علي بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين(
اللهم صل وسلم وبارك علي من ارسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد وآله وأصحابه والتابعين لهم باحسان الي يوم الدين وبعد ... فعبارتي الوجيز ونصيحتي العزيزة اهديها لكافة إخواني في الله وأبديها لسائر احبابي من اجله ، ممن اسامرهم بمهجتي وان غاب عنهم هيكلي ولهجتي .
اعلموا يا من غدوا جزئي وكلي ، وساروا بغيتي في الدنيا وشغلي اني نصحتكم نصيحة صديق وسارت فيكم سيرة الوالد الشفيق ، اخشي علي المروء والدين واقـدمكم علي الاهل والبنين وقد قضي الحكيم علينا بالغيبة عن ابصاركم ، والبعد عن افنيتكم لكن خلفت فيكم سيبلا مؤسسا علي القواعد الشرعية ، محصنا بطريقة روحية علية قوية برهانية حقيقية لا يسطو عليه دخان البدائع ولا تخفي معالمه سفسطة المنازع تشهد بصحته الايات القرانية ، وتنطق بمدحته الاحاديث النبوية من تمسك به نجح ، ومن اعتصم بحبله رجح ، يقبل اصحاب الصدق واليقين ، ويمج ارباب المين والتلوين ، لا يرغب فيه الا ذو سعيا مشكور ، ولا يرغب عنه الا ذو عقل مغرور ، وهو لي عندكم وديعة ، وامانة مصونة منيعة ، لا استودعكم سواه ولا استحفظكم شيئا عداه ، والله يتولي هداكم بتقواكم ، وينصركم ويديم عزكم يا احباب الصفاء ، يا اهل التوحيد واقطاب الوفاء ، والذكر المجيد وبالله اسأل وبحبيبه اتوسل ان يجعلنا من الذين قال فيهم :
( وجوه يومئذ ناضرة . إلي ربها ناظرة )
مختصر ترجمة المؤلف لديوان اهل التوحيد الاخلاصي
المتصوفين الذاكرين المذكورين العارفين بالله رب العالمين
هو الشيخ أبو الاخلاص برهان الدين بن أحمد بن محمد علي الدين بن محمد الزرقاني بن حسين بن أحمد بن زين الدين بن حامد بن حمودة بن علي السايح بن محمد العطواني بن عامر بن محمد العشي بن عبدالله بن محمد ابي الليف بن محمد ابي المكارم بن ابراهيم بن محمد شلوق ابن محمد عبدالعالي بن محمد ابي الفوراس بن عبيد الله بن محمد أبي المحاسن بن محمد جعفر غازي بن علي بن محمد المغازي الصغير بن محمد المغازي الكبير بن حسن بن احمد بن ابراهيم بن محمد بن ابي بكر بن اسماعيل بن عمر بن علي غازي بن عثمان بن حسين النور بن محمد بن موسي ابن يحيي بن عيسي بن جعفر الذكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن مولانا الحسين بن الامام علي زوج البتول السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول سيدنا محمد المصطفي الاكرم صلي الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم .

(( ومن جهة والدته ))
السيدة فاطمة الشريفة أبنة السيد محمد بن السيد عبدالعزيز بن السيد محمد الشريف ابن السيد أحمد اليمني الادريسي بن السيد علوان المغربي العرائشي بن السيد يعقوب بن السيد عبد المحسن بن السيد عبد البر بن السيد محمد بن السيد وجيه الدين بن السيد موسي بن السيد حماد بن السيد دواد المكني بأبي اليعقوب المنصوري بن السيد ترك بن السيد فرشدة بن السيد احمد بن السيد علي بن السيد موسي بن السيد يونس بن السيد عبد الله بن السيد إدريس الازهر بن السيد ادريس الاكبر بن السيد عبد الله الكامل بن السيد حسن المثني بن السيد أبي محمد الحسن السبط بن أمير المؤمنين الامام علي زوج البتول السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول سيدنا محمد المصطفي الاكرم صلي الله عليه
وسلم وآله وصحبه وسلم .

درة الوجود النــــــــورانية وجوهر المنة الرحمانية
شمس عــــلوم الــــــــذات وقمر عوالم الصفات
سر اسرار حقـائق الوجود وعين اعيان لطائف الشهود
صلي الله عليه وسلم
صلاة تنال بها الـرغائـب وتــــدفع بهـــا النـــــوائب
وتـــجلي بـــها الصــــدور ويلطف بها القدير في المقدور
وسلم عليه وعلي اهل بيته الكرام ( والسبابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعدلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم ) لذا كانت اقواله وافعاله احمدية واحواله محمديه .
ولما سئل عن التصوف قال
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ولا بكـــاؤك إن غن الـمغنــــون
ولا صيـــــاح ولا رفض ولا طرب ولا انخباط كأن قد صرت مجنونا
بل التصـــــوف ان تصــفو بلا كدر وتتبع الـحق والقـــران والــــدينا
ولما سئل عن معني فقير قال
فاء الفــقير فناؤه في ذاته وفـــراغه من نعته وصفاته
والــقاف قـوة قــلبه بحبيبه وقيــامه لله في مرضــــاته
والــياء يـرجو ربه ويخافه ويقـــوم بالـتقوي بحق تقاته
والـراء رقة قبله وصفـاؤه ورجــوعه لله عـن شــهواته
ولما سئل عن معني صوفي قال
فصوفي حروف اربــــع واشـــارة تحقق بها تحظ بكل فضيلة
فصاد لصبر ثم صدق كذا الصفاء عن الرين والاغيار في كل لحظة
وواو لـــوجــد ثـم ود اذا وفــي بكل حقوق في طريق الــشريعــة
وفاء لـفقد ثـم فــقــر كذا الفنـــــا فـتـسبح خفــا في بحــار الـحقيقة
و عنـد كمـــال فـــي تخلقـــه بهـــا فيـأتيــه حـرف الياء تحقيق نسبه
وفي هذا المعني قال
تخالف الناس في الصوفي واختلفوا وجلهم قالوا قولا غيــر مــعروف
ولـست امنــح هذا الاسم غير فتــي صافي فصوفي حتي سمي صوفي
الصوفية

( أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده )
( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه )

إذا لم يكن للنفس شيخ له هدي يودبها بالروح زاغت عن السير
ولا يعبر البحر الخضم ونووه سوه ماهر يدري الملاحة في البحر
ولولا اتصال الكهرباء باصلها علي موجة التيار ما نورها يسري

( الرحمن فاسأل به خبيرا ) ، ( ولا ينبئك مثل خبير ) ، ( فاسألوا أهل الذكر ) .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) .
الصوفية الذين هم طائفة من خلاصة المسلمين همهم من العمل إصلاح القلب ، وتصفية السرائر ، والاشتغال بالأرواح ، والاتصال بالحق الاعلي جل شانه ، حتي تأخدهم الجذبات إليه عمن سواه ، وتفني إرادتهم في إرادته ، وصفاتهم في صفاته . والعارفون منهم البالغون إلي الغاية من سيرهم في أعلي مرتبة من الكمال البشري بعد النبوة .

ونقول بلسان الشيموت الاظفر والرهبوت الغضنفر

التصوف هو أعلي صور الايمان في العقيدة الاسلامية ، إن الايمان الصوفي أيمان حار متقد حي لانه يرتكز علي الشوق والمحبة . انه ايمان يطلق في قلوب اتباعه الشعلة المتوهجة المتطلعة دائما الي الله .
أن الصوفي يعيش دائما في مقام الاحسان ، يري الله في كل شي ويراقبه في كل حركة من حركاته .
بل يراقبه مع كل نفس من انفاسه . انه ايمان يبعث اليقظة الشاملة في الحياة . ويضفي عليها الاحساس العميق بالربانية السارية في الكون والتي تعيش في اعماقنا وتعلم خواطر القلب ، وهمسات النجوي وخائنة الاعين وما تخفي الصدور . والتربية الصوفية ، بما فيها من تصعيد وتسامي . وارتفاع فوق الغرائز والشهوات ، واعتصام بالمثل وإكبار لها . وفناء واستشهاد في سبيلها إنها تربية فوق ما تعرف الدنيا من تربية وتهذيب لانها تنفذ الي الاعماق وتعمل في الباطن والظاهر إنها تربية تشمل الضمير والوجدان والحس ، كما تشمل اليد واللسان والجوراح .
والجهاد الصوفي الشاق العنيف في سبيل الكمال في كل ميدان من ميادين الحياة . انه جهاد ضد النفس والهوي والجشع والطمع ، والحقد والحسد ، كما هو جهاد ضد الطغيان والجبروت والبطش ، انه جهاد للتصفية وللتسامي ورياضة للقوة والتفوق ، جهاد يمنح الصوفي عزيمة لا تقهر ، وإرادة لا تغلب وعزيمة وإباء وايجابية عملية وشجاعة نفسية ، لا احسب ان الشجاعة في الدنيا تسابقا او تطاولها .
يكتب الامام الغزالي حجة الاسلام وكاتب التصوف الي ابن تاشفين ملك المغرب فيقول له : إما ان تحمل سيفك في سبيل الله ونجدة إخوانك ، وإما ان تعتزل إمارة المسلمين حتي ينهض بحقهم سواك .
ويقول الامام محي الدين بن العربي شيخ الصوفية الاكبر . للملك الكامل حينما تهاون في قتال الصلبيين : إنك دنئ الهمة ، والاسلام لن يعترف بأمثالك فانهض للقتال ، أو نقاتلك كما نقاتهلم . ويطغي المماليك في أرض مصر فيثور العز بن عبد السلام الصوفي الكبير ويامر بالقبض علي المماليك . ويعلن انه قد اعتزم بيعهم في سوق الرقيق ، لانهم خانوا امانة المسلمين .

ويري حاتم الاصم ثقيفا البلخي وكلاهما من اعلام الصوفية يراه يضحك بين الصفوف في موقعة الترك فيقول له : ما يضحكك ؟ فيقول : ألآ أضحك وانا في احب المواطن الي الله ، إن أسعد اوقاتي وارجاها عندي أن يراني ربي ضاربا بسيفي في سبيله ، وانا بعد احرص علي الموت من حرصي علي الحياة . ويقول عبدالملك بن مروان الخليفة الاموي لابن البيطار الصوفي في غطرسة الملك وغروره : انا عبد الملك فارفع حوائجك إلي! فيقول له عزَّة المؤمن وكبرياء الصوفي : وانا ايضا عبدالملك فهلم نرفع حوائجنا الي من انا وانت له عبدان .

ويقول الامام الشعراني مؤرخ التصوف ومجددة : من لبس جديدا او اكل هنيئا او ضحك في نفسه او سعد في بيته و الامة الاسلامية في كرب او شدة فقد برئ منه الاسلام .

هذه الشمائل الصوفيه النبيلة وهذا الخطوط العريضة من الانسانية الرفيعة والاخلاق الفاضلة والشجاعة العالية . هي ما نحتاج اليه اليوم في نضالنا الملتهب ، وصراعنا الحر وجهادنا القوي لبناء امتنا واعدادها لدورها التاريخي العظيم .

اننا نواجه اليوم الاستعمار العالمي ونصارع الصهيونية الدوليه وهذا الصراع الهائل سيكتب فيه النصر الحاسم لمن يملك قوي روحية وادبية ومعنوية أغزَّ وأقوي . ان الامم اذا تفككت خلقيا او ضعفت معنويَّا او فقدت قوتها الايجابية واضاعت عزيمة النضال وروح التَّفوّق فهي امة منهزمة ضائعة بين الاحداث وعصف الوقائع ، فلنتجه الي التصوف نستمد منه القوة الخلقية والعزة الايمانية والفضائل الروحية ، فلتنخذها درعا وحصننا يقي امتنا ويحميها .ومعراجا نصعد عليه الى أهدافها وأمانيها، ان الصانع الذى نعده لنهضة مصانعنا والتاجر الذى نهيئه للوثوب بتجارتنا والمزارع المكافح فى حقولنا والجندى الذى ندربه ليحمى بلادنا كل هؤلاء يزدادون عزما وبأسا واخلاصا وتفوقا ، اذا ربطنا قلوبهم بالايمان ، وأعمالهم بالاخلاق يجب ان يعلم الصانع ان الله سبحانه يحب من عبده اذا عمل عملا ان يتقنه ،وان الله يراقبه ويشاهده ، لانه فى أعماق نفسه وفوق يده وبصره والتاجلر فى متجره أو سوقه يجب ان يدرك ان البركه فى الصدق والخير والعفه ،وان الرزق من عند الله الذى يعلم ما تخفى القلوب والصدور

قبل ان يعلم الحرس والرقيب والزارع والحاكم والموظف والجندى وكل مواطن يعيش فوق أرضنا المقدسه ان الله جل جلاله فى ضمائرهم وفوق سمعهم وسعيهم، نواصيهم بيده وأرزاقهم تهبط اليهم من عنده ،وليست فى الارض ولا فى السماء قوة تملك لهم خيرا او شرا الا قوته وحده جل جلاله الواحد القهار، وشبابنا هو عدتنا الكبرى . ان أفكارا من هنا وهناك تواثه وتخايله فيها رياح وثنيه وعواطف وجوديه وتيارات انحلاليه وان صحفا ملونه هازله ،وكتبا جنسيه ماجنه تغمره وتأخذ عليه بصره وسمعه .اننا يجب ان نحمى شبابنا وان نزوده بالايمان، ونحصنه الاخلاق ونحليه ونكمله بالروح والمثاليات والفضائل.

ان الوفاء والنبل والصدق والشرف والعفة والنجدة والبأس والشجاعة والعزة والكرامة ، والاخلاص و الفضيلة ، وكل صفة عالية بانية لا تنبعث من الالحاد ، ولا تاتي من افق الانحلال انها صفات من وحي الله ورضاه ومن الهام الدين وينابيعه ومن رسالة التصوف ومناهجه يجب ان يشع الروح الصوفي الطاهر المؤمن القوي في حياتنا ووجودنا وان نجعله مادة في معاهدنا ومدراسنا حينئذ نظفر برضوان الله وبسيادة الحياة ، وتمتلئ ايدينا بعزة الصوفية وبأس المؤمنين ، ويتحقق فينا قول ربنا سبحانه : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين )

واخيرا فالصوفية سبقت لهم من الله الحسني والزمهم كلمة التقوي ، صدقت مجاهداتهم فنالوا علوم الدراسة ، وخلصت عليها معاملاتهم فمنحوا علوم الوراثة وصفت سرائرهم فاكرموا بصدق الفراسة ، فهموا عن الله وساروا الي الله ، واعرضوا عما سوى الله ، خرقت الحجب انوارهم ، وجالت حول العرش اسرارهم ، وجلت عند ذي العرش اخطارهم ، فهم اجسام روحانيون ، وفي الارض سماويون سكوت نظار غيب حضار ، ملوك تحت اطمار ، افزاع قبائل واصحاب فضائل ، و انوار دلائل ، اذانهم واعية ونفوسهم صافية ، ودائع الله بين خليقته وصفوته في بريته ، هم في حياته صلي لله عليه وسلم اهل صفته ، وبعد وفاته خيار امته .










_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


برهان الدين أبو الاخلاص
الوظيفة الاخلاصية لمن اراد الولاية الربانية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين* إياك نعبدُ وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم * ولا الضالين ) آمين
بسم الله الرحمن الرحيم

(

( الم*ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون * أولئك علي هدي من ربهم و اولئك هم المفلحون ) . ( وإلهكم إله واحد لا الا هو الرحمن الرحيم ) . ( الله لا اله الاهو الحي القيوم . لا تاخده سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم * لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الي النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوات يخرجونهم من النور الي الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) . ( لله ما في السموات وما في الارض ، وإن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله علي كل شئ قدير * آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمومنون كُـلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احدٍ من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير * لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخدنا إن نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراَ كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفوا عنا واغفرلنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين ) . ( شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم * أن الدين عند الله الاسلام ) . ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شئ قدير * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )

بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمدلله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * هو الذي خلقكم من طين ثم قضي اجلا واجلٌ مسمي عنده ثم انتم تمترون * وهو الله في السموات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) . ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) [ سبعا ] . ( وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادي في الظلمات [ لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ] ( ثلاثا ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) . ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ) . ( هو الله الذي لا اله الا هو علم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسني يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم )
بسم الله الرحمن الرحيم
( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والي ربك فارغب )

بسم الله الرحمن الرحيم


( إنا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل امر * سلام هي حتي مطلع الفجر )

بسم الله الرحمن الرحيم
( اذا زلزلت الارض زلزالها * واخرجت الارض اثقالها * وقال الانسان مالها * يومئذ تحدث اخبارها * بأن ربك اوحي لها * يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )

بسم الله الرحمن الرحيم
( لا يلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف )

بسم الله الرحمن الرحيم
( قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا احد ) . ( اللهم صلِّ وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا احد ) [ ثلاثا ]

بسم الله الرحمن الرحيم
( قل اعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق اذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسدٍ اذا حسد )


بسم الله الرحمن الرحيم
( قل اعوذ برب الناس * ملك الناس اله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس ) .
ـــ اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ، وفي قبضتك ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتبك او علمته احدا من خلقك ، او ستاثرت به في علم الغيب عندك ، ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي ونور بصري وشفاء صدري وجلاء حزني وذهب همي وغمي ، اللهم فارج الهم كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين . رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ارحمني برحمة من عندك تغنني بها عن رحمة من سواك .
ـــــ اللهم بعلمك الغيب وقدرتك علي الخلق ن احيني ما علمت الحياة خيرا لي . وتوفني اذا علمت الوفاة خير لي ، واسألك خشيتك في الغضب والرضا ، واسألك نعيما الا ينفذ وقرة عين لا تنقطع واسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر الي وجهك والشوق الي لقائك ، واعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة .
ـــــ ( اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ، واعوذ بك من العجز والكسل ، واعوذ بك من الجبن والبخل ، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) [ ثلاثا ] .

ـــــ اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداه مهتدين .

ـــــ اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة ، ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
ـــــ ( اللهم ما امسي [ او ما اصبح ] بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك ، لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ) [ ثلاثا ]
ــــــ ( اللهم إني أمسيت أو اصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وكتبك ورسلك ، .و جميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، وان سيدنا محمد عبدك ورسولك ) [ اربعا ] .
ـــــ اللهم اني امست [ او اصبحت ] منك في نعمة وعافية وستر فاتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة ) [ ثلاثا ] .
ـــــ اللهم انت ربي . لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت . ابؤ لك بنعمتك عليّ وابؤ بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت ، اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قولٍ او عمل ، واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قولٍ او عمل " اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " [ ثلاثا ] .
ـــــ ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ) [ ثلاثا ]
ـــــ حسبي الله لديني ، حسبي الله لما اهمني ، حسبي الله لمن بغي عليّ ، حسبي الله لمن حسدني ، حسبي الله لمن كادني بسوء ، حسبي الله عند الموت ، حسبي الله عند السؤال في القبر ، حسبي الله عند الميزان ، حسبي الله عند الصراط .
ــــــ ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت واليه انُيب ) [ ثلاثا ] .
ـــــ اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علما ، الحمدلله علي كل حال واعوذ بالله من حال اهل النار .
ـــــ " اللهم إنا نعوذ بك من ان نشرك بك شئ نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه " [ ثلاثا ] .

ـــــ " اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر . اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت " [ ثلاثا ]

ـــــ اللهم اني اعوذ من شر ما عملت ومن شر ما لم اعمل .

ـــــ " رضينا بالله تعالي ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا " [ ثلاثا ] .
ــــــ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته " لا اله الا الله سيدنا محمد رسول في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله " [ ثلاثا ]
ــــ الله اكبر مثل ذلك " ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " [ ثلاثا ] .

ــــ اللهم ارزقني فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين . اللهم زدنا ولا تنفصنا . واكرمنا ولا تهنا . واعطنا ولا تحرمنا . وآثرنا ولا تؤثر علينا . وكن لنا حيث ما كنا انك علي ما تشاء قدير " يا نعم المولي ويا نعم النصير " [ ثلاثا ] .

ـــــ اللهم صلّ وسلم وبارك علي سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في سائر الاسماء والصفات ، وعلي آله وصحبه اهل الصفاء والكمالات ، عدد ما احاط به علمك وخط به قلمك واحصاه كتابه ، وارض اللهم عن ساداتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن الصحابه اجمعين وعن التابعين وتابعيهم بخير واحسان الي يوم الدين . امين . والشكر لله علي فضل الله والحمدلله رب العالمين .


ورد الرابطة

ـــــ أستغفر الله و اتوب اليه [ مائة مرة ] .

ـــــ اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الفاتح لما اغلق ، والخاتم لما سبق ، والناصر الحق بالحق ، والهادي الي صراطك المستقيم وعلي آله وصحبه حق قدره ومقدره العظيم [ مائة مرة ] .

ـــــ لا اله الا الله [ مائة مرة ] ، سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم [ مرة واحدة ] .

ختام الحضره

ا للهم صلي وسلم وبا ر ك علي سيد نا محمد الروؤف الرحيم،ذى الخلق العظيم،وعلى آله وصحبه فى كل لحظه عدد كل حادث وقديم آمين(ياألله) ست وستون .

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا،ومتعنا بأسماعنا وابصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا،واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على أعدائنا ، ولاتجعل مصيبتنا فى د يننا ، ولاتجعل الدنيا أكبر همنا ، ومبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لايرحمنا .

اللهم أصلح لنا د يننا الذى هو عصمة أمرنا ، أصلح لنا دنيانا التى فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التى اليها مآ لنا ، وأجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير ، وأجعل الموت راحة لنا من كل شر .

اللهم انا نسأ لك من خير ما سأ لك منه نبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولاحول ولاقوه الا بالله .

اللهم صل على سيدنا محمدصلاة تنجينا بها من جميع ألاهوال والافات ،وتقضى لنا بها جميع الحاجات ،وتطهرنا بها من جميع السيئات ،وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايا ت من جميع الخيرات ، فى الحياة وبعد المما ت ، وعلى وآله وأصحابه المخلصين ، وعلى أهل طاعتك أجمعين وسلم تسليما بقد ر عظمة ذ اتك فى كل وقت وحين . آمين .

(سبحان ربك رب العزةعما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمدلله رب العالمين) ، لا اله الا الله الاول الاخر ،الظاهر الباطن ، سيدنا محمد رسول الله السيد الكامل ،الفا تح الخاتم .( الصلاة والسلام بلسان ان الذ ين يبايعونك انما يبا يعون الله ، عليك يا حبيب القائل :قل ان كنتم تحبون الله فا تبعونى يحببكم الله ،وعلى آلك وصحبك ، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) ثلاثا .
نحن بالله عزنا وبالحبيب المقرب
بهما عز نصرنا لا بجاه ومنصب
ومن اراد ذلنا من قريب واجنبي
سيفنا فيه قولنا حسبنا الله والنبي

(ثلاثا )
لااله الا الله الاول الاخر الظاهر البا طن ، سيدنا محمد رسول الله السيد الكامل الفاتح الخاتم صلى الله عليه وسلم .
فائده لحفظ كتابه جل جلاله و عم نواله
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءه على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال : بأبى أنت وأمى تفلت هذا القرآن من صدرى فما أجدنى أقدرعليه .فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت فى صدرك ؟ قال :أجل يارسول الله فعلمنى قال :{إذا كان ليلة الجمعه فإن إستطعت أن تقوم فى ثلث الليل الآ خر فإنها ساعة مشهوده والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخى يعقوب لبنيه ( سوف أستغفر لكم ربى ) يقول حتى تأتى ليلة الجمعه ،فإن لو تستطع فقم فى وسطها ،فإن لم فقم فى أولها فصل أربع ركعات تقرأ فى الركعه الاولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ،وفى الركعه الثانيه بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفى الركعه الثالثه بفاتحة الكتاب ووآلم تنزيل السجده ،وفى الركعه الرابعه بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ،فإذا فرغت من التشهد فأحمد الله وأحسن الثناء على الله عز وجل ،وصل على وأحسن الصلاه على وعلى سائر النبيين وأستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولاخوانك الذين سبقوك بالايمان،ثم قل فى آخر ذلك
اللهم أرحمنى بترك المعاصى أبدا ما أبقيتنى ،وأرحمنى أن أتكلف مالايعنينى ، وأرزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى . اللهم بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ،والعزة التى ترام .أسألك ياألله يارحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وأرزقني أن أتلوه على النحو الذى يرضيك عنى .اللهم بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ،والعزة التى لا ترام ،أسألك يألله يارحمن بجلال ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى، وأن تطلق به لسانى ، وأن تفرج به عن قلبي ،وأن تشرح به صدرى ،وأن تغسل به بدنى ،فإنه لا يعيننى على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .ياأبا الحسن إفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله . والذى بعثنى بالحق ما أخطأت مؤمنا قط
قال عبد الله بن عباس فوالله ما لبث على إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مثل ذلك المجلس فقال :يارسول الله إنى كنت فيما خلا لاآخذ إلا أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن على نفسى تفلتن وأنا اليوم أتعلم أربعين آيه أو نحوها ،فإذا قرأتها على نفسى فكأنما كتاب الله بين عينى ،لقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الآحاديث فإذا حدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم عند ذلك :{ مؤمن ورب الكعبه ياأبا الحسن }.رواه الترمذى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حيث الوليد بن مسلم .
مفاتيح الكنوز الإلهيه فى فضائل الوظيفه الإخلاصيه

بإسم ممد الكون ،وبه الإغاثه والعون ،قال سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) ، و قال تبارك و تعالى: ( والذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) ، وقال جل جلاله : ( وأذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفه ودون الجهر من القول بالغدو وألآصال و لا تكن من الغافلين ) وقال عز وجل : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ).

وعن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :{من قال حين يصبح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم أجبر من الشيطن حتى يمسى }. رواه الحكيم الترمذى

وروى أبو داود بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع } أى قليل البركه .

و فى حديث أبى بن كعب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{و الذى نفسى بيده ما أنزلت فى التوراه ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها (الفاتحه ) وإ نها سبع من المثانى والقرآن العظيم لاالذى أعطيته } رواه الترمذى

وروى الطبرانى و الحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : (من قرأعشر آيات أربعه من أول البقره وآية الكرسى وآيتين بعدها وخواتيمها لم يدخل ذلك البيت شيطان حتى يصبح).

وروى الدارمى والبيهقى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{من قرأ عشر آيات من سورة البقره أول النهار لم يقربه شيطان حتى يمسى ،وإن قرأهاحين يمسى لم يقربه شيطان حتى يصبح ، ولا يرى شيئا يكرهه فى أهله وماله }. وعن على كرم الله وجهه ورضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إن فاتحة الكتاب وآية الكرسى وآيتين من آل عمران هما :{شهد الله..} إلى قوله {عند الله الإسلام }و:{ قل اللهم مالك الملك}........إلى قوله :{ بغير حساب } معلقات ما بينهن وبين الله حجاب ،يعنى لما أراد الله تعالى أن ينزلهن تعلقن بالعرش فقلن تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؟ قال الله عز وجل :{بى حلفت أنه لا يقرأكن أحد من عبادى دبر كل صلاه مكتوبه إلا جعلت الجنه مثواه على ما كان منه ، ولأسكنه حظيرة القدس ،ولأنظرن إليه بعينى المكنونه كل يوم سبعين مره ،و لقضيت له كل يوم سبعين حاجه أدناها المغفره ولأعذنه من كل عدو وحاسد ولنصرته منهم}. رواه أبى نعيم والدارقطبى .

وروى الحكيم الترمذى بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ من قرأ فى مصبح أو ممسى (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور )....... إلى ( يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ). أمن من الأوجاع فلى ذلك اليوم أو تلك لليله.وعن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :{من قال فى كل يوم حين يصبح وحين يمسى :{حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } سبع مرات كفاه الله عز وجل ما أهمه من هم الدنيا والآخره }. رواه أبو داود وإبن عساكر.

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {من قال حين يصبح ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .وله الحمد فى السموات والأرض و عشيا وحين تظهرون .يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ) أدرك ما فاته فى يومه ذلك ومن قالهن حين يمسى أدرك ما فاته فى ليلته .

رواه ابوداود

وروى الإمام أحمد والترمذى عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دعوة ذى النون إذ دعا وهو فى بطن الحوت {لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها رجل مسلم فى شئ قط إلا استجاب الله له } .

وروى البيهقى بسنده عن أبى إمامه رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في ذلك اليوم او الليلة فقد ضمن الله له الجنة " .
ومن المتفق عليه إذا وصل القارئ إلي خاتمة سورة الحشر وضع يده علي راسه ، فان جبريل لما نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم : ( قال ضع يدك علي راسك فانها شفاء من كل داء إلا السام [ الموت ] )
وقراءة : ( لو انزلنا هذا القرآن ) الي اخر السورة مع وضع اليد علي الرأس مجربة لشفاء الصداع . ومن قراها بعد الوضوء وقال : ( أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوبين واجعلني من المتطهرين ) فتحت له ابواب الجنة الثمانية . يدخل من ايها شاء .

روي البيهقي بسنده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( من قراء [ الم نشرح لك صدرك ] فكأنما جاءني وانا مغتم ففرج عني ، وقال صلي الله عليه وسلم : [ اتريدون ان يجعل الله بينكم وبين ابليس ردما كردم ياجوج وماجوج ، قالوا نعم يا رسول الله قال :أقرأوا " ان انزلناه في ليلة القدر " ) .

رواه ابو دواد

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( اذا زلزلت ) تعدل نصف القرآن .

رواه الترمذي والحاكم

ومن الحصن الحصين أن من خاف من عدو او غيره فليقراء ( لإ يلاف قريش ) يأمن من كل سوء ، وهي امان من وحشة السفر وخوفه ، وتقرأ علي الطعام المخوف ثلاثا ، وعلي البطن اذا خيف من شبعها ووجعها .

وروي الترمذي وابو دواد عن عبد الله بن بريدة عن ابيه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إاني اسالك بأني أشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ول يكن له كفوا احد فقال : " لقد سالت الله بالاسم الذي اذا سئل به أعطي واذا دعي به أجاب " . وفي رواية قال " سالت الله بالاسم الاعظم " .

وعن عبدالله بن خبيب ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" قل هو الله احدوالمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ ". رواه أبو دواد والترمذي والنسائي

وعن علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من اصابه كرب او هم او غم او جزن فليقل : اللهم : إني عبدك وابن عبدك وابن امتك وفي قبضتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضأوك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، او أنزلته في كتابك ، او علمته احدا من خلقك ، او استأثرث به في علم الغيب عندك ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي ونور بصري ، وشفاء صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي ".

رواه النسائي وابن حبان من حديث علي والحاكم من

حديث أبي هريرة والترمذي من حديث سعد بن ابي وقاص والامام

احمد والبزار من حديث مسعود

وروي الترمذي بسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " سلوا الله من فضله ، فأن الله يحب ان يسال وأفضل العبادة انتظار الفرج ".

وعن ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا يتمنين احدكم الموت من ضر أصابه فإذا كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني مادامت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي " .

رواه الامام احمد والبخاري ومسلم

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال : دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا برجل من الانصار يقال له ابو إمامة ، فقال له : " يا ابا إمامة مالي اراك في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ " فقال هموم لزمتني وديون يا رسول الله : فقال : " الا اعلمك كلاما اذا انت قلته أذهب الله عزوجل همك وقضي عنك دينك " قلت بلي يا رسول الله ، " قال اذا اصبحت واذا امسيت اللهم أني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل ، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .

قال ففعلت ذلك فأذهب الله همي وقضي عني ديني.
رواه ابو دواد

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا اساله الله تعالي . قال : " سل الله العافية " فمكثت اياما ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئا اساله الله تعالي . فقال لي : " يا عباس يا عم رسول الله إسأل الله العافية قي الدنيا والاخرة " .

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثهم أن عبدا من عباد الله قال : ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فعضلت بالملكين [ اعيتهما ] فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الي السماء قالا : يا ربنا ان عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله عزوجل " وهو اعلم بما قال عبده " ماذا قال عبدي ؟ قالا : يارب انه قال : ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فقال الله عزوجل لهما اكتباها كما قال عبدي حتي يلقاني فأجزيه بها .

رواه الامام احمد وابن ماجه

ورجال ثقات

وعن عبد الله ابن غنام البياضي رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح : (اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك ، لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر . فقد ادي شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد ادي شكر ليلته ) .
رواه ابو دواد والنسائي وابن حبان

وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يصبح او يمسي :اللهم إني اصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وأنبياؤك ورسلك ، .و جميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، وان سيدنا محمد عبدك ورسولك . اعتق الله ربعه من النار ، ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار ، ومن قالها ثلاثا اعتق الله ثلاثة ارباعه من النار ، ومن قالها اربعه أعتقه الله من النار ) .

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اللهم اني اصبحت منك في نعمة وعافية وستر فاتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة ) [ ثلاث مرات ] اذا اصبح واذا امسي كان حق علي الله عزوجل ان يت عليه نعمته ).

رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( سيد الاستغفار : اللهم انت ربي . لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت . ابؤ لك بنعمتك عليّ وابؤ بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت . من قالها موقننا بها حين يمسي فمات في ليلته دخل الجنة ، ومن قالها موقننا بها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة )

رواه الامام احمد بن حنبل والبخاري والترمذي والنسائي

وروي الامام مسلم وابو دواد عن ابي الزبير عن صفوان بن عبدالله بن صفوان ، وكانت تحته ام الدرداء قال : قدمت الشام فأتيت ابا الدرداء في منزله فلم اجده ووجدت ام الدرداء ، فقالت اتريد الحج العام ؟ فقالت : نعم . فقالت : ادعوا لنا بخير فان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ( دعوة المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة عند راسه ملك مؤكل كلما دعي لاخيه بخير ، قال الملك المؤكل به آمين ، ولك بمثل ) قال : فخرجت الي السوق فلقيت ابا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلي الله عليه وسلم ثم إني سمعته يقول : اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قولٍ او عمل ، واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قولٍ او عمل .

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجلا الي النبي صلي الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغني البارحة قال : ( اما لو قلت حين امسيت اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك ) .

رواه الامام مالك ومسلم واصحاب السنن الاربعه

وفي بعض الروايات من قال حين يصبح : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره عقرب حتي يمسي ومن قالها حين يمسي لم تضره حتي يصبح .

وفي صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم انها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( اذا نزل احدكم منزلا فليقل : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فانه لا يضره شئ حتي يرحل منه .

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شئ ) .

رواه ابو دواد والترمذي

وروي الحكيم الترمذي بسنده ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفيا مجزيا خمس للدنيا وخمس للاخرة : حسبي الله لديني ، حسبي الله لما اهمني ، حسبي الله لمن بغي عليّ ، حسبي الله لمن حسدني ، حسبي الله لمن كادني بسوء ، حسبي الله عند الموت ، حسبي الله عند السؤال في القبر ، حسبي الله عند الميزان ، حسبي الله عند الصراط . ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت واليه انُيب )

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علما ، الحمدلله علي كل حال واعوذ بالله من حال اهل النار ) .

رواه ابن ماجة والترمذي

وعن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم فقال : ( يا ايها الناس اتقوا هذا الشرك فانه اخفي من دبيب النمل ) فقال له من شاء الله ان يقول وكيف نتقيه وهو اخفي من دبيب النمل يا رسول الله ؟ فقال : ( قولوا اللهم إنا نعوذ بك من ان نشرك بك شئ نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه ) .

رواه الامام احمد والطبراني ورواه ابو يعلي

وعن عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما انه قال لابيه يا ابتي اني اسمعك تدعو كل غداة : اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر . اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت تعيدها حين تصبح ثلاثا و ثلاثا حين تمسي ، فقال اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو بيهن وانا احب ان استن بسنته . رواه ابو دواد وغيره

وعن ثروة ابن نوفل الاشجعي الكوفي رضي الله عنه قال : سالت عائشة رضي الله عنها عن دعاء كان يدعو به رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت كان يقول : (اللهم اني اعوذ من شر ما عملت ومن شرمالم اعمل ) .

رواه مسلم وابو دواد والنسائي



عن ابي سلام رضي الله عنه خادم النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعا : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من قال اذا اصبح واذا امسي : (رضينا بالله تعالي ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا الا كان حقا علي الله ان يرضيه ) .

رواه ابو دواد والترمذي والنسائي

في بعض الروايات فا انا الزعيم لآخذن بيده حتي ادخلنه الجنة ووقع في رواية ابي دواد وغيره وبمحمد رسولا ، وفي رواية الترمذي نبيا فيستحب الجمع بينهما . وعن جويرية ام المؤمنين رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم خرج من عندها حين صلي الصبح وهو في مسجدها ، ثم رجع بعد ان اضحي وهي جالسة فقال : ( مازلت اليوم علي الحال الذي فارقتك عليه ) فقالت نعم ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ( قد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات فلو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهم : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) .

رواه البخاري ومسلم

وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال لمعاذ ابن جبل : ( ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله علي النار ) قال : يا رسول الله الا اخبر الناس فيستبشرون ؟! قال : اذا يتكلوا واخبر بها معاذ عند موته تاثما [ اي خوف ان يلحقه الاثم ان كتمه ] .

رواه الشيخان

وعن أبى هريره رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (من قال حين يأوى الى فراشه لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ولا حوله ولاقوه إلابالله العلى العظيم ،سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاالله والله أكبر غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) .

رواه حبان

وعن أنس رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال بسم الله توكلت علي الله ولا حول ولا قوة الا بالله قيل له كفيت ووقيت وهديت وينحي عنه الشيطان ). رواه ابو دواد والترمذي

وروي البخاري عن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( الا ادلك علي كلمة من كنز الجنة ) فقلت بلي . فقال : ( لا حول ولا قوة الا بالله ) ثم قال صلي الله عليه وسلم : ( من رأي شيئا فاعجبه ، وقال ماشاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله لم تضره العين ) .

وروي الامام احمد والترمذي عن عبد الرحمن بن عبد القادر قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : كان النبي صلي الله عليه وسلم اذا انزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكث عنده ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنفصنا . واكرمنا ولا تهنا . واعطنا ولا تحرمنا . وآثرنا ولا تؤثر علينا . وارضنا وارض عنا وكن لنا حيث ما كنا ثم قال صلي الله عليه وسلم : ( انزلت علي عشر ايات من اقامهن دخل الجنة ثم قرأ ( قد أفلح المومنين ) حتي ختم عشر ايات ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( اولي الناس بي يوم القيامة اكثرهم عليَ صلي ) .

رواه الترمذي

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال : يا رسول الله افلا اجعل ثلث دعائي في الصلاة عليك . قال : ( فإن زدت فهو أفضل ) قال : اجعل الثلثين . قال : ( فإن زدت فهو أفضل ) . قال : بأبي انت وأمي يا رسول الله اجعل دعائي كله الصلاة عليك ؟ قال : ( اذا يكفيك الله امرك من عليه دنياك وآخرتك ) .

رواه الامام احمد والحاكم والبيهقي

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انهما سمعا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( من صلي علي صلاة صلي الله بها عليه عشرة ) .

رواه الامام مسلم

روي الترمذي عن خالد بن ابي عمران ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قل ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتي يدعو بهؤلاء الدعوات لاصحابه : ( اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصرنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوراث منا واجعل ثأرنا علي من ظلمنا ، وانصرنا علي اعدائنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .

وروي الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( اللهم أصلح لي ديني الذي وهو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر .

وعن ابي امامة رضي الله عنه قال : دعاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا فقلنا يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا قال : ( الا أدلكم علي ما يجمع ذلك كله تقولوا ( اللهم إنا نسالك خير ما سالك منه نبيك ورسولك محمد ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك ورسولك محمد وانت المستعان وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة الا بالله ) .

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

وعن ابي هانئ عن عمر بن مالك الجمبي انه سمع فضالة ابن عبيد يقول : سمع النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال النبي صلي الله عليه وسلم عجل هذا ، ثم دعاه فقال له او لغيره : ( اذا صلي احدكم فليبدأ بتحميد الله عزوجل والثناء عليه ، ثم ليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليدع من بعد بماشاء ) .

رواه الترمذي

وعن علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه قال : من احب ان يكتال بالمكيال الاوفي فليقل في اخر مجلسه ( اي حين يقوم ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمدلله رب العالمين ) .

رواه ابي نعيم في الحلية

وروي الترمذي بسنده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من هلل مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن اعتق رقبة من ولد اسماعيل ) .

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل همَ فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ).

رواه ابو دواد والنسائي

وروي الطبراني عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال : ( ليس من عبد يقول لا اله الا الله مائتي مرة الا يبعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر )
دليل الذكر والمصافحة

قال صلي الله عليه وسلم : " أتدرون أي عري الايمان اوثق " قيل : الصلاة قال : " الصلاة حسنة وليست بذلك " قيل : الصيام .فقال مثل ذلك حتي ذكروا الجهاد ، فقال مثل ذلك ، ثم قال : " اوثق عري الايمان الحب في الله تعالي ، والبغض فيه " . وفي روايه أوثق عري الايمان الموالاة في الله والمودة والحب في الله والبغض في الله ".

رواه الامام احمد وابو داود والطيالسي

وقال صلي الله عليه وسلم : " أن احبكم الي الله عزوجل الذين يألفون ويؤلفون ، وإن ابغضكم الي الله عزوجل المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاخوان ".

رواه الطبراني في الاوسط والصغير

وروي الامام احمد والترمذي أنه قيل لأبي ذر : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصافحكم اذا لاقيتموه ؟

قال : ومالاقيته قط الا صافحني ، وبعث إلَي ذات يوم فلم اكن في أهلي ، فلما جئت أخبرت أنه ارسل الَي فأتيته وهو علي سريره فألتزمني وكانت اجود واجود وهو صلي الله عليه وسلم يقول : " ما من عبدين اجتمعا فتصافحا وصليا علي رسول الله الا غفر الله لهما ما تقدم من ذنبوهما " وقال صلي الله عليه وسلم :" قال الله عزوجل : حقت محبتي للمتحابين فيَ ، وحقت محبتي للمتوصلين فيَ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَ المتحابون فيَ علي منبر من نور يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء ".

رواه الامام احمد والحاكم وصححه وغيرهما مرفوعا

وروينا في سنن ابي داود والنسائي عن المنهال ابن عمر وعن عائشة بنت طلحة عن عائشة ام المومنين رضي الله عنها قالت : ما رايت أحدا كان اشبه كلاما وحديثا من فاطمة عليها السلام برسول الله صلي الله عليه وسلم وكان اذا دخلت عليه رحب بها ، وقام اليها فأخذ بيدها وقبلها واجلسها في مجلسه وكانت هي اذا دخل عليها قامت اليه مستقبلة وقبلت يده . يقولون – الحفاظ رضوان الله عليهم – يؤخذ من هذا استحباب القيام لذوي الفضل احترام لهم واعظاما .

وللحافظ النووي رضي الله عنه في ذلك جزء مطبوع . ورويناعن الامام احمد والبخاري في الادب المفرد والبغوي في معجم الصحابة من طريق مطر بن عبد الرحمن الاعنق قال حدثتني جدتَي ام إبيان بنت الوزع بن زارع عن جدها زارع وكان في وفد عبدالقيس قال : لما قدما المدينة جعلنا نتبادر من رواحلينا فنقبل يدي النبي صلي الله عليه وسلم ورجليه.

حسنة بن عبد البر ورواه ابو يعلي والطبراني والبيهمن حديث بريدة بن مالك بإسناد جيد كما قال شيخنا في شرح المواهب اللدنية

قال ابن عبدالباقي هذا يقتضي انهم كانوا يخرون علي رجلي النبي صلي الله عليه وسلم ليقبلوها ولوكان هذا العمل سجودا كما يقول المتنطعون لنهاهم عنه . لان بعض الناس يزعمون انه بدعة منكرة ويبالغون فيسمونه السجدة الصغري . وهذا غلو قبيح . وروي البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عمر ان امرة شكت زوجها الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال لها : اتبغضيه ؟ فقالت :نعم . قال : ادنيا راسيكما فوضع جبهتها علي جبهته [ اي علي جبهه زوجها ] ثم قال : " اللهم ألف بينهم وحبب احداهم الي صاحبه ثم لقيته المراة بعد ذلك فقبلت رجليه فقال : " أشهد اني رسول الله " قال عمر وانا اشهد انك رسول

وروي الامام احمد والبخاري من طريق بن عبينه عن بن جدعان قال : قالت لانس أمسست بيدك النبي صلي الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فقبلها .

وروي البخاري ايضا في الادب المفرد قال : حدثنا زكوان عن صهيب رضي الله عنهما قال رايت عليا عليه السلام يقبل يدي العباس ورجليه .

أسنده صحيح

وروي عن عماد بن ابي عمار ان زيد بن ثابت قربت له دابة ليركبها فاخد ابن عباس بركابه ، فقال زيد تنحي يا ابن عم رسول الله فقال هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا . فقال زيد : ارني يدك . فاخرج يده فقبلها . وقال هكذا امرنا ان نفعل باهل بيت نبينا .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي : انا مع عبدي ان هو ذكرني وتحركت بي شفتاه "

رواه الامام احمد وابو داود والحاكم وابن ماجة

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " يقول الله تعالي: ابن ادم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة اكفيك ما بينهما ".

رواه الامام مسلم

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي يوم القيامة : اخرجوامن النار من ذكرني يوما او خافني في مقام " .
رواه الترمذي

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه تيرة ، وما مشي احد ممشي لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله تيرة " [ والتيرة هي الضياع ]

رواه ابو داود

عن ابي موسي رضي الله عنه قال ان النبي صلي الله عليه وسلم قال : " مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت " .

رواه الشيخان

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر الله حتي يقال مجنون ، اي حتي يقول المنافقون كما في روايه او اهل الغفلة عن الذكر مكثره منكم هذا او فلان مجنون اي كالمجنون المسلوب العقل لكثرة ولوعه وشغفه " .

رواه الامام احمد

قال صلي الله عليه وسلم :"يقول الله تعالي : من شغله ذكري عن مسالتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين ".

رواه البخاري

عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتي لا يقال في الارض الله الله ".
رواه البخاري
وروي البيهقي بسنده قال : انطلقنا مع النبي صلي الله عليه وسلم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته بالذكر قلت يا رسول الله عسي ان يكون هذا مرائيا قال لا ولكنه اواه . وقال ابن عباس رضي الله عنهما كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك يعني يعلم انصرافهم من الصلاة اذا سمعهم يرفعون اصواتهم بالذكر .

رواه البخاري

وفي صحيح مسلم قال اشهدوا علي ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما انهما شهدا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال : " لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ". وقال صلي الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده ان القرآن والذكر لينبتان الايمان في القلب كما ينبت الماء العشب ".

رواه الديلمي في مسند الفردوس


روينا فى سنن الإمام أحمد،وحلية الاولياء لأبى نعيم،والشفا للقاضى عياض قال :حدثنا على بن الجعد ،أنبأنا عمرو بن شمر ،حدثنى إسماعيل السدى ،سمعت أبا أركه يقول :صليت مع على صلاه الفجر فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبه حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال : والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم ،لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا بين أعينهم كأمثال ركب المعز قد باتوا لله سجدا وقياما ،يتلون كتاب اله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم ،فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح ،وهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم ،والله لكأن القوم باتوا غافلين ،ثم نهض فما رؤى بعد ذلك مفترا يضحك حتى قتله ابن ملجم عدو الله
وروى البخارى ومسلم أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر على المسجد وفيه حسان ينشد شعره فلحظ عمر إليه (أى نظر إليه نظرة إنكار) فقال حسان :كنت أنشده فيه وفيه خير منك (يريد الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم )ثم التفت حسان إلى أبى هريره فقال أناشدك بالله (أستحلفك بالله )أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم أيده بروح القدس قال :نعم
وروى ابن حبان والحاكم عن أبى عن أبى ذر رضى الله عنه قال كقلت يا رسول الله : ما كانت صحف إبراهيم عليه السلام قال : " كانت أمثال كلها : أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إنى لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض. ولكنى بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم ،فإنى لا أردها وإن كانت من كافر ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعه يناجى فيها ربه وساعه يحاسب فيها نفسه وساعه يتفكر فيها فى صنع الله وساعه يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ،وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لميعاد أو مرمه لمعاش أو لذه فى غير محرم وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فى ما يعنيه ". قلت : يارسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟ قال :"كانت عبرا كلها :عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح .عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك ،وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب ،عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم إطمئن إليها،وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لايعمل". قلت :يارسول الله أوصنى .قال: "أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الامر كله " قلت : يارسول الله زدنى :قال: " عليك بتلاوة القرآن ، فإنها نور لك فى الارض وذكر لك فى السماء" قلت: يارسول الله زدنى:قال :"إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه" .قلت : يارسول الله زدنى : قال :" عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطرده للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك" قلت: يارسول الله زدنى قال :" عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتى "قلت :يارسول الله زدنى :" قال أحب المساكين وجالسهم ".قلت يارسول الله زدنى قال :" أنظر الى ما هو دونك ولا تنظر الى ما هو فوقك فإنه أجدر ألا تزدرى نعمة الله عليك ".قلت : يارسول الله زدنى قال :" قل الحق ولو كان مرا " :قلت :يارسول الله زدنى :قال :" ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ". ( أى اشتغل بما تعلمه واقعا منى نفسك من العيوب والمساوىء عما تجهله من عيوب الناس )

فلا ينبغى تتبع عورات الناس والتطلع إلى عيوبهم ،ولا تحد (أى لا تغضب عليهم ،وتنظر إليهم بعين الإحتقار "فيما تأتى" أى بسبب ما أنت تفعله من الطاعات والقربات اغترارا منك لكونهم لم يبلغوا من الطاعات ما بلغت فإن اشتغلت بعيوب الناس لكونك لم تجد من نفسك عيبا لشغلك عنهم ،أو تفاخرت بما تأتيه ،واحتقرتهم لعدم مساواتهم لك ،فهذا من أعظم العيوب لما فى الأول من الوقوع فى أعراضهم والأعتراض عليهم وغير المفاسد ،وفى الثانى من حب النفس والرضا عنها والرياء المؤدى إلى إحباط العمل والعياذ بالله تعالى .وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك ،أو تحد عليهم فيما يأتى ،وحاصل المعنى :اشتغل بعيبك عن عيوب الناس ولا تفتخر بأعمالك عليهم ،ثم ضرب بيده على صدرى فقال لا عقل كالتدبير ،ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق .







_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


برهان الدين أبو الاخلاص
الوظيفة الاخلاصية لمن اراد الولاية الربانية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين* إياك نعبدُ وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم * ولا الضالين ) آمين
بسم الله الرحمن الرحيم

(

( الم*ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون * أولئك علي هدي من ربهم و اولئك هم المفلحون ) . ( وإلهكم إله واحد لا الا هو الرحمن الرحيم ) . ( الله لا اله الاهو الحي القيوم . لا تاخده سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم * لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الي النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوات يخرجونهم من النور الي الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) . ( لله ما في السموات وما في الارض ، وإن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله علي كل شئ قدير * آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمومنون كُـلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احدٍ من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير * لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخدنا إن نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراَ كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفوا عنا واغفرلنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين ) . ( شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم * أن الدين عند الله الاسلام ) . ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شئ قدير * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )

بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمدلله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * هو الذي خلقكم من طين ثم قضي اجلا واجلٌ مسمي عنده ثم انتم تمترون * وهو الله في السموات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) . ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) [ سبعا ] . ( وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادي في الظلمات [ لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ] ( ثلاثا ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) . ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ) . ( هو الله الذي لا اله الا هو علم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسني يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم )
بسم الله الرحمن الرحيم
( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والي ربك فارغب )

بسم الله الرحمن الرحيم


( إنا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل امر * سلام هي حتي مطلع الفجر )

بسم الله الرحمن الرحيم
( اذا زلزلت الارض زلزالها * واخرجت الارض اثقالها * وقال الانسان مالها * يومئذ تحدث اخبارها * بأن ربك اوحي لها * يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )

بسم الله الرحمن الرحيم
( لا يلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف )

بسم الله الرحمن الرحيم
( قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا احد ) . ( اللهم صلِّ وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا احد ) [ ثلاثا ]

بسم الله الرحمن الرحيم
( قل اعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق اذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسدٍ اذا حسد )


بسم الله الرحمن الرحيم
( قل اعوذ برب الناس * ملك الناس اله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس ) .
ـــ اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ، وفي قبضتك ناصيتي بيدك ، ماض فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتبك او علمته احدا من خلقك ، او ستاثرت به في علم الغيب عندك ، ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي ونور بصري وشفاء صدري وجلاء حزني وذهب همي وغمي ، اللهم فارج الهم كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين . رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ارحمني برحمة من عندك تغنني بها عن رحمة من سواك .
ـــــ اللهم بعلمك الغيب وقدرتك علي الخلق ن احيني ما علمت الحياة خيرا لي . وتوفني اذا علمت الوفاة خير لي ، واسألك خشيتك في الغضب والرضا ، واسألك نعيما الا ينفذ وقرة عين لا تنقطع واسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر الي وجهك والشوق الي لقائك ، واعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة .
ـــــ ( اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ، واعوذ بك من العجز والكسل ، واعوذ بك من الجبن والبخل ، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) [ ثلاثا ] .

ـــــ اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداه مهتدين .

ـــــ اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة ، ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
ـــــ ( اللهم ما امسي [ او ما اصبح ] بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك ، لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ) [ ثلاثا ]
ــــــ ( اللهم إني أمسيت أو اصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وكتبك ورسلك ، .و جميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، وان سيدنا محمد عبدك ورسولك ) [ اربعا ] .
ـــــ اللهم اني امست [ او اصبحت ] منك في نعمة وعافية وستر فاتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة ) [ ثلاثا ] .
ـــــ اللهم انت ربي . لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت . ابؤ لك بنعمتك عليّ وابؤ بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت ، اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قولٍ او عمل ، واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قولٍ او عمل " اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " [ ثلاثا ] .
ـــــ ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ) [ ثلاثا ]
ـــــ حسبي الله لديني ، حسبي الله لما اهمني ، حسبي الله لمن بغي عليّ ، حسبي الله لمن حسدني ، حسبي الله لمن كادني بسوء ، حسبي الله عند الموت ، حسبي الله عند السؤال في القبر ، حسبي الله عند الميزان ، حسبي الله عند الصراط .
ــــــ ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت واليه انُيب ) [ ثلاثا ] .
ـــــ اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علما ، الحمدلله علي كل حال واعوذ بالله من حال اهل النار .
ـــــ " اللهم إنا نعوذ بك من ان نشرك بك شئ نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه " [ ثلاثا ] .

ـــــ " اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر . اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت " [ ثلاثا ]

ـــــ اللهم اني اعوذ من شر ما عملت ومن شر ما لم اعمل .

ـــــ " رضينا بالله تعالي ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا " [ ثلاثا ] .
ــــــ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته " لا اله الا الله سيدنا محمد رسول في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله " [ ثلاثا ]
ــــ الله اكبر مثل ذلك " ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " [ ثلاثا ] .

ــــ اللهم ارزقني فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين . اللهم زدنا ولا تنفصنا . واكرمنا ولا تهنا . واعطنا ولا تحرمنا . وآثرنا ولا تؤثر علينا . وكن لنا حيث ما كنا انك علي ما تشاء قدير " يا نعم المولي ويا نعم النصير " [ ثلاثا ] .

ـــــ اللهم صلّ وسلم وبارك علي سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في سائر الاسماء والصفات ، وعلي آله وصحبه اهل الصفاء والكمالات ، عدد ما احاط به علمك وخط به قلمك واحصاه كتابه ، وارض اللهم عن ساداتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن الصحابه اجمعين وعن التابعين وتابعيهم بخير واحسان الي يوم الدين . امين . والشكر لله علي فضل الله والحمدلله رب العالمين .


ورد الرابطة

ـــــ أستغفر الله و اتوب اليه [ مائة مرة ] .

ـــــ اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الفاتح لما اغلق ، والخاتم لما سبق ، والناصر الحق بالحق ، والهادي الي صراطك المستقيم وعلي آله وصحبه حق قدره ومقدره العظيم [ مائة مرة ] .

ـــــ لا اله الا الله [ مائة مرة ] ، سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم [ مرة واحدة ] .

ختام الحضره

ا للهم صلي وسلم وبا ر ك علي سيد نا محمد الروؤف الرحيم،ذى الخلق العظيم،وعلى آله وصحبه فى كل لحظه عدد كل حادث وقديم آمين(ياألله) ست وستون .

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا،ومتعنا بأسماعنا وابصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا،واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على أعدائنا ، ولاتجعل مصيبتنا فى د يننا ، ولاتجعل الدنيا أكبر همنا ، ومبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لايرحمنا .

اللهم أصلح لنا د يننا الذى هو عصمة أمرنا ، أصلح لنا دنيانا التى فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التى اليها مآ لنا ، وأجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير ، وأجعل الموت راحة لنا من كل شر .

اللهم انا نسأ لك من خير ما سأ لك منه نبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولاحول ولاقوه الا بالله .

اللهم صل على سيدنا محمدصلاة تنجينا بها من جميع ألاهوال والافات ،وتقضى لنا بها جميع الحاجات ،وتطهرنا بها من جميع السيئات ،وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايا ت من جميع الخيرات ، فى الحياة وبعد المما ت ، وعلى وآله وأصحابه المخلصين ، وعلى أهل طاعتك أجمعين وسلم تسليما بقد ر عظمة ذ اتك فى كل وقت وحين . آمين .

(سبحان ربك رب العزةعما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمدلله رب العالمين) ، لا اله الا الله الاول الاخر ،الظاهر الباطن ، سيدنا محمد رسول الله السيد الكامل ،الفا تح الخاتم .( الصلاة والسلام بلسان ان الذ ين يبايعونك انما يبا يعون الله ، عليك يا حبيب القائل :قل ان كنتم تحبون الله فا تبعونى يحببكم الله ،وعلى آلك وصحبك ، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) ثلاثا .
نحن بالله عزنا وبالحبيب المقرب
بهما عز نصرنا لا بجاه ومنصب
ومن اراد ذلنا من قريب واجنبي
سيفنا فيه قولنا حسبنا الله والنبي

(ثلاثا )
لااله الا الله الاول الاخر الظاهر البا طن ، سيدنا محمد رسول الله السيد الكامل الفاتح الخاتم صلى الله عليه وسلم .
فائده لحفظ كتابه جل جلاله و عم نواله
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءه على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال : بأبى أنت وأمى تفلت هذا القرآن من صدرى فما أجدنى أقدرعليه .فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت فى صدرك ؟ قال :أجل يارسول الله فعلمنى قال :{إذا كان ليلة الجمعه فإن إستطعت أن تقوم فى ثلث الليل الآ خر فإنها ساعة مشهوده والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخى يعقوب لبنيه ( سوف أستغفر لكم ربى ) يقول حتى تأتى ليلة الجمعه ،فإن لو تستطع فقم فى وسطها ،فإن لم فقم فى أولها فصل أربع ركعات تقرأ فى الركعه الاولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ،وفى الركعه الثانيه بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفى الركعه الثالثه بفاتحة الكتاب ووآلم تنزيل السجده ،وفى الركعه الرابعه بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ،فإذا فرغت من التشهد فأحمد الله وأحسن الثناء على الله عز وجل ،وصل على وأحسن الصلاه على وعلى سائر النبيين وأستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولاخوانك الذين سبقوك بالايمان،ثم قل فى آخر ذلك
اللهم أرحمنى بترك المعاصى أبدا ما أبقيتنى ،وأرحمنى أن أتكلف مالايعنينى ، وأرزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى . اللهم بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ،والعزة التى ترام .أسألك ياألله يارحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وأرزقني أن أتلوه على النحو الذى يرضيك عنى .اللهم بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ،والعزة التى لا ترام ،أسألك يألله يارحمن بجلال ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى، وأن تطلق به لسانى ، وأن تفرج به عن قلبي ،وأن تشرح به صدرى ،وأن تغسل به بدنى ،فإنه لا يعيننى على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .ياأبا الحسن إفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله . والذى بعثنى بالحق ما أخطأت مؤمنا قط
قال عبد الله بن عباس فوالله ما لبث على إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مثل ذلك المجلس فقال :يارسول الله إنى كنت فيما خلا لاآخذ إلا أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن على نفسى تفلتن وأنا اليوم أتعلم أربعين آيه أو نحوها ،فإذا قرأتها على نفسى فكأنما كتاب الله بين عينى ،لقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الآحاديث فإذا حدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم عند ذلك :{ مؤمن ورب الكعبه ياأبا الحسن }.رواه الترمذى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حيث الوليد بن مسلم .
مفاتيح الكنوز الإلهيه فى فضائل الوظيفه الإخلاصيه

بإسم ممد الكون ،وبه الإغاثه والعون ،قال سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) ، و قال تبارك و تعالى: ( والذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) ، وقال جل جلاله : ( وأذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفه ودون الجهر من القول بالغدو وألآصال و لا تكن من الغافلين ) وقال عز وجل : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ).

وعن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :{من قال حين يصبح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم أجبر من الشيطن حتى يمسى }. رواه الحكيم الترمذى

وروى أبو داود بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع } أى قليل البركه .

و فى حديث أبى بن كعب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{و الذى نفسى بيده ما أنزلت فى التوراه ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها (الفاتحه ) وإ نها سبع من المثانى والقرآن العظيم لاالذى أعطيته } رواه الترمذى

وروى الطبرانى و الحاكم عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : (من قرأعشر آيات أربعه من أول البقره وآية الكرسى وآيتين بعدها وخواتيمها لم يدخل ذلك البيت شيطان حتى يصبح).

وروى الدارمى والبيهقى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{من قرأ عشر آيات من سورة البقره أول النهار لم يقربه شيطان حتى يمسى ،وإن قرأهاحين يمسى لم يقربه شيطان حتى يصبح ، ولا يرى شيئا يكرهه فى أهله وماله }. وعن على كرم الله وجهه ورضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إن فاتحة الكتاب وآية الكرسى وآيتين من آل عمران هما :{شهد الله..} إلى قوله {عند الله الإسلام }و:{ قل اللهم مالك الملك}........إلى قوله :{ بغير حساب } معلقات ما بينهن وبين الله حجاب ،يعنى لما أراد الله تعالى أن ينزلهن تعلقن بالعرش فقلن تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؟ قال الله عز وجل :{بى حلفت أنه لا يقرأكن أحد من عبادى دبر كل صلاه مكتوبه إلا جعلت الجنه مثواه على ما كان منه ، ولأسكنه حظيرة القدس ،ولأنظرن إليه بعينى المكنونه كل يوم سبعين مره ،و لقضيت له كل يوم سبعين حاجه أدناها المغفره ولأعذنه من كل عدو وحاسد ولنصرته منهم}. رواه أبى نعيم والدارقطبى .

وروى الحكيم الترمذى بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ من قرأ فى مصبح أو ممسى (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور )....... إلى ( يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ). أمن من الأوجاع فلى ذلك اليوم أو تلك لليله.وعن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :{من قال فى كل يوم حين يصبح وحين يمسى :{حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } سبع مرات كفاه الله عز وجل ما أهمه من هم الدنيا والآخره }. رواه أبو داود وإبن عساكر.

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {من قال حين يصبح ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .وله الحمد فى السموات والأرض و عشيا وحين تظهرون .يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ) أدرك ما فاته فى يومه ذلك ومن قالهن حين يمسى أدرك ما فاته فى ليلته .

رواه ابوداود

وروى الإمام أحمد والترمذى عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دعوة ذى النون إذ دعا وهو فى بطن الحوت {لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها رجل مسلم فى شئ قط إلا استجاب الله له } .

وروى البيهقى بسنده عن أبى إمامه رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في ذلك اليوم او الليلة فقد ضمن الله له الجنة " .
ومن المتفق عليه إذا وصل القارئ إلي خاتمة سورة الحشر وضع يده علي راسه ، فان جبريل لما نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم : ( قال ضع يدك علي راسك فانها شفاء من كل داء إلا السام [ الموت ] )
وقراءة : ( لو انزلنا هذا القرآن ) الي اخر السورة مع وضع اليد علي الرأس مجربة لشفاء الصداع . ومن قراها بعد الوضوء وقال : ( أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوبين واجعلني من المتطهرين ) فتحت له ابواب الجنة الثمانية . يدخل من ايها شاء .

روي البيهقي بسنده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( من قراء [ الم نشرح لك صدرك ] فكأنما جاءني وانا مغتم ففرج عني ، وقال صلي الله عليه وسلم : [ اتريدون ان يجعل الله بينكم وبين ابليس ردما كردم ياجوج وماجوج ، قالوا نعم يا رسول الله قال :أقرأوا " ان انزلناه في ليلة القدر " ) .

رواه ابو دواد

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ( اذا زلزلت ) تعدل نصف القرآن .

رواه الترمذي والحاكم

ومن الحصن الحصين أن من خاف من عدو او غيره فليقراء ( لإ يلاف قريش ) يأمن من كل سوء ، وهي امان من وحشة السفر وخوفه ، وتقرأ علي الطعام المخوف ثلاثا ، وعلي البطن اذا خيف من شبعها ووجعها .

وروي الترمذي وابو دواد عن عبد الله بن بريدة عن ابيه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إاني اسالك بأني أشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ول يكن له كفوا احد فقال : " لقد سالت الله بالاسم الذي اذا سئل به أعطي واذا دعي به أجاب " . وفي رواية قال " سالت الله بالاسم الاعظم " .

وعن عبدالله بن خبيب ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:" قل هو الله احدوالمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ ". رواه أبو دواد والترمذي والنسائي

وعن علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من اصابه كرب او هم او غم او جزن فليقل : اللهم : إني عبدك وابن عبدك وابن امتك وفي قبضتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضأوك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، او أنزلته في كتابك ، او علمته احدا من خلقك ، او استأثرث به في علم الغيب عندك ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي ونور بصري ، وشفاء صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي ".

رواه النسائي وابن حبان من حديث علي والحاكم من

حديث أبي هريرة والترمذي من حديث سعد بن ابي وقاص والامام

احمد والبزار من حديث مسعود

وروي الترمذي بسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " سلوا الله من فضله ، فأن الله يحب ان يسال وأفضل العبادة انتظار الفرج ".

وعن ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا يتمنين احدكم الموت من ضر أصابه فإذا كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني مادامت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي " .

رواه الامام احمد والبخاري ومسلم

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال : دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا برجل من الانصار يقال له ابو إمامة ، فقال له : " يا ابا إمامة مالي اراك في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ " فقال هموم لزمتني وديون يا رسول الله : فقال : " الا اعلمك كلاما اذا انت قلته أذهب الله عزوجل همك وقضي عنك دينك " قلت بلي يا رسول الله ، " قال اذا اصبحت واذا امسيت اللهم أني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل ، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " .

قال ففعلت ذلك فأذهب الله همي وقضي عني ديني.
رواه ابو دواد

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا اساله الله تعالي . قال : " سل الله العافية " فمكثت اياما ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئا اساله الله تعالي . فقال لي : " يا عباس يا عم رسول الله إسأل الله العافية قي الدنيا والاخرة " .

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثهم أن عبدا من عباد الله قال : ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فعضلت بالملكين [ اعيتهما ] فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الي السماء قالا : يا ربنا ان عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها . قال الله عزوجل " وهو اعلم بما قال عبده " ماذا قال عبدي ؟ قالا : يارب انه قال : ياربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . فقال الله عزوجل لهما اكتباها كما قال عبدي حتي يلقاني فأجزيه بها .

رواه الامام احمد وابن ماجه

ورجال ثقات

وعن عبد الله ابن غنام البياضي رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح : (اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك ، لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر . فقد ادي شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد ادي شكر ليلته ) .
رواه ابو دواد والنسائي وابن حبان

وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يصبح او يمسي :اللهم إني اصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وأنبياؤك ورسلك ، .و جميع خلقك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك ، وان سيدنا محمد عبدك ورسولك . اعتق الله ربعه من النار ، ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار ، ومن قالها ثلاثا اعتق الله ثلاثة ارباعه من النار ، ومن قالها اربعه أعتقه الله من النار ) .

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اللهم اني اصبحت منك في نعمة وعافية وستر فاتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة ) [ ثلاث مرات ] اذا اصبح واذا امسي كان حق علي الله عزوجل ان يت عليه نعمته ).

رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( سيد الاستغفار : اللهم انت ربي . لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت . ابؤ لك بنعمتك عليّ وابؤ بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت . من قالها موقننا بها حين يمسي فمات في ليلته دخل الجنة ، ومن قالها موقننا بها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة )

رواه الامام احمد بن حنبل والبخاري والترمذي والنسائي

وروي الامام مسلم وابو دواد عن ابي الزبير عن صفوان بن عبدالله بن صفوان ، وكانت تحته ام الدرداء قال : قدمت الشام فأتيت ابا الدرداء في منزله فلم اجده ووجدت ام الدرداء ، فقالت اتريد الحج العام ؟ فقالت : نعم . فقالت : ادعوا لنا بخير فان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ( دعوة المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة عند راسه ملك مؤكل كلما دعي لاخيه بخير ، قال الملك المؤكل به آمين ، ولك بمثل ) قال : فخرجت الي السوق فلقيت ابا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلي الله عليه وسلم ثم إني سمعته يقول : اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قولٍ او عمل ، واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قولٍ او عمل .

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجلا الي النبي صلي الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغني البارحة قال : ( اما لو قلت حين امسيت اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك ) .

رواه الامام مالك ومسلم واصحاب السنن الاربعه

وفي بعض الروايات من قال حين يصبح : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره عقرب حتي يمسي ومن قالها حين يمسي لم تضره حتي يصبح .

وفي صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم انها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( اذا نزل احدكم منزلا فليقل : اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فانه لا يضره شئ حتي يرحل منه .

وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شئ ) .

رواه ابو دواد والترمذي

وروي الحكيم الترمذي بسنده ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفيا مجزيا خمس للدنيا وخمس للاخرة : حسبي الله لديني ، حسبي الله لما اهمني ، حسبي الله لمن بغي عليّ ، حسبي الله لمن حسدني ، حسبي الله لمن كادني بسوء ، حسبي الله عند الموت ، حسبي الله عند السؤال في القبر ، حسبي الله عند الميزان ، حسبي الله عند الصراط . ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت واليه انُيب )

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (اللهم انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علما ، الحمدلله علي كل حال واعوذ بالله من حال اهل النار ) .

رواه ابن ماجة والترمذي

وعن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم فقال : ( يا ايها الناس اتقوا هذا الشرك فانه اخفي من دبيب النمل ) فقال له من شاء الله ان يقول وكيف نتقيه وهو اخفي من دبيب النمل يا رسول الله ؟ فقال : ( قولوا اللهم إنا نعوذ بك من ان نشرك بك شئ نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه ) .

رواه الامام احمد والطبراني ورواه ابو يعلي

وعن عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما انه قال لابيه يا ابتي اني اسمعك تدعو كل غداة : اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر . اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت تعيدها حين تصبح ثلاثا و ثلاثا حين تمسي ، فقال اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو بيهن وانا احب ان استن بسنته . رواه ابو دواد وغيره

وعن ثروة ابن نوفل الاشجعي الكوفي رضي الله عنه قال : سالت عائشة رضي الله عنها عن دعاء كان يدعو به رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت كان يقول : (اللهم اني اعوذ من شر ما عملت ومن شرمالم اعمل ) .

رواه مسلم وابو دواد والنسائي



عن ابي سلام رضي الله عنه خادم النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعا : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من قال اذا اصبح واذا امسي : (رضينا بالله تعالي ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا الا كان حقا علي الله ان يرضيه ) .

رواه ابو دواد والترمذي والنسائي

في بعض الروايات فا انا الزعيم لآخذن بيده حتي ادخلنه الجنة ووقع في رواية ابي دواد وغيره وبمحمد رسولا ، وفي رواية الترمذي نبيا فيستحب الجمع بينهما . وعن جويرية ام المؤمنين رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم خرج من عندها حين صلي الصبح وهو في مسجدها ، ثم رجع بعد ان اضحي وهي جالسة فقال : ( مازلت اليوم علي الحال الذي فارقتك عليه ) فقالت نعم ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ( قد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات فلو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهم : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) .

رواه البخاري ومسلم

وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال لمعاذ ابن جبل : ( ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله علي النار ) قال : يا رسول الله الا اخبر الناس فيستبشرون ؟! قال : اذا يتكلوا واخبر بها معاذ عند موته تاثما [ اي خوف ان يلحقه الاثم ان كتمه ] .

رواه الشيخان

وعن أبى هريره رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (من قال حين يأوى الى فراشه لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ولا حوله ولاقوه إلابالله العلى العظيم ،سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاالله والله أكبر غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) .

رواه حبان

وعن أنس رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال بسم الله توكلت علي الله ولا حول ولا قوة الا بالله قيل له كفيت ووقيت وهديت وينحي عنه الشيطان ). رواه ابو دواد والترمذي

وروي البخاري عن ابي موسي الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( الا ادلك علي كلمة من كنز الجنة ) فقلت بلي . فقال : ( لا حول ولا قوة الا بالله ) ثم قال صلي الله عليه وسلم : ( من رأي شيئا فاعجبه ، وقال ماشاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله لم تضره العين ) .

وروي الامام احمد والترمذي عن عبد الرحمن بن عبد القادر قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : كان النبي صلي الله عليه وسلم اذا انزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكث عنده ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنفصنا . واكرمنا ولا تهنا . واعطنا ولا تحرمنا . وآثرنا ولا تؤثر علينا . وارضنا وارض عنا وكن لنا حيث ما كنا ثم قال صلي الله عليه وسلم : ( انزلت علي عشر ايات من اقامهن دخل الجنة ثم قرأ ( قد أفلح المومنين ) حتي ختم عشر ايات ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( اولي الناس بي يوم القيامة اكثرهم عليَ صلي ) .

رواه الترمذي

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال : يا رسول الله افلا اجعل ثلث دعائي في الصلاة عليك . قال : ( فإن زدت فهو أفضل ) قال : اجعل الثلثين . قال : ( فإن زدت فهو أفضل ) . قال : بأبي انت وأمي يا رسول الله اجعل دعائي كله الصلاة عليك ؟ قال : ( اذا يكفيك الله امرك من عليه دنياك وآخرتك ) .

رواه الامام احمد والحاكم والبيهقي

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انهما سمعا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( من صلي علي صلاة صلي الله بها عليه عشرة ) .

رواه الامام مسلم

روي الترمذي عن خالد بن ابي عمران ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قل ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتي يدعو بهؤلاء الدعوات لاصحابه : ( اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصرنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوراث منا واجعل ثأرنا علي من ظلمنا ، وانصرنا علي اعدائنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .

وروي الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( اللهم أصلح لي ديني الذي وهو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر .

وعن ابي امامة رضي الله عنه قال : دعاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا فقلنا يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا قال : ( الا أدلكم علي ما يجمع ذلك كله تقولوا ( اللهم إنا نسالك خير ما سالك منه نبيك ورسولك محمد ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك ورسولك محمد وانت المستعان وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة الا بالله ) .

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

وعن ابي هانئ عن عمر بن مالك الجمبي انه سمع فضالة ابن عبيد يقول : سمع النبي صلي الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته فلم يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال النبي صلي الله عليه وسلم عجل هذا ، ثم دعاه فقال له او لغيره : ( اذا صلي احدكم فليبدأ بتحميد الله عزوجل والثناء عليه ، ثم ليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليدع من بعد بماشاء ) .

رواه الترمذي

وعن علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه قال : من احب ان يكتال بالمكيال الاوفي فليقل في اخر مجلسه ( اي حين يقوم ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمدلله رب العالمين ) .

رواه ابي نعيم في الحلية

وروي الترمذي بسنده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( من هلل مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن اعتق رقبة من ولد اسماعيل ) .

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل همَ فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ).

رواه ابو دواد والنسائي

وروي الطبراني عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال : ( ليس من عبد يقول لا اله الا الله مائتي مرة الا يبعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر )
دليل الذكر والمصافحة

قال صلي الله عليه وسلم : " أتدرون أي عري الايمان اوثق " قيل : الصلاة قال : " الصلاة حسنة وليست بذلك " قيل : الصيام .فقال مثل ذلك حتي ذكروا الجهاد ، فقال مثل ذلك ، ثم قال : " اوثق عري الايمان الحب في الله تعالي ، والبغض فيه " . وفي روايه أوثق عري الايمان الموالاة في الله والمودة والحب في الله والبغض في الله ".

رواه الامام احمد وابو داود والطيالسي

وقال صلي الله عليه وسلم : " أن احبكم الي الله عزوجل الذين يألفون ويؤلفون ، وإن ابغضكم الي الله عزوجل المشاءون بالنميمة المفرقون بين الاخوان ".

رواه الطبراني في الاوسط والصغير

وروي الامام احمد والترمذي أنه قيل لأبي ذر : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصافحكم اذا لاقيتموه ؟

قال : ومالاقيته قط الا صافحني ، وبعث إلَي ذات يوم فلم اكن في أهلي ، فلما جئت أخبرت أنه ارسل الَي فأتيته وهو علي سريره فألتزمني وكانت اجود واجود وهو صلي الله عليه وسلم يقول : " ما من عبدين اجتمعا فتصافحا وصليا علي رسول الله الا غفر الله لهما ما تقدم من ذنبوهما " وقال صلي الله عليه وسلم :" قال الله عزوجل : حقت محبتي للمتحابين فيَ ، وحقت محبتي للمتوصلين فيَ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَ المتحابون فيَ علي منبر من نور يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء ".

رواه الامام احمد والحاكم وصححه وغيرهما مرفوعا

وروينا في سنن ابي داود والنسائي عن المنهال ابن عمر وعن عائشة بنت طلحة عن عائشة ام المومنين رضي الله عنها قالت : ما رايت أحدا كان اشبه كلاما وحديثا من فاطمة عليها السلام برسول الله صلي الله عليه وسلم وكان اذا دخلت عليه رحب بها ، وقام اليها فأخذ بيدها وقبلها واجلسها في مجلسه وكانت هي اذا دخل عليها قامت اليه مستقبلة وقبلت يده . يقولون – الحفاظ رضوان الله عليهم – يؤخذ من هذا استحباب القيام لذوي الفضل احترام لهم واعظاما .

وللحافظ النووي رضي الله عنه في ذلك جزء مطبوع . ورويناعن الامام احمد والبخاري في الادب المفرد والبغوي في معجم الصحابة من طريق مطر بن عبد الرحمن الاعنق قال حدثتني جدتَي ام إبيان بنت الوزع بن زارع عن جدها زارع وكان في وفد عبدالقيس قال : لما قدما المدينة جعلنا نتبادر من رواحلينا فنقبل يدي النبي صلي الله عليه وسلم ورجليه.

حسنة بن عبد البر ورواه ابو يعلي والطبراني والبيهمن حديث بريدة بن مالك بإسناد جيد كما قال شيخنا في شرح المواهب اللدنية

قال ابن عبدالباقي هذا يقتضي انهم كانوا يخرون علي رجلي النبي صلي الله عليه وسلم ليقبلوها ولوكان هذا العمل سجودا كما يقول المتنطعون لنهاهم عنه . لان بعض الناس يزعمون انه بدعة منكرة ويبالغون فيسمونه السجدة الصغري . وهذا غلو قبيح . وروي البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عمر ان امرة شكت زوجها الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال لها : اتبغضيه ؟ فقالت :نعم . قال : ادنيا راسيكما فوضع جبهتها علي جبهته [ اي علي جبهه زوجها ] ثم قال : " اللهم ألف بينهم وحبب احداهم الي صاحبه ثم لقيته المراة بعد ذلك فقبلت رجليه فقال : " أشهد اني رسول الله " قال عمر وانا اشهد انك رسول

وروي الامام احمد والبخاري من طريق بن عبينه عن بن جدعان قال : قالت لانس أمسست بيدك النبي صلي الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فقبلها .

وروي البخاري ايضا في الادب المفرد قال : حدثنا زكوان عن صهيب رضي الله عنهما قال رايت عليا عليه السلام يقبل يدي العباس ورجليه .

أسنده صحيح

وروي عن عماد بن ابي عمار ان زيد بن ثابت قربت له دابة ليركبها فاخد ابن عباس بركابه ، فقال زيد تنحي يا ابن عم رسول الله فقال هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا . فقال زيد : ارني يدك . فاخرج يده فقبلها . وقال هكذا امرنا ان نفعل باهل بيت نبينا .

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي : انا مع عبدي ان هو ذكرني وتحركت بي شفتاه "

رواه الامام احمد وابو داود والحاكم وابن ماجة

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " يقول الله تعالي: ابن ادم اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة اكفيك ما بينهما ".

رواه الامام مسلم

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يقول الله تعالي يوم القيامة : اخرجوامن النار من ذكرني يوما او خافني في مقام " .
رواه الترمذي

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه تيرة ، وما مشي احد ممشي لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله تيرة " [ والتيرة هي الضياع ]

رواه ابو داود

عن ابي موسي رضي الله عنه قال ان النبي صلي الله عليه وسلم قال : " مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت " .

رواه الشيخان

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر الله حتي يقال مجنون ، اي حتي يقول المنافقون كما في روايه او اهل الغفلة عن الذكر مكثره منكم هذا او فلان مجنون اي كالمجنون المسلوب العقل لكثرة ولوعه وشغفه " .

رواه الامام احمد

قال صلي الله عليه وسلم :"يقول الله تعالي : من شغله ذكري عن مسالتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين ".

رواه البخاري

عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتي لا يقال في الارض الله الله ".
رواه البخاري
وروي البيهقي بسنده قال : انطلقنا مع النبي صلي الله عليه وسلم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته بالذكر قلت يا رسول الله عسي ان يكون هذا مرائيا قال لا ولكنه اواه . وقال ابن عباس رضي الله عنهما كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك يعني يعلم انصرافهم من الصلاة اذا سمعهم يرفعون اصواتهم بالذكر .

رواه البخاري

وفي صحيح مسلم قال اشهدوا علي ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما انهما شهدا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال : " لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ". وقال صلي الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده ان القرآن والذكر لينبتان الايمان في القلب كما ينبت الماء العشب ".

رواه الديلمي في مسند الفردوس


روينا فى سنن الإمام أحمد،وحلية الاولياء لأبى نعيم،والشفا للقاضى عياض قال :حدثنا على بن الجعد ،أنبأنا عمرو بن شمر ،حدثنى إسماعيل السدى ،سمعت أبا أركه يقول :صليت مع على صلاه الفجر فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبه حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال : والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم ،لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا بين أعينهم كأمثال ركب المعز قد باتوا لله سجدا وقياما ،يتلون كتاب اله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم ،فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح ،وهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم ،والله لكأن القوم باتوا غافلين ،ثم نهض فما رؤى بعد ذلك مفترا يضحك حتى قتله ابن ملجم عدو الله
وروى البخارى ومسلم أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر على المسجد وفيه حسان ينشد شعره فلحظ عمر إليه (أى نظر إليه نظرة إنكار) فقال حسان :كنت أنشده فيه وفيه خير منك (يريد الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم )ثم التفت حسان إلى أبى هريره فقال أناشدك بالله (أستحلفك بالله )أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم أيده بروح القدس قال :نعم
وروى ابن حبان والحاكم عن أبى عن أبى ذر رضى الله عنه قال كقلت يا رسول الله : ما كانت صحف إبراهيم عليه السلام قال : " كانت أمثال كلها : أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إنى لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض. ولكنى بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم ،فإنى لا أردها وإن كانت من كافر ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعه يناجى فيها ربه وساعه يحاسب فيها نفسه وساعه يتفكر فيها فى صنع الله وساعه يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ،وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لميعاد أو مرمه لمعاش أو لذه فى غير محرم وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فى ما يعنيه ". قلت : يارسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟ قال :"كانت عبرا كلها :عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح .عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك ،وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب ،عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم إطمئن إليها،وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لايعمل". قلت :يارسول الله أوصنى .قال: "أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الامر كله " قلت : يارسول الله زدنى :قال: " عليك بتلاوة القرآن ، فإنها نور لك فى الارض وذكر لك فى السماء" قلت: يارسول الله زدنى:قال :"إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه" .قلت : يارسول الله زدنى : قال :" عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطرده للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك" قلت: يارسول الله زدنى قال :" عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتى "قلت :يارسول الله زدنى :" قال أحب المساكين وجالسهم ".قلت يارسول الله زدنى قال :" أنظر الى ما هو دونك ولا تنظر الى ما هو فوقك فإنه أجدر ألا تزدرى نعمة الله عليك ".قلت : يارسول الله زدنى قال :" قل الحق ولو كان مرا " :قلت :يارسول الله زدنى :قال :" ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ". ( أى اشتغل بما تعلمه واقعا منى نفسك من العيوب والمساوىء عما تجهله من عيوب الناس )

فلا ينبغى تتبع عورات الناس والتطلع إلى عيوبهم ،ولا تحد (أى لا تغضب عليهم ،وتنظر إليهم بعين الإحتقار "فيما تأتى" أى بسبب ما أنت تفعله من الطاعات والقربات اغترارا منك لكونهم لم يبلغوا من الطاعات ما بلغت فإن اشتغلت بعيوب الناس لكونك لم تجد من نفسك عيبا لشغلك عنهم ،أو تفاخرت بما تأتيه ،واحتقرتهم لعدم مساواتهم لك ،فهذا من أعظم العيوب لما فى الأول من الوقوع فى أعراضهم والأعتراض عليهم وغير المفاسد ،وفى الثانى من حب النفس والرضا عنها والرياء المؤدى إلى إحباط العمل والعياذ بالله تعالى .وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك ،أو تحد عليهم فيما يأتى ،وحاصل المعنى :اشتغل بعيبك عن عيوب الناس ولا تفتخر بأعمالك عليهم ،ثم ضرب بيده على صدرى فقال لا عقل كالتدبير ،ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق .





_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المتحابون فى الله عز وجل على عمود من ياقوتة حمراء،فى رأس العمود سبعون ألف غرفة مشرفون على اهل الجنه يضىء حسنهم لأهل الجنه ،كما تضىء الشمس لأهل الدنيا ،فيقول أهل الجنه انطلقوا بنا ننظر إلى المتحابين فى الله عليهم ثياب خضر من سندس خضر مكتوب علي جباههم هؤلاء المتحابون فى الله عز وجل".

رواه الحكيم الترمذى من حديث بن مسعود

وروينا فى حديث سيدنا معاذ رضى الله عنه :وقد قال له أبو إدريس الخولانى :إنى لأحبك فى الله عز وجل ،فقال له أبشر ثم أبشر فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"ينصب لطائفة من الناس كراسى حول العرش يوم القيامة وجوههم كالفمر ليلة البدر يفزع الناس وهم لا يفزعون ، ويخاف الناس وهم لا يخافون ، وهم أولياء الله عز وجل ،الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "فقيل من هؤلاء يا رسول الله ؟قال :"هم المتحابون فى الله عز وجل "

رواه البخارى ومسلم

أدعية اليوم والليله المصطفويه
دعاءالاستيقاظ

عن حذيفه بن اليمانى وأبى ذررضى الله عنهما قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال : "الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ".

رواه البخارى

وعن أبى هريره رضى اله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" إذا استيقظ أحدكم فليقل :الحمد لله الذى رد على روحى وعافانى فى جسدى وأذن لى بذكره ".

وعن عائشه رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" ما من عبد يقول عند رد الله تعالى روحه :لاإله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ،إلا غفر الله تعالى له ذنوبه ولو كانت مثل زبدالبحر
وعن أبى هريره رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من رجل ينتبه من نومه فيقول الحمد لله الذى خلق النوم واليقظه ،الحمد لله الذى بعثنى سالما سويا ،أشهد أن الله يحى الموتى وهو على كل شىء قدير ،إلا قال الله تعالى :صدق عبدي".
الاحاديث الثلاثه من رواية ابن السنى فى كتاب عمل اليوم واليله
وعن عائشه رضى الله عنها أن رسول الله صلى اله عليه وسلم كان إذا إستيقظ من الليل قال :"لا إله إلا أنت سبحانك ،اللهم إنى أستغفرك لذنبى ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدنى علما ولا تزغ قلبى بعد أن هديتنى ، وهب لى من لدنك رحمه إنك أنت الوهاب "

رواه أبو داود فى السنن

دعاء لبس الثوب وخلعه

عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله علية وسلم , كان إذا لبس ثوبا أو قميصا أو رداء أو عمامه يقول (( اللهم انى اسألك من خيرة وخير ماهو له واعوذ بك من شرة وشر ما هو له ))

وعن معاذ بن انس رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من لبس ثوبا جديدا فقال : الحمدلله الذى كسانى هذا من غير حول منى ولا قوه , غفر الله له ماتقدم من ذنبه ))

وعن انس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ستر مابين اعين الجن وعورات بنى ادم ان يقول الرجل المسلم اذا اراد ان يطرح ثيابه : بسم الله الذى لا اله الا هو ))

من كتاب ابن السنى

دعاء الخروج من المنزل ودخوله

عن انس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال _ يعنى اذا خرج من بيته - : باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله , يقال له كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان)) .

رواة ابو داود والترمزى والنسائى

وعن ابى مالك الاشعرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم انى اسألك خيرالمولج وخير المخرج , بسم الله ولجنا , وبسم الله خرجنا ،وعلي الله ربنا توكلنا ثم ليسلم علي اهله )) .

رواه ابو داود

دعاء المشى الى المسجد ودخوله والخروج منه

روى الامام احمد وابن ماجه عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من خرج من بيته الى الصلاة فقال :اللهم انى اسألك بحق السائلين عليك واسألك بحق ممشاى ,هذا فائنى لم اخرج اشرا ولا بطرا , ولا رياء و لا سمعه , وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك , فأسألك ان تعيذنى من النار وان تغفر لى ذنوبى فأنه لا يغفر الذنوب الا انت .اقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون الف ملك )) وفى روايه : (( حتى ينصرف من صلاته )) وروى الترمذى بسندة عن الصادق المصدوق صلى الله على وسلم انه قال : (( من ثلى الفجر فى جماعه , ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجه وعمرة تامه تامه )).

عن ابن عباس ان النبى صلى الله عليه وسلم خرج الى المسجد وهو يقول : (( اللهم اجعل فى قلبى نور , وفى لسانى نورا , واجعل فى سمعى نورا , واجعل فى بصرى نورا ,واجعل من خلفى نورا , ومن امامى نورا , ومن تحتى نورا , اللهم اعطنى نورا )) .

رواه البخارى

عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم انه كان اذا دخل المسجد يقول : (( اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم , قال : فأذا قال ذلك قال الشيطان حفظ منى سائر اليوم ))

رواة ابو داود



عن انس رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد قال : (( بسم الله اللهم صل على محمد , واذا خرج قال بسم الله اللهم صل على محمد )) .

رواة ابن السنى



عن ابى حميد او ابى سيد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا دخل احدكم المسجد فليسلم علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليقل : اللهم إني أسالك من فضلك ))

رواة مسلم وابو داود
دعاء التخلى والمباشرة

عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان يقول عند دخول الخلاء : (( اللهم انى اعوذ بك من الخبث والخبائث ))
رواة البخارى ومسلم

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج من الخلاء قال : (( الحمدلله الذى اذاقنى لذته وابقى فى قوته ودفع عنى اذاة ))
رواة ابن السنى والطبرانى

وعن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا خرج من الخلاء : ((غفرانك ))
رواة ابو داود

وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان من رزقنا , فقضى بينهما ولد لم يضرة شيطان ابدا .
رواة البخارى
دعاء الوضوء والغسل والاذانين

عن ابى موسى رضى الله عنه قال : اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضاء فا سمعته وهو يقول : (( اللهم اغفر لى ذنبى , ووسع لى فى دارى , وبارك لى فى رزقى , قال : قلت يا رسول الله لقد سمعتك تدعو هكذا وكذا , قال : (( وهل تراهن تركن من شئ ))
رواة النسائى وابن السنى

عن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ما منكم من احد يتوضاء ثم يقول : (( لا اله الا الله وحدة لا شريك له , واشهد ان محمد عبدة ورسوله , اللهم اجعلنى من التوابين , واجعلنى من المتطهرين , الا فتحت له ابواب الجنه الثمانيه يدخل من ايها شاء .
رواة مسلم

وعن جابربن عبدالله رضى الله عنهما , ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذة الدعوة التامه والصلاة القائمه ات محمد الوسيل والفضيله , وابعثه مقاما محمودا ,الذى وعدته حلت له شفاعتى يوم القيامه ))
رواة البخارى
دعاء الطعام

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما , ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول فى الطعام اذا قرب اليه (( اللهم بارك لنا فيما رزقتنا , وقنا عذاب النار ,بسم الله ))
رواة ابن السنى

عن عائشه رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا اكل احدكم فليذكر اسم الله تعالى فى اوله , فأن نسى ان يذكر اسم الله تعالى فى اوله فليقل : بسم الله فى اوله واخرة .
رواة الترمذى وابو داود

عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من طعامه قال ((الحمدلله الذى اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ))
رواة الترمذى وابو داود والنسائئ

عن معاذ بن انس رضى الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من اكل طعاما فليقل الحمدلله الذى اطعمنى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما متقدم من ذنبه))
قال الترمذى حديث حسن صحيح

وعن انس رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم جاء الى سعد بن عبادة رضى الله عنه فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم (( افطر عندكم الصائمون واكل طعامكم الابرار وصلت عليكم الملائكه ))
رواة ابو داود
دعاء التهجد والارق والرؤيا

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يتهجد قال : (( اللهم لك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهن , ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السموات والارض ومن فيهن , ولك الحمد انتا الحق , ووعدك الحق , و لقاؤك حق , وقولك حق , والجنه حق , والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعه حق , اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت , وبك خاصمت , واليك حاكمت فاغفر لى ماقدمت وما اخرت , وما اسررت وما اعلنت , وما انتا اعلم به منى , انت المقدم وانت المؤخر , لا اله الا انت ولا حول ولا قوة الا بالله ))
رواة البخارى

عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( اذا رأى احدكم الرؤيا يحبها فأنها من الله فليحمد الله ليحدث بها من يحب , واذا رأى غير ذلك مما يكره فأنما هى من الشيطان , فلسيتعذ بالله من شرها , ولا يذكرها لآ حد فأنها لا تضرة .
رواة البخارى ومسلم

عن عمروبن شعيب عن ابيه عن جدة ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( اذا فزع احدكم من النوم فليقل : اعوز بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه , وشر عبادة ومن همزات الشياطين وان يحضرون . فأنها لا تضرة ))
رواة الترمزى وابو داود

وعن خالد الوليد رضي الله عنه انه اصابه الأرق فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت قل : اللهم رب السموات السبع وما أظلت , ورب الارضين وما أقلت , ورب الشياطين وما أضلت , كن لي جارا من شر خلقك أجمعين أن يفرط علي احد منهم او ان يطغي عز جارك وتبارك اسمك " فقالهن فنام .
رواه الطبراني في الاوسط وابن شيبة في مصنفه
وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال شكوت الى رسول الله صلى الله ليع وسلم ارقا صادفه فقال ( قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وانت حى قيوم لا تأخذك سنه ولا نوم يا حى يا قيوم اهدى ليلى وانم عينى ))
فقالهن فأذهب الله عنه ذلك .
رواة ابن السنى
دعاء النوم
عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (( اذا جاء احدكم الى فراشه فليتوضاء وضوء للصلاة ,ثم ينفضه بثوبه ثو ينفضه بثوبه ثلاث مرات ثم فليقل : باسمك ربى وضعت جنبى وبك ارفع ان امسكت نفسى لها , وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين , وليضطجع على شقه الايمن ))
رواة الجماعه
وعن عائشه رضى الله عنها قالت ان النبى صلى الله عليه وسلم كان اذا اوى الى فراشه كل ليله جمع كفيه ونفخ فيها وقراء :: قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق , وقل اعوذ برب الناس ثم يمسح بها ماستطاع من جسدة ويبدأ بهما على ظهر رأسه ووجهه وما اقبل من جسدة يفعل ذلك ثلاث مرات ))
رواة البخارى
عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه ع النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال حين يأوى الى فراشه :استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه , ثلاث مرات غفرت له ذنوبه وان كانت كزبد البحر او عدد رمل عالج او عدد ايام الدنيا .
رواة الترمذى
وعن ابى هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال حين يأوى الى فراشه لا اله الا الله وحدة لا شريك له , له الملك وله الحمد وه على كل شئ قدير لا حول ولا قوة الا بالله سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله و الله اكبر غفرت له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر ))
رواة ابن حبان
وعن البراء ابن عازب رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم (( اذا اتيت مضجعك فتوضاء وضوئك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ثم قل : اللهم اسلمت وجهى اليك وفوضت امرى اليك , والجات ظهرى اليك رغبه ورهبه اليك لا ملجاء ولا منجى منك الا اليك , امنت بكتابك الذى انزلت ونبيك الذى ارسلت , يجعلهن اخر ما يتكلم به .
اخرجه الجماعه
ختام الصلاة
عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين , وحمد الله ثلاثا وثلاثين ,وكبر ثلاثا وثلاثين , ثم قال تمام المائه لا اله الا الله وحدة لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ,غفرت له خطاياة وان كانت مثل زبد البحر ))
رواة مسلم
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيدة يوما ثم قال : (( اوصيك يا معاذ الا تدع كل دبر صلاة ان تقول : اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))
رواة ابو داود
من ادعيه السفر
يقول المقيم للمسافر استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك واقراء عليك السلام .
رواة الترمذى والنسائئ من حديث عبدالله بن عمر

ثم يوصيه فيقول عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف اللهم اطوله البعد وهون عليه السفر .
رواة الترمذى والنسائى من حديث ابى هريرة
ثم يدعو له بقول زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت .
اخرجه الترمذى والنسائى من حديث انس
ويقول للمسافر للمقيم استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه
رواة الطبرانى من حديث ابى هريرة
ثم يدعو الله بقوله : اللهم بك اصول . وبك احول . وبك اسير اللهم انى اسألك فى سفرى هذا البر والتقوى , ومن العمل ماترضى ,اللهم انت الصاحب فى السفر والخليفه فى الاهل , اللهم انى اعوذ بك من عثاء السفروكأبه المنظر وسؤ المنقلب فى المال والاهل والولد , واذا رجع قالهن وزاد فيهن ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون .
رواة ابو داود والترمذى من حديث على رضى الله عنه
فإذا بداء الركوب قال بسم الله , فإذا استوي علي مركبة قال الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون.
رواه أبو داود والترمزي من حديث علي رضي الله عنه
من أدعية الظواهر الكونية
إذا رأي المطر أو خيف ضرره قال : اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثاًَ.
ابن ابي شيبه من حديث عائشه
فإذا كثر المطر أو خيف ضرره قال: اللهم حوالينا ولا علينا , اللهم علي الآكام و الآجام والظراب والأدوية ومنابت الشجر .
البخاري من حديث أنس
إذا سمع الرعد والصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا من قبل ذلك .
رواه الترمذي والحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن عمرو
إذا رأي الهلال . قال : الله اكبر اللهم أهله علينا بالمين والإيمان, والسلامه والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضي , ربي وربك والله هلال خير ورشد . ثم يقول ثلاثاً : اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر , واعوذ بك من شره .
رواه الدارمي والترمزي والطبراني وغيرهم من حديث بن عمر وغيره
من أدعيه الزاوج والأولاد
يقول لمن تزوج : بارك الله لك وبارك عليك , وجمع بينكما في خير .
رواه البخاري ومسلم والأربعه من حديث أنس وأبي هريرة
إذا اتي بمولود أذن في أذنه حين ولادته
رواه ابوا داود والنسائي
تعويذ الأطفال : أعيذك بكلمات الله التامة , ومن كل شيطان وهامه, ومن كل عين لامة .
رواه البخاري من حديث بن عباس
إذا اصبح الصبي فاليعلمه لا إله إلا الله , وإذا أثغر فليأمره بالصلاه.
أخرجه بن السني من حديث عبد الله بن عمر
من أدعية المرئيات
وإذا رأي ما يحب قال: الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات . وإذا رأي ما يكره قال : الحمد الله علي كل حال.
رواه الحاكم وابن ماجة من حديث العائشة
واذا رأي وجهة المراة قال اللهم انت احسنت خلقى فحسن خلقى , وحرم وجهى على النار الحمد الله الذى سوى خلقى فعدلة ,وصور صورة وجهى فاحسنها , وجعلنى من المسمين .
رواه ابن حبان وابن مردوية والطيرانى من حديث ابن مسعود وعائشة وانس الخ
واذا راى باكورة ثمرة او فاكهة قال , اللهم بارك لنا فى صمرنا , وبارك فى ثمرنا , وبارك لنا فى مدينتنا , وبارك لنا فى صاعنا , بارك لنا فى مدنا , اللهم كما رايتنا اولة , فارنا فى اخرة ثم يعطية من يكون عندة من الصبيان
رواه المسلم والترمزى من حديث ابى هريرة
اذا راى اخاة المسلم يضحك قال اضحك الله سنك
رواه البخارى ومسلم من حديث سعد ابن ابى وقاص
من ادعية السلام والتحية
اذا بلغ عن احد ردة السلام على المبلغ والمسلم معا
رواه ابن قطان والنسائى من حديث انس فى سلام خديجة
اذا قال له انسان انى احبك قال احبك الذى احببتنى له
رواة النسائى وابو داود وابن حبان من حديث انس
اذا قيل له كيف اصبحت يقول احمد الله اليك , او يقول بخير احمد الله
رواة احمد الطبرانى من حديث عبد الله بن عمرو وانس
اذا صنع اليه معروف قال جزاك الله خيرا .
رواه الترمزى من حديث اسامة
من ادعية عوارض الحياة
اذا اصابة الكرب او الهم او الغم او الحزن يقول لا اله الا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم , والحمد الله رب العالمين . توكلت على الحى الذى لا يموت , الحمد الله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ,لم يكن له ولى من الذل وكبرة تكبيرا .اللهم رحمتك ارجو فلا تكلنى الى نفسى طرفة عين . واصلح لى شأنى كلة لا اله الا انت, ياحى يا قيوم وبرحمتك استغيث . لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين . اللهم انى عبدك وابن عبدك وابن امتك فى قبضتك , ناصيتى بيدك , ماض فى حكمك , وعدل فى قضاؤك,اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو انزلته في كتابك, أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك , وأن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي , ونور بصري , وشفاء صدري , وجلاء حزني , وذهاب همي وغمي , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
رواه النسائي وابن حبان من حديث علي . والحاكم من حديث أبي هريرة وابن مسعود من حديث سعد ابن ابي وقاص واحمد البزار من حديث ابن مسعود
إن وقع ما لا يختاره فليقل : قدر الله ما شاء فعل . ولا يقول (لو) فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان.
رواه النسائي من حديث أبي هريرة
إن غلبه امر فليقل حسبنا الله ونعم الوكيل
رواه أبو داود من حديث عوف بن مالك
إن اصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم عندك احتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني خير منها .
رواه الترمزي والحاكم من حديث ابي سلمة
إذا استصعب عليه شئ قال : اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
رواه ابن حبان من حديث أنس
وإذا غضب قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
رواه البخاري ومسلم من حديث سليمان بن صرد
إذا ابتلي بالدين قال : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك , واغنني بفضلك عمن سواك .
رواه الترمزي والحاكم من حديث علي
من أدعيه المرض والوفاة
إذا اشتكي وضع يده علي موضع الألم من جسمه ثم قال : بسم الله ( ثلاث مرات) أعوذ بالله وقدرته من شر ما اجد وأحاذر .
رواه مسلم من حديث عثمان بن ابي العاص
إذا عاد مريضا قال : اللهم اذهب البأس رب الناس اشفه وانت الشافى لا شفاء الا شفائك لا يغادر سقما . ويمسح بيدة عليه ويطيب خاطرة .
رواة البخارى من حديث عائشه
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معاذ يعزيه فى ابنه : ( بسم الله الرحمن الرحيم , من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معاذ بن جبل سلام عليك فانى احمد اليك الله الذى لا اله الا هو . اما بعد فأعظم الله لك اجرك والهمك الصبر , ورقنا واياك الشكر,فان انفسنا واموالنا, واهلينا و اولادنا من مواهب الله عزوجل الهينة
وعواريه المستودعه امتع ما بها الى اجل معدود ويقبضها بوقت معلوم , ثم افترض علينا الشكر اذا عطى , والصبر اذا ابتلى , وكنا ابنك من مواهب الله الهينة وعوارية المستودعة متعك به فى غبطو وسرور, وقبضة منك باجر كثير . الصلاة والرحمة والهدى ان احتسبت . فاصبر ولا يحبطك جزعك اجرك فتتندم , واعلم ان الجزع لا يرد شيئا . ولا يدفع حزنا . وما هو نازل فكأن قدر والسلام
رواة الحاكم ابن مردوية
وفى صلاة الجنازة يدعو للميت بقولة : اللهم اغفر له وارحمه , وعافة واعف عنة , واكرم نزله , واوسع مدخلة , واغسلة بالماء والثلج والبرد , ونقة من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس , وابدلة دار خيرا من داره , واهلا خيرا من اهلة , وادخلة جنة , واعذه من النار .
رواه مسلم من حديث عوف ابن مالك
فى زيارة القبور يقول : السلام عليكم اهل الديار من المومنين , وان شاء الله بكم لاحقون , يرحم الله المستقدمين منك والمستاخرين , نسال الله لنا ولكم العافية . انت لنا فرط ونحن لكم تبع . اللهم لا ترحمنا اجرهم , ولا تضلهم بعدهم .
رواة المسلم والنسائى وابن ماجة من حديث عائشة وبريدة
دعاء الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال
كان رسول الله صلى الله علية وسلم , يعلمنا الاستخارة فى الامور كلها , كما يعلمنا السورة من القرأن يقول : اذاهم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير فريضة , ثم ليقل : اللهم انى استريخك بعلمك , واستقدرك بقدرتك , واسالك من فضلك العظيم , فانك تقدر ولا اقدر , وتعلم ولا اعلم , وانت علام الغيوب . اللهم ان كنت تعلم ان ان هذا الامر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة امرى, او قال عاجل امرى واجله , فاقدرة لى ويسرة لى , ثم بارك لى فيه , وان كنت تعلم فان هذا الامر شر لى فى دينى ومعاشى وعاقبة امرى , او قال فى عاجل امرى واجلة فاصرفة عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم ارضى به قال ويسمى حاجتة

رواة البخارى
دعاء الحاجة
عن عبد الله بن ابى اوفى رضى الله عنهما قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله علية وسلم . فقال من كانت له حاجة الى الله تعالى او الى احد من بنى ادم فليتوضأ او ليحسن وضوءه . ثم ليصل ركعتين . ثم يثى على الله تعالى وليصل على النبى صلى الله علية وسلم . وليقل لا اله الا الله الحليم الكريم. سبحان الله رب العرش العظيم . الحمد لله رب العالمين . اسالك موجبات رحمتك . وعزائم مغفرتك . ولا هما الا فرجته . ولا حاجه هي لك الا قضيتها يا ارحم الرحمين . ثم يسائل من امر الدنيا و الاخرة ماشاء فأنه يقدر ))
اخرجه الترمزى والنسائى وابن ماجه

صلاةالتسابيح

اربع ركعات بتسليمه واحده او بتسلمتين، يقرأ فى كل ركعه الفاتحه وسوره ، ثم يسبح قائما خمس عشره مؤه، يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، ويسبح فى الركوع عشرآ ، وفى الرفع منه عشرآ وفى السجود عشرآ ،وبين السجدتين عشرآ ، وفى السجده الثانيه عشرآ، وفى الرفع منهما قبل القيام او الشتهد عشرآ ، فهى خمسه وسبعون تسبيحه ، يفعل ذلك فى كل ركعه (الحديث)
[اخرجه أبو داود والحاكم من حديث عباد بن عباس رضى الله عنهما ]

حيث قال للعباس رضوان الله عليه: ياعم اذا علمت ذلك وعملت به غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه حطئه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته، ولو كنت اعظم اهل الارض ذنبا غفر الله لك بذلك
دعاء الرغيبه

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم،يقول : (( ليله حين فرغ من صلاته: (( اللهم إني أسألك رحمه من عندك تهدى بها قلبى ، وتجمع بها أمرى ،وتلم بها شعتى ، وتحفظ بها غائبى ، وترفع بها شاهدى ، وتزكى بها عملى ، وتلهمنى بها رشدى ، وترد بها الفى وتعصمنى بها من كل سوء

اللهم إيمآنآ صادقآ ، ويقينآ ليس بعده كفر ، ورحمه انال بها شرف كرامتك فى الدنيا والأخره.

اللهم الفوز فى القضاء ، ونزل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الاعدآء ، اللهم إنى آنزل بك حآجتى وإن قصر أيى ، وضعف عملى افتقرت رحمتك ، فأسالك يا قاضى الامور ويا شافى الصدور ، كما تجير بين البحور ، أن تجرنى من عذاب السعير ، ومن دعوه التبور، ومن فتنه القبور.



اللهم ما قصر عنه رأيى ولم تبلغه نيتى من خير وعدته أحدآ من خلقك أو خير أنت معطيه آحدأ من عبادكً ، فإنى أرغب إليك فيه وأسآلك الأمن يوم الوعيد ، والجنه يوم الخلود مع المقربين ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد ، أسالك الأمن يوم الوعيد ، والجنه يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين با العهود ، إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ما تريد .

اللهم آجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، سلمآ لأوليائك وعدوا لأعدآئك ، نحب بحبك من أحبك ، ونعادي من خالفك .

اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابه وهذا الجهد وعليك آلتكلآن .

اللهم نورا فى قبرى ، ونورآ فى قلبى ، ونورا بين يدي ، ونورآ من خلفى ، ونورآ عن يميني ، ونورآ عن شمآلي ، ونورآ فى بشرى ، ونورآ فى لحمي ، ونورآ فى دمى ، ونورآ فى عظامى ، سبحان الذى لبس المجد وتكرم به ، سبحان الذى لا ينبغى التسبيح إلآ له ، سبحان ذى الفضل والنعم، سبحان ذى المجد والكرم ، سبحان ذى الجلال وإلآكرام )) .



الحكم فى القيم السنيه والأدب فى الخطب السلفيه

توكل على الرحمن من خلق الورى وأعطي جميع الخلق رزقا مقدرا

ويعلم تعداد الرمال ووزنها ويسمع تسبيح النبات على الثرى

يرى حركات النمل فى حندس الدجى ويعلم قطر الماء عدآ وما جرى

ورازق كل الخلق من فيض جوده له نعم لم يحصها كل من درى

وارسل فينا احمد الخلق هاد يا فخلصنا من ظلمه الجهل والمرآ

هوالرحمه العظمي هوالكنزيرتجى لدي سائر الأهوال فى كل ما يري

عليه صلاه الله ما لاح بارق وآل وأصحاب أئمة من قرا

وبعد فإن الله جلت صفاته حليم علي العبد المسيء تسترا

له قدرة قد حيرت سائر النهي فكل ذكي عقله قد تحيرا



أفاض علي كل الخلائق بره وأكرمهم في قوله فتدبرا

فيا أيها الإنسان مالك تحرصن علي ان تنال الرزق مهما تعسرا

ألم تدر أن الله قسم رزقنا ولم ينس مخلوقاًًًًًً كما قد تقررا

ويا جامع الاموال من غير حاجه اتنسي يقيناً أن تموت وتقبرا

فمالك للوراث يقتسمونه وانت به تكوي بجمر تسعرا

ويا باني العمران ترجو ارتفاعها أتنسي رقودا في التراب معفرا

اتدري لمن تبني قصورا تزخر فلابد للبنيان أن يتدمرا

ويا زارع الاثمار تبغي لأكلها أتأكل منها أم تموت فتحصرا

ويا طالب الدنيا علام طلبتها فلذاتها في البدء كالخمر مسكرا

وبعد قليل تلقي منها عجائبا فكم ضحكت قدما علي من تأمرا

فلذاتها طيف الخيال وحلوها تعقبة مر وللقلب فطرا



فأين الملوك السابقون وجندهم وأين بنو الأمصار مع ساكن القري

وأين ذوو الجاه الرفيع ومن طغوا وأين ذوو الأموال مع من تجبرا

وقل أين نمرود وفرعون بعده وكل لئيم قد طغي وتكبرا

كذا أين عاد مع ثمود وحزبهم وأين مضي الحجاب مع من توزرا

فتلك هي الدنيا لهتهم بضحكها وأسقتهموا سما زعافا تقطرا

وجاء رسول الموت أنفذ فيهمو قضاء إله العالمين فدمرا

فأضحوا فرادي للتراب توسدو بغير أنيس في القبور ألا تري

وقد فارقوا عرش الممالك والعلا وكل فراش زاهر اللون أخضرا

إن كانت الدنيا تصير إلى الذى علمت أى مسكين لا تتأثرا

ولا خيرفى الدنيا ولا فى نعيمها إذا لم تكن فيها العباده والقرى

فكن زاهدا فيها وفي مال اهلها كفاك لقيمات تقيك فتصبرا


فيا ايها الشيخ الذي طال عمره أبعد جفاف العود يرجع أنضره

ألم تدر أن بعد الأربعين إذا م علي المرء جاء الشيب بالموت أنذارا

ويا معشر القوم الشباب ترقبا فلابد أن تمسوا شيوخا كما نري

فبادر أخي قبل الممات بتوبه نصوح بها يجلي الفؤاد فيعمرا

وبادر بالاستغفار واحتمل الأذي من الناس واصفح عن مسيءفتشكرا

هنيئا لعبد سالك متوكل علي ربه في كل أمر تبصرا

فقد قال في فضل التوكل ذو العلا خطابا لطه المصطفي من تدثرا

ومن يتوكل أي علي الله وحده كفاه إلهي كل ما قد تعسرا

وقد قال فتوكل علي الله إنك علي الحق سبحان العليم بما جري

وفي حسبنا الله ونعم الوكيل قد أتاك دليل واضح النص أخبرا


وقد جاءت الآيات فيها كثيرة بنص إلي أهل التوكل بشرا

وأن أحاديث الرسول منيرة لدينا وكل الأحاديث سطرا

ففي لو توكلتم علي الله عبرة تحير ارباب العقول فتقصرا

وفى إنما الاعمال جاءت مواعظ بكل سليم العقل من حيث ابصرا

توكل على الله العظيم جلالة فتبلغ ما ترجوه مما تقدرا

الم تر ان الله اعطى ابن ادهم علوما وانوارا وسرا به سرى

وكان مليكا حاكما فى بلادة فلم يرض الا الزهد دأبا فادبرا

وذا النون والخلاج ثم جنيدهم وسادتنا الاقطاب كل تصدرا

فحازوا لاسرار الورى بتوكل على ربهم حتى سقوا العلم ابحرا

وفازوا من المولى بكل كرامة فنالو المنى فى كل ما قد تعبرا

فكن يا مريد الوصل مقتديا بهم تفوز بعز فى الانام فتذكرا


وحسن اخى الظن فى الله ترفعن انا عند ظن العبد قولا تحررا

ولازم لباب الحق تحظ بمنة ومد أكفا للدعاء مكررا

فربى مجيب السائلين بفضلة وفى قوله ادعونى وضوح تفسرا

فرب فقير خاضع متوكل رقى ذروة المجد الرفيع فيسرا

فخذ هذة الالفاظ منتفعا بها ففيها صلاح العبد نفعا موثرا

ولاتكتمنها عن مريد وطالب وطالع لها فى كل وقت وحررا

من بعد هذا صل يا رافع العلا على المصطفى من فاق حسنا فابهرا

كذا الال والاصحاب ماذر شارق وما هام مشتاق لطيبة مسفرا
وما ناحت الورقاء من فرط وجدها وما عبدك المسكين قال الذى ثرى

خطبة من خطب النبى صلى الله علية وسلم
ايها الناس . ان لكم معالم فانتهو الى معالمكم . وان لكم نهاية فانتهو الى نهايتكم وان المومن بين مخافتين بين عاجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع به . وبين اجل قد بقى لا يدرى ما الله قاض فيه .فليا خذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لاخرته . ومن الشبيبه قبل الكبر . ومن الحياة قبل الموت , فو الذى نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار .

من خطب سيدنا على رضى الله عنة

عباد الله . الموت الموت . ليس فيه فوت . ان اقمتم اخذ كم . وان فررتم منه ادر ككم الموت مغفور بنواصيكم فالنجا النجا .و الوحا الوحا . فان ورائكم طالبا حثيثا . وهو القبر الا وان القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار . الا وانه يتكلم فى كل يوم ثلاث كلمات فيقول انا بيت انا بيت الوحشة . انا بيت الديدان . الا وان وراء ذلك اليوم يومااشد منه , يوما يشيب فيه

الصغير , ويسكر فيه الكبير وتذهل كل مرضعه عما ارضعت , وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما اشد منه نار تتسعر , حرها شديد , وقعرها بعيد وحليها حديد , وماؤها صديد , ليس لله فيها رحمه . ألا وإن وراء ذلك اليوم جنه عرضها السموات والأرض وأعدت للمتقين.



من خطب سيدنا الحسن رضي الله عنه

أيها الناس نافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم . ولا تحتسبوا معروفا لم تعجلوه ولا تكتسبوا بالمطل ذما , واعلمو ان حوائج الناس من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتتحول نقماا وأن أجود الناس من انفق ماله ابتغاء مرضاة الله وإن أعفي الناس من عفا عن قدره ومن احسن أحسن الله إليه , والله يحب المتقين.

خطبة أعرابي علي قبر

يا كرام المعاشر والعشائر واولي الابصار والبصائر أرأيتم ما احرج هذا الميت طالما جد وكد واشتد واعتد وركب الأهوال , واحتشد الأموال فأنظروا أين ما جمع , وهلي أتي بشيء منه إلي هذا المضطجع ؟ , فطالما شمخ وبذخ وأسرف واستطرف وتأنق في الطعام والشراب واستكمل الهيئة والثياب , وتضمخ بالعبير والملاب , فانظروا كيف صار جيفة لا تطاق وكريهة لا تستطيع أن تلحظها الأحداق فإن كنتم قد ضمنتم الخلود وأمنتم اللحود فتمتعو ا بشهواتكم ملياً واتركوا ما رأيتم نسياا منسيا وإلا فالبدارالبدار إلي طرح العالم الغرار , فإن السعيد من نظر إلي دينه دون دنياه , واخذ الأهبة لأخراه قبل اولاه . والشقي من نظر قريبا فبات خصيبا , وعاش رحيبا وغفل عن يوم يجعل الولدان شيبا فكل من عليها فانٍ ويبقي وجه ربك ذو الجلالة والإكرام .


من وصايا سيدنا علي رضي الله عنه للحسن والحسين عند الوفاة
أوصيكما بتقوي الله تعالي , والرغبة في الأخرة , والزهد في الدنيا , ولا تأسفا علي شيء فاتكما منها فإنكما عنها راحلان , وافعلا الخير وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا , ثم دعا محمداولده وقال له: أما سمعت ما اوصيت به اخويك؟ قال : نعم , قال فإني اوصيك به وعليك ببر أخويك وتوقيرهما ومعرفة فضلهما . وةلا تقطع أمر دونهما . ثم اقبل عليهما وقال : أوصيكما به خيرا فإنه اخوكم وابن ابيكما وانتما تعلمان ان اباه كان يحبه فأحباه , ثم قال : يا بني أوصيكم بتقوي الله في الغيب والشهادة, وكلمه الحق في الرضا والغضب , والقصد في الغني والفقر , والعدل في الصديق والعدو , والعمل في النشاط والكسل , والرضا عن الله في الشدة والرخاء يا بني ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنة حقير وكل بلاء دون النار عافية يا بني من ابصر عيب نفسه اشتغل عن عيوب غيره , ومن رضي بما قسم الله له لم يحزن علي ما فاته , ومن سل سيف البغي قتل به , ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها , ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بنيه , ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره , ومن اعجب برأيه ضل ومن استغني بعقله ذل , ومن تكبر علي الناس زل , ومن خالط الأنذال احتقر , ومن دخل مداخل السوء اتهم ,
ومن جالس العلماء وقر , ومن مزح استخف به , ومن أكثر من شيء عرف به , ومن كثر كلامه كثر خطؤه , ومن كثر خطؤه قل حياؤه, ومن قل حياؤه قل ورعة , ومن قل ورعة مات قلبه , ومن مات قلبه فالنار أولي به

يا بني الأدب ميزان الرجل , وحسن الخلق خير قرين .

يا بني العافية عشرة اجزاء تسعة منها في الصمت ألا عن ذكر الله تعالي وواحد في ترك مجالسة السفهاء .

يا بني زينة الفقر الصبر وزينة الغني الشكر .

يا بني لا شرف أعلي من الإسلام , ولا كرم أعز من التقوي , ولا شفيع أنجع من التوبة , ولا لباس أجمل من العافية .

يا بني الحرص مفتاح التعب ومطيه النصب.


من وصايا الحسن البصري

كتب الحسن البصري إلي عمر بن عبد العزيز أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة فاحذرها يا أمير المؤمنين , فإن الزاد منها تركها , ولها في كل حين قتيل تذل من أعزها , وتفقر من جمعها , وهي كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه , فكن فيها كالمداوى وجرحه يحتمى قليلا مخافة ما يكره طويلا , ويصبر علي شدة الدواء مخافة طول الداء , فاحذر هذه الدنيا الغدارة الختاله الخداعة التي قد تزينت بخدعها , وفتنت بغرورها وحلت بآمالها , وسوقت بخطابها فأصبحت كالعروس المجلية , العيون إليها ناظرة , والقلوب عليها والهة والنفوس لها عاشقة وهي لأزواجها كلهم قالية فلا الباقي بالماضى معتبر ولا الأخر بالأول مزدجر فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغي , ونسي المعاد فشغل فيها لبة حتي زلت به قدمه فعظمت ندامته وكثرت حسرته , واجتمعت عليه سكرات الموت وتألمه , وحسرات الموت بغصته , وراغب فيها لم يدرك منها ما طلب , ولم يروح نفسه من التعب , فخرج بغير زاد , وقدم علي غير مهاد فاحذرها يا أمير المؤمنين , وكن أسر ما تكون فيها واحذر ما تكون لها , فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن لها وسر أشخصته إلي مكروه وقد وصل الرخاء منها بالبلاء, وجعل البقاء فيها إلي فناء فسرورها مشوب بالأحزان لا يرجع منها ما ولي وأدبر , ولا يدري ما هو آت فينظر , أمانيها كاذبة وآمالها باطله وصفوها كدر , وعيشتها نكد وابن آدم فيها علي خطر إن عقل ونظر .


من حكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

العاجز من عجز عن سياسة نفسه , والعاقل من اعتبر يومه بأمسه والدنيا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا , لذاتها أضغاث أحلام وحقيقتها كخيال منام, وعادتها افتراس الرجال , وشأنها التغيير والتقلب من حال إلي حال , وتسعي في عمارها , وهي تسعي في خراب عمرك تجتهد في إصلاحها وهي مجتهدة في فساد امرك , ربما بات المرء مسرورا ضاحكا والموت علي باب داره واقف , وربما أمل الآمل أملا والأقدار ساعية في محو آثاره , وكم عزيز بات آمنا يرفل في ثوب مجده , وقد اصبح إلي القبر محمولا بالذلة والاهالة , وقد كان قبل ذلك بيوم في غاية العز والصيانة

وما الدهر والأيام إلا كما تري رزية مال أو فراق حبيب





من وصايا الحكيم لقمان لابنه

يا بني لا عفة لمن لا عصمة له ولا مرؤة لمن لا صداقة له , ولا كنز أنفع من العلم ولا شيء أربح من الأدب , ولا قرين أزين من العقل , ولا غائب أقرب من الموت ولا شيء أنفع من الصدق , ولا سيئة أسوأ من الكذب , ولا عباده افضل من الصمت ولا عار اقبح من البخل يا بني من حمل مالا يطيق عجز , ومن اعجب بنفسه هلك , ومن تكبر علي الناس ذل , ومن لم يشاور ندم, ومن جالس العلماء علم , ومن قل كلامه دامت عافيته.

تمتع بما أعطيت فالمال عارة وكله مع الدهر الذي هو آكله



فأيسر مفقود وأهون تالف وعلي المرء مالا يبلغ المرء نائله
من رسائل شيخنا رضي الله عنه
إلي إخواننا في الله وأحبائنا كافة حفظكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالي . أما بعد فأحبكم أحبكم الله ورسوله وأن تقوموا بالوظائف الدينية القلبية ففيها السعاده الأخروية والراحة الأبدية فمن الوظائف النطق بالشهادتين مع اعتقاد معناهما الذي هو ثبوت الوحدانية لله ذاتا وصفة وفعلا, وثبوت رسالة مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع تصديقه فيما جاء به الله , واتباع أوامره واجتناب نواهيه, فمنها وهو اهمها الشهادتان وأداء الصلوات الخمس في أوقاتها المعينة لها مع ايقاعها في الجماعة , والإتيان بجميع شروطها من الطهارة الكبرى والصغرى , وأستقبال القبلة, وستر العورة, وإتقان الوضوء بإتقان الاستبراء الذي هو استفراغ ما في المحلين من الأذي , ومع الأستجمار بالأحجار إن أمكن والغسل بالماء بعده والأتيان بجميع الفرائض والسنن والمستحبات , ولابد مع من المحافظه على النوافل كالوتر والرواتب القبليه والبعديه ومنها الزكاة فأدوها ان وجبت عليكم ولابد فأنها طهارة وبركه وسبب للغنى ,واحفظو مع هذا جوارحكم التى هى الاذن والعين واللسان والبطن واليد والفرج والرجل من المنهيات , فلا تسمعوا الا الوعظ والذكر والامر بالمعروف والنهى عن المنكر , ولا تنظروا الى مالايحل لكم من النساء والامتعه , واحفظو السنتكم من الكذب والغيبه والنميمه والزور والبهتان ,وايديكم من اذايه الناس فى ابدانهم واموالهم وبطونهم من الحرام ,وفروجهم من مماسه مالا يحل لكم , وارجلكم من المشى فى غير

طاعه الله وقلوبكم من العجب والكبر والرياء والحسد , والبغض والغل والحقد والغش و الخديعه والمداهنه , وحب الرياسه والتقدم وحب المدح وخوف الذم والاهتمام بالرزق والخوف من الخلق , وتفكروا فى مصنوعات الله , واستحضرو اطلاعه عليكم فى جميع الحالات , ولاتستعظمو هذا فأنه سهل ان استعنتم عليه بالله , ثم المؤكد به عليكم الاجتماع لذكر الله فى وقت فراغكم من الاشغال , وخصوصا فيما بين المغرب والعشاء , وفيما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس 5ففى ذكر الله فى هذين الوقتين من الفضل والثواب شئ عظيم , وتزاورو فى الله , وتحابو فيه , وواسوا محتاجكم , وصلوا ارحامكم , وعودوا مرضاكم , وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر , واحتملوا اذى من اذاكم , ولا تجالسوا من يقطعكم عن ذكر الله ولا تخالطوه , فأنه يميت قلوبكم وفى موتها فساد الدين , وضعف اليقين , وفى ذكر الله ذكره ورضاه ومجالسته وطمانينة القلب , وفى الاجتماع عليه رياض الجنه وغشيان الرحمه ونزول السكينه وحفوف الملائكه حسبما وردت به الاخبار وصحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثار , واياكم والانصات لمن يصدكم او يلومكم فانه شيطان مارد , ومطرود شارد , ولا تيئسوا لأحد من عباد الله , ولا تخافوه ولا ترجوه ,فأن الامور كلها بيد الله لايملك احد لاحد منها ضرا ولا نفعا ولا خفضا ولا رفعا , وصونوا قلوبكم من الطمع فى الخلق , فانه الفقر الحاضر والذل الظاهر واعلمو انكم ان فعلتم هذا ثبتت خصوصيتكم ونلتم مطلوبكم من ربكم اعانكم الله وقواكم ومن نزغات الشيطان حفظكم ووقاكم والسلام ..

من الحكم المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم الى الامام على

يا على من كثرت ذنوبه ذهب بهاؤه اصدق وان ضرك فى العاجل فأنه ينفعك فى الآجل , وعليك بالصدق وحفظ الامانه وسخاء النفس وعفه البطن .

يا على الف صديق قليل وعد و واحد كثير , وللصداقه علامات تجعل ماله دون مالك ونفسه دون نفسك وعرضه دون عرضك .

يا على لا توبه للتائب حتى يغسل بطنه من الحرام ويطيب لباسه .

اذا مر على المؤمن اربعين صباحا ولم يجالس العلماء مات قلبه وجسر على الكبائرلآن العلم حياة القلب وان الله لا يستحى من عذاب غنى سارق وعالم فاسق , يا على لا تعير احدا بما فيه , فما من لحم الا وفيه عظمه , ولا كفارة للغيبه حتى يستحله ويستغفر له , وما خلق الله فى الانسان افضل من اللسان يدخل به الجنه وبه يدخل النار , فاسجنه فأنه كلب عقور .

يا على الدين كله فى الحياء , وهو ان تحفظ الرأس وماحوى البطن وما وعى .


يا على لا دين لمن لا خشيه له , ولا عقل لمن لا عصمه له , ولا ايمان لمن لا ورع له ,ولا عبادة لمن لا علم له , ولا مرؤة لمن لا صداقه له , ولا امان لمن لا سر له , ولا توبه لمن لا توفيق له , ولا سيماء لمن لا حياء الله , ومن لم يكن له ورع يردة عن المعاصى فبطن الارض خير له من ظهرها ,لآنه لا ايمان فى قلبه ان الرجل ليبلغ بالخلق الحسن درجه الصائم القائم المغازى فى سبيل الله .

يا على كن بشاشا فأن الله يحب البشاشين ويبغض العبوس الكريه الوجه .

يا على راس العبدة الصمت الا من ذكر الله . وكثرة النوم تميت القلب وتذهب البهاء , وكثرة الذنوب تقسى القلوب وتورث الندم . من انعم الله عليه فشكر ومن ابتلاة فصبر . واذا اساء استغفر , دخل الجنه من اى باب شاء , يا على لا تفرح فان الله لا يحب الفرحين , وعليك بالحزن فان الله يجب كل قلب حزين , ومامن يوم جديد الا ويقول يابن ادم انا يوم جديد , وانا على عملك شهيد فانظر ماذا تفعل ..



النصيحه

قم نحو طاعه ربك الغفار ان كنت ذى عقل و ذا ابصار

واسجد له اناء ليل دائما واستغفر الغفار فى الاسحار

واندم على مافات من قبح حصل واعزم على الهجران للآوزار

واخضع له متبتلا متذللا مستنفرا من ظلمه الفجار

واخدمه حقا صادقا فى خدمه واعمل لوجه الواحد القهار

واحذر من الشيطان والنفس والهوى ان يحجبوك عن الكريم البارى

واترك دسائسها ولا تأمن لها فالسم قد وضعته فى الاطهار

واعمل بسنه خير خلق الله من نال المعالى المصطفى المختار

اكثر صلاة واطلبن وسيله لمحمد من حاز كل فخار

فهوالوسيله للوصول حقيقه وهو المنجى من عنا الاكدار

والزم لشيخ عارف متحقق قد حارب الشيطان بالأذكار


واذكر إلهك دائما فى همه واترك جميع الاهل والاغيار

واستعمل الصمت الجميل بحكمه بالجوع طهر موضع الاسرار

واطلب من الفتاح جل جلاله ان يرفع الاستار بالانوار

ويمن بالجود العميم بفضله بالفتح مع انس مع استبشار

وافعل جميع الخير تحظ بسرة وابعدعن المكروه والاشرار

واقنع بما اعطاك رزاق الورى لاتطمعن فتكون من اخيار

فوض له التدبير يفعل مايشا لا تحسبنك من ذوى الافكار

واطرح هواك وراء ظهرك يا فتى واخدم عليما ترتقى لمنار

ان انت قمت بواجب وبخدمه صبت عليك مناهل الاطهار

الخير فى طرق التصوف فاتبع تشرب من الاحواض والانهار

هم يذكرون الله فى احوالهم لا يبتغون بذكرهم دين

إن زرتهم فى ذكرهم تفرح بهم من شوقهم للمنعم الستار

يكفيك منهم ذكرهم بتذلل يدعون ربهمو عشاً ونهار

ارفض جميع الحقد من اعدائهم لا يحرقون عقيدة بالنار

لا تحتقر احدا فتبلى بالجفا كم اشعث ينبيك عن اخبار

لو قال للمولى انا قد ارتجى ماء يصب عليه كالامطار

اخفى النفيس من المعالى والزمن قد اخف نور القدر عن ابصار

حكم له فى خلقه قد حيرت ارباب علم مثل ذى الاطوار

لا يسال الخلاق عن افعاله افعاله لا تنتمى لعوار

فاعمل بشرع والزمن لسنه تلق المنى من غيثه المدرار

وامر بعرف واجتنب لقبيحه والقلب طهر من رياء سارى

والكبر فانبذ واطرحن إرادة واكرم لضيف ثم للزوار

رحما فصل كرما تنل زدا تحز واحفظ وداد الصحب مثل الجار
وابعد عن الشح الذميم وشكله من كل فعل سيئ وشنار

واترك مجالسه الغنى وان علا فضل الفقير ينص بالاخبار

افش السلام على الانام تحيه لا تهجر الاخوان بالاصرار

الوالدين فبرهم فى خدمه وابعد عن الكذاب والغدار

لا تأخذ المكر الذميم تجارة الله يبطش بالفتى المكار

لا تمش مختالا فربك اكبر واخفض جناحا للزكى والعار

واجلس الى حيث المجالس تنتهى وقر كبيرا وارأفن بصغار

للناس احبب مالنفسك تشتهى واصفح عن الزلات والاوزار

لاتظلمن عباد ربك يا فتى فالظلم يخرب عالى الادوار

راقب تشاهد فعل مولاك القوى حتما من التخريب اخذ الثار

إن امهلنك ذرة لا يهملك انذر عتيا بالفنا والنار



اخضع تواضع وانتمى لشريعه العجز شان السادة الاخيار

الصبر سيمتهم كذا نور تقى والفضل عانقهم عشا ابكار

كل الزمان يشاهدون صنيعه صنعا بديع الفعل بالاقدار

كل القبيح من المليح محاسن انظر تامل حكمه الستار

الشمس تجرى ثم تذهب خفيه والليل يسرى من خفايا البار

رفع السما والارض اسكنها لنا والفلك تجرى فى فنا الانهار

الرزق والانبات من نفحاته اطرح جميع الشك والافكار

الكون سخرة لنا من فضله والنوم الهانا عن القهار

ادب جميع الاهل من زوج ولذ بلباب شرع ساطع الانوار

لا تفرحن بمالك الفانى ولا تجزع على مافات من ايسار

الله يرفع مايشاء ويخفض يقضى بتيسير كذا اعسار

العسر يفنيه اليسار فصدقن انظر كتاب الله مع اخبار

الخير دل عليه تجزي بمثله من اضمر الشر ابتلي بضرار

من عاشر المشبوه يعطي حكمه فابعد عن الرمال والسحار


من جالس الحداد يعطى ريحه فاجلس مع الصلحاء كالعطار

وابعد عن الحكام لا تأمن الراشى مثل المرتشى فى النار

استعمل الصدق الجميل فانه ينجيك من خزى عنا وبوار

اكثر من التسبيح والتقديس للمولى الذى خلق الدجى ونهار

كل الخلائق فى الفضا قد سبحوا مستبشرين بغايه استبشار

ماضرنا لو اننا قمنا كذا بالواجب المفروض والاذكار

لآتى العطا من فوقنا من تحتنا ولصبت الخيرات كالأبحار

وفق عبيدك يا رحيم وعافنا من كل داء يعترى وشعار

وافتح لنا ابواب رشدك سرمدا حتى نقوم بواجب وشعار

يسر لنا رزقا حلالا واسعا حسن لنا زرعا مع الاثمار

امطر علينا نعمه مقرونه بالعفو فى الدنيا وعقبى الدار

وامنحان سرا من بحار حبيبكم ادركنا بالتوفيق فى الاعمار

ياربنا فرج جميع كروبنا بجلاله المختار من اطهار



فهو الوسيله للخلائق كلها دنيا واخرى ذو العطاء السارى

من لاذ نحو جنابه نال المنا من ربه باضاءة الانوار

ياربنا يسر لنا من فضلكم حسن الوصول لحضرة المختار

باب القبول لمن اردت وصوله سر الخليقه صفوة الجبار

فبسرة وبنسله وبحزبه اغفر لنا جميع العيب والاوزار

وافتح على المسكين يارب السما ابواب توفيق مع الاسرار

وكذا المشايخ والاصول وفروعهم والاهل والاخوان والانصار

واحبتى والسامعين جميعهم والمسلمين بعيدهم والجار

واختم لنا بالخير منك تمننا وتوفنا ربى مع الابرار

ثم الصلاة مع السلام على النبى عدد الحصى والرمل والاشجار

مادام وجهك باقيا ياذا العلا ورفيع مجدك على المقدار

او قال ذو التقصير فى تسطيرة قم نحو طاعه ربك الغفار

(( يا بنى ))

إذا اجتمعت عليك اشغال جمه فابدا باحبها الى الله عز وجل واحمدها عاقبه .قال الاستاذ

اعمل وانتا من الدنيا على حذر واعلم بأنك بعد الموت مبعوث

واعلم بأنك ماقدمت من عمل محصى عليك وماخلفت (( يا بنى ))

اذا فعلت معروفا فلا تمن به فان المنه تهدم الصنيعه وتحبط الاجر وتسقط الشكر ولذلك قال الاستاذ.

فلا تك منانا بخير فعلته فقد يفسد المعروف بالمن صاحبه

(( يابنى ))

احسن ماتكون فى الظاهر حالا , اقل ماتكون فى الباطن مالا , واعلم ان الكريم من كرمت عند الحاجه طبيعته وظهرت عند الافتقار نعمته .

قال الاستاذ : ولا عار ان زالت عن المرء نعمه ولكن عارف ان يزول التجمل



(( يا بنى ))

عليك بالوفاء فانه يدعو الى التقى , واعلم انه لا يتم كرم الا بحسن وفاء قال الاستاذ.

ان الوفاء بعهد الله عادتنا ولا يفى بعهود الله كذاب


(( يا بنى ))

اذا وعدت احدا عدة فتممها وعجل بها ,واياك ان تقول لا فيما قلت فيه نعم قال الاستاذ.

ولا اقول نعم يوما وابتعها بلا ولو ذهبت بالمال والولد

(( يا بنى ))

خذ من امورك بالاناة وحسن التثبت تسلم من عتاب الاخوات عند عواقبها كما قال الاستاذ .

قد يدرك المتأنى بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الذلل

(( يا بنى ))

اذا ائتمنك حد على امانه فاله عن ذكرها حتى تسلماه مصونه الى اهلها ففى ذلك قال الاستاذ .

واذا اؤتمنت على الامانه فارعها ان الكريم على الامانه راع

(( يابنى ))

كن حذرا كأنك غر , وكن ذاكر كأنك ساة , وكن فطنا كأنك غافل , فان اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل , واذا اعتذر اليك احد من قول بلغك عنه او سمعته منه فاقبل معذرته ولاتدع صلته فتكون قد جعلت صديقا عدوا , وفى ذلك يقول الاستاذ .

ومن لم يغمض عينه عن صديقه وعن بعض مافيه يمت وهو عاتب


(( يابنى ))

كن جوادا بالمال فى مواضع الحق , بخيلا بالسر على جميع الخلق , فان من تمام كرم الحر القيام بالبر والبخل بمكتوم السر كما قال الاستاذ .

اجود بممنوع التلاد و اننى بسرك عمن رامه لضنين

وان ضيع الاخوان سرا فاننى كتوم لاسرار العشير امين

وعندى له يوم اذا ما ائتمنه مكان بسوادء الفؤاد مكين

((ولا تدع يابنى ))

مواصله الكريم وفر الفرار كله من اللئيم , فانه لا يستقيم لك ودة الا من حاجته اليك ,او فراقه منك , فان استغنى عنك كان عليك , وان احتجت اليه هنت عندة قال الاستاذ .

ان من احوجك الدهر اليه وتعلقت به هنت عليه

ليس يصفو ود من واخيته ان تعرضت لشئ فى يديه



(( يابنى ))

لاتستخفف الرجال فيستخفو بحقك , واقبل منهم الجميل وكافئ , فانك ان فعلت ذلك دام لك حمدهم , وصفا لك ودهم وخذ بقول الاستاذ .

خذ العفو واصفح عن امور كثيرة ودع كدر الاخلاق واعمد لما فصا

وابغ عدوا كاشحا قد علمته فكنت كمن اغضى بعين على قذى


(( يابنى ))

لا تعب احد بما يبدو لك من عيوبه , فاذا هممت بذلك فاذكر عيوب نفسك فانك ترى مايشغلك عن عيوب الناس , فان عبت احدا بما فيها كان ذلك قبيحا ,واقبح منه ان تعيبه بما فيك , وفى ذلك قال الاستاذ .

اذا ماذكرت الناس فاترك عيوبهم فلا عيب الا دون مامنك يذكر

فان عبت قوما بالذى هو فيهم فذلك عند الله والناس منكر

(( يابنى ))

اياك وقرين السؤ فانما صلاح اخلاق المرء بمقارنه الكرام وفسادها بمحادثه اللئام , وانما يعرف المرء بقرينه قال الاستاذ .
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى

(( يابنى ))

لا تمازح حليما وسفيها , فانما الحليم يغلبك والسفيه يؤذيك , واعلم ان المراء يمرض قلبك ويضعف رايك ويذرى بمرؤتك عند جلاستك ويفسد الصداقه القديمه وفى ذلك يقول الاستاذ .

فاياك اياك المراء فانه الى الشر دعاء وللسؤ جالب

(( يابنى ))

لاتقتر بالمال فانه كالمسافر يحل ويرحل , واعلم ان العقل مقيم لا يبرح ومثل من له مال ولا عقل له كرجل له نعل ولا رجل له , ومثل من له عقل ولا مال له كرجل له رجل ولا نعل له فان اتاة الله نعلا فالرجل مهياء له , واوتى نعلا من لا رجل له هى اعجوبه فى الناس قال الاستاذ .

اذا كنت ذا عقل ولم تك ذا غنى فأنت كذى رجل وليس له نعل
وان كنت ذا مال ولم تكن عاقلا فانت كذى نعل وليس له رجل

(( يابنى ))

اذا اردت ان تسود فعليك بحسن الظن واعلم ان الملتفت لا يصل , والمتكبر لا يفلح وما افلح من افلح الا بصحبه من افلح . قال الاستاذ .

من عاشر الاشراف عاش مشرفا ومعاشر الاندال غير مشرف

اما تنظر الجلد الحقير مقبلا بالثغر لما صار جلد المصحف

(( يابنى ))

اتخذ تقوى الله تجارتك ياتيك الربح الكثير .

((يابنى ))

احضر الجنائز ولا تحضر العرس , فان الجنائز تذكرك الاخرة والعرس يشهيك الدنيا

((يابنى ))

لا تكن اعجز من هذا الديك الذى يصوت بالاسحار وانت على فراشك

((يابنى ))

لا تؤخر التوبه فان الموت ياتى بغته ,



((يابنى ))

لا ترغب فى ود الجاهل فيرى انك ترضى عمله .

((يابنى ))

عليك بمجالس العلماء , واستمع كلام الحكماء,فان الله يحيى القلب الميت بنور الحكمه كما يحيى الارض بوابل المطر , واياك والكذب وسؤ الخلق فان من كذب ذهب ماء وجهه,ومن ساء خلقه كثر همه , ونقل الصخور من مواضعها ايسر من افهام من لا يفهم .

((يابنى ))

لا ترسل رسولك جاهلا ,فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك

((يابنى ))

لا تنكح امه غيرك فتورث بنيك حزنا طويلا

((يابنى ))

يأتى على الناس زمان لا تقر فيه عين حليم

((يابنى ))

اختبر المجالس على عينك ,فان رأيت المجلس يذكر فيه الله عز وجل فاجلس معهم فان تك عالما يزداد علمك وان تك غبيا يعلموك , وان يطلع الله عز وجل عليهم برحمه تصبك معهم .



((يابنى ))

لا تجلس فى المجلس الذى لا يذكر فيه الله عز وجل ,فانك ان تكن عالما لا ينفعك علما , وان تكن غبيا يزدك غباء , وان يطلع عليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم .

((يابنى ))

لا ياكل طعامك الا الاتقياء وشاور فى امرك العلماء .

((يابنى ))

ان الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثير فاجعل سفينك فيها تقوى الله وحشرها الايمان بالله شراعها التوكل على الله لعلك تنجو .

((يابنى ))

انى حملت الجندل والحديد فلم احمل شيئا اثقل من جار السؤ .

((يابنى ))

انى منذ نزلت الى الدنيا استدبرتها واستقبلت الاخرة فدار انت اليها تسير اقرب من دار انت عنها راحل .

((يابنى ))

اياك والدين , فأنه ذل النهار وهم بالليل .

((يابنى ))

اضر الاشياء متعلم غافل او متصوف جاهل او مقرى مداهن .


((يا بنى ))

من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق , من تحقق ولم يتشرع قد تزندق , ومن جمع بينهما فهو البحر الزاخر المطمطم .
((يابنى ))
احتجت الشريعه على الحقيه وكل منهما يريد اظهار شانه وعلو قدرة ,فقالت الشريعه مخاطبه الحقيقه : انا المسؤله بحفظ الحقوق واقامه الحدود فبى يأمن المرء على نفسه ومله وعرضه ,ولو لاى ما انتظمت الاحوال ولا استقرت الاوضاع فمن تمسك بى كنت له مأمنن فى الدنيا ونجاة فى الاخرة , فانا صوت الله فى ارضه , احب من احبنى , وانذر من خالفنى من عصانى ,فلى الحجه البالغه وكفى بى فخرا وشرفا فقالت الحقيقه .تدافع عن نفسها لما سمعت من اختها الشريعه لآنها صاحبه الفضل والفخر فقالت لها :

مهلا يا اختى فلا احسن مما تقولى , فانت له اهل فضلك لا ينكر وصوتك غنى عن ان يشهر ولكن عبتى عليكى انك تترقبى الاعمال والافعال فلا تتركى صغيرة ولا كبيرة الا وتقصيها فصفحك عزيز وانذارك شديد اما انا فا امهل العاصى لعله يتوب واغض الطرف عن عثراته لعله ينوب فوصفى الشفقه والرحمه فكم من عاص امهلته فتاب ورجع الى مولاة واناب فانتفعت به اهل الارض والسماء فليس لك من الامر شئ فما تم الا ما اراد ولو شاء ربك مافعلوة فقالت الشريعه لما سمعت ذلك : لعلك تريدى يا اختى مجادلتى فاريد مصالحتك فانت لى وانا لكى واريد حفظ حقى وحقك فقالت الحقيقه وهى مسرورة تجامل اختها الشريعه : خذى على عهدا فلا اظهر الا بك ,فانت لك البدايه وانا لى النهايه , ومنى عليك السلام .

((يابنى ))

من لم يستعن بالله على نفسه صرعته .

((يابنى ))

لا تعم عن نقصان نفسك فتطغى .

((يابنى ))
من عرف نفسه لم يغتر بثناء الناس عليه .

((يابنى ))
كن من الحليم على حذر ان احرجته ,ومن اللئيم ان اكرمته ,ومن الاحمق ان مازحته

ومن الفاجر ان عاشرته ,واعلم ان من الناس من يقول ويفعل , ومنهم من لا يقول ولا يفعل ومنهم من يفعل ولا يقول وهو خير منهم وشرهم الذى يقول ولا يفعل .

((يابنى ))

اغض عن الفكاهات والحكايات ولا تحدث احدا عن اعجابك بولدك ولا زوجتك ,

ولا اعجابك بسيفك ولا فرسك واياك واحاديث الرؤيا فانك تطمع فيك السفاء فيولدون لك الاحلام ويفسدون فى عقلك ,ولا تلبس من الثياب مشهورا ولا تتخذ من الدواب مبطورا ولا تتصنع تصنع المراءة ولا تتبذل تبذل العبد وتوق الكحل والاسراف فى الدهن وتلح فى الحاجات ولا تخضع فى الطلبات , واياك ان تعلم اهلك وولدك كثرة مالك او قلته فأنهم ان علمو قلته هنت عليهم , وان علمو كثرته لم تبلغ به رضاهم .

((يابنى ))
اذا خاصمت فدع الحدة , وفكر فى الحجه واصبر لمن خاصمك , ولا تغضب فتذهل عن حجتك , وامر الحاكم بينكما حلمك ولا تكثر الاشارة بيدك و ان قربك سلطان فكن منه على حد السنان, وان امن اليك فلا تأمن انقلابه عليك وارفق به رفقك بالصبى وكلمه بما يشتهى واياك ان تدخل بينه وبين احد من ولدة وحشمه وان كان لقولك فيهم مطيعا .

((يابنى ))

اذا جالست العلماء فاحفظ لسانك لآنهم اهل منطق وفصاحه يزنون الاقوال الخارجه من الافواة فهم علماء بحث وجدال كما قال امامهم الفخر الرازى فى نهايه رسالته حين دعاة احدالاولياء لآخذ العهد منه , وتركه للجدال والمناظرات فقال متاسفا على نفسه من ضياع حياته فى ذلك وما استفدنا من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقال وانما العقل عقال واخر سعى العالمين ضلال.

((فاعرف يابنى ))

ربك واترك الرياء والجدال فأجلك محدود ووقتك كنز ثمين فانتبه قبل الفوات فلا يقال لك يوم القيامه لم لم تكن معربا ولكن يقال لك لم كنت مذنبا فماذا تقول وبماذا تجيب :

لسان فصيح معرب في كلامه فياليته من وقفه العرض يسلم

ولا خير فى عبد اذا لم يكن تقى وماضر ذا تقوى لسان معجم



((يابنى ))

اذا جالست الاولياء فاحفظ قلبك لآنهم اهل معرفه بالله استنارت قلوبهم بذكر الله وفى محبه الله بذلوا انفسهم لله فكشف عنهم الغطاء , واطلعهم على اسرار اهل الارض والسماء .

((يابنى ))

كان لى خصوم ظلمه فشكوتهم الى البحر السبحانى فقلت : قد تكاتفو على وصاروا يدا واحدة فقال : يد الله فوق ايديهم فقلت : ان لهم مكرا فقال : لايحيق المكر السئ الا باهله فقلت : هم كثير فقال :كم من فئه قليله غلبت فئه كثيرة باذن الله والله مع الصابرين .



((فيابنى ))

مبدؤنا الاخلاص والله غايتنا

سبيلنا الاصلاح والنبى وسيلتنا

ترفعت عن رجا الانذال همتنا

ولو دهتنا الليالى ما اهمتنا

وصروف الايام لو بالشر امتنا

لاتعتقدنا نذل لها ولو متنا

شعارنا الصبر والتفويض سيمتنا
التوحيد والفقه
لك الحمد يا منان فى كل لمحةٍ على نعم لم تحص بين الخليقة
فمنها شفاءُ القلب من ألم بـــــه ومنها اهتدائى نحو خيرطريقة
وصل على المختار من جاء بالهدى مبيداً جيوش الكفر من كل ملة
وآلٍ وأصحاب وكل من انتمى إليه وسلم دائماً كل لحظـــــــة
فنرجوك يا الله إصلاح بالنــــا وعوناً وتأييداً وفوزاً بمنـــــــة
شفاءً وقرباً صحةً وسلامـــــــةً يقيناً وإيماناً وإسكان جنــــــــة
وعزاً وتوفيقاً وتنوير باطـــــنٍ ورزقاً حلالاً للفقير براحــــــة
فإنك رحمن رحيــــــم ومالــــك وقدوس سلم يا سلام لمهجــتى
ويا مؤمن أمناً مهيمن جدلـــــنا عزيز وجبار بتحقيق منيــــتى
وشرف عبيداً قال يا متكبــــــر ويا خالقاً يا بارئاً للبريــــــــــة
مصور يا غفار فاغفر وللعـــدا بقهرك يا قهار فاقهر بحســــرة
بحقك يا وهاب هب لى رحمــة فإنك رزاق فمــــن بحاجـــــتى
وإنك فتاح عليـــــم وقابـــــــض وباسط أرزاق العباد بجملــــــة
ويا خافض يارافع ومعزنا مذل سميع والبصير بحالـتى
ويا حكم ياعدل أنت اللطيف بى خبير حليم والعظيم بقدرة
غفور شكور والعلى فاعلنا كبير حفيظ والمقيت لورتى
حسيب جليل عالم ومدبر كريم رقيب والمجيب لدعوتى
ويا واسع أنت الحكيم فداونى ودود مجيدباعث للبرية
شهيد وحق والوكيل فقونى قوى متين والولى لمنتى
حميد ومحص للأنام ومبدئ معيد ومحيى والمميت لشقوتى
ويا حى أحى اللب بالعلم والتقى فإنك قيوم وواجد نعمتى
ويا ماجد يا واحد من بالمنى ويا صمد يا قادر بالعطية
ومتقدر أنت المقدم ذو الثنا موخر أخر كل باغ وقيعتى
فيا أول يا آخر أنت ظاهر ويا باطن يا وال عمرسريرتى
فيارب يا متعال يا بر برنا وهب لى أيا تواب خالص توبة
ومنتقم من كل باغ وحاسد عفو رءوف جد بعزى ونصرتى
ويا مالك الملك وياذا الجلال صن عن الظلم والأغيار ذاتى وشيمتى
غنى مغنى مانع ضار نافع ونور وهادى والبديع لفطرتى
ويا باقياً يا وارثاً نور الحشا رشيد صبور قو فكرى وهمتى
فليس لنا إلا جنابك سيدى فمن يا نرجو وطهر طويتى
وداوى عبيداً قد دعاك من الأسى ومن كل ما يشكوه من كل شدة
بجاه الذى أرسلته واصطفيته وأيدته بالمعجزات العظيمة
محمد المختار والرُسل كلهم وأملاكك اللهم فاقبل لدعوتى
وصل وسلم كل وقت ولحظةٍ على المصطفى الهادى لأقوم شرعة
وآلٍ وأصحابٍ وكل من ارتقى إلى رتب التقوى وكل فضيلة
وحتماً على المسكين يدعوك قائلاً لك الحمد يا منان فى كل لمحة
بذاتك مولانا اكفنا كل شدةٍ وخلص من الأغيار فضلاً سريرتى
وجودك حق ليس يقبل الانتفا لك القدم الذاتى بغير بداية
بقاؤك حق للأنـام مخالف غنى على الإطلاق دون البرية
فيا واحد فى ذاته وصفاته وأفعاله جد بالرضا لأحبنى
لك السمع والإبصار علم إرادة كلام حياة والعظيم لقدرة
فيارب يا موجود نزه سريرتى وصلنى بوصل الوصل واكتب سعادتى
سميع لمن ناداك سراً وجهرة بصير فبصرنا ونور بصيرتى
وعجل بما أرجوه فضلاً ومنه عليم فعلمنا مهم الشريعة
مريد لما أبدعت من كل كائن فمن بمأمولى إلهى بسرعة
كلامك يا الله شافٍ لعلتى وجامع تفريقى وداع لقربتى
وحام من البهتان والزيغ والمرا وهادٍ إلى الخيرات منكل وجهة
ويا حى يا محيى لمن مات أحينى حياةً على الإسلام تمحو شقاوتى
وأهلى وأصابى وخلا أحبنى قدير فألبسنا ثياب الحقيقة
بنفسية ربى سلبيةٍ كــذا معانٍ بها أدعوك تفريج كربتى
بحق صفات للمعانى تلازمت وكل كمالٍ من صفات قديمة
وبالرسل والأملاك من قد عصمتهم لهم فطنة صدق كتبليغ دعوة
ما جاءنا فى الكتب من كل شرعة فطهر صميم القلب من كل ظلمة
أبوء لك اللهم بالذنب فاغفرن فمن غيركم أرجو لمحو خطيئتى
بث الله آمنا وبالرسل كلهم وآمنت بالأملاك من غير مرية
وبالكتب مع أشراط يوم القيامة فنؤمن بالمهدى حلف الهداية
هذا بمسيخ ثم عيسى مبيده ويأجوج مع مأجوج أهل الغواية
وبالدابة المذكور فى الذكر نعتها تخبر أن الدين دين الحنيفة
كذا بطلوع الشمس من مغرب لها فيغلق باب التوب عن ذى الخطيئة
ويأتى دخان لا يضر أولى التقى ولكن لأهل الكفر أقوى مصيبة
يليه خراب البيت رفع كتابنا وبعد يعم الكفر أحيا الجدالة
ونؤمن أن البعث حق وأننا سنسأل عما قد فعلنا بدقة
وحق عذاب القبر ثم نعيمه ونشر وحشر ثم نشر الصحيفة
وحق صراط والموازين قبله وذا بعد نفخ الصور ثانى نفخة
يرى المؤمنون الرب حقاً بجنةٍ وحشر بلا كيف وحصرٍ بمقلةٍ
فينسون ما هم فيه من كل لذةٍ وجزما شهود الرب أعظم لذة
شفاعة أهل الخير بعد نبينا لذى الذنب حق فافقهن عقيدتى
وعفو إلهى ثم واسع فضله يعم الذى إيمانه مثل ذرة
وأفضل خلق الله طرا محمد من الله هذا الفضل لا لمزية
لقد خص بالمعراج والحوض واللوا ورؤية ربى فى الدنا والوسيلة
ونؤمن أن الروح تبقى بلا فنا كأجساد من سادوا بوصف النبوة
كعرشٍ وكرسى ولوح مع القلم وحور وولدان ونارٍ وجنة
كمثل شهيد الحرب حى بجنةٍ ويرزق منها دائماً للذاذة
وكل قتيل فهو ميت بعمره يقيناً بلا نقص ولابزيادة
ورزقى حقا ما انتفعت به فلا أقول لملكى ذاك رزقى ومنحتى
ونؤمن أن الله يغفر ذنبنا سوى الشرك فضلاً كالوجوب لتوبة
فنرجوك ربى أن تزين باطنى بحلية إيمان وعلم وحكمة
ومن علينا بالقبول تكرماً ويسر لنا الأرزاق من غير عسرة
وهبنا جزيل الخير يا خير واهبٍ وكل الورى جمعاً وأهل مودتى
دعوتك ربى بالصفات جميعها وعقد أولى التوحيد من أهل سنة
تخلصنا من كل هولٍ وشدةٍ وتمنحنا الرضوان يوم القيامة
وتحشرنا مع خير خلقك أحمدا بجنات فردوسٍ جوار الوسيلة
وصل وسلم كل وقتٍ ولمحةٍ على المصطفى مع آله والصحابة







_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 8:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



أحكام الصلاة
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}، وقال (ص): "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" فيندب لداخل بيت الخلاء قبل الوضوء أن يدخل برجله اليسرى ويخرج باليمنى عكس ما يفعله إذا أراد دخوله المسجد أو الخروج منه وأن يقول قبل دخوله ما ورد فى الحديث الشريف: "إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث" ويقول عند الأنصراف: غفرانك الحمد لله الذى أذهب عنى ما يؤذينى، وأمسك ما بنفعنى، وأن يستتر حياءً من الله والملائكة وقت إدخال الاستجمار، والاستنجاء يكون بالماء، وعلامة نظافة المحل هى الخشونة فى الرجل والنعومة فى المأة، والاستجمار يكون بالحجر، ويجوز مع وجود الماء، ولكن الماء أفضل، والأفضل أن يستجمر بالحجر، ويستنجى بالماء، وتعريف الحجر أن تقول هو كل طاهر قالع غير محتدم، وشرط الاستجمار ثلاثة ألا يجفف الخارج وألا ينتقل عن محمل خروجه وألا يطرق عليه نجس أجنبى، فإذا فقد شرط منها وجب الماء.

وأركان الاستنجاء أربعة
1- وهى مستنجى وهو الشخص.
2- ومستنجى فيه وهو القبل أو الدبر.
3- ومستنجى منه وهو البول أو الغائط.
4- ومستنجى به وهو الماء أو الحجر، ويتعهد الإنسان تكاميش الدبر حتى يتمكن من نظافتها تماماً.

أركان الوضوء
اختلف الأئمة فى عددها كالآتى:
1- المالكية: عدوا فرائض الوضوء سبعة وهى: النية وغسل الوجه وغسل اليدين مع المرفقين، ومسح جميع الرأس وغسل الرجلين مع الكعبين، والغور والتدليك على المعتمد عندهم لأنهم قالوا إنه داخل فى حقيقة الغسل فلا يتحقق بدونه.
2- الشافعية: عدوا فرائض الوضوء ستة وهى: النية وغسل الوجه وغسل اليدين مع المرفقين، ومسح بعض الرأس، ولو شعرات، وغسل الرجلين مع الكعبين على ما ذُكر.
3- الحنابلة: عدوا فرائض الوضوء ستة وهى: غسل الوجه ومنه داخل الفم والأنف وغسل اليدين، ومسح جميع الرأس، ومنها الأذنان، وغسل الرجلين، والترتيب والموالاة، وأما النية فعدوها شرطاً فى صحتها.
4- الحنفية: عدوا فرائض الوضوء أربعة وهى: غسل الوجه وغسل اليدين مع المرفقين، ومسح ربع الرأس، وغسل الرجلين مع الكعبين، وأما النية فهى عندهم سنة مؤكدة لمواظبته (ص) عليها، وكيفية النية أن يقول المتوضئ نويت الوضوء، أو نويت رفع الحدث الأصغر، والنية هى قصد الشئ مقرناً بفعله فإن تراخى عنه سمى عزماً ومحلها القلب، وتكون فى ابتداء الوضوء، ويغتفر تقديمها على الفعل بزمن يسير عرفاً لوجودها حكماً والله أعلم.

باب مبطلات الوضوء
يبطل الوضوء بالأشياء الآتية:
وهى ما خرج من السبيلين القبل والدبر من بول وغائط وريح، والمزى والودى والمنى عند المالكية إذا خرج بلذة غيرمعتادة، كما إذا نزل فى الماء الحار فالتذ فأمنى، ولا يوجب الغسل، قالت الشافعية إن خروج المنى لاينقض الوضوء مطلقاً، ولكنه يوجب الغسل، وأماعند غيرهم، فالمنى الخارج بغير لذة ناقض للوضوء وهو طاهر عند الشافعية نجس عند غيرهم، وخروج القيح والدم والصديد، وخروج دودةٍ أو حصاةٍ من أحد السبيلين عند الشافعية والحنابلة، وسيلان الدم والقيح من أى موضع فى البدن ولو من الفم عند الحنفية، وزوال العقل بجنون أو إغماء أو مسكر بخمر أو حشيشة أو نحوهم، وصرع ونوم ومس الفرج، وعند الحنفية لا نقض بالمس، والردة عند المالكية والحنابلة، والقئ الذى يملأ الفم عند الحنفية، والقهقهة فى الصلاة إذا سمعها من بجواره عندهم أيضاً، والشك فى الحدث أو سببه عند المالكية،، والولادة بغير دم عند الحنفية والحنابلة، وأكل لحم الإبل، وتغسيل الميت عند الحنابلة، ولمس المرأة الأجنبية بيغر حائل عند الثلاثة، وقالت الحنفية لا ينقض الوضوء بذلك مطلقاً والله أعلم.

باب فرائض الغسل
يوجب الغسل أمور ستة، ثلاثة يشترك فيها. الرجال والنساء وهى:
1- التقاء الختانين لقوله (ص): "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل".
2- إنزال المنى.
3- موت المسلم إذا كان شهيداً فلا يُغسل.
وثلاثة تختص بها النساء وهى:
1- الحيض.
2- النفاس.
3- الولادة بلا دم عند الثلاثة، وقالت الحنابلة إن الولادة بلا دم لا توجب الغسل والله أعلم.

باب فرائض الغسل
اختلف الأئمة الأربعة فى ذلك كالآتى:
1- الحنفية: عدوا فرائض الغسل ثلاثة وهى: المضمضة والاستنشاق وتعميم جميع البدن بالماء، وأما النية فهى عندهم من السنة المؤكدة.
2- المالكية: عدوا فرائض الغسل خمسة وهى: النية وتعميم الجسد بالماء ودلك جميع الجسد مع صب الماء أو بعده قبل جفاف العفو، وإن تعذر سقط، وموالاة غسل الأعضاء مع الذكر، والقدرة وتخليل جميع جسده بالماء.
3- الحنابلة: عدوا فرض الغسل واحداً، وهو تعميم الجسد بالماء وأدخلوا فى الجسد الفم والأنف، فيجب غسلهم تبعاً للبدن، وأما النية فهى عندهم شرط صحة.
4- الشافعية: عدوا فرائض الغسل ثلاثة وهى: النية، وإزالة النجاسة إن كانت على البدن، وإيصال الماء إلى جميع الشعر والبشرة.

وكيفية النية فى جميع المذاهب أن يقول: نويت رفع الجنابة، أو نويت رفع الحدث الأكبر، وتقول الحائض: نويت رفع حدث الحيض، وتقول النفساء: نويت رفع حدث النفاس والله أعلم.

باب الصلاة
اعلم أن الصلاة فى اللغة الدعاء، وشرعاً أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة، وهى أنواع: منها ما هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهى الصلوات الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، وقد فرضت فى مكة قبل الهجرة بسنة على الترتيب المذكور، فكان الظهر أول ما فرض، وهى أجل الأركان بعد الشهادتين، ودليل فرضيتها الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {فَأقِمُوا الصَلاة} وقوله عز وجل: {إنَ الصلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِين كِتَابًا مَوْقُوتاً}. أما السنة فقوله (ص): "خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس على الله عهد إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه"، وأما الإجماع فإنه لايختلف فى فرضيتها أحد من المسلمين فضلاً عن أئمة الدين، فهى معلومة من الدين بالضرورة، وجاحدها مرتد عن دين الإسلام عياذاً بالله، وأما الجمعة فقد شرعت بدل الظهر، وهى خامسة يومها، ومنها ما هو فرض كفاية، وهى صلاة الجنازة، ومنها ما هو نفل وتفصيل ذلك مذكور كتب الفقه والله أعلم.

باب شروط الصلاة
اعلم أن الشرط لابد منه فى صحة الصلاة، وتبطل الصلاة بدونه، والشرط تعريفه أن تقول هو ما وجب واستمر، وشروط الصلاة هى بلوغ دعوة النبى (ص) والعقل والبلوغ والنقاء يعنى النظافة من دم الحيض والنفاس، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، ومن الخبث المعفو عنه فى البدن والثوب والمكان، واستقبال القبلة مع الأمن والقدرة، وستر العورة لقادر عليه، والعلم بدخول الوقت ولو ظناً، وهناك شروط أخرى تركتها خوف الإطالة والله أعلم.

باب فرائض الصلاة
اعلم أن الفرض والركن بمعنى واحد، وهو أمر لابد منه فى صحة الصلاة، يعنى لا تصح الصلاة إلا به، والركن هو: ما وجب وانقطع، فيصح تداركه بعد تركه فى حالة الصلاة، أو بعد انتهاء الصلاة، وإن كان قد تركه والزمان قريب، فيدخل فى الصلاة ويأتى به، ويسجد للسهو على مقتضى مذهبه، وسجود السهو سنة لا تبطل الصلاة بتركها، وفرائض الصلاة وأركان الصلاة فقد اختلف الأئمة فى عددها كالآتى:
1- الحنفية قالوا: إن أركان الصلاة المتفق عليها أربعة وهى: القيام والقراءة والركوع والسجود، فلا يسقط واحد منها إلا عند العجز، غير أن القراءة تسقط عند المأموم، لأن الشارع نهاه عنها، ولهذا سموها ركناً زائداً، وذلك لأنهم قسموا الركن إلى زائد وأصلى، فالأصلى ما لا يسقط إلا عند العجز بلا خلف، والزائد ما يسقط فى بعض الحالات ولو مع القدرة على أدائه، والأول هو القيام والركوع والسجود، والثانى هو القراءة، أما باقى ما يتوقف عليه صحة الصلاة، فينقسم إلى قسمين:
1- ما كان خارجاً عن ماهية الصلاة وهى الطهارة من الحدث والخبث، وسترالعورة واستقبال القبلة، ودخول الوقت والنية والتحريمة، وهى شرائط صحة الشروع فى الصلاة.
2- ما كان داخل ماهية الصلاة كإيقاع القراءة فى حالة القيام، وكون الركوع بعد القيام والسجود بعد الركوع، وهذه شرائط لدوام صحة الصلاة، وقد يعبرون عنها بفرائض الصلاة. ويريدون بالفرض الشرط، أما القعود الأخير قدر التشهد فهو فرض بإجماعهم ورجحوا أنه ركن زائد، وأما الخروج من الصلاة بالسلام فهو واجب لا فرض فلو خرج بالحدث صحت صلاته ويكون آثماً.
2- المالكية قالوا: فرائض الصلاة خمسة عشر فرضاً، وهى: النية وتكبيرة الإحرام والقيام لها من الفرض، وقراءة الفاتحة والقيام لها فى الفرض، والركوع والرفع منه والسجو والرفع منه وترتيب الأداء، ونية اقتداء المأموم.
3- الشافعية قالوا: فرائض الصلاة ثلاثة عشر فرضاً منها خمسة قولية وثمانية فعلية فالخمسة القولية هى تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والتشهد الأخير والصلاة على النبى بعده والتسليمة الأولى. أما الثمانية الفعلية فهى النية والقيام فى صلاة الفرض لقادر والركوع والاعتدال منه والسجود الأول والثانى والجلوس الأخير والترتيب، وأما الطمأنينة فهى شرط محقق للركوع والاعتدال والسجود والجلوس، فالطمأنينة لابد منها، وإن كانت ليست بركن زائد على القول الراجح.
4- الحنابلة عدوا فرائض الصلاة أربعة عشر، وهى القيام فى الفرض وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع والرفع منه، والاعتدال والسجود والرفع منه والجلوس بين السجدتين، والتشهد الأخيروالجلوس له والتسليمتان والطمأنينة فى كل ركن فعلى وترتيب الفرائض والتسليمات.

باب فى كيفية التشهد
1- الشافعية قالوا: إن ألفاظ التشهد هى التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله والصلاة على النبى بعده فى التشهد الأخير ركن كما سبق وهذا التشهد مروى عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله (ص).
2- الحنابلة قالوا: إن ألفاظ التشهد هى التحيات إلى آخرتشهد الشافعية.
3- المالكية قالوا: إن ألفاظ التشهد هى التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وهو مندوب عندهم لا ركن كما سبق وهذا التشهد مروى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبى (ص).
4- الحنفية قالوا: إن ألفاظ التشهد هى التحيات لله الصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وهذا التشهد مروى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن الحبيب المصطفى (ص)، ويحسن بعد التشهد أن يقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيخ الدجال، ثم تقول: اللهم أغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

باب مبطلات الصلاة
مبطلات الصلاة هى:
1- الكلام الأجنبى عنها لقوله (ص): "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس، إنما هى التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" صدق (ص) فتبطل الصلاة باللام عمداً أو نسياناً عند الحنفية والحنابلة، وقالت الشافعية والمالكية: إن الكلام ناسياً لا تبطل الصلاة به.
2- والتنحنح إذا ظهر منه حرفان فأكثر إذا كان بغير ضرورة عند الحنفية والحنابلة، وقالت الشافعية: يعفى عن القليل من التنحنح إذا لم يستطع رده إلا إذا كان مرضا ملازماً، وإلا فلا يضر كثيره أيضاً وكذلك إن تعذر عليه النطق بركن قولى كقراءة الفاتحة، فإن التنحنح الكثير فى هذه الحالة لا يضر، وقالت المالكية إن التنحنح لا يبطل الصلاة، وإن استعمل على حروف مبطلة لحاجة أو لغير حاجة ما لم يكن كثيراً أو تلاعباً وإلا أبطل.
3- والعمل الكثير أعنى الحركات الكثيرة التى ليست من جنس الصلاة، وأما ما كان من جنس الصلاة كزيادة ركوع أو سجود، فإن كان عمداً أبطل قليله وكثيره وإن كان سهواً لم تبطل الصلاة به مطلقاً قليلاً كان أو كثيراً عند الثلاثة، وقالت المالكية: يبطل الصلاة الزيادة التى من جنسها سهواً إذا كثرتـ وأما الزيادة القولية مثل تكرير قراءة الفاتحة فلا تبطلها مطلقاً، ولو كانت عمداً يسجد لسهوٍ عند الجميع.
4- التحول عن القبلة فى الصلاة.
5- والأكل والشرب.
6- والحدث.
7- وحدوث الحدث.
8- والقهقهة، أما التبسم فلا بضر مطلقاً.
9- وتقدم المأموم على إمامه بركن عمداً لم يشاركه فيه كأن يركع ويرفع قبل أن يرفع الإمام، فإن كان سهواً رجع لإمامه، ولا تبطل صلاته، هذا عند المالكية والحنابلة، وقالت الحنفية: إن التقدم مبطل للصلاة عمداً، أو سهواً إلا إذا لم يعد ذلك مع الإمام أو بعده، ويسلم معه أما إن أعاده معه أو بعده وسلم معه فإنها لا تبطل الصلاة، وقالت الشافعية لا تبطل صلاة المأموم إلا بتقدمه عن الإمام بركنين فعليين بغير عذر كسهو مثلاً، وكذا لو تخلف عنه بها عمداً من غير عذر كبطء قراءة الفاتحة.
10- وانكشاف العورة، وعورة الرجل فى الصلاة ما بين سرته وركبته، والمرأة الحرة جميع جسدها عورة إلا وجهها وكفيها، والأمة أعنى المرأة المشتراة بالمال كالرجال.
11- وتغيير النية كأن نوى الظهر مثلاً، وفى أثناء صلاته قصد أن يصليها عصراً، مثلاً، فإنها تبطل، وكذا لو نوى قطع الصلاة بعد تلبسه بها فإنها تبطل أيضاً.
12- والردة أعاذنا الله من الكفر وأهله.

وللصلاة مبطلات أخرى تركتها خوف الإطالة، وذكرت الأهم وهو ما يكثر وقوعه فى الغالب، ومن أراد الزيادة فعليه بكتب الفقه فليراجعها يجد فيها ما يبصره. والله ولى التوفيق.
وبعد: فهذه أوراق تبين ما لا بد منه لطالب الآخرة، وإن كان علم ذلك مستقراً عند كل مسلم تلفظ بكلمتى الشهادتين. فول واجبٍ على المسلم أن يأتى بكلمتى الشهادتين طرفى النهار وطرفى الليل قولاً واعتقاداً وعملاً، لأنها هى الموجبة للدخول فى سياج الإسلام، وبها أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين، وبها يقام سياج العدل والتوادد والتآلف بين المسلمين بعضهم بضاً سواء فى ذلك عالمهم وجاهلهم، وبالتلفظ بالشهادتين على ما ذكرناه كما أمرنا رسول الله (ص). لأن الشرك خفى فى هذه الأمة فكان قولهما تجديداً واحتياطياً من الدخول فما لا ينبغى الوقوع فيه من الأمور المخالفة لدين الإسلام. ومن أماكنها قولها مثل ما يقول المذن بحضور قلب وانكسار نفس ثم يقول بعد فراغ المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقااً محموداً الذى وعدته. ثم يقول: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد (ص) نبياً ورسولاً، ثم يقول جزى الله سيدنا ومولانا محمداً (ص) عنا خيراً جزى الله الأنبياء والمرسلين عنا خيراً. جزى الله الملائكة والمقربين عنا خيراً. جزى الله العلماء والصالحين عنا خيراً. جزى الله عنا خيراً من وجب له حق علينا من آبائنا وأمهاتنا ومشايخنا وإخواننا من أحبنا فى الله ومن أحببناه فيه. جزى الله إخواننا المسلمين عن الإسلام خيراً. ثم يدعو لنفسه ولهذه الأمة بما شاء من غير تعرض للدعاء على حكامها، ومن لم يستطع قول ذلك كله فليقتصر على مثل قول المؤذن. سواء سمعه لقربه أو لم يسمعه لبعده، كل ذلك لأجل محافظة العبد على الشهادتين كل يوم وليلة، فى أوقات العبادات المشروعة وغيرها فإن العقد لا يزال يكثر من ذكر الله تعالى حتى يحبه الله ويحبه الناس وتصير أحواله كلها من طلبه لمعاشه وغيره عبادة وذكراً. ومن الواجب أيضاً على كل مسلم كثرة الصلاة والتسليم على رسول الله (ص)، لأنه الذى فتح لكل الخلق باب الله الأعظم فى الوقوف به فى اليوم والليلة خمسين مرة، وهى أوقات الصلوات المفروضات المسنونات ولتعلم كما أنه لا نهاية لحب العبد ربه كذلك لا نهاية لحب العبد رسول الله (ص)، ومن محبته وجوب اتباعه فى أقواله وأفعاله دون اتباع غيره كائناً من كان. ولذلك قرن الله تعالى اسمه الكريم باسمه الشريف وجعل ذلك كلمة واحدةً لا يصح الإيمان إلا بها مثل قولنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ومن محبته حفظك الأدب عند سماع حديث رسول الله (ص) وأن تقول فيما فهمته منه اللهم به أستعين على أداء ما كلفتنى به فإنه إن فاتك العمل به لم يفُتك ثواب نية العمل وأن تقول فيما لا تعلمه آمنت بذلك على علم الله ورسوله فيه. وإياك والجدال والنزاع برفع الصوت فإن الحق مع المتأدب الساكت والآداب المتعلقة بذلك كثيرة غير محصورة ومرجعها كلها إلى ثلاثة آداب من تمسك بواحدةٍ منها نجا. وهى التسليم بأن يرضى بالقضاء كله حلوه ومره من غير اعتراض على خلقه، وثانيها التزام العبودية بالأدب مع الحق فى كل ما يكون، وثالثها خلو القلب من محبة الدنيا وهى أساس كل خير يحفظ عليك الموت على الإسلام والتزام العبودية يثبتك عند السؤال فى الحساب فى البرزخ والاخرة، وأما خلو القلب من محبة الدنيا فإنه يحفظ عليك شهود الحق فى الدنيا والآخرة وهى السعادة الكبرى التى بابها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ونهايتها بذل النفوس بالمجاهدة بالسيف فى سبيل الله تعالى، فمن كملت شهادته فى البداية صحت استقامته وهدايته فى النهاية، ولكل امرئ من المؤمنين نصيب من هذه الشهادة مفروض، قال الله تعالى: {وَما مِنّا إلاَّ لَهُ مَقَامُ مَعْلُومُ} ومدار ما يدخل العبد فى دين الإسلام وما يترتب عليه من وجوب الأحكام قوله (ص) فى حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل رسول الله (ص) عن الإسلام. فقال (ص): "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". وقوله حين سأله عن الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره". وقوله حين سأله عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قوله حين سأله عن الساعة: "أمارتها أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون فى البنيان" فقد جمع هذا الحديث مرتبة الإسلام والإيمان والإحسان، بجميع تعلقاتها. وإنما ذكر فيه أمارة الساعة لئلا يظن أحد الخلود فى الدنيا، ويعلم أن مرجعه إلى الله، والحساب عما تضمنته هذه الأحكام، ومن لم يوف بها كانت مرتبة إسلامه وإيمانه وإحسانه ناقصة.


باب مبطلاة الإيمان
وهى قسمان: التوبة وإصلاح الطعمة. فأما التوبة فهى الرافعة لحكم المعاصى المتجددة فى كل يوم وليلة، كما رفعت الشهادتان حكم الشرك الخفى، فالواجب على كل مسلم أن يكثر من الاستغفار فى اليوم والليلة سواء علم أنه عصى أم لم يعلم، والعلم بما يتعاطاه العبد من معاصيه واجب وإلا لم تقع التوبة والاستغفار موضعه المأمور به فيه، فتكون غفلته عن ذلك أشد من معاصيه وإن كثرت، وبذلك تقصر مرتبة عبوديته، فالبحث عن ذلك بعد الشهادتين ضرورى، ومن لم يجعل الله له سبيلاً إلى معرفة ذلك فليعتقد فى نفسه النقص والضعف والذل ملجأ فى السؤال إلى الله تعالى فى الموت على الإسلام الكمل مكثراً من الاستغفار ناوياً التوبة مما يعلمه الله منه قال الله تعالى: {وَالَّذيِنَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّروا علَى مافَعَلُوا وهَمُ يَعْلَمُونَ} وأعظم الأوقات المطلوب فيها ذلك أواخر الليل والنهار، والمراد من التوبة رجوع العبد إلى الله تعالى بقلبه فى أكثر حالاته حتى لا يكون غافلاً عن نفسه وربه، ويكون إن شاء الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، وفى الصحيح أن الملك لا يكتب المعصية على العبد إلا بعد إمهال ست ساعات فإن استغفر الله تعالى لم تكتب، وإلا ثبتت.
وأما إصلاح الطعمة فهى الأساس وبها يتأتى فعل ما تقدم، والأحاديث الواردة فى كسب العبد فى الدنيا وأكله من عمل يده، والصدقة منه كثيرة، وكذلك النهى عن ترك الكسب وجعل نفسه كلاً على العباد يأكل أوساخهم سواء كان أباه وأمه أو قريبه. فالكسب واجب على العبد وجوباً موكداً ملحقاً برتبة الإيمان، كما أشار إلى ذلك حديث الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام، فأنى يستجاب له ومدار الأمر على التقوى فى جميع ما يعلمه العبد من الحرف والصنائع، وكل إنسان يعلم من حرفته مابه تقع التقوى، وما به يقع الغش، والله ورسوله جعل العبد أميناً على نفسه فى حرفته، فإن خان الأمانة فإنما خان دينه ونفسه والناس أجمعين، ولذلك قال (ص): "الطهور شر الإيمان" والواجب على العبد أن يعمل بيديه ويقارب ويسدد ما استطاع، ولا يلحق نفسه بالمعاجز الكسلان المستعاذ منهما فى الأحاديث، وعمل العبد يوماً واحداً سالماً من الغش أحسن من عبادته سنين كثيرة لأنه (ص) قال: "من غشنا ليس منا" فنفاه عن الجماعة وقد جعل الله البركة فى التقوى، والفقر فى الغش كما هو مشاهد، وكل إنسان مجبول على حب الدنيا وما تقوم به معيشته من مأكل وملبس ومنكح، كل إنسان بحسب رتبته وعلى التشبه بمن هو أوسع منه فى الدنيا، ولا يحصل للإنسان ذلك إلا إن نصح فى حرفته وتعليمه وزهد فى الدنيا بقلبه، واكتسب بيده من غير نظر إلى تحصيل الفائدة، فإن البركة لم تنزل إلا فى رأس المال من غير شعور العبد بذلك. وكبار الرجال من الأولياء المتسببين مستورون فى الدنيا ستراً يقاوم أهلها فى النفقة وغيرها، محفوظون من النقس فى رءوس أموالهم، وقد رأيتم أحوال الدنيا وتقلبها بأهلها الماضين مع ما كانوا عليه من حسن العمل والاعتقاد، ثم رأيتم أحوال هذا الزمن وتقلباته مع ما أنتم عليه من النقص علماً ضرورياً لا شك عندكم فيه، ومن لم يجع الله له نوراً فما له من نور والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.

باب فرض العلم
وهو قسمان: شرعى وسياسى فالسياسى قد أفردنا له كتاباً نضمه إليه إن شاء الله آخر الكتاب، ويكفى عن ذلك كله إن لم نذكر ما نذكره من أخلاقه (ص) أوائل الكتاب.
أما الشرعى فهو أقسام أحدها ما جاء الإيمان به مجملاً لا يقبل التفصيل كالشهادتين وذكر صفات الحق وذاته مما منع الشرع من الخوض فيه كما جرى عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين والمحدثين رضى الله عنهم أجمعين. قال الإمام الشافعى: كل ما جاء الإيمان به مجملاً وسكت النبى (ص) عن تفصيله من دقائق الاعتقادات وأحوال البرزخ والآخرة حرم علينا الخوض فيه إذ الأصل الجامع لكل علم كتاب الله وسنة نبيه محمد (ص). ولم يرد فيهما الأمر بالبحث عن ذلك بل عندنا ورود النهى فيه أقرب، وجميع الأكابر من الصحابة. بل كلهم على ذلك ولسنا نبتدع فى الدين ما لم نؤمر به انتهى.
وقال الإمام مالك لا يصح لأحد العلم بالله على ما يعلم الحق به نفسه ولو أمكن ذلك ولو بوجه لتساوى الحق الخلق فى العلم والمعلوم، وهذا سيد المرسلين (ص) يقول: "سبحانك ما عرفناك حق معرفتك".
وقال الإمامان الجليلان أبو حنيفة وأحمد رضى الله عنهما: لا نصف الحق سبحانه وتعالى إلا بما وصف به نفسه فى كتابه وعلى أيدى رسله عليهم الصلاة والسلام، ولا نطلق عليه من الأقوال إلا ما ورد به على لسان محمد (ص)، وقال أبو الحسن الأشعرى رضى الله عنه قبل موته بساعات: لا أكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ولا بخطأ فى تأويل بعد ما نطقوا بالشهادتين، وأقول هم قوم أخطأوا وحسابهم على الله تعالى، وقال القاضى أبو بكر الباقلانى: رحمه الله: العقل أحد الحواس، والحق سبحانه وتعالى لا يدرك به، بل إنما يدرك به سبحانه وتعالى وبالرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فإذا علمت ذلك فأرح نفسك حيث أراحك الحق واستعد لما أنت مأمور بفعله ومحاسب على تركه. وغاية الأمر فى ذلك أن يكون الاعتقاد قولاً جزماً. واعتقاداً وسطاً من غير تعطيل ولا تجسيم، وكل ما ورد من التشابه آمنا به قولاً واعتقاداً على علم الله فيه من غير تأويل ولا تحكيم، فإنه تعالى أعلم بما أطلقه على نفسه من الوصف اللائق به سبحانه وتعالى، ولو لم يكن فى النهى عما ذكر إلا قوله تعالى: {ويُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ}، وقوله (ص): "كلكم فى ذات الله حمقى" لكان كفاية فى الزجر عن مثل ذلك {والله يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لاَتَعْلَمُونَ}.
القسم الثانى من العلم: وهو ما انتجته الأعمال الشرعية من تصفية القلوب وتزكية النفوس من اليقين والمعارف والأسرار وغير ذلك، مما لا يحصى، والميزان الحافظ لذلك على ما تصف به الاعتصام بحبل الله وهو كتاب الله وسنة رسوله (ص)، ولذلك ثلاثة طرق: طريق الصديقية والشهادة والولاية، فالصديقية اسم لترك المناهى فمن أحبكم ترك المناهى، وانقادت نفسه إلى الموت وترك المألوفات، والخروج من العوائق والعوائد، وغلظ الطبع واستحكام الشهوات، قلت أوجلت، فقد استقام مع الله حق الاستقامة، وليس ذلك لبشر بعد النبيين إلا لأبى بكر الصديق رضى الله تبارك وتعالى عنه، ولذلك أعطى مقام التسليم حظه الأوفر، وأطلق عليه اسم الخلة، وقد ورد فى الحديث أن الله تبارك وتعالى يتجلى فى الآخرة للأخلاء الثلاثة محمد وإبراهيم وأبى بكر تجلياً خالصا، وفى رواية أن الله تعالى يتجلى للناس عامة ويتجلى لأبى بكر خاصة، وقد شبه (ص) أبا بكر بإبراهيم فى قوله (ص): "إنما مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم" إشارة إلى تحقيق أبى بكر بالخلة التى هى تسليم النفس والولد والمال لله رب العالمين، وكان أبو بكر الصديق رضى الله عنه من أمن الناس على رسول الله (ص) بنفسه وولده وماله، قال (ص) ما دحاله ومعلما له باستيفائه مرتبة الصديقية بكمالها: "من أراد أ، ينظر إلى ميت يمشى وعلى وجه الأرض فلينظر إلى هذا" ثم أوضح ذلك بقوله: "ما فضلكم أبو بكر بكثرة صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشئ وقر فى صدره" وهو برد اليقين الذى وجده إبراهيم عليه السلام حين ألقى فى الناس ووجده (ص) حيث قال: فوجدت برد أنامله بين ثديى فعلمت علم الأولين والآخين، وذلك هو الذى صب فى صدر أبى بكر ووقر فيه حيث قال (ص): "ما صب فى صدرى شئ إلا صببته فى صدر أبى بكر" فلذلك استحق الخلة والخلافة حياً وميتاً وحاصل هذا الطريق التى رأسها أبو بكر رضى الله عنه أن ترك المناهى هو صدر الإيمان، والواقع عليها بالترك أول الإيمان ثم تنابعت الأوامر بعد ذلك شيئاً فشيئاً. فالإيمان جاء فى ترك المناهى حتماً من غير ترخيص فى وقوع شئ منها، قال (ص): "ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم" وأما طريق الشهادة فهى التزام الأوامر وانسحاب الأعمال على مراتب الدين كله، وليس ذلك لبشر بعد النبيين إلا لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فمن استتم فيه حكم المراتب الثلاث التى هى الإسلام والإيمان والإحسان سمى مؤمناً كاملاً، فإذا أحكم ترك المناهى بقدر تلك المراتب التى أنسجت أعماله عليها كان من الراسخين فى العلم، قال الله تعالى: {أفَمنْ شَرَحَ الله صَدْرهُ لِلإسْلام فَهُو عَلَى نُورٍ مِنْ رَبَّهِ} والنور هو العلم بتفصيل ما أمكن الإتيان به من المراتب الثلاث، فلما كان عمر رضى الله عنه من أحكم الناس فى التزام الأوامر حتى وصل فى ذلك إلى ذروة كان الأمر بعده فيها إلى النقص، ولم يدع باباً من المناهى أتصف به أبو بكر رضى الله عنه إلا أخذ عمر فى مقابلته وجهاً محموداً وإن لم يؤمر به شرعاً، فلذلك شبهه (ص) بموسى عليه السلام المخصوص بالتكليم الذى هو أعلى طرق العلم بقوله (ص): "إن يكن فى أمتى محدثون فعمر" والتحديث فرع من مكالمة الحق لعبده فى سره كما وقع له فى ذلك موافقة القرآن فى مواضع كثيرة، وكما وقع له فى اسارى بدر وغيرها، وقد أفرد التحديث بهذا الاسم عن التكليم، كما أفردت الصديقية بذلك الاسم عن الخلة التى هى فرع منها، وحاص هاتين المرتبتين أن المعارف والأسرار الدينية الحالة عن التزام الأوامر وترك المناهى هى طرق الكسب والمجاهدة ومناقشة النفوس والتسليم والتزام العبودية والحفظ لحقوق العباد، كما درج على ذلك السلف الصالح من غير رؤية إلى حصول كرامة من شهود أو كشف أو حال أو غير ذلك، إذ هذه الطريق هى العبودية المحضة ألتى لا سيادة فيها لأحد من الأئمة بوجه وإن ظهر على المتصف بما ذكر كرامة أو غيرها فهو مغرور عن ذلك بباطنه غير ناظر إليه لانشغاله بما كلفه الحق ورضيه له فإن الكرامة الكبرى إنما هى الاقتفاء والاقتداء لآثار رسول الله (ص)، حسبما أمكن العبد فعله والتخلق به فى جميع ما ورد به الكتاب والسنة وقال الله تعالى: {وَالَّذيِنَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنا وَإنَّ الله لَمَعَ المحْسِنيِنَ} والأمر فى ذلك وغيره موقوف على السابقة بحسن الخاتمة وهو المراد بقوله: {يمْحُ الله مايَشاءُ ويُثْبِت} وبقوله (ص): "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة" الحديث. وقال ابن مسعود رضى الله عنه: من كان مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحى لا يؤمن عليه الفتنة، وقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع شدة خوفه وعظيم مرتبته يسأل حذيفة بن اليمانى عن نفسه ويقول هل تعلم فىَّ شيئاً من النفاق. وهذه مرتبة العبودية المحضة، وهى المخصوصة باسم الولاية حقاً لقوله تعالى: {أَلاَ إنَّ أوْليَاء الله لاَخَوْفُ عَلَيْهِمْ ولاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وكَانُوا يتَّقُونَ} الآية، وأما الولاية فهى باسم الصلاح فى قوله تعالى: {فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلْيهِمْ مِنَ النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ والصَّالحِينَ} وهى مواهب مخصوصة لأقوام مخصوصة على عدد مخصوص كالأوتاد والأبدال، والأئمة إلى غير ذلك من أصحاب الدوائر والأعداد وأصحاب النوب والأفراد، وهم دوائر عدد لا يزيدون أبداً ولا ينقصون على عدد مراتب الكون من العرض إلى الثرى فعددهم محفوظ على المراتب لا بالأشخاص، فإنه قد تكون المرتبة مخصوصة بأربعة أشخاص مثلاً، فيليها ثلاثة أو خمسة لأن فيهم رجلاً بمنزلة رجلين أو رجل غير كامل فيكمل من مرتبة أخرى، ومن أكابر رجال الدوائر أهل الكهف رضى الله عنهم أجمعين آمين، وبالجملة فلا طريق إلى هذه المرتبة ظاهرة حيث لم يتقيد فى الشرع بعلم أو عمل يوصله إليها لأنها أخذة تأخذ العبد على أى حالة هو عليها فتقلب عينيه إبرزاً خالصاً فى أسرع من لمح البصر، وإلى ذلك الإشارة بقوله (ص): "إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يمسى الرجل فيها مؤمنا ويصبح كافرا، ويمسى فيها كافراً ويصبح مؤمناً" وذلك عند ظهور سلطان الوقت صاحب هذه المرتبة خليفة الله الأعظم محمد المهدى عليه السلام، وقد ورد فى بعض هذه الأخبار أن حكم هؤلاء القوم فى هذه الدار كحكم الخلق الذين يخلقهم الله عز وجل ليكمل بهم عمارة الجنة، وقد ورد فى الصحيح أن بهم يرفع الله القحط والجدب والمحل والخسف، وبدعائهم ينزل المطر ما داموا فى الأرض بين أظهر الناس، وهم الشعث الغبر الدنسة ثيابهم الذين إذا خطبوا لم ينكحوا وإذا استأذنوا لا يؤذن لهم، وإذا تكلموا لا يسمع لهم، وأكثر هؤلاء سوقة ومسببون إلا قليلا منهم ممن لا تعاظمهم الرتبة أن يتعاطوا أحوال الدنيا وإليهم الإشارة بقول على بن أبى طالب رضى الله عنه أن الله تعالى أخفى ثلاثاً فى ثلاث أخفى رضاه فى يسير من طاعته، وأخفى غضبه فى يسير من معصيته، وأخفى وليه بين عباده، فلا يتسصغروا شيئاً من الطاعات والمعاصى، فربما وافق ذلك من الله رضاه أو سخطه وأنت لا تشعر ولا تحقر عبداً تراه، فربما كان ولياً لله. وأنت لا تعلم ولا تلحق بأهل هذه المرتبة أهل الشطحات وأرباب الأحوال والمجاذيب، وإن ظهر منهم خرق العوائد، وكثرت منهم ظنهم غر القوم ولهم من الأدب معهم كما لغيرهم من الكمال، بل أعظم، وقد اجتمعت هذه المراتب كلها فى خاتم الولاية المحمدية وهو المهدى أخو عيسى عليهما الصلاة والسلام فى الختمية لقوله (ص) فى حقه عليه السلام: "يقفوا أثرى ولا يخطئ" كما جمع الله له مرتبة الدعوة إلى الله تعالى بالسيف وإقامة الحجة وهذه هى مرتبة العصمة التى لا يتصف بها إلا نبى، وخليفة الله تعالى، وقد قيل لأبى بكر الصديق رضى الله عنه يا خليفة الله، قال لست بخليفة الله إنما أنا خليفة محمد (ص)، وخليفة الله هو المهدى عليه السلام الآتى خاتماً لهذه الدورة المحمدية، ولذلك لم يأت إلا من آل بيت النبوة، وهو الوارث لعلوم جده أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليهما السلام، كما كان وارثاً لعلوم خاتم الأنبياء محمد (ص)، فلذلك أثمرت فى نبيه ختم الولاية كما أثمرت فيه (ص) ختم النبوة، وهو أحد من وزن بهذه الأمة فرجحها كأبى بكر وعمر رضى الله عنهما، ثم اعلم أن العلوم الحاصلة عن طريق الكسب والوهب من علم التوحيد يجب سترها عن الناس لما فيها من الغرابة والتبرى من المعقول والمنقول، وقد روى البخارى عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال: حملت عن رسول الله (ص) جرابين أما الواحد فبثثته فيكم، وأما الآخرة فلو بثثته فيكم لقطع منى هذا البلعوم، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: لو ذكرت لكم تفسير قوله تعالى: {يَتَنزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهْنَّ} لرجمتونى ولقلتم إنى كافر، وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه لو جلست أحدثكم ما سمعت من فم أبى القاسم (ص) لخرجتم من عندى وأنتم تقولون إن علياً من أكذب الكاذبين، وقد كان الحسن البصرى رضى الله عنه يدعو إخوانه ويغلق بابه ويتحدث مع كل واحد بمواجيده وذوقه وما أنتجه له عمله من العلوم والأسرار فلولا علموا وجوب كتمانه لم يفعلوا ذلك وقد اقتفت الكمل من الأولياء هذه الآثار عن الصحابة والتابعين صفقة على ضعفة الناس الجاهلين بهذا الطريق اتباعاً لقوله (ص): "حدثوا الناس بما يفهمون اتحبون أن يكذب الله ورسوله" ولذلك لم يظهر على أحد من السلف الصالح شطحات ولا تأويلات ولا خروج عما تقتضيه مراسم الشريعة. وكان أبو القاسم الجنيد رضى الله عنه كثيرا ما يقول عملنا هذا مشيد بالكتاب والسنة فهذا ما يجب على العارفين الراسخين، وأما غيرهم فالأدب منه إذا رأى كتاباً فى علم لا يعرفه مبتدأ فيه بالبسملة والحمدلة والثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه (ص)، ثم تغير الكلام على فهمه بين مفهوم وموهوم، وبين معقول ومجهول فالطريق الأسلم فى حقه إن كان سيئ الاعتقاد أن لا يؤمن به ولا يكذب به ولا يخوض بفهمه، وأدلة عمله فيما لا علم له به ولا قدم له فيه راسخة وليخش من قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعلْمهِ ولمَّا يَأْتِهِم تَأْوِيلُه} ومما أدب الله تعالى رسوله (ص) الذى أوتى علم الأولين والآخرين {ولاَتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أْولئك كانَ عنْهُ مَسْئُولاً} وفى قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام ما يؤدب العالم ويعلم بالجاهل، وفى قوله تعالى: {وَفَوْق كُلّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمُ} ما يريد إنكار المنكرين واعتراض المعترضين لو كانوا يفقهون، وقد قال الإمام الشافعى رضى الله عنه للإمام أحمد ابن حنبل حين سأل شيبان الراعى رضى الله عنه عن مسألة يا أحمد إن الإنكار ركن عظيم من النفاق إذ أصل الكفر عدم التصديق، وهو فى حق النبى كفر وفى التابع نفاق لأن للتابع حقاً كما للمتبوع، والعين الممدة لهما واحدة سما وعليه أمارات الإسلام، وقد قال أبو الحسن الأشعرى رضى الله عنه فى كتاب المقالات تؤمن بكرامات الصالحين إذ هى آثار المعجزات وكما يصل الصالح إلى إظهار ما يعجز العقول عن قبول فى الحسن، فلا جرم أنه يعطى القوة فى الفهم إلى حد يقف دونه علم العلماء وفى هذا القدر كفاية لمن هدى إلى الصراط المستقيم. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.

القسم الثالث من أقسام العلم الشرعى هو ما جاء الإيمان به مفصلاً كأحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج إلى غير ذلك من قواعد الإسلام وفروعه التى يزيد الإيمان بفعلها وينقص بتركها، ومجموع ذلك تسع وسبعون شعبة أو سبع وسبعون شعبة أو خمس وسبعون أو ثلاث وسبعون. كما ورد ذلك ملحقاً بالإيمان وما عدا ذلك من فعل المنوبات والترغيبات. فلا ينقص الإيمان بتركها إن شاء الله تعالى إلا أن يأتى بشئ من المعاصى المقتضية لاحباط العمل. وذلك مجهول فى المعاصى معين على ثلاث: الشرك وما قاربه من نفاق وزندقة وسخر إلى غير ذلك وعدم التزام العبودية. وما قاربه من سوء الاعتقاد وعدم التسليم إلى غير ذلك. والثالث الاستغراق فى محبة الدنيا وما قاربه من ظلم العباد. والاستنان بالسيئات، إلا أن تأتى الخاتمة على وجه من الخير اقتضاه الحق فى ذلك العبد، وأما ما استنبطه المجتهدون من الكتاب والسنة من أحكام الدين وفروعه. فقد دونت مذاهب كثيرة فاختار الله من ذلك هذه المذاهب الأربعة المشهورة سوى مذهب المحدثين رضى الله عنهم أجمعين. وحاصل ما اتفق عليه الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون أن التمسك بهديه (ص) فى الأقوال والأفعال، والأوامر والنواهى وغير ذلك مما صرح به الكتاب والسنة أولى من التمسك بكلام غيره (ص). وإن كان أعلم الناس وكان للعبد فى أمور دينه ودنياه وعلى ذلك دون المجتهدون مذاهبهم إما بإشارتهم أو بفعل أتباعهم بعدهم. وقد قال الشافعى رضى الله عنه إذا صح الحديث فهو مذهبى. ونهى رضى الله عنه عن تقليده وتقليد غيره فى جميع ما استنبطه بفهمه واجتهاده، وكان رضى الله عنه يقول: إذا قلت قولاً ورأيتم فى حديث رسول الله (ص) ما يخالفه فاعملوا بالحديث واضربوا بقولى عرض الحائط، وقال الإمام مالك رضى الله عنه كل أحدٍ مأخوذ من قوله مردود عليه إلا صاحب هذا القبر (ص). وقد صحت الأحاديث الواردة بهديه (ص). فى عباداته، ومعاملاته وغيرهما من أمور الدين والدنيا. وقد حبب للفقير فى كتابة هذه الأوراق ليذكر بها إخوانه ببعض ما وجب عليهم علمه وعمله واعتقاده من ربع العبادات على حسب الوارد فيه، إذ هو الشرع الحنيفى {الَّذِى لاَ يَأتِيه البَاطِلُ مِن بَيْن يَدَيْهِ ولاَ مِنْ خَلْفِه} مستمداً فى ذلك من كتب الحديث الصحيحة المعتمدة فى تدوين جميع المذاهب، ولولا ضعف الاستعداد واشتغال القلوب فى هذا الزمان لبين الفقير بعون الله تعالى فى هذا الكتاب كل حديث إلى روايه، وإلى من تمسك به من المجتهدين لكن بحمد الله تعالى جاء جامعاً لما اشتملت عليه المذاهب الأربعة من أدلة ربع العبادات، وما انضم إلى ذلك. وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد وحسبى الله ونعم الوكيل.
نبذة: فى جملة من أخلاقه (ص) مع أصحابه وأزواجه وغيرهم كان (ص) أرأف وأعدل الناس، وأحلم الناس، وأعطف الناس، لم تمس يده يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذا محرم منه (ص) وكان (ص) أسخى الناس، وأكرم الناس لا يبيت عنده دينار ولا درهم، وإن فضل شئ ولم يجد من يعطيه له وفجأه الليل لم يأو إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه، وكان (ص) لا يأخذ مما أتاه الله عز وجل إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير، ويضع ما فضل من سائر ذلك فى سبيل الله عز وجل، وكان (ص) لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، وكان (ص) لا يواجه أحداً بمكروه ولا يتعرض فى وعظه لأحد معين بحيث يعلم بالقرينة أنه يعنى ذلك الرجل، وكان (ص) يقبل على أصحابه بالمباسطة حتى يظن كل واحد منهم أنه أعز عليه من جميع أصحابه. وكان (ص) يخصف النعل ويرقع الثوب، ويخدم مهنة أهله، ويقطع معهن اللحم كأنه واحد منهم، وكان (ص) أشد الناس حياءً لا يثبت بصره فى وجه أحد وكان (ص) يجيب دعوة الحر والعبد، ويقبل الهدية، ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب ويكافئ عليها ويأكلها، ولا يأكل الصدقة. وكان (ص) يعود مرضى المساكين الذين لا يؤبه لهم ويخدمهم بنفسه (ص)، وكان يتلطف بخواطر أصحابه، ويقول لأحدهم إذا انقطع عن مجلسه لعلك وجدت يا أخى منا أو من إخوانا شيئاً، وكان (ص) أشد الناس تواضعاً وأسكتهم من غير كبر وأبلغهم من غير تطويل، وأحسنهم بشراً لا يهوله شئ من أمر الدنيا، وكان (ص) يلبس، ما وجد فمرة شملة ومرة برد حبرة ومرة جبة صوف ما وجد من المباح لبس وكان (ص) يردف خلفه عبده أو غيره، وتارة يردف خلفه وقدامه وهو فى الوسط، وكان (ص)، يركب ما يمكنه فمرة فرساً ومرة بعيراً، ومرة بغلةً ومرة حماراً ومرة يمشى راجلاً حافياً بلا رداءٍ ولا قلنسوة، يعود المرضى فى أقصى المدينة، وكان (ص) يحب الطيب ويكره الرائحة الرديئة، وكان (ص) يواكل الفقراء والمساكين ويجالسهم، ويفلى ثيابهم، وكان يُكرم أهل الفضل فى أخلاقهم، ويتآلف أهل الشرف بالإحسان إليهم، وكان (ص) يكرم ذوى رحمه ويصلهم من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، وكان (ص) لا يجفو أحداً ولو فعل معه ما يوجب الجفا، وكان (ص) يقبل معذرة المعتذر إليه ولو فعل ما فعل، وكان (ص) يمزح مع النساء والصبيان وغيرهم ولا يقول إلا حقاً، وكان ضحكه (ص) التبسم من غير قهقهة وكان (ص) يرى اللعب المباح فلا ينكره وكانت الأصوات ترفع عليه بالكلام الجاف، فيصبر ولا يؤاخذ، وكان له (ص) لقاح وغنم يتقوت من ألبانها هو وأهله، وكان له جيران لهم منائح يرسلون له من ألبانها، فيأكل منها ويشرب وكان (ص) لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان (ص) يجيب إلى الوليمة من دعاه، ويعود المرضى ويشهد الجنائز، ويتفقد أصحابه إذا انقطعوا عن مجلسه ويقول ما حال فلان، وكان منديله (ص) بطن قدميه ولم يشبع (ص)، من خبز وشعير ثلاثة أيام متوالية حتى لحق بالله عز وجل إيثاراً على نفسه لا عجزاً وبخلاً. وكان له (ص) عبيد وإماء لا يرتفع عليهم فى مأكل ولا ملبس. وكان (ص) لا يمضى له وقت فى غير عمل الله عز وجل أو فيما لابد منه من صلاح نفسه، وكان (ص) يخرج إلى بساتين أصحابه فيأكل منها ويحتطب، وكان (ص) لا يحتقر مسكيناً لفقره وزمانته، لا يهاب ملكاً لملكه يدعو هذا وهذا إلى الله عز وجل دعاءً واحداً وكان لا يشتم أحداً من المؤمنين إلا جعل الله عز وجل تلك الشتمة لذلك المؤمن كفارة ورحمة ولا لعن امرأة ولا خادماً قط، وكان (ص) إذا سئل أن يدعو على أحد عدل عن الدعاء عليه ودعا له وما ضرب بيده امرأة ولا خادماً قط. كان لا يأتيه أحد من حر أو عبد أو أمة إلا قام معه فى حاجته وما عاب مضجعاً قط إن فرشوا له اضطجع وإن لم يفرشوا له جلس على الأرض واضطجع وقد وصفه الله تعالى فى التوراة قبل أن يبعثه فقال: محمد رسول الله عبدى المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب فى الأسواق، ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو أو يصفح، مولده بمكة وهجرته بطيبة، وملكه بالشام يأتزر على وسطه هو ومن معه، دعاة للقرآن والعلم يتوضأ على أطرافه، وكذلك نعته فى الإنجيل، وكان (ص) يبدأ من لقيه بالسلام ومن قام معه لحاجة سايره حتى يكون هو المنصرف. وكان (ص) إذا لقى أحداً من أصحابه صافحه ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته عليها، وكان (ص) لا يقوم ولا يجلس إلا ذاكراً لله عز وجل. وكان (ص) لا يجلس إليه أحد وهو يصلى إلا خفف صلاته وأقبل عليه فقال ألك حاجة فإذا فرغ من حاجته عاد إلى صلاته. وكان (ص) أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعاً ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة وكان (ص) لا يعرف مجلسه من مجلس أصحابه، لأنه كان حيث انتهى به المجلس جلس. وما رؤى (ص) ماداً رجليه يضيق بهما على أصحابه إلا أن يكون المكان واسعاً. وكان (ص) أكثر جلوسه إلى القبلة. وكان (ص) يكرم كل داخل عليه حتى ربما بسط ثوبيه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع يجلسه عليه، وكان (ص) يؤثر الداخل عليه بالوسادة التى تكون تحته فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتى يقبل. وكان عليه الصلاة والسلام يعطى كل من جلس إليه نصيبه من البشاشة حتى يظن أنه أكرم الناس عليه. وكان (ص) يكنى من أصحابه ويدعوهم بالكنى إكراماً واستمالة لقلوبهم، ويكنى من لم يكن لهم كنية. وكان (ص) يكنى النساء اللاتى لهن الأولاد واللاتى لم يلدن يبتدئ لهن الكنى ويكنى الصبيان فيستلين به قلوبهم. وكان (ص) أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضاءً. وكان أرأف الناس بالناس. وأنفع الناس للناس. وخير الناس للناس. وكان (ص) إذا قام من مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك. ثم يقول علمنيهن جبريل عليه السلام. وكان (ص) نزر الكلام سمح المقالة، يعيد الكلام مرتين، وأكثر ليفهم. وكان (ص) كلامه كخرزات النظم. وكان (ص). يعرض عن كلام قبيح ويكنى عن الأمور المستقبحة فى العرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها. وكان (ص) إذا سلم سلم ثلاثاً وكانت عيناه (ص) كثيرة الدموع والهملان. وكسفت الشمس مرة فجعل يبكى فى الصلاة وينفخ ويقول. يارب ألم تعدنى ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك يارب. وكان ضحك أصحابه عنده (ص) التبسم من غير صوت اقتداء به وتوقيراً له (ص). وكانوا إذا جلسوا كأنما على رءوسهم الطير. وكان (ص) أكثر الناس تبسماً ما لم ينزل عليه قرآن أو يذكر الساعة أو يخطب خطبة موعظة. وكان (ص) إذا نزل به شئ فوض الأمر فيه إلى الله عز وجل وتبدأ من الحول والقوة، وسأله الهدى وأتباعه وسأله البعد عن الضلال، وكان أحب الطعام إليه (ص) ما كثرت عليه الأيدى. وكان (ص) أكثر جلوسه للأكل أن يجمع ركبتيه بين قدميه كما يجلس المصلى إلا أن الركبة تكون فوق الركبة والقدم فوق القدم، ويقول (ص): "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وكان (ص) لا يأكل الطعام الحار ويقول إنه غير ذى بركة فأبردوه فإن الله لم يطعمنا ناراً، وكان (ص) يأكل مما يليه ويأكل باصابعه الثلاث وربما (ص) استعان بالرابعة. ولم يأكل قط بأصبعين ويخبر أن ذلك من فعل الشيطان، وكان (ص) يأكل خبز الشعير غير متخول وربما وقف فى حلقه فلا يسيغه إلا بجرعة من ماء. وكان (ص) يأكل القثاء بالرطب وبالملح، وكان أحب الفواكه إليه الرطب والعنب. وكان (ص) يأكل البطيخ بالخبز وبالسكر وربما أكله بالرطب ويستعين باليدين جميعاً، وكان (ص) يأكل العنب خزفاً يُرى رؤاله على لحيته كخرز اللؤلؤ وهو الماء الذى يتقطر منه وكان أكثر طعامه التمر والماء، وكان يجمع التمر باللبن ويسميهما الأطيبين، وكان أحب الطعام إلى النبى (ص) اللحم ويقول إنه يزيد فى السمع وهو سيد الطعام فى الدنيا والآخرة، وكان (ص) لا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين، وكان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يُنفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه، وكان (ص) يأكل الثريد باللحم والقرع، وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة يونس عليه السلام. وكان (ص) يقول يا عائشة إذا طبختم قدراً فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين، وكان (ص) يعصب الحجر على بطنه من الجوع ويكتم ذلك عن أصحابه حملا للمشقة عليهم، وكان (ص) يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد، وكان (ص) لا يتورع عن مطعم حلال إن وجد تمراً دون خبز أكل، وإن وجد لحماً مشوياً أكل وإن وجد خبز بر أكل أو شعير أكل وإن وجد حلوى أو عسلاً أكل، وإن وجد لبنا دون خبز أكل واكتفى به، وإن وجد بطيخاً أو رطباً أكله. وكان (ص) يأكل لحم الدجاج والطير الذى يصاد ولا يشتريه ولا يصيده ويحب أن يصاد فيؤتى به فيأكله. وكان إذا أكل اللحم لم يطأطئ رأسه إليه بل يرفعه إلى فيه، ثم ينتهشه انتهاشاً، وكان (ص) يأكل الجبن والسمن. وكان (ص) يحب من الشاة الذراع والكتف. وقالت عائشة ما كان الذراع أحب اللحم إلى رسول الله (ص)، ولكن لا يأكل اللحم إلا غباً، وكان يعجل إليه لأنه أعجلها نضجاً وكان يحب من القدر الدبا، ومن التمر العجوة، ودعا فى العجوة بالبركة، وكان (ص) يقول: إنها من الجنة، وهى شفاء من السم والسحر، وكان (ص)، يحب من البقول الهندباء والشمر والرجلة. ويكره الكليتين لمكانهما من البول، وكان (ص) لا يأكل من الشاة سبعاً الذكر والأنثيين والجباء وهو الفرج والدم والمثانة والمرارة والغدد، ويكره لغيره أكلها. وكان (ص) لا يأكل الثوم ولا البصل، ولا الكرام وما ذم طعاماً قط، وكان له قصعة تسمى الغراء لها أربع حلق يحملها أربعة رجال بينهم وصاع ومد وسرير قوائمه من ساج. فكان له (ص) ربعة يجعل فيها المرآة والمشط والمقراضين والسواك، وكان له (ص) سبعة أعنز منائح ترعاهن أم أيمن حاضنته، وكان (ص) يعاف الضب والطحال ولا يحرمهما، وكان (ص) يلعق الصفحة بأصبعه ويقول آخر الطعام أكثر بركة، وكان يلعق أصابعه حتى تحمر، وكان (ص) لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه واحدةً واحدةً ويقول: إنه لا يدرى فى أى الأصابع البركة، وكان (ص) إذا أكل اللحم والخبز خاصة غسل يده غسلاً جيداً ثم يمسح بفضل الماء على وجهه، وكان (ص) لا يتنفس فى الإناء، بل ينحرف عنه، وأتوه مرة بإناء فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه، وقال شربتان فى شربة وإدامان فى إناءٍ واحد، ثم قال إنى لا أحرمه ولكنى أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا، وأحب التواضع لربى عز وجل، فإن من تواضع لله رفعه، وكان (ص) فى بيته أشد حياءً من العاتق لا يسألهم طعاماً ولا يتشهاه عليهم. فإن أطعموه أكل وما أعطوه قبل ولو كان شيئاً يسيراً، وكان (ص) كثيراً ما يقوم فيأخذ ما يأكل وما يشرب بنفسه، وكان (ص) إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه، وفى أوقات كان يضمها ويرشقها وأوقات لا يرخيها جملة واحدة، وكان كمه (ص) إلى الرسغ ولبس القباء والفرجية ولبس جبة ضيقة الكمين فى سفره، وكان رداؤه (ص) طوله ستة أذرع فى ثلاث وشبر، وكان إزاره أربعة أذرع وشبر فى عرض ذراعين وشبر، ولبس (ص) البُرد الذى فيه خطوط حمر، وكان (ص) ينهى أصحابه عن لبس الأحمر الخالص، وكان له (ص) سراويل ولبس النعل التى تسمى الناسومة، وكان له (ص) بردان أخضران فيهما خطوط حمر، وكان (ص) يلبس الخاتم ويجعل فصه مما يلى كفه، وكان (ص) يتقنع بردائه تارة ويتركه تارة أخرى، وهو الذى يسمى فى العرف الطيلسان، وكان أغلب لباسه ولباس أصحابه القطن، وكان (ص) كثيراً ما يلتحى بالعمامة من تحت الحنك كطريق المغاربة ولبس الأشعر الأسود، ولبس مرة بردة من الصوف فوجد ريح الضأن فطرحها، وكان يحب الريح الطيبة، وكان يأكل من الكبد إذا شويت وكان له غنم يتقوت من ألبانها، وكان لا يحب أن تزيد على مائة وإن زادت ذبح الزائد، وكان (ص) يبيع ويشترى، ولكن كان شراؤه أكثر وأجر نفسه قبل النبوة فى رعاية الغنم، وأجر نفسه لخديجة فى سفره للتجارة، واستدان برهن وبغير رهن، واستعار وضمن، ووقف أرضاً كانت له وشفع فى مغيث زوج بربرة عندها لتراجعه فردت شفاعته (ص)، فلم يغضب عليها ولم يعتب وحلف فى أكثر من ثمانين موضعاً، وأمره الله تعالى بالحلف فى ثلاث مواضع فى قوله: {قُلْ إى وَرَبِّى} وفى قوله: {فُل بَلَى وَرَبِّى لَتأْتِينَّكُم} وفى قوله تعالى: {بَلَى ورَبِّى لَتُبْعَثُنَّ}، وكان (ص) يستثنى فى يمينه تارة ويكفرها تارة ويمضى فيها تارة ومدحه بعض الشعراء فأثاب عليه ومنع الثواب فى حق غيره، بل أمر أن يحثى التراب فى وجوه المداحين وصارع (ص) ركانة، وكان يفلى ثيابه بنفسه، وكان (ص) أحسن الناس مشياً وأسرعهم فيه كأنه ينحط فى صبب من غير اكتراث منه، وكان أصحابه يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول دعوا ظهرى للملائكة، وكان إذا سافر يكون ساقة أصحابه لأجل المنقطعين يردفهم ويدعو لهم، وكان له (ص) قباء من السندس الأخضر يلبسه فتحسن خضرته على بياض لونه، وكان ثيابه (ص) كلها مشمرة فوق الكعبين، وكان إزاره (ص) فوق ذلك إلى نصف الساق، وكان قميصه (ص) مشدود الأزرار وربما حل الأزرار فى الصلاة وغيرها، وكان له (ص) ملحفة مصبوغة بالزعفران وربما صلى بالناس فيها وحدها، وربما لبس الكساء وحده وما عليه غيره، وكان له (ص) كساءُ ملبد يلبسه ويقول إنما أنا عبد. وكان له (ص) ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه فى غير الجمعة وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره يعقد طرفيه بين كتفيه، وربما أم به الناس على الجنائز، وربما صلى فى الإزار الذى يجامع فيه، وربما صلى بالليل فى الإزار الطويل، يرتدى ببعضه مما يلى هدبه ويلقى البقية على بعض نسائه، وكان له (ص) كساءُ اسود فاستكساه واحد فكساه له. وكان له (ص) خاتم يختم به على الكتب، ويقول: الختم على الكتاب خير من التهمة، وكان (ص) كثيرا ما يخرج وفى خاتمه خيط مربوط يتذكر به الشئ. وكان (ص) يلبس القلانس تحت العمائم ويغير عمامة وربما نزع قلنسوة من رأسه فجعلها سترة بين يديه ثم يصلى إليها، وكان له (ص) عمامة تسمى السحاب فوهبها لعلى رضى الله عنه فربما طلع على فيها فيقول (ص): أتاكم على فى السحاب.. وكان له (ص) فراش من أدم حشوه ليف طوله ذراعن أو نحوهما وعرضه ذراع وشبر أو نحوه، وكان له (ص) عباءة تفرش تحته حيث ما تنقل تنثنى تحته طاقين، وكان كثيراً ما ينام على الحصير وحده ليس تحته شئ غيره، وكان له (ص) مطهرة من فخار يتوضأ فيها ويشرب منها. فكان الناس يرسلون أولادهم الصغار الذين عقلوا فيدخلون عليه (ص) فلا يدفعوا، فإذا وجدوا فى المطهرة ماءً شربوا منه ومسحوا على وجوههم وأجسامهم يبتغون بذلك البركة، وكان (ص) إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يأتونه بإناء إلا غمس يده فيه فربما جاءوه فى الغداة الباردة فيغمس يده فيه، وكان (ص) لا يتنخم نخامة إلا وقعت فى كف رجل من أصحابه فيدلك بها وجهه وجلده، وكان (ص) إذا توضأ يكاد أن يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وكانت الصحابة رضى الله عنهم لا يحدون النظر إليه (ص) تعظيماً له، وكان (ص) إذا آذاه أحد يعرض عنه ويقول رحم الله أخى موسى عليه السلام قد أوذى بأكثر من هذا فصبر، وكان (ص) كثيراً ما يقول لا تبلغونى عن أصحابى إلا خيراً، فإنى أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر. وكان (ص) إذا رأى إنساناً يفعل شيئاً لا يليق لم يدع أحداُ يبادر إلى الإنكار عليه حتى يثبت فى أمره فيعلمه الأدب برفق. ودخل أعرابى يوماً المسجد فبال فيه فهم به اصحابه فقال: لا تقطعوا عليه البول، ثم قال له إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من القذر والبول والخلاء، وكان (ص) يركب الحمار موكوفاً وعليه قطيفة وكان إذا مر على الصبيان سلم عليهم ثم باسطهم، وأتى (ص) برجل فأرعد من هيبته فقال له (ص) هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد.. وكان (ص) يجلس بين أصحابه كأنه أحدهم فيأتى الغريب فلا يدرى أيهم هو حتى يسأل عنه فطلب أصحابه منه أن يجلس مجلساً يعرفه الغريب، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فبنوا له دكاناً من طين فكان يجلس عليها، وكان (ص) لا يأكل على خوانٍ ولا فى سكرجة حتى لحق بالله تعالى، وكان (ص) لا يدعوه أحد من أصحابه ولا غيرهم إلا قال (ص) لبيك، وكان إذا جلس مع أصحابه كواحد منهم، فإن تكلموا فى معنى الآخرة تكلم معهم، وإن تحدثوا فى أمر طعام أو شراب تحدث معهم، وإن تحدثوا فى الدنيا تحدث معهم رفقاً بهم وتواضعاً لهم، وكانوا يتناشدون الشعر بين يديه (ص)، ويذكرون شيئاً من أمر الجاهلية ويبتسمون ويتبسم إذا ضحكوا، وكان لا يزجرهم إلا عن حرام، وكانت سيرته (ص) مع أزواجه حسن المعاشرة والخلق، وكانت عائشة رضى الله عنها إذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه على موضع فمها وشرب، وكان ينهش فضلها من على العظم، وكان (ص) يتكى فى حجرها ويقرأ القرآن، ورأسه فى حجرها (ص)، وربما كانت فى ذلك كله حائضاً وتدافع هو وإياها فى خروجهما من الباب مرة وكان (ص) إذا صلى العصر دار على نسائه فدنى منهن من غير مسيس واستقرأ أحوالهن فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فيبيت عندها، وكان (ص) إذا قرب من نسائه أول الليل أو آخره تارة يغتسل وينام وتارة يتوضأ وينام، وتارة يغتسل إذا دار على نسائه عند كل واحدةٍ وتارة يدور عليهن بغسل واحدٍ، وكان (ص) إذا قدم من سفر لم يطرق أهله ليلاً، وكان (ص) يردف خلفه بعض نسائه فى الأسفار، وكان له (ص) ملآة مصبوغة بالزعفران تنقل معه إلى بيوت نسائه فترشها صاحبة النوبة بالماء فتظهر رائحة الزعفران فينام معها فيها، وكان (ص) يقول لأزواجه إن أمركن لما يهمنى من بعدى ولن يصبر عليكن إلا الصابرون، وكان (ص) يثنى على بعض نسائه بحضرة ضرائرها فإذا ذكرتها ضرتها بمكروه يغضب لذلك حتى يهتز مقدم شعره من الغضب، وكثيراً ما يقول لضرتها سبيها كما سبتك، وكثيراً ما كان يأمرها بالصبر، وكان (ص) إذا رأى شدة الغيرة من بعض أزواجه يقول سبحان الله إن الغيرة لا تبصر أسفل الوادى من أعلاه، وكانت أزواجه (ص) يتباسطن فى حضرته حتى يلطخ بعضهن وجه بعض بالطعام فيضحك، وكان (ص) يعذر نساءه فى غيرتهن ويعذرهن وجاءت أم سلمة بطعام إلى رسول الله (ص) فقامت عائشة رضى الله عنها وكسرت الإناء فتبدد الطعام فقام رسول الله (ص) فجمع الطعام فى الإناء وقال غارت أمكم مرتين ثم أخذ إناء عائشة فأعطاه لأم سلمة رضى الله عنها بدل الإناء المكسور. وبالجملة فأخلاقه (ص) لا تحصر وفى هذا القدر كفاية، وأما صفته فى خلقه فلم يكن بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد بل كان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده، وكان (ص) إذا مشى مع الطويل ساواه وكان يقول جعل الله الخير كله فى الربعة، وكان (ص) أزهر اللون ولم يكن بالآدم الشديد الأدمة، ولا الأبيض بالشديد البياض، والأزهر هو الأبيض المشرب بحمرة، وكان عرقه (ص) أطيب من المسك الأزفر يعنى الخالص، وكان شعره (ص) يضرب إلى منكبيه وكثيراً ما يكون إلى شحمة أذنية وكان شبيه فى الرأس واللحية سبعة عشر أو نحوها. وكان (ص) يرى رضاؤه وغضبه فى وجهه لصفاء بشرته وكان له ثلاث عكن يغطى الإزار منها بواحدةٍ، وكان كفه (ص) ألين من الحرير، وله رائحة كأنها كف عطار مسها بطيب أم لم يمسها، يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضع يده على يد الصبى أو رأسه فيعرف من بين الصبيان برائحتها، وكان (ص) معتدل الخلق فى السمن فبدن فى آخر عمره، وكان مع ذلك لحمه متماسكاً يكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السمن (ص) وعلى آله وأصحابه وذريته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

باب الطهارة
قال تعالى: {وأنْزَلْنَا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً}، وقال تعالى: {ألَمْ تَرَ أنَّ الله أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فسَلَكُهُ يَنابيعَ فى الأَرْضِ} وقال رسول الله (ص) فى بئر قضاعة: "الماء الطهور لا ينجسه شئ" وذلك بعد أن أخبروه أنها يلقى فيها لحوم الكلام وخرق الحيض وعذر الناس، وسُئل (ص) عن الماء الذى ترده السباع والدواب فقال إن كان الماء قلتين لم يحمل الخبث، وفى رواية لم ينجس، وفى رواية قال لها ما أخذت فى بطونها وما بقى فهو لنا طهور وشراب وتوضأ (ص) من فضل جفنة اغتسل منها بعض نسائه، فقالت: يا رسول الله إنى كنت جنباً، فقال: إن الماء لا يجنب، وقالت عائشة رضى الله تعالى عنها: كنت أغتسل أنا والنبى (ص) من إناء واحد تختلف أيدينا فيه، والله تعالى أعلم.

باب إزالة النجاسة
كان (ص) يقول يغسل من بول الجارية وبرش من بول الغلام، ودخل أعرابى مرة على النبى (ص) وهو فى المسجد فكشف عن فرجه ليبول فصاح الناس به حتى علا الصوت، فقال (ص): اتركوه ثم قال بعد فراغه من بوله صبوا عليه ذنوباً من ماء وفى رواية خذوا ما بال عليه فألقوه وأهريقوا عليه من ماء، ثم قال للأعرابى إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من البول والقذر، إنما هى لذكر الله والصلاة، وقراءة القرآن.
وسئل (ص) عن النجاسة تكون فى الطريق فتمر عليها المرأة بذيلها الطويل فقال: يطهره ما بعده وكان (ص) يقول: إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول إذا وطأت قذراً فإن كان رطباً فاغسله، وإن كان يابساً فلا عليك وكان (ص) يغسل المنى من ثوبه تارة ويفركه تارة وكان (ص) إذا وجد فى ملاءته التى يتغطى بها مع نسائه لمعة من دم حيض يقول: اغسلوه واجفوها، وفى رواية يقول: حكوه بصلع واغسلوه بماء وسدر. وكان يقول: إذا ولغ الكلب فى إناء أحدكم فاغسلوه سبعاً إحداهن بالتراب، وإذا ولغ الهر فاغسلوه مرة واحدة فإن الهرة ليست بنجس إنما هى من الطوافين عليكم والطوافات. وكان (ص) يتوضأ من فضل الهر، والله أعلم.

باب الاستنجاء
كان (ص) إذا أراد أن يبول يختار الموضع الدمث يعنى الذى فيه التراب، فإن لم يكن تراب نكت الموضع بعود أو نحوه ثم يبول، وكان يقول لا يبولن أحدكم فى الماء الدائم ثم يغتسل أو يتوضأ، فإن عامة الوسواس منه. وكان (ص) ينهى عن البول والغائط فى الموارد وأبواب المساجد وقارعة الطريق والظل والحجر. وكان (ص) يقول إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه بول منتقع فمن بال فى إناء فليرقه وينبغى أن يكون فى الإناء الذى يبول فيه نحو الثلث من الماء لئلا يشرب الإناء من البول فيكون حكمه حكم المتنقع، وكان (ص) يقول لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط، ولكن شرقوا أو غربوا، وفى رواية لا يستقبل أحد القبلتين ببول ولا غائط، ومن شرق أو غرب كتبت له حسنة ومحيت عنه سيئة، وكان ينهى أ، يستطب أحد بيمينه ويأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرمة، وكان (ص) يقول من استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر إلا أن يجمع كثيباً من رمل فليستتر به فإن الشيطان يلعب بمقاعد بنى آدم من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج. وكان (ص) ينهى عن البول قائماً ويرخص فيه بعض الأحيان، وكان إذا سلم عليه أحد وهو يبول لا يرد. وربما رد فى بعض الأحيان إذا خاف كسر خاطر المسلم لقرب عهده بالإسلام. وكان (ص) يحذر من إصابة البول الثوب وغيره وعدم الاستبراء منه، وتارة يرخص فيه لذوى الأعذار، وكان يستنجى بالماء فى أكثر أوقاته وتارة يستنجى بالأحجار أو يكتفى بها، وتارة يجمع بين الماء والحجر وقد أثنى الله تعالى على أهل قباء فى جمعهم بين الماء والحجر فى قوله تعالى: {فِيهِ رِجَالُ يُحبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا}، وكان يدلك يده بالأرض أو بالحائط إذا فرغ من الاستنجاء، وكان (ص) ينضح فرجه وسراويله بالماء بعد الاستنجاء ويقول أمرنى جبريل عليه السلام، وكان يقول إذا اراد دخول الخلاء: باسم الله اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث، وكان يقول إذا خرج: غفرانك الحمد لله الذى أذهب عنى الأذى وعافانى، ومن لم يحفظ هذا الذكر فيذكر الله بقلبه بما شاء كما فى سائر العبادات، ولا حرج عليه، ويكون مصيباً للسنة ودافعاً لشيطان الوسواس.

باب صفة الوضوء
قال الله تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذيِنَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ إلى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأيْدِيَكُم إلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءوسِكُمَ وأرْجلَكُم إلَى الكَعْبَيْنِ} وقال (ص) "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثية تارة، وبأزيد منه تارة وكان من أيسر الناس صباً للماء فى الوضوء وكان يحذر أمته من الإسراف فيه ويقول إنه سيكون فى أمتى من يعتدى فى الدعاء والطهور، واتقوا وسواس الماء، وكان (ص) تارة يتوضأ مرة مرة، وتارة مرتين مرتين، وتارة ثلاثاً، وكان يقول من زاد على ثلاث فقد أساء وظلم، وغسل (ص) بعض أعضائه مرتين وبعضها ثلاثاً فى وضوء واحد، وكان غالب أحيانه لا ينقص عن الثلاث، وكان يتمضمض ويستنشق بيده اليمنى وكان تارة يفعلها بغرفة وتارة بغرفتين، وتارة بثلاث. وكان يمسح رأسه كله وتارة بعضه وتارة يقتصر على مسح العمامة، ومرة يمسح البعض ويكمل المسح على العمامة، وكان أكثر فعله أن يمسح رأسه كله أو بعضه. ويكمل على العمامة وكان (ص) مواظباً على المضمضة والاستنشاق فى كل وضوء وربما تركها فى بعض الأحيان، وكان وضوءه مترتباً متوالياً وكان يمسح أذنيه بفضل ماء الرأس وتارة يأخذ لها ماء جديداً وكان يمسح ظاهرهما وباطنهما. وكان يجاوز المرفقين فى الغسل، وتارة لا يجاوزهما، وكان يقول: أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل، ومعنى التحجيل أن يجاوز فى الرجلين الكعبين وفى اليدين المرفقين، وكان (ص) تارة يصب ماء الوضوء على أعضائه بنفسه، وتارة يستعين بغيره، وكان كثيراً ما يترك تخليل اللحية والأصابع إذا كان قريب العهد بالتخليل والترجيل، وكان كثيراً ما يتسوك بأصبعه فى المضمضة ويكتفى به.

باب سنن الفطرة
وكان (ص) يقول: من خصال الفطرة قص وإعفاء اللحية والسواك وقص الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والاستنجاء والختان، ووقت (ص) لقص الأظافر وقص ونتف الإبط وحلق العانة ألا تترك أكثر من أربعين ليلة. وكان ينهى عن نتف المشيب ويأمر بتغييره، وينهى عن خضبه بالسواد، وكان ينهى عن حلق بعض الرأس وترك بعضه ويقول: احلقوا الرأس كله، وكان (ص) يكتحل بالأثمد كل ليلة عند النوم ثلاثاً فى هذه، وثلاثاً فى هذه ويقول: إن الكحل بالأثمد ينبت الشعر ويجلو البصر. وكان يتبخر تارة بالعود وتارة بالمسك والعنبر. وكان يقول: المسك أطيب طيبكم. وكان يقول: من عرض عليه طيب أو ريحان فلا يرده. وكان يكثر من السواك عند ذكر الله تعالى وعند كل عبادة، والله تعالى أعلم.

باب ما ينقض الوضوء
كان (ص) يأمر بالوضوء مما خرج من السبيلين وكان يقول: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. وكان يقول إذا وجد أحدكم ريحاً بين أليتيه فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً، وفى رواية فلا ينصرف حتى يسمع فشيشها أو طنينها، وقال الإمام على بن أبى طالب كنت رجلاً مذاءً فجعلت اغتسل حتى تشقق ظهرى فاستحييت أن أسأل رسول الله (ص) لمكان ابنته فأمرت المقدادين الأسود فسأل رسول الله (ص) فقال: إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه وأنثييه وما أصاب من ثوبه بالماء، وسئل (ص) عما يخرج بعد الغسل من الماء فقال: ذلك المذى وكل فحل يمذى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليغسل فرجه وأنثييه ويتوضأ، وكان (ص) إذا كان صائماً فقاء يتوضأ، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يصلون وجروحهم تقطر دماً، وكان تارة يأمر بالوضوء من الجماع بغير إنزال، وتارة يأمر فيه بالغسل، والغسل أحوط، وكان تارة يأمر بالوضوء من لمس المرأة ومن مس الذكر، وتارة لا يأمر به، وكان يقول: العينان وكاء السنة، فمن نام فليتوضأ ونام (ص) وهو ساجد فسئل عن ذلك فقال: إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعاً، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله، وكانت أكابر الصحابة رضى الله عنهم لا يأخذون إلا بالأحوط فى أمر دينهم ولو كان شاقاً وما كان التوسع من رسول الله (ص) إلا تألفاً لقلب من أسلم، كما بايع أقواماً على الدخول فى دين الإسلام بالشهادتين فقط من غير صلاة. وكان يقول توضئوا مما مسته النار ولو من أكل السويق، وكان (ص) أكل مرة كتف شاةٍ ولم يتوضأ ولم يمس ماء، قال ابن عباس رضى الله عنهما وكان أخذ الأمرين من رسول الله (ص) ترك الوضوء مما مسته النار، وقال ابن عمر رضى الله عنه: إذا سمعتم شيئاً من رسول الله (ص) أنه أمر به أحياناً ورخص فى تركه أحياناً فقد بين لكم جواز الحالين، والسنة فعل الأمرين جميعاً، وسئل على رضى الله عنه بمجمع من أكابر الصحابة رضى الله عنهم أجمعين عن قول عمر رضى الله عنه: هلا كان آخر الحالين هو المعمول به؟ فقال يا ابن أخى إذا سمعت حديثاً عن رسول الله (ص) فلا تضرب له مثلاً ولا تخرج له ضرباً من التأويل فإنه لا ناسخ لسننه إلا ما بين هو نسخه وأمر بتركه، ونعتقد فى أمين الله تعالى على وحيه (ص) أن يترك البيان لشئ أمر بتبليغه على حد ما أنزل إليه، وكان (ص) يأمر بالوضوء من أفاق من نوم أو إغماء أو غشى أو جنون، وكان (ص) يرخص لذوى العاهات والأعذار وقريبى العهد بالإسلام والأمة والخدم فيما لا يرخص فيه لغيرهم كسلس البول، والمستحاضة ومن تخرج مقعدته وأصحاب الباسور والقصابين ومن لا يمكنه التحرز من إصابة النجاسة وغيرها. وكان (ص) ربما يأمر بالوضوء والغسل من أخلاق سيئة كأمره بالوضوء من كان مسبلاً إزاره ويقول: إن الله تعالى لا يقبل صلاة مُسبل إزاره، وكالغيبة والنميمة والرفث والفسوق فى الحج، والمشاتمة والمساببة للصائم والحيل والتضليلات فى أقساط الحقوق. وكانت مراعاة الصحابة لهذه الحقوق الباطنة أكثر من مراعاتهم لغيرها وعلى ذلك درج السلف الصالح من الصحابة والتابعين.

باب الغسل
قالت عائشة رضى الله عنها: إن رسول الله (ص) قال إذا جلس الرجل بين شعبها الأربع وجهدها وجب الغسل، وفى رواية وجاوز الختان وجب الغسل، وكان (ص) يرخص فى ترك الغسل من الجماع لغير إنزال أول الإسلام، ثم أمر بعد ذلك بالاغتسال وإن لم ينزل، وسئل (ص) عن المرأة إذا احتلمت فقال: عليها الغسل إذا رأت الماء، وكان يقول تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة. وفى رواية أما الرجل فلينشر رأسه فليغسله حتى يبلغ أصول الشعر، وأما المرأة فلا عليها أن تنقض لتغرف على رأسها ثلاث غرفات يكفيها، وكان (ص) إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه قبل إدخالهما الإناء ثم غسل فرجه ومسح بيده على الحائط والأرض، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ثم أدخل أصابعه فى الماء فخلل بها أصول شعره، ثم صب على رأسه ثلاث غرف بيده ثم أفاض الماء على جلده، ثم غسل رجليه. وفى رواية كان يغسل الأذى الذى به قبل الوضوء يصب الماء على الأذى بيمينه ويغسل عنه بشماله. وكان (ص) وأصحابه يستترون حالة الاغتسال، وكان يقول: إن الله تعالى حيى ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليتوارى بشئ. وكان يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً. وكان إذا أراد أن ينام أو يأكل وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يقول ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوف، والجنب إلا أن يتوضأ. وكان تارة يغسل يده فقط ثم ينام وتارة ينام وهو جنب ولا يمس ماء وكان (ص) يجالس الجنب ويحادثه فقيل له فى ذلك فقال: إن المسلم لا ينجس. وكان يقول: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جنب، وكان يأمر الحائض والنفساء بالغسل عند النقاء كما يغتسل للجنابة. وكان يأمرها بكثرة الدلك وأن تجعل فى الماء شيئاً من سدر أو ملح. وأن تتبع محل الدم بشئ من الطيب. وكان يأمر المستحاضة تارة بالوضوء لكل صلاة، وإذا رأت الدم كثيراً أو تارة بالغسل إذا رأت الدم قليلاً. وكان يقول لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن، وكان (ص) يأمر بالغسل يوم الجمعة والعيدين، ويقول: غسل الجمعة واجب على كل محتلم كغسل الجنابة، قال ابن عباس رضى الله عنهما وكان بدء الغسل أول الإسلام أن الناس كانوا يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان مسجدهم ضيقاً، فكانت تثور منهم روائح مختلفة يؤذى بعضهم بعضاً فلما وجد (ص) تلك الروائح قال: أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه، قال ابن عباش رضى الله عنهما ثم جاء الله بالخير ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع مسجدهم قال (ص) من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل. وكان يقول من غسل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ ومن أراد الإسلام فليغتسل بماءٍ وصدر وليختتن، ويحلق شعره، وكان (ص) يكره للنساء دخول الحمام إلا أن تكون مريضة أو نفساء.





_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 8:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


باب التيمم
قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُم مَرْضَى أوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدُ مِنْكَمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُم وأيْدِيكُمْ مِنهُ} وكان يتيمم تارة بضربة واحدةٍ وتارة بضربتين. وكان يتيمم من الأرض التى يصلى عليها تراباً كانت أو سبخة أو رملاً. وكان يقول: حيثما أدركت رجلاً من أمتى الصلاة فعنده مسجده وطهوره، وكان (ص) يسافر هو وأصحابه السفر الطويل وطريقه رمل وحجارة ولم يجعلوا معهم تراباً للتيمم، وكانوا رضى الله عنهم يرون أن التيمم قائم مقام الوضوء أو الغسل، ولما بلغه (ص) عن عمار أنه جنب فلم يجد الماء فتمعك فى التراب وصلى فقال له (ص) إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك فى التراب ثم تنفخ فيهما ثم تمسح بهما وجهك وكفيك إلى الرسغين. وكانت الصحابة رضى الله عنهم من يمسح إلى المرفقين، ومنهم من يمسح إلى المفصل بين الكف والذراع ويقرهم النبى (ص) على ذلك، وكان لا يأمر أحداً صلى بالتيمم أول الوقت بإعادة الصلاة إذا وجد الماء فى الوقت وجاءه رجلان صليا بالتيمم أول الوقت ثم وجد الماء فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم يعد الآخر فقال للذى لم يعد أصبت السنة وأجزأتك صلاتك ما كان الله لينهاكم عن الربا ثم يأخذه منكم، وقال للذى توضأ وأعاد: ل الأجر مرتين. وكان يقول لمن وجد الماء فى صلاته بالتيمم توضأ فإنه خير وتارة يسكت ولم يأمره بشئ، وكان (ص) يقول إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وصلى رجل بلا وضوء ولا تيمم جاهلاً بجواز التيمم فلم يأمره بالإعادة والله أعلم.

كتاب الصلاة
قال الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لله قَانِتِينَ﴾ وقال (ص) للمسئ صلاته: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تطمئن رافعاً ثم استجد حتى تطمئن ساجداً ثم اجلس حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك فى صلاتك كلها"، وكان (ص) إذا قام للصلاة صف قدميه وقال: الله أكبر رافعاً يديه حذو منكبيه ولم يسمع منه شئ خلاف التكبير، ثم يضع يده اليمنى على ظهر اليسرى تحت صدره ثم يقرأ دعاء الافتتاح سراً وكان يقول اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقنى من خطاياى كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلنى من خطاياى بالماء والثلج والبرد، وتارة يقول وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. وتارة يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، وتارة يقول غير ذلك كما هو مشهور، ثم يقول بعد دعاء الافتتاح أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سراً ثم يقرأ الفاتحة. وكان (ص) يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارة ويسر بها أخرى، وإسراره بها أكثر، وكانت قراءته يقف عند كل آية ويمد بها صوته، فإذا فرغ من قراءة الفاتحة قال آمين، ويؤمن معه من خلفه وكان يسكت بعد الفاتحة بقدر ما يقرؤها المأموم، ثم يقرأ (ص) ما تيسر من القرآن وكان يخفف الصلاة فى السفر ونحوه من العوارض ويتوسط فيها غالباً ويطولها أحياناً، وكان يطول فى قراءة الصبح مالا يطول فى غيرها، وكان يطيل الركعة الأولى من كل صلاة على ما بعدها، وكانت صلاته بعد إلى التخفيف، وكان (ص) إذا خفف فى الصبح قرأ فيها بالصافات وسورة ق ونحوهما وكان يطول فى الظهر قريباً من الصبح والعصر على النصف من الظهر وكان (ص) يطيل المغرب أحياناً فيقرأ فيها بالأعراف وبالدخان والطور، وكان (ص) يخفف فى العشاء مالا يخفف فى غيرها طلباً لراحة أصحابه، وكان إذا مر بآية رحمة سأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب استعاذ به من عذابه، وإذا مر بآية تسبيح سبح وهكذا فى كل آية بما يناسبها وكان (ص) إذا قام إلى الصلاة رمى ببصره إلى الأرض نحو موضع سجوده وكان أخشع الناس فى الصلاة وأشدهم احتراماً. وكان لا يلتفت فيه يميناً ولا شمالاً ويقول: إن ذلك اختلاس يختلسه الشيطان. وكان (ص) أوسع الناس علماً بالصلاة، قالت عائشة رضى الله عنها: وكنت إذا استأذنت عليه (ص) وهو فى الصلاة يذهب فيفتح الباب لى ثم يرجع إلى موقفه، وكان ذلك الباب إلى جهة القبلة، وكان يحمل أمامه بنت ابنته وهو فى الصلاة، فكان إذا سجد وضعها وإذا قام أخذها، وكان إذا أراد أحد أن يمر بينه وبين الجدار يتقدم حتى يلصق بطنه بالجدار فيمر من خلفه وتضارب عنده جاريتان فخلص بينهما وهو فى الصلاة، وكان (ص) إذا فرغ من قراءة السورة رفع يديه حذو منكبيه وكبر راكعاً قابضاً بيديه على ركبتيه مفرجاً بين الأصابع إلى القبلة، وكان (ص) يجافى مرفقيه عن جنبيه ويمد ظهره وعنقه حتى يعتدل، ثم يقول سبحان ربى العظيم مرة أو ثلاثاً وتارة يقول مع ذلك سبحانك اللهم بحمدك اللهم اغفر لى، وكان (ص) كثيراً ما يطول فى الركوع مقدار عشر تسبيحات وكان ركوعه قريباً من قيامه واعتداله قريباً من ركوعه وسجوده قريباً من اعتداله وجلوسه بين السجدتين قريباً من سجوده، وكان (ص) إذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ويقول من خلفه من المأمومين ربنا لك الحمد. وكان إذا صلى يطيله أحياناً حتى يقول الناس قد نسى ثم يقول ربنا لك الحمد حمداً طيباً كثيراً مباركاً ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبيد لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ثم يهوى ساجداً فيضع ركبتيه، ثم يديه، ثم جبهته وأنه ثم يقول سبحان ربى الأعلى ثلاثاً، وتارة يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وتارة يقول سجد لك سوادى وأمن بك فؤادى، وتارة يقول غير ذلك مما هو مشهور. وكان (ص) إذا كانت الأرض مطيرة وأراد السجود وضع كساءً عليه يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سجد، وكانت الصحابة رضى الله عنهم إذا كانت الأرض حارة ولم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض وضع ثوبه فسجد عليه، وكانوا رضى الله عنهم يسجدون على العمائم والقلانس والمشانق والبرانس والطيالسة ولا يخرجون أيديهم، وكان ابن عمر يخرج كفيه عن تحت البرنس حتى يضعهما على الحصا التى يضع عليها وجهه. وكان (ص) يسجد على الحصير والبساط والفروة المدبوغة وعلى الأرض وعلى حسب ما يجد، وكانوا يفرشون له ضمرة من خوص النخل فيصلى عليها فى بعض الأوقات، وكان (ص) إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يرفع يديه من الأرض ويضعهما على فخذيه ثم يجلس مفترشاً رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويستقبل بأصابعه القبلة. وكان يطيل الجلوس بين السجدتين حتى يقول الناس قد نسى وتارة يخففه. وكان يقول فى جلوسه رب اغفر لى يكررها، وتارة يقول رب اغفر لى وارحمنى واجبرنى وارفعنى وارزقنى واهدنى وعافنى ثم يسجد الثانية كالأولى. وكان (ص) إذا رفع رأسه من السجود نهض على صدر قدميه. وكان يجلس للاستراحة إن لم يكن تشهد التشهد الأول، فإن كان جلس مفترشاً وأطال الجلوس بالتشهد والدعاء كما يفعل فى الأخير. وكان يخفف الجلوس أحياناً حتى كأنه على الرضف حتى يقوم، وكان إذا قام من التشهد الأول ينهض مكبراً رافعاً يديه يستفتح القراءة، وكان إذا جلس فى الركعة الأخيرة جلس مفترشاً فيفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى ويلصق وركه الأيسر بالأرض. وكان (ص) ينهى عن افتراش السبع فيه وهو أن يسجد ماداً ذراعيه على الأرض، وكان فى جلوسه. يضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى ويضع أحد مرفقيه الأيمن على فخذه اليمنى ثم يقبض ثنتين من أصابعه ويحلق حلقة وتارة يقبض أصابعه كلها إلا المسبحة. وكان (ص) أكثر تشهده بما رواه ابن مسعود عنه (ص)، وهو التحيات لله والصلوات والطيبات لله السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وكان (ص) تارة يسمى قبل التحية. وتارة يبدأ بقوله التحيات لله إلخ. وكان يحث على الصلات عليه فى التشهدين ويقول إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبى (ص)، ثم ليدعو بعد بما شاء. وكان يعلمهم كيفية الصلاة عليه. عليه الصلاة والسلام فيقول: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد. كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد. وكان يرفع مسبحته اليمنى عند قوله إلا الله، فيحركها ويدعو بها، وكان عليه الصلاة والسلام يقول إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيخ الدجال. وكان (ص) كثيراً ما يدعو بهذا الدعاء: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وكان إذا سلم من الصلاة قال عن يمينه قبل تحويل صدره السلام عليكم ورحمة الله، ثم يقول عن يساره السلام عليكم ورحمة الله. وكان (ص) يلتفت حتى يرى بياض خده فى التسليمتين، وكان عليه الصلاة والسلام يقتصر فى بعض الأحيان عن تسليمة واحدةٍ يسلمها تلقاء وجهه ثم يميل إلى الشق الأيمن، وكان عليه الصلاة والسلام يحذف السلام ولا يمد مداً، وكان (ص) يأمر المأمومين بالرد على الإمام. وكان (ص) إذا سلم انحرف فأقبل على المأمومين بوجهه منحرفاً إلى جهة من كان عن يمينه فى الصلاة، وكان يأمر بالفصل بعد الفريضة والنافلة بالتأخير عن مكان الفريضة، وصلى رجل الفريضة ثم قام فصلى النافلة فأخذ عمر بن الخطاب رضى الله عنه بمنكبيه فهزه ثم قال اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا لأنهم لم يكن بين صلاتهم فصل، فرفع النبى (ص) بصره وقال: أصاب الله بك يا ابن الخطاب، وكان (ص) لا يقوم من مصلاه الذى يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت حسناً قام ويقول من صلى الفجر ثم ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس لم يمس جلده النار أبداً. وكان (ص) إذا قام ينصرف عن يمينه وربما انصرف فى بعض الأحيان عن يساره (ص)، وكانت الصحابة رضى الله عنهم إذا رأوه انصرف يثورون إليه حتى يزدحموا فيأخذون يده فيمسحون بها وجوههم وصدورهم. (ص).

باب فى شروط الصلاة
وهى خمسة: دخول الوقت، والاستقبال، وستر العورة، وطهارة الحدث، وطهارة الخبث. وكان (ص) يحث على الصلاة لأول وقتها ويقول الوقت الأول رضوان الله، والآخر عفو الله. وكان يقول اسفروا بالفجر فإنه أعظم الأجر، ولما بعث معاذاً إلى اليمن قال له يا معاذ إذا كان فى الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم، وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم، وكان يقول وقت الصبح ما لم يطلع قرن الشمس الأول، ووقت صلاة الظهر ما لم تحضر العصر، ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس، ويسقط قرنها الأول، ووقت صلاة المغرب ما لم يسقط نور الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل، وتارة يقول إلى الفجر. وكان (ص) مع الناس على الراحة إذا اجتمعوا أول الوقت صلى بهم، وإن تأخروا أخر لهم شفقة لهم ورحمة، وكان يحث على تعجيل الصلاة فى يوم الغيم لا سيما صلاة العصر. وكان يقول من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله، وكان (ص) يقول لا تزال أمتى بخير ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم، وكان يقول إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا على عشائكم، وتارة كان يقول لا توخروا الصلاة لطعام ولا غيره وذلك بحسب ضرورة المصلى، وكان (ص) يقول يا بلال اجعل بين آذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من طعامه والشارب من شرابه فى مهل ويقضى المتوضئ حاجته فى مهل. وكان يصلى الظهر إذا رحضت الشمس ويبرد بها إذا كان الوقت حاراً ويقول شدة الحر من فيح جهنم. وكان (ص) يعجل بها إذا كان الوقت بارداً، وكان (ص) لا يأمر أحداً إذا خرج الوقت وهنو فى الصلاة أن يقطعها بل كان يأمر بإتمامها، ويقول من أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر. فى رواية من أدرك سجدة بدل ركعة. وكان يأمر بقضاء الفوائت فرضاً ونفلاً، ويقول إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذ ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك فإن الله عز وجل يقول: ﴿أقَمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِى﴾ وسهر (ص) فى سفر هو واصحابه فما عرسوا حتى مضى غالب الليل فناموا على الصبح فلم يستيقظوا حتى أيقظهم حر الظهر فجعل الرجل يقوم إلى طهوره دهشاً فأمرهم النبى (ص) أن يسكنوا فسكنوا ثم قال لهم ليس فى النوم تفريط إنما التفريط فى اليقظة وإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان، وقال بلال ثم ارتحلنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ وقال يا بلال قم فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم أقام فصلينا فقلنا يا رسول الله ألا نعيدها فى وقتها فقال رسول الله (ص): أينهاكم ربكم عن الربا ويأخذه منكم.
الشرط الثانى: استقبال القبلة قال أبو هريرة كان عليه الصلاة والسلام يصلى أولاً نحو بيت المقدس، كما كانت الأنبياء قبلة فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فى السَّمَاءِ فَلَنُولِّيَنَّك قِبْلَةَ تَرْضَاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كَنْتُم فَولُّوا وُجُوهَكُم شَطْرَهُ﴾، وكان (ص) إذا علم أحداً يقول: إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر. وكان كثيراً ما يقول: ما بين المشرق والمغرب قبلة، والمقصود من ذلك إصابة الجهة لا العين. وكان يرخص فى ترك الاستقبال فى شدة الخوف، وفى النافلة فى السفر على الراحلة، وكان (ص) يرخص فى الصلاة بالإيماء فيها ويكون السجود أخفض من الركوع إن أمكن وكان لا يأمر بالإعادة من سهى فصلى لغير القبلة.
الشرط الثالث: ستر العورة كان يؤكد ستر العورة فى الصلاة وغيرها ما لم يؤكد فى غيره، وقد قال لعى احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك فقال له رجل يا رسول الله فإذا كان القوم بعضهم فى بعض قال إن استطعت أن لا يراها أحد فلا ترينها، قال يا رسول الله فغذا كان أحدنا خالياً؟ قال فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحى منه. وكان يأمر بستر الركبة مع العورة، ويرخص فى كشفها فى بعض الأوقات، وكان (ص) يقبل سرة الحسن بن على رضى الله عنهما، وكان أبو هريرة رضى الله عنه يقول للحسن اكشف لى عن صرتك حتى إنى أقبلها فى الموضع الذى كان (ص) يقبل فيحسر له على قميصه فيقبل. وكان يحث النساء على الستر أكثر من الرجال ويقول إذا قامت إحداكن إلى الصلاة فتلبس الدرع والخمار. وكان عليه الصلاة والسلام يرخص لهن فى ترك الإزار إذا كان الدرع سابغاً يغطى ظهور القدمين، وكان ينهى عن تجريد المنكبين فى الصلاة، وقال لا يصلين أحدكم فى الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ، وكان (ص) يقول إذا كان ثوب أحدكم واسعاً فليلتحف به وإن كان ضيقاً فليئتزر به، وفى رواية فإن ضاق وقصر فليشد به حقوبه ثم يصلى من غير رداء. وصلى عليه الصلاة والسلام بهذه الهيئة مرة ورداؤه موضوع عنده. وكان عليه الصلاة والسلام يأمر صاحب الثوب بتزريره ويقول ولو بشوكة ومن لم يزرره فيتحزم، وكان ينهى عن الصلاة فى السراويل من غير داء. وكان ينهى عن السدل واللثم، بأن يغطى الرجل فاه فى الصلاة والآداب المتعلقة بهديه عليه الصلاة والسلام فى ذلك كثيرة، وحاصل ذلك هو ما اتفقت عليه الأمة وهو أن ستر السوأتين واجب وجوباً مؤكداً جاهلية وإسلاماً، وما عدا ذلك فمكروه للرجل كشفه فى الصلاة مباح فى غيرها، وأما فى حق المرأة فجميع بدنها عورة وأقبح ما فيها فى حق الأجنبى دون وجهها وكفيها، والله تعالى أعلم.
الشرط الرابع، والخامس: الطهارة من الحدث والحبث فى الثوب والبدن وموضع الصلاة، قال أبو هريرة رضى الله عنه: كان رسول الله (ص) يقول لا يقبل الله صلاة بغير طهور، وفى رواية لا صلاة لمن لا وضوء له. وكان (ص) يقول: من أحدث فى صلاةٍ فلينصرف، فإن كان فى صلاة جماعة فليأخذ بأنفه ولينصرف ليوهمهم أنه رعف، وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا رعف فى الصلاة يخرج فيغسل الدم ثم يرجع فيبنى على ما قد صلى ولا يتكلم. وكان يقول: إذا أحدث الرجل وقد جلس لآخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته، وفى رواية إذا أحدث الإمام فى آخر صلاته حتى يستوى قاعداً فقد تمت صلاته، وصلاة من وراءه على مثل صلاته، وبذلك أخذ أبو حنيفة رضى الله عنه. وكان (ص) يقول إذا جلس أحدكم فى المسجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما فإن رأى خبثاً فليمسحه بالأرض ثم ليصل فيهما، فإن لم يمسحهما فليحذفهما ويتم صلاته. وكان يقول صلوا فى مرابض الغنم فإنها مباركة ولا تصلوا فى أعطان الإبل. وكان ينهى عن الصلاة فى المزبلة والمجزرة وقارعة الطريق وفوق ظهر الكعبة. وكان (ص) يحب الصلاة فى البساتين. وكان ينهى عن صلاة الحاقن، وهو المحصور بالبول، والحاقب، وهو المحصور بالغائط، والحازق بالحقن والحافر بالريح والمسبل إزاره أو ثوبه والواضع يديه على خاصرته والمتصلب بالثوب كأهل الكتاب، والصافن والصافد، وهو الصاف القدمين شبه المقيد، والكافت وهو من يلتحف بردائه ويداه من داخله، والعابث بجوارحه، والسادل، وهو من يرخى طيلسانه من غير إدارته على العنق. وكان (ص) ينهى أن يصلى الرجل والناس يمرون بين يديه من غير سترة. وكان يقول لا تصلوا خلف النيام ولا المتحلقين ولا المتحدثين، وكان يقول إذا كان بين أحدكم سترة فلا يضره من مر. وكان (ص) كثيراً ما يقول لا يقطع الصلاة شئ وارءوا ما استطعتم، فإنما هو يعنى المار شيطان، وكان الرجل من الصحابة رضى الله عنهم يأتى من قبل الصف الأول راكباً وهم يصلون إلى غير جدار فيمر بين يدى الصف ويرسل دابته ترتع ويدخل فى الصف فلا ينكر عليه أحد. وكان (ص) إذا رأى شخصاً يتكلم فى صلاته أو يشمت عاطساً بقوله يرحمك الله يقول: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس، إنما هى التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. وكان لا يأمر جاهلاً بإعادة الصلاة فى أغلب الأحوال ولا يضربه ولا يشمته بل يتلطف به ويعلمه مما علمه الله، وربما يأمره بالإعادة كما فى حديث المسئ نهره صلاته، وكان إذا استأذن عليه أحد وهو فى الصلاة تنحنح له تارة، وكان (ص) ينفخ فى الصلاة كثيراً من شدة ما يجد من الخشوع، وكان ينهى عن نفخ التراب عن موضع السجود ونفخ العبس واللعب، وكان كثير البكاء فى الصلاة، وكان يسمع بصدره أزيز كأزيز المرجل من شدة البكاء، وكذلك كان الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز وغيرهم رضى الله عنهم أجمعين.
وكان (ص) يقول من نابه شئ فى صلاته فليقل سبحان الله، وكان أبو برزة الأسلمى يصلى ودابته تنازعه وهو يتبعها فأنكر عليه ذلك بعض الناس، فقال ما عنفنى أحد عن ذلك منذ فارقت رسول الله (ص) وإنى عاشرته وشاهدت تيسيره، وإنى إذا رجعت مع دابتى أحب إلى من أن أدعها تشغل قلبى، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل ولا تخويف إلا دعا، ولا استبشار إلا طلب ورغب. وكان يقول: إن الله تعالى لا يزال مقبلاً على العبد فى الصلاة ما لم يلتفت فإذا حرف وجهه انصرف عنه، وقالت أم سلمة رضى الله عنها: كان الناس فى عهد رسول الله (ص) إذا قام المصلى يصلى لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه، وكان يكره أن يشبك أصابعه أو يفرقها أو يجلس فى الصلاة، وهو يعتمد على يده ويقول إذا كان أحدكم فى المسجد فلا يشبكن فإن التشبك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال فى الصلاة ما دام فى المسجد حتى يخرج. وكان يقول إذا نعس أحدكم وهو فى الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدرى لعله يذهب فيستغفر فيسب نفسه وهو لا يدرى، وكان يقول لا يحل لرجل يصلى وهو حاقن بالغائط والبول حتى يتخفف من ذلك ولو وجد الصلاة قد قامت، وكان (ص) يقول إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى عن جبهته ولا يتنخم قبل وجهه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى ثم يدلكه بنعله أو خفه أو رجله بالأرض أو يبصق فى طرف ردائه، وكان (ص) يأمر بقتل الأسودين فى الصلاة الحية والعقرب ولو حصل بذلك أفعال كثيرة، وكان إذا التبست عليه القراءة أو ترك آية فى قراءته وأخبروه بذلك يقول: هلا ذكرتمونى إن فيكم من لا يحكم طهارته فليس ذلك عليه والله أعلم.

باب فى صلاة التطوع
كان (ص) يواظب على عشر ركعات فى الحضر دائماً ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء فى بيته وركعتين قبل الصبح وكان يحث كثيراً على هذه السنن ويقضيها إذا فاتته وفى رواية كان يواظب على ثنتى عشرة ركعة وعد أربعً قبل الظهر بزيادة ركعتين، وكان (ص) يزيد على ما ذكر فى بعض الأحيان فيصلى أربعاً قبل الظهر أو ثمانى وأربعاً قبل العصر. وكان يحث على صلاة الوتر ويقول الوتر حق لا واجب ومن لم يوتر فليس منا. وكان يقول صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الفجر أوتر بواحدة، وكان يوتر بثلاث وتارة بخمس، وتارة بسبع وتارة بإحدى عشر، وتارة بثلاث عشر، من هذه الصورة الأخيرة ركعتا الفجر. وكان (ص) إذا أوتر بثلاث يفصل بينهما بالسلام وتارة يصليها كالمغرب ثم نهى بعد ذلك عن الوصل، وقال أوتروا بخمس ولا تشبهوا بصلاة المغرب، وكان يقرأ فى وتره بالثلاث فى الركعة الأولى سبح اسم ربك الأعلى، والثانية قل يا أيها الكافرون، والثالثة الإخلاف واملعوذتين وكان لا يزيد فى صلاة الليل فى رمضان وغيره عن إحدى عشرة ركعة يوتر بالأخيرة منها وهو قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهجَّدْ بِهِ نافِلةً لَكَ﴾، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يزيدون على ذلك ما شاءوا وإنما كان (ص) يقتصر على ما ذكر شفقة على الأمة فمن وجد منهم قوة فعل ما شاء، وسُئلت عائشة رضى الله عنها متى كان يقوم من الليل فقالت إذا سمع الصارخ تعنى الديك، وكان يصلى من الليل ما شاء فإذا غلبه النوم نام ثم يستيقظ فيصلى ثم ينام وهكذا إلى الفجر، فإذا صلى الفجر لم يصل بعده شيئاً إلا الصبح، قالت عائشة رضى الله عنها: ولا أعلم رسول الله (ص) قرأ القرآن كله فى ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح، وكان يقول من خاف منكم أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر، ثم ليرقد، ومن وثق بقيام الليل فليوتر من آخره، وكان على رضى الله عنه يقول الوتر حق وهو ثلاثة أنواع، فمن شاء أن يوتر أول الليل أوتر، فإن استيقظ فشاء أن يشفعها بركعة ويصلى ركعتين ثم يوتر فعل وإن شاء صلى ركعتين حتى يصبح، وإن شاء آخر الليل أوتر، وكان يحث أصحابه على قيام الليل ويقول عليكم بقيام الليل ولو بركعة فإنه من دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ونهاة عن الآثام وتكفير للسيئات ومطردة الداء عن الجسد، وكان يقول: أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة فى جوف الليل الآخر وهو الأقرب ما يكون الرب من العبد، فإن استطاع أحدكم أن يكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فليكن، وكان يقول من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ثم قال اللهم اغفر لى أو دعا استجيب له فإن صلى قبلت صلاته، وكان (ص) يقول: إذا نعس أحدكم وهو يصلى فليرقد حتى يذهب عنه النوم، وكان يقول ما من امرئ تكون له صلاة الليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة، وكان يقول من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقربين، وكان أكثر صلاته بالليل وهو قائم، حتى تورمت قدماه، فلما بدن فى آخر عمره كان أكثر صلاته جالساً وربما كان يجمع بين القيام والجلوس فى ركعة فيقرأ وهو جالس حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحواً من ثلاثين أو أربعين آية ثم ركع، وكان يقول من صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد، وكان (ص) يقول الصلاة مثنى مثنى وتشهد وتسلم فى كل ركعتين وتباؤس وتمسكن وتضرع بين يديك يعنى ترفعها إلى السماء مستقبلاً ببطونهما وجهك وتقول اللهم فمن لم يفعل فهو خداج. وكان يقول إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها. وكان يقول أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع، وكان (ص) يقول من نام إلى الصبح من الليل ولم يقم فذلك رجل بال الشيطان فى أذنه، وكان يحث على تحية المسجد، ويقول: أعطوا المساجد حقها، قالوا وما حقها يا رسول الله؟ قال أن تصلوا ركعتين قبل أن تجلسوا، وكان يحث على الصلاة عقب كل وضوء ولو ركعتين، وكان ينهى عن التطوع بعد الإقامة ويقول: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، وكان (ص) يقول: من كان له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بنى آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله بما هو أهله وليصل على النبى (ص)، ثم ليقل لا إله إلا الله الحكيم الكريم لا إله إلا الله العلى العظيم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لى ذنباً إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هى لك فيها رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. وكان يقول ما من رجل يذنب ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآية: ﴿والذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنَوبَ إلا الله ولَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، وكان (ص) يعلم أصحابه الاستخارة فى الأمور كلها ويقول إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إنى استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى وعاجله وآجله فاقدره لى ويسره لى وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لى فى دينى ومعاشى وعاجله وآجله فاصرفه عنى واصرفنى عنه، وقدر لى الخير حيث كان ثم رضنى به ويسمى حاجته من نكاح أو سفر أو غيرهما. وكان يحث أصحابه على صلاة التسابيح ويقول هى أربع ركعات يقول فى كل ركعة منها بعد القراءة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ويقول فى الركوع عشراً وفى الاعتدال عشراً وفى السجود عشراً وفى التشهد عشراً، وفى الجلوس بين السجدتين عشراً وفى السجدة الثانية عشراً، وفى جلسة الاستراحة عشراً، وقبل التشهد عشرا فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة. وكان (ص) يقول إن استطاع أحدكم أن يفعلها فى كل يوم مرة فليفعل، فإن لم يستطع ففى كل جمعة، فإن لم يستطع ففى كل شهر، فإن لم يستطع ففى كل سنة، فإن لم يستطع ففى العمر مرة ووقت لها رسول الله (ص) أن تفعل بعد الزوال، فإن لم يستطع فمن الليل مرة ومن النهار مرة، وكان يحث أصحابه على فعل هذه الصلاة حتى قال للعباس يا عم إذا عملت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحادثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته، ولو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك.

باب فى صلاة الجماعة
قال أنس رضى الله عنه وكان يحث على صلاة الجماعة ويقول إن من سنن الهادى الصلاة فى المسجد الذى يؤذن فيه ولو صليتم فى بيوتكم وتركتم مساجدكم ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم، وكان يقول صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ فى بيته أو سوقه بخمس وعشرين فإذا صلاها فى فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة، وكان (ص) يقول من صلى العشاء فى جماعة فكأنما أقام نصف الليل، ومن صلى الصبح فى جماعة فكأنما أقام الليل، وكان ينهى الأئمة عن التطويل بالناس ويقول إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وذا الحاجة، فإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء، وكان يقول إنى لأدخل فى الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى فاتجوز فى صلاتى مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه، وصلى عمار بن ياسر رضى الله عنه بالناس فخفف من قراءته فى صلاته ومن الطمأنينة فيها فقيل له تنفست، فقال إنما بادرت به الوسواس وكان ينهى عن مسابقة الإمام، ويحث على متابعته ويقول إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا. وإذا قرأ فأنصتوا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين، وكان (ص) يقول: أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول رأسه إلى رأس حمار، وفى رواية صورة كلب وكان يقول خير مساجد النساء قعور بيوتهن وكان يقول أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا الصلاة، وكان يقول صلاتهن فى بيوتهن خير لهن، وكان (ص) يقول إذا رأى أحداً دخل المسجد بعد ما صلى الناس من يتصدق على هذا فيصلى معه فيقوم الناس فيصلون معه جماعة ثانية، وكان يقول يؤمر المسبوق أن يدخل مع الإمام على أى حال، وكان يقول إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً وفى رواية إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حالٍ فليصنع كما يصنع الإمام. وكان (ص) يرخص لأصحاب الأعذار فى عدم حضور الجماعة كالليلة الباردة والمطر وبعد المسجد فى شدة الحر ونحو ذلك، ويقول للمنادى للصلاة إذا تشهدت فلا تقل حى على الفلاح وقل صلوا فى رحالكم وكذا فعل ابن عباس رضى الله عنهما فى يوم مطر، وقال إنى كرهت أن أخرجكم فتمشوا فى الطين والدحض وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقول من فقه الرجل إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ، وكان يقول يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل، فإن كانوا فى القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا فى السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا فى الهجرة سواء فأقدمهم سناً ولا يؤمن الرجل الرجل فى سلطانه، ولا يقعد فى بيته على تكرمته إلا بإذنه ولا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤم قوماً إلا بإذنهم لا يخص نفسه بدعوات دونهم، فإن فعل فقد خانهم. وكان (ص) يجيز إمامة الأعمى واستخلف ابن أم مكتوم المؤذن على المدينة مرتين يصلى بهم، وكذلك كان يجيز إمامة الأرقاء، وكان سالم مولى أبى حذيفة يصلى بالمهاجرين الأولين لما نزلوا بقباء لكونه كان أكثرهم قرآنا، وكان يقول صلوا خلف كل بر وفاجر، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يصلون خلف الحجاج وقد أحصى الذين قتلهم من الصحابة والتابعين فبلغوا مائة ألف وعشرين ألف، وكان يحث على مساواة الصفوف ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وكان (ص) يقول وسطوا الإمام وسدوا الخلل ولينوا فى يد إخوانكم، وكان (ص) إذا رأى رجلاً يصلى خلف الصف يقول له إذا سلم: استقبل صلاتك فأعدها فإنه لا صلاة لمفرد خلف الصف، وتارة يرخص فى ذلك.

باب فى صلاة المسافر
كان (ص) يقصر فى السفر تارة، ويتم أخرى، ويصوم تارة ويفطر أخرى، وكان أكثر أحواله (ص) القصر والفطر، وكان يقول هذه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته فإن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وسئل ابن عمر رضى الله عنهما فقيل له إنا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر فى القرآن ولا نجد صلاة السفر، فقال ابن عمر يا ابن أخى إن الله بعث إلينا محمداً (ص) ولا نعلم شيئاً فإنما نفعل كما رأيناه يفعل. وسئل أنس عن مسافة القصر فقال: كان (ص) إذا خرج مسيرة ثلاثة أيام أو ثلاثة فراسخ –شك الراوى عن أنس- ركعتين ركعتين وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقصر فى مسيرة اليوم التام يعنى الطويل. وسئل ابن عباس رضى الله عنهما عن مسافة القصر فقال مثل ما بين مكة والطائف ومثل ما بين مكة وعسفان، والأمر فى ذلك على التقريب، وكان (ص) يجمع الصلاة تارة تقديماً وتارة تأخيراً وكان (ص) إذا ارتحل قبل أن تزول الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما فإن زالت قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر ركعتين بإقامتين وكذلك كان يفعل بالمغرب والعشاء، وكان (ص) لا يجمع بين صلاتين فى الحضر إلا لعذر من مرض أو مطر أو خوف أو ما أشبه ذلك. وكان (ص) يتنقل فى السفر تارة ويترك أخرى وهو الأكثر من فعله (ص).

باب فى صلاة الجمعة
كان (ص) يقول من ترك صلاة الجمعة بغير عذر فليتصدق بدينار، فإن لم يجد فبنصف دينار، فإن لم يجد فبدرهم أو صاع حنطة أو نصف صاع أو مد، وكان يقول الجمعة واجبة على كل محتلم سمع النداء فى جماعة إلا عبد مملوك أو امرأة أو صبى، وكان يرخص فى تركها وقت المطر ولو لم يبتل أسل النعل، وكان (ص) يرخص فى السفر يوم الجمعة لا سيما للجهاد، وكان يحث على التكبير يوم الجمعة مع السكينة والدنو من الإمام حال الخطبة والصلاة من غير أن يتخطى رقاب الناس. وكان يحث على التطيب والتجمل والغسل ويقول ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبى مهنته، وكان يقول إذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ومعهم الصحف يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام من الصلاة طويت الصحف، وكان (ص) يبالغ فى تعظيم يوم الجمعة ويقول هو سيد الأيام وأعظمها عند الله عز وجل، وأعظم عنده من يوم الفطر ويوم الأضحى، فيه خلق آدم وفيه أهبط إلى الأرض وفيه توفاه الله وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا أتاه الله إياه ما لم يسأل حراماً، وقال بيده يقللها، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماءٍ ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة، وكان إذا سئل عن ساعة الإجابة فكان تارة يقول هى ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، وتارة يقول هى بعد العصر، وتارة يقول آخر صلاة بعد العصر، وكان (ص) يحث على كثرة الصلاة والتسليم عليه يوم الجمعة وليلتها، ويقول أكثروا من الصلاة علىَّ فى الليلة الغراء واليوم الأزهر فإنه يوم مشهود، ما من عبد يصلى فيه إلا عرضت صلاته علىَّ حتى يفرغ، وكان (ص) يحث على قراءة سورة الكهف والدخان ويس وآل عمران فى يوم الجمعة، ويقول: من قرأ هؤلاء السور يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس. وكان يقول لا يقم أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم يجلس موضعه ولكن ليقل تفسحوا وتوسعوا إن كان الموضع واسعاً، وكان (ص) يقول: إذا نعس أحدكم فى مجلسه يوم الجمعة فليتحول منه إلى غيره، وكان ينهى الناس عن التخلف والتحدث يوم الجمعة قبل الصلاة، وكان ينهى عن الحبوة إذا كانوا ناعسين ويرخص لهم فيها إذا كانوا يقظانين، وكان يرخص فى التنقل لمن حضر قبل الصلاة عند الاستوى يوم الجمعة ما لم يخرج الإمام، وكان يرخص فى صلاة ركعتين للداخل فى حال الخطبة ويأمره بالتجوز فيهما، وكان كثير التنقل قبل صلاة الجمعة، وكان يصلى الجمعة فى أكثر أوقاته بعد الزوال وفى بعضها قبل الزوال وبه أخذ الإمام أحمد وغيره، وكان ينهى عن الكلام والإمام يخطب يقول: من قال صه فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له، وهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً، وكان عثمن رضى الله عنه يأمر البعيد عن الإمام بالإنصات ويقول استمعوا وأنصتوا فإن للمنصت الذى لا يسمع من الحظ مثل ما للمنصت السامع. وكان (ص) لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات. وكان كثيراً ما يقرأ على المنبر يوم الجمعة سورة ق وكان يقول: طول صلاة الرجل وقصر خطبته من علامة فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة. وكان كثيراً ما يقول فى خطبته يا أيها الناس إنكم لن تطيقوا فعل كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا، وكان إذا نقص الناس وهو يخطب وبقى معه جماعة يسيرة خطب لهم فإذا رجعوا صلى بهم ولم يعد لهم الخطبة، وانفضوا مرة فى أثناء الصلاة إلا اثنى عشر رجلاً فصلى بهم ونزل فى ذلك قوله تعالى: ﴿وَإذَا رَأَوْا تِجارَةً أوْ لَهْواً انْفَضُّوا إلَيْها وتَرَكُوكَ قَائِماً﴾، وكان (ص) يقول: من أدرك من الجمعة ركعة فقد تمت صلاته، وكان إذا اجتمع العيد والجمعة فى يوم اكتفى بالعيد عن الجمعة فإن حضروا صلى بهم، وكان (ص) يقول: إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربع ركعات، فإن عجل به شئ فليصل ركعتين فى المسجد وركعتين إذا رجع.

باب فى صلاة العيدين
وكان (ص) يحث على التجمل بالثياب الحسنة فى يوم العيد، ويكره لبس السلاح فى يومه إلا لخوف من عدو ونحوه، وكان أكثر صلاته العيد فى الصحراء وكان يخرج إليها ماشياً. وكان لا يخرج لعيد الفطر حتى يأكل شيئاً من تمرٍ ونحوه، وكان لا يأكل فى الأضحى حتى يرجع، وكان يأمر بإخراج العواتق والحيض والمخدرات من ذوى البيوت ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، وكانت الحيض يعتزلن المصلى ويكبرن خلف الناس، وكان (ص) يرجع من غير الطريق الذى غدا فيه للمصلى، وكان يعجل صلاة الأضحى ويؤخر صلاة الفطر إلى قريب من وقت الضحى، وكان (ص) يكبر إذا استفتح الصلاة سبعاً قبل القراءة، وفى الثانية خمساً قبل القراءة وكان (ص) لا يصلى قبل العيد شيئاً ولا بعده فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين. وكان يقول إذا قضى صلاة العيد إنا نريد نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب، وغم هلال شوال على الناس مرة فاصبحوا صائمين فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله (ص) أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمر الناس أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد. وكان يقول كثيراً: الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحى الناس، والصوم يوم يصومون، وعرفة يوم يعرفون. وكان يحث على الذكر والطاعة فى ليلتى العيدين ويقول من أحيا ليلتى العيدين لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وكان يحث على التكبير ليلتى العيدين وكثرة الذكر فى أيام عشر ذى الحجة وأيام التشريق، ويقول: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام فأكثروا فيهن التهليل والتكبير والتحميد.

باب فى صلاة الخسوف والكسوف والاستسقاء
كان (ص) يصليها على صفات مختلفة كل ذلك بحسب الوحى، فكان إذا ضعف الخوف فرقهم فرقتين فصلى بكل فرقة ركعة وربما صلى بكل طائفة ركعتين والأمر فى ذلك كله راجع إلى الإمام وإلى حالة المصلين واهتمامهم بالصلاة، وأما صلاة شدة الخوف فالأمر فيها واسع. قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُم فَرِجَالاً أوْ رُكْبَاناً﴾.
وأما صلاة الكسوف: فكان (ص) يقول: ما نقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، وكان يحث على كثرة الدعاء والاستغفار ورفع اليدين وجعل بطونهما إلى الأرض، ويشير بظهر كفه إلى السماء بتواضع وتذلل وتخشع وتضرع، ولا يزال يدعو حتى تقضى الصلاة، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يستسقون بعمه العباس بعد موت رسول الله (ص)، وهكذا جرت السنة بإخراج الصلحاء والعلماء والعباد والزهاد والأطفال والبهائم ملحين فى السؤال إلى الله تعالى، مقلعين تائبين نادمين مستغفرين والله تعالى يقبل عثرة من تضرع واعتذر إليه وسأله. وأما كيفية الصلاة والخطبة وهيأتها فمذكورة فى كتب الفقه.

باب فى صلاة الجنائز
كان (ص) يأمر بتلقين المحتضر لا إله إلا الله ويقول من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، وكان يأمر بتوجه المحتضر إلى القبلة وتغميض بصره، وأن يقولوا عنده خيراً فإنه يؤمن على ما قاله أهل الميت. وكان يقول اقرءوا على موتاكم يس فإنها قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له. وكان يحث على المبادرة إلى وفاء دين الميت وتعجيل دفنه ويقول نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه، وكان يأمر بتغطية الميت بعد نزع ثيابه متى مات فيها، وكان يرخص فى تقبيله بعد موته ويحث على غسله والمبالغة فى تنظيفه، ويقول: من غسل ميتاً فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان (ص) ينهى عن غسل الشهداء ويأمر بدفنهم فى ثيابهم ودمائهم وربما صلى على بعضهم، وكان يجمع فى قتلى أحد بين الرجلين والثلاثة فى الثوب الواحد والقبر الواحد. وكان يقول إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه، وكانوا يستحبون الخلق على الجديد. وكان يقول لا تغالوا فى الكفن فإنه يلب سلباً سريعاً انتهى.
وكان يخرج الكفن من رأس المال، وكان يصلى على الغائب عن البلد كما يصلى على الحاضر فى البلد. وكان يكبر عليه أربع تكبيرات، وربما كبر خمساً أو سبعاً، وكان إذا كبر للإحرام يقرأ الفاتحة ثم يكبر ثم يصلى على النبى (ص) ثم يكبر ثم يدعو للميت فيقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا ذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ونحو ذلك، ثم يكبر ويقول اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، ثم يسلم سراً، وكان (ص) يقول عند صلاته على الطفل اللهم أعذه من عذاب القبر وأجعله لنا سلفاً وذخراً وفرطاً وأجراً.
وكان يأمر بتعميق القبر والدفن فى اللحد ويقول للحافر أوسع القبر من قبل الرأس وأوسع من قبل الرجلين، وكانوا يرون أن حرمة الميت كحرمته حياً، وكانت عائشة رضى الله عنها تدخل على النبى (ص) وأبى بكر تزور قبريهما مكشوفة الوجه فلما دفن عمر رضى الله عنه ما كانت تدخل إلا منقبه حياءً من عمر، ودخل عليها جماعة من الصحابة وهى محتضرة يبكون عندها فقال شخص منهم: ألا ندفنك عند رسول الله (ص)، فقالت: إنى أكره أن أزكى بذلك على صواحبى، وكان يحث على الدعاء والصدقة وفعل القربات، وإهدائها للأموات، وكان يقول أفضل الصدقة على الأموات سقى الماء. وكان (ص) يقول: تنفع الصدقة والصوم كل من أقر لله بالتوحيد ومات على ذلك، وكان يحث على تعزية المصاب بمصيبته ويقول ما من مؤمن يعزى أخاه بمصيبته إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة، وكان له مثل أجره، وكان يحث صاحب المصيبة على الإكثار من قوله إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيراً منها، ويقول: ما قال ذلك أحد إلا خلف الله عليه ما هو خير، وكان يرخص فى البكاء على الميت للرجال والنساء من غير نوح ولا شق جيب ولا لطم خد ولا نشر شعر ولا غير ذلك مما يفعله أهل الجاهلية، وكان ينهى عن ذكر مساوئ الأموات ويقول إنهم قد أفضوا إلى ما قدموا وفى رواية لا تسبوا موتانا فتؤذوا أحياءنا، وكان (ص) يعلم الناس كيف يزورون فيقول: إذا خرجتم إلى المقابر فقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، وكان يرخص فى زيارة القبول للرجال، وينهى النساء عن زيارتها، ثم رخص لهن فيها، وكتب أبو الدرداء مرة إلى سلمان الفارسى هلم إلى الأرض المقدسة لعلك تموت بها فكتب إليه سلمان أن الأرض لا تقدس أحداً وإنما يقدس الإنسان، والله تعالى أعلم.

كتاب الزكاة
قال الله تعالى: ﴿إنَّما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقراءِ والمَسَاكِينِ وَالعَامِلينَ عَليْها والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالغَارمِينَ وَفى سبِيلِ الله وابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ الله وَالله عَلِيمُ حَكِيمُ﴾ وهى إحدى أركان الإسلام، والأحاديث فى الأمر بإخراجها وإثم مانعها كثيرة مشهورة، وكان يقول الزكاة فطرة الإسلام، ومن أدى زكاة فقد ذهب عنه شره فحصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة ثم قرأ: ﴿وَلا يَحْسَبَّنَ الذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُم بَلْ هُو شَرُّ لَهُمْ سَيُطَّوقُونَ مَا بَخلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ﴾، وكان (ص) يقول: إن الله فرض على أغنياء المسلمين فى أموالهم بقدر الذى يسع فقراءهم، وكان (ص) يقول: ما تلف مال فى بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة، وكان يقول ما منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.

باب ما تجب فيه الزكاة من الحيوان
قال أنس رضى الله عنه كان رسول الله (ص) قد كتب كتاب الصدقة ولم يخرجه حتى توفى فأخرجه أبو بكر من بعده فعمل به حتى توفى فلقد مات عمر يوم مات، وإن ذلك لمقرون بوصيته، فكان فى منتهى الكتاب فى صدقة الإبل فى كل خمس شاة حتى إلى أربع وعشرين، فإذا بلغت إلى خمس وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثلاثين، فإن لم تكن بنت مخاض فابن لبون، فإذا زادت على خمس وثلاثين ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت واحدة ففيها حقة إلى ستين، فإذا زادت ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فإذا زادت ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإذا زادت ففيها حقتان إلى عشرين ومائة، فإذا كثرت الإبل ففى كل خمسين حقة، وفى كل أربعين ابنة لبون ولأن فيه صدقة البقر فى ك ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة، قال معاذ رضى الله عنه: وأمرنى رسول الله (ص) أن لا آخذ ما بين الأربعين والخمسين، ولا بين الستين والسبعين، ولا بين الثمانين والتسعين، وقال الأوقاص لا فريضة فيها، وكان فيه صدقة الغنم تأخذ من كل أربعين شاة إلى عشرين ومائة، فإذا زادت شاة ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت ففيها ثلاث شياه إلى ثلثمائة فإذا زادت بعد لبيس فيها شئ حتى تبلغ أربعمائة، فإذا كثرت الغنم ففى كل مائة شاة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفرق مخافة الصدقة، وما كان من خليطين منهما يتراجعان بالسوية، ولا تؤخذ هرمة ولا ذات عيب من الغنم، وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة شاة واحدة فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها، قال وفى الفضة ربع العشر، فإذا لم يكن المال إلى تسعين ومائة درهم فليس فيها شئ إلا إن شاء ربها قال أنس رضى الله عنه، وكان (ص) لا يأخذ الصدقة من الإبل والبقر والغنم إلا إذا كانت سائمة ترعى فى الكلإ المباح طول عامها وكان لا يأخذ الصدقة من الخيل ولا الرقيق، ولا من الحمير، وكان (ص) يقول عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق، ومن ولى يتيماً له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة، وكان (ص) يقول أخرجوا الزكاة من أوسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيرها ولا يأمركم بشرها، ولكن من تطوع قبلناه منه وأجره على الله تعالى.
باب فى زكاة الذهب والفضة
وكان (ص) يقول: أعطوا صدقة الفضة من كل أربعين درهما، درهماً وليس فى تسعين ومائة شئ، فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم، وكان كثيراً ما يقول ليس فيما دون خمس أواقٍ من الورق صدقة، ولا فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة، وكان يقول ليس عليك شئ من الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً، يعنى مثقالاً كما ورد فى حديث آخر، وحال عليها الحول ففيها نصف دينار، وكان (ص) يأمر النساء بإخراج زكاة حليهن إذا بلغ نصاباً، وكانت عائشة تخرج زكاة حلى أولاد أخيها رضى الله عنهما.

وصل فى زكاة الزروع والثمار
كان (ص) يقول فى الزروع والثمار فيما سقت السماء والعيون العشر ففيما سُقى بالسانية، يعنى الساقية أو النضح نصف العشر، وليس فيما دون خمسة أوسق زكاة، والوسق ستون صاعاً، وتقدير الخمسة أوسق بالكيل المصرى أربعون ويبه تقريباً، وكان (ص) يقول: ليس فى الخضراوات صدقة، وكان ينهى عن إخراج الردئ ويقرأ: ﴿وَلا تيمموا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون﴾ وأما عسل النحل فمختلف فيه فورد عنه (ص) الأخذ مرة والترك أخرى، وكان يقول فى الركاز الخمس والركاز دفين الجاهلية، وحاصل الباب أن مراتب الأغنياء والفقراء متفاوته بتفاوت سعتهم وضيقها فمن فضل عن حاجته وحاجة عياله ومن تلزمه نفقته شئ فليخرجه إلى مستحقه إن لم يكن ذو رحم منه فإنه أولى من غيره.

باب فى إخراج الزكاة وتعجيلها
وكان (ص) يقول: قد وجب عليك فى مالك صدقة فاحذر ألا تخرجها فيهلك الحرام الحلال فإن الصدقة ما خلطت مالا إلا أهلكته وكان (ص) يرخص فى تعجيل الزكاة وإخراجها قبل محلها رفقاً بالفقراء والمساكين، وربما أخر أخذها ممن تجب عليه إلى عامين لحاجته وضرورته وقد تسلف رسول الله (ص) من العباس صدقة عامين بسؤاله لكثرة ماله رضى الله عنه، والعبرة فى ذلك بما يراه الإمام من مصالح الفريقين والله أعلم، وكان يأمر بتفرقة زكاة كل بلدة على فقرائها القاطنين بها، وهكذا إذا كان البلد واسعاً كبغداد ومصر ففى كل بلد يفرق أغنياء الحارة زكاتهم على فقراء حارتهم من ذوى العيال وأصحاب البيوت الخاملين، وكان (ص) يأمر بدفع زكاتهم إلى كل من ظنوا فيه الفاقة، ولو كان باطن الأمر بخلافه، ويقول وهى مقبولة بكل حال، فإن وقعت فى يد سارق فلعله يستعف عن سرقته أو فى يد زانية فلعلها تستعف عن زناها، أو فى يد غنى فلعله يعتبر فينفق مما آتاه الله عز وجل، وكان يقول إنها ستكون بعدى أثرة يعنى شدة وأمور تنكرونها، فقال رجل فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: تؤدون الحق الذى عليكم، وتسألون الله الذى لكم، وتسمعون لأمرائكم ولو منعوكم حقكم، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم، وسئل رسول الله (ص) عما يأخذ أئمة الجور ظلماً يقع عوضاً عن الصدقة، وهل نكتم من أحوالنا بقدر ما يعتدون علينا فقال: لا، والله تعالى أعلم.

وصل فى الحث على التعفف والكسب وترك المسألة إلا لضرورة
كان (ص) يأمر بالقناعة والتعفف، وترك السؤال ويحث على الأكل من عمل اليد ويقول: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس فى وجهه مزعة لحم، وكان يقول: من سأل الناس فى غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم، ومن فتح باب مسألة من غير فاقة نزلت به، فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب، وكان يقول من سأل الناس ليثرى به ماله كان خمشوشاً فى وجهه يوم القيامة ورضفاً يأكله فى جهنم فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر، وسأل العباس رضى الله عنه رسول الله (ص) أن يستعمله على الصدقة فقال له رسول الله (ص): ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس. وكان يقول: إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذى يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى. وكان يقول حينما يفرق الصدقة: أما والله إن أحدكم لا يخرج بمسألته من عندى يتأبطها حتى يكون إبطه ناراً. فقال عمر: يا رسول الله فلم تعطها إياه؟ قال: فما أصنع يأبون إلا ذلك، ويأبى الله لى البخل، وكان يقول: إياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر، وكان (ص) يقول: ليس المسكين الذى ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذى لا يجد غنياً يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس، وجاء رجل من الأنصار إلى رسول الله (ص) يسأل شيئاً فقال له رسول الله (ص): أما فى بيتك شئ؟ قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب ونتوضأ ونأكل فيه، فقال ائتنى بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله (ص) بيده فقال: من يشترى هذين؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، فقال رسول الله (ص): من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثاً، فقال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأععطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما للأنصارى وقال اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوماً فائتنى به فأتاه به فشد فيه رسول الله (ص) عوداً بيده ثم قال: اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوماً ففعل وجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً، فقال له رسول الله (ص): هذا خير لك من أن تجئ المسألة نكتة فى وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذى فقر شديد أو ذى عزم غير ملزوم أو ذى دم موجع وهو الذى يتحمل دية عن قريبه للقاتل، ولم يعقل قتل قريبه. وكان يقول: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل، ومن جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله تعالى كان حقاً على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال. وكان يقول بعدل تمر من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يرب أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل، وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربوا فى يد الله أو قال فى كف الله حتى تكون مثل الجبل فتصدقوا ثم قرأ: ﴿يَمحَقُ الله الرِّبَا وَيُرْبى الصَّدَقَات﴾ وكان (ص) يقول ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبداً بعفو إلا عز، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. وكان يقول: يقول العبد مالى مالى وإنما من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس. وكان يقول إن الصدقة تدفع غضب الرب وتذهب ميتة السوء وتطفئ عن أهليها حر القبول، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة فى ظل صدقته وكان يقول ثلاثة حق على الله عونهم: الغازى فى سبيل الله. والمكاتب الذى يريد الأداء. والناكح المتعفف، وكان إذا وجد الأصناف الثمانية دفعها إليهم ويقول للواحد منهم إن الله لم يرض بحكم نبى ولا غيره فى الصدقات حتى حكم فيها هو فجزأها ثمانية أجزاء فإن من تلك الأجزاء أعطيتك، وكان إذا لم يجد الأصناف كلها دفعها إلى من يوجد منهم وربما أمر بدفعها إلى واحد، كما فى قصة سلمة بن صخر وكان يحرم أكل الصدقة على بنى هاشم ومواليهم دون موالى أزواجهم ويقول: إنها أوساخ الناس، ولا تحل لمحمد ولا لآل محمد. وقد رأى (ص) فى فم الحسين تمرة من تمر الصدقة فقال (ص) كخ كخ ارم بها. أما علمت أنا لا نأكل الصدقة، إن لكم فى خمس الخمس ما يكفيكم ويغنيكم. وقال لمولاه أبى رافع: إن الصدقة لا تحل لنا، وإن مولى القوم منهم، وكان يأكل مما وصل إلى الفقراء من الصدقات ويقول قد بلغ محله، وكانوا كثيراً ما يرسلون إليه مما يعطيه هو لهم من الصدقات فيأكله، وكانت الصحابة رضى الله عنهم أجمعين يرخصون لبنى هاشم وبنى عبد المطلب فى أخد الصدقات إذا منعوا حقهم من خمس الخمس، ويأمرون دافعها أن يدفعها على نوع الهدية لا الصدقة. وهى له عند الله تعالى زكاة، قال أنس رضى الله عنه: جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) فقالت يا رسول الله إن لى مالا ولى زوج فقير أخذ الصدقة. وكان يقول الصدقة على المسكين صدقة. وعلى ذى الرحم الكاشح ثنتان صدقة وصلة والكاشح هو العدو.











_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


وصل فى زكاة الفطر
كان (ص) يقول: صيام شهر رمضان معلق ما بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر. وكان يأمر بإخراج زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من دقيق أو صاعاً من طعام أو صاعاً من سلت أو صاعاً من أقط على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير والغنى والفقير من المسلمين أما الغنى فيزكيه الله وأما الفقير فيرد عليه أكثر مما أعطى، وكان أصحاب رسول الله (ص) يعطون زكاتهم قبل الفطر بيوم أو يومين، وكان يأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة ويقول زكاة الفطر طهر للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات، قال الإمام مالك وقد حررت الساع الذى كان أهل المدينة يؤدون به على عهد رسول الله (ص) فوجدته خمسة أرطال وثلثا بالعراق وقدره بالقدح المصرى قدحان.
وصل فى النهى
عن أن يسأل الإنسان بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً. وكان كثيراً ما يقول: من سأل بالله فأعطوه ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئون فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه، وكانت عائشة رضى الله عنها تقول إذا أعطيتم السائل شيئاً فدعا لكم فادعوا له بمثل ما دعا لكم لتكون الصدقة خالصة لكم، وكان السلف الصالح لا يسألون الفقير الدعاء إذا أسدوا إليه معروفاً رضى الله عنهم أجمعين. وكان كثيراً ما يحدث عن الخضر عليه السلام فيقول: بينما الخضر ذات يوم يمشى فى سوق بنى إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق علىَّ بارك الله فيك، فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندى شئ أعطيكه، فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت علىَّ فإنى نظرت السماحة فى وجهك ورجوت البركة عندك، فقال الخضر آمنت بالله ما عندى شئ أعطيكه إلا أن تأخذنى فتبيعنى، فقال المسكين هل يستقيم هذا؟ قال نعم أقول لقد سألتنى بأمر عظيم، أما أنى لا أخيبك بوجه ربى، بعنى، قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمناً لا يستعمله فى شئ قال إنما اشترتنى التماس خير عندى فأوصنى بعمل، قال أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير ضعيف. قال ليس يشق على قال قم فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر فى يوم، فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة فى ساعة قال أحسنت فأحملت وأطقت ما لم أرك تطيقه. قال ثم عرض للرجل سفر فقال إنى أحسبك أميناً فاخلفنى فى أهلى خلافة حسنة قال أوصنى بعمل قال إنى أكره أن أشق عليك، قال ليس يشق علىّ، قال فاضرب من اللبن لبنتى حتى أقدم عليك، قال فمر الرجل لسفره ثم رجع وقد شيد بناه قال أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك؟ قال سألتنى بوجه الله ووجه الله أوقعنى فى هذه العبودية، فقال الخضر سأحدثك من أنا، أنا الخضر الذى سمعت به سألنى مسكين صدقة فلم يكن عندى شئ أعطيه إياه فسألنى بوجه الله تعالى فأمكنته من رقبتى فباعنى، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرفض سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة لا جلدة ولا لحم له يتفقع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبى الله احكم فى أهلى ومالى بما شئت أو اختر فأخلى سبيلك، قال أحب أن تخلى سبيلى فأعبد ربى، فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذى أوقعنى فى العبودية ثم نجانى منها والله أعلم.

كتاب الصيام
كان رسول الله (ص) إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، ربى وربك الله، هلال رشد وخير آمنت بالذى خلقك، يقول ذلك ثلاث مرات وكان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه، وكان (ص) يأمر بصيام رمضان إذا أخبره واحد من السملمين أنه رآه، وأ×بره ابن عمر رضى الله عنه برؤية الهلال فصام وأمر الناس بصيامه، وجاءه أعرابى مرة فقال يا رسول الله: إنى رأيت هلال رمضان، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله قال: نعم. قال: أتشهد أن محمداً رسول الله. قال: نعم، قال يا بلال أذن فى الناس أن يصوموا وأن يقوموا غداً، وكان يقول: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وأنسكوا لها. فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين. وكان يقول لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين أن يكون شيئاً يصومه أ؛دكم ولا تصوموا حتى تروه، ثم صوموا حتى تروه فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين ثم أفطروا. وكان (ص) يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظه من غيره ويقول احصوا هلال شعبان لرمضان، وكان يقول الصوم يوم يصومون، والفطر يوم يفطرون والأضحى يوم يضحون، ومناه إنما الصوم والفطر مع الجماعة ومعظم الناس ولا ينفرد بعقله ورأيه، وإن كان له مستند صحيح فى نفس الأمر، وكان ينهى عن صوم يوم الشك، وكان عمار بن ياسر رضى الله عنه يقول من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم (ص)، وكانت الصحابة رضى الله عنهم لا يأمرون أهل بلد بعيد بالصوم لرؤية أهل بلد آخر كالمدينة والشام ومصر والمغرب ونحو ذلك، وكانوا لا يرون بأسا بتقدم أهل بلد بيوم على أهل بلد آخر. قال كريب مولى ابن عباس رضى الله عنهم: بعثتنى أم المفضل بنت الحارث إلى معاوية بالشام فقدمت الشام فاستهل رمضان ورأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة فى آخر الشهر فسألنى ابن عباس متى رأيتم الهلال؟ فقلت رأيته مع الناس ليلة الجمعة وصاموا وصام معاوية، قال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل الثلاثين، أو نراه، فقلت أفلا تكفى رؤية معاوية وصيامه؟ قال لا هكذا أمرنا رسول الله (ص)، وكان يقول من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له، وفى رواية من لم يجعل الصيام قبل الفجر فلا صيام له. وكان يرخص فى النية بعد طلوع الفجر فى صيام النفل ما لم تزل الشمس، وكثيراً ما كان يدخل بيته فيقول هل عندكم شئ نتغذى به فإن قالوا نعم أكل، وإن قالوا لا قال إنى إذاً صائم، وكان كثيراً ما كان يفطر من صوم التطوع بعد أن نواه ويقول إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج صدقة فإن شاء قضاها وإن شاء حبسها، وكان (ص) يأمر الصبيان بالصوم حتى يطيقون الصوم سواء الفرض أو النفل، وكان يرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التى حول المدينة فيأمر منادى فيقول ألا من أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه. وكان عمر رضى الله عنه يضرب من يراه يأكل من الصبيان الذين قاربوا البلوغ وكان إذا بلغ أحد من الصبيان فى أثناء الشهر أو أسلم أحد من الرجال فيه لا يأمره بإعادة ما مضى من الشهر بل يأمره بإتمام ذلك اليوم الذى بلغ أو أسلم فيه وقضى يوماً آخر عنه.

وصل
كان (ص) ينهى عن الوصال والحجامة للصائم من أجل الضعف، وكان يرخص فى ذلك للأقوياء ويقول: ثلاثة لا يفطرون الصائم: الحجامة والقئ والاحتلام، واحتجم (ص) وهو محرم صائم، وقال أنس رضى الله عنه إنما نهى رسول الله (ص) عن الوصال والحجامة فى الصيام إبقاءً على أصحابه، وشفقة، ولم يكن يحرمهما. وكان يقول من ذرعه القئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقض. وكان يأمر باستعمال الأثمد المروح عند النوم ويقول لينقه الصائم. وجاء رجل فقال يا رسول الله اشتكت عينى أفأكتحل؟ قال نعم. وكان يرخص فى السواك للصائم، وكان يقول من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ولا قضاء عليه، وفى رواية من أفطر يوماً من رمضان لا قضاء عليه، ولا كفارة، قالت عائشة رضى الله عنها كان (ص) يقبلنى كثيراً وهو صائم، وكان يصبح فى نهار رمضان جنباً من جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك النهار ولا يقضى. وكان يحث الصائم على التحفظ من الغيبة والفحش والكذب ويقول: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإذا شاتمه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ صائم. وكان كثيراً ما يقول من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه. وكان (ص) يقول ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد فقل إنى صائم وإن كنت قائماً فاجلس. وكان يقول رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والله أعلم.
وصل
كان (ص) يحث على تعجيل الفطر قبل الصلاة ويقول: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ولم ينتظر بفطرهم النجوم. وكان يقول: يقول الله عز وجل: إن أحب عبادى إلىَّ أعجلهم فطراً ولا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون.
وكان يفطر على رطبات قبل أن يصلى، وكثيراً ما كان يفطر بعد الصلاة، وكان (ص) إذا لم يجد رطبات أفطر على تمرات فإن لم يكن حسى حسوات من ماء ويقول إنه طهور، وكان يحب الفطر على التمر أو شئ لم تصبه الناس، وكان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما لا يفطران إلا بعد الصلاة. وكان يقول إذا أفطر: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، وكان يحث على تفطير الصائمين ويقول من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ، وفى رواية من فطر صائماً على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة فى ساعات شهر رمضان وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل رق قلبه وكثرت دموعه فقيل يا رسول الله أفرأيت إن لم يكن عنده، قال فقبضة من طعام، قيل أفرأيت إن لم يكن عنده قال فمذقة من لبن، قال أفرأيت إن لم يكن عنده قال فشربة من ماء، وكان يحث على السحور ويقول تسحروا فإن فى السحور بركة، وكان (ص) يقول فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وكان يقول البركة فى ثلاثة: فى الجماعة والثريد والسحور، وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين، وكان يقول استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل، وكان يقول ثلاثة ليس عليهم حساب فما طعموا إن شاء الله تعالى إذا كان حلالاً: الصائم والمتسحر والمرابط فى سبيل الله، وكان يقول السحور كله بركه فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، وكان يقول نعم سحور المرء التمر، وكان يحث على تأخير السحور إلى قريب من الفجر الأول وما بينهما قدر قراءة خمسين آية ثم يطلع الفجر الثانى، وفى رواية كنا نفرغ من السحور فنبادر إلى صلاة الفجر، وقال حذيفة رضى الله عنه: كنا نتسحر فى الغلس إلا أن الشمس لم تطلع، يعنى إلى قريب الإسفار، وكان (ص) يقول إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده يشرب منه فلا يدعه حتى يقضى حاجته، وكان يقول كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الفجر الأحمر، قال الإمام الشافعى رضى الله عنه ولعل هذا محمول على أحد رجلين إما نائم غلبه النوم عن سحور وعادته أو رجل لا يطبق الصيام إلا إذا تسحر فى ذلك الوقت لهرمه أو ضعفه انتهى.
وصل
كان (ص) يرخص فى الفطر للمسافر ويقول له إن شئت صم وإن شئت فأفطر، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يسافرون مع رسول الله (ص) فمنهم الصائم ومنهم المفطر ولم يعب على من أفطر فى السفر فى شدة الحر تطييباً لقلوب أصحابه حين أمرهم فلم يفعلوا، ولما أفطر بلغه عن قوم لم يفطروا وقد بلغ بهم الجهد فقال أولئك العصاة إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وليس من البر الصيام فى السفر، وكان إذا جلس يتغذى فى السفر فى نهار رمضان يقول لأصحابه هلموا إلى الغداء إن الله قد وضع عن المسافر الصيام ونصف الصلاة وأرخص له فى الإفطار كما أرخص للحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما. وكان (ص) كثيراً ما يقول لأصحابه إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا فتكون عزمة، فيفطرون كلهم، وكان مقدار السفر الذى كان أصحاب رسول الله (ص) يفطرون فيه على عهده (ص) ثلاثة أميال، وكان يرخص فى الفطر للمريض والشيخ والعجوز والحامل والمرضع، وكان يأمر الحامل والمرضع بأن تطعم مكان كل يوم مسكيناً، وكان يرخص فى قضاء رمضان متفرقاً ويقول: قاضى رمضان إن شاء فرق وإن شاء تابع، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول لا بأس أن يفرق لقوله تعالى: ﴿فَعِدَّةُ مِنْ أيَّامٍ أُخَر﴾ وقالت عاءشة رضى الله عنها نزلت فَعِدَّةُ مِنْ أَيَّامٍ مُتَتابِعَات﴾ وكان يقول من مات وعليه صيام شهر رمضان فليطعم عنه مكان كل يوم مسكيناً، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول: إذا مرض الرجل فى رمضان ومات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء وإن نذر قضى عنه وليه، وكان (ص) يقول لمن مرض فى رمضان وأفطر، ثم صح ولم يصم حتى أدركه رمضان آخر صم الذى أدركته ثم الشهر الذى أفطرت فيه وأطعم كل يوم مسكيناً، وأفطر عمر رضى الله عنه فى يوم غيم من رمضان فرأى أنه قد أمسى، وغابت الشمس فجاءه رجل فقير فقال: طلعت الشمس فقال عمر رضى الله عنه: الخطب يسير وقد اجتهدنا ونصوم يوماً مكانه والله أعلم.
وصل فى صوم التطوع
كان (ص) يقول من صام رمضان ثم أتبعه بعد الفطر ستاً من شوال كان كصيام الدهر، وفى رواية من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة، وفى رواية خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان يقول صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، وفى رواية يكفر السنة التى بعدها، وكان يصومه ويأمر بصيامه حتى الصبيان، وكان فى ابتداء الإصلام واجباً ثم خفف بفريضة رمضان، وصار سنة مؤكدة. وكان (ص) يقول من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته وكان يقول أنتم أحق بتعظيمه من اليهود فصوموه، وكان يقول خالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يرى أن يوم عاشوراء هو تاسع المحرم لا عاشرة وكان يحث على صوم يوم عرفة ويقول إن صومه يكفر سنتين ماضية ومستقبلة. وكان (ص) ينهى عن صوم عرفة بعرفة وعن صوم العيدين والتشريق، ويقول عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب، وذكر الله تعالى، وكان يكثر الصيام فى شعبان ويقول: إنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم وأن الله تعالى يكتب فيه على كل نفس ميته تلك السنة فأحب أن يأتينى أجلى وأنا صائم، وأن الله تعالى يطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم أو عاق لوالديه أو مدمن خمر أو قاتل نفس أو مسبل إزاره، وفى رواية إن الله عز وجل يطلع على عباده فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم، وكان (ص) يقول: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر. وكان يقول: صوموا الأشهر الحرم وأكلفوا فى العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وكان يحث على صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وكان إذا صامها يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس، وتارة يصوم أول خميس فى الشهر ثم الاثنين ثم الخميس، وتارة يصوم الاثنين ثم الخميس، وتارية غير ذلك، وكان كثيراً ما يصومها متوالية الثالث عشر واللذين يليانه، وكان (ص) يقول صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر، والوحر الحقد والغش والوسواس، وكان لا يفطر أيام البيض فى حضر ولا سفر ويقول إن صيامها كصوم الدهر، وكان يصوم الاثنين والخميس ويقول إنهما يومان ترفع فيهما العمال فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم، وكان (ص) يقصد صومهما ويقول إن الله تعالى يغفر فيهما لكل مسلم إلا متهجرين يقول دعوهما حتى يصطلحا، وفى رواية تفتح أبواب الجنة وتنسخ دواوين أهل الأرض فى دواوين أهل السماء فى كل اثنين وخميس وينادى هل من مستغفر فأغفر له وهل من تائب فيتاب عليه وترد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا، وكان (ص) يقول من صام الأربعاء والخميس والجمعة، ثم تصدق بما قل أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا، وكان يقول يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صومكم إلا أن تصوموا يوماً قبله ويوماً بعده، وكان يقول الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر، ومن نزل بقوم فلا يصومن إلا بإذنهم، وإذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطراً فليطعم، وإن كان صائماً فليدع لهم، وكان يقول لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن فى بيته إلا بإذنه، وفى رواية من حق الزوج على الزوجة ألا تصوم تطوعاً إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها، وكان (ص) يقول: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا إلا رجل كان له عادة والله أعلم.

وصل فى الاعتكاف
كان (ص) يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان ويقول من اعتكف عشراً من رمضان كان له حجتين وعمرتين، وكان يقول لا اعتكاف إلا بصوم وفى مسجد جامع، ثم رخص فى الاعتكاف من غير صوم ولو ساعة من نهار أو ليل، وكان (ص) يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره فكان يحيى ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره ويعتزل نساءه، وكان يرغب فى قيام ليلة القدر والتماسها فى العشر الأواخر من رمضان، ويقول: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وتحصل الفضيلة بقيامها ولو لم يرها، وكان يأمر من رأى ليلة القدر أن يقول فى دعائه اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى، وصحت الأحاديث أنها تدور فى أيام السنة ولا تكشف إلا لأهل القرب، وإذا رويت فى غير رمضان فلا تكون إلا فى العشر الأواسط والله تعالى أعلم.

كتاب الحج
قال الله تعالى: ﴿وَلله عَلَى النَّاس~ حجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إليْهِ سبِيلاً﴾ وكان (ص) يقول: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فقيل: يا رسول الله ما بر الحج؟ قال إطعام الطعام وطيب الكلام وإفشاء السلام، وفى رواية الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن، وكان (ص) يقول: تابعوا ما بين الحج والعمرة فإنهما تنقيان الفقر والذنوب، كما ينقى الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وكان يقول: إن آدم عليه السلام أتى البيت الحرام ألف أتية لم يركب فيهن قط من الهند على رجليه، وكان (ص) يقول: استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع فى الثالثة: قال ابن عمر رضى الله عنهما: لما هبك آدم من الجنة قال الله: إنى مهبط معك بيتاً أو منزلاً يطاف حوله كما يطاف حول عرشى، ويصلى عنده كما يصلى حول عرشى، فلما كان من الطوفان رفع فكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه الله لإبراهيم فبناه من خمسة أجبل جبل جراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير، وكان يقول أوحى الله إلى آدم عليه السلام أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث، قال وما يحدث علىَّ يارب؟ قال: مالا تدرى وهو الموت. قال وما الموت؟ قال سوف تذوقه، قال من أستخلف من أهلى؟ قال أعرض ذلك على السموات والأرض والجبال فعرض على السموات فأبت، وعلى الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم من أرض الهند حاجاً فما أكل وشرب فى منزل نزل فيه إلا صار عمراناً بعده وقرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما أنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفى عام، والبيت يومئذ من ياقوته حمراء جوفا، ولها بابان من يطوف يرى من فى جوف البيت، ومن فى جوف البيت يرى من يطوف، فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: قضيت نسكك؟ قال نعم يارب، قال: فسل حاجتك تعط، قال حاجتى أن تغفر لى ذنبى وذنب ولدى، قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفنى وآمن بى وصدق رسلى وكتابى غفرنا له ذنبه، وكان (ص) يقول من مات فى طريق مكة ذاهباً أو راجعاً لم يعرض ولم يحاسب وفى رواية غفر له، وكان يحث على النفقة فى الحج من وجه حلال أو كسب يد، ويقول إذا خرج الحج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله فى الركاب فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله فى الركاب فنادى لبيك نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور، والواجب فى حج الفرض أن يكون خالصاً فى نيته وقصده سالماً مما يشغل باله من التجارة وغيرها، ومن عجز فليقل اللهم غفرانك، وكان (ص) يحث على التواضع فى الحج ولبس الخلق من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال أنس: وحج رسول الله (ص) على رحل رث وقطيفة لا تساوى أربعة دراهم، ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة، وكان يحث على تعجيل الحج عند الاستطاعة ويقول تعجلوا إلى الحج يعنى بالفريضة فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له، فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة، وكان يرخص للأقارب والأجانب أن يحجوا عمن مات وفى ذمته حجة الإسلام أو النذر ويقول: حجوا عنهم، وكان كثيراً ما يفسر قوله تعالى: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إليْهِ سَبِيلاً﴾ بالزاد والراحلة، وينهى عن ركوب البحر عند ارتجاجه ويقول: من ركب البحر عند ارتجاجه فمات برئت منه الذمة. وكثيراً ما كان يقول لا تركب البحر إلا حاجاً أو معتمراً أو غازياً فى سبيل الله عز وجل فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً، وكان (ص) ينهى عن سفر المرأة للحج أو غيره مسيرة يومين أو ثلاثة إلا بمحرم يصحبها ويقول لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم أو زوج أو أب أو ابن أو أخ، وكان (ص) يحث النساء بعد حجة الإسلام أن يلزمن قعور بيوتهن، وقال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر.
وكانت نساء النبى (ص) كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا رسول الله (ص) يقول هذه الحجة ثم عليكن بالجلوس على ظهور الحصر فى البيوت، وكان يقول ألا لا يحج أحد عن غيره حتى يحج عن نفسه، وكان 0ص) يقول: أيما صبى حج به أهله فمات أجزأت عنه فإن أدرك فعليه الحج وأيما رجل مملوك حج به أهله فمات أجزأت عنه، فإن عتق فعليه الحج.
باب فى الإحرام
كان رسول الله (ص) إذا أراد الإحرام يغتسل ويتطيب بأطيب ما يجد، ويرخص فى الإحرام للحائض والنفساء، ويقول تغسل الحائض والنفساء وتحرم وتقضى المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت، وكان يقول يهل أهل المدينة من ذى الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن المنازل، ويهل أهل اليمن من يلملم ويهل أهل العراق من ذات عرق، ثم يقول هل لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونها فمهلة من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة. وكان (ص) يقول ليحرم أحدكم فى إزار ورداء ونعلين، فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين. وكان (ص) إذا أراد الخروج للإحرام ادهن بدهن ليس له رائحة، ولم يحج (ص) من المدينة بعد فريضة الحج إلا حج الوداع، وكان (ص) يعلم الناس كيفية إحرامهم ويقول للنساء أصحاب الضرورات: حجى واشترطى وقولى اللهم محلى حيثما حبستنى فإنك إ، حبست، أو مرضت فقد حللت من ذلك بشرطك على ربك عز وجل، قال ابن عباس رضى الله عنهما إن النبى (ص) لم يحج من المدينة غير حجة واحدة وهى حجة الوداع فأهل بحجة مفرداً فلما بات بوادى العقيق قال: إنه أتانى الليلة آت من ربى عز وجل فقال صل فى هذا الوادى المبارك وقل عمرة فى حجة فقرن عند ذلك، فلما دخل مكة قال لأصحابه أحلوا من إحرامكم بطواف البيت واسعوا بين الصفا والمروة وقصروا، ثم أقيموا حلالاً يحل لكم كل شئ حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا الذى قدمتم متعة، فقالوا كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ فقال افعلوا ما أمرتم ولكن لا يحل منى إحرام حتى يبلغ الهدى محله، وفى رواية لولا هديى لحللت فتعاظم ذلك عندهم وضاقت به صدورهم وردوا عليه القول، فدخل على عائشة رضى الله عنها وهو غضبان فرأت الغضب فى وجهه، فقالت من أغضبك أغضبه الله، قال وما لى لا أغضب وأنا آمر فلا أتبع ثم خرج من عندها وأمر معاوية أن يأخذ من شعره (ص) فتبعه الناس حين ذاك فكانت هذه هى متعته ولم يزل محرماً حتى نحر الهدى يوم النحر، وقال دخلت العمرة فى الحج إلى الأبد، وإن لم ينوها، وكان ذلك كفعله عام الحديبية، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: قال (ص) لأصحابه فى حجة الوداع حين أراد الإحرام: من أراد الإحرام منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل فتقسم الناس ثلاث فرق فكان منهم من أهل بعمرة وتمتع بها إلى الحج فلم يتوجب عليهم فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من أهل بحج وعمرة وهم الذين رخص لهم النبى (ص) فى فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من أهل بحج وساق فلا يحل من إحرامه حتى يبلغ الهدى محله فلما دخلوا مكة جميعاً فمن كان أحرم بالعمرة طاف وسعى وحلق وحل له الطيب والمخيط، ومن كان محرماً مقلداً للهدى فطاف وسعى حتى إذا كان يوم عرفة وقف بها وحلق ورمى ثم حل من إحرامه، وكذلك من كان قارناً، وقد وقع فى حجة الوداع خلاف كبير بين العلماء هل أحرم بحج أو عمرة أو قارناً، وقد صحت الأحاديث بذلك كله وأصل شبهة الخلاف فى ذلك أنه (ص) أحرم بذى الحليفة ملبياً للحج وكذلك أصحابه رضى الله عنهم، فلما بات بوادى العقيق قال لهم قولوا لبيك اللهم عمرة فى حجة فقرنوا عند ذلك، فلما دخلوا مكة جميعاً أمر من لم يكن معه هدى أن يتمتع، فلما أبوا إلا كفعله وعزم عليهم فسخوا جميعاً، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان فكان ذلك تخفيفاً على الناس، فقال رجل يا رسول الله أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال رسول الله (ص) بل هى للأبد، قال ابن المسيب رضى الله عنه فدخلت العمرة بذلك فى الحج وإن لم ينوها، ثم قال وبلغنى أن رجلاً شهد عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله (ص) فى مرضه الذى مات فيه ينهى عن العمرة قبل الحج، وكان يقول: أتانى جبريل فأمرنى أن آمر أصحابى أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية، وفى رواية أتانى جبريل فقال كن عجاجاً ثجاجاً، والعج التلبية والثج نحر البدن.
وكان (ص) يقول إذا لبى أحدكم فليقل لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وكان بعض الصحابة رضى الله عنهم يزيد على هذه التلبية لبيك وسعديك والخير بيديك والرغبة إليه والعمل ونحو ذلك من الكلام، ورسول الله (ص) يسمع ذلك فلا يرد عليهم شيئاً، وكان (ص) كلما فرغ من تلبيته سأل الله عز وجل رضوانه والجنة، واستعاذ برحمته من النار، وكان (ص) يقول يلبى المعتمر حتى يستلم الحجر الأسود والحاج يلبى حتى يرمى جمرة العقبة، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يستحبون للملبى إذا فرغ من تلبيته، أن يصلى ويسلم على رسول الله (ص)، وأن يكثر من الاستغفار والدعاء لأمور دينه ودنياه، وكان (ص) يقول لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا البرنس ولا السراويل ولا ثوباً مسه ورد ولا زعفران ولا الخفين. وكان (ص) يقول لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين وما مس الورد والزعفران من الثياب، ولتلبس ما أحبت من ألوان الثياب معصفراً أو خزاً أو حلياً أو سراويل أو قميصاً، وكان يقول من لم يجد نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، وكان يأمر بترك الطيب فى الإحرام ونزع المخيط ويقول لمن رآه متضمخاً بالطيب اغسله ثلاثاً. وكان (ص) ينهى عن تغطية الرأس ويرخص فى الاستظلال من الحر أو غيره. وكان يقول فى المحرم إذا مات اغسلوه بماء وسدر وكفنوه فى ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً. وكان يرخص لمن به أذى من رأسه من قمل ونحوه أن يحلقه أو يسرحه ومن به أذى من حوصل أن يغطيه وكان يرخص للمحرم فى الغسل للجنابة والنبرد وغسل الرأس بسدر ونحوه.

وصل فى دخول مكة
كان (ص) إذا دخل مكة دخل من الثنية العليا التى بالبطحاء، وإذا خرج خرج من الثنية السفلى. وكان يرفع يديه إذا رأى البيت ويقول: ترفع الأيدى فى الصلاة وغذا رؤى البيت وعلى الصفا والمروة وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت، وكان إذا رأى البيت قال: اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من كرمه وشرفه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً، اللهم أنت السلام ومنك السلام فأحيينا ربنا بالسلام وادخلنا دار السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، والسنة إذا دخل البيت أن يقصد مصلى رسول الله (ص) فيصلى فيه ولا يرفع بصره إلى سقف البيت ويحمد الله تعالى ويثنى عليه ويسأله ويستغفره، وكان ابن عمر رضى الله عنه يتوخى المكان الذى أخبره به بلال رضى الله عنه أن رسول الله (ص) صلى فيه. وكان إذا دخل البيت أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وخده عليه وحمد الله تعالى وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله عز وجل والمسألة والاستغفار، وكان لا يخلف بصره موضع سجوده حتى يخرج من الكعبة، وكان إذا دخل المسجد الحرام أول ما يبدى بالطواف فيستلم الحجر أو يقبله، وإن كانت زحمة أشار إليه ويرمل ثلاثاً أو يمشى أربعاً.
وكان (ص) يستلم الركن اليمانى ويقول إن استلامه يحط الخطايا حطاً، وكان يذكر الله تعالى فى طوافه بالأذكار المأثورة، فإذا فرغ من طوافه صلى ركعتين خلف المقام يفعل ذلك كل أسبوع ثم يخرج من باب الصفا للسعى بين الصفا والمروة، فيسعى بينهما من غير رمل إلا بين الميلين الأخضرين، فإنه يسرع مشيه مقارباً خطاه. وكان يبدأ إذا سعى بالصفا ويقول ابدءوا بما بدأ الله به، وكان (ص) يحسب الذهاب مرة والعودة مرة أخرى، ويختم السبعة الأِواط بالمروة ويحلق عندها أو يأخذ من شعره ثم يحل من إحرامه ويلبس المخيط ويفدى ما عليه من دم إن كان وهذه كيفية أعمال العمرة ويزاد للمفرد والقارن على ذلك من الأعمال الوقوف بعرفة مع استدامة الإحرام، فإذا وقف فليكثر من الدعاء والاستغفار وكثرة التضرع والابتهال إلى النفر.
والسنة أن يكون خروج الناس غير مؤذ للبهيمة بالسوق ونحوه، فإذا نفر فليبت بمزدلفة إن نزل بها الحاج وليصل الصبح بها ويقف بالمشعر الحرام مكثراً من الاستغفار والتضرع، ثم يسير إلى منى فيرمى جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاه ويذكر الله بما شاء ثم ينحر ما معه من الهدى. ثم يحلق رأسه أو يقصر ثم يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة ثم يرجع إلى منى فيقيم إلى أن ينفر فيرمى كل جمرة من الثلاث بسبع حصيات عند زوال الشمس ثم يأخذ فى أسباب حاجته وما هو محتاج إليه فى طريقه ولا حرج على من خالف هذا الترتيب فقد قال (ص) فى خطبته فى حجة الوداع حين سئل عن تقديم بعض هذه الأمور عن بعض فقال: افعل ولا حرج. وكان على رضى الله عنه يقول ما سئل رسول الله (ص) عن شئ قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج والله تعالى أعلم.

باب جامع لآداب جميع ما تقدم من هذه الأبواب
الطهارة وأصلها الحدث الموجب للوضوء أو الغسل، وإنما كان سبب ذلك الأكل وما تولد من شهوته وهو الجماع، لأنه أقوى حكماً من الأكل، فكذلك عوقب فيه بعموم البدن بالغسل، وأما الوضوء فإنما سببه الصلاة فقط دون غيرها، فخوطب فيه بغسل الأطراف تخفيفاً. وكان سبب أكل آدم عليه الصلاة والسلام من الشجرة إرادة الحق بواسطة إبليس فوجب تطهير كل ما سرت فيه تلك الأكلة التى كان إبليس سببها، لأنه قذر تولد من إغوائه القذر والنجس، فلذلك جاء الشرع بوجوب الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج تطهيراً واستعداداً، كما ورد فى الصحيح أن تلك الأكلة التى أكلها من الشجرة أقامت فى بطنه ثلاثين يوماً وطلبت الخروج وليست الجنة محلاً لمثل ذلك، وكذلك الحج إنما كان سبباً لتوبته حتى تلقى الكلمات من ربه فى تلك المنازل.
وكذلك الزكاة إنما وجبت لتعاطيهم أسباب الدنيا التى سببها بقاء هذه النية بالأكل والشرب والجماع وليست الدنيا غير ذلك، وذلك كله هو من معنى قوله (ص): الطهور شطر الإيمان، ولما كانت الدار الآخرة دار الكمال ومحل الطهارة والنزاهة عن الأقدار والخبائث التى اشتملت عليه هذه الدار، طولب العبد بالطهارة والاستعداد للوقوف بين يدى الحق تعالى ومجاورته، والدين مبنى على النظافة وهى الطهارة من الأحداث والأوساخ ظاهراً، ومن المخالفات باطناً فيتشبه بعباد السموات والأرض وغير ذلك من المخلوقات، فإنها كلها طاهرة متنزهة عن المخالفات، عائدة تلك الطهارة لبارئها، وهو القدوس الطاهر جل وتعالى، وأما آداب الصلاة فاعلم أنها أكبر شعب الإيمان بعد الشهادتين، قال رسول الله (ص): العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال رسول الله (ص) مفتاح الصلاة الطهور، وهو النظافة للدخول على الحق ومناجاته بكلامه وبواسطة رسوله (ص)، فيفتح الصلاة بقوله: الله أكبر من أن يقبل على غيره أو يلتفت إليه لما عرف من جلال الحق وعظم خطره، حيث كان الحق قبلته والقرآن كلامه والرسول واسطته، وهذه الحالة لا تكون لشئ من العبادات كلها، فإنها على صورة عبادة العالم أجمع، فالقيام فى الصلاة وصف من أوصاف القائمين فى الملأ الأعلى الذين لا يركعون أبداً والهبوط وصف من أوصاف الملائكة المنزلين والركوع وصف من أوصاف الراكعين الخاضعين الذين لا يرفعون رءوسهم أبداً، والرافع من الركوع وصف من أوصاف الصاعدين، والسجود وصف من أوصاف الملائكة الساجدين، والخشوع ليكون مع الخائفين والمشتاقين وإلقاء السمع وذم نفسه عن كل ما لا يليق بالصلاة ليكون من الحافظين الكاتبين، ومع هذا كله فلا يقوم فعل ذلك وإضعافه بشئ من حقوق الله عز وجل لما لا يملأ قلب المصلى من العظمة والجلال.
وأعلم أن الوجود كله بأجزائه مصل لله تعالى بدوام وجوده لا ينفك عن الصلاة حيث أقيم فى مقام العبودية لله تعالى، وليس فى العبادات من مقام العبودية لله تعالى فيه أظهر من الصلاة، فمن أدام النظر والمراقبة ورؤية التقصير ودوام الاستغفار وملازمة الذكر، وعمى عن عيوب الناس وانفتحت له عيوب باطنه كلها ورأى الوجود كله ظاهراً وباطناً مسبحاً مصلياً قال الله تعالى: ﴿وَلله يَسْجُد مَنْ فى السَّمواتِ والأَرْضِ طَوْعًا وكَرها وظِلاَلُهْم بالْغُدُوُ وَالآصَالِ﴾ ومن ترك فقد خالف الخليفة كلها، ولذلك ورد أن تارك الصلاة يحشر مع فرعون وهامان، لأنه تأبى عن العبودية والتواضع لله كما فعل فرعون، فإن الذى لا يخضع لأحد هو الله وحده فمن صلى بجسده وفعل أركان الصلاة كما استطاع وأنذر نفسه فى كل ركن من أركانها فى معانيها الباطنة، فقد صلى بجسده وعقله الصلاة المكتوبة ووجد طعم ذوق معانى الصلاة وما فيها من الأسرار المكنونة وأطلعه الله على ما يستحقه فى تلك الصلاة من الجزاء عاجلاً وآجلاً إن شاء الله تعالى.
وأما الزكاة فاعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل الزكاة طهراً للأموال والأبدان من النقص والفساد فيهما، وتزكية وتنزيها للنفوس والأرواح من خبائث الأوصاف والأخلاق، والتطهير إنما يكون من الخبث والنجس كما ورد فى الصحيح أنها أوساخ الناس، وكما ورد فى الماء الذى يتوضأ به الناس إن ذنوبهم وخطاياهم تخرج منهم فيه وقد خلق الله الخلق وأفقر بعضهم إلى بعض وجعل منهم الأغنياء والفقراء وذوى الحاجات المختلفة ليستقيم إيجاد الخليفة، فلو خلقوا كلهم أغنياء أو فقراء لبطلت حكمة الوجود كما قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَّتخِذَ بَعْضُهُم بَعضًا سُخْرِيَّا﴾ فجعل للفقراء وذوى الحاجات حقوقاً فى أموال الأغنياء هى مفروضة عليهم ليس لأصحاب الأموال فيها شئ، لأن المال مال الله والخلق خلق الله يعطى من يشاء المقدار الذى يشاء على حسب ما بينه النبى (ص) فى شريعته، وقد تقدم بيان ذلك فممسك الزكاة إنما يأكل أو مساخ الناس الفقراء، بل دماءهم، فأداء الزكاة الواجبة أقل درجات الطهارة فى الأموال، وأما التطوع الزائد فهو للخلل الذى لعله يقع فى أداء الواجب كما فى الصلاة، وأما كونها طهارة للنفوس والأرواح فلقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهم صَدَقَةً تُطهرِّهُم وتُزكِّيهِم بَها﴾ فمتى لم تؤد المفروضة لم تطهر الأعضاء بالنوافل المذكورة فى الأحاديث، ولذلك ورد أن مانع زكاة الماشية يبطح وتمشى عليه بقوائمها وتنطحه بقرونها، لأن أعضاءه لم تنشط بإعطاء الزكاة لأهلها، بل انقبضت وانضم بعضها إلى بعض بالبخل الشديد الذى لا بخل أكبر منه لأن منع الزكاة أعظم درجات البخل، وهو بخل بما ليس له، وأداؤها أقل درجات السخاء، لأن ذلك القدر مال الله تعالى تحت يده وديعه، والمال ماشية وغيرها له علاقة بقلب مالكه فهو يملكه ويشده ويضمه إليه بتلك العلاقة، والمال طائع له فى جميع ما يصرفه، وباستغراق الحب فيه تعبده المال وصار ذليلاً لمحبوبه كما ورد: نعس عبد الدينار والدرهم.
ومقام العبودية التذلل تحت أقدام معبوده، فهذا من بعد بعض معانى الزكاة، (اعلم) أن الوجود كله إذا نظرته وجدته متعبداً لله تعالى بالزكاة كما هو متعبد بجميع شرائع الإسلام، فإن الدين عند الله الإسلام ﴿ولَهُ أَسْلَمَ مَنْ فى السَّمواتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ وإن نظرت إلى الأرض التى هى أقرب الأشياء إليك وجدتها تعطى أقرب الخلق إليها جميع بركاتها لا تبخل عليهم بشئ مما أودع عندها من فصول العام كلها، وكذلك النبات يعطى ما عنده من جميع أنواع الأشجار والحيوان والبحر والسموات والأفلاك والشمس والقمر والنجوم الكل متعاون بعضه مع بعض لا يدخر شيئاً مما أودعه الحق عنده لغيره كل ذلك فى طاعة الله تعالى، لأن الوجود كله فقير بعضه إلى بعض قد لزمه الفقر، وشملته الحاجة وعطف بعضه على بعض، وهكذا شاهد الموقنون جميع ما دعت إليه الرسل بيننا واضحاً فى كل شئ وعاماً فى جميع الموجودات ولذلك سماهم الله تعالى موقنين قال تعالى: ﴿وَكَذلِكَ تُرِى إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمواتِ والأَرْضِ وَليَكُونَ مِنَ المُوقِنينَ﴾.
وأما الصوم فقد تقدم أنه من شعب الإيمان، وأما وجه الحكمة فيه فالنية والحسبة لأجره على الله تعالى، والصوم عن المنهيات الموبة للعذاب وحفظ الجوارح وزمها وإمساكها فى أيام الصوم دون لياليه، والصوم وصف من أوصاف الربوبية لا يتصف به على الكمال والدوام إلا الله كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَم﴾، وما فى الصحيح: الصوم لى وأنا أجزى به، فأضافه إلى نفسه، فالصوم يقطع أسباب التعبدات كلها لغير الله تعالى ويورث الحرية من رق الشهوات، لأن المراد من الإنسان أن يكون مالكاً للأشياء وخليفة عليها، إلا أن تكون مالكة له لأنه إذا استغرق فى أغراضه وملكته السهوات فقد قلب الحكمة وصبر الأعلى أسفل. وأعلم أن اعتبار صوم عام قد شمل الموجودات كلها كغيره من أنواع العبادات، وإذا الصوم هو الإمساك والتقييد هو الخروج من وظيفة وقيد به كل موجود، وهذا إذا نظرت الموجودات كلها وجدت كل واحد قد لزم ما قيد به وأمر به فترى الثقيل قد أمسك فى مقامه لا ينتقل، والخفيف لا يصعد والمتحرك لا يسكن، والساكن لا يتحرك وكل شئ مزموم بزمام الأمر فاعل لما أمر به تاركاً لما نهى عنه ولذلك ورد فى الأخبار أن لله تعالى فى كل ليلة من رمضان عتقاء من النار لا تنقطع أسباب الهوى والشهوات التى عتقت هؤلاء واسترقت غيرهم إلا ما شاء الله تعالى.
(وأما) الحج فهو ركن عظيم من أركان الدين وقد جاء آخر الأركان كلها لأنه جامع لمعانيها وحقائقها، ولأنه لا يتكرر فى العمر مرتين فكان مطلقاً عن حصر التكرار الموجب لسآمة العبد ولماله ولما فيه من المشقة بجميع أركان البدن ظاهراً وباطناً، فكان كالتتمة للشهادتين حيث لم يتكرر على العبد والتفسير عن جمع هذه الأحكام كلها عسير ويكفى منها إحرام القلب والجسد لله تعالى ظاهراً وباطناً وعلى أدنى أوصاف العبودية التى لا يتحقق بها على الكمال الأكمل الرسل والورثة والآثار التى وصلت إلينا عن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فى تلك الأماكن التى جعلها الله قياماً للناس وكعبة يلجأ إليها الخائفون تغنى عن إيضاح ما عم حكمه الظاهر والباطن أبد الأبدين ودهر الداهرين، ولما كان معظم أركان الدين مما تقدم جميعه الجهاد فى سبيل الله عز وجل، لأنه حقيقة تلك الشهادة، لم يكن لمن تخلف عن صحبة رسول الله (ص)، ولا لمن بعدهم نصيب من الجهاد والشهادة المطلقة، جعل الله تعالى الحج قائماً مقام الجهاد فى سبيل الله عز وجل كما جعل الله تعالى الزيارة لقبره (ص) قائماً مقام الهجرة، ولا فرق بين الحج والزيارة وبين الجهاد والهجرة قبل موت رسول الله (ص)، وبعده وقد صحت الأحاديث أنه (ص) حى فى قبره يصلى بأذان وإقامة كما أخبر بذلك فى حق موسى وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليلة المعراج، فله (ص) من الحرمة بعد موته أشد منها فى حال حياته، لأن الأمر فى حال حياته كان يجبر باستغفاره (ص) لمن أساء الأدب، وقد انختم الباب بانتقاله (ص) إلى الله تعالى فلا جبر بجنابة بعد موته إلا إن كان جاهلاً بما وقع منه، حسن الاعتقاد، كثير الاستغفار، وأقل ما يلتزمه عصاة المؤمنين من الأدب لبلده الشريف كأقل ما يلتزمه أكابر الوزراء لملوكهم، والناس فى الأدب ما بين مقل ومكثر بقدر ما وسعته إنسانية كل أحد من خوف الحق سبحانه وتعالى. وإلا فالكلام على ذلك لا يفيد مع خلو القلب عن مثل ذلك كله، ولا شك أن كلام الله تعالى هو الحكم الحق والقول الفصل، ولم يطرق قلوب أمثال من هم كالأنعام، فكيف لعبد يتجرأ على عبيد سيده يقول لم تسمعه آذانهم، ولم تعه قلوبهم، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى، كما جمع على محبته غيرهم ممن أراد، ولا اعتراض على من شهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله اعتقاداً جازماً مخالطاً لدمه وروحه ونفسه، وإن خالف الأقوال والأفعال وحساب الكل على الله تعالى فإنه تعالى يعلم من عباده ما لا يعلمه الخلق من بعضهم بعضاً، والتسليم أسلم للعلماء الراسخين فكيف لا يكون أسلم لعامة المؤمنين أمثالنا، ومن جملة شعب الإيمان الجماعة لقوله (ص): من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وقال الله تعالى: ﴿ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبْع غَيْر سَبِيلِ المؤْمِنِين نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيرا﴾ والجماعة هى التآلف والتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله (ص) ظاهراً وباطناً فى جميع الأحوال وهى فرض على كل من شملته الدعوة، فكل ما اجتمعت الناس عليه واستحسنوه ولم يقدح فى كتاب الله ولا سنة رسول فهو من السنة، والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأصل الأعيان كله إنما كانت ذرات فما ظهر للأعيان جرم ومقادير إلا بانضمام أجزاء كثيرة إليها، والحبل الذى يستقى به إنما هو شعرات وسائر تآلف بعضها إلى بعض حتى سار فى تلك القوة العظيمة والمتانة وهكذا الدين الحنيفى إنما هو أوامر ونواهى وترغيبات ومحمودات أظهرتها أيدى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وتممها وختمها من جميع خواتيم الأخلاق كلها سيدا محمد (ص).
علاج الأنفس السبعة بالأذكار السبعة
علاج الأنفس السبعة بالأذكار السبعة الواردة بالقرآن الكريم الذى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله، هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلمء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضى عجائبه، وهو الذى لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: ﴿إنَّا سَمِعْنَا قُرآنا عَجَبًا﴾ من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم، وهو عصمه لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب.
وإن النفس وإن كانت واحدة فى حقيقتها فهى سبعة باعتبار صفاتها.
1- فالنفس الأمارة يجوز السالك عقبتها بذكر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فيجوز بذلك ظلمة الأغيار. فالنفس دائماً تميل إلى طبيعتها البشرية، والشهوات الحسية ﴿إنَّ النَّفْس لأَمَّارة بالسوُّءِ﴾.
2- والنفس اللوامة يجوز السالك عقبتها بذكر (الله) فيجوز مقام المعانى فتكسب النفس تحت الأمر التكليفى وتزعن لأتباع الحق وتعرف ما يضرها وما ينفعها ﴿لاَأَقسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ﴾.
3- والنفس الملهمة يجوز السالك عقبتها بذكر (هو) فيجوز مقام الأسرار وتزول عن النفس ظلمة الميل والهوى ويقوى لديها معرفة الحق ويزيد صلتها بعالم القدس فتتلقى الإلهامات من الله ﴿فَألْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا﴾.
4- والنفص المطمئنة يجوز السالك عقبتها بذكر (حق) فيسكن اضطرابها ويخشع هيجانها. وتزول عنها الصفات الدميمة، وتصبح متطلعة إلى المقامات العلا، وذلك مقام الشهود: ﴿يَاأَيَّتُها النَّفْسُ المُطْمئَنَّةُ﴾.
5- والنفس المرضية يجوز عقبتها السالك بذكر (حى) فتسقط عنها المقامات وتفنى عن مرادها وتصل إلى مقام الكمال والوصال ﴿ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ راضِيَةً﴾.
6- والنفس المرضية يجوز عقبتها السالك بذكر (قيوم) فيزداد على النفس توارد الأحوال حتى تصبح تعلقة بالله يتساوى عندها وصلة وجفاه فهى لا ترجو إلا رضاه وذلك مقام الحياة والأنوار ﴿ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾.
7- والنفس الكاملة يجوز عقبتها السالك بذكر (قهار) فتؤمر النفس الكاملة بالرجوع إلى الخلق لإرشادهم وهدايتهم وذلك مقام تجليات الأسماء والصفات. ﴿ياأَّيُّتُها النَّفْسُ المطْمئِنَّةَ ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فادْخُلِى فى عِبَادِى وادْخُلى جَنَّتِى﴾.

فأمهات الأسماء عندهم (1) لا إله إلا الله. (2) الله. (3) هو. (4) حق. (5) حى. (6) قيوم. (7) قهار.
فإذا استطاع السالك قطع عقبات النفس السبعة أصبحت نفسه مستعدة للتخلق بأخلاق الله ومن ثم يلهمه الله الاسم الأعظم الذى غذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهذه الأسماء السبعة هى المصطلح عليها فى طريق الصوفية.
الله
لا إله إلا الله هو حق حى قيوم قهار
النفس الأمارة اللوامة الملهمة المطمئنة الراضية المرضية النفس الكاملة
الله السيرالى بالله السير الله السير على الله السير مع الله السير فى الله السير عن لله السير
عالم الشهادة عالم البرزخ عالم الأرواح عالم الحقيق عالم الاركان عالم الغيب عالم كثرة ووحده
حالة الميل إلى الشهوات حالة المحبة حالة العشق حالة الوصلة حالة الفناء حالة الحيرة حالة البقاء
محلة الصدر محلة القلب محلة الروح محـلة السر محلة سر السر محلة الفؤاد محلة مستوى السر
شريعة طريقة معرفة حقيقة ولاية ذات الشريعة ذات الكل
نوره أزرق نوره أصفر نوره أحمر نوره أبيض نوره أخضر نوره أسود نوره لا لون له

الخلوة الطاهرة بالدائرة الفاخرة
الحمد لله الذى طوى أسرار الخلوة النورانية فى الخلوة الإخلاصية، وأشهد أن لا إله إلا الله الذى اشار إلى الخلوة فى الآية القرآنية حيث قال جلت قدرته لمن طلب الآية الربانية ﴿آيتك ألاَّ تُكلِّمَ النَّاس ثَلاَثَ لَيالٍ سَويِّا﴾ وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله الذى اختلى فى غار حراء ففاجأه الوحى نديا اقرأ باسم ربك فإنك رسول نبى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ما ذكر ذاكر بكرة وعشيا.
أما بعد: فإن خلوتنا هى أعظم الخلوات مدتها لا تقل عن ثلاث ليال ومتوسطها أربعون وأقصاها ست وستون. فإذا جئت داخلاً فيها فقدم رجلك اليمنى وقل بسم الله الرحمن الرحيم على ملة رسول الله سيدنا محمد المصطفى عليه صلوات الله وعلى طريقة ولى الله سيدنا الإمام برهان الدين "أبو الإخلاص" رضى الله عنه وأرضاه ﴿رَبِّ أَدْخِلْنى مُدْخَل صِدْقٍ وأَخْرِجنْى مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَلْ لى مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً﴾، وبعد دخولك تصلى ركعتين ثم تقرأ دائماً الفاتحة مرة ثم الاسم المفرد عدد 66 مرة، وآية الكرسى مرة، ثم الاسم المفرد 66 مرة، ثم آية النور مرة، ثم الاسم المفرد 66 مرة، ثم تقول: الله مقصودى ورضاه مطلوبى مرة، ثم تقرأ الإخلاص ثلاثاً والمعوذتين مرة مرة، ثم تقول: اللهم صل صلاةً كاملةً وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذى تنحل ببركته العقد وتنفرج الكرب وتقضى الحوائج، وتنال الرغائب وحسن الخواتيم، ويستسقى الغمم بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه فى كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك يا حى يا قيوم يا الله. وعرفنى إياه معرفة أشهد بها محياه وأصبر بها مجلاه كما يحبه ويرضاه، وانصرنى بك لك، وأيدنى بك لك، واجعلنى من أئمة خيرك وميرك، ووفقنى لما تحبه وترضاه. آمين. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ولا تغفل عن أستاذك ولو بلغت مقام القطبية ولا تدخل إلا بإذنه أو بإذن وريثه، وليكن أكلك خبز الشعير مع زيت الزيتون لا الحيوان ولا ما خرج من الحيوان، لتتغلب الروحانية على الحيوانية إلى أن تخرج من تخلوتك، واحفظ أسرار ربك عن غير أهلها ولا تستعملها فيما لا يليق، وإن خوطبت بشئ فإن كان موافقاً للشريعة فحق وإن كان مخالفاً فلا تتبعه فتطرد، وكلما بدالك شئ فقل من باب التنزيه: "الله مقصودى ورضاه مطلوبى"، ومن أراد السعادة الأبدية وانتظام الأمور على ما يحب من الجاه والقبول وجلب الرزق ودفع الآفات والحفظ من جميع المكاره والأعداء، ويحبه من كان يبغضه ولا يقدر على ضرره أحد من المخلوقات والنجاح، فى كل ما يروم فليرسم الدائرة على كاغد نقى ويبخرها ببخور طيب الرائحة فى صباح يوم الجمعة ويعلقها فى شيبة من جريد النخل ويقرأ عليها الاستغاثة حتى تدور ويحملها فإنه ينال ما ذكرنا وزيادة.
(واعلم) أن فيها سراً غريباً لأصحاب الرياسة وطلاب المراتب ومن حملها وأكثر من ذكرها اتسع رزقه وكثرت اتباعه، ونفذت كلمته وانقادت له الرقاب ففيها اسم الله الأكبر وكنزه الأفخر فتدبرها فإنها من الأسرار اللدنية والنفحات المحمدية. ومن أراد الفتوح وسعادة الدارين فليستخرج عدد اسمه بالجمل وليأخذ من أسماء الله ما يوافق عدده، هذا العدد وليذكره بعدد اسمه على قدر طاقته ففى ذلك الفتوح وسعادة الدارين. والأعمال بالنيات رزقنا الله وإياك حسن النية وسلامة الاعتقاد. وإنى أيسر لك الطريق إلى ذلك فأقول مستغيثاً بالله:
اعلم يا سيدى أن لكل اسم من أسماء الله تعالى عدداً خاصاً به ولكل عدد مراتب ينبغى ألا يتعدى الذاكر نهايتها لأن ذكر الأسماء بعددها الواقع عليها كما قيل إنه مفتاح باب الوصول، فإن مجاوزته قد تكون خطراً لمن لا شيخ له، ولكى تعرف عدد الاسم الذى تذكر به يجب أن تعرف أن لكل حرف من الحروف عدداً وبيانه فى الجدول الآتى:

1 ب ج د هـ و ز ح طـ ى
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
ك ل م ن س ع ف ص ق ر
20 30 40 50 60 70 80 90 100 200
ش ت ث خ ذ ط ظ غ الله مقصودى
300 400 500 600 700 800 900 1000 ورضاه مطلوبى

واعلم أن أسماء الله كثيرة قال بعضهم: إنها ثلاثمائة وقيل ألف وواحد وقيل أربعة وعشرون ومائة ألف على عدد الأنبياء عليهم الصلاة والسم، وقيل ليس لها حد ولا نهاية ولكن أشهرها ما ورد فى حديث الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (ص): "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة".
وها هى ذى على حسب رواية الترمذى وعدد كل اسم منها بالجمل:
جدول صـ 143
والآن قد عرفت عدد كل اسم من أسماء الله الحسنى المباركة. فإذا أردت أن تعرف عدد اسمك فخذ من الجدول السابق عدد كل حرف من اسمك ومجموع أعداد هذه الحروف فهو عدد اسمك فمثلاً اسم (محمد).
م ح م د
40 8 40 4
المجموع (92)
مجموع (92) وما يوافق هذا العدد من أسماء الله تعالى (باسط) وعدده (72) واسمه تعالى (ودود) وعدده (20) فتكون الجملة (92) وهو عدد اسم محمد وهكذا.
وأهل الذكر على حسب ما جاء فى أورادهم وأحزابهم وأدعيتهم يذكرون اسم (الله) (66) مرة واسمه تعالى (لطيف) (129) مرة، وقد أشرت إلى ذلك فى أول هذا الباب عند الأمر بالذكر لإن كل اسم له ثلاث مراتب ينبغى ألا يتعدى الذاكر نهايتها. وسأشرح لك فيما بعد كيفية ذلك وإلا فأنت مخير فى ذكر الأسماء بعدد وبغير عدد. والمهم ملاحظة المعنى على حسب طاقتك، وإنما ذكرت لك ذلك حتى تكون على بصيرة من الأمر، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. وكذلك إذا أردت أن تعرف عدد اسمه تعالى لطيف فى مراتبه.. تفعل هكذا:
1 2 3 4
ل ط ى ف
30 9 10 80
المجموع (129)

فيكون عدد اسمه تعالى لطيف (129) ويعتبر المرتبة الأولى. ولمعرفة المرتبة الثانية تضرب هذا العدد فى عدد حروف الاسم فتكون (129×4= 516).
ولمعرفة المرتبة الثالثة تضرب نفس العدد فى نفسه هكذا (129×129= 16641). وهذا هو نهايته التى يجب ألا يتعداها الذاكر. وهكذا يكون الحال فى بقية الأسماء. وهأنذا قد بينت لك بعضاً من أسرار الحروف ولطائف معانيها. مما أجرأه الله على اللسان وسبق به سابق القدر وقد ألمعت لك بشئ من معانيها. ولعل الله يطلعك على سر ما فيها والذاكر مخير فى أن يذكر بأية مرتبة من هذه المراتب على حسب فراغه وإقباله. والذكر القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، فقد ورد أن أفضل الأعمال أدومها وإن قل، وقد نهى الإنسان عن ترك ما اعتاد فعله من العبادات حتى إن بعض الأئمة أوجب صوم النفل إذا دخل العبد فيه، ثم أفطر. والله تعالى يقول: ﴿وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾، وكل ذلك تشجيع على الاستمرار فى العبادات ولهذا وجب عدم ترك ما اعتادته الجوارح ويجوز ذكر الاسم مجرداً أو بياء النداء أو بأداة التعريف.. مثال ذلك:
(وهاب..... يا وهاب..... الوهاب) وكل هذا وارد عن السادة الصوفية.





_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


وصل فى زكاة الفطر
كان (ص) يقول: صيام شهر رمضان معلق ما بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر. وكان يأمر بإخراج زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من دقيق أو صاعاً من طعام أو صاعاً من سلت أو صاعاً من أقط على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير والغنى والفقير من المسلمين أما الغنى فيزكيه الله وأما الفقير فيرد عليه أكثر مما أعطى، وكان أصحاب رسول الله (ص) يعطون زكاتهم قبل الفطر بيوم أو يومين، وكان يأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة ويقول زكاة الفطر طهر للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات، قال الإمام مالك وقد حررت الساع الذى كان أهل المدينة يؤدون به على عهد رسول الله (ص) فوجدته خمسة أرطال وثلثا بالعراق وقدره بالقدح المصرى قدحان.
وصل فى النهى
عن أن يسأل الإنسان بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً. وكان كثيراً ما يقول: من سأل بالله فأعطوه ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئون فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه، وكانت عائشة رضى الله عنها تقول إذا أعطيتم السائل شيئاً فدعا لكم فادعوا له بمثل ما دعا لكم لتكون الصدقة خالصة لكم، وكان السلف الصالح لا يسألون الفقير الدعاء إذا أسدوا إليه معروفاً رضى الله عنهم أجمعين. وكان كثيراً ما يحدث عن الخضر عليه السلام فيقول: بينما الخضر ذات يوم يمشى فى سوق بنى إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق علىَّ بارك الله فيك، فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندى شئ أعطيكه، فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت علىَّ فإنى نظرت السماحة فى وجهك ورجوت البركة عندك، فقال الخضر آمنت بالله ما عندى شئ أعطيكه إلا أن تأخذنى فتبيعنى، فقال المسكين هل يستقيم هذا؟ قال نعم أقول لقد سألتنى بأمر عظيم، أما أنى لا أخيبك بوجه ربى، بعنى، قال فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمناً لا يستعمله فى شئ قال إنما اشترتنى التماس خير عندى فأوصنى بعمل، قال أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير ضعيف. قال ليس يشق على قال قم فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر فى يوم، فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة فى ساعة قال أحسنت فأحملت وأطقت ما لم أرك تطيقه. قال ثم عرض للرجل سفر فقال إنى أحسبك أميناً فاخلفنى فى أهلى خلافة حسنة قال أوصنى بعمل قال إنى أكره أن أشق عليك، قال ليس يشق علىّ، قال فاضرب من اللبن لبنتى حتى أقدم عليك، قال فمر الرجل لسفره ثم رجع وقد شيد بناه قال أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك؟ قال سألتنى بوجه الله ووجه الله أوقعنى فى هذه العبودية، فقال الخضر سأحدثك من أنا، أنا الخضر الذى سمعت به سألنى مسكين صدقة فلم يكن عندى شئ أعطيه إياه فسألنى بوجه الله تعالى فأمكنته من رقبتى فباعنى، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرفض سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة لا جلدة ولا لحم له يتفقع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبى الله احكم فى أهلى ومالى بما شئت أو اختر فأخلى سبيلك، قال أحب أن تخلى سبيلى فأعبد ربى، فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذى أوقعنى فى العبودية ثم نجانى منها والله أعلم.

كتاب الصيام
كان رسول الله (ص) إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، ربى وربك الله، هلال رشد وخير آمنت بالذى خلقك، يقول ذلك ثلاث مرات وكان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه، وكان (ص) يأمر بصيام رمضان إذا أخبره واحد من السملمين أنه رآه، وأ×بره ابن عمر رضى الله عنه برؤية الهلال فصام وأمر الناس بصيامه، وجاءه أعرابى مرة فقال يا رسول الله: إنى رأيت هلال رمضان، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله قال: نعم. قال: أتشهد أن محمداً رسول الله. قال: نعم، قال يا بلال أذن فى الناس أن يصوموا وأن يقوموا غداً، وكان يقول: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وأنسكوا لها. فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين. وكان يقول لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين أن يكون شيئاً يصومه أ؛دكم ولا تصوموا حتى تروه، ثم صوموا حتى تروه فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين ثم أفطروا. وكان (ص) يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظه من غيره ويقول احصوا هلال شعبان لرمضان، وكان يقول الصوم يوم يصومون، والفطر يوم يفطرون والأضحى يوم يضحون، ومناه إنما الصوم والفطر مع الجماعة ومعظم الناس ولا ينفرد بعقله ورأيه، وإن كان له مستند صحيح فى نفس الأمر، وكان ينهى عن صوم يوم الشك، وكان عمار بن ياسر رضى الله عنه يقول من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم (ص)، وكانت الصحابة رضى الله عنهم لا يأمرون أهل بلد بعيد بالصوم لرؤية أهل بلد آخر كالمدينة والشام ومصر والمغرب ونحو ذلك، وكانوا لا يرون بأسا بتقدم أهل بلد بيوم على أهل بلد آخر. قال كريب مولى ابن عباس رضى الله عنهم: بعثتنى أم المفضل بنت الحارث إلى معاوية بالشام فقدمت الشام فاستهل رمضان ورأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة فى آخر الشهر فسألنى ابن عباس متى رأيتم الهلال؟ فقلت رأيته مع الناس ليلة الجمعة وصاموا وصام معاوية، قال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل الثلاثين، أو نراه، فقلت أفلا تكفى رؤية معاوية وصيامه؟ قال لا هكذا أمرنا رسول الله (ص)، وكان يقول من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له، وفى رواية من لم يجعل الصيام قبل الفجر فلا صيام له. وكان يرخص فى النية بعد طلوع الفجر فى صيام النفل ما لم تزل الشمس، وكثيراً ما كان يدخل بيته فيقول هل عندكم شئ نتغذى به فإن قالوا نعم أكل، وإن قالوا لا قال إنى إذاً صائم، وكان كثيراً ما كان يفطر من صوم التطوع بعد أن نواه ويقول إنما مثل صوم التطوع مثل الرجل يخرج صدقة فإن شاء قضاها وإن شاء حبسها، وكان (ص) يأمر الصبيان بالصوم حتى يطيقون الصوم سواء الفرض أو النفل، وكان يرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التى حول المدينة فيأمر منادى فيقول ألا من أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه. وكان عمر رضى الله عنه يضرب من يراه يأكل من الصبيان الذين قاربوا البلوغ وكان إذا بلغ أحد من الصبيان فى أثناء الشهر أو أسلم أحد من الرجال فيه لا يأمره بإعادة ما مضى من الشهر بل يأمره بإتمام ذلك اليوم الذى بلغ أو أسلم فيه وقضى يوماً آخر عنه.

وصل
كان (ص) ينهى عن الوصال والحجامة للصائم من أجل الضعف، وكان يرخص فى ذلك للأقوياء ويقول: ثلاثة لا يفطرون الصائم: الحجامة والقئ والاحتلام، واحتجم (ص) وهو محرم صائم، وقال أنس رضى الله عنه إنما نهى رسول الله (ص) عن الوصال والحجامة فى الصيام إبقاءً على أصحابه، وشفقة، ولم يكن يحرمهما. وكان يقول من ذرعه القئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقض. وكان يأمر باستعمال الأثمد المروح عند النوم ويقول لينقه الصائم. وجاء رجل فقال يا رسول الله اشتكت عينى أفأكتحل؟ قال نعم. وكان يرخص فى السواك للصائم، وكان يقول من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ولا قضاء عليه، وفى رواية من أفطر يوماً من رمضان لا قضاء عليه، ولا كفارة، قالت عائشة رضى الله عنها كان (ص) يقبلنى كثيراً وهو صائم، وكان يصبح فى نهار رمضان جنباً من جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك النهار ولا يقضى. وكان يحث الصائم على التحفظ من الغيبة والفحش والكذب ويقول: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإذا شاتمه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ صائم. وكان كثيراً ما يقول من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه. وكان (ص) يقول ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد فقل إنى صائم وإن كنت قائماً فاجلس. وكان يقول رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والله أعلم.
وصل
كان (ص) يحث على تعجيل الفطر قبل الصلاة ويقول: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ولم ينتظر بفطرهم النجوم. وكان يقول: يقول الله عز وجل: إن أحب عبادى إلىَّ أعجلهم فطراً ولا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون.
وكان يفطر على رطبات قبل أن يصلى، وكثيراً ما كان يفطر بعد الصلاة، وكان (ص) إذا لم يجد رطبات أفطر على تمرات فإن لم يكن حسى حسوات من ماء ويقول إنه طهور، وكان يحب الفطر على التمر أو شئ لم تصبه الناس، وكان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما لا يفطران إلا بعد الصلاة. وكان يقول إذا أفطر: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، وكان يحث على تفطير الصائمين ويقول من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ، وفى رواية من فطر صائماً على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة فى ساعات شهر رمضان وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل رق قلبه وكثرت دموعه فقيل يا رسول الله أفرأيت إن لم يكن عنده، قال فقبضة من طعام، قيل أفرأيت إن لم يكن عنده قال فمذقة من لبن، قال أفرأيت إن لم يكن عنده قال فشربة من ماء، وكان يحث على السحور ويقول تسحروا فإن فى السحور بركة، وكان (ص) يقول فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وكان يقول البركة فى ثلاثة: فى الجماعة والثريد والسحور، وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين، وكان يقول استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل، وكان يقول ثلاثة ليس عليهم حساب فما طعموا إن شاء الله تعالى إذا كان حلالاً: الصائم والمتسحر والمرابط فى سبيل الله، وكان يقول السحور كله بركه فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، وكان يقول نعم سحور المرء التمر، وكان يحث على تأخير السحور إلى قريب من الفجر الأول وما بينهما قدر قراءة خمسين آية ثم يطلع الفجر الثانى، وفى رواية كنا نفرغ من السحور فنبادر إلى صلاة الفجر، وقال حذيفة رضى الله عنه: كنا نتسحر فى الغلس إلا أن الشمس لم تطلع، يعنى إلى قريب الإسفار، وكان (ص) يقول إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده يشرب منه فلا يدعه حتى يقضى حاجته، وكان يقول كلوا واشربوا حتى يعترض لكم الفجر الأحمر، قال الإمام الشافعى رضى الله عنه ولعل هذا محمول على أحد رجلين إما نائم غلبه النوم عن سحور وعادته أو رجل لا يطبق الصيام إلا إذا تسحر فى ذلك الوقت لهرمه أو ضعفه انتهى.
وصل
كان (ص) يرخص فى الفطر للمسافر ويقول له إن شئت صم وإن شئت فأفطر، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يسافرون مع رسول الله (ص) فمنهم الصائم ومنهم المفطر ولم يعب على من أفطر فى السفر فى شدة الحر تطييباً لقلوب أصحابه حين أمرهم فلم يفعلوا، ولما أفطر بلغه عن قوم لم يفطروا وقد بلغ بهم الجهد فقال أولئك العصاة إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وليس من البر الصيام فى السفر، وكان إذا جلس يتغذى فى السفر فى نهار رمضان يقول لأصحابه هلموا إلى الغداء إن الله قد وضع عن المسافر الصيام ونصف الصلاة وأرخص له فى الإفطار كما أرخص للحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما. وكان (ص) كثيراً ما يقول لأصحابه إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا فتكون عزمة، فيفطرون كلهم، وكان مقدار السفر الذى كان أصحاب رسول الله (ص) يفطرون فيه على عهده (ص) ثلاثة أميال، وكان يرخص فى الفطر للمريض والشيخ والعجوز والحامل والمرضع، وكان يأمر الحامل والمرضع بأن تطعم مكان كل يوم مسكيناً، وكان يرخص فى قضاء رمضان متفرقاً ويقول: قاضى رمضان إن شاء فرق وإن شاء تابع، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول لا بأس أن يفرق لقوله تعالى: ﴿فَعِدَّةُ مِنْ أيَّامٍ أُخَر﴾ وقالت عاءشة رضى الله عنها نزلت فَعِدَّةُ مِنْ أَيَّامٍ مُتَتابِعَات﴾ وكان يقول من مات وعليه صيام شهر رمضان فليطعم عنه مكان كل يوم مسكيناً، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يقول: إذا مرض الرجل فى رمضان ومات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء وإن نذر قضى عنه وليه، وكان (ص) يقول لمن مرض فى رمضان وأفطر، ثم صح ولم يصم حتى أدركه رمضان آخر صم الذى أدركته ثم الشهر الذى أفطرت فيه وأطعم كل يوم مسكيناً، وأفطر عمر رضى الله عنه فى يوم غيم من رمضان فرأى أنه قد أمسى، وغابت الشمس فجاءه رجل فقير فقال: طلعت الشمس فقال عمر رضى الله عنه: الخطب يسير وقد اجتهدنا ونصوم يوماً مكانه والله أعلم.
وصل فى صوم التطوع
كان (ص) يقول من صام رمضان ثم أتبعه بعد الفطر ستاً من شوال كان كصيام الدهر، وفى رواية من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة، وفى رواية خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان يقول صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، وفى رواية يكفر السنة التى بعدها، وكان يصومه ويأمر بصيامه حتى الصبيان، وكان فى ابتداء الإصلام واجباً ثم خفف بفريضة رمضان، وصار سنة مؤكدة. وكان (ص) يقول من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته وكان يقول أنتم أحق بتعظيمه من اليهود فصوموه، وكان يقول خالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً، وكان ابن عباس رضى الله عنهما يرى أن يوم عاشوراء هو تاسع المحرم لا عاشرة وكان يحث على صوم يوم عرفة ويقول إن صومه يكفر سنتين ماضية ومستقبلة. وكان (ص) ينهى عن صوم عرفة بعرفة وعن صوم العيدين والتشريق، ويقول عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب، وذكر الله تعالى، وكان يكثر الصيام فى شعبان ويقول: إنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم وأن الله تعالى يكتب فيه على كل نفس ميته تلك السنة فأحب أن يأتينى أجلى وأنا صائم، وأن الله تعالى يطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم أو عاق لوالديه أو مدمن خمر أو قاتل نفس أو مسبل إزاره، وفى رواية إن الله عز وجل يطلع على عباده فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم، وكان (ص) يقول: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر. وكان يقول: صوموا الأشهر الحرم وأكلفوا فى العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وكان يحث على صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وكان إذا صامها يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس، وتارة يصوم أول خميس فى الشهر ثم الاثنين ثم الخميس، وتارة يصوم الاثنين ثم الخميس، وتارية غير ذلك، وكان كثيراً ما يصومها متوالية الثالث عشر واللذين يليانه، وكان (ص) يقول صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر، والوحر الحقد والغش والوسواس، وكان لا يفطر أيام البيض فى حضر ولا سفر ويقول إن صيامها كصوم الدهر، وكان يصوم الاثنين والخميس ويقول إنهما يومان ترفع فيهما العمال فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم، وكان (ص) يقصد صومهما ويقول إن الله تعالى يغفر فيهما لكل مسلم إلا متهجرين يقول دعوهما حتى يصطلحا، وفى رواية تفتح أبواب الجنة وتنسخ دواوين أهل الأرض فى دواوين أهل السماء فى كل اثنين وخميس وينادى هل من مستغفر فأغفر له وهل من تائب فيتاب عليه وترد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا، وكان (ص) يقول من صام الأربعاء والخميس والجمعة، ثم تصدق بما قل أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا، وكان يقول يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صومكم إلا أن تصوموا يوماً قبله ويوماً بعده، وكان يقول الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر، ومن نزل بقوم فلا يصومن إلا بإذنهم، وإذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطراً فليطعم، وإن كان صائماً فليدع لهم، وكان يقول لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن فى بيته إلا بإذنه، وفى رواية من حق الزوج على الزوجة ألا تصوم تطوعاً إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها، وكان (ص) يقول: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا إلا رجل كان له عادة والله أعلم.

وصل فى الاعتكاف
كان (ص) يعتكف فى العشر الأواخر من رمضان ويقول من اعتكف عشراً من رمضان كان له حجتين وعمرتين، وكان يقول لا اعتكاف إلا بصوم وفى مسجد جامع، ثم رخص فى الاعتكاف من غير صوم ولو ساعة من نهار أو ليل، وكان (ص) يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره فكان يحيى ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره ويعتزل نساءه، وكان يرغب فى قيام ليلة القدر والتماسها فى العشر الأواخر من رمضان، ويقول: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وتحصل الفضيلة بقيامها ولو لم يرها، وكان يأمر من رأى ليلة القدر أن يقول فى دعائه اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى، وصحت الأحاديث أنها تدور فى أيام السنة ولا تكشف إلا لأهل القرب، وإذا رويت فى غير رمضان فلا تكون إلا فى العشر الأواسط والله تعالى أعلم.

كتاب الحج
قال الله تعالى: ﴿وَلله عَلَى النَّاس~ حجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إليْهِ سبِيلاً﴾ وكان (ص) يقول: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فقيل: يا رسول الله ما بر الحج؟ قال إطعام الطعام وطيب الكلام وإفشاء السلام، وفى رواية الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن، وكان (ص) يقول: تابعوا ما بين الحج والعمرة فإنهما تنقيان الفقر والذنوب، كما ينقى الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وكان يقول: إن آدم عليه السلام أتى البيت الحرام ألف أتية لم يركب فيهن قط من الهند على رجليه، وكان (ص) يقول: استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع فى الثالثة: قال ابن عمر رضى الله عنهما: لما هبك آدم من الجنة قال الله: إنى مهبط معك بيتاً أو منزلاً يطاف حوله كما يطاف حول عرشى، ويصلى عنده كما يصلى حول عرشى، فلما كان من الطوفان رفع فكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه الله لإبراهيم فبناه من خمسة أجبل جبل جراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير، وكان يقول أوحى الله إلى آدم عليه السلام أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث، قال وما يحدث علىَّ يارب؟ قال: مالا تدرى وهو الموت. قال وما الموت؟ قال سوف تذوقه، قال من أستخلف من أهلى؟ قال أعرض ذلك على السموات والأرض والجبال فعرض على السموات فأبت، وعلى الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم من أرض الهند حاجاً فما أكل وشرب فى منزل نزل فيه إلا صار عمراناً بعده وقرى حتى قدم مكة، فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا السلام عليك يا آدم بر حجك أما أنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفى عام، والبيت يومئذ من ياقوته حمراء جوفا، ولها بابان من يطوف يرى من فى جوف البيت، ومن فى جوف البيت يرى من يطوف، فقضى آدم نسكه، فأوحى الله تعالى إليه: قضيت نسكك؟ قال نعم يارب، قال: فسل حاجتك تعط، قال حاجتى أن تغفر لى ذنبى وذنب ولدى، قال أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفنى وآمن بى وصدق رسلى وكتابى غفرنا له ذنبه، وكان (ص) يقول من مات فى طريق مكة ذاهباً أو راجعاً لم يعرض ولم يحاسب وفى رواية غفر له، وكان يحث على النفقة فى الحج من وجه حلال أو كسب يد، ويقول إذا خرج الحج حاجاً بنفقة طيبة ووضع رجله فى الركاب فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله فى الركاب فنادى لبيك نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور، والواجب فى حج الفرض أن يكون خالصاً فى نيته وقصده سالماً مما يشغل باله من التجارة وغيرها، ومن عجز فليقل اللهم غفرانك، وكان (ص) يحث على التواضع فى الحج ولبس الخلق من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال أنس: وحج رسول الله (ص) على رحل رث وقطيفة لا تساوى أربعة دراهم، ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة، وكان يحث على تعجيل الحج عند الاستطاعة ويقول تعجلوا إلى الحج يعنى بالفريضة فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له، فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة، وكان يرخص للأقارب والأجانب أن يحجوا عمن مات وفى ذمته حجة الإسلام أو النذر ويقول: حجوا عنهم، وكان كثيراً ما يفسر قوله تعالى: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إليْهِ سَبِيلاً﴾ بالزاد والراحلة، وينهى عن ركوب البحر عند ارتجاجه ويقول: من ركب البحر عند ارتجاجه فمات برئت منه الذمة. وكثيراً ما كان يقول لا تركب البحر إلا حاجاً أو معتمراً أو غازياً فى سبيل الله عز وجل فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً، وكان (ص) ينهى عن سفر المرأة للحج أو غيره مسيرة يومين أو ثلاثة إلا بمحرم يصحبها ويقول لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم أو زوج أو أب أو ابن أو أخ، وكان (ص) يحث النساء بعد حجة الإسلام أن يلزمن قعور بيوتهن، وقال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر.
وكانت نساء النبى (ص) كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا رسول الله (ص) يقول هذه الحجة ثم عليكن بالجلوس على ظهور الحصر فى البيوت، وكان يقول ألا لا يحج أحد عن غيره حتى يحج عن نفسه، وكان 0ص) يقول: أيما صبى حج به أهله فمات أجزأت عنه فإن أدرك فعليه الحج وأيما رجل مملوك حج به أهله فمات أجزأت عنه، فإن عتق فعليه الحج.
باب فى الإحرام
كان رسول الله (ص) إذا أراد الإحرام يغتسل ويتطيب بأطيب ما يجد، ويرخص فى الإحرام للحائض والنفساء، ويقول تغسل الحائض والنفساء وتحرم وتقضى المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت، وكان يقول يهل أهل المدينة من ذى الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن المنازل، ويهل أهل اليمن من يلملم ويهل أهل العراق من ذات عرق، ثم يقول هل لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونها فمهلة من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة. وكان (ص) يقول ليحرم أحدكم فى إزار ورداء ونعلين، فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين. وكان (ص) إذا أراد الخروج للإحرام ادهن بدهن ليس له رائحة، ولم يحج (ص) من المدينة بعد فريضة الحج إلا حج الوداع، وكان (ص) يعلم الناس كيفية إحرامهم ويقول للنساء أصحاب الضرورات: حجى واشترطى وقولى اللهم محلى حيثما حبستنى فإنك إ، حبست، أو مرضت فقد حللت من ذلك بشرطك على ربك عز وجل، قال ابن عباس رضى الله عنهما إن النبى (ص) لم يحج من المدينة غير حجة واحدة وهى حجة الوداع فأهل بحجة مفرداً فلما بات بوادى العقيق قال: إنه أتانى الليلة آت من ربى عز وجل فقال صل فى هذا الوادى المبارك وقل عمرة فى حجة فقرن عند ذلك، فلما دخل مكة قال لأصحابه أحلوا من إحرامكم بطواف البيت واسعوا بين الصفا والمروة وقصروا، ثم أقيموا حلالاً يحل لكم كل شئ حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا الذى قدمتم متعة، فقالوا كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ فقال افعلوا ما أمرتم ولكن لا يحل منى إحرام حتى يبلغ الهدى محله، وفى رواية لولا هديى لحللت فتعاظم ذلك عندهم وضاقت به صدورهم وردوا عليه القول، فدخل على عائشة رضى الله عنها وهو غضبان فرأت الغضب فى وجهه، فقالت من أغضبك أغضبه الله، قال وما لى لا أغضب وأنا آمر فلا أتبع ثم خرج من عندها وأمر معاوية أن يأخذ من شعره (ص) فتبعه الناس حين ذاك فكانت هذه هى متعته ولم يزل محرماً حتى نحر الهدى يوم النحر، وقال دخلت العمرة فى الحج إلى الأبد، وإن لم ينوها، وكان ذلك كفعله عام الحديبية، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: قال (ص) لأصحابه فى حجة الوداع حين أراد الإحرام: من أراد الإحرام منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل فتقسم الناس ثلاث فرق فكان منهم من أهل بعمرة وتمتع بها إلى الحج فلم يتوجب عليهم فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من أهل بحج وعمرة وهم الذين رخص لهم النبى (ص) فى فسخ الحج إلى العمرة، ومنهم من أهل بحج وساق فلا يحل من إحرامه حتى يبلغ الهدى محله فلما دخلوا مكة جميعاً فمن كان أحرم بالعمرة طاف وسعى وحلق وحل له الطيب والمخيط، ومن كان محرماً مقلداً للهدى فطاف وسعى حتى إذا كان يوم عرفة وقف بها وحلق ورمى ثم حل من إحرامه، وكذلك من كان قارناً، وقد وقع فى حجة الوداع خلاف كبير بين العلماء هل أحرم بحج أو عمرة أو قارناً، وقد صحت الأحاديث بذلك كله وأصل شبهة الخلاف فى ذلك أنه (ص) أحرم بذى الحليفة ملبياً للحج وكذلك أصحابه رضى الله عنهم، فلما بات بوادى العقيق قال لهم قولوا لبيك اللهم عمرة فى حجة فقرنوا عند ذلك، فلما دخلوا مكة جميعاً أمر من لم يكن معه هدى أن يتمتع، فلما أبوا إلا كفعله وعزم عليهم فسخوا جميعاً، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان فكان ذلك تخفيفاً على الناس، فقال رجل يا رسول الله أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال رسول الله (ص) بل هى للأبد، قال ابن المسيب رضى الله عنه فدخلت العمرة بذلك فى الحج وإن لم ينوها، ثم قال وبلغنى أن رجلاً شهد عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله (ص) فى مرضه الذى مات فيه ينهى عن العمرة قبل الحج، وكان يقول: أتانى جبريل فأمرنى أن آمر أصحابى أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية، وفى رواية أتانى جبريل فقال كن عجاجاً ثجاجاً، والعج التلبية والثج نحر البدن.
وكان (ص) يقول إذا لبى أحدكم فليقل لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وكان بعض الصحابة رضى الله عنهم يزيد على هذه التلبية لبيك وسعديك والخير بيديك والرغبة إليه والعمل ونحو ذلك من الكلام، ورسول الله (ص) يسمع ذلك فلا يرد عليهم شيئاً، وكان (ص) كلما فرغ من تلبيته سأل الله عز وجل رضوانه والجنة، واستعاذ برحمته من النار، وكان (ص) يقول يلبى المعتمر حتى يستلم الحجر الأسود والحاج يلبى حتى يرمى جمرة العقبة، وكانت الصحابة رضى الله عنهم يستحبون للملبى إذا فرغ من تلبيته، أن يصلى ويسلم على رسول الله (ص)، وأن يكثر من الاستغفار والدعاء لأمور دينه ودنياه، وكان (ص) يقول لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا البرنس ولا السراويل ولا ثوباً مسه ورد ولا زعفران ولا الخفين. وكان (ص) يقول لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين وما مس الورد والزعفران من الثياب، ولتلبس ما أحبت من ألوان الثياب معصفراً أو خزاً أو حلياً أو سراويل أو قميصاً، وكان يقول من لم يجد نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، وكان يأمر بترك الطيب فى الإحرام ونزع المخيط ويقول لمن رآه متضمخاً بالطيب اغسله ثلاثاً. وكان (ص) ينهى عن تغطية الرأس ويرخص فى الاستظلال من الحر أو غيره. وكان يقول فى المحرم إذا مات اغسلوه بماء وسدر وكفنوه فى ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً. وكان يرخص لمن به أذى من رأسه من قمل ونحوه أن يحلقه أو يسرحه ومن به أذى من حوصل أن يغطيه وكان يرخص للمحرم فى الغسل للجنابة والنبرد وغسل الرأس بسدر ونحوه.

وصل فى دخول مكة
كان (ص) إذا دخل مكة دخل من الثنية العليا التى بالبطحاء، وإذا خرج خرج من الثنية السفلى. وكان يرفع يديه إذا رأى البيت ويقول: ترفع الأيدى فى الصلاة وغذا رؤى البيت وعلى الصفا والمروة وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت، وكان إذا رأى البيت قال: اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من كرمه وشرفه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً، اللهم أنت السلام ومنك السلام فأحيينا ربنا بالسلام وادخلنا دار السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، والسنة إذا دخل البيت أن يقصد مصلى رسول الله (ص) فيصلى فيه ولا يرفع بصره إلى سقف البيت ويحمد الله تعالى ويثنى عليه ويسأله ويستغفره، وكان ابن عمر رضى الله عنه يتوخى المكان الذى أخبره به بلال رضى الله عنه أن رسول الله (ص) صلى فيه. وكان إذا دخل البيت أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وخده عليه وحمد الله تعالى وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله عز وجل والمسألة والاستغفار، وكان لا يخلف بصره موضع سجوده حتى يخرج من الكعبة، وكان إذا دخل المسجد الحرام أول ما يبدى بالطواف فيستلم الحجر أو يقبله، وإن كانت زحمة أشار إليه ويرمل ثلاثاً أو يمشى أربعاً.
وكان (ص) يستلم الركن اليمانى ويقول إن استلامه يحط الخطايا حطاً، وكان يذكر الله تعالى فى طوافه بالأذكار المأثورة، فإذا فرغ من طوافه صلى ركعتين خلف المقام يفعل ذلك كل أسبوع ثم يخرج من باب الصفا للسعى بين الصفا والمروة، فيسعى بينهما من غير رمل إلا بين الميلين الأخضرين، فإنه يسرع مشيه مقارباً خطاه. وكان يبدأ إذا سعى بالصفا ويقول ابدءوا بما بدأ الله به، وكان (ص) يحسب الذهاب مرة والعودة مرة أخرى، ويختم السبعة الأِواط بالمروة ويحلق عندها أو يأخذ من شعره ثم يحل من إحرامه ويلبس المخيط ويفدى ما عليه من دم إن كان وهذه كيفية أعمال العمرة ويزاد للمفرد والقارن على ذلك من الأعمال الوقوف بعرفة مع استدامة الإحرام، فإذا وقف فليكثر من الدعاء والاستغفار وكثرة التضرع والابتهال إلى النفر.
والسنة أن يكون خروج الناس غير مؤذ للبهيمة بالسوق ونحوه، فإذا نفر فليبت بمزدلفة إن نزل بها الحاج وليصل الصبح بها ويقف بالمشعر الحرام مكثراً من الاستغفار والتضرع، ثم يسير إلى منى فيرمى جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاه ويذكر الله بما شاء ثم ينحر ما معه من الهدى. ثم يحلق رأسه أو يقصر ثم يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة ثم يرجع إلى منى فيقيم إلى أن ينفر فيرمى كل جمرة من الثلاث بسبع حصيات عند زوال الشمس ثم يأخذ فى أسباب حاجته وما هو محتاج إليه فى طريقه ولا حرج على من خالف هذا الترتيب فقد قال (ص) فى خطبته فى حجة الوداع حين سئل عن تقديم بعض هذه الأمور عن بعض فقال: افعل ولا حرج. وكان على رضى الله عنه يقول ما سئل رسول الله (ص) عن شئ قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج والله تعالى أعلم.

باب جامع لآداب جميع ما تقدم من هذه الأبواب
الطهارة وأصلها الحدث الموجب للوضوء أو الغسل، وإنما كان سبب ذلك الأكل وما تولد من شهوته وهو الجماع، لأنه أقوى حكماً من الأكل، فكذلك عوقب فيه بعموم البدن بالغسل، وأما الوضوء فإنما سببه الصلاة فقط دون غيرها، فخوطب فيه بغسل الأطراف تخفيفاً. وكان سبب أكل آدم عليه الصلاة والسلام من الشجرة إرادة الحق بواسطة إبليس فوجب تطهير كل ما سرت فيه تلك الأكلة التى كان إبليس سببها، لأنه قذر تولد من إغوائه القذر والنجس، فلذلك جاء الشرع بوجوب الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج تطهيراً واستعداداً، كما ورد فى الصحيح أن تلك الأكلة التى أكلها من الشجرة أقامت فى بطنه ثلاثين يوماً وطلبت الخروج وليست الجنة محلاً لمثل ذلك، وكذلك الحج إنما كان سبباً لتوبته حتى تلقى الكلمات من ربه فى تلك المنازل.
وكذلك الزكاة إنما وجبت لتعاطيهم أسباب الدنيا التى سببها بقاء هذه النية بالأكل والشرب والجماع وليست الدنيا غير ذلك، وذلك كله هو من معنى قوله (ص): الطهور شطر الإيمان، ولما كانت الدار الآخرة دار الكمال ومحل الطهارة والنزاهة عن الأقدار والخبائث التى اشتملت عليه هذه الدار، طولب العبد بالطهارة والاستعداد للوقوف بين يدى الحق تعالى ومجاورته، والدين مبنى على النظافة وهى الطهارة من الأحداث والأوساخ ظاهراً، ومن المخالفات باطناً فيتشبه بعباد السموات والأرض وغير ذلك من المخلوقات، فإنها كلها طاهرة متنزهة عن المخالفات، عائدة تلك الطهارة لبارئها، وهو القدوس الطاهر جل وتعالى، وأما آداب الصلاة فاعلم أنها أكبر شعب الإيمان بعد الشهادتين، قال رسول الله (ص): العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال رسول الله (ص) مفتاح الصلاة الطهور، وهو النظافة للدخول على الحق ومناجاته بكلامه وبواسطة رسوله (ص)، فيفتح الصلاة بقوله: الله أكبر من أن يقبل على غيره أو يلتفت إليه لما عرف من جلال الحق وعظم خطره، حيث كان الحق قبلته والقرآن كلامه والرسول واسطته، وهذه الحالة لا تكون لشئ من العبادات كلها، فإنها على صورة عبادة العالم أجمع، فالقيام فى الصلاة وصف من أوصاف القائمين فى الملأ الأعلى الذين لا يركعون أبداً والهبوط وصف من أوصاف الملائكة المنزلين والركوع وصف من أوصاف الراكعين الخاضعين الذين لا يرفعون رءوسهم أبداً، والرافع من الركوع وصف من أوصاف الصاعدين، والسجود وصف من أوصاف الملائكة الساجدين، والخشوع ليكون مع الخائفين والمشتاقين وإلقاء السمع وذم نفسه عن كل ما لا يليق بالصلاة ليكون من الحافظين الكاتبين، ومع هذا كله فلا يقوم فعل ذلك وإضعافه بشئ من حقوق الله عز وجل لما لا يملأ قلب المصلى من العظمة والجلال.
وأعلم أن الوجود كله بأجزائه مصل لله تعالى بدوام وجوده لا ينفك عن الصلاة حيث أقيم فى مقام العبودية لله تعالى، وليس فى العبادات من مقام العبودية لله تعالى فيه أظهر من الصلاة، فمن أدام النظر والمراقبة ورؤية التقصير ودوام الاستغفار وملازمة الذكر، وعمى عن عيوب الناس وانفتحت له عيوب باطنه كلها ورأى الوجود كله ظاهراً وباطناً مسبحاً مصلياً قال الله تعالى: ﴿وَلله يَسْجُد مَنْ فى السَّمواتِ والأَرْضِ طَوْعًا وكَرها وظِلاَلُهْم بالْغُدُوُ وَالآصَالِ﴾ ومن ترك فقد خالف الخليفة كلها، ولذلك ورد أن تارك الصلاة يحشر مع فرعون وهامان، لأنه تأبى عن العبودية والتواضع لله كما فعل فرعون، فإن الذى لا يخضع لأحد هو الله وحده فمن صلى بجسده وفعل أركان الصلاة كما استطاع وأنذر نفسه فى كل ركن من أركانها فى معانيها الباطنة، فقد صلى بجسده وعقله الصلاة المكتوبة ووجد طعم ذوق معانى الصلاة وما فيها من الأسرار المكنونة وأطلعه الله على ما يستحقه فى تلك الصلاة من الجزاء عاجلاً وآجلاً إن شاء الله تعالى.
وأما الزكاة فاعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل الزكاة طهراً للأموال والأبدان من النقص والفساد فيهما، وتزكية وتنزيها للنفوس والأرواح من خبائث الأوصاف والأخلاق، والتطهير إنما يكون من الخبث والنجس كما ورد فى الصحيح أنها أوساخ الناس، وكما ورد فى الماء الذى يتوضأ به الناس إن ذنوبهم وخطاياهم تخرج منهم فيه وقد خلق الله الخلق وأفقر بعضهم إلى بعض وجعل منهم الأغنياء والفقراء وذوى الحاجات المختلفة ليستقيم إيجاد الخليفة، فلو خلقوا كلهم أغنياء أو فقراء لبطلت حكمة الوجود كما قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَّتخِذَ بَعْضُهُم بَعضًا سُخْرِيَّا﴾ فجعل للفقراء وذوى الحاجات حقوقاً فى أموال الأغنياء هى مفروضة عليهم ليس لأصحاب الأموال فيها شئ، لأن المال مال الله والخلق خلق الله يعطى من يشاء المقدار الذى يشاء على حسب ما بينه النبى (ص) فى شريعته، وقد تقدم بيان ذلك فممسك الزكاة إنما يأكل أو مساخ الناس الفقراء، بل دماءهم، فأداء الزكاة الواجبة أقل درجات الطهارة فى الأموال، وأما التطوع الزائد فهو للخلل الذى لعله يقع فى أداء الواجب كما فى الصلاة، وأما كونها طهارة للنفوس والأرواح فلقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوالِهم صَدَقَةً تُطهرِّهُم وتُزكِّيهِم بَها﴾ فمتى لم تؤد المفروضة لم تطهر الأعضاء بالنوافل المذكورة فى الأحاديث، ولذلك ورد أن مانع زكاة الماشية يبطح وتمشى عليه بقوائمها وتنطحه بقرونها، لأن أعضاءه لم تنشط بإعطاء الزكاة لأهلها، بل انقبضت وانضم بعضها إلى بعض بالبخل الشديد الذى لا بخل أكبر منه لأن منع الزكاة أعظم درجات البخل، وهو بخل بما ليس له، وأداؤها أقل درجات السخاء، لأن ذلك القدر مال الله تعالى تحت يده وديعه، والمال ماشية وغيرها له علاقة بقلب مالكه فهو يملكه ويشده ويضمه إليه بتلك العلاقة، والمال طائع له فى جميع ما يصرفه، وباستغراق الحب فيه تعبده المال وصار ذليلاً لمحبوبه كما ورد: نعس عبد الدينار والدرهم.
ومقام العبودية التذلل تحت أقدام معبوده، فهذا من بعد بعض معانى الزكاة، (اعلم) أن الوجود كله إذا نظرته وجدته متعبداً لله تعالى بالزكاة كما هو متعبد بجميع شرائع الإسلام، فإن الدين عند الله الإسلام ﴿ولَهُ أَسْلَمَ مَنْ فى السَّمواتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ وإن نظرت إلى الأرض التى هى أقرب الأشياء إليك وجدتها تعطى أقرب الخلق إليها جميع بركاتها لا تبخل عليهم بشئ مما أودع عندها من فصول العام كلها، وكذلك النبات يعطى ما عنده من جميع أنواع الأشجار والحيوان والبحر والسموات والأفلاك والشمس والقمر والنجوم الكل متعاون بعضه مع بعض لا يدخر شيئاً مما أودعه الحق عنده لغيره كل ذلك فى طاعة الله تعالى، لأن الوجود كله فقير بعضه إلى بعض قد لزمه الفقر، وشملته الحاجة وعطف بعضه على بعض، وهكذا شاهد الموقنون جميع ما دعت إليه الرسل بيننا واضحاً فى كل شئ وعاماً فى جميع الموجودات ولذلك سماهم الله تعالى موقنين قال تعالى: ﴿وَكَذلِكَ تُرِى إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمواتِ والأَرْضِ وَليَكُونَ مِنَ المُوقِنينَ﴾.
وأما الصوم فقد تقدم أنه من شعب الإيمان، وأما وجه الحكمة فيه فالنية والحسبة لأجره على الله تعالى، والصوم عن المنهيات الموبة للعذاب وحفظ الجوارح وزمها وإمساكها فى أيام الصوم دون لياليه، والصوم وصف من أوصاف الربوبية لا يتصف به على الكمال والدوام إلا الله كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَم﴾، وما فى الصحيح: الصوم لى وأنا أجزى به، فأضافه إلى نفسه، فالصوم يقطع أسباب التعبدات كلها لغير الله تعالى ويورث الحرية من رق الشهوات، لأن المراد من الإنسان أن يكون مالكاً للأشياء وخليفة عليها، إلا أن تكون مالكة له لأنه إذا استغرق فى أغراضه وملكته السهوات فقد قلب الحكمة وصبر الأعلى أسفل. وأعلم أن اعتبار صوم عام قد شمل الموجودات كلها كغيره من أنواع العبادات، وإذا الصوم هو الإمساك والتقييد هو الخروج من وظيفة وقيد به كل موجود، وهذا إذا نظرت الموجودات كلها وجدت كل واحد قد لزم ما قيد به وأمر به فترى الثقيل قد أمسك فى مقامه لا ينتقل، والخفيف لا يصعد والمتحرك لا يسكن، والساكن لا يتحرك وكل شئ مزموم بزمام الأمر فاعل لما أمر به تاركاً لما نهى عنه ولذلك ورد فى الأخبار أن لله تعالى فى كل ليلة من رمضان عتقاء من النار لا تنقطع أسباب الهوى والشهوات التى عتقت هؤلاء واسترقت غيرهم إلا ما شاء الله تعالى.
(وأما) الحج فهو ركن عظيم من أركان الدين وقد جاء آخر الأركان كلها لأنه جامع لمعانيها وحقائقها، ولأنه لا يتكرر فى العمر مرتين فكان مطلقاً عن حصر التكرار الموجب لسآمة العبد ولماله ولما فيه من المشقة بجميع أركان البدن ظاهراً وباطناً، فكان كالتتمة للشهادتين حيث لم يتكرر على العبد والتفسير عن جمع هذه الأحكام كلها عسير ويكفى منها إحرام القلب والجسد لله تعالى ظاهراً وباطناً وعلى أدنى أوصاف العبودية التى لا يتحقق بها على الكمال الأكمل الرسل والورثة والآثار التى وصلت إلينا عن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فى تلك الأماكن التى جعلها الله قياماً للناس وكعبة يلجأ إليها الخائفون تغنى عن إيضاح ما عم حكمه الظاهر والباطن أبد الأبدين ودهر الداهرين، ولما كان معظم أركان الدين مما تقدم جميعه الجهاد فى سبيل الله عز وجل، لأنه حقيقة تلك الشهادة، لم يكن لمن تخلف عن صحبة رسول الله (ص)، ولا لمن بعدهم نصيب من الجهاد والشهادة المطلقة، جعل الله تعالى الحج قائماً مقام الجهاد فى سبيل الله عز وجل كما جعل الله تعالى الزيارة لقبره (ص) قائماً مقام الهجرة، ولا فرق بين الحج والزيارة وبين الجهاد والهجرة قبل موت رسول الله (ص)، وبعده وقد صحت الأحاديث أنه (ص) حى فى قبره يصلى بأذان وإقامة كما أخبر بذلك فى حق موسى وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليلة المعراج، فله (ص) من الحرمة بعد موته أشد منها فى حال حياته، لأن الأمر فى حال حياته كان يجبر باستغفاره (ص) لمن أساء الأدب، وقد انختم الباب بانتقاله (ص) إلى الله تعالى فلا جبر بجنابة بعد موته إلا إن كان جاهلاً بما وقع منه، حسن الاعتقاد، كثير الاستغفار، وأقل ما يلتزمه عصاة المؤمنين من الأدب لبلده الشريف كأقل ما يلتزمه أكابر الوزراء لملوكهم، والناس فى الأدب ما بين مقل ومكثر بقدر ما وسعته إنسانية كل أحد من خوف الحق سبحانه وتعالى. وإلا فالكلام على ذلك لا يفيد مع خلو القلب عن مثل ذلك كله، ولا شك أن كلام الله تعالى هو الحكم الحق والقول الفصل، ولم يطرق قلوب أمثال من هم كالأنعام، فكيف لعبد يتجرأ على عبيد سيده يقول لم تسمعه آذانهم، ولم تعه قلوبهم، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى، كما جمع على محبته غيرهم ممن أراد، ولا اعتراض على من شهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله اعتقاداً جازماً مخالطاً لدمه وروحه ونفسه، وإن خالف الأقوال والأفعال وحساب الكل على الله تعالى فإنه تعالى يعلم من عباده ما لا يعلمه الخلق من بعضهم بعضاً، والتسليم أسلم للعلماء الراسخين فكيف لا يكون أسلم لعامة المؤمنين أمثالنا، ومن جملة شعب الإيمان الجماعة لقوله (ص): من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وقال الله تعالى: ﴿ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبْع غَيْر سَبِيلِ المؤْمِنِين نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيرا﴾ والجماعة هى التآلف والتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله (ص) ظاهراً وباطناً فى جميع الأحوال وهى فرض على كل من شملته الدعوة، فكل ما اجتمعت الناس عليه واستحسنوه ولم يقدح فى كتاب الله ولا سنة رسول فهو من السنة، والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأصل الأعيان كله إنما كانت ذرات فما ظهر للأعيان جرم ومقادير إلا بانضمام أجزاء كثيرة إليها، والحبل الذى يستقى به إنما هو شعرات وسائر تآلف بعضها إلى بعض حتى سار فى تلك القوة العظيمة والمتانة وهكذا الدين الحنيفى إنما هو أوامر ونواهى وترغيبات ومحمودات أظهرتها أيدى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وتممها وختمها من جميع خواتيم الأخلاق كلها سيدا محمد (ص).
علاج الأنفس السبعة بالأذكار السبعة
علاج الأنفس السبعة بالأذكار السبعة الواردة بالقرآن الكريم الذى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله، هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلمء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضى عجائبه، وهو الذى لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: ﴿إنَّا سَمِعْنَا قُرآنا عَجَبًا﴾ من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم، وهو عصمه لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب.
وإن النفس وإن كانت واحدة فى حقيقتها فهى سبعة باعتبار صفاتها.
1- فالنفس الأمارة يجوز السالك عقبتها بذكر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فيجوز بذلك ظلمة الأغيار. فالنفس دائماً تميل إلى طبيعتها البشرية، والشهوات الحسية ﴿إنَّ النَّفْس لأَمَّارة بالسوُّءِ﴾.
2- والنفس اللوامة يجوز السالك عقبتها بذكر (الله) فيجوز مقام المعانى فتكسب النفس تحت الأمر التكليفى وتزعن لأتباع الحق وتعرف ما يضرها وما ينفعها ﴿لاَأَقسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ﴾.
3- والنفس الملهمة يجوز السالك عقبتها بذكر (هو) فيجوز مقام الأسرار وتزول عن النفس ظلمة الميل والهوى ويقوى لديها معرفة الحق ويزيد صلتها بعالم القدس فتتلقى الإلهامات من الله ﴿فَألْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا﴾.
4- والنفص المطمئنة يجوز السالك عقبتها بذكر (حق) فيسكن اضطرابها ويخشع هيجانها. وتزول عنها الصفات الدميمة، وتصبح متطلعة إلى المقامات العلا، وذلك مقام الشهود: ﴿يَاأَيَّتُها النَّفْسُ المُطْمئَنَّةُ﴾.
5- والنفس المرضية يجوز عقبتها السالك بذكر (حى) فتسقط عنها المقامات وتفنى عن مرادها وتصل إلى مقام الكمال والوصال ﴿ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ راضِيَةً﴾.
6- والنفس المرضية يجوز عقبتها السالك بذكر (قيوم) فيزداد على النفس توارد الأحوال حتى تصبح تعلقة بالله يتساوى عندها وصلة وجفاه فهى لا ترجو إلا رضاه وذلك مقام الحياة والأنوار ﴿ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾.
7- والنفس الكاملة يجوز عقبتها السالك بذكر (قهار) فتؤمر النفس الكاملة بالرجوع إلى الخلق لإرشادهم وهدايتهم وذلك مقام تجليات الأسماء والصفات. ﴿ياأَّيُّتُها النَّفْسُ المطْمئِنَّةَ ارْجِعِى إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فادْخُلِى فى عِبَادِى وادْخُلى جَنَّتِى﴾.

فأمهات الأسماء عندهم (1) لا إله إلا الله. (2) الله. (3) هو. (4) حق. (5) حى. (6) قيوم. (7) قهار.
فإذا استطاع السالك قطع عقبات النفس السبعة أصبحت نفسه مستعدة للتخلق بأخلاق الله ومن ثم يلهمه الله الاسم الأعظم الذى غذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهذه الأسماء السبعة هى المصطلح عليها فى طريق الصوفية.
الله
لا إله إلا الله هو حق حى قيوم قهار
النفس الأمارة اللوامة الملهمة المطمئنة الراضية المرضية النفس الكاملة
الله السيرالى بالله السير الله السير على الله السير مع الله السير فى الله السير عن لله السير
عالم الشهادة عالم البرزخ عالم الأرواح عالم الحقيق عالم الاركان عالم الغيب عالم كثرة ووحده
حالة الميل إلى الشهوات حالة المحبة حالة العشق حالة الوصلة حالة الفناء حالة الحيرة حالة البقاء
محلة الصدر محلة القلب محلة الروح محـلة السر محلة سر السر محلة الفؤاد محلة مستوى السر
شريعة طريقة معرفة حقيقة ولاية ذات الشريعة ذات الكل
نوره أزرق نوره أصفر نوره أحمر نوره أبيض نوره أخضر نوره أسود نوره لا لون له

الخلوة الطاهرة بالدائرة الفاخرة
الحمد لله الذى طوى أسرار الخلوة النورانية فى الخلوة الإخلاصية، وأشهد أن لا إله إلا الله الذى اشار إلى الخلوة فى الآية القرآنية حيث قال جلت قدرته لمن طلب الآية الربانية ﴿آيتك ألاَّ تُكلِّمَ النَّاس ثَلاَثَ لَيالٍ سَويِّا﴾ وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله الذى اختلى فى غار حراء ففاجأه الوحى نديا اقرأ باسم ربك فإنك رسول نبى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ما ذكر ذاكر بكرة وعشيا.
أما بعد: فإن خلوتنا هى أعظم الخلوات مدتها لا تقل عن ثلاث ليال ومتوسطها أربعون وأقصاها ست وستون. فإذا جئت داخلاً فيها فقدم رجلك اليمنى وقل بسم الله الرحمن الرحيم على ملة رسول الله سيدنا محمد المصطفى عليه صلوات الله وعلى طريقة ولى الله سيدنا الإمام برهان الدين "أبو الإخلاص" رضى الله عنه وأرضاه ﴿رَبِّ أَدْخِلْنى مُدْخَل صِدْقٍ وأَخْرِجنْى مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَلْ لى مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً﴾، وبعد دخولك تصلى ركعتين ثم تقرأ دائماً الفاتحة مرة ثم الاسم المفرد عدد 66 مرة، وآية الكرسى مرة، ثم الاسم المفرد 66 مرة، ثم آية النور مرة، ثم الاسم المفرد 66 مرة، ثم تقول: الله مقصودى ورضاه مطلوبى مرة، ثم تقرأ الإخلاص ثلاثاً والمعوذتين مرة مرة، ثم تقول: اللهم صل صلاةً كاملةً وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذى تنحل ببركته العقد وتنفرج الكرب وتقضى الحوائج، وتنال الرغائب وحسن الخواتيم، ويستسقى الغمم بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه فى كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك يا حى يا قيوم يا الله. وعرفنى إياه معرفة أشهد بها محياه وأصبر بها مجلاه كما يحبه ويرضاه، وانصرنى بك لك، وأيدنى بك لك، واجعلنى من أئمة خيرك وميرك، ووفقنى لما تحبه وترضاه. آمين. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ولا تغفل عن أستاذك ولو بلغت مقام القطبية ولا تدخل إلا بإذنه أو بإذن وريثه، وليكن أكلك خبز الشعير مع زيت الزيتون لا الحيوان ولا ما خرج من الحيوان، لتتغلب الروحانية على الحيوانية إلى أن تخرج من تخلوتك، واحفظ أسرار ربك عن غير أهلها ولا تستعملها فيما لا يليق، وإن خوطبت بشئ فإن كان موافقاً للشريعة فحق وإن كان مخالفاً فلا تتبعه فتطرد، وكلما بدالك شئ فقل من باب التنزيه: "الله مقصودى ورضاه مطلوبى"، ومن أراد السعادة الأبدية وانتظام الأمور على ما يحب من الجاه والقبول وجلب الرزق ودفع الآفات والحفظ من جميع المكاره والأعداء، ويحبه من كان يبغضه ولا يقدر على ضرره أحد من المخلوقات والنجاح، فى كل ما يروم فليرسم الدائرة على كاغد نقى ويبخرها ببخور طيب الرائحة فى صباح يوم الجمعة ويعلقها فى شيبة من جريد النخل ويقرأ عليها الاستغاثة حتى تدور ويحملها فإنه ينال ما ذكرنا وزيادة.
(واعلم) أن فيها سراً غريباً لأصحاب الرياسة وطلاب المراتب ومن حملها وأكثر من ذكرها اتسع رزقه وكثرت اتباعه، ونفذت كلمته وانقادت له الرقاب ففيها اسم الله الأكبر وكنزه الأفخر فتدبرها فإنها من الأسرار اللدنية والنفحات المحمدية. ومن أراد الفتوح وسعادة الدارين فليستخرج عدد اسمه بالجمل وليأخذ من أسماء الله ما يوافق عدده، هذا العدد وليذكره بعدد اسمه على قدر طاقته ففى ذلك الفتوح وسعادة الدارين. والأعمال بالنيات رزقنا الله وإياك حسن النية وسلامة الاعتقاد. وإنى أيسر لك الطريق إلى ذلك فأقول مستغيثاً بالله:
اعلم يا سيدى أن لكل اسم من أسماء الله تعالى عدداً خاصاً به ولكل عدد مراتب ينبغى ألا يتعدى الذاكر نهايتها لأن ذكر الأسماء بعددها الواقع عليها كما قيل إنه مفتاح باب الوصول، فإن مجاوزته قد تكون خطراً لمن لا شيخ له، ولكى تعرف عدد الاسم الذى تذكر به يجب أن تعرف أن لكل حرف من الحروف عدداً وبيانه فى الجدول الآتى:

1 ب ج د هـ و ز ح طـ ى
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
ك ل م ن س ع ف ص ق ر
20 30 40 50 60 70 80 90 100 200
ش ت ث خ ذ ط ظ غ الله مقصودى
300 400 500 600 700 800 900 1000 ورضاه مطلوبى

واعلم أن أسماء الله كثيرة قال بعضهم: إنها ثلاثمائة وقيل ألف وواحد وقيل أربعة وعشرون ومائة ألف على عدد الأنبياء عليهم الصلاة والسم، وقيل ليس لها حد ولا نهاية ولكن أشهرها ما ورد فى حديث الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله (ص): "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة".
وها هى ذى على حسب رواية الترمذى وعدد كل اسم منها بالجمل:
جدول صـ 143
والآن قد عرفت عدد كل اسم من أسماء الله الحسنى المباركة. فإذا أردت أن تعرف عدد اسمك فخذ من الجدول السابق عدد كل حرف من اسمك ومجموع أعداد هذه الحروف فهو عدد اسمك فمثلاً اسم (محمد).
م ح م د
40 8 40 4
المجموع (92)
مجموع (92) وما يوافق هذا العدد من أسماء الله تعالى (باسط) وعدده (72) واسمه تعالى (ودود) وعدده (20) فتكون الجملة (92) وهو عدد اسم محمد وهكذا.
وأهل الذكر على حسب ما جاء فى أورادهم وأحزابهم وأدعيتهم يذكرون اسم (الله) (66) مرة واسمه تعالى (لطيف) (129) مرة، وقد أشرت إلى ذلك فى أول هذا الباب عند الأمر بالذكر لإن كل اسم له ثلاث مراتب ينبغى ألا يتعدى الذاكر نهايتها. وسأشرح لك فيما بعد كيفية ذلك وإلا فأنت مخير فى ذكر الأسماء بعدد وبغير عدد. والمهم ملاحظة المعنى على حسب طاقتك، وإنما ذكرت لك ذلك حتى تكون على بصيرة من الأمر، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. وكذلك إذا أردت أن تعرف عدد اسمه تعالى لطيف فى مراتبه.. تفعل هكذا:
1 2 3 4
ل ط ى ف
30 9 10 80
المجموع (129)

فيكون عدد اسمه تعالى لطيف (129) ويعتبر المرتبة الأولى. ولمعرفة المرتبة الثانية تضرب هذا العدد فى عدد حروف الاسم فتكون (129×4= 516).
ولمعرفة المرتبة الثالثة تضرب نفس العدد فى نفسه هكذا (129×129= 16641). وهذا هو نهايته التى يجب ألا يتعداها الذاكر. وهكذا يكون الحال فى بقية الأسماء. وهأنذا قد بينت لك بعضاً من أسرار الحروف ولطائف معانيها. مما أجرأه الله على اللسان وسبق به سابق القدر وقد ألمعت لك بشئ من معانيها. ولعل الله يطلعك على سر ما فيها والذاكر مخير فى أن يذكر بأية مرتبة من هذه المراتب على حسب فراغه وإقباله. والذكر القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، فقد ورد أن أفضل الأعمال أدومها وإن قل، وقد نهى الإنسان عن ترك ما اعتاد فعله من العبادات حتى إن بعض الأئمة أوجب صوم النفل إذا دخل العبد فيه، ثم أفطر. والله تعالى يقول: ﴿وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾، وكل ذلك تشجيع على الاستمرار فى العبادات ولهذا وجب عدم ترك ما اعتادته الجوارح ويجوز ذكر الاسم مجرداً أو بياء النداء أو بأداة التعريف.. مثال ذلك:
(وهاب..... يا وهاب..... الوهاب) وكل هذا وارد عن السادة الصوفية.





_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



مع سيدنا الإمام على كرم الله وجهه
يقول المصطفى الأكرم (ص): من سره أن يحيا حياتى ويموت مماتى وليسكن جنة عدن التى غرسها ربى فليوالى علياً من بعدى، وليوالى وليه وليعتقد بأهل بيتى من بعدى خلقوا من طنتى ورزقوا فهمى وعلمى فويل للمكذبين بفضلهم من أمتى القاطعين فيهم حليتى لا أنالهم الله شفاعتى.
ولقوله (ص) له: علىُّ منِّى وأنَا مِنْ عَلِىِّ ولا يَقُوم عَنِّى إلاَّ عَلىُّ.
ولقوله (ص) له: يا على أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى.
ويقول الزمخشرى فى الكشاف، والفخر الرازى فى الكبير، يقول (ص): من مات على حب آل محمد مات شهيداً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له فى قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل بيت محمد مات على السنة والجماعة.
ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة. ويروى عن سيدنا الحسن بن الإمام على رضى الله عنهما قال: أوصانى أبى كرم الله وجهه قبل موته بثلاثين خصلة قال: يا بنى إن أنت عملت بها سلمك الله من شر الدنيا والآخرة، قال قلت وما هى يا أبة؟ فقال: احذر من الأمور ثلاثاً، وخف من ثلاث، وارج ثلاثاً، ووافق ثلاثاً، واستحى من ثلاث وافزع إلى ثلاث، وشح على ثلاث، وتخلص إلى ثلاث، واهرب من ثلاث، وجانب ثلاثاً يجمع الله لك بذلك حسن السيرة فى الدنيا والآخرة.
فأما الذى أمرتك أن تحذرها فاحذر الكبر والغضب والطمع. فأما الكبر فإنه خصلة من خصال الأشرار، والكبرياء رداء الله عز وجل، ومن أسكن الله قلبه مثقال ذرة من كبر أورده النار. والغضب يسفه الحليم ويطيش العالم ويفقد معه العقل ويظهر معه الجهل. والطمع فخ من فخاخ إبليس وشرك من عظيم اختباله. يصيد به العلماء والعقلاء وأهل المعرفة وذوى البصائر، قال قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك خف ثلاثاً. قال: نعم يا بنى خف الله وخف من لا يخاف الله وخف لسانك ففإنه عدوك على دينك يؤمنك الله جميع ما خفته. قال صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك وارج ثلاثاً، قال: يا بنى ارج عفو الله عن ذنوبك، وارج محاسن عملك، وارج شفاعة نبيك عليه الصلاة والسلام، قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك وافق ثلاثاً، قال: يا بنى وافق كتاب الله ووافق سنة نبيك عليه الصلاة والسلام، ووافق ما يوافق الحق والكتاب، قلت صدقت يا أبة.فأخبرنى عن قولك واستحى من ثلاث، قال: نعم يا بنى. استحى من مطالعة الله إياك وأنت مقيم على ما يكره. واستحى من الحفظة الكرام الكاتبين، واستحى من صالح المؤمنين، قال صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك افزع إلى ثلاث. قال: نعم افزع إلى الله فى ملمات أمورك، وافزع إلى التوبة من مساوئ عملك، وافزع إلى أهل العلم وأهل الأدب، قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك شح على ثلاث. قال: نعم شح على عمرك أن تفنيه فيما هو عليك لا لك، وشح على دينك ولا تبذله للغضب، وشح على كلامك إلا ما كان لك لا عليك. قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك تخلص إلى ثلاث. قال: نعم يا بنى تخلص إلى معرفتك نفسك وإظهار عيوبها، ومقتك إياها، وتخلص إلى تقوى الله، ثم تخلص إلى إخمال نفسك وإخفاء ذكرك قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك واهرب من ثلاث. قال: نعم يا بنى. اهرب من الكذب، واهرب من الظالم وإن كان ولدك أو والدك، واهرب من مواطن الامتحان التى يحتاج فيها إلى صبرك، قلت صدقت يا أبة. فأخبرنى عن قولك جانب ثلاثاً. قال نعم يا بنى جانب هواك وأهل الأهواء. وجانب الشر وأهل الشر وجانب الحمقى وإن كانوا متقربين والسلام.
وفى الصحيح أن ملك الروم بعث رسولاً إلى المدينة ودفع إليه مالاً كثيراً وقال له ادفعه إلى محمد فإن لم تلحقه فسل عن وصيه، فإن دلوك عليه فاسأله عن ثلاث مسائل إن أجابك فيها فادفع إليه المال.
فوافى الرجل المدينة وقد توفى رسول الله (ص). فسأل عن وصيه فدلوه على أبى بكر الصديق رضى الله عنه، ولما سأله الرجل عن المسائل الثلاث غضب وقال له: ويلك لقد ازددت كفراً إلى كفرك، فدلوه على عمر بن الخطاب رضوان الله عليه فقال له بمثل ما قال أبو بكر، فقال ابن عباس ما أنصفتما الرجل سألكما عن مسائل لم تجيباه ولم تقولا له لا نعلم ثم غضبتما عليه. فقالا له: هل تعلم أنت جوابها قال لا أعلمه، ولكنى أعرف من يعلمه ثم أخذ بيد الرجل وجاء معه أبو بكر وعمر رضى الله عنهما إلى بيت الإمام على كرم الله وجهه حيث أخبره ابن عباس خبر الرجل، فقال له على: سل ما بدا لك. فقال الرجل: أخبرنى عما ليس لله قال ليس له شريك. قال الرجل: أخبرنى عما لا يعلمه الله، قال رضى الله عنه: هو ما تقولون إن عيسى عليه السلام ولده، فلا يعلم أن له ولداً كما تقولون، وأخيراً قال الرجل فأخبرنى عما ليس عند الله، قال على: ليس عنده ظلم العباد. ومعنى: لا يعلم أنه له ولداً فهو قوله عز وجل: ﴿ويَعْبدُونُ مِنْ دُونِ الله مَالا يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُم ويَقُولونَ هؤُلاءِ شُقعَاؤنَا عِنْدَ الله قُلْ أَتُنَبّؤُنَ الله بِماَ لا يَعْلَم فى السَّمواتِ ولا فى الأَرْضِ سُبْحانَهُ وتعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم دفع إليه المال فدفعه الإمام إلى الحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين. وقال لها: اذهبا فأقسماه على المسلمين.
ويتبين مما تقدم أن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه قد أجاب على أسئلة رسول ملك الروم وهى كما ترى أسئلة صعبة وإجابات صحيحة شافية تدل على سعة علم الإمام على رضى الله عنه، وفهمه وفطنته وحسن تصرفه فى الرد على هذه الأسئلة، مما أعجب الرجل أيما إعجاب ودعاه إلى الدخول فى الإسلام.
كما يستفاد من هذه الرواية أن الإمام على بن أبى طالب كان نزيها متعففاً زاهداً فى مال الدنيا إذ أمر ولديه الحسن والحسين رحمهما الله بتوزيع المال الذى دفعه الرجل على المسلمين ولم يأخذ منه شيئاً برغم كثرته.
وحدث أن جماعة أرادوا أن يعرفوا مبلغ علمه كرم الله وجهه وكانوا عشرة فاتفقوا فيما بينهم على أن يسألوه سؤالاً واحداً عن العلم ويشترطوا عليه أن يجيب كل واحد بجواب غير جواب الآخر، فلما ذهب إليه الأول قال له: يا علىّ العلم أفضل أم المال؟ فقال له العلم أفضل من المال، قال له: بأى دليل؟ قال لأن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الفراعنة. (وقال للثانى): العلم أفضل من المال لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال. (وقال للثالث): العلم أفضل من المال لأن لصاحب العلم أصدقاء كثيرين ولصاحب المال أعداء كثيرين (وقال للرابع): العلم أفضل من المال لأن العلم يزيد بالإنفاق والمال ينقص بالإنفاق (وقال للخامس): العلم أفضل من المال لأن صاحب العلم يوصف بأوصاف الفضلاء والعظماء وصاحب المال يوصف بأوصاف البخلاء واللوماء. (وقال للسادس): العلم أفضل من المال لأن العلم لا يسرق والمال يسرق (وقال للسابع): العلم أفضل من المال لأن صاحب العلم يشفع وصاحب المال يحاسب. (وقال للثامن): العلم أفضل من المال لأن العلم لا يندرس أى [لا يفنى] والمال يندرس. (وقال للتاسع): العلم افضل من المال لأن العلم يلين القلب والمال يقسى القلب (وقال للعاشر): العلم أفضل من المال لأن صاحب العلم يدعى العبودية وصاحب المال يدعى الربوبية.
ثم قال الإمام على كرم الله وجهه وعزة ربى لو سألونى عن هذا السؤال إلى يوم القيامة لأجبت كل واحد بجواب غير جواب الآخر، فسبحان الفتاح العليم.
ومن حكمه كرم الله وجهه: [لا يزهدنك فى المعروف من لا يشكر لك فقد يشكرك عليه من لا يستمتع [بشئ] منه وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر] ﴿والله يحْبُّ المحْسِنين﴾.
[كل وعاءٍ يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع].
[أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل].
[إن لم تكن حليماً فتحلم فإنه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم].
[من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم].
لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا عقب ذلك:
(ونُريدُ أنْ نَمُنَ عَلَى الَّذيِنَ اسْتُضْعِفُوا فى الأرْضِ ونَجْعَلَهُم أئِمَّةً ونْجَعَلَهُمُ الوَارِثِينَ).
ومن توجهاته كرم الله وجهه:
حزبه السيفى المسمى بالحرز اليمانى، والحزب المغنى لصاحبه مولانا أويس القرنى، وفى الخاتمة دعوة مستجابة من توجهاته وتوجهات أحبابه رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم وحسبنا الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى والحمد لله رب العالمين.

الحزب السيفى
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الله الملك الحق المبين. القديم المتعزز بالعظمة والكبرياء المتفرد بالبقاء. الحى القيوم. القادر المقتدر الجبار القهار الذى لا إله إلا أنت. أنت ربى وأنا عبدك عملت سوءًا وظلمت نفسى واعترفت بذنبى فاغفر لى ذنوبى كلها، فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت يا غفور يا شكور يا حليم يا كريم يا صبور يا رحيم. اللهم إنى أحمدك وأنت المحمود، وأنت للحمد أهل، وأشكرك وأنت المشكور وأنت للشكر أهل، على ما خصصتنى به من مواهب الرغائب وأوصلت إلى من فضائل الصنائع، وأوليتنى به من إحسانك، وبوأتنى به من مظنة الصدق عندك، وأنلتنى به من مننك الواصلة إلى، وأحسنت به إلى كل وقت من دفع البلية عنى والتوفيق لى والإجابة لدعائى حين أناديك داعياً، وأناجيك راغباً، وأدعوك متضرعاً مصافياً ضارعاً، وحين أركوك راجياً فأجدك كافياً وألوذ بك فى المواطن كلها، فكن لى ولأهلى ولإخوانى كلهم جاراً حاضراً حفياً باراً ولياً فى الأمور كلها ناظراً، وعلى الأعداء كلهم ناصراً، وللخطايا والذنوب كلها غافراً، وللعيوب كلها ساتراً، لم أعدم عونك وبرك وخيرك وعزك وإحسانك طرفة عين منذ أنزلتنى دار الاختبار والفكر والاعتبار لتنظر ما أقدم لدار الخلود والقرار والمقامة مع الأخيار، فأنا عبدك فاجعلنى يا رب عتيقك يا إلهى ومولاى خلصنى وأهلى وإخوانى كلهم من النار، ومن جميع المضار والمضال والمصائب والمعائب والنوائب واللوازم والهموم، التى قد ساورتنى فيها الغموم بمعاريض أصناف البلاء وضروب جهد القضاء. إلهى لا أذكر منك إلا الجميل ولم أر منك إلا التفضيل، خيرك لى شامل وصنعك لى كامل، ولطفك لى كافل وبرك لى غامر، وفضلك على دائم متواتر، ونعمك عندى متصلة لم تحفز لى جوارى وأمنت خوفى وصدقت رجائى وحققت آمالى، وصاحبتنى فى أسفارى، وأكرمتنى فى إحضارى، وعافيت أمراضى وشفيت أوصابى، وأحسنت منقلبى ومثواى، ولم تشمت بى أعدائى وحسادى، ورميت من رمانى بسوء، وكفيتنى شر من عادانى، فأنا أسألك يا الله الآن أن تدفع عنى كيد الحاسدين، وظلم الظالمين وشر المعاندين، واحمنى وأهلى وإخوانى كلهم تحت سرادقات عزك يا أكرم الأكرمين، وباعد بينى وبين أعدائى كما باعدت بين المشرق والمغرب، واخطف أبصارهم عنى بنور قدسك وأشرب رقابهم بجلال مجدك واقطع أعناقهم بسطوات قهرك وأهلكهم ودمرهم تدميراً، كما دفعت كيد الحساد عن أنبيائك وضربت رقاب الجبابرة لأصفيائك وخطفت أبصار الأعداء عن أوليائك، وقطعت أعناق الأكاسرة لأتقيائك. وأهلكت الفراعنة، ودمرت الدجاجلة لخواصك المقربين وعبادك الصالحين، يا غياث المستغيثين أغثنى (ثلاثاً) على جميع أعدائك، فحمدى لك يا إلهى واصب وثنائى عليك متواتر دائب دائماً من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح والتقديس وصنوف اللغات المادحة وأصناف التنزيه خالصاً لذكرك ومرضياً لك بناصع التحميد والتمجيد، وخالص التوحيد وإخلاص التقرب والتقريب والتفريد، وأمحاض التمجيد بطول التعبد والتعديد لم تعن فى قدرتك، ولم تشارك فى ألوهيتك. ولم تعلم لك ماهية فتكون للأشياء المختلفة مجانساً، ولم تعاين إذا حبست الأشياء على العزائم المختلفات، ولاخرقت الأوهام حجب الغيوب إليك، فأعتقد منك محدوداً فى مجد عظمتك لايبلغك بعد الهمم ولا ينالك عوض الفطن، ولا ينتهى إليك بصر ناظر فى مجدك جبروتك ارتفعت عن صفات قدرتك وعلا عن ذكر الذاكرين كبرياء عظمتك، فلا ينتقص ما أردت أن يزداد ولا يزداد ما أردت أن ينتقص، لا أحد شهدك حين فطرت الخلق، ولا ند ولا ضد حضرك حين برأت النفوس، كلت الألسن عن تفسير صفتك وانحسرت العقول عن كنة معرفتك وصفتك، وكيف يوصف كنه صفتك يارب، وأنت الله الملك الجبار القدوس الأزلى الذى لم يزل ولا يزال أزالياً باقياً أبدياً سرمدياً دائماً فى الغيوب، وحدك لا شريك لك ليس فيها أحد غيرك، ولم يكن إله سواك. وحارت فى بحار بهاء ملكوتك عميقات مذاهب التفكر، وتواضعت الملوك لهيبتك، وعنت الوجوه بذلة الاستكانة لعزتك، وانقاد كل شئ لعظمتك، واستسلم كل شئ لقدرتك، وخضعت لك الرقاب وكل دون ذلك تحبير اللغات، وضل هنالك التدبير فى صفات وفى تصاريف الصفات فمن تفكر فى إنشائك البديع وثنائك الرفيع وتعمق فى ذلك رجع طرفه إليه خاسئاً حسيراً، وعقله مبهوتاً وتفكره متحبراً أسيراً. اللهم لك الحمد حمداً كثيراً دائماً متوالياً متواتراً متضاعفاً متسعاً منسقاً يدوم ويتضاعف ولا يبيدو غير مفقود فى الملكوت ولا مطموس فى المعالم، ولا منتقص فى العرفان فلك الحمد على مكارمك التى لا تحصى، ونعمك التى لا تستقصى فى الليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر. وفى البر والبحار والغدو الآصال والعشى والإبكار والظهيرة والأسحار، وفى كل جزء من أجزاء الليل والنهار. اللهم لك الحمد بتوفيقك، قد أحضرتنى النجاة وجعلتنى منك فى ولاية العصمة فلم أبرح فى سبوغ نعمائك وتتابع آلائك محروساً بك فى الرد والامتناع. ومحفوظاً بك فى المنعة والدفاع عنى. اللهم إنى أحمدك إذ لم تكلفنى فوق طاقتى ولم ترض منى إلا طاعتى ورضيت منى من طاعتك وعبادتك دون استطاعتى وأقل من وسعى ومقدرتى، فإنك أنت الله الملك الحق الذى لا إله إلا أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة ولن تخفى عليك خافية، ولن تضل عنك فى ظلم الخفيات ضالة، إنما أمرك إذا أردت شيئاً أن تقول له كن فيكون.
اللهم لك الحمد حمداً كثيراً مثل ما حمدت به نفسك وأضعاف ما حمدك به الحامدون وسبحك به المسبحون ومجدك به الممجدون، وكبرك به المكبرون وهللك به المهللون، وقدسك به المقدسون ووحدك به الموحدون وعظمك به المعظمون واستغفرك به المستغفرون، حتى يكون لك منى وحدى، فى كل طرفة عين وأقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين وتوحيد أصناف الموحدين والمخلصين وتقديس أجناس العارفين، وثناء جميع المهللين والمصلين والمسبحين، ومثل ما أنت به عالم وأنت محمود ومحبوب ومحجوب من جميع خلقك كلهم من الحيوانات والبرايا والأنام إلهى أسألك بمسائلك وأرغب بك إليك فى بركات ما أنطقتنى به من حمدك، ووفقتنى له من شكرك وتمجيدى لك، فما أيسر ما كلفتنى به من حقك، وأعظم ما وعدتنى به من نعمائك، ومزيد الخير على شكرك، ابتدأتنى بالنعم فضلاً وطولاً، وأمرتنى بالشكر حقاً وعدلاً ووعدتنى عليه أضعافاً ومزيداً، وأعطيتنى من رزقك رزقاً واسعاً كثيراً اختياراً ورضاً، وسألتنى عنه شكراً يسيراً لك الحمد.
اللهم علىَّ إذ نجيتنى وعافيتنى برحمتك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، ولم تسلمنى لسوء قضائك ويلائك، وجعلت ملبسى العافية، وأوليتنى البسطة والرخاء وشرعت لى أيسر القصد، وضاعفت لى أشرف الفضل مع ما عبدتنى به من المحجة الشريفة، وبشرتنى به من الدرجة العافية الرفيعة واصطفيتنى بأعظم النبيين دعوة وأفضلهم شفاعة وأرفعهم درجة، وأقربهم منزلة، وأوضحهم حجة سيدنا محمد (ص) وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وأصحابه الطيبين الطاهرين،. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، واغفر لى ولأهلى ولإخوانى كلهم مالا يسعه إلا مغفرتك ولا يمحقه إلا عفوك ولا يكفره إلا تجاوزك وفضلك، وهب لى فى يومى هذا وليلتى هذه وساعتى هذه وشهرى هذا وسنتى هذه يقيناً صادقاً يهون على مصائب الدنيا والآخرة وأحزانها ويشوقنى إليك ويرغبنى فيما عندك، واكتب لى عندك المغفرة، وبلغنى الكرامة من عندك، وأوزعنى شكر ما أنعمت به على، فإنك أنت الله الذى لا إله إلا أنت الواحد الأحد الرفيع البديع، المبدئ المعيد، السميع العليم الذى ليس لأمرك مدفع ولا عن قضائك ممتنع، وأشهد أنك ربى ورب كل شئ، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، اللهم إنى أسألك الثبات فى الأمر، والعزيمة على الرشد والشكر على نعمك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك من خير كل ما تعلم، وأعوذ بك من شر كل ما تعلم، واستغفرك من كل ما تعلم إنك أنت علام الغيوب، أسألك لى ولأهلى ولإخوانى كلهم أمناً، وأعوذ بك من جور كل جائر، ومكر كل ماكر، وظلم كل ظالم وسحر كل ساحر وبغى كل باع وحسد كل حاسد وغدر كل غادر وكيد كل كائد وعداوة كل عدو، وطعن كل طاعن، وقدح كل قادح وحيل كل متحيل وشماته كل شامت وكشح كل كاشح.

اللهم بك أصول على العداء والقرناء، وإياك أرجو ولاية الأحياء والأولياء والقرباء، فلك الحمد على ما لا أستطيع إحصاءه ولا تعديده من عوائد فضلك وعوارف رزقك، وألوان ما أوليتنى به من إرفادك وكرمك، فإنك أنت الله الذى لا إله إلا أنت الفاشى فى الخل حمدك الباسط بالجود يدك، لا تضاد فى حكمك، ولا تنازع فى أمرك وسلطانك وملكك، ولا تشارك فى ربوبيتك، ولا تزاحم فى خليقتك تملك من الأنام ما تشاء ولا يملكون منك إلا ما تريد.
اللهم إنك أنت الله المنعم المتفضل القادر المقتدر الجبار القهار الذى لا إله إلا أنت القاهر المقدس بالمجد فى نور القدس، ترديت بالمجد والبهاء، وتعظمت بالعزة والعلاء، وتأزرت بالعظمة والكبرياء وتغشيت بالنور والضياء، وتجللت بالمهابة والبهاء، لك المن القديم والسلطان الشامخ، والملك الباذخ والجود الواسع، والقدرة الكاملة، والحكمة البالغة والعزة الشاملة فلك الحمد على أن جعلتنى من أمة سيدنا محمد (ص) وعلى آله، وهو أفضل بنى آدم عليه السلام الذين كرمتهم وحملتهم فى البر والبحر، ورزقتهم من الطيبات وفضلتهم على كثير من خلقك تفضيلاً وخلقتنى سميعاً بصيراً صحيحاً سوياً سالماً معافىً، ولم تشغلنى بنقصان فى بدنى عن طاعتك ولا بآفة فى جوارحى، ولا عاهةٍ فى نفسى ولا فى عقلى، ولم تمنعنى كرامتك إياى وحسن صنيعك عندى وفضل منائحك لدى، ونعماءك على أنت الذى أوسعت على فى الدنيا رزقاً وفضلتنى على كثير من أهلها تفضيلاً فجعلت لى سمعاً يسمع آياتك، وعقلاً يفهم إيمانك، وبصراً يرى قدرتك، وفؤاداً يعرف عظمتك، وقلباً يعتقد توحيدك، فإنى لفضلك على شاهد حامد شاكر، ولك نفسى شاكرة وبحقك على شاهدة، وأشهد أنك حى قبل كل حى، وحى بعد كل حى، وحى بعد كل ميت، وحى لم ترث الحياة من حى، ولم تقطع خيرك عنى فى كل وقت، ولم تقطع رجائى، ولم تنزل بى عقوبات النقم، ولم تغير على وثائق النعم، ولم تمنع عنى دفائق العصم، فلو لم أذكر من إحسانك وإنعامك على إلا عفوك عنى والتوفيق لى، والاستجابة لدعائى، حين رفعت صوتى بدعائك وتحميدك وتوحيدك وتمجيدك، وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك، وإلا فى تقديرك خلقى حين صورتنى فأحسنت صورتى، وإلا فى قسمة الأرزاق حين قدرتها لى لكان فى ذلك ما يشغل فكرى عن جهدى، فكيف إذا فكرت فى النعم العظام التى أتقلب فيها، ولا أبلغ شكر شئ منها، فلك الحمد عدد ما حفظه علمك، وجرى به قلمك، ونفذ به حكمك فى خلقك، وعدد ما وسعته رحمتك من جميع خلقك، وعدد ما أحاطت به قدرتك، وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك.
اللهم إنى مقر بنعمتك على فتمم إحسانك إلى فيما بقى من عمرى أعظم وأتم وأكمل وأحسن مما أحسنت إلى فيما مضى منه برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنى أسألك وأتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتسبيحك، وكمالك وتدبيرك وتعظيمك وتقديسك، ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعلوك ووقارك وجلالك، ومنك وكبريائك وسلطانك وقدرتك وإحسانك وامتنانك وجمالك، وبهائك وبرهانك وغفرانك ونبيك ووليك وعترته الطاهرين أن تصلى على سيدنا محمد وعلى سائر إخوانه الأنبياء والمرسلين، وأن لا تحرمنى رفدك وفضلك وجمالك وجلالك، وفوائد كراماتك، فإنه لا تعتريك لكثرة ما قد نشرت من العطايا عوائق البخل، ولا ينقص جودك التقصير فى شكر نعمتك، ولا تنفذ خزائنك، مواهبك المتسعة، ولا تؤثر فى جودك العظيم منحك الفائقة الجليلة الجميلة الأصيلة ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ولا يلحقك خوف عدم فينقص من جودك فيض فضلك إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.
اللهم ارزقنى قلباً خاشعاً ضارعاً، وعيناً باكية وبدناً صحيحاً صابراً، ويقيناً صادقاً بالحق صادعاً، وتوبة نصوحاً، ولساناً ذاكراً وحامداً، وإيماناً صحيحاً، ورزقاً حلالاً طيباً واسعاً، وعلماً نافعاً وولداً صالحاً، وصاحباً موافقاً وسناً طويلاً فى الخير مشتغلاً بالعبادة الخالصة، وخلقاً حسناً، وعملاً صالحاً متقبلاً وتوبةً مقبولةً، ودرجةً رفيعةً، وامرأةً مؤمنةً طائعةً.
اللهم لا تنسنى ذكرك، ولا تولنى غيرك، ولا تؤمنى مكرك، ولا تكشف عنى سترك، ولا تقنطنى من رحمتك، ولا تبعدنى من كنفك وجوارك، وأعذنى من سخطك وغضبك، ولا تويشنى من رحمتك وروحك، وكن لى ولأهلى ولإخوانى كلهم أنيساً من كل روعة وخوف وخشية وغربة، واعصمنى من كل هلكةٍ ونجنى من كل بليةٍ وآفةٍ وعاهةٍ وغصةٍ ومحنةٍ وزلزلةٍ وشدةٍ وإهانةٍ وذلةٍ وغلبةٍ وقلةٍ، وجوعٍ وعطشٍ وفقرٍ وفاقةٍ وضيقٍ وقتنةٍ ووباءٍ وبلاءٍ، وغرقٍ وحرقٍ وبرقٍ وسرقٍ وحرٍ وبردٍ ونهبٍ وغىّ، وصلالٍ وضالةٍ وهامةٍ، وذللٍ وخطايا، وهم وغم ومسخٍ وخسفٍ وقذفٍ وخلةٍ وعلةٍ ومرضٍ وجنونٍ وجذامٍ، وبرصٍ وفالجٍ وباسورٍ وناسورٍ وسلسٍ ونقصٍ وهلكةٍ وفضيحةٍ وقبيحةٍ فى الدارين إنك لا تخلف الميعاد.
اللهم أرفعنى ولا تضعنى، وادفع عنى ولاتدفعنى، وأعطنى ولاتحرمنى، وزدنى ولاتنقصنى، وارحمنى ولاتعذبنى، وفرج همى واكشف غمى وأهلك كل عدو لى، وانصرنى ولاتخذلنى، وأكرمنى ولاتهنى واسترنى ولا تفضحنى، وآثرنى ولاتؤثر علىَّ، واحفظنى ولاتضيعنى، فإنك على كل شئ قدير، يا أقدر القادرين، ويا أسرع الحاسبين، وصل على سيدنا محمد وآله وسلم أجمعين ياذا الجلال والإكرام (ثلاثاً).
اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعدتنا بإجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا ياذا الجلال والإكرام إنك لاتخلف الميعاد.
اللهم ما قدرت لى من خير وشرعت فيه بتوفيقك وتيسيرك فتممه لى بأحسن الوجوه كلها وأصوبها وأصفاها، فإنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير يانعم المولى ونعم النصير، وما قدرت لى من شر وتحذرنى منه فاصرفه عنى ياحى ياقيوم، يامن قامت السموات والأرضون بأمره يا من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، يا من أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون.
سبحان الله القادر القاهر القوى العزيز الجبار الحى القيوم بلا معين ولا ظهير برحمتك استغيث (ثلاثاً).
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد منى وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (ثلاثاً).
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصل الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً أثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين.

الحزب المغنى
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم بك استعنت فأعنى، وبك استغنيت فاغننى، وعليك توكلت فاكفنى يا كافى اكفنى المهمات من أمر الدنيا والآخرة يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما إنى عبدك ببابك ذليلك ببابك، مسكينك ببابك، ضيفك ببابك يارب العالمين الطالح ببابك ياغياث المستغيثين مهمومك ببابك يا كاشفاً كرب كل المكروبين أنا عاصيك يا طالب المستغفرين المقر ببابك، يا غافراً للمذنبين المعترف ببابك يا أرحم الراحمين الخاطئ ببابك، يارب العالمين الظالم ببابك، البائس الخاشع ببابك ارحمنى يامولاى، إلهى أنت الغافر وأنا المسئ، وهل يرحم المسئ إلا الغافر مولاى. إلهى أنت الرب وأنا العبد وهل يرحم العبد إلا الرب، مولاى مولاى. إلهى أنت المالك وأنا المملوك، وهل يرحم المملوك إلا المالك مولاى مولاى. إلهى أنت القوى وأنا الضعيف، وهل يرحم الضعيف إلا القوى مولاى مولاى. إلهى أنت العزيز وأنا الذليل وهل يرحم الذليل إلا العزيز مولاى مولاى. إلهى أنت الكريم وأنا اللئيم وهل يرحم اللئيم إلا الكريم مولاى مولاى. إلهى أنت الرزاق وأنا المرزوق وهل يرحم المرزوق إلا الرزاق مولاى مولاى. إلهى أنا الضعيف أنا الذليل أنا الحقير، أنت العلى أنت العفو أنت الغفور أنت الغفار، أنت الحنان أنت المنان، أنا المذنب أنا الخائف أنا الضعيف. إلهى الأمان الأمان فى ظلمة القبر وضيقته. إلهى الأمان الأمان عند سؤال منكر ونكير وهيئتهما. إلهى الأمان الأمان عند وحشة القبر وشدته، الأمان الأمان فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. إلهى الأمان الأمان يوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله. إلهى الأمان الأمان يوم زلزلت الأرض زلزالها. إلهى الأمان الأمان يوم تشقق السماء بالغمام إلهى الأمان الأمان يوم تطوى السماء كطى السجل للكتاب. إلهى الأمان الأمان يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار. إلهى الأمان الأمان يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتنى كنت تراباً. إلهى الأمان الأمان يوم ينادى المناطى من بطنان العرش أين العاصون وأين المذنبون وأين الخاسرون هلموا إلى الحساب، وأنت تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى يا إلهى آه من كثرة الذنوب والعصيان. آه من كثرة الظلم والجفاء. آه من دفع المطرود. آه من نفس المطبوع بالهوى من الهوى، أغثنى يا غياث المستغيثين أغثنى عند تغير حالى. اللهم إنى عبدك المذنب المجرم المخطئ أجرنى من النار يا مجير (ثلاثاً) اللهم إن ترحمنى فأنت أهل وإن تعذبنى فأنا أهل فارحمنى يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، ويا أرحم الراحمين، ويا خير الناصرين، ويا خير الغافرين حسبى الله وحده برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. آمين والحمد لله رب العالمين.

الاستغاثة المرجوة الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوتك يا الله والدمع دافق بسوحك يامولاى والوقت رائق
فبابك مفتوح لعاص وطائع وباب الورى من دون آتيه مغلق
تعاظمنى ذنبى ولكن وجدته بجانب غفران المهيمن يمحق
يصير هباءً بين من ورحمة وإنى بعفو الله والله واثق
وإن ذنوبى يا إلهى جمة فرحماك يا ربى فدمعى مغرق
وها أنا عبد مذنب ومقصر وليس لأعمالى لديك سوابق
وذلك إقرارى بضعفى وذلتى فكفر به يارب ما هو عائق
وها أنا عبد مذنب ومقصر وليس لأعمالى لديك سوابق
وذلك إقرارى بضعفى وذلتى فكفر به يارب ما هو عائق
ومن هو بالغفران أولى وإن تكن إلهى لم ترحم سوى من يسابق
فوسع إلهى بالقبول لتوبتى على الفور صدرى إن صدرى ضائق
عسى نظرة منكم تبدل ما مضى من السوء حسنى إننى منه مشفق
بآه أيا الله يوه توسلى كذاك طهور يا كريم ويدعق
بحببه أدعوك يارب صورة ففرج كروبى إن فضلك فائق
وياسقفاطيس لاتخيب ظنونا سقاطيم أنت الحق منك التحقق
بإبل فجد لى بالرضا منك منحة وأيثم احفظنى فإنك خالق
بدوح ودود أنت ربى وحسبنا ويا أهم قلب المحب ممزق
ويا حلع سقكن يصن كل مغرم بحبك يا الله فيك التشوق
أحون وقاف يا أدم وحم خذ بقلبى عن الدنيا فإنى مؤرق
بهاء آمين بالحروف التى فجش جماع لها فلتجمعن ما يفرق
بثاء وظاء ثم خاء وزينها فصف شرابى إن وردى مرنق
بأحمى حميثاً لا تكلنا لنفسنا وأطمى طميثا إن جودك مغدق
بآلٍ وشداء واهيا شراهيا توسلت يا الله ضاق المخنق
ويا أدناء أصبؤت فكن لنا ويا فاتح افتح كل باب مضيق
وياشمخشيشا شمخثا أنت ربنا فجد لى بجودٍ إن جودك مونق
لمقفنجل شلع وأخشم اسقنى بكأس الهوى صرفاً لعلى أصدق
بأشمخ اجبرنى وبازخ اكسنى كساء وقار أنت ربى صادق
كرير وتتليه وطوران اقض لى حوائج أنت الله يارب رازق
وبزجل احفظنى وبرهش اكفنى وغلمش ارزقنى فإنك ترزق
وياقلنهود يابرشان فحفنى بخير وأعتقنى فإنك معتق
بموشلخ وبرهيولا فداونى وبشكليخ قلبى بحبك يحرق
وأنغلليط ياغياها تولنى ويا كيد هولا إن جودك مطلق
وياطونش كن لى بشارش أعطنى وياشمهاهير من ذنوبى أفرق
وياشمخا بكهطهطهونيه مدنى بإمدادك الحسنى فإنى مونق
بصاد وقاف ثم نون فخذ بنا إلى مجلس القرب الذى يتحقق
ويس طه ثم طس دلنى عليك وأسرار علينا تفرق
بآدم شيث ثم إدريس نوحهم أنلنى كما نالوا فدمعى مطلق
بهود وإبراهيم لوط وصالح فأصلح فسادى واكفنى من ينافق
بإسحاق إسماعيل يعقوب يوسف فلا تجمعن بينى ومن يتزندق
شعيب وأيوب وذا الكفل خضرهم فخضر نباتى إننى لك معتق
بموسى وهرون وحزقيل يوشع فوفقنى اللهم أنت الموفق
بإلياس واليسع وشمويل يونس أنلنى مع الأحباب مايتشوق
بلقمان شعياء وداود وابنه سليمان ملكنى الذى يتدفق
عزير وشمعون ودنيال أرميا فغفراً لنا ما كان مما يعوق
بجرجيس يحيى ثم عيسى وبعدهم ترى زكريا استر عيوباً تلفق
بخيرهم المبعوث فى الناس رحمة فرو فؤادى من شراب يصفق
محمد الهادى الشفيع وأحمد ومحمود المحمود من ليس يلحق
له الهمم الكبرى له خير منحة فما فوقه إلا إله محقق
عليه صلاة الله ما كان كائن عليه سلام الله ماحن عاشق
كذلك بالصديق مع عمر الذى تسامى وعثمان على الموفق
بهم يا إله العالمين توسلى وطلحة ذاك الفاضل المتحقق
زبير بن عوام كذاك ابن عوفهم وسعد سعيد أنت يارب أرفق
وبابن لجراح فداوى كلومنا كذا حسن ثم الحسين المسابق
كذلك أولاد النبى جميعهم وأولاد أبناء لهم تتلاحق
بزينب ياربى كذاك سكينة نفيسة فاجبرنى ومن يتذوق
بفاطمة يارب فاحفظ قلوبنا من الغير حتى تحشرن الخلائق
كذلك بالأزواج والآل كلهم وصحب فدع عنى الذى يتحمق
كذلك بلال ثم عمران بعده كذلك سلمان أبو المجد من سقوا
وحمزة والعباس جابر بعدهم كذاك أبى هر أبى يحلق
كذا خالد ثم الأويس وبعدهم رجال لهم فى المكرمات تسابق
فضيل وسفيان وليث جنيدهم ومعروف كرخ وابن سهل ترافقوا
بذى النون والحداد وابن المحاسبى كذا ابن دينار وأبو مدين يلحق
أغثنا أغثنا يا إلهى وكن بنا رءوفاً رحيماً مالدينا تعمق
بأحمد يارب ابن حنبل فاشفنى كذا مالك والشافعى الموفق
كذلك بالنعمان رابعهم كذا بارباب علم عاملين توافقوا
كذا بعلى الشاذلى ذخيرتى هو الغوث بين العارفين وأسبق
فأصلح فسادى يا إلهى بجاههم وأحبابهم من بالوداد تعانقوا
بكعب تلاه ابن المبارك كن لنا وبالنخشبى ثم الطويسى تسابقوا
وبالواسطى ثم ابن عوف فخذ بنا إلى حضرة القرب التى تتعلق
بها بالسرى يارب وابن لأدهم ببسطامى من عنه التقى تتشقق
كذا حاتمى وابن الحوارى بعده وثقيف البلخى من يتساوق
كذا بالدقاق وابن رويمهم كذلك بالشبلى من يتفوق
وبالروزبارى ثم بالأقطع اقض لنا حوائج قلبى عندها يتفيهق
وبالنهر جورى والمغازى من علوا فباعد شروراً عن عيالى ترشق
بعطارهم زياتهم فتولنا وعبد السلام ابن لبشيش يلحق
كذلك بالراعى كذلك شنبكى فيارب فاستر من أمور تورق
كذا بالرفاعى ثم عبداً لقادر وبالبدوى والدسوقى من رقوا
كذا بأبى العباس ياقوت عرشهم وبابن عطاء والبوصيرى المرونق
وأبو المعارف والمحاسن جدنا كذاك البهى الفائض المتدفق
وبالنقشبندى وبالسعد الجيباوى وبالخلوتى كل فى الفضل أعرق
ويارب بالإمام الزرقانى قدوتى هو المرسى للأقطاب سر ومنطق
وأحبابهم والطائعين فأعطنا حوائج يارب الخلائق ترهق
ويارب من كل المهالك نجنا ومن كل داء فاشفنا حين يمرق
بجبريل ميكائيل عزريل بعدهم كذلك إسرافيل من للعلا انتقوا
وكل ولى فى السماء مقرب وفى الأرض من جن وإنس يصادق
فيارب فاجبر يالطيف انكسارنا فنحن ضعاف ترتمينا الطرائق
وخذ بيدى فى كل أمر وحالة وجنبنى الشر الذى هو يسلق
وعاملنى ياربى وكل عشيرتى وإخوانى بالحسنى إذ الشمس تشرق
أجب يا إآله العالمين دعاءنا فليس لنا عن باب سؤلك عائق
وصل على خير الأنام محمد هو الأفضل المحمود ما ذاق ذائق
وبارك عليه ثم آل صحابة ومن كان طرق المصطفى يتطرق
وما إننى المسكين قمت تضرعا وحبل رجائى فيك يارب واثق

النصر والفتح القريب المنتظر بالتوسل بأهل بدر وأحد الغرر
باسم الإله وحمده الحمد الأبر أرجوك ياعدل الإغاثة والظفر
متوسلاً بالاسم الأعظم بل بكل اسم أتى لله نصا أو خبر












_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067


الاستغاثة بأسماء السور
ربى بفاتحة الكتاب من الردى والناس بالفلق احمنا ممن غدر
يارب بالإخلاص دمر من بغى تبت يدا من كاد أو رام الضرر
بالنصر جد فالكافرون تفرعنوا تالله إن النصر كوثر من صبر
أرأيت مكر قريش كيف أبادها وألم تر ويل لكل فتى مكر
والعصر إن الكبر قد ألهاكم وماذا وقارعة الطريق على خطر
ما العاديات الجيد تنجى مثلكم قد زلزلت أقدامكم أين المفر
تالله لم يكن الذين بغوا كمن فى ليلة القدر التجا ودعا وفر
نودى أجبت اقرأ تلا مستبشراً والتين صبح الانشراح لقد سفر
قم فى الضحى والليل وابكى ما مضى غابت على بلد من الجور اعتكر
والفجر غاشية العيون تقشعت يسبح فهذا طارق البشرى ظهر
نادى بحى على بروج السعد قد آن انشقاق القلب ممن قد مكر
أمطففين الكيل أبتم بانفطا الكبد والتكوير فى وادى سقر
يا مدبراً عنى بوجه قد عبس مه إن يوم النازعات لقد حضر
هذا هو النبأ العظيم تنبهوا فالمرسلات أتت بما يعمى البصر
تالله خنتم هل أتى أحد بما جئتم وينجو فى القيامة والحفر
يارب بالمدثر المزمل الــــ هادى لنوع الجن مع جنس البشر
فرج به كربى فنوح به سأل فى حاقة الطوفان فاقتطف الثمر
والنون فى لجج البحار به التجا فنجا تبارك من بر الهادى الأبر
والله بالتحريم جاء وقد أبا ح لنا الطلاق فما التغابن والفكر
راج النفاق منافقين العصر هل فى جمعة أم من بصف قد صبر
هذا محك الصدق فامتحنوا به سحقاً بكم أحشاء قد حشيت ضرر
ماذا ادخرتم إن يوم الحشر قد وافى وقد سمع المجيب دعا السحر
يوم مقامعه الحديد وإنها والله واقعة عليكم لا مفر
يارب يارحمن بالقمر اهدنا بالنجم والطور احمنا واقض الوطر
فالذاريات من الجفون تراسلت واندك قاف العبر من كر الكدر
يارب بالحجرات فرج كربتى بالفتح رب محمد جد والظفر
يارب بالأحقاف دمر من بغى وأهلك بجاثية الأسى من قد قهر
يارب بالدخان شتت شملهم من زخرف التزوير عن المصطبر
للضر شورى أمرهم قد فصلت دمرهم ياغافر الذنب زمر
تالله طبر الصبر صاد عقابهم ياحى بالصافات دمر من كفر
والله يس فاطر مكرهم منى سبا لبنا تبتل واستعر
شادوا على الأحزاب سراً ضرمن لله فر فلا تذر منهم نفر
شكراً لدى الآلاء جئت بسجدة يارب فاكتبنى بها فيمن شكر
وانعم بما أعطيت لقماناً أيا وهاب إن الروم ترمى بالشرر
فاجعلهم كالعنكبوت فكم لهم قصص بعد النمل ربى لا تذر
يارب بالشعراء والفرقان يا بارى الورى بالنور جمل من صبر
يارب إن المؤمنين توجهوا للحج والمسعى وتقبيل الحجر
بالأنبياء دعوا فنالوا كل ما قد أملوا وسروا بليل قد أسر
أدعوك ياربى بطه من به عيسى بن مريم قد نجا من كل شر
من كهف كرب المكر خلصنى بمن فى ليلة الإسرا تبتل واعتذر
واسعف بسر النحل والطف واحمنى وبحجر إبراهيم دمر من غدر
يامرسل الرعد اسق أعدائى الردى أنت الصبور فياغيور لك المفر
يارب بالهادى الأمين ويوسف وبسر هود ويونس من مكر
وامنن على بتوبة ياذا العلا واسمح بأنفال الرضا واقض الوطر
أعراف قلبى قربت أنعامها لله كى تحظى بمائدة الظفر
يامن تولع بالنسا أمنا لنا وآل عمران الأمان من الكدر
قم فى دجى الأسحار واتل البقرة إن كنت فى عسر تر اليسر الأغر
واضرع وقل يارب فرج كربنا وامنح وق واغفر وسامح من عثر
بالباء بل بالنقطة الغراء بل باسم الإله وحمده نيل الوطر

الاستغاثة بأسماء أهل بدر الكرام
بالمصطفى أدعوك ثم بآله وبصبحه ياذا العلا ياحبر بر
لاسيما أرباب بدر من سمعوا فخراً على كل الورى بحراً وبر
قوم لهم قيل اعملوا ماشئتمو فذنوبكم رب البرية قد غفر
يارب بالهادى إمام الأنبيا سر الوجود ونورك الزاهى الأغر
يارب بالصديق ذى الفضل الذى من بعده ما ناله أبداً بشر
يارب بالفارق ذى العليا عمر وبسر ذى النورين عثمان الأبر
وبحيدر الكرار باب مدينة العلم الإمام المرتضى العضب الذكر
وبطلحة ثم الزبير وعبد رحمـــ ان كذا سعد سعيد ذو الأثر
وبعامر يارب فرج كربنا وبسرهم يارب بلغنا الوطر

الهمزة: عدد 11
بأبيهم وبأخنس مع أرقم وبأسعد أنس كذا أنسه نسر
بأنيسهم أوس كذا أوس إيا س مع إياس نجنا من كل شر

الباء: عدد 6
بيجيرهم بحاث بسبسه كذا بشر الذى قد سم مع خير البشر
ببشير بشرنا بنصر عاجل ببلال جنينا الملالة والضجر

التاء: عدد 3
بتميمهم وتميم ثم تميمهم تمم بخير واحمنا بحراً وبر

الثاء: عدد 9
وبثابت مع ثابت وبثابت مع ثابت وبثابت زال الكدر
ربى بثعلبة وثعلبة وثعلبة وثقف أغث وجد لى بالظفر

الجيم: عدد 5
وبجابر مع جابر وبجابر وبجبر ثم جبير الكسر انجبر

الحاء: عدد 20
وبحارث ياذا العلا وبحارث وبحارث مع حارث ياخير بر
وبحارث مع حارث وبحارث مع حارث وبحارث جد بالوطر
ربى بحارثة وحارثة الشهيد وحاطب مع حاطب القوم الغرر
بحبابهم وحبيب ثم حرامهم وحريث ثم حصينهم عزى بهر
وبحمزة ربى بحمزة سيد الشهــ داء دمر من بغى يامن قدر

الخاء: عدد 18
وبسر خارجة أجاب وخالد وبخالد خباب مع خباب سر
بخبيبهم وخداش ثم خراشهم وخريم خلاد بخلاد الأبر
وبسر خلاد خليدة ثم خلـــ لاد خليقة مع خنيس ذى الأثر
وكذا بخوات وخولى أغث رشدى وأيد عز مجدى بالظفر

الدال: عدد 3
بوحق دكين وحق دجانة وبحق درداء لاحظنى بالنظر

الذال: عدد 3
وبسر ذكوان وذكوان كذا ك بذى الشمالين الشهيد صفا الكدر

الراء: عدد 14
وبرافع بالفتح جد وبرافع وبرافع مع رافع نسموا البشر
وبرافع ربعى ربيعهم وربيعة ورخلية ورخلية رشدى انتصر
برفاعة ورفاعة ورفاعة ورفاعة ورفاعة نال الوطر

الزاى: عدد 9
بزيادهم وزياد ثم زيادهم وبزيدهم مع زيد المولى الأغر
وبزيد ثم بزيد ثم بزيدهم وبزيد انصرنا على من قد غدر

السين: عدد 37
وبسائب وبسالم مع سالم وبسيرة وسراقة سر القدر
بسراقة وبسعد ثم بسعدهم وبسعد ثم بسعد سعدى قد حضر
وبسعد ثم بسعد ثم بسعدهم وبسعد مع سعد إلهى قد جبر
وبسعد سفين كذاك وسلمة وسلمة كذا سلمة سلمت من الكدر
ربى بسر سليط ثم سليمهم وسليم ثم سليم دمر من كفر
بسليمهم وسماك ثم سينانهم وسنان ثم بسهل سهل ما أسر
وبسهل ثم بسهل ثم بسهلهم وسهيل ثم سهيل عجل بالظفر
بسوادهم وسواد ثم سويبط انصر وأيد من لدينك قد نصر

الشين: عدد 2
بشجاعهم يارب مع شماسهم اجعل لنا من كل خير مدخر

الصاد: عدد 4
بصبيح صفوان صهيب نجنا وكذا بصيفى قنا ممن مكر

الضاد: عدد 3
يارب بالضحاك والضحاك ثم بضمرة جد بالرضا عمن وزر

الطاء: عدد 4
بطفيلهم وطفيل ثم طفيلهم وطليبهم قصدى أنلنى والوطر

الظاء: عدد 1
بطهيرهم يارب بلغنا المنى واشدد به ظهراً من العجز انكسر

العين: عدد 84
وبعاصم مع عاصم وبعاصم مع عاصم وبعاقل عقل الضرر
وبعامر مع عامر وبعامر وبعامر مع عامر رشدى جأر
وبعامر مع عامر وبعائذ وبسر عباد بعباد الأعر
بعبادة وبنصر عبد الله عبد الله عبد الله ربى قد نصر
وبسر عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله نصرا مع ظفر
فبجاه عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله شتت من غدر
وبقرب عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله عذب من مكر
وبحب عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله اجبر ما انكسر
وبنور عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله دمر من كفر
وبسر عبد الله فرج كربنا واستر بعبد ربه عيباً ظهر
وبعبدة عجل بخير ثم عبس يا مغيث كذا عبيد من شكر
بعبيدهم وعبيد ثم عبيدهم وعبيد ثم عبيدة من قد صبر
وبسر عتبن وعتبة ثم عتبـــ ة ثم عتبة ثم عثمان الأبر
بعدى أعدائى قهرت وعصمة وعصيمة وعطية الفخر الأغر
وبعقبة مع عقبة وبعقبة مع عقبة وبعقبة من قد خفر
بعكاشة عمار ثم عمارة وعمارة عمر وبعمر ومن نصر
وبعمرو ثم بعمرو وثم بعمرهم عمر وكذا عمر وكذا عمرو الخير
وبعمرو ثم بعمرو ثم عميرهم وعمير ثم عمير ثم عمير سر
بعميرهم وعمير ثم بعوفهم رعيمهم وعياض قد جاء الظفر

الغين: عدد 1
وبسر غنام غنيمة عزنا عجل بها والطف بنا بحراً وبر

الفاء: عدد 2
وبفاكه مع فروة جد بالرضا واغفر لما أسررت مع ماقد ظهر

القاف: عدد 6
بقتادة وقدامة مع قطبة ويقيس السامى الذرى السهم الأبر
وبسير قيس ثم قيس ربنا اغفر ذنوبى واكفنى شر البشر

الكاف: عدد 2
وبسر كعب ثم كعب جد لمن ناجاك ياذا الجود بالفتح الأغر

اللام: عدد 1
وبسر لبذة من سما أوج العلا اغفر لعبد آب ربى واعتذر

الميم: عدد 45
وبمالك مع مالك وبمالك وبمالك مع مالك سر القدر
وبمالك وبمالك مع مالك وبمشر أتت البشارة بالظفر
بمجاذر ومحرر وبمحرز ومحمد وبسر مدلاج نسر
وبمزتد وبمسطح وبسر مســـ عود ومسعود ومسعود الأ
وكذا بمسعود ومسعود ومسعود ومصعب مع معاذ ذى الأثر
بمعاذهم ومعاذ ثم معاذهم ومعاذ ثم بمعبد نلت الوطر
وبمعبد بمعتب ومعتب ومعتب وبمعتل من قد نبر
وبمعمر مع معن ثم بمعنهم ومعوذ بمعوذ نور البصر
وبعبدك المقداد ثم مليلهم وبغبذر مع منذر القوم الغرر
وبغبذر ياعدل ثم بمهجع فخرب ديار الخائنين ومن غدر

النون: عدد 10
لنضر والنعمان وبالنعمان والنعمان ذى الفخر الأغر
بسر نعمان ونعمان ونعمان نعيمان ونوفل جد ببر

الهاء: عدد 3
وبهانئ وهبيل ثم هلالهم اغفر ذنوبى واحمنى بحراً وبر

الواو: عدد 5
وبواقد ودقا بسر وديعه وبوهب مع وهب أغثنا بالظفر

الياء: عدد 6
بيزيدهم ويزيد ثم يزيدهم ويزيد ثم يزيد بدد من قهر
وكذا بسر يزيد بلغنا المنى واحمى حمانا ربنا ممن مكر

الكنى: عدد 31
باب لا عور يامغيث كذا أبى أيوب ذو الآلاء بلغنا الوطر
باب الأحبة من سما أوج العلا وأبى حبيب نجنا من كل شر
بأبى حذيفة مع أبى حسن أجب دعانا واكفنا شر البشر
باب لخارجة كذاك أبو خزيمـــ ة مع أبى خلاد دمر من كفر
باب لداود أب لدجانة وأب لسبرة مع أبى سلمة تسر
بأبى سليط ثم سر أبى سنا ن مع أبى تنيخ أغننا بالظفر
باب لصرمة مع أبى الضياح ثم أب لطلحة مع أبى عبس الأغر
بأبى عقيل مع أب لقتادة وكذا أبو قيس قنا شر البطر
باب لكبشة مع أب للبابة وأب لمخشى أنلنا ما أسر
باب لمرثد مع أبى مسعود ثم أبى مليل نجنا من كل ضر
باب لهيثم جد بنصر عاجل ربى ويسر أمرنا بأبى اليسر

الاستغاثة بأسماء شهداء أحد الأعلام
فبأهل بدر قد سألتك أولاً والآن بالشهداء فى أحد الغرر
فبحمزة أدعوك يابارى الورى وبسره وبقربه من خير بر
أنس أنيس يامغيث وأوسهم وبسر أوس مع إياس من خفر
وبثقفهم مع ثقف ثم بحارث وبحارث مع حارث أرجو الظفر
وبحارث مع حارث وبحارث وبحارث أيد علا من قد صبر
بحبابهم وحبيب ثم حثيلهم وبسر حنظلة وخارجة نسر
نجد أشهم خلادهم وبسر خيثمة وذكوان احمنا من كل شر
وبرافع مع رافع ورفاعة برفاعة ورفاعة زال الكدر
بزيادهم وبزيد ثم سبيعهم وبسعد ثم بسعد المولى الأغر
بسعيد مع سلمة كذا بسليمهم وسليم ياقهار دمر من كفر
وبسهل مع سهل كذاك بسهيليهم وكذا بشمسا وصيفى الأبر
وبضمرة مع عامر وبعامر مع عامر وبسر عباد نسر
وكذا بعباس وعبد الله عبد الله عبد الله عجل بالظفر
وبسر عبد الله عبد الله عبد الله عبد الله اجبر ما انكسر
وبعبد رحمن وعبدة مع عبيد أو عبيد عتبة ربى نضر
وبسر عكرمة عمارة عمرهم وبعمرو ثم بعمرو عمرو مع عمر
بعميرهم وبسر عنترة وقر رة ثم قيس من سطا فيمن كفر
وبقيس ثم بقيس مع كيسانهم وبمالك مع مالك الفخر الأغر
وبمالك مع مالك ومجذر وبمصعب مع معبد من قد نبر
وبسر نعمان ونعمان ونعمــ ان ونوفل نجنا ممن غدر
وبوهبهم ويزيد ثم يزيدهم ويسار ثم أب لأيمن من شكر
بأب لحبة مع أب لحرامهم وأب لزيدى الأيادى والظفر
بأب لسفيان كذاك أبو هبيرة نجنا ياغوثنا من كل شر
يارب ياذا الجود يابارى الورى ياذا العلا ياغوثنا من كل ضر
أدعوك بالهادى بكل الأنبيا بالأصفياء وبالملائكة الغرر
وبآل كل سيما آل العبــــا د بصحبهم والتابعين على الأثر
وبأهل بدر ثم بالشهداء فى أحد كذا بالعارفين وكل بر
بالشافعى وأحمد وبمالك بأبى حنيفة ذى المعالى من بهر
يارب بالنقباء والنجباء والأبـــ دال والأخيار أرباب الخير
يارب بالعمد الألى بلغوا المنى بالفرد والأقطاب بالغوث الأغر
امنن بما نرجوه من نيل المنى واحفظ وق واسمح وعجل بالظفر
يارب ياقهار أهلك ضدنا واخرب ديار الخائنين ومن غدر
يارب أيد حزبنا ياذا العلا وانصره يارحمن فى بحر وبر
وبأهل بدر يا إلهى جد لنا بالعفو فى دار الممر وفى المقر
ياسادتى يا أهل بدر عبدكم فى وجده جمر تأجج واستعر
أحماة هذا الدين أرباب الوفا جدوا فرشدى تاه والقلب انفطر
من للغريب وللكثيب ومن لمن قد قل ناصره وعز المصطبر
ياصحب خير الخلق طه المصطفى سر الوجود ونور إنسان البصر
بكم استغثت وقد أنحت ببابكم عار عليكم أن أكون على خطر
بكم التجأت وقد ولجت رحابكم فالعار كل العار إن دام الكدر
بكم استجرت من الزمان وأهله أواه من كيد اللئيم إذا قدر
وأجلكم أن تمهلوا أو تهملوا وبساعدى قصر وصبرى قد نفر
ويد العدا طالت ومالى حيلة والخل خان وعمت فى بحر الفكر
فتداركونى سادتى والله قد ضاق الخناق وضرنى طول السهر
بالمصطفى جدوا وجودوا وانجدوا واحموا وقوارشدى فدهرى قد مكر
ثم الصلاة على النبى محمد فى كل آن عد قطرات المطر
عد الخلائق عد أنفاس الورى براً وبحراً عد أوراق الشجر
عد الذى قد كان أوهو كائن عد الحصا عد الرمال مع الحجر
والآل والأصحاب ما قد أنشدت باسم الإله وحمده الحمد الأبر

ورد المضطر
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَراءُ إلى الله واللهُ هُوَ الغَنِىُّ الحَمِيدُ * إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَديدٍ * وَمَا ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾. اللهم إنك غنى لا غنى عنك. وولى لا عوض منك، ومفضال بلا سبب. ومنان قبل الطلب. ابرزت الوجود من العدم وأودعته دلائل القدم. ووسعته رحمة وعلماً. وأحطت به سلطانا وحكماً فلم تغب ذرة منه عن علمك، ولم تخرج لحظة عن حكمك. وربيته برحمانيتك. وتوليته بقيوميتك، وحملته على مقتضى اختيارك وحكمتك. وألزمته الفقر الذاتى والعجز الأصلى. فكان افتقاره فى نيل غناك ظاهراً. ولسان عجزه لقيوميتك ذاكراً. وكملت نقائصة بدلائلها عليك، وحسنت شدائده بسوقها إليك. فما انفك واقع عن حكمة. ولا خلا موجود من نعمة. وأجريت القلوب على وفق مرادك. فحجبتها بإرادتها عن سابق مرادك. فصار العبد مثابا ومعاقباً لذلك. وتعرفت لهم بجميل صفاتك. وباهرآياتك. فأبرقت لهم محاسن إحسانك. واستحثهم منادى امتنانك. فطارت أرواح بأجنحة هو الرحمن الرحيم إلى بساط إنى أنا الله رب العالمين. فغابوا إذا شهدوا وجادوا إذا وجدوا، وسيق آخرون بعصا الاضطرار. إلى كنوز الرحمة ومهب الأسرار فحمدوا العنا. إذ ظفروا بالمنى. واستحسنوا البدار إذ حاموا حول الدار. وتاه المحذولون فى مهامه الحيرة. إذ حرموا صادق الاضطرار. ونافع المعذرة. ونورت بصائر الموفقين بمعرفتك. فوجدوك فى كل جميع. وحمدوك بالكمال والتكميل. وانفردت بالأمداد. كما انفردت بالإيجاد. وتعاليت حتى عجز الكل عنك. وتدانيت حتى لم يكن أقرب منك. وأطمع فضلك المذنببين، وأرجف عدلك المقربين، واقتضى غناك أن خلقت الوجود للجود. وزينت قهرك بالإحسان المشهود. وغلبت المظاهر حلماً ومناً، وجعلت رحمتك لما عندى ثنا. وعلمت أن لاسبيل إليك ولا غنا لأحد عنك. فكنت الدليل والمطلوب. وعظمت النعمة على كل مربوب. فلم يزل الحمد لك إن رحمت والحجة لك على من آمن آخذت. يلمن لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
اللهم إنك تعلم أنه لا سبب لى اتمسك به، ولا حيلة لى أرجع إليها. ولا قوة لى اتسلى بها، ولا ركن لى أفزع إليه. ولا سند لى اعتمد عليه. فلا تشوق إلا إليك. ولا عذر لى بين يديك. فإن رددتنى لوصفى فإلى أين يذهب الطريد وإن رحمتنى على ما فى، فأنت أرأف رب بالعبيد، يامن لا يمقت المترددين، ولا يعاف المتلوثين. يامن لا يتناقل عن الملهوفين، ولا يتبرم عن المصروفين. يامن لا ينهر السائلين ولا يمل القابلين. يامن إغاثته فى الشدائد مشهودة. والطافة فى المضايق معهودة. يامن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون. إلهى قد اشتد حبل الاضطرار. وتعذر إلا إليك الفرار. وانقطع من سواك رجائى. وضاع إلى غيرك التجائى. وحرمت فى غير بابك فلا تحرمنى، وآيست من سواك فلا تيئسنى. وغرقت نفسى فى جنابتى. وعجز التدبير وأنت غنى عن مؤاخذتى. وأنا إلى عفوك فقير فبغناك عنى إلا رحمت فقرى وبتمكنك منى إلا قبلت عذرى. وبعظيم عفوك إلا نسخت هجرى. وبضياء وجهك إلا أطلعت فجرى. إلهى لو كنت لا ترحم إلا المستحقين مارجوتك. ولو كنت لا تقبل إلا المخلصين ما أتيتك، ولكن عاقتنى الأعمال. وخانتنى الآمال. ووصلت قاطعى. وقدمت مانعى. فأوقفتنى الذنوب مواق الذل. وأخرجتنى من حرم النجاة إلى مخاوف الحل. وطمعت فى مقاتلى سهام فعلى. وأثبتتنى للمكاره زلات فعلى. وليس لى من بعد جاهك مشتكى. ولا ملاذ يسمع من دعى. أو يرحم من بكى. فإلى من أفر إن لم تحمنى. وبمن أستغيث إن لم تغثنى. ومن أرجوه إن تخيبنى. ومن أدعوه إن لم تجبنى. ومن أتضرع إليه إن لم ترحمنى. ومن أتملق بين يديه إن لم تقبلنى. وباب من أقرع أن تكلنى، ومن به أتمتع إن لم تكن لى.
إلهى من الذى أملك فحرمته. ومن الذى تعلق بك فصرمته. ومن الذى تردد إليك فرددته. ومن الذى نزل بك فطردته ومن ذا الذى استنصر بك فخذلته، ومن ذا الذى تعزز بك فأذللته. ومن الذى تستر بك ففضحته، ومن ذا الذى تطارح عليك فطرحته. يامن احتجب عن الأبصار ولم يحتجب عن حاجة أهل الاضطرار. يامن غلبت رحمته القواطع، وتنزه بابه عن الموانع. ضربت الملوك حجابها. وأنت عن المضطرين غير محجوب، وسدت الأغنياء أبوابها وبابك عن الفقراء غير مسدود. ووقتت الأجواد نوالها ونوالك فى سائر اللحظات معهود. ومقتت الكرام من يكثر سؤالها، وأنت لا تمقت من يعود. وفقد المحسنون من لا يحسن طلبهم، وأنت كيفما طلبك السائل موجود. وأجمعت الأسخياء على منع عصاتها وأنت دائم على العصاة تجود. وصرفت الوجوه عن المتملقين ووجهك عمن يتملق إليك غير مصروف. وعرف المتصدقون بمنع غير المستحقين، وأنت برحمة من لايستحقها معروف. وكرهت الرحماء من يدل عليها، وأنت تحب من يدل عليك، وأبعدت العظماء من يوصل إليها، وأنت تقرب من يوصل إليك. فكيف أجزع وقد فتحت لى بابك إذ أغلقت الأبواب، ويسرت لى جنابك إذ تعذر كل جناب، وكلما أتيتك عبداً لئيماً وجدتك ربا كريماً، فما فارقت وصفى ولا فقدت جميل وصفك. ولا غبنت فى شدتى من تدارك لطفك حتى محت محاسنك وهم خيالى وأثبت جميلك شمساً على رغم الليالى، فكيف أتخلى عنك وأنت الذى يستحى أن يخيب يد العفاة. وكيف أسئ بك الظن وأنت الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وكيف أجيب داعى اليأس منك وقد تكفلت بالإجابة للمضطرين. وكيف تقطعنى عنك الذنوب وقد أدللت على نفسك المتحسرين. يامن قال: ﴿وإذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإنِّى قَرِيبُ أجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِى إذَا دَعانِ﴾


إلهى كل من استشرته يدلنى عليك. وكل من قصدته يدفعنى إليك. وقد آيستنى التجاريب من سواك. ودفعنى الاضطرار إلى غناك، وردنى لبابك حسن ظنى فيك. وألجأنى حر تلافى إلى ظل تلافيك. إن تقصنى فمالى من بعدك حبيب. وإن تدننى فما ضرنى أن لا يكون لى من غيرك نصيب. فكيف أغتر بسواك وهو سراب. وكيف أسلوبه وما على التراب تراب. وكيف أعتمد على غيرك وهو زائل. وكيف أميل إلى سواك وهو مائل. إلهى ما لشدتى من بعدك انفراج. ولا لى من أسر الذنوب إن لم تمن إخراج، ولا يرجى لعلتى غير دواك، ولا يبرد حرقتى شئ سواك. وقد ركبت عند تموج الزمان فيما أخشاه، وعزت سواحل النجاة يارباه يا رباه.
إلهى كيف أضيع وأنت الرحيم. وكيف أخيب وأنت الكريم. وكيف أذاد ومالى إلى غيرك وصول. وكيف اضام والعبد بعزة سيده يصول. وكيف أتعفف وأنت الغنى الجواد. وكيف لا أعود وأنت الذى تحب العواد. وقد حملنى كرمك على طلبك. وتعلقت عوائد إحسانك القلب بك. فأبت الروح أن تحن لغيرك. واقتضى فضلك أن لا أيأس من خيرك. فلو أيأستنى. لرجوتك فكيف إن أطمعتنى. ولو طردتنى ما برحت عنك، فكيف إذا آويتنى، ولو أوحشتنى لتسليت بك، فكيف إذا آنستنى. فأنت المحمود إعطاء ومنعاً. والمحبوب وفاءً وجمعاً. ياوليى فى غربتى. يامؤنسى فى وحشتى يانورى فى ظلمتى. ياركنى فى شدتى، ياكنزى فى عيلتى. يارجائى حين تنقطع حيلتى. لا تذرنى فى حر الزمان وأنت ظلى. ولا فى مقت الحرمان. وأنت سولى. ولا فى فقد الهجران وعليك تلهفى، ولا فى صفقة الخسران وإليك تشوقى. ولا تكلنى إلى من لا يرحم اضطرارى ولا يقبل اعتذارى. فلا مفر لى من بعدك. ولا غوث لى إلا من عندك. وقد مال كل مؤمل عنى ومل كل مستغاث منى. وأنت تغنى عن كل شئ ولا شئ يغنى عنك: فكيف لا أفر لغناك من فاقتى. وكيف لا أفزع لعزك من ذلتى. وكيف لا أستغيث وقد جار التلف ولا مجير، وكيف لا أنادى وغيرك علاجك فى هذه حقير، وكيف لا يحملنى إلى الركون إليك انقطاعى، وكيف لا يلجئنى للتعلق بك ضياعى. وكيف لا يحسن إحسانك ظنى، وكيف لا تذهب شواهد فضلك حزنى. فقد رحمتنى على ما تعلم منى. وأسرفت على نفسى ولم تقنطنى ورأيتنى على ما تكره ولم تعاجلنى، ومددت إليك يد الضراعة فلم توجلنى، ووسع إحسانك طمعى. وضاع ضياعى إذ وجدتك معى. فلم تحوجنى إلى ترجمان ولا تقيت لى بزمان. فكيف يسعنى إلى غيرك الفرار. وأنت أرحم ما تكون عند الاضطرار. ياذ الجود العميم. الذى لا يتقيد بزمان. ولا يختص بمكان، ياذا الفضل العظيم الذى تصيب به من تشاء كيفما كان. رفعت الشدائد حجاب الأوهام. وأزالت المضايق الخيال عن الأفهام، فرأيت فى بيت العنكبوت من ركن لسواك. وضل عنى كل من أدعوه إلا إياك.
إلهى كنت عدماً فأوجدتنى وغيباً فأشهدتنى. وحائراً فأدللتنى. وجاهلاً فأشعرتنى. وغافلاً فألهمتنى. وآيساً فأطمعتنى. ومعرضاً فتعرضت لى ومنكراً فتعرفت لى، وزاهداً فتنزينت لى. وناقصاً فلم يكن منى نقص إلا قابله منك كمال حتى نفدت نقائصى ولانفاد لكمالك. فها أنا أتلون فى امتنانك. وأتنزه فى سلطانك، أجدك مهما طلبتك. وأشاهدك إذا ذكرتك. حسبى عددى عظمت نعمتك عن شكرى. وجل ثناؤك عن فكرى وذكرى. اجعل تعلقى فداء عن التعلق بغيرك. وافتقارى إليك محققاً للاستغناء بك. يامن خلق الخلق ليربحوا عليه. يامن تعرف لهم بالرحمة ليرجعوا إليه تعاليت عن مدارك الأفهام، فجعلت رحمتك إلى معرفتك سبيلاً. وجل سبيل فضلك عن الإمكان فجعلت فضلك على فضلك دليلاً، وتنزهت عن ثان فجللت الباطن بالظاهر تجليلاً. ونمت عليك ضروب الإحسان فصار كل رجاء فى جنب فضلك قليلاً. وترددت إليك أهل العصيان فلم يأخذ الكل عنك إلا جميلا. فلم ينقطع منك رجاء المقصرين ولا تعدى فضلك سؤال المجتهدين.
إلهى إن كنت أهلاً للمنع فأنت أهل للإعطاء وإن كنت بادى العيب فأنت أكرم من غطى. وإن عرفت بالإساءة فأنت المعروف بالإحسان، وإن عدت للجهالة فأنت العواد للغفران. وإن ناديتك لفاقتى فمن أخلاقك إغاثة اللهفان، وإن عجز عنى فعلى فأنت على رحمتى قدير، وإن صغر حالى عن سؤالى فلا شئ عليك كبير. فإن عدلت فإنك خبير بصير. وإن تفضلت فما عليك تحجير فبدل دمى مع أخلاقى بخلق حميد. وحولنى عما تكره إلى ما تحب وتريد. وأسرج باطنى نور اليقين. وزين ظاهرى بسمات الصادقين وغيب قبائحى فى جميل أوصافك. وتداركنى قبل نفوذ القضاء بألطافك. يالطيف (129) وتولنى حين تنقطع الأسباب والعلائق. ويسر لى الشهادة عند الموت بلا عائق.
إلهى إليك أشكو ما تنزه عن سولى وكر عن حالى وغلب صبرى وعلا عن ذكرى. وإن جاوز حد الإمكان فما جاوز الإحسان. فإن نطقت كان سفها منى. وإن سكت ما سكت حبه عنى. وكلما هجمت جنايتى على نفسى أبى فضلك أن يستقر يأسى فكم جاز فى رجائك المحال. وما أثر فى فضلك سوء حال. يا أول بغير ابتدا يا آخر بغير انتهاباً ظاهر بلا تكييف. يا باطن بلا تشبيه. ياذا القوة المتين ياحى يا قيوم بلا معين. يا سبوح له تأثير فى الأشياء جل شأنه. ياقدوس عن تخيلات الأوهام تنزه سلطانه. يامن ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد (ثلاثاً) أغننى عن خلقك بمشاهدتك فى رزقك حتى لا أرى على منه لغيرك. ولا تهنى فى طلبى. وتولنى فى كسبى. واغفر لى ما رجف منه قلبى وذهل منه عقلى. وبارت فيه حيلتى. وانقطعت منه حجتى. وبطلت منه معذرتى، وسقط فى يدى، وأيقنت أن لا ملجأ منك إلا إليك. يامن سمى نفسه الرحمن الرحيم. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، وصل اللهم على مطلع شمس القدم. وفاتق رتق العدم، ودليل الكنز الأعظم. وسبيل الملك الأرحم ولسان علم القلم وإمام كل مقدم وأصل نعم العالم. الذى جعلت باطنه لوحدتك وظاهره لرحمتك. وآخرته لشفاعتك. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، واغفر لى ولوالدى ولجميع المسلمين آمين. والحمد لله رب العالمين.

الصلوات الأبجدية
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إنَّ اللهَ ومَلاَئِكتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِىِّ يَاأْيَّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلْيهِ وسَلّمُوا تَسْلِيما﴾
بالله ذى الشان والرحمن ذى النعم وبالرحيم ابتهالى فى دجى الظلم
فهو الإله الذى آياته شهدت بأنه الملك القدوس ذو القدم
رب الأنام السلام المؤمن الأزلى وهو المهيمن ذو النعماء والنقم
وبالعزيز وبالجبار ثم وبالمتــــ كبر الخالق البارى من العدم
فيا مصور يا غفار خذ بيدى واقهر بقهرك ياقهار من يلم
يا مانح الخير يا وهاب أنت لها يا رازق الطير يا رزاق كل فم
يا فارج الكرب يا فتاح قد عظمت أنت العليم بضر القلب والضرم
القابض الباسط المعروف من قدم والخافض الرافع الموصوف بالعظم
أنت المعز الذى ما ذل قاصده أنت المذل ومن يعصيك فهو عمى
أنت السميع لمن ناداك معتصماً أنت البصير بمن فى اليتم والأكم
يارب يارب يامولاى ياحكم ياعدل فرج بسر البيت والحرم
أنت اللطيف فلا تحفاك خافية أنت الخبير بمن قد أن من ألم
أنت الحليم الذى قد جل عن شبه أنت العظيم عميم الجود والكرم
أنت الغفور لمن قد تاب عن سوف أنت الشكور لمن قد آب بالندم
أنت العلى نصير المستجير به أنت الكبير حفيظ الطفل فى الرحم
أنت المقيت حبيب الخلق قاطبة أنت الجليل كريم جل عن سأم
أنت الرقيب على من قد بغى وعتا أنت المجيب دعا المضطر فى الظلم
يا واسع الجود جد لى بالرضا كرما أنت الحكيم لداء القلب والسقم
أنت الودود مجيد لانظير له يا باعث الخلق بعد الموت والعدم
أنت الشهيد وأنت الحق يا أملى أنت الوكيل على المخدوم والخدم
أنت القوى فعجل يامتين ولا تبقى على حاسد يسعى على قدم
أنت الولى لمن ناجاك معتصماً أنت الحميد ومن ناداك لم يضم
يا مبدئ الخلق يا محصيهم عدداً أنت المعيد ومحى الأعظم الرمم
أنت الإله مميت الخلق أجمعهم وأنت ياحى قيوم من القدم
يا واجد ماجد ياواحد أحد يامنجد صمد يابارئ النسم
ياقادر أنت يامولاى مقتدر أنت المقدم من والاك فى العتم
أنت المؤخر أخر من علا وعتا ياأول آخر ياظاهر النعم
ياباطن واكفنا ماأضمروه أيا والى ويامتعال أنت معتصمى
يابر فضلاً وياتواب مغفرة ومن عدانا انتقم ياخير منتقم
أنت العفو لمن قد آب عن سفه أنت الرءوف بمن قد آن من وصم
يامالك الملك ياذا الجود ياأملى ياذا الجلال وياذا اللطف فى الأمم
المقسط الجامع المغنى الغنى فمن به تمسك لم يندم ولم يلم
يارب يامعطى يامن لاشبيه له يامانع الضر عن عرب وعن عجم
ياضار يانافع يانور ياسندى ياهادى أنت بديع الصنع والحكم
ياباقى بعد فناء الخلق قاطبة ياوارث الأرض بعد الخلق كلهم
أنت الرشيد لمن قد ضل مجترئاً انت الصبور على جان ومجترم
بالمصطفى المجتبى سر الوجود ومن هو الغياث لذى بأس وذى ندم
والآل والصحب والأتباع ثم وبال أقطاب والغوث ذى اففضال والشيم
بالغر ذى المجد والأبدال أجمعهم والمرشدين لدين المفرد العلم
بالباء بالنقطة الغراء ياسندى بالسر بالذات بالآيات بالحكم
بالعرش بالفرش بالأملاك خذ بيدى بالأنبياء أولى الآلاء والعصم
يسر إلهى وفرج ما ابتليت به مما يكل إذا استقصيته قلمى
أنت العليم به أنت المعد له أنت المجيب لمن ناجاك فى الظلم
يارب يارب يامن لا شريك له ياسامع الصوت يامن جل عن صمم
ياملجأ الخلق يامن جل عن شبه أنت النصير بصير قط لم ينم
فرج إلهى فقد ضاق الخناق بنا واغفر لقومى وجد بالفضل والنعم
الألف
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ألف الأحدية التى لاغاية لها ولا ابتداء. وصل وسلم على سيدنا محمد أول الأنوار الإلهية الذى ظهرت منه وبه حقائق الأشياء. وصل وسلم على سيدنا محمد وأسعدنا برؤياه واسقنا من حمياه فى الدنيا والآخرة يارب الأرض والسماء. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وعمنا بجزيل الآلاء وأجب لنا بفضلك الدعاء.

الباء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد باء البهاء والبهجة والآداب. وصل وسلم على سيدنا محمد عدد مثاقيل المياه وذرات الرمال والتراب. صل اللهم وسلم عليه وعلى جميع الآل والأصحاب. واكفنا الأوصاب والأتعاب وأزل بفضلك عن قلوبنا الحجاب.
التاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد تاء التدلى والتملى والتجليات. وصل وسلم على سيدنا محمد تيار بحر المعارف الأقدسية الباهرات. وصل وسلم على سيدنا محمد عدد النباتات والحركات والسكنات واللحظات فى العوالم العلويات والسفليات من كل الجهات صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وايدنا بالكرامات الظاهرات وأنواع المشاهدات.
الثاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ثاء ثبات القلوب والبواعث عند مفاجأة أنوار جمالك ياباعث وصل وسلم على سيدنا محمد خير كل قديم وحادث وصل وسلم على سيدنا محمد عدد كل لمحة ونفس وما كث وناكث. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه واكفنا شر الطوارق والحوادث.
الجيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد جيم الجلال والجمال والابتهاج. وصل وسلم على سيدنا محمد السراج الوهاج المخصوص بالإسراء والمعراج. وصل وسلم على سيدنا محمد صاحب العمامة والتاج. وصل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد قطر الأمطار وأوراق الأشجار والأدلاج والأملاج والإيلاج وأعذنا من المكر والاستدراج.
الحاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد حاء الحسن الذى طارت منه رشاشات فاقتسمها جميع الملاح. وصل وسلم على سيدنا محمد الحبيب الأعظم والعيلم المطمطم الذى غرق فيه السباح. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى تلألأ نوره فى وجه آدم وتعطر عبير العنبر من شمائله وفاح. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ماهبت رياح وغاب كوكب ولاح واجعل أيامنا بك أفرح الأفراح.
الخاء
الهم صل وسلم على سيدنا محمد خاء الخير الزجاج. وصل وسلم على سيدنا محمد خاصة الخاصة العالى على براخ. وصل وسلم على سيدنا محمد خاتم المرسلين وخلوص إخلاص الرساخ. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه عدد الأعصاب والأعضاب والرءوس والمخاخ ورقنا بفضلك المراقى الشماخ.
الدال
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد دال الدلال والدوام والإسعاد. وصل وسلم على سيدنا محمد نشأة الأمداد وأحد الآحاد. وصل وسلم على سيدنا محمد دليل النجاة والفوز والإرشاد وصل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد كل الصدار والوراد واكفنا شر الحساد والعناد.
الذال
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ذال ذوات المعالى وذوى الشرف العالى والملاذ. وصل وسلم على سيدنا محمد ذخيرة الأنام والعياذ. وصل وسلم على سيدنا محمد عدد القطر والمطر والرشاش والرذاذ. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وارزقنا بطاعتك النشاط والالتذاذ.
الراء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد راء الرأفة والرحمة والأسرار. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى دانت لبهجته الشموس والأقمار. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى كان إذا استجمر بحجر ظهرت له روائح الطيب والأزهار، وإذا ضحك تلألأ نوره على الجدار. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد ما أظلم عليه الليل وأضاء عليه النهار ونجنا فى الدارين من الشدائد والأكدار.
الزاى
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد زاى زهرة السنى وزينة المقامات العزاز. وصل وسلم على سيدنا محمد معدن الحكم وكاشف الألغاز. صل اللهم على سيدنا محمد زبدة الأكوان الذى هو لها كالطراز. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد مافى الآفاق والآماق من غماز وهماز ولماز واصبب علينا البركات والكرامات من غير كيل ولاهنداز.
السين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سين سر السر والسرور والإيناس. وصل وسلم على سيدنا محمد سماء كل سماء ونبراس كل نبراس. وصل وسلم على سيدنا محمد سلالة الشرف ذى السلامة من كل الأدناس والأرجاس. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه فى كل اللمحات واللحظات والأنفاس. واغننى بفضلك عن جميع الناس.
الشين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد شين الشهود والشهادة والأعراش. وصل وسلم على سيدنا محمد شمس سماء الذات وشميم عبير شذى الصفات، وشراب الوصال والانتعاش وصل وسلم على سيدنا محمد عدد الأسماع والأبصار والشحم والأصواف والشعر والأوبار والأرياش. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ماالظلام دغش والليل أغطش ووسع لنا بفضلك لذيذ المعاش.
الصاد
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صاد الصلاة والصيام والاختصاص. وصل وسلم على سيدنا محمد صرف خمرة القرب وصدق أهل الحب وصفاء مشارب الشرب والإخلاص. صل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الكمل الخواص وأعذنا من كل خراص وغماص.
الضاد
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ضاد ضياء القلوب والعيون والجواهر والأعراض وصل وسلم على سيدنا محمد ضحى الأيام، ضمين العواجز والأرامل والأيتام مطهر النفوس من الرذائل والأحراض. صل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه عدد الأزهار والأشجار والأفكار والأسرار والتحرك والسكون والإقبال والإعراض وأغرقنا فى بحر جودك الفياض.
الطاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد طاء الطهارة والطول والصراط. وصل وسلم على سيدنا محمد طامى المدد. طلعة الصمد. طبيب القلوب والأمراض الذى جعلت الصلاة عليه صحة الأجسام من الأوجاع والأفلاط. وصل وسلم على سيدنا محمد طراز الطراز الذى من أكثر الصلاة عليه فقد فاز وحاز من الأنوار والأسرار مالا يدخل تحت قنطار ولا قيراط. وصل وسلم على سيدنا محمد طبيب الأخلاق حبه يحل الوثاق ويوجب المرور كلمح الأحداق على الصراط. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأحينا وأمتنا فى جمال الانبساط.
الظاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ظاء ظهور الآيات ومظهر جمال الأسماء والصفات ولاحظ المكونات بجميل الألحاظ. وصل وسلم على سيدنا محمد ظهر اللاجئين وظهير المستضعفين، وحافظ أهل الحفاظ من الملائكة الغلاظ، صل اللهم وسلم على سيدنا محمد ظاهر الحسن والمعانى ظريف الشكل والمبانى ليس بجعاظ ولا جواظ.
العين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عين العيون والعلوم والعناية والانتفاع. وصل وسلم على سيدنا محمد عين الرحمة وعناصر الفضائل والطباع. وصل وسلم على سيدنا محمد وشنف بخطابك وجمالك منا الأبصار والأسماع. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه صلاة لا انفصام لها ولا انقطاع وسهل لنا الأرزاق بالاتساع.
الغين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد غين غنيمة الفلاح. وغذاء المهج والأرواح والغنى الأكبر فى المباغ. وصل وسلم على سيدنا محمد غيث الندى عوث الورى مساغ كل مساغ. وصل وسلم على سيدنا محمد مبلغ الأمة خير البلاغ. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ملء اللوح والفراغ واحمنا من كل لاغ وباغ.
الفاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد فاء الفردانية والفهوم والظراف. وصل وسلم على سيدنا محمد جليل الأطراف جميل الأوصاف. وصل وسلم على سيدنا محمد فريد الحسن والمعانى فائق الشكل والمبانى الفائز من ربه بأكمل الإتحاف. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد الأخفاف والأظلاف والشعور والوبر والأصواف وداركنا بالألطاف وباهر الإسعاف.
القاف
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد قاف القوة والقدرة والقيومية والإطلاق. وصل وسلم على سيدنا محمد المبعوث بمكارم الشيم والأخلاق. وصل وسلم على سيدنا محمد قدس القدوس، قرة النفوس قرب قوة العشاق. وصل وسلم على سيدنا محمد القيل الأعظم مفيض الإحسان جل من أنعم عليه تحيات تعطر يطيب شذاها الآفاق. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه عدد ماتحركت أجفان على الآماق، وما فى الدنيا والآخرة من حبة وذرة وأشجار وأثمار وأزهار وأوراق وطوقنا من المحبة والقبول أبهج الأطواق.
الكاف
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد كاف الكفاية كنز الهداية مدد الأملاك. وصل وسلم على سيدنا محمد كاف الكمال والكرم والكون والأفلاك. وصل وسلم على سيدنا محمد كلمة الحق الصادرة من حضرة كن إلى شهادة الإدراك. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه مادجت أحلاك وسبحت أملاك ونجنا برحمتك من الشدائد والهلاك.
اللام
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد لام اللطف السارى فى سائر الأعيان ولباب النعماء والإحسان ولوامع محاسن الجلال والجمال. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى رتع فى ميادين القرب والوصال ووقف على شاطئ وصال النجاة وصال. وصل وسلم على سيدنا محمد غيث النوال وليث النزال. وبهجة الكمال. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه عدد ذرات الرمال والتلال ومثاقيل الجبال والآكام والقلال، ونجنا من الشدائد والكروب والأهوال.
الميم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ميم الملك والملكوت والدوام. وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد المدد الدائم للأنام الذى حبه يرفع المقام ويثبت الأقدام. وصل وسلم على سيدنا محمد غرة الليالى والأيام. الذى حبه يطهر الأجسام ويمحو الآثام. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه ماغرد حمام. ودار حمام. وجلجل غمام. وأفض على من بحر فضلك الطامى مالا تحصره الأقلام.
النون
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد نون النور والنعم والإحسان. وصل وسلم على سيدنا محمد ناشر لواء العدل والحمد والإيمان والإتقان. وصل وسلم على سيدنا محمد نقطة البسملة الجامعة لما يكون وكان. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأعيان ما اختلف... إن وكر الجديدان وعافنا من الفتن والامتحان.
الهاء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد هاء الهوية والهداية والجاه. وصل وسلم على سيدنا محمد المنيب الأواه. الذى أتحفه الله بالنظر وحباه وشرفه بالتحية وحياه. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه عدد ما أحاط به علم الله تعلقت به قدرة الله وكما ينبغى لجلال وجه الله. وكما يحبه الله ويرضاه. وزجنا فى بحار لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الواو
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد واو الولاية والود والوصل والدنو. وصل وسلم على سيدنا محمد ولى الفتح مولى المنح ممد كل شفع ووتر. وصل وسلم على سيدنا محمد وصال الأحباب واسع الجاه والجناب مبيد العدو. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى نهى عن اللهو واللغو صل اللهم وسلم عليه وعلى آله واصحابه الذين نشروا الدين وله رووا صلاة تملأ السموات والأرض والجو. واجعلنى ممن إلى الحضر الأقدسية سارعوا وآووا.
اللام ألف
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد لام ألف الابتدا أو الانتها. وغاية منتهى أولى النهى. وظل الله فى الدارين ظليلاً. وصل وسلم على سيدنا محمد الذى رتل القرآن ترتيلاً. وصل وسلم على سيدنا محمد عدد ما تعلق به علم الله من الواجبات والجائزات والمستحيلات جملة وتفصيلاً. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتخذوه هادياً ودليلاً وهب لنا بالصلاة عليه فيضاً قوياً وأجراً جزيلاً.
الياء
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ياء ينابيع الإنعام على سائر الأنام ويد القدرة الأزلية ويمين الحضرة الربانية ومدد كل ملك ورسول ونبى وصل وسلم على سيدنا محمد ياء اليمين والإيمان واليقين الحلى. وصل وسلم على سيدنا محمد النبى الأمى الطاهر الزكى الصادق الوعد الوفى. صل اللهم وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وكل ولى، ولا تدع لنا حاجة إلا قضيتها ياولى ياعلى. ورضى الله عن سيدنا ومولانا وأستاذنا وكل ولى آمين آمين آمين. اللهم ياعلى ياعظيم ياكريم ياوفى أسألك بجاه السيد الكامل الذى من جميع خلقك اخترته واصطفيته واجتبيته وبآله الأخيار وأصحابه الأطهار اكفنى شر الأشرار وكيد الفجار. وعافنى من كل فتنة ومحنة وبلية وامنحنى شربة من صافى محبتك الأقدسيه وعمم أهلى وأحبابى وأصحابى. وكل من استقى من دنى وشرابى وكن لنا فى كل حين وزمان واختم لنا بخاتمة السعادة والرضوان دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

ورد السحر
بسم الله الرحمن الرحيم. ﴿اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ الحَىُّ القَيُّومُ لاتَأْخُذُهُ سِنَةُ ولاَنَومُ لَهُ مافِى السَّمواتِ وَمَافى الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاَّ بإذْنِهِ يَعْلَمُ مَابَيْنَ أَيْدِيهمْ وماخَلْفَهُم ولاَيُحيطُونَ بشَئٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهْ السَّمواتِ والأضَرْضِ وَلايَؤُودُهُ حِفْظُهُما وهُوَ العَلِىُّ العَظَيِمُ﴾.
﴿واسْتغْفُروا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحيمٌ. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرَوا رَبَّكُم إنَّه كانَ غَفَّاراً يُرْسِل السَّماءَ عَلَيْكُمْ مدِرْاراً ويُمْدِدْكُم بأَمْوالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لكُم جَنَّاتٍ ويَجْعَل لَكُم أنْهاراً﴾.
أستغفر الله ربى خالق الصور منزل الكتب والآيات والسور
أستغفر الله رحمن الخلائق فى دار الفناء وفى الأخرى بلا كدر
أستغفر الله هادينا لطاعته بنوره المصطفى المختار من مضر
أستغفر الله وهاب العطا كرماً وقابل التوب ممن باء بالنذر
أستغفر الله غفار الذنوب لمن أتى لحضرته فى حال منكسر
أستغفر الله ستار العيوب فلا يبدى سوى الخير والألطاف فى القدر
أستغفر الله أرجو منه مغفرة لما جنيت من الآثام فى عمرى
أستغفر الله أرجو كنز وصلته وحرز إقباله فى أحسن السير
أستغفر الله من أوصاف ذى سفه قد باع أخراه بالدنيا وبالضرر
أستغفر الله من إثمى ومن أملى ومن إبائى وإصرارى على الخطر
أستغفر الله من بخلى ومن بخلى ومن بوادر أخلاقى ومن بطرى
أستغفر الله من ترك الجهاد ومن تكلف النفس امراً غير معتبر
أستغفر الله من ثلبى ومن ثقلى ومن ثنائى على نفسى بلا ثمر
أستغفر الله من جبنى ومن جدلى ومن جراءة نفسى غير مدكر
أستغفر الله من حقد الصدور ومن حال يحول عن التقريب والحذر
أستغفر الله من خلفى ومن خبلى ومن خيانة أعضائى بلا خفر
استغفر الله من داء القلوب ومن دناءة ودواهى الطبع والدعر
أستغفر الله من ذلى لذى غرض ومن ذنوبى بها أمسيت فى ضجر
أستغفر الله من رسمى ومن رغنى ومن ريائى ورد النصح بالنكر
أستغفر الله من زورى ومن زللى ومن زيارة أهل الزيغ والزور
أستغفر الله من سوئى ومن سأمى ومن سرورى ومن سمعى ومن سمرى
أستغفر الله من شكى ومن شبهى ومن شرورى ومن شركى ومن شررى
أستغفر الله من صدى ومن صلفى ومن صفات الصبا فى صحوة الكبر
أستغفر الله من ضعفى ومن ضرمى ومن ضغائن منها القلب فى ضرر
أستغفر الله من طبعى ومن طمعى ومن طرائق طغيانى ومن خطرى
أستغفر الله من ظلمى ومن ظلمى وظلم غيرى ونفسى غير مزدجرى
استغفر الله من عجبى ومن عوجى ومن عنائى ومن عيبى ومن عسرى
أستغفر الله من غلى ومن غممى ومن غرورى ومن غشى ومن غررى
أستغفر الله من فحشى ومن فرحى ومن فضولى ومن فهمى ومن فكرى
أستغفر الله من قولى ومن قلقى ومن قاسوة قلب هاء بالقدر
أستغفر الله من كل الذنوب ومن كبرى وكسبى وكفرانى ومن كبرى
استغفر الله من لبسى ومن لمعى ولوم غيرى ولوم النفس والوحر
أستغفر الله من مينى ومن مرحى ومن مرائى ومن ميلى عن العبر
استغفر الله من نفسى ومن نظرى ومن نفاقى ومن نظمى لمنتثر
أستغفر الله من همى ومن هممى ومن هواى ومن هذلى ومن هزرى
أستغفر الله من وجدى ومن وجلى ومن وجودى ومن وزرى ومن وطرى
أستغفر الله لانحصى عليه ثنا فهو العلى عظيم الشأن والقدر
أستغفر الله يهدى من يشاء به ويرفع العبد بالتقوى على السرر
أستغفر الله لى والمسلمين ومن لهم على حقوق أوجبت حصرى
أستغفر الله ربى دائماً أبداً سبحانه من إله عز مقتدر
أستغفر الله ما بالذكر قد حفظت من الوساوس أهل الجد والسهر
أستغفر الله ما بالنور قد ظهرت آيات حق بستر غير مستتر
أستغفر الله ماعرف الرياض سرى فعطر الكون ريا نشرة العطر
أستغفر الله مانور الوجود بدا لطالب الحق فى الآفاق والصور
أستغفر الله ماشمس الجمال زهت وماسما بسناها كل منفطر
أستغفر الله مامال المحب إلى قرب الحبيب بقلب منه مزدهر
أستغفر الله ما نال المريد رضا ساداته فغدا يزهو على القمر
أستغفر الله ما هام الملى وما هبت على أهل ود نسمة السحر
أستغفر الله ما وجد الوفى نما وما تجلى ضياء الحسن بالغرر
أستغفر الله ما سار الذليل على إثر الدليل لنور العين لا الأثر
أستغفر الله ما حادى الجمال شدا فجد فى السير أهل الوجد والصور
أستغفر الله ما أم المقام فتى وافى بسعى الصفا فى حالة السفر
أستغفر الله ما الحجاج قد وقفوا جمعاً على عرفات السر بالظهر
أستغفر الله ما طافوا وما شربوا من زمزم النور فى ورد وفى صدر
أستغفر الله ما سارت ركائبهم وطارت الروح من شوق بغير سرى
أستغفر الله ما باللطف قد رفعت ستائر البعد فى التقريب من نظرى
أستغفر الله ما بالوصل قد عطفت على النزيل كرام البدو والحضر
أستغفر الله ما طاب الشراب لمن قد زار طيبة مجلى الحسن والحور
أستغفر الله ما أهل الشهود علوا برؤية المصطفى فى المنظر النضر
أستغفر الله ما قد حل ساحته أعلى فريق بسر الحق منتصر
أستغفر الله ما أنوار طلعته لاحت عليهم بروض طيب الثمر
أستغفر الله ما قالوا السلام على عين العناية طه صادق الخبر
استغفر الله ما ثوب الرضا لبسوا وتوجوا بجمال القرب والظفر
أستغفر الله أرجو أن يمتعنا برؤية المجتبى مع كل منتظر
استغفر الله أرجو أن يخلقنا فضلاً بأخلاقه كى ينجلى كدرى
أستغفر الله أرجو أن يكملنا ويمنح الروح سر المشرب الخضرى
أستغفر الله أرجو أن يقربنا إليه دوماً بفضل منه منهمر
أستغفر الله أستجلى مواهبه وحسن توفيقه والحفظ من غير
أستغفر الله أرجوه الغنى أبداً عمن سواه به مع كل مفتقر
أستغفر الله ما عم الورى مدد وما جرى الفيض من بحر ومن نهر
أستغفر الله ما غيث الرجاء همى وما تفجر نهر الخوف من حجر
أستغفر الله ذا الفضل العظيم لنا ووالدينا وكل الأهل مع زمر
أستغفر الله تعداد النجوم وما فى الذكر من كلم والبحر من درر
أستغفر الله تعداد اللطائف من روح وعقل وسر غير منحصر
استغفر الله تعداد الخلائق من إنس وجن وأملاك ومن أثر
أستغفر الله تعداد الجبال وما بالبحر من زبد والقطر والمطر
أستغفر الله تعداد الزروع وما فى البر من ثمر والنجم والشجر
استغفر الله عد التائبين فهم فى روضة الحب والعاصون فى حضر
أستغفر الله ما الأقوام قد بعثوا لموقف شاب منه الطفل فى صغر
أستغفر الله ما أوتوا صحائفهم مابين مرتفع منهم ومنحدر
أستغفر الله ما بالذر قد وزنت أعمالهم فغدوا فى شدة السكر
استغفر الله ما أشتد البلاء بهم والنار ترمى شرار الخلق بالشرر
أستغفر الله ما للرسل قد ذهبوا مستشفعين بهم فى هول محتضر
أستغفر الله ما دلوا الأنام على إمام أهل المعالى خير مصطبر
أستغفر الله ما قام المشفع فى مقام حمد برفع المجد مشتهر
أستغفر الله ما الرحمن شفعه وخصه بالعطا فى المشهد العسر
استغفر الله لا زالت محامده تتلى وتنشر فى عسر وفى يسر
أستغفر الله ما مد الصراط وما جاز السعيد كبرق لاح مبتدر
أستغفر الله ما بالفضل قد سعدت أهل العلا وفريق العزل فى سعر
أستغفر الله ما أهل العناد غدوا فى كفرهم بالعنا ولوا إلى سقر
استغفر الله ما الأحباب قد وردوا حوض النبى لفيض منه منتشر
أستغفر الله ما أهل النعيم سموا بنور إيمانهم فى جنة النظر
أستغفر الله ما نالوا الرضا وبه قد شاهدوا وجهه بالقلب والبصر
أستغفر الله ما أهل الرضا حمدوا مولاهمو بثناء غير منحصر
أستغفر الله ماصلى الإله على حبيبه بسلام دائم عطر
استغفر الله ما صلى العباد على طه بأمر أتى فى الذكر مستطر
أستغفر الله ما التسليم قد حسنت به بداية أمر وانتها خبر
أستغفر الله ما سحب الرضا هطلت للآل والصحب والأتباع فى العصر
أستغفر الله ما أنشدت مرتجياً أستغفر الله ربى خالق الصور

أستغفر الله العظيم الذى إله إلا هو الحى القيوم غفار الذنوب ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصى كلها. والذنوب والآثام، ومن كل ذنب أذنبته عمداً وخطأً ظاهراً وباطناً قولاً وفعلاً فى جميع حركاتى وسكناتى وخطراتى وأنفاسى كلها دائماً أبداً سرمداً من الذنب الذى أعلم ومن الذنب الذى لا أعلم عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الإرادة ومداد كلمات الله كما ينبغى لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى.
اللهم إنى أسألك بنور وجه الله العظيم الذى ملأ أركان عرش الله العظيم، وقامت به عوالم الله العظيم. أن تصلى على سيدنا محمد ذى القدر العظيم، وعلى آل نبى الله العظيم بقدر عظمة ذات الله العظيم فى كل لمحة ونفس عدد مافى علم الله العظيم، صلاة دائمة بدوام وجه الله العظيم. تعظيماً لحقك يامولانا يامحمد ياذا الخلق العظيم وسلم عليه وعلى آله مثل ذلك، واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهراً وباطناً، يقظة ومناماً واجعله اللهم يارب روحاً لذاتى من جميع الوجوه فى الدنيا قبل الآخرة ياعظيم.






_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



حرف الهمزة
اللهم إنى أسألك النور والهدى والأدب فى الاقتدا. إلهى أنت المجيب لمن دعاك والمغيث لمن ناداك. إلهى أنت المنفرد بالوحدانية فى إياك لامعك غيرك ولا فيك سواك. إلهى أسألك الفناء فى بقائك والبقاء بك لامعك. إلهى أنت الذى أزلت الأغيار من قلوب أحبابك وأشرقت الأنوار فى أسرار أوليائك. إلهى أشرق على بوارق أنوارك وافتح لى كنوز أسرارك. إلهى أكرمنى بشهود أنوار قدسك وأيدنى بظهور سلطان أنسك. إلهى أسعدنى بمشاهدة جمالك وألبسنى أنوار جلالك. إلهى إن ناصيتى بيديك وأمورى ترجع إليك. وأحوالى لا تخفى عليك وأحزانى معلومة لديك. إلهى أغثنى بألطاف رحمتك من ضلال البعد واشملنى بنفحات عنايتك فى مصارع الحب. إلهى أمرت بالرجوع إلى الآثار فأرجعنى إليها بكسوة الأنوار. إلهى أيد ظاهرى فى تحصيل مراضيك ونور قلبى للاطلاع على مناهج مساعيك. إلهى أطلقنى من سجن نفسى وخلصنى من قيد حسى. إلهى اعتقنى من رق الأغيار والوقوف مع الأطوار برحمتك ياعزيز ياغفار.
حرف الباء
إلهى بابك مفتوح للسائلين. وجودك مبذول للنائلين. إلهى ببابك وقفنا. وبتقصيرنا اعترفنا، ومن فيض فضلك سألنا فجد علينا برفدك ياجواد ياكريم ياوهاب.
إلهى ببديع جمالك الذى هامت به الأحباب، وبعظيم جلالك الذى خضعت له الرقاب وبسر سرك الذى أقمت به نظام الموجودات افتح لى كنز الجنة والعرش والذات وامحقنى تحت أنوار الأسماء والصفات. إلهى بطنت وظهرت ولاعنك بطنت ولا لغيرك ظهرت فأشهدنى إياك بك.
حرف التاء
إلهى تجليت بخصائص التجليات وتسميت فى كل مرتبة بحقائق المسميات، ونصبت العقول على دقائق رقائق غيوب المعلومات، فأطلعنى على حقائق الأشياء ودقائق الأشكال وأسمعنى نطق الأكوان بصريح توحيدك وتغريد سحور عوالمى بتنزيه تفريدك.
إلهى تولنى بذاتك وقونى بأسمائك وصفاتك. إلهى توجنى بتاج الكرامة والوقار، وألف بينى وبين عبادك المقربين الأخيار. إلهى تب على توبة تقطع بها أزمة الشهوات من نفسى وأزمة المعاصى من لبى وحسى.
حرف الثاء
إلهى ثبتنى على صراطم السوى واسبح بى فى كوثر النور المحمدى وافض على جواهر أسرار البحر الأحمدى.
حرف الجيم
إلهى جردنى عن صفات ذوات الهزل والجد، وخلصنى من العد والحد، وألبسنى سبحة الحمد والمجد. إلهى جملنى بأنوار جمالك ولطائف أسرار ذاتك. إلهى جد لى بالمحبة العظمى والولاية الكبرى والدرجة العليا.
حرف الحاء
إلهى حققنى بحقائق القرب، واسلك بى مسالك أهل الجذب. إلهى حلنى باسمك الذى لا يضر معه شئ من الذنوب وحلنى بأسرارك التى خبأتها فى منيع سرادقات الغيوب.
حرف الخاء
إلهى خصص سرى بأسرار وحدانيتك ومعارف ألوهيتك. إلهى خلق نفسى بأخلاق ربوبيتك ومداد أنوار حضرات صمدانيتك. إلهى خطبت العشاق إلى ساحات حضرتك، وكشفت اللثام عن بديع حسنك، فاطلبنى برحمتك وأغرقنى فى بحر محبتك.
حرف الدال
إلهى دعاك المذنبون فوجدوك طبيباً، وقصدك التائبون فوجدوك حبيباً، ورغب فيك المجتهدون فوجدوك مجيباً. وسألك السائلون فوجدوك قريباً. وهانحن عبيدك الواقفون على أعتابك الطامعون بعزة جنابك فلا تردنا واستجب لنا كما وعدتنا ياكريم يا مجيب يا لطيف يارحمن ياقيوم.
حرف الذال
إلهى ذلى أوقفنى ببابك. وفقرى طرحنى على أعتابك. فارحم ذلى بفضلك وأغن فقرى بوصلك.
حرف الراء
إلهى رفعت إليك قضيتى ورجوتك لدفع مهمتى وأنت القادر على تفريج همى وكربتى. إلهى روق لى شراب المحبة وردنى برداء القرب والوصلة. إلهى رقنى فى مدارج المعارف. وقلبنى فى أطوار أسرار العوارف.
حرف الزاى
إلهى زجنى فى لجة بحر أحديتك وطمطام يم وحدانيتك حتى أخرج إلى فضاء سعة رحمتك مهيباً بهيبتك عزيزاً بعنايتك. إلهى زينى بحقائق الإيمان ولطائف العرفان.
حرف السين
إلهى سترت الجمال بالجلال والجلال بالجمال فحارت العشاق بين الجلال والجمال، فاسترنى بجلال جمالك عن ورود الخواطر التى لا تليق بسبحات جلالك. إلهى سكوتى خرس يوجب الصمم وكلامى صمم يوجب البكم فكن أنت سمعى وبصرى وكلامى واكلآنى بحفظ من فوقى وتحتى وحولى وأمامى.
حرف الشين
إلهى شنف مسامعنا بلذيذ خطابك وأبصر بصائرنا بمشاهدة جنابك. إلهى شرفنا بتحقيق العبودية وما يليق بالبوبية.
حرف الصاد
إلهى صفنى من كدرات الأغيار وامحق منى الآثار بالأنوار. إلهى صل روحى بما وصلت به أرواح شهداء محبتك وصيرنى عبداً لرفيع جناب حضرتك.
حرف الضاد
إلهى ضرنى وقائق الهوى بالشهوة وأقعدنى عن نيل المنى بالمحنة. إلهى ضاقت بى الأسباب وغلقت دونى الأبواب وأنت المرجو لكشف هذا المصاب.
حرف الطاء
إلهى طهرنى بفيض من طهور قدسك، وأبعدنى من القواطع عن حضرات قربك. إلهى طيبنى بشذا أرج الرضوان، واشفنى من أذاء الصد والهجران.
حرف الظاء
إلهى ظهرت فعرفك كل شئ، وبطنت فجهلك كل شئ فكيف أعرفك وأنت الباطن الذى لا تعرف، أم كيف لا أعرفك وأنت الظاهر الذى إلىَّ فى كل شئ تتعرف فاجمعنى بفضلك عليك وأهدنى بنورك إليك.
حرف العين
إلهى علمنى من علمك المخزون. وصنى بسر اسمك المصون. إلهى عرفنى معرفة تامة وحكمة عامة حتى لا يبقى معلوم إلا وأطلع على رقائق دقائقه المنبسطة فى الموجودات وأدفع بها ظلمة الأكوان المانعة عن إدراك حقائق الآيات.
حرف الغين
إلهى غيبنى فى حضورك واستهلكنى فى شهودك واشغلنى بك بحقك واحفظنى بشهود تصرفات أمرك فى عوالم فرقك.
حرف الفاء
إلهى فهمنى عنك وأسمنى منك، واغمسنى فى بحار نعمتك ممدوداً بمدد رحمتك ياعليم ياخبير ياسميع ياقريب يامجيب يارحمن يارحيم.
حرف القاف
إلهى قدس نفسى من الشبهات والأخلاق السيئات والحظوظ والغفلات. واجعلنى عبداً لك فى جميع الحالات. إلهى قربنى من أعتباك، وامنحنى من لذيذ شرابك. إلهى قلت حيلتى وأشكلت قصيتى وأنت ملاذى ووسيلتى.
حرف الكاف
إلهى كيف تيئسنى من عطائك وقد أمرتنى بدعائك. إلهى كفانى علمك بحالى فأغننى بفضلك عن سؤالى. إلهى كن بنا رؤوفاً وعلينا عطوفاً.
حرف اللام
إلهى لك العظمة التى لا تضاهى، والنعمة التى لاتتناهى. إلهى لك وجهى وجاهى فحسبى جودك المقدس عن تناهى.
حرف الميم
إلهى منى مايليق بلومى ومنك مايليق بكرمك. إلهى متى يتخلص العقل عن عقال العوائق ويلحظ الفكر محاسن الحسنى من أعين الحقائق. إلهى متعنى بسر كلامك وعرفنى أسرار كتابك.
حرف النون
إلهى نوالك عم، وكنزك مطلسم فعمنى بنوالك وفك لى طلاسم كنوز أسرارك. إلهى نورنى بأنوارك واكشف لى عن خفى أستأرك.
حرف الهاء
إلهى هب لنا من علمك عقلاً، ومن حياتك روحاً، ومن إرادتك حكماً، ومن قدرتك فعلاً، ومن كلامك لساناً، ومن سمعك فهماً، ومن بصرك كشفاً، ومن إحاطتك قياماً.
إلهى هيئنا للتلقى منك، أهلنا للأخذ عنك، وهب لنا من لدنك رمة الخصوصية والفيوضات المحمدية ياالله ياوهاب ياواحد ياأحد ياجواد.
حرف الواو
إلهى ودنى بالمودة الموسوبة، وقونى بالأنوار الجبروتية. إلهى وطن لسرى وطناً لديك، واجمعنى بك عليك، وأدبنى بين يديك إنك على كل شئ قدير.
حرف اللام ألف
إلهى لاتنعفك الطاعات، ولا تضرك المعاصى، وبيد قهر سلطانك ملكوت القلوب والنواصى، إلهى لا تطردنا عندك بعيوبنا ولا تحرمنا من فضلك بذنوبنا، وخذ بأيدينا إذا جنبنا وقومنا إذا أعوججنا، وأعنا إذا استقمنا وكن لنا حيث ما كنا.
خاتمة الياء
اللهم ياحى ياقيوم يابديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام. أسألك بنور الأنوار الذى هو عينك لا غيرك أن ترينى وجه نبيك محمد (ص) كما هو عندك، واجمع شملى فيه فى الدنيا والعقبى، واختم لنا منك بالحسنى، واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولكل المسلمين أجمعين. آمين والحمد لله رب العالمين.
قف بالإخلاص على قدم لرضا قدوس من قدم
واحذر شيطانك والأهوا وجموح النفس إلى التهم
واخلع هذياناً مع كبر وقبيح خصال المنتثم
واهجر أوهاداً والسفها كى لايسبوك إلى اللمم
واترك تدنيسك من طمع بالحلم تجمل فى الأضم
واجلس بمجالس معرفة بمين الأخيار بلا سأم
فالجمع له منح تترى والشر جرى للمنفصم
واجنح للعلم مع العمل فحليف العلم حمى الشمم
والجانب لين صل رحماً أفش التسليم الليل قم
ودع الأغيار بأجمعهم بالله دواماً فاعتصم
طهر بيت العرفان تجد فتحاً وشهوداً للحكم
بوجودك دوماً تبصرة والأعمى هنا فى تلك عمى
لاتمدد عينك نحو هوى واصحب من فى الخيرات كمى
بقنوعك تسمو لا تحرص إلا فى العشرة والفهم
واترك مالا يعنيك أخى وابذل مجهودك من كرم
إتحاف الناس يقربهم فأمل بالمال وبالكم
فبفعل الخير ترى حراً دنياك وأخرى فى عظم
لاتنظر يوماً للعظما وانظر من دونك تغتنم
دنياك زيادتها نقص وجدان حظوظك ذو عدم
بأصولك لاتفخر فيما تأتيك سحاقة بالهم
فدع الأجداد انظر أدبك فيه يجرى قدر القيم
وازهد فى الناس وصحبتهم فتلونهم أفنى عشمى
فلكم يأتون لحاجتهم ولكم يقلونك إن تشم
واختر نسيان إسائتهم واجعل معروفك فى الطسم
واقبل عذراً لمن اعتذرا لو كان لصدق لم يحم
لاتؤذ فتوذ معاقبة فيما عاملت أخى استلم
فى عون أخيك فكن شهماً تلق المعوان ولم تضم
وأنل ميسورك للسائل بالبشر ولو إحسان فم
والمنكر دعه اعمل عرفاً وظنونك حسن لا تلم
لاتضجر يوماً من عسر فبه سهم اليسرين رمى
والوجه فصنه بما أمكن والعرض احفظ لاتختصم
وكل التدبير له واصبر فالصبر مزيج للدقم
والنقمة إن جاءت يوماً لاتحصر أوقات النعم
ولقصدك أوقات فارفق فعديم النضج أخو السقم
نادى فى الكرب إذا دهمك أو خان الناس بمكرهم
اشتدى أزمة تنفرجى فحدوثك نادى بالعدم
والسر فصن تقضى قصدك لاتشك أمورك تنهزم
إياك هموماً بل شاور فطناً وصروفاً فى الأمم
فى نفسك والآيات انظر تلق العرفان وتستقم
بقضاء الله فكن راضى فى المر كذاك وحلوهم
واسكن فى القبض ترى بسطاً وابعد فى البسط عن الحرم
لمسير العمر أعد نظرك تقلو أملاً بغرورهم
ميزان المرء غريزته وطريق الرشد كما العلم
فانهض أوقاتك بالتقوى واجبر ما فاتك بالندم
فصفاء الوقت شبيبتنا ويزاحمها ضعف الهرم
وصلاح المرء تيقظه وشقاوة هذا إن ينم
وفسادك قلبى أحرمنى طعم الإيمان فأنت عمى
غضب الجبار تجنبه ورضاه دواماً فالتزم
الدنيا غرورة فاحذرها وفناها يكفى فى القزم
والأخرى جنان للعامل ونعيم يبقى فاستقم
فمتى تأتيك عنايته ومتى يحميك من الصمم
فركونك للتقوى غضب وركونك أدهى للأمم
ورجوعك للمولى أولى ولياذك أحرى ببائهم
ومتى ياقلب تصالحه تلقى إسعاداً كالديم
فانظر للقوم وسيرتهم ومحاسنهم أعلى الشيم
صامت لله جوارحهم والويل لنا إن لم نصم
عدمت بالقرب نفوسهم يافرحتنا إن تنعدم
هامت لرضاه لطائفهم ياحسرتنا إن لم نهم
غفرانك ربى فامنحنا مقدار معاص فى القسم
فجلالك ربى أخجلنى بل كيف أجى للمنتقم
لا علم عندى ولا عمل حتى أرجوه فى مزدحمى
فعليك إلهى معتمدى فعوائدكم أقوى أطمى
إفضالك ربى أطمعنى وتلاشى ذنوبى فى الكرم
فبآى العفو فؤادى فرح وبآى عقاب فى ألم
ما أخوفنى ما أطمعنى فى موج نجاح ملتطم
فبقدرتكم ارحم عجزى إذ ألقى ذليلاً فى الرمم
إذ لولا العفو يبادرنى مازلت غريقاً فى الشجم
إن كان عذابى لعدلكمو فضل المنجى للعدل نمى
أحببت الصفح من الناس والرب الأولى بذى الشيم
والرحمة قد سبقت غضباً ومدحت القوم بعفوهم
أفمن يارب لنا غيرك والكل صنائع ربهم
فقصدت الله بلا زاد أيضام الحال بحيهم
زادى ثقتى فى رأفته بعبيد جاءوا فى جعم
الطلف يارب بنا أخرى لطفاً بجنين فى الظلم
أفتحرمه عند الحاجة واللطف أتى عند العدم
حاشا يارب بل السابق عنوان الآتى من قسم
لا حيلة لى إن آخذنى لا حجة لى مهما يلم
ما أفخرنا لو سامحنا فيعود الكسر بملتئم
فبلطف منك فعاملنا لتزول مشقات القحم
ومن الباغين فسلمنا واسجنهم ربى فى بغيهم
وادفع عنى من يظلمنى فاغلله دواماً فى السدم
يارب بحقك بجلنا وانشلنا بفضلك من عمم
واصرف عنى شر المحن وأزل ما حل من الجشم
يارب فضاقت فرجها فالشدة أفضت للفقم
فأروم نوالك يصلحنى فأقوم بهدى المعتصم
وكذا إخوانى وأحبابى وجميع الخلق مع الوزم
محص قلبى لشهودكم فإذا أنعمت فيانعمى
ثبت إيمانى متى أحيا بصراطك ثبت لى قدمى
وصلاة الله وتسليم لشفيع العرب مع العجم
والآل وصحب والتابع مادام مريد فى البرخم
أو قال مجد فى طلبه قف بالإخلاص على قدم

الطريقة الإخلاصية فى مولد ومعراج خير البرية
الله ربى ونعم الخالق الله كافى العباد ونعم الرازق الله
له الوجود قديماً واجباً أبداً ولا افتتاح له فالأول الله
له البقاء دواماً لافناء له بقاؤه واجب فالآخر الله
هو الذى قدر الآجال من قدم وخالق الخلق قدماً ربنا الله
قد جل ربى فلا شئ يشابهه عما ببالك يبدو قد علا الله
ولا مكان له يحوى ولا زمن على الإله يمر بل هو الله
حى قدير مريد لا مرد له بكل سر وجهر يعلم الله
وكل شئ بمقدار يقدره هو السميع البصير الواحد الله
فيبصر النملة السوداء فى ظلم ومشيها فوق صخر يسمع الله
له الكلام القديم الرسل تعرفه وفى الكتاب لموسى كلم الله
عن كل حرف وصوت قد خلا أبداً وعنهما فى العلا قد نزه الله
منا قريب بقرب لا اتصال به وعن سمات البرايا يبعد الله
لا فوق لا تحت لا خلف له أبداً ولا أمام تعالى الخالق الله
محيى مميت وشئ لا نظير له يعيدنا بعد أحوال الفنا الله
وما له والد كلا ولا ولد وما له زوجة قد برئ الله
ولا شريك له بل ربنا أحد بالملك حقاً فإن المفرد الله
ما للنصارى دليل فى تعنتهم سبحانه وتعالى إنما الله
فالحمد لله دوماً كل آونة حمد الشكور على ما أنعم الله
قد أبدع الخلق من قبل بلا مثل بل كل ما كان حقاً صاغه الله
وكل صنع لنا عقل يداركه إلا الأمور التى قد أبدع الله
لله أسماء حسنى قد سمت عظماً عن كل نقص والاسم الجامع الله
قد كان ربى ولا كون ولا أحد فأوجد المصطفى كى يعرف الله
قد أوجد المصطفى نوراً ببهجته يضئ دوماً إليه ينضر الله
وشرف النور ربى قبل خلقته لنفسه شرفاً يرضى به الله
وقال نورى فلا شئ يعادله من ذا يعادل نورى إذا أنا الله
يدور حيث يشاء الله خالقه شعاره دائماً سبحانك الله
فأوجد الله منه الكون أجمعه فالأصل طه ومنه فرع الله
فاللوح من نوره يجرى به قلم محمد خير من قد أوجد الله
وقال ربى له اكتب فيه ياقلمى محمد خير من قد أوجد الله
فقال ربى عرفت الله خالقنا فما الذى بعده سمى لنا الله
فقال ياذا تأدب فى الحبيب لنا فهو الأصيل الذى قد عزه الله
فاللوح والعرش والكرسى مع قلمى وجملة الكون منه يظهر الله
لولاه لم أخلق الأكوان قاطبة فالكل منه وإنى الموجد الله
فخر لله حالاً ساجداً خجلاً بعد السؤال إذ أجابه الله
لما أفاق هناك الله ألهمه قال السلام على من شرف الله
فرد ربى عن الهادى تحيته فالرد فرض لهذا أوجب الله
وكل عهد له الجبار يأخذه من النبيين قل والشاهد الله
لئن أتاكم رسولى فانصروه بما يتلى عليكم كما قد أنزل الله
فقالت الرسل آمنا بسيدنا هو الرئيس لنا والناصر الله
فقال ربى لهم فزتم بصحبته حقاً عليكم بهذا يشهد الله
ما زال نور النبى الهاشمى إلى أن جاء آدم فيه صانه الله
وخلفه كانت الملاك أجمعها تشاهد النور الذى أبانه الله
فقال آدم ربى زدت فى عجبى من الملائك فيما يعلم الله
وكلهم خلف ظهرى واقفون كما ربى ترى حالهم يامن هو الله
فهل لذلك داع موجب أبداً وقوفهم هكذا أجابه الله
بل ذاك نور نبى ينظرون له فى صلبك النور قد أقامه الله
محمد منه خلقى كلهم وجدوا أبوك معنى له قد قدم الله
فقال آدم يارب الوجود ومن قبل الخلائق أنت الأول الله
اجعل لنور النبى اليوم أجمعه فى جبهتى فأذن أناله الله
وبعد أن قد دعا مولاه يجعله فى إصبع وبه أنارها الله
وشيث جاء ونور المصطفى معه يلوح فى جبهة أضاءها الله
وكان آدم يوصيه مداومة لا تجعل النور فيما حرم الله
وكل جد أتى يوصى متابعة والأنبياء به قد صانها الله
ما زال نور رسول الله منتقلاً فى غاية الحفظ أى والحافظ الله
وجاء كل نبى بالنبى له بشرى لأمته أوصى بها الله
وكم لطه رسول الله معجزة قبل الظهور لها قد أظهر الله
إدريس لما دعا المختار فارتفعت له مكانته والرافع الله
وكان نوح دواماً فى سفينته يدعو بطه وعنه فرج الله
وعن محاسن أبراهام قد طفئت نار اللعين ود أماتها الله
وصارت النار برداً ما به ألم فيه مياه الرضا أجرى لها الله
وأهلك الله نمروذا وعسكره وبالبعوض لقد أفناهم الله
وعند ذبحة إسماعيل ما عملت سكينة الذبح لما ردها الله
وأنزل الله بفديه بمنته إلى الخليل فداء ساقه الله
ونور طه بإسماعيل والده يزهو وبالمصطفى أجاره الله
ورد يوسف ربى نحو والده لأجل طه النبى قد رده الله
ورد موسى لأم بعد ما حزنت وأرضعته كما أوحى لها الله
وقد نجا سابقاً موسى بأمته وسار فى اليم لما شقه الله
وكلم الله موسى إذ يقول له محمد خير من قد أرسل الله
فقال ربى وهل موسى يشابهه فقال لا وبهذا خصه الله
فقال يارب ألحقنى بأمته بجاه طه إذن أعطى له الله
حوى سليمان ملكاً ما له مثل بسر طه عليه أنعم الله
وقد شفى الله أيوب النبى له فى الذكر يتلى وعنه أخبر الله
به المسيح نجا من صلب طاغية ضلوا وعنه لقد أعماهم الله
وما ينالونه والله رافعه إلى السماء وأعلى رفعه الله
ولم يزل نور خير الخلق منتقلاً فى الطاهرين وكلا طهر الله
يلوح كالبدر فى أفق السماء إلى وجه الذبيح الذى أجاره الله
وقالت العرب للهادى مخاطبةً يا ابن الذبيحين من نجاهما الله
فكان يبسم لا يأبى مقالتهم وعن لسان لكل ينطق الله
فهو النبى ابن عبد الله والده من شيبة الحمد أسمى شأنه الله
فهاشم مشبع الجيعان من إبل من صلب عبد مناف أخرج الله
فمن قصى حكيم ثم مرة من كعب له حكم قد شاعها الله
فمن لؤى أتى من غالب جليت أنوار فهر وأجلى ضوءها الله
فمن سنا مالك فالنضر والده فمن كنانة حقاً حفنا الله
فمن خزيمة من عمت مفاخره من فضل مدركة قد مده الله
ففضل إلياس ليث الجود من مضر فمن نزار به قد سرنا الله
فمن معد بن عدنان الذى ختمت به الجدود لقد أعزنا الله
عشرون جداً لهم فضل ومكرمة وحف كلاً بنور المصطفى الله
وأمسك الشرع عن باقى الجدود فما قد زاد عنها فإن العالم الله
والله شاء بأن النور ينقل فى بطن لآمنه من خصها الله
فحرك الله عبد الله فى طلب يرجو الزواج حلالاً صاغه الله
ونور طه بعبد الله مبتهج قد أشرق النور إذ أبانه الله
وراودته نساء الحى أجمعها عن نفسه فأبى إذ صانه الله
وزوج الله عبد الله آمنةً من فورها حملت بمن هدى الله
وبلبل الأنس غنى عندما حملت وركن مكة حقاً شاده الله
وسمى العام عام الحمل حينئذ عام الفتوح بخير يفتح الله
واخضر زرع المنى من بعد جفوته وأنبت الرفد فيها بالهنا الله
وأخصب العشب مخضراً ومبتهجاً من السحاب إذا ما ساقه الله
وكل روض بثغر الخير مبتسم من الثمار إذا ماحفه الله
وقد تدلت قطوف الروض وانبسطت على الأكف وقد أدنى لها الله
وهاتف السعد من فوق الحجون بدا مغرداً جاءكم من يرسل الله
بالركن والحجر والبيت الحرام كذا بماء زمزم من أجلها الله
والله ما حملت أنثى كآمنة طوبى لها للنبى اختارها الله
فما لحواء والعذرا وآسية يبلغن فضل التى قد فضل الله
عنهن والله آمنة لقد فضلت من مثلها ولها قد عظم الله
والله يا ابنة وهب أنت طاهرة زكية النفس قد زكى لها الله
بشرى لوالدى الهادى لقد تبعا دين النبى إذا أحياهما الله
سيدخلان جنان الخلد فى نعم مع النبى به أعطاهما الله
ومن يقل غير ذا فالله يبغضه عن كل طيبة قد ذاده الله
وكان حسن ابتداء الحمل فى رجب وفيه نور زها يضيئه الله
إذن دواب قريش كلها نطقت بحمل طه كما أوحى لها الله
كذا البحار بها الحيتان قد فرحت حتى الوحوش به قد سرها الله
وبالذكور نساء الكون قد حملت كرامة المصطفى جلى سرها الله
والجن تهتف والرهبان قد رهبت أما السماء بحفظ زادها الله
وأصبحت بالردى الأصنام واقعة على الجباه بذل شاءه الله
بحملة الكعبة الغراء قد لهجت والبيت يرقص مذ أنباهما الله
أما الجنان بها الأبواب قد فتحت والنار أغلق أبواباً لها الله
وما رأت أمه فى حملها وحماً مثل النساء ومنه صانها الله
وقد تشعبت الخيرات إذ كثرت فى شهر شعبان قد أفاضها الله
وهل فى رمضان النور يتبعه ذكرى النبوة لما ساقها الله
وبعده اليمن فى شوال قد بسطت أكفه بنماها وعمنا الله
وبعد ذلك فى ذى القعدة ارتعدت فرائص الكفر لما راعه الله
والحق وافى وفى ذى الحجة احتجبت شمس الضلال وقد أخفى لها الله
حمائم الأيك غنت فى محرمها بشرى لنا حفنا بالمصطفى الله
وبلل الأنس قد غنى وفى صفر نادى المنادى لقد أغناكم الله
وفى ربيع لنا الأنوار قد سطعت وقد تجلى له فى مكة الله
وهاتف البشر فى وجه القبول بدا يردد الصوت أن قد سرنا الله
بشرى لآمنة من كل طارقة فى الناس سيدة قد خصها الله
وجاء كل رسول كى يبشرها بشارة الأنس أهداها لها الله
وقد رأت أنبياء الله تخبرها فى النوم أن للنبى اختارها الله
وليلة الوضع كم زاد السرور بها والكون يرقص لما سره الله
ياكعبة البيت قد بلبلت مهجتنا لما تمايست قالت يعلم الله
فى هذه الليلة البيضا يؤانسنا وجه الحبيب جلا أنواره الله
لم لا أميس وقد وافى السرور به وهذه ليلة أضاءها الله
وهذه ليلة والله ما سبقت بمثل طه لها قد شرف الله
ما ليلة القدر فى فضل تعادلها عن ليلة القدر فضلاً زادها الله
ممزوجة بالرضا والسعد طالعها للمؤمنين به قد عدها الله
يا ليلة فى ربيع ما لها مثل وافت بأنس فحيانا بها الله
يانفص للمصطفى اهتزى على طرب فى ليلة بالرضا قد عمها الله
حن الجماد فحنى مثله طرباً فأنت أولى بمن قد أحبه الله
فى ليلة راح كسرى وهو منكسر من ثلم إيوانه إذ شقه الله
وأخمد الله نار الفرس إذ طفئت من بعد ألف لقد أضاعها الله
وغاض ماء لهم فارتد وارده بالغيظ قهراً إذا ما غاضه الله
وأرعب الله أهل الكفر قاطبة بالرعب أنذرهم بالمجتبى الله
فكم رأوا فى الدجى رؤيا مقطعة أكبادهم ولهم قد أرهب الله
وقال كسرى فما معنى أدلتها فقيل جاء الذى قد عزه الله
قد جاء من كتب التوراة تنعته وعنه فى سابق قد أخبر الله
هذا الذى كتب الإنجيل تعرفه وبالرسالة عنه يشهد الله
هذا الذى دائماً جبريل يصحبه والنضر يتبعه بل حسبه الله
هذا ختام لكل المرسلين وبالــ وحى الآمين عليه ينزل الله
سيأخذ الملك من كسرى وبكسره غنيمة المصطفى أحلها الله
والملك لله رب الملك يورثه لمن يشاء كما أراده الله
فكانت الفرس من هذا على حذر وخاف كسرى إذا ما راعه الله
وصاح إبليس ياويلاه قد قربت أيام طه الذى يهدى به الله
كأنه جاء فى أصحاب دولته فوق الخيول إليهم ينظر الله
مع الملائكة الغراء تخدمه فىكل حاجته والناصر الله
كأننى بالنبى الهاشمى له الــ أعلام قد رفعت والرافع الله
كأننى بسيوف الله قد لمعت وفى نحور العدا أمضى لها الله
من كل سيف صقيل الحد تحمله بيض الوجوه الأولى قد عاون الله
كأننى بسطور الكفر قد محيت بشرعة المصطفى يمحو لها الله
قد ضاع حظى فما فى العيش فائدة قد راح حظى فهل بى يلطف الله
فلو أذوب على جمر يحرقنى لكان أهون ممن حبه الله
يا ليلة الوضع يامن قد زهت عظماً وقد تجلى على أوقاتها الله
قد أفصحت عن إمام الرسل سيدنا باهى الجمال وزكى حسنه الله
نور الصباح وشمس الكون من لهجت بذكره الأرض لما سرها الله
والطير عاكفة من فوق آمنة لأجل طه النبى قد ساقها الله
فيها أتت مريم العذرا وآسية والحور وافت كما وافى بها الله
كل يُشرفن بالمختار من شرفت به الأماكن لما زفه الله
فيها الملائكة فوق البيت قد نصبت أعلام طه لهذا يرفع الله
فيها الملائكة بالتسبيح قد لهجت لله شكراً بما أولى لها الله
يا حسن آمنة فازت بمولده ما مثلها فى الورى قد كرم الله
وقد أراها قصور الشام من حرم كما أراها لبصرى القادر الله
وساعة القرب قد غنت بشائرها وقد تجلى عليها الواحد الله
بنور ربى وسر الذات قد وضعت محمداً وعليها سهل الله
ويستحب قيام عند مولده وقال قوم له قد أوجب الله
والبعض أهدر من يأباه إذ وقفت له الرجال وهذا خصمه الله
أفنى بذاك أب الإخلاص لا حرج وحسبنا أنه أجله الله
وجه السرور بدا فالكون فى طرب والبيت فى عجب قد هره الله
أزكى سلامى على المختار ما طلعت شمس التهانى لنا ما ضاءها الله
أملى سلامى على المختار ما سجعت فى الروض ساجعة أوحى لها الله
أسنى سلامى على طه الشفيع لنا روح السرور به قد سرها الله
أهنئ سلامى على الأواب ما بزغت شمس البهاء على ما شرف الله
أنمى سلام وأعلاه وأشرفه على التهامى سلام صاغه الله
أوفى سلام وأولاه وأكمله على النبى به قد خصه الله
أسمى سلامى على المختار ما نصبت أعلامه فى العلا ما شادها الله
يا سيد الخلق يا من قد سما شرفا صلى عليك الذى قد سلم الله
ها قد أتيت إلى الأعتاب معتذراً أرجو الوصول عسى أن يقبل الله
عسى أرى لضريح فيه نعمتنا وبالوفود غليه يسمح الله
متى أرى قبر طه فى الحياة متى أراه منى قريباً قرب الله
يا حادى العيس إن الشوق أقلقنى والوجد تيمنى والعالم الله
أبيت ليلى ووجدى فيه يبعثنى على الهيام وفيه زاده الله
وكثرة الذنب قد أودت بصاحبها لكن رجائى له أن يغفر الله
متى يقال على أن صالحه نحو النبى إذا لبى له الله
يا سارى البيد فاكتبنى بموكبه وفد النبى إذا ما ساقه الله
فلى حنين إلى المختار ما طلعت شمس على الكون أجرى سيرها الله
لو كنت ترحمنى فى الحب تحملنى حتى أزور الذى قد حبه الله
من جاء فرداً مصوناً ما به قذر مقطوع سر له قد طهر الله
وخر فى إثر وضع ساجداً وبه يفوق عيسى وكلا فضل الله
وجاء والله مختوناً فلم يره راءٍ بشين وعنه صانه الله
عيناه سود بكحل الله كحلتا يا حسن عينين قد حلاهما الله
يا سيد الرسل بالصديق تسمح لى رى ضريحاً بكم قد زانه الله
وبالحسين وزين العابدين وبالــ أنصار من سابقا أرضاهم الله
وبالأربع الصحب والعشر الكرام وبالـ بيت الحرام بكم قد شاده الله
فالقلب فى حرق والعين فى غرق من الدموع وقد أجرى لها الله
يا من برزت لربى ساجداً حجلاً والحسن أجمعه أولاكه الله
يامن خلقت كما ترضى فلا أحد كمثل ذاتك حسنا زانها الله
قلبى بحبك لا يخفى تثبته وما سلوت لكم والشاهد الله
وكيف أسلو لروحى والحياة بها وهل سواكم لدينا يبعث الله
أنت ضياء لعينى ما لها أبداً عنكم غنى وبكم قد أنارها الله
أنتم دواء لنا من كل قادحة من كل داء بكم يشفى لنا الله
شرفت طفلاً جميع الكون يا أملى والبر والبحر لما زفك الله
يا حسرة القلب إن لم أحظ فى عمرى بأرض يثرب من زكى لها الله
واحسرتاه على ما ضاع من عمرى من دون رؤيتها والقاسم الله
هل مثل ما سمعت أذنى اشاهدها بالعين أنسا إذا ما قدر الله
متى أجاب وأشفى القلب من عللى بعطفة المصطفى يدعو لى الله
نبينا السيد المختار من سبقت له السعادة لما اختاره الله
ما للنبى شريك فى محاسنه من معدن الحسن فرداً صاغه الله
إن النبى بنور الله جوهرة يتمية ولها قد أفرد الله
وقد أبت مرضعات أن ترضعه ليتمه ولقد أغنى له الله
به حليمة قد نالت رضاعته ثويبة قبلها أثابها الله
لكن حليمة بالإكثار قد سعدت زيادة وبطه زادها الله
وقد أتت لبنى سعد إذا وفدت بالمصطفى وبه أغناهم الله
فطاب عيش بنى سعد برؤيته ومن حياض الهنا أسقاهم الله
يا صاح سل لبنى سعد وحالتهم من قبل طه فيسمع سؤلك الله
كانوا على أسف من ضنك عيشتهم بشدة وعليهم ضيق الله
لما أتى المصطفى فى الحى فانهمرت سحب الرضا وعليهم وسع الله
وسل حليمة عن أوصاف عيشتها قبل الرضاع به قد سرها الله
كانت لها الشاة تغدو ما بها لبن بطالع المصطفى إذ درها الله
والأرض ماتت فلم تخرج بضائعها لما أتى المصطفى أحيا لها الله
فأنبتت ثمراً طابت فواكهه للآكلين وقد أدلى لها الله
من بعد عالتهم قد عال نائلهم بالرفد لما بطه حفه الله
فأصبحت ورياض العز مسكنها والسعد طالعها والرزاق الله
يسعون فى حلل بالخير قد نسجت على المسرة لما حاكها الله
بشرى لها برضاع المصطفى سعدت دنيا وأخرى وقد هنى لها الله
من مثلها فى النسا فازت بسيدنا فى عالم الغيب قد أمضى لها الله
فيا مناها لقد نالت شفاعته يوم القيامة إذ يرضى لها الله
والعاشقون أرادوا لثم تربته لو بعد لثم الثرى يفنيهم الله
وأنت أرضعت طه وائتنست به طوبى لمن بالنبى قد حفها الله
فيا حليمة إن كان النبى إذن طفلاً رضيعاً فقد أعلى له الله
وسوف يعلو علواً ما له مثل حتى الملوك له قد ذلها الله
ويظهر الدين بالسيف الصقيل إذا على رقاب العدا قد سله الله
فينصر الله لا يخشى مكاثره من العداة وإن الناصر الله
هذا النبى الذى بانت بشائره عليه جبريل وحياً ينزل الله
طه الأمين وفى القرآن مدحته فما مقالى فيما قاله الله
فالله أرسله نوراً ليهدينا إلى الصراط وإن الهادى الله
محمد حامد لله أحمدنا فعلاً بنور الهدى أعزه الله
محى ومنج وحيد جل سيدنا عن الشبيه بمن قد أوجد الله
روح الحقيقة روح الشرع من نبعت منه الفصاحة إذ أجرى لها الله
يا أكرم الناس إنى فيك ذو أمل فهل إليك وصول شاءه الله
نعم ترانى بنار الوجد فى أسف والنوم منى به قد ضيع الله
يا من يجئ بيوم الدين ينجدنا يوم القيامة إذ أقامه الله
والرسل فى الحشر قد خافت بوادره كل ينارى به سبحانك الله
يا رب نفسى فمالى غيرها طلب كل بما قد رأى يخيفه الله
وقال طه بلا خوف ولا فزع أنا لها وإذن قد يفرج الله
فيسأل المصطفى للخلق أجمعها فصل القضاء لطه قد قضى الله
هدى شفاعته العظمى وقد وجبت للمصطفى ولهذى يقبل الله
يا سيد الرسل يوم الدين خذ بيدى فالذنب أثقلنى والغافر الله
فأنت منجدنا فى الحشر منقذنا من قبل ذلك قد أرضى لك الله
وفى الكتاب قرأنا فى الضحى حكماً عليك ياسيدى قد أنزل الله
لسوف يعطيك كى ترضى بمنته يا من على خلق أجله الله
إن لم تكن لى فياويلاه من ضررى يوم القيامة إذ يأبى بها الله
فياحليمة باهى المرضعات به هل مثله عندهن ربى له الله
يشب فى اليوم شهراً تلك معجزة إلى النبى بها يميز الله
وبعد خمس شهور من ولادته قد صار يمشى وقد قوى له الله
وبعد تسع مضت بانت فصاحته لسانه بالمعانى أطلق الله
وكان يعدو من الحولين مجتهداً يرعى الشيه كما يشاءه الله
تنمو وتزداد عدا فى تناسلها بسر طه لها قد كثر الله
وأكثر الناس نحو المصطفى حسداً ومن عيون لهم أعاذه الله
حليمة قد رأت من أمره عجباً وزوجها قد رأى ما يفعل الله
فقال من أسف حليمة اجتهدى تلرجعيه سريعاً صانه الله
ولست أكرهه لكن أنزهه عمن يراه بعين كفها الله
هذا النبى الذى بانت بشائره أخباره فى الورى يشبعها الله
حليمة قد بكت فى الحال من شغف على الفراق وأجرى دمعها الله
تقول كيف فراقى للحبيب وما عيشى بفرقته يسيغه الله
ولست أشبع يوماً بعد غيبته إلا بصحبته والعالم الله
وكل حظ له عقبى تكدره طوبى ليوم له أرانى الله
فياعيونى انهلى للدمع وانتحبى على فراق الذى أهدى لنا الله
قد كان حصنا لنا من كل حادثه براً رءوفاً به أعزنا الله
ومكة ابتهجت بالنور إذ وردت هواتف المصطفى والباعث الله
وافى النبى بها والسعد طالعه والنصر صاحبه إذ حسبه الله
بقامة إن بدت للغصن يحسدها فى روضه الحسن أجرى ميسها الله
له جبين يفوق الشمس قد سطعت أنواره وبه أضاءها الله
من تحت شعر شبيه الليل يا عجباً شمساً وليلاً بطه يجمع الله
عيناه إن رنتا للأسد تأسرها فكم له عاشق قد شاقه الله
وحاجبا المصطفى قوسان ما قرنا واللحظ تحتهما يديره الله
وأنفه فى اعتدال جل بارئه أنف جميل له قد أبدع الله
له شفائف مرجان وداخلها در بثغر البها قد نظم الله
وعنقه فى صفاء زان قامته كأنه فضة صفى لها الله
خداه فوقهما ورد زها أبداً واللحظ يحرسه والحافظ الله
تلك الثنايا كما حب الغمام زهت إن أفصح الثغر قد أراكها الله
ووصف طه على التقريب يذكره بعض الصحاب على ما قرب الله
وما تحققه شخص برؤيته أما الحقيقة فيه يعلم الله
وكيف تدرك شمس بالعيون وما تنال منها سوى ما يسر الله
وحين فاق قريشاً فى محاسينه آذت له حسداً وردها الله
وكل ذى نعمة فالناس تحسده لا سيما المصطفى قد زاده الله
عليه قد حقدوا وكم له حسدوا ومن رذائلهم أجاره الله
والله أرضى أبا بكر بصحبته أنعم بصحبه صدق صانها الله
قد كان يحميه من كل الغواة كما بالصبر بينهم أوحى له الله
فاصبر كصبر أولى العزم الأولى سبقوا صبراً جميلاً إلى أن يحكم الله
ما زال طه رهين الصبر متكلاً على الإله وقد نادى له الله
قم يا محمد قد آن المجئ لنا فى ليلة بالسرى قد خصها الله
سبحان من فى الدجى اسرى بصفوته بدراً لحضرته قد زفه الله
من أرض مكة للقدس المبارك من فى أرضه بالنما قد بارك الله
والأصل جبريل قد وافى فأيقظه قم يا محمد قد أوحى لك الله
فالله أرسلنى فى رسم خدمتكم معى ملائكة يأتى بها الله
فقام طه برى الأملاك واقفة قالوا السلام على من سلم الله
وعند زمزم شقوا صدره ورموا ما رام رميتها أو بعدها الله
للقلب قد غسلوا منها وجئ له بطست علم وفيه أفرغ الله
وكل ماء فعنه زمزم فضلت إلا مياها عليها فضل الله
وهى التى من يد المختار قد نبعت ومن أصابعه أجرى لها الله
واستقدموه براقاً شكله عجب ركوبة المصطفى قد زانها الله
فحين وافى له المختار يركبه يميس تيهاً لأمر شاءه الله
فقال جبريل: ما هذا النفور وهل تعصى على من له قد أرسل الله
وما أتينا هنا إلا لخدمته فالحمد لله لما اختارنا الله
والله ناداه تشريفاً لينظره عما قليل له يكلم الله
وأشهد الله لم يركبك من أحدٍ خير من المصطفى والشاهد الله
فكيف تنفر من طه النبى أما تدرى له فلقد أجله الله
بأى وجه تقابل يا براق له إذا عصيت له وخصمك الله
هذا الذى شرف الجبار طلعته برؤية الله فرداً خصه الله
قال البراق أيا جبريل معذرة مهلاً على مغرم قد غاثه الله
أنا دلالى وتيهى ليس معصية بل زدت وجداً به والشاهد الله
لو كنت تدرى بحالى فيه تعذرنى أنا الذى بالجوى قد هاجنى الله
إنى شغفت بحب المصطفى أزلاً وكنت منتظراً ما يفعل الله
وقبل كل نبى كان يركبنى لما بوقت الندا يدعو له الله
وما رأيت ختام الرسل أشرفهم وطال شوقى وفيه زاده الله
وكان جل مرادى المصطفى أملى حتى أعز بمن قد عزه الله
فكنت أبكى بوجدى كلما وردت ذكرى الحبيب لما قد عظم الله
يا طالما سكبت عينى مدامعها فى حب طه لقد أضفى لها الله
والانتظار بطول الشوق آلمنى والقلب منى بوجدى شقه الله
كم همت من ولهى فى حبه طرباً لما الهيام لعقلى ساقه الله
لولا اليقين بلقيا الحب لانقطعت منى الحياة ولكن يرأف الله
فكنت أدعو إلهى بعد مسألتى عن أى وقت له أراده الله
وبعد حين لسان الحال أخبرنى مهلاً عسى بالتلاقى يسمح الله
وأنت مركبه لا غير فانتعشت جوارحى وإذن قوى لها الله
وما تماسكت لما جئت صحبتكم برسم خدمته وساقنا الله
وقلت حق سرورى بالنبى إذن وكل قصدى به أعطانى الله
وحين وافى رسول الله يركبنى فهمت وجداً لما يشاءه الله
وكثرة الحب منى أذهبت أدبى والعذر منى لكم قد أوضح الله
فلا تلم مغرماً فى الحب منتظراً وقت اللقاء إذا ما سهل الله
وكل ذى وله فالناس تعذره إن ماس تيها فقد أماسه الله
ويا أمين أنا لى عنده طلب هل بالنبى غداً يقضى لى الله
قصدى أكون بيوم الحشر مركبه لما لدار المنى يدعو له الله
والله يمنحنى منه الحياة به حتى بذلك لى يبشر الله
بالله سله فهل أحظى بخدمته وهل سؤالى له يجيبه الله
فمن يؤم كريماً نال مقصده ومن عن المصطفى قد كرم الله
قال النبى له فابشر بصحبتنا وكل خير بنا يعطيكه الله
وبعد أن ركب المختار سار به لأرض طيبة حيا ذكرها الله
قال الأمين أيا مختار صل هنا بركعتين لديها بأمر الله
وبعد ما سلم المختار قال له ما هذه الأرض قال العالم الله
فقال طيبة ياطه وعدت بها داراً لهجرتكم يختارها الله
وعند مدين قد صلى النبى بها وطور سينا كما أورى له الله
وبيت لحم لأن هل المسيح به بنور طه النبى قد زاده الله
وكل حل به جبريل يخبره بعد الصلاة كما قد يخبر الله
وقد رأوا مارداً من خلف يقصدهم يرمى لهيباً وعنهم باعد الله
ولقن المصطفى فى الحال أدعية عن الأمين كما قد لقن الله
فخر من سرها العفريت محترقاً والسير طاب لهم ما سلم الله
وهز طه بقوم كلهم غرر وجوههم بالتقى قد نور الله
وكل يوم لهم حصد ومزرعة يجنون فضلاً لهم قد عده الله
تعجب المصطفى: جبريل قال له لا تعجبن بمن أعطاهم الله
قوم لهم فى سبيل الله قعقعة باعوا النفوس شراها منهم الله
فكلما زرعوا للخير قد حصدوا وكل ما حصدوه ضاعف الله
وهب ضوع رياح المسك إذ عبقت من قبر ماشطة قد جلها الله
أنعم بماشطة بالله مؤمنة معها صغار لهم قد أكرم الله
ومشطت بنت فرعون اللعين غدا والمشط من يدها أرمى له الله
قالت إذن خاب من يعصى لخالقه وكيف تعصى الورى رباً هو الله
قالت لها بنت فرعون اللعين إذن هل غير فرعون رب واسمه الله
قالت لفرعون كذاب بدعوته عصى الإله ولم ينظر له الله
قامت له نقلت أقوال ماشطة فى الحال أحضرها ياحسبها الله
وقال فرعون ماذا تعبدين إذ ومن إلهك قالت ربنا الله
قال اقتلوها فقالت تلك رغبتنا عسى لنا برضاء يسمح الله
فألقيت بشواظ زوجها معها أولادها وبهذا قدر الله
وكان آخرهم فى الفتك اصغرهم لسانه بفصيح أطلق الله
قعى لذاك ولا تستبطئى أسفاً إنا على الحق وفى موتنا الله
وبلغ المصطفى جبريل قصتهم كما سمعت وعنهم بلغ الله
وشام أهل الونا أعناقهم رضخت وكلما رضخت أنحى لها الله
قال النبى وما هذا فقيل له قوم كسالى عليهم يغضب الله
قوم عن الفرض والمسنون قد ثقلت رءوسهم كسلاً بل حطها الله
وشام أهل الردى والله عذبهم كأنهم إبل قد ساقها الله
طعامهم من ضريع ليس يسمنهم وكيف يسمن من لم يشبع الله
فقال طه وما هذا فقال له جبريل قوم عليهم شدد الله
لأنهم كرهوا للخير إذ بخلوا ولم يودوا زكاةً سنها الله
وشام قوماً ولكن أمرهم عجب وفعلهم صورة أورى له الله
هناك لحم على جنسين قد وضعا وفى القدور لهم قد عدها الله
هذا نضيج وذا نئ له أكلوا وعاف كل لما سوى له الله
قال النبى وما هذا فقيل له هذا مثال لقوم يضرب الله
فرب شخص له زوج ويتركها ويتبع الفحش إذ عنه نهى الله
وزوجة تركت بعلاً لها وصبت إلى الحراء متى أعمى لها الله
ياويل هذين قد ضلا أما علما أين الحلال وهذا حرم الله
وشام عوداً من الأخشاب معترضاً على الطريق التى سوى لها الله
وكل شخص يمر العود يخدشه لكن عن المصطفى قد رده الله
وقال ماذا أيا جبريل قال له قوم لئام عليهم دمر الله
خانوا الرفيق كما للطرق قد قطعوا ويفعلون لما لم يرضه الله
وشام شخصاً يلقى بالحجارة فى نهر الدماء وبهذا مثل الله
وقال جبريل قوم للربا أكلوا من الدماء وهذا حرم الله
وشام شخصاً يعانى حزمة حطباً عن رفعها بيديه ردها الله
وراح يزداد شيئاً فوقها عجباً لجاهل طامع قد هانه الله
وقال أحمد ما هذا فقيل له هذا مثال وعنه عرف الله
فرب شخص خوون عنده وضعت أمانة وعليه يشهد الله
وأنكر الأخذ فيها ثم يرغب أن يزداد أخرى على ما يعلم الله
وقد رأى لرجال السوء قد قرضت شفاههم وعليهم يمقت الله
وكلما قرضت عادت لحالتها وهكذا بالأذى يعيدها الله
قال التهامى ما هذا فقيل له هذا مثال له ما يضرب الله
هم الأولى فتنوا الأقوام إذ خطبوا قالوا وما فعلوا ما يأمر الله
وقد رأى أمما أظفارهم خمشت وجوههم وعليهم سلط الله
فاستفهم المصطفى جبريل قال له هم الذين عليهم يسخط الله
لأكلهم للحوم الناس إذ ألفوا لغيبة الناس إذ لم يرضها الله
وشام ثوراً من الجحر الصغير أتى إن جاء يرجع فيه زاده الله
قال الحبيب وما هذا فقيل له شئ عجيب له قد مثل الله
لمن تكلم سوءاً ثم حاول أن يرده وأبى عن رجعه الله
إن اللسان جواد المرء يلجمه حسن السكوت وذا قد بارك الله
وصاح داع بيمنى المصطفى وكذا عن اليسار وما يهديهما الله
فلم يجب لهما من بعد ما سألا جبريل قال هما أرداهما الله
داعى النصارى وداع لليهود ومن حسن السكوت لقد أخزاهما الله
وشام غانية باللهو حاسرة عن الذراعين لا يرضى بها الله
نادت لطه فلم يعبأ بفتنتها ولم يبال بها إذ صانه الله
جبريل قال هى الدنيا وزينتها غداً تزول ويبقى ربك الله
وشام شخصاً يجافى للطريق وقد نادى لطه ومنه سلم الله
وقال جبريل بل سر يامحمد إذ ذياك إبليس عنه صانك الله
وقد رأى لعجوز شكلها عبر كأن خلقتها أفنى لها الله
وقال طه وماتلك التى هرمت جبريل قال لنا ما ينبئ الله
لم يبق من عمر الدنيا وبهجتها إلا كعمر عجوز حطها الله
وحين وافوا البيت المقدس ابتهجت أنواره وبأنس حفه الله
وبعد ما نزلوا للباب قد دخلوا من اليمانى قل والفاتح الله
يا ساعة دخل المختار ساحته فيها تجلى عليه الواحد الله
واهتز من طرب بالبشر فى عجب وكاد يرقص لما سره الله
وقال يانفس قد نلت المنى ابتهجى كل السرور إلينا ساقه الله
فأفضل الخلق وافانا وشرفنا محمد وعلينا انعم الله
ياحبذا سيد والنور يسبقه بطالع السعد يجلو نوره الله
أهلاً وسهلاً بسعد الخلق شرفنا فى ليلةمثلها لن يخلق الله
أهلاً وسهلاً بإنسان الوجود ومن فوق الخليقة أعلى قدره الله
يامصطفى لى زمان فيك منتظر منك القدوم إذا نادى لك الله
والحمد لله رب العرش أتحفنى برؤية زف لى أنوارها الله
والبيت ممتلئ بالرسل مزدحم من النبيين نعم الجامع الله
جبريل أذن يدعو للصلاة كما أقامها وله قد آذن الله
واصطفت الأنبيا والرسل وانتظروا لمن عليهم إذن قد قدم الله
قال الجميع ولكن من يوم بنا فقال جبريل من؟ ذا يعلم الله
هل غير طه إمام تقتدون به لولا الحبيب لكم ما أوجد الله
طه الأمين إمام المرسلين ومن للأنبياء بطه يختم الله
هو الرسول لكل الخلق قاطبة والرسل منه ابتدوا والأول الله
ناداه مولاه كى يحظى بحضرته أنساً برؤيته يزجى له الله
نور الأنام ومصباح الظلام له من قبل فضل عليكم أوجب الله
طه تقدم صلى ركعتين بهم فى ساعة بالرضا قد زانها الله
وقام كل نبى بعد يخطب فى نادى النبيين منه يسمع الله
وقام طه خطيباً بعد ما فرغوا كالغصن ميسه فى روضه الله
الحمد لله رب الناس أرسلنى للخلق طراً ونعم المرسل الله
والخلق والرسل من نورى فلا أحد إلا من المصطفى قد صاغه الله
أنا النبى ابتداء الأنبياء أنا ختامهم وحبيبى المرتجى الله
وكنت أولهم فى الخلق آخرهم فى البعث جئت وهذا شاءه الله
ولى عليكم عهود فى الكتاب بدت من قبل عاهدكم فى ذكره الله
وذكر ربى وذكرى صاحبان لذا ذكرى على الأنبيا أعلى له الله
وفى الكتاب ألم نشرح خصصت بها لذاك صدرى بأنس يشرح الله
كذاك خصصت بالسبع المثان وما على سواى بسبع أنزل الله
وأمتى جعلت لى أمة وسطاً بكل فضل لأجلى خصها الله
والناس جمعاً بيوم الحشر تشهد لى والناس خافت إذا ما راعها الله
وقال كل نبى فيه شاهده يارب نفسى فأنت الراحم الله
وقال أحمد لا خوف ولا فزغ أنا لها ولأجلى فرج الله
وما ذكرت فأنت موقنون به وما أقول لكم زكى لى الله
قال الخليل شهدنا أن أحمد ذا رئيسنا وعلينا فضل الله
وبعد أن عطش المختار جاء له حالاً إناءان قد رواهما الله
ذياك خمر لقد رد النبى له وذاك من لبن أسقى له الله
فقال جبريل ياطه أصبت به لأنه فطرة يدرى بها الله
وحين تم السرى المعراج جئ له عجيب شكل له قد أبدع الله
من فضة صاغه المولى ومن ذهب له ملائكة أوحى لها الله
له على الصخرة الصماء قد نصبوا وفى الصعود عليه أسعف الله
فى الجو أوقفها لكن بلا عمد لاتعجبن فإن الصانع الله
تكاد من شغف بالمصطفى وجوى تطير للعرش لولا ردها الله
من بعد ما صعدوا فى الحال قد وصلوا أولى سماء بناها البارئ الله




_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 03, 2015 9:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



واستفتح الباب للمختار قيل له أهلاً وسهلاً بمن نادى له الله
حياه آدم فى الأولى وقال له يهديك منه السلام الطيب الله
وكل روح من الإنسان قد خرجت بعد الممات عليه يعرض الله
فإن رآها بخير قال تسكن فى دار النعيم عليها أنعم الله
وإن رآها بشر قال تذهب فى دار الجحيم لها يستنقم الله
وشام يحيى وعيسى بعد ثانية قالا محمد من حيا لك الله
أهلاً وسهلاً لقد حل السرور إذا وافيت يا من سيعلى أمرك الله
وقد رأى يوسف الصديق أحسن من بدر بثالثة قد بارك الله
وقال أهلاً وسهلاً بالحبيب ومن من نوره سابقاً قد صاغنا الله
وشام إدريس لما حل رابعة وبالمكان العلى حفه الله
وقال يا مصطفى شرفت ساحتنا بنور ذاتك أنساً عمنا الله
وقد رأى حين قد وافى بخامسة هارون يقرأ فيما أنزل الله
وقال أهلاً بروح القسط سيدنا أهلاً وسهلاً بمن قد وده الله
وشام موسى كليم الله منتظراً طه بسادسة قد سره الله
وقال أهلاً وسهلاً يامحمد قد آنستنا وبكم قد سرنا الله
واهتز موسى ومن فرط السرور بكى لما رأى طلعة أوفى حسنها الله
وقد رأى لخليل الله إذ نفذوا من باب سابعة أسمى له الله
يقول أهلاً بخير الخلق قاطبةً فوق الخليقة أعلى مجدك الله
أهلاً وسهلاً بنور العين من سطعت أنواره وإليه ينظر الله
أهلاً وسهلاً بقطب المرسلين ومن فوق النبيين أعلى شأوه الله
شرفت شرفت يا عين اليقين لنا آنست آنست أعلى قدرك الله
الله أولاك فضلاً ما له مثل لرؤية الله ربى اختارك الله
كم خص أمتك الغراء من مس لكل ذنب لهم فالغافر الله
مرها فتكثر من غرس الجنان ففى عليا الجنان لهم قد وسع الله
وقد رأى أمماً فى الخلد قد جلسوا بيض لوجوه لهم قد أكرم الله
وآخرين رأى فى وجههم كدراً من سوء ما عملوا جازاهم الله
وبعد خمس من الأغسال قد خلصت وجوههم ولهم قد سامح الله
فقال طه وما هذا فقيل له هذا مثال به قد مثل الله
فالأولون أناس قط ما عملوا سوءًا وللشرعة استصفاهم الله
والآخرون أناس ربما ارتكبوا شيئاً عليهم به قد قدر الله
من بعد صاف بشئٍ سيئٍ خلطوا وكلما اغتسلوا قد خفف الله
والاغتسال صلاة الخمس تغسلهم من الذنوب كما قد أوضح الله
وشام أمته شطرين قد ظهرا شطراً يثوب البها حلاهم الله
ودون ذلك شطراً فى البهاء ومن رمد الثياب لقد أكساهم الله
بأول لهما صلى المقدم فى الــ بيت الضراح الذى قد شاده الله
والآخرون عن المختار قد حجبوا لكن من الخير لا ينساهم الله
وقد رأى المصطفى والحق قربه لسدرة المنتهى والغاية الله
وبالعقيق وبالمرجان قد حملت ونظم الدر فى أغصانها الله
وباللآلئ والياقوت تنظرها شكلاً بديعاً له قد حسن الله
واصلها ثابت والفرع ممتشق ومنتهى الأمر فيها أوقف الله
تفاض من تحتها الأنهار أربعة يحيا بها الخلق أجرى ماءها الله
وأصلها واحد قد جل صانعه وكل نهر يصفى لونه الله
ماء طهور وخمر بعدها لبن وبعده عسل صفى له الله
وقد رأى الكوثر المنعوت من قدم بحافتيه قباب شادها الله
وقد رأى الجنة العلياء فى سعة للمؤمنين به أعطاهم الله
طيورها كالبخاتى تلك ناعمة طوبى ليقوم عليهم أنعم الله
بالحور حقاً وبالوالدان قد ملئت وكل حسن بها قد أوجد الله
وقد رأى النار للكفار قد خلقت لكل عاص رمى تعذيبه الله
وعندها خازن فى وجهه غضب وللعصاة به قد خوف الله
وقال للمصطفى منى السلام على طه التهامى يهديه له الله
وبعد ذا رفع المختار مرتقياً لسدرة المنتهى أنهى له الله
فيها سحابة نور باهر غشيت محمداً ولها قد لون الله
وقدم الرفرف الأعلى ليركبه يا حسنه بالبها قد زانه الله
جبريل أخر عن طه وحينئذ ناداه طه أنى ردك الله
فقال يامصطفى يامن سما شرفاً هذا مقام برسمى حده الله
ما كنت أقدر يوماً أن أجاوزه وما أجاوز رسماً خطه الله
لو كان يسمح لى ربى ويمنحنى بحضرة القرب لكن خصك الله
سر يا محمد فرداً قد خطوت بها بشراك بشراك من كل لك الله
وسار طه ببحر النور منفرداً كما له فى المعالى أفرد الله
وصار يخرق حجب النور إذ غشيت محمداً وله قد ثبت الله
ونسمة القرب هبت بالقبول على قلب النبى وقد أجرى لها الله
وقد دنا فتدلى ثم جئ به كقاب قوسين أو أدنى له الله
ونودى المصطفى قف يامحمد كى تحظى برؤيتنا إنى أنا الله
ولا تسل عن لقاء الله وقتئذ عما بذهنك يبدو نزه الله
هذا مقام وليس العقل يدركه لكن لطه بنور أيد الله
فشاهد الله بالعينين فى منن وقد تجلى عليه المنعم الله
بلا مكان ولا كيف ولا شبه عن كل ذلك حقاً قد علا الله
وحين شاهد مولاه تفكر فى مقاله وله قد ألهم الله
قال التحيات لله الجليل إلى ذكر السلام عليه سلم الله
فعندها سجد المختار قال له ارفع وسلنى تنل لن يعجز الله
فقال أعطيت إبراهيم رغبته هذا خليل وموسى كلم الله
ونال داود ملكاً واستقل به حتى الحديد له قد لين الله
حوى سليمان ملكاً لا نظير له حتى الرياح له قد سخر الله
ونعم عيسى زهت من قبل آيته وكل ميت به أحيا له الله
فما لعبدك طه قد خبأت له طوبى لمن فى الندا يدعو له الله
فقال يامصطفى أنت الحبيب لنا بشراك بشراك حباً صاغه الله
أنت الرسول لكل الخلق قاطبة وما سواك لهم والباعث الله
شرحت صدرك إذ ملأته حكماً وضعت وزرك فاذكرنى أنا الله
رفعت ذكرك مع ذكرى مصاحبة فأنت تذكر لما يذكر الله
جعلت أمة طه أمةً وسطاً عما سواها بخير خصها الله
وأنت أول خلقى ثم آخر رسلى يامحمد أبشر صانك الله
كذا شفاعتك العظمى لهم سبقت ومنك يوم التنادى يقبل الله
وفى رضاك رضائى لا أرى بدلاً ما لست ترضى به لم يرضه الله
وما رضيت فإنى قد رضيت به وما تشاء قديماً شاءه الله
ومن يطعنى ويعصى المصطفى فله نار ومنه إذن لن يقبل الله
ومن أطاعك حقاً يا حبيب فقد أطاعنى وحبا إكرامه الله
وما رآنى بعينى رأسه أحد بل أنت فرد بهذا خصك الله
وما أجبت لموسى فى تطلبه والأرض من تحته قد دكها الله
فاغنم برؤيتنا فى قرب حضرتنا أنت المراد لها واختارك الله
أد الشهادة عنى للعباد كما رأيتنى واحداً بل حسبك الله
هل لى شبيه أنا الخلاق يشبهنى أو لى شريك تعالى الواحد الله
أو لى مكان كما الأعداء قد زعموا لا لا مكان له سبحانه الله
يا ويل قوم إلى التثليث قد نسبوا فرداً قديماً لقد أعماهم الله
وكيف تهدى لئاماً بالهدى كفروا وكيف يهدى الذى لم يهده الله
ولا دليل لهم يوماً يساندهم فى كفرهم وعليهم ضيق الله
من يضلل الله لا مأوى له أبداً إلا الجحيم سعيراً أوقد الله
أنى بثلث قوم للإله وقد قام الدليل بأن الواحد الله
أنا الشهيد فلا تخشى العداة وإن هم قاتلوك فقد أخزاهم الله
وأنت فى الناس ملحوظ بأعيننا أما علمت بأن الناصر الله
فقال طه إلهى أنت خالقنا يا مالك الملك أنت المالك الله
أوجدتنا يا إله الخلق من عدم وكل شئ مقر أنك الله
فقال يامصطفى أد الصلاة لنا خمسين فرضاً عليكم أوجب الله
وعاد طه إلى موسى فقال له ماذا على المصطفى قد شرع الله
فقال خمسون فرضاً ياكليم بها طه وأمته قد كلف الله
فقال موسى كثير يا محمد عد إلى الإله عسى أن يخفف الله
فعاد طه إلى مولاه يسأله مولاى خفف فأنت الراحم الله
فحط خمساً وقد عاد النبى إلى موسى فأرجعه والفاعل الله
فى كل عود من الهادى لخالقه يحط خمساً فخمساً ربنا الله
ولم يزل راجعاً بين الكليم ومو لاه لخمس عليه ختم الله
وازداد موسى ضياء من تردده من نور طه لموسى أتحف الله
وهم يرجعه من بعد تاسعة فقال حسبى بها قد أكرم الله
ونودى ذاك فى أم الكتاب مضى فهى خمس كما أمضى لها الله
من جاء بالخير فالرحمن يرزقه عشراً بواحدةٍ يعطى له الله
ومن نواه ولم يفعل لرغبته عن ما نوى يتولى أجره الله
ومن يهم بشر ثم يتردد فلن يحاسبه عن إثمه الله
وإن تردى به فالله يكتبه ذنباً له وعسى أن يغفر الله
وقال موسى له اهبط نلت مكرمةً فكل فضل بنا أولاكه الله
فمر طه يعبر ثم كلمهم كى يشهدوا ولهم قد عرف الله
وبات طه لباقى الليل فى حرم كأنه لم يغب والقادر الله
وأصبح الصبح والمختار يفكر فى أمر البلاغ وماذا يفعل الله
حاشاه يكتمه والحق يأمره بلغ لقومك ما قد أنزل الله
وقد أتاه أبو جهل ليسأله هل من عجيب لطه أظهر الله
فقال طه سريت الليل من حرم للقدس حقاً كما أسرى بى الله
فقل إن جاءت الأقوام تخبرهم بما تقول كما ألقى لك الله
قال النبى نعم لا شك أخبرهم بما سمعت وكم لى فضل الله
فصاح هيا أبو جهل ليجمعهم كما الجراد إذا ما ساقه الله
قالوا سريت إلى البيت المقدس فى جنح الظلام وقد أتى بك الله
فقال طه نعم فاستغربوه ولم يصدقوه وقد أعماهم الله
واستوصفوا البيت من طه فأخبرهم بكل شئ به قد أوجه الله
وكاد يلتبس الوصف البعيد على طه ولكن إليه قرب الله
واستخبروه عن التجار قال لهم لقد رأيتهم يرعاهم الله
وهم يجيئون يوم الأربعاء لكم فما تقولون فيما يعرض الله
وانظر لمعجزة فى اليوم قد ظهرت من التهامى قد جلى لها الله
الشمس ردت بيوم الأربعاء لهم فى ساعة بالضيا قد مدها الله
فوافت العير فيه أرض مكة إذ مد النهار كما وافى بها الله
واستخبروهم عن المختار فاعترفوا بالصدق لما لهم قد أنطق الله
قالوا أصاب من السحر المبين لنا والله ضلوا وما يهديهم الله
وما تكلم فى المعراج إذ عجبوا من السرى ولهم قد خير الله
بكل شئ أبو بكر يصدقه بشرى له للنبى يختاره الله
بصحبة المصطفى الصديق فاز بها طوبى لمن بالمنى قد خصه الله
وما ذكرت صحيح لا يكذبه إلا الذى بيننا أعمى له الله
وكيف ينكره والله فاعله سبحان ربى ونعم القادر الله
الله أوجد كل الخلق من عدم فهل بإسرا النبى أن يعجز الله
إذا أراد لشئ قال كن فيكون الشئ حتماً كما قد شاءه الله
قال الذى عنده علم الكتاب لنا أقوى دليل به قد دلنا الله
وهذه قصة المعراج قد ختمت من بعد مولده قد بارك الله
محمد قد سرى ليلاً ولا عجب قبل الصباح أعاد المصطفى الله
والشمس ردت له بعد المغيب كما بدر السماء له قد شقه الله
والغار آواه والصديق صاحبه بالعنكبوت عليه خيم الله
بالباب باض حمام الأيك وارتجعت بالويل أعداؤه إذ صدها الله
وقد دعا المصطفى الأشجار فانتظمت تسعى إليه كما قد آذن الله
وعنده سجدت من بعد ما برقت شكلاً بديعاً بحسن خطه الله
ورد عين قتادة التى قلعت عن أختها بالضيا قد زادها الله
عين الإمام على بعد ما رمدت بتفله المصطفى أبرى لها الله
ورب ماء ببئر مالح ضرع بتفله المصطفى أحلى له الله
ورد بالريق ساقاً بعد ما كسرت بحسن معجزة قد ردها الله
وأطعم الجيش من صاع فأشبعه والماء من كفه قد رقرق الله
ووالدا المصطفى بعد الممات فمن أجل التهامى قد أحياهما الله
ورب ذئب أتى الراعى فأنشده انهض لطيبة من زكى لها الله
وظبية سلمت على النبى وقد صح الحديث وقد أبدى له الله
وجاء شخص بضب للنبى على قصد البيان وقد أهدى له الله
فعنده شهد الضب البهيم له أنت الرسول لنا والمرسل الله
أما الحصى سبح المولى براحته والناس تسمعه وامتازه الله
عليه سلمت الأشجار مفصحةً منا السلام على من شرف الله
وكلم الجمل المختار معجزة ومن ثقال العنا أراحه الله
أعطى النبى قضيباً كان من خشبٍ لبعض أصحابه والآمر الله
فارتد سيفاً صقيل المتن يحمله هذا الصحابى إذا أحاله الله
أما الغمامة من حر تظلله إن سار سارت كما أوحى لها الله
من نوقه ناقة ضلت فأخبر عن محلها وعليها دله الله
وقد رمى بالحصى وجه العدو له فراح منهزماً قد حطه الله
وما أريد لها حصراً وقد عظمت لكن يسيراً لنظم يسر الله
هل يحصر الغيث غير الله من أحد وكل شئ لقد أحصى له الله
يا أول الخلق يا من قد سما عظماً يا خاتم الرسل إذ أبدى لك الله
قد خصك الله بالقرآن تذكرةً للناس إن أمنوا والمؤمن الله
وخصك الله بالمعراج منفرداً رأيت بالعين حقاً من هو الله
يا حبذا كتفاه لاح بينهما ختم النبوة نوراً شعة الله
والبدر ناغاه فى مهد وبجله وما تثاءب طه صانه الله
وكرر الله تطهير النبى له ثلاثة صدر طه شقه الله
وأفضل الخلق ما داناه من أحدٍ هو البشير الذى قد فضل الله
عيناه إن نامتا فالقلب متقظ كما لكل نبى خصه الله
طهوره الماء أما الأرض مسجده فيها يصلى كما قد علم الله
وكل شئ من الكفار يغنمه فى الحرب للمصطفى أحله الله
وكان نوراً جليلاً لا ظلال له إن نام لم يحتلم قد صانه الله
وكان ينظر من خلفٍ يكون كما يرى أماماً بهذا سره الله
ولم تبل دابة أو لم ترث أبداً إذ كان راكبها يهدى له الله
حتى الذباب هدى ما كان يقربه جسماً وثوباً وعنه زاده الله
ولم تبن فضلات المصطفى أبداً فى الأرض مهما قضى إذ يستر الله
وكل شخص يساويه بمشيئته وفى التلازم قد ساواهما الله
إن كان يجلس فى ناد يزيد إذن عن الجميع علواً زانه الله
وهل بالأنس مختوناً فلم يره راء بشين بهذا عزه الله
وتلك مسبحة الهادى تزيد عن الـ باقى لمنفعة ما طالها الله
وشرعه ناسخ كل الشرائع إذ إلى القيامة قد أرسى له الله
هو الرسول لكل الخلق قاطبة والرسل من قبله والقبلة الله
وأول الناس بعثاً بعد موتتهم محمد قبلهم والباعث الله
هو الرئيس ليوم الحشر ينجدنا مهما يناد يجب والسامع الله
إن أغلق الحشر باباً فالشفاعة فى يد النبى بها قد يفتح الله
هذى شفاعته العظمى تقربها عيناه حقاً وقد أرضاهما الله
يقول كل رسولٍ من مخافته يارب نفسى فأنت الراحم الله
وقال طه بلا خوفٍ ولا فزع أنالها وإذن قد سره الله
ياخالقى أمتى والله قال له يا مصطفى رحمتى إنى أنا الله
قبل الخلائق قد جاز النبى على متن الصراط له قد قدم الله
كذاك أمته من خلفه سبقوا من قبلهم وبه نجاهم الله
ينعم المصطفى قبل الخلائق فى دار النعيم عليه أنعم الله
مقامه الثابت المحمود يبعثه يوم القيامة قد أعلى له الله
يزف طه لواء الحمد فى يده والرسل من تحته قد يجمع الله
يارب من حوضه بالشرب تمنحنا حتى يزول الصدى يامن هو الله
بالمصطفى المنتقى المختار من مضر تمحو ذنوبى فأنت الغافر الله
ياخاتم الرسل يانور القلوب ويا بدراً منيراً وقد أمضى تمه الله
هاقد أتاك أبا الإخلاص فى خجل من الذنوب وهلا ليسمح الله
وقد مدحتك من شوقى ومن شغفى وأنت عن مدحتى أغنى لك الله
وما مديحى ورب الناس يمدحه وفى الكتاب لطه عظم الله
ولكن دخلت الحمى لاشك قد كتبت لى الزيارة نعم الواهب الله
وهذه قد أتت بكراً وما سبقت عروسها المصطفى قد زفها الله
ومهرها أن أرى قبر النبى بها عسى برؤيته أن يقبل الله
يا من خلعت على كعب ففاز بها فيا لها خلعة قد حاكها الله
حاشاك حاشاك يامختار تمنع من أتى حماك بكم قد سره الله
وأنت أكرم من لبى لقاصده ومن يديك الندى أجرى له الله
يا أفضل الخلق حقاً أنت أكرمهم والجود منك لنا قد دره الله
إن لم تجبنى فياويلاه يا أسفى من ذا يجيب الذى أضاعه الله
وحسن ظنى جميل فيك يا أملى إنى محب حبيباً حبه الله
يا أيها الناس هذا نظم معترف بالعجز لكن عليه سهل الله
والناس صنفات فى نفعى وفى ضررى والضار للمرء ثم النافع الله
أما محب رأى عيبى فيستره حباً وأما عدو ضره الله
وإن رأى خللاً للناس أظهره بعين كره كفانى شرها الله
ومن يعب مدحتى فليأتنى بسوى خير وإلا تولى ذله الله
إنى مدحت حبيبى المصطفى سندى ومادح المصطفى كم حبه الله
ولا أبالى بمن فى الشعر يحسدنى لأنه قاصر والكامل الله
لو كان يدركه يوماً لزاحمنى فى نسج بردته والملهم الله
وتم نظمى على خير أورخه علا بربى ونعم الخالق الله
* * *
نبى الهدى قلبى يطيب بذكراكا وإنى محب هائم لست أنساكا
على الحان بالألحان أنشد نغمة الح جاز وأسعى فى الحجاز لرؤياكا
فتى من أولى الألباب بالباب واقف صبا بالصبا من أجل نور محياكا
وكل الورى أسرى لمن للعلا سرى فرفقاً على أسراك بالذى أسراكا
ففى الروم من رام الوصال برمةٍ وكم من فتى بالشام قد شام إدراكا
وكم فارس فى الفرس أضناه حبكم وكم من عريق فى العراق يرى ذاكا
وكم مغرم فى الترك قد ترك الكرى وفى مصر مصروع من الحب ناداكا
بروحى أفدى من لأعلى سماسما فزادت به نوراً وشرف أملاكا
بها يارسول الله أمتك أمة وحييت رب العرش والرب حياكا
وناداك يامحمود أنت محمد من الحمد مشتق وأحمد سماكا
فأنت الذى لولاك ما خلق امرؤ ولا خلق الخلاق شمساً وأفلاكا
فعطفاً على من تيم الحب قلبه وقالبه فى لوعة الحب رحماكا
أنا ياابن عبد الله أمسيت مغرماً وأصبحت مشغوفا فحاشاكا حاشاكا
فياجفن خدى خده لون حمرة وياقلب إن العشق أنساك نساكا
فياملجأ اللاجين جد لى بنظره ويارحمة الراجين إنا رجوناكا
عبيدكم المسكين قد شفه الضنا وأضحى غريقاً فى بحار عطاياكا
حويت العلوم الكل ياأشرف الورى وربك بالحفظ العظيم تولاكا
فقلبك بحر قد أفاض على الملا علوماً كما قد فاض بالماء كفاكا
فمنك علوم العالمين بأسرها ومنك زلال الماء يروى أحباكا
ومنك عبير المسك والطيب قد فشا ومن ريقك الشهد الذى يشفى ظماكا
ومن خدك الورد الذى دام لونه وفى الروض تمتد الزهور بأضواكا
ولم تر آثاراً لخطوط فى الثرى وقد غاص فى الصوان والسخر رجلاكا
ويوم ألست الكل قال بلى بلى شهدنا على هذا ولم نرض إشراكا
وأنت عليهم يامحمد شاهد وتشهد فى حشر إذا الله ناداكا
أوائل آى الذكر تأتى مفاتحاً وفى النجم أسرار بها الحق وافاكا
وفى كاف هاء ياوعين وصادها وحاميم عين سين قاف خباياكا
وفى سورة التكوير سر معظم وإنك فى نون أبانت سجاياكا
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ففى الحشر تجزى كل نفس بمرآكا
فمن إنما الأعمال نجنى فوائداً وأبدع فى الدين النصيحة إلقاكا
وقولك فى الإمساك صوموا وأفطروا وإياكمو والشح من حسن إهداكا
فياحسن الأخلاق دمعى مسلسل وجسمى ضعيف والدواء بيمناكا
غريب وومتروك تقطع قلبه ولا فصل إن الوصل من يسر يسراكا
فمن ميز القرآن نعت صفاته بنون ومن للذكر مرفوع إلاكا
فعطفاً على صب ظروف زمانه تعزز جهالاً وتخفض أملاكا
ومن عادة الأيام لين وشدة وفصل ووصل تيك أحكام دنياكا
ومد وقصر ثم إخفاء ذى النهى وإظهار جهال فزود لأخراكا
وإقلاب عيش واستفال وضده صفات فإن صافاك دهرك أرداكا
فعذرى بسيط طال فيه تذللى وعشقى مديد يسرح العقل فى ذاكا
خفيف عذاب الحب والدمع وافر فيا كامل الأوصاف ربك أدناكا
فرفقاً على قلب المحب فقيركم خديمك يا مختار من بعض أبناكا
صلاتى صلاتى منك والحج حجتى زكاتى زكاتى عند توجيه ذكراكا
وغسلى غسل القلب من بحر عشقكم وإسلامى التسليم فى الحب أرعاكا
بقائى فنائى والوجود بضده وعلمى جهل لا أعى فيه إدراكا
حياتى موتى والكلام بذكركم يطيب وكيف الوصف فى كنه معناكا
فجزئى من كلى وكبرى قضيتى تعبر عن ذاتى بحجة لولاكا
تناقض قلبى فى غرامك مقلتى تقول اسح الماء والنار ترعاكا
عليك بتقوى الله فى الجهر والخفا وقل لقليل والكثير رضيناكا
تحلى بأمر الشرع واجتنب الخطا وسر فى طريق القوم فالأسد تحاشاكا
تحقق بالإجماع أنك أفضل الــ أنام وهذا مذهب الكل يرضاكا
فعنك أصول الفقه قد جاء نصها بكل كتاب يامحمد مملاكا
فيارب بالمختار من خيرة الورى وآل وأصحاب كرام دعوناكا
تسوق لنا الخيرات يارافع العلا وتعطى لنا ياربنا ما سألناكا
فمدحك بالقرآن فى الشرح والضحى وفى كوثر مع نون أدهش نساكا
وكل كتاب جاء من عند ربنا به المدح والتعظيم سر أحباكا
وفى البردة الغراء خير قصيدةٍ وهمزية بانت سعاد سجاياكا
فنورك مشتق من النور نورت به ظلمات الجهل والله رقاكا
فيا كوكب الأفلاك رفقاً بمهجتى برتنى من الأشواق والحب عيناكا
ويا من يفوق الشمس والبدر نوره ويا من على الكيوان ربك أعلاكا
بفصل الربيع الليل فى النقص آخذ بتدريجه والحب ياقلب رياكا
فياعصر عصر الجاهلية قد مضى ويا صبح من وجه الحبيب التمسناكا
ويا ظهر ظهرى بالذنوب مثقل وياليل فى حب النبى سهرناكا
ويا صيف صافانى الحبيب بوصله وياقر فى ذكر الذكى قطعناكا
فمن أسعد الأوقات وقت زيارتى لطيبة فى ميقات عيد لرؤياكا
أزف بها منى إليك مؤرخاً بتاريخ ميلاد المسيح وهجراكا
غريب على الأبواب يرجو رسولكم بمدحك لذ العيش ياجود فيحاكا
خديمك يا أذكى الأنام عبيدكم ينادى بصوت خافت جد بإعطاكا
دليل غرامى فيك إفحام عاذلى ولو زاد فى الإطناب قلت قبلناكا
على سند فيه التساوى أعلل الـ فؤاد بأن الوصل آن فحاذاكا
لقد جاء فى التوراة وصفك بيناً فهل عميت عنه اليهود على ذاكا
ألم يك موسى مؤمناً بمحمد أجل ياختام الأنبياء تمناكا
وما كذب الإنجيل فيما أتى به من الحجج اللاتى تنص بعلياكا
لئن كذب الإنجيل فالروح كاذب وأعنيه عيسى حيث نص ببشراكا
فياأيها القوم النصارى ضللتمو بقولكم ابن الله عيسى جعلناكا
فلو كان عيسى ابن الإله كزعمكم لشاركه فى الملك أو لم يمت ذاكا
ولم يأكل الزاد الذى قد أكلتمو وليس بعقل أن تقولوا صلبناكا
ضللتم بناسوت ولاهوت جهلكم ويازاعماً صدق الأقانيم غشاكا
جعلت لذات الحق أجزا ثلاثة فذاك مقال الإفك والجهل أعماكا
فما الأب والإبن الذى قد ذكرتهم وما الروح يامسكين عقلك أغواكا
تقول إله من ثلاث مركب لعمرى كذاب وقولك أرداكا
أتقدر أن تجعل لى ثلاث أصابع بفعلك جزءاً واحداً بئس مثواكا
بلى قاب ناسوت الوصال محمد وذروة لاهوت الكمال فصن فاكا
تقسم قلبى فى غرامك قسمة فجمع لأشواق وطرح لنسياكا
ونصف جوى والثلث فرط صبابةٍ وعشر غرام والبقية نجواكا
يضيق لى الأقطار طول صبابتى فأقطع من أعلى وأسفل أشواكا
زوايا فؤادى تستقيم بحبه وأعماق أضلاعى نحن لذياكا
فمن حاجبيه حرف نون مقوس ومن عيه عين العناية ترعاكا
تأمل إلى أنف ترى ألفاً بداً وجملته من حرف غين غسلناكا
هو النقطة العظمى لدائرة الولا وللعلم والأحكام شكله شئناكا
من العشق بركان يزلزل مهجتى ومد وجزر الحب ياقلب عماكا
أدور تجاه الأرض للدمع أسألن هل النيل مع جيحون يا دمع ملاكا
تفرست العشاق فى حب أحمد دلالة غفران فقالوا اتبعناكا
فمن كفك الماء الزلال جرى ندى ومن فيك ريح المسك والله زكاكا
خديمكم المضنى عبيدك يرتجى بجاهك يامختار من بعض حسناكا
فجد ياندى الخد بالسول والمنى براية أفراح وبالنصر جئناكا
فخداك قد حازا بياضاً وحمزة فمن لى بأعتاب وقول ارتضيناكا
يخيل لى أن العظام تفككت وتظهر لى فى النوم والصو سيماكا
فإنك ناموس المعارف كلها فطوبى لترب ضم فى القبر أعضاكا
وأنت حياة للورى وتحية وإن نحن رمنا الكيمياء مدحناكا
فقيراط مدح يجلو قنطاراً من صدا عن القلب ياهادى إذا ماذكرناكا
وقيراط من عفو لقنطار من خطا يرجعه غفراناً إذا ماقصدناكا
وقيراط من خمر لقنطار من شجى يرجعه أفراحاً إذا ماعشقناكا
وقيراط إحسان لقنطار من أسا يرجعه صفحاً خالصاً عن معناكا
فمدحك ياطه على القلب والجوى خفيف ثقيل عند ماقد رجوناكا
يهب على العشاق صافى نسيمكم وتنعش أرواح المحبين ذكراكا
طربت وزال الهم عنى بذكركم فقلت لقلبى زد لتجلى أصداكا
مناى أرى من قبل موتى طيبة وأنشد بالأوتار والعود جئناكا
فياصاحب القانون رقى لقد حلا وهل فى بقاع الأرض منج كمنجاكا
فريقك ترياق ومذهب علتى ونبضى سريع زاد ضرباً وتحراكا
ومرهم جرحى فى مدينة يثرب نبى له قال الإله بعثناكا
لئن شرحوا جسمى يروا حب منيتى يفتت أحشائى لقالوا عذرناكا
طباق عيون السبع ذابت من الغشى وأبهر منى الأبهرين محياكا
كوى كبدى فى آلة السبك سابك وأحدث فى باقى الشرايين إدراكا
وطول الجفا أردى الورائد كلها فعطل أعصاباً وأوقف أشواكا
فيامصطفى جد للمحب فقيركم بنظرة عطف فهو يرجو هداياكا
أبدت العدا طراً بأقسى عزيمة وألجأتهم للباب قالوا اتبعناكا
وعلمتنا أسما كراماً بذكرها يقول إله العرش عبدى أجبناكا
وللجنة المفتاح للنار مغلق وأصل الوجود الوفق والعدل منشاكا
وضابط حكم الشرع ياغاية المنى مسحت لأهل الكفر والنصر حاذاكا
وسائر أقطاب الورى مستمدة بذاتك يامختار والكل يرعاكا
كنسبة شمس ياسؤالى بنورها تضئ جميع الخلق ربك أجلاكا
بآج أهوج جلجلوت توفنى على حبه ياهلهلت لست أنساكا
هو الله مولانا العظيم جلاله هو الأحد الخلاق أبدع إنشاكا
فروحى وعقلى طبعهم حب أحمد وقلبى ونفسى عاش جسمى بمسعاكا
فأضرب روحى فى فؤادى وجملتى فتخرج بعد اثنين تسعون من ذاكا
أرى الكبد بالتدريج يأكله اللظى وروحى صارت فى معارج أسماكا
وأخرجت بالتوليد اسم محمد فنادى مناد للحبيب أريناكا
وصفاتك فى الجفر الكبير لقد علت وقد أنبتت خالا من المسك خداكا
أرى مزج اسم المصطفى فى حشاشتى تولد منه الطب ياقلب نقاكا
عبيدكم المشغوف يرجو اتصاله بكم ودوام اليسر أنى له ذاكا
محمد أصل الكل والعدل حكمه وأعطاه كل العلم والحلم مولاكا
وهلا أرى طه الرسول مواصلاً وأسمع سمعاً طالما الصد أصماكا
وروح وراح دار دن وروده ورون أراك راق ورداً وآواكا
أرى دوح وردٍ دون أوراق ورده زرود ووادٍ رد واشٍ وأرواكا
كأوراد رودٍ ورد درٍ ألا دروا أورد إلى در ودٍ ورد أرواكا
تشتت جفن رام تثبيت بغيه فغبت بتشتيت بضيق فيغشاكا
شغفت بطبى خفية شف جنتى جننت بخشف غصن جفن فحباكا
تتيمت من عشق يهيج مهجتى بحب نبى من قصى فنعماكا
سقيم عليل تيمتنى محبتى فقل لى بسلك للحجيج نظمناكا
لينجو شب جاء ضيف بجنة وينجو مريد الضيف بشا فجئناكا
محمد المحمود ساد على الملا نبى شفيق يشف ضيفه غضباكا
تفتت جفنى خشية مت بالجوى وطار الكرى والسهد واصل إمساكا
أرى راح ورد دار أدرار ورده نظيف خفيف بش فيض تغناكا
بنقطة غين شت جفنى بيقظة أروم وداداً دار بى ورد أولاكا
ووادى زرود زاد وداً وورده بفيض بنات يجتنى فجنيناكا
عبيدكم المسكين ياخيرة الورى له فى ظلام الليل تخلو مناجاكا
وإنك قاموس البلاغة كلها بأبدع تبيان ومعنى سمعناكا
فمنك استعار البدر نوراً وبهجة ولكن بتشبيه المجاز وصفناكا
دلالة تصريح بأنك مفرد بخلق وخلق والقرينة سيماكا
وقد أخبر الأسناد عنك بصحة بأمر ونهى منك والكل لباكا
فمهما رقى الإنشاد فالقصر دأبه عن العشر من معشار ماالله أعطاكا
فلله فى تقسيم وصفك آية وفيه من البدر الجناس فآخاكا
وفى المسك مع رياك جمع ونشره وفى حسنك الإعجاب والله أدناكا
إذا سارت الحجاج أهرقت أدمعى ويعلو زفيرى واشتياقى للقياكا
يكاد سعير القلب يحرق من دنا لجسمى ودمع العين يغرق أفلاكا
لبست رداء الهجر أسود حالكاً وهب نسيم الوصل فابيض إذ ذاكا
فيا قلب مهلاً فالجفا عندهم لقاً ويا رأس جاء الشيب بالضحك أبكاكا
فوالله ما أحلى التودد واللقا ويأمر الصد والهجر أضناكا
فؤادى وكبدى والعظام تفتتت وسمعى وأبصارى وجلدى فحاشاكا
فإن لم تطق للصبر ياقلب مت جوى وعد إلى ما قد تطيق لمنجاكا
لئن كان ما يلقاك صعب فدع له وجاوزره سعياً للذى ليس يلقاكا
يقولون لى ماذا الوصال فقلت أن أقبل أعتاباً وألثم شباكا
فقالوا اقترح لون القماش لتلبسن فقلت البسوا جسمى نبياً وأملاكا
فلله بدر فاق شمساً وما عسى تعير عن در صفا ذات أملاكا
إذا ما نهانى عاذلى تعلو زفرتى وحبى من الواشى يقول تركناكا
فيزداد شوقى عند لوم عواذلى ويزداد هجر الخل من قول أنهاكا
فبعد أحبائى اقتراب لنحوهم وقربى من الأحباب بعد لذياكا
أرى خير دار دار طه نبينا وأحمد جار جار أحمد مولاكا
فقلبى كالمصباح أشعله اللظى ووجهك كالمصباح نور أحلاكا
وإن عذابى والغرام وبعدكم يفتت أكبادى فمن به أوصاكا
فوالله ما ضوء النبى كشمسنا ولاخده كالورد لونا وإشراكا
فإن ضياء الشم فى الليل يختفى وإن غصون الورد تنبت أشواكا
ألا قاتل الله الصبابة والجوى مع الصد والهجران فالكل أشباكا
فتلك أذابتنى وهذا معذبى وذلك يكوينى ويقتلنى ذاكا
هو الحب كم أشقى بقاسى عذابه عراقاً وأعجاماً وروماً وأتراكا
فللعشق ذاقوا والشدائد كابدوا وللبعد قاسوا والغرام لهم شاكا
إذا وعد المختار وفى بوعده وكم هزم المحمود فى الحرب أفاكا
فذاك شعار المصطفى سيد الورى شعار قديم الأصل صفاه مولاكا
فمن قبل خلق الخلق صاغك ذو العلا مليحاً وبالإحسان والفضل رباكا
شديد على الكفار للصحب هين غمام على الأحباب جمر لأعداكا
وربك قد خص العلوم بمن يشا وبعض من الأرزاق أعطاه من ذاكا
وبعض على الأعمال قواه ربه وبعض بلا شئ وبالكل أدراكا
فدمعى وقلبى مطلق ومقيد وعقلى وكيدى شارد ذاب يرعاكا
يقولون إن العشق فى روم وأعجم فما بهوى نجدٍ أيا قلب أبلاكا
محمد المختار روحى وراحتى وراحى وريحانى فياقلب بشراكا
إن شئت إرضاء الإله وأحمد فزد مدحه واشقه واعبده يرضاكا
أمامك بحر الحب والبغض زاخر فخضه ولا تنزله تنجح بمسعاكا
تقول النصارى والمجوس ابن مريم ونار اللظى حق فيارب رحماكا
ببدر يقول المؤمنون لأحمد متى النصر إن الله بالنصر ناداكا
فيارب يابر وياخير شافع عبدناك حقاً بل وصدقاً مدحناكا
خديمك فى قيد من الذل والأسى ففك وثاق الصب من أجل أسماكا
مغيث عظيم قل هو الله واضح طحى الأرض إنا لاجئون لرحماكا
حلفنا بذات الواحد الأحد الرجا هدانا لأعطيناك فى الب إمساكا
معنى وفى الهادى الصبابة والهوى يحن فيهدينا لكوثر إرضاكا
دوائى ضيا عينى محمد لم يرد سوى قوله فضل إذا الله أحياكا
أيامن لنا ذخر لدى كل صارخ ملئت بأحكام لربك ولاكا
حميت ولم يولد سواك مكملاً زكياً وإن حرقت قلبى فحاشاكا
مضى عمرى لهواً ولم يكن العمل مليحاً فصفحاً إن شانئك يخشاكا
دليل له كفؤاً أحد قط لم نجد لعمرك وهو الأبتر الذى به يشناكا
لخدمة طه الشمس والبدر سخرا فطه سبا إنساً وجناً وأملاكا
فلا تحتوى الألباب وصف محمد ولا يحتوى الألباب ياطه إلاكا
فلا خير فى الواشى سوى أنه يشى بمن يصنع المعروف معه فعاداكا
فذاك ضعيف فى الورى غير أنه لئيم فبالأسواء على الخير جازاكا
زهدت من الأموال مالو قبلته لأغنت أهيل الأرض طراً عطاياكا
أيا دهر طال الليل وانهل مدمعى كأنك ظمآن ودمعى أرواكا
أقلب أحداقى بليل كأننى عليك بها يادهر أعد خطاياكا
إذا ما عذولى جاءنى فى دهائه أقل كف عنى كيف جحدك مولاكا
فليت يدى طولاً أزور مقامه وليت مقامى ياحجاز بسكناكا
يقولون إن خضنا الغرام نعده وللعشق سلطان ليغرق أفلاكا
وقالوا أطلت السهد فى ليل حبنا فقلت أطلتم فيه للهجر أحلاكا
أبدر أضاء الكون أم شمسه بدت أم النور يامختار ترسله خداكا
لئن زرته ناديت ياخير شافع على الباب عبد من عبيدكم جاكا
فياجاهلى إنى احتميت بجاه لى رفيع ومنج كل من جاء مأواكا
مشى قدمى قفراً وشاق دمى جوى أرى قدمى أراق دمى ذاكا
فهان دمى عندى فها ندمى على قصور يدى حتام يابعد أخشاكا
حلالى حلالى فى امتداح نظمته فلاح فلاح لى بشعر تغناكا
ومن فيك يجنى الشهد من فيك عاشق ويكفيك قرآن بوصفك وفاكا
رقا وله الأشجار والنخل أورقا وصدق رب العرش فاك وصفاكا
نبى لقد حاق المحاق بضده فأدخره فى ساق المساق لأدواكا
إذا ما سرى يسرى إلى أرض يثرب يكف دمى ودمعى إن الجفن حاذاكا
وإن الجوى بين الجوانح شفنى ومن ذا الهوى بين الهواتف خلناكا
شربت شراباً من مدام مدامع صفا لى قدماً يادمع إنا شربناكا
أبيت حليف السهد والليل دامس وفيه طريق طامس عز إدراكا
فيا قلب لا تجزع فإنك واصل لنحو حبيبٍ حاصل منه مرضاكا
وعيناى هل ينفعن يشفعن بالبكا فيطلبن إذ يسكبن للدمع رؤياكا
من العيب سهو العين منكم لحيظة من السهل ترك السهو حيث ذكرناكا
أنا هش بش عند ذكرى محمداًَ وأفرح فى مدحى وأمرح بمعناكا
أتيتك أرجو القصد والالقصر حجتى وهمت بفرط الوجد والوجه علياكا
لقد هاج قلبى فى علا جاه أحمد وأن المكان الرحب فى بحر مجراكا
فيارب بالمختار تستر عورتى ومن روعتى آمن وجد لى بحسناكا
فمن سبإٍ طير الهدى جاء فى نبإٍ وطيرى عن الأنباء صادق إشراكا
محياك يزهو فى جمالٍ وبهجةٍ فيا حبذا رشف بكأس محياكا
ورقاك ربى فوق سدرة منتهى بليلٍ فكل العالمين أرقاكا
ونبا كريم الجود أكرم خلقه ومن قبل خلق الخلق ربك نباكا
وإنى مدى الأيام أحمد أحمدا وحامد إنى حامد حمد عقباكا
فيا خالداً فى القلب حبك خالد ومحمود يامحمود ربك أولاكا
سماء العلا جازت بتشريفه علا وطه وطأها قال كل ودرناكا
درى فدرا عنا من الظلم ظلمة حمافى الحمى يحميك ممن تحداكا
على جسدى من جبة العشق جنة بها حمرة من جمرة الوجد قد شاكا
فأنت لنا الدرع المنيع لمن بغى وأنت لنا الحصن الرفيع ادخرناكا
فجسمى نحيل ذاب من ألم النوى وطرفى كليل ليتنا قد وعدناكا
ودمعى مسفوح وجفنى آرق وقلبى مجروح فأستشفى لمرضاكا
وإنى محسوب عليك وخادم وإنك مطلوب وإنا ارتجيناكا
فسهدى غلب دمعى انسكب صبرى انهزم وجسمى انحطم كل يقول عدمناكا
فؤادى كتوى زندى التوى عذرى احتوى وكيدى اشتوى قال الجوى طحناكا
فلا عاش ذو العيش الرغيد بغيركم ولا مات من فى ذى الحياة تمناكا
أنا أرتجى التأجيل فى أحلى هوى ولا نخاف الردى إن نحن زرناكا
كإرسال سر هزه فرط حرقة تقرح طرف هزه رسل أسراكا
كأنعم كل فى فلك ربك كبروا وربك كبر كل فى فلك معناكا
أيا طالب الدنيا نصحتك دع لها فمن أمها أسقت له السم فتاكا
هو المستبين المستقيم طريقه وكل المريدين المطيعين لباكا
هم المهتدون المقتدون بنوره هم العالمون العاملون بإهداكا
نحن قلوب العالمين للفظه والأحجار والأشجار قالوا صدقناكا
وتزجر كل السامعين بوعظه فياوعظ من كرم النبى اقتطفناكا
بعثت لكل العالمين معلماً وكل جميع الخلق فى حرز يمناكا
وجاءك جدع النخل يعدو مسلماً عليك وفى بدر الملائك ترعاكا
فأحسن ما قد فات فى العمر مدحه وأقرب ما هو آت وصفى لمعناكا
على سرر مرفوعة من بك اقتدوا وفى غرف موضوعة من هداياكا
نمارق مصفوفة فيها ففز بها قلائد مصنوعات بالدر حلاكا
ففى حبه سعدى وفى قربه رشدى حلا مدحه عندى فيامدح سقناكا
وفى الوصل أفراحى وفى العطف أقداحى وفى الهجر أتراحى وإنا رغبناكا
وفى سدر مخضود فى طلح منضود وفى ظل ممدود به القطف داناكا
عسى نظرة من سيد الخلق تحيى عسى لمحة من صفوة الحق تلقاكا
عسى رشفة أو رشحة من كئوسه فمن نقطة فى الكأس يقظة وسناكا
عساه ينادى يا متيم لاتخف فإنا على فلك النجاة حملناكا
عساه يداوى القلب من شغف به عساه يقل لى فى الشدائد عدناكا
بجاهك ياخير الخلائق أحتمى إذ الفضل والإحسان والعفو شماكا
فكن لى شفيعاً يامحمد فى غد إذا عمت الأهوال فى الحشر جئناكا
إذا الله نادانى بيوم قيامة أيا عبد سوء ذنبك اليوم أرداكا
ألم تك تعصينى وأستر ما أرى بحلمى وإحسانى وأصرف إيذاكا
فمن ذا الذى رباك فى فيض رزقه ومن ذا الذى آواك طفلاً وعافاكا
ومن ذا الذى نجاك فى ظلمة الحشا ومن ذا الذى أنشاك خلقاً وسواكا
أعطيتك العقل الوفير لتدركن لصنعى وإنعامى فتابعت أهواكا
وأعطيتك الإبصار تبصر قدرتى فأبصرت ذا التحريم والجهل أغواكا
وأعطيتك الآذان تسمع قولنا فأنصت للملهى ولهوك ألهاكا
وحزت لساناً كى تسبحنى به كذبت به واغتبت والبغى أرداكا
وأعطيتك الرحلين تمشى لطاعتى مشيت بهما فى غير ماقد أمرناكا
وكم نعمة ياعبد سوءٍ كفرتها وكم منه لكن جهلك أرماكا
فمن ذا الذى ينجيك من عظم سطوتى ومن ذا الذى يأويك إن يوماً طردناكا
خذوا ذلك العبد المسئ لنفسه وزجوه فى نار الجحيم جزيناكا
فتأذتى ملوك النار والقهر والعنا يقولون قم للنار تسكن أدراكا
أنادى بذاك الوقت أين محمد أغث مذنباً ياسيد الرسل آتاكا
أجرنى من النيران ياخير مرسل أنا يا عريض الجاه من بعض عتقاكا
ألا يارسول الله أدركا حشاشتى فليس لها يا أكرم الخلق إلاكا
أنا فى حمى باهى الجمال وليس لى حمى غيره ياجاه أحمد جئناكا
من الهول ذاب الجسم يا أشرف الورى فكيف ولو بالنار عذب حاشاكا
هناك ينادى أكرم الرسل سيدى عبيدك شفعنى له جد بإعفاكا
بلى إنه عاص مسئ لنفسه ولكنه من أمتى يرجو فرحماكا
ويشهد أن الله لا رب غيره وأنى رسول الله فامنحه إهداكا
فإنى رءوف ياكريم بأمتى هناك يقول الله إنا أجبناكا
فهيا إلى دار النعيم مع البقا فياعبد بالمختار قد زالت بلاواكا
فقل فى امتداح المصطفى كل ماتشا من الفخر والتعظيم إلا عبدناكا
فطوبى لنا بالمصطفى سيد الملا فجد ياشفيع الخلق إنا التمسناكا
وكن يا حبيب الله فى الحشر ملجئى فنعم الحمى حصن إذا ما التجأناكا
مدحتك على فى القيامة أحتمى بجاه رفيع من جلالة علياكا
عليك صلاة الله ثم سلامه وما فى ظلام الليل شخص تغناكا
وما فاح مسك من ختام عروضها فتمت به ممزوجة من حمياكا
تقبل بها عدرى وداو تعللى بجسمى وروحى والعيون أتيناكا
نحيل ومحجوب وذابت من الغشى وكل على الأبواب يرجون روياكا
بسر قصيد فى امتداحى لذاتكم تداوى عيوبى ياحبيبى بأدواكا
بتعداده (فكر) زها فى مديحكم وآخرها حمد الإله لعقباكا




_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 6:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



مدحة الأقطاب الصوفية
كشفت سعاد نقابها عن ذاتها فأضاءت الأنوار فى حاناتها
وتمايلت عجباً بلحظ فاتك وأدارت الكاسات فى خلواتها
وسقت رجالاً فى الدجى قاموا على قدم الوفا لم يسأموا نكباتها
فعذابها للعاشين هو الرضا لا فرق عند الفانى فى لذاتها
سكروا بها فتهتكوا وتكلموا بغريب ألفاظ بكل لغاتها
تاه ابن أدهم فى هواها هائماً زهد الحياة وعاش فى فلواتها
أما الجنيد فذاك أول من دنا نحو المليحة راغباً جلواتها
انظر لمحيى الدين لما أن رأى كأس الجلالة صاح من نغمائها
ناديت شاغر دم ينم جانم وجب اشتى سلم والطور آلى بذاتها
وله عبارات يضيق نطاقنا عن شرح معنى جاء فى صفحاتها
لما فنى الحلاج أبصر ذاته نوراً بدا فى الكون من مشكاتها
وكذا المفضل أحمد البدوى لم يذكر سواها تائهاً بحياتها
وكذا الرفاعى ذاب ماء خالصاً لما سقته الكأس من راحاتها
وكذاك عبد القادر القطب الذى أحيا الليالى تالياً آياتها
وكذا أبو العينين من حال الصغر لثلاث سنوات سما سمواتها
وأتاه طه ساقياً ومعلماً خمراً وعلماً وارتقى درجاتها
صاح الدسوقى العرش ذاتى والقلم إنى أنا الكرسى فى غيباتها
إنى أنا المذكور والمشكور فى كل الوجود أهيم فى ساحاتها
أما الإمام الشاذلى أبو الحسن قطب الأنام حياته بحياتها
نادته لم تك شاكراً حتى ترى عدماً سواك فزاد فى حسناتها
وكسته أسراراً ونوراً فائضاً فعلا بأسرار على ساداتها
ما من ولى فى الورى إلا اقتدى بالشاذلى ليظفرن بهباتها
وأتته أملاك تريد إجابةً لمسائل لم تدر فى معناتها
من فوق سبع قد أتت وتعلمت من قطب دائرة الوجود وذاتها
فهو الميعاد فلذ به متوسلاً إن كنت ترجو الوصل من خيراتها
هذا أبو الأقطاب نور غمارة وابن البشيش رآه فى مرآتها
من أيدك المرسى نال كرامةً جمعت لما فى الكون من نفحاتها
نعم الرجال الشاذلية قد غدى تلميذهم للغير شيخ نجاتها
هذى رجال قد كستهم حلة فردية بالأثما وجناتها
لاسيما الزرقانى مرسينا الذى بالجعفرية خاطباً حضراتها
نادته يامخطوب أنت ولينا فتفرد الأستاذ من نظماتها
نظرت له فغدا إماماً فاضلاً متصرفاً فى الأرض بل سمواتها
وسعى بها شطحاً ودندن قائلاً قم يا مريدى واقطفن ثمراتها
يامن تريد وصال حضرة قدسها غرد بحبك تفتحن غرفاتها
هذى لحبى أوحد فى بابها هذا مدير الراح فى روضاتها
هذا الحبيب وسره فى عترة ثم المحب ومن سما بسماتها
الله ينفعنا بهم وينجنا من هذه الدنيا ومن كدراتها
بالأولياء الثابتين بنظمنا والذاكرين الله فى طرقاتها
تهدى أبا الإخلاص ياربى إلى ذكر الشهادة فى ابتدا غراتها
والمقتفين شريعة الهادى الذى يأتى شفيعاً للأنام ذواتها
يوم القيامة والكروب تزاحمت والسكر عم الناس من عثراتها
والأنبياء وكل فرد خائف ويجئ طه يكشفن خطراتها
هذا حبيب الله هذا المصطفى هذا نجاة الخلق من زفراتها
فعليه صلى الله ربى دائماً تعداد أوراق على شجراتها
ما طار طير أو مشى عبد إلى أرض الحجاز ليغطى من ينالها
أو ما شدا من فرط وجدٍ عاشق كشفت سعاد نقابها عن ذاتها

الأحمدية
بسم الإله وحمده قد أبتدى ثم الصلاة على النبى الأمجد
وكذا السلام على الدوام هدية والآل والأصحاب ثم المهتدى
أتوسل اللهم بالذات العلى وصفاتها قد حيرا مسترشدى
بالأنبياء وكل عبد فى الورى قربته وجعلته مجلى الردى
وبأهل بدر والصحابة كلهم وكذا ملائكة السماء السجد
وبآل بيت للرسول وفضلهم وبكل علم مع معان أوجد
وبسائر الكتب التى أنزلتها وبكل مكتوب حوى للأفيد
بمشايخ واصولهم وفروعهم ومريدهم والقانتين لموجد
وبكل مجذوب وكل مخصص وبكل مخطوب وكل مشاهد
وبأهل صحو والبقامع أنسكم وبكل معلوم لديك وعابد
أدعوك بالغوث الكبير وسره بحر العلوم وفضله لم يعهد
بطل تنافس فى الحياة بعزلة وتورع وتهجد وتزهد
قطب ملاذ للذى قد أمه حصن لمن يأوى فصدق تسعد
إن كنت مهموماً عليك بسيدى هو أحمد البدوى أعظم منجد
والزم رحاباً واسعاً هو روضة للقاصدين وكل ممدود اليد
هو قبلة ولذا رأيت مشايخى فى كل وقت يطلبون بسيدى
فإذا أتيت هناك قف متأدباً واطلب من المولى الكريم وعدد
ياربنا فبجاهه وبجاه من خدم الطريقة للإمام الأوحد
وبحق عبد العال وارث سيدى أرجو انتظامى نحو هذا الأمجد
بمجاهد مع جوهرى وبكل من خدم الجناب ومن سعى للمولد
وبحزبه فلووا لووا عما نوا فأصمم وأبكم حاسدى والمعتدى
وبسره وبفضله وبجلبه لأسيرنا افتح وامنعن مقيدى
ياربنا بالزائرين مقامه برجال سلسلة علت للفرقد
يامن له فيض على أحبابه عطفاً على المسكين والمسترشد
وأحبة والسالكين طريقه وعشيرة ومشايخ والمقتدى
وفقهموا جمعاً وأصلح أمرهم وعلى طريق الحق ربى أيد
يارب بالزرقان مرسى القطب من زهد الدنا حتى علا للسودد
فبزهده مع علمه وبسره رو الفؤاد من المقام الأحمدى
هو قدوتى فى الأحمدية والهدى هو شيخنا فى كل علم مسعدى
حاز الشريعة والحقيقة سيدى كل الطرائق ذللت للمرشد
حدث عن البحر الكبير لآلئاً لا ترتجف من قول باغ معتد
فهو الذى وضعت يد البدوى فى يده كذا النشاب ربى اقتدى
فبحقهم يارب ألحقنى بهم وبشيخهم حتى نرى وضع اليد
فى الرزخ الوضع المحقق نقله فى الظاهر اسمع للنظام العسجدى
بأبى اللثامين الأصيل محيتداً السيد البدوى عذب المورد
بحر العلوم خفيها وجليها كنز الفهوم وبيت سر موقد
من أعطى التصريف حياً ميتاً من كان دوماً بالعبادة يرتدى
فبحق من أكرمته ونفحته حتى تصرف فى العوالم فامدد
يارب وفقنا لنسلك سيره حتى نحوز جميل صدق المقعد
وبسيدى عبد الجليل بواسطة حسن أخيه فحسنن توددى
وبسيدى عبد الحميد وفضله اجعلن عبداً بالشريعة يقتدى
وبسيدى عبد المجيد وأصله بأبى على الحسن الزكى فأرشد
بالظاهر الممنوح هبنا نفحةً أظهر لنا الأقوال عند الملحد
وبعابد الرزاق ذى الأندلس ذا بحر به وسع لنا فى المرقد
وبعابد القدوس قدس سرنا بمعارف ولطائف لم تنفد
بالفارس أحمد يونس البطل الذى قد هيئت أنواره للورد
وبحث أحمد ذا تويرز فاهدنا قلباً نقياً للهدى لم يجحد
يارب بالبصرى ذا حسن التقى فارفع مقامى فى الدنا وكذا غد
وبسيدى عمران من خصصته بإجابة فى دعوة ياسيدى
ها ابن الحصين فحصنن نفوسنا واسمح لنا بالقرب منك وشيد
وبسيدى أنس فآنس وحشتى فهو ابن مالك والإمام المهتدى
بعلى الكرار صهر المصطفى أعل المقام وحققن مقاصدى
وبحق عثمان الذى شهدت له أوراق مصحفنا بسعد سرمدى
وبحق من أرضى الجميع بداله عمر فعمر للفؤاد وأيد
وكذا أبو بكر هو الصديق من خدم النبى بهمة وتجلد
فبحق ما أعطيتهم ونفحتهم اسمح بنورهم على وأيد
وبحضرة المختار من كل الورى هو شافع ومشفع فى الموعد
بالمؤمنين رءوفهم ورحميهم هو نعمة المولى الكريم الموجد
يارب أدركنا بحسن هداية من بحر أسرار المقرب أحمد
ياخير خلق الله أرجو نظرةً تروى فؤادى بالشراب الأفيد
إن كنت لست مؤدياً لحقوقكم لكننى لمصدق بالوارد
إنى قصدت جنابكم متذللاً أنتم غياث للورى والقصد
إن كنت لاتنظر إلى فنظرة تأتى إلى من المقام الأحمد
وبحق جبريل الأمين وما حوى عن حضرة الرب الكريم الموجد
هذى رجال الأحمدية فانتسب هذى بحور للحقيقة فاورد
ياربنا فأمدنا من سرهم وافتح لنا أبواب علم مرشد
اغفر لنا ولمن مضى من مؤمن واللاحقين وكل من معنا هدى
فاحفظ لنا إيماننا واشرح لنا صدراً يعمره الوفاء السرمدى
طهر لنا قلباً وجسماً مع عمل وأزل همومى عند كل شدائد
أسرارك الحسنى أفض من فضلكم وامنحن كشفاً للجلال أشاهد
واغفر لناظمها وقارئ وردها والسامعين فعممن للمعتدى
ثم الصلاة مع السلام على النبى المصطفى خير الأنام محمد
والآل والأصحاب مع أزواجه مادامت الجنات دار العبد
أو قال عبد مخلص فى قوله بسم الإله وحمده قد أبتدى

القادرية
الحمد لمولانا الأحد رب الأكوان ومعتمدى
مولاى تجلى سناؤك لى والروح انتعشت بالمدد
ورأيت النور وبهجته كالبدر غشانى عن عمد
وجلال الروح له عمل فى الكون كسر فى جسد
وصفاء القلب له أثر فى النفس كنور متقد
وحجاب النفس بما كسبت بالذكر يزول بذى رشد
فانهض بالذكر لعلك أن تحظى بالفيض من الصمد
واسلك للخير مسالكه والشر تجنب وابتعد
واخلص لله وكن معه بالإخلاسية تستفد
وانشر للحق طريقهم تظفر بالسعد وبالرغد
فطريق القوم لها مدد يدنى للحضرة من يرد
يارب بهم كن لى أبداً وانصر واجبر أخذاً بيدى
وبقطب الكون ونخبته ومدار السر على الأبد
الباز الأشهب من كشفت بالقرب له كل السدد
هو عبد القادر همته بالله لها أقوى العدد
تحيا الأموات بنظرته جيلان تكرم كن عضدى
وبعبد الله والدكم وبجنك دست قل تجد
مولاى دعوتك مرتجياً نيل الأوطار من الأمد
فبعبد الله كذا يحيى ومحمد صنى من كمد
وبداود عبد الله بهم ألهم بالصبر وبالجلد
وبموسى الجون أفض مدداً لصلاح القلب من الأود
وبعبد الله المحض لنا أنعم بالحفظ من الوهد
وبالحسن الأنور صن كرماً كل الاخوان من الحسد
وأخيه حسين وأمهما فاطمة الزهراء أزل ندى
وبخير الخلق محمد من يشفى المكروب من العقد
نسب فى المجد له سند بأصول عزت كالعمد
فالحمد لمن أسدى نعماً كالموج تعالت عن عدد
وصلاة الله على طه عدد الأنفاس إلى الأبد
والآل وصحب ما طلعت شمس الأسرار على أحد
ما قال خديم فى أدب الحمد لمولانا الأحد

الخلوتية
يامانح الإحسان يامولى النعم يافاتح الأبواب يامعطى الحكم
ياسامع الأصوات من كل الورى يا عالماً بدبيب نمل فى الظلم
يامن حوائج خلقه مقضية كل تقلب فى عطائك ياحكم
عبد ببابك واقف يرجو الندى يرجو المواهب والتجلى والنعم
يرجو حماك من القواطع كلها ومن الذنوب مع العوارض والسقم
ياسيدى ذنبىثقيل أرتجى محو الكبائر والمعايب واللمم
يا عفو ربى إننى بك واثق ياحسن ظنى فى رحيم من قدم
أثقالنا بلغت عناناً للسما أعمالنا أضحت هباء كالعدم
لكن لنا أمل عظيم مع عشم فى العفو منكم أنتم أهل الكرم
برجال سلسلة نسبت لأهلها أكرم بهم وأمدنى من ذا القدم
مرسينا الزرقانى خير سره هو شيخنا نفحاته مثل الديم
أسراره فاضت علينا فى الصغر بركاته فى العرب حلت والعجم
منه تلقيت الطريق الخلوتى مع غيرها ثبت إلهى ما رسم
وبسيدى الجمل المسمى أحمد هذا شهاب الدين ينبوع الحكم
وبوالد الأستاذ وهو محمد جمل المحامل للعلوم وللشيم
وبجده حسن الذى بالحسن أشــ رق فضله حتى رأى خير الأمم
فبجاهه ألحق به أتباعه دنيا وأخرى يوم بعث للرمم
وبسيدى الأبيار وهو محمد إرو الفؤاد من المعارف والفهم
والبابلى شرف الذى نال العلا هو أحمد الأفعال من حاز النعم
بمحمد عبد الكريم وحزبه أكرم به وأنقذ بنا من كل هم
محمودهم كوران ذو الحمد النقى اجعل محامدنا غداً فى المزدحم
بمحمد الحقنى نخبة سالم يارب سلم واحمنا يوم القحم
وبمصطفى البكرى هبنا نفحة واسمح لنا بقيامنا جنح الظلم
وأمدنا بمعارف من بحره سهل لنا فى كل خير باللقم
فبسره وبأصله وبفرعه اجعل جميعى نحوكم ممن خدم
فبجده الصديق من خدم النبى اجعل لنا الإنقاذ من ضيق وغم
وبشيخه عبد اللطيف وفضله ألطف بنا عند القضا وكذا التهم
وبمصطفى عبد اللطيف المشتهر بالأفندى ذا من أمه حقاً يوم
بعلى المشهور بالباشا قرا اجعل قرانا نعم عقبى المغتنم
وبحق إسماعيل من نال الشرف اغفر لنا لجرومنا حتى اللمم
عمر فؤادى بالفؤاد وهو عمر بالذكر والأنوار حتى تنتظم
وبحق محيى الدين أحيى قلوبنا بالعلم والعرفان والخير الأعم
بالقسطمونى أرتجى إحسانكم وبشيخه التوقاد خير الدين عم
بالخولتىجلبى هو السلطان من فى قوله علم وفى الفعل الحكم
بالشيروان محمد ذا ابن البها من كان دوما بالشريعة يعتصم
وبسيدى يحيى هو الباكور صا حب ورد ستار مزيج للدقم
وبحق صدر الدين صدرنا على من رام لى مكراً بضر أو عدم
بالحاج عز الدين عزز أمرنا بالدين والتبيين حتى نحترم
بمحمد بيرام أعنى الخلوتى أخل الطريق من الموانع والجشم
بالخلوتى عمر المحقق بالعطا عمر قليباً بالسنا مجلى الظلم
بمحمد هو خلوتى نعم النسب فانسب إلينا الخير يارب الحرم
بالزاهد التكلان إبراهيم من زهد الدنا فاسلك بنا فى ذاك يم
تبريزهم أعنى جمال الدين ذا شيرازنا فالطف بنا فيما دهم
بمحمد أعنى النجاشى المرتضى ركن لدين الله أقوى من خدم
بالأنهرى هو قطب دين نبينا فاجعل لنا فى الدين ركنا ملتزم
بالسهروردى ذا نجيب اسمه هو جدنا من غير هذا المنتظم
ياربنا فأمدنا وافتح لنا عين اليقين وكل بحر ملتطم
وبسيدى عمر الذى نال المنى هذا هو البكرى ينبوع الحكم
بوجيه القاضى فوجه نحونا علما وفتحاً من عطاياك القسم
بمحمد البكرى نجح مقصدى وامنن علينا بالمواهب والشيم
بمحمد الدينور مفرد عصره من للمعالى والسعادت اقتحم
وبسيدى مشاد دينور الذى ذ حاز العلى بعلوه الدر انتظم
وبشيخهم حبر الطريق واصله هذا الجنيد رئيسنا راعى الذمم
فبحقه رقق حجابى واحمنى من كل داء عن شهودك قد فصم
وبحق سر للسرى وسيره يسر بأسرار الحروف وما عجم
يارب بالكرخى هو المعروف فى كل الورى فاسمح بفيض منتظم
بالطائى داد الذى وطئ العلى ألحق به أرواحنا وقنا السقم
بحبيب العجمى وأتباع له ألزم عبيدك للمحبة والهمم
بالبصر ذا حسن الذى فاق الورى فى الزهد والعرفان والسر الأتم
بعلى الكرار ثم بزوجه وبنسله أهل المروءة والحشم
بالمصطفى المختار من أنواركم خيراً لكل الخلق حتى المعتصم
وبروح جبريل الأمكين وبثه عن حضرة الرب الصفوح عن العظم
هذى رجال الخلوتية سيدى هذى أسود اليل أصحاب القيم
تلميذهم شهم بهم من أمهم من بحرهم يسقى رحيقاً مختتم
اسمح لنا ياربنا من غيثهم بالعلم والفيض العظيم الملتح
بالأنبيا والمرسلين وآلهم وبكل ما يحويه نون والقلم
يارب تقصيرى وفقرى ظاهر يارب فاقبلنى ولاتفنى العشم
يارب أسقامى على تعاظمت يارب فامنن بالشفاء وامح الألم
ما ملجأ للقاصدين سواكم ما منقذ للهالكين سوى كرم
إن تكرمنى أنت أهل للكرم إن تحرمنى أنت عدل ياحكم
يارب فى الدارين ستراً مع غنى يارب فى العالمين حكما مع حكم
يارب هيئ لنا من أمرنا يغوثنا فافتح علينا ما انبهم
احفظ لنا الإيمان وفق للعمل واسمح لنا فى دار خلد بالوزم
واغفر لناظمها وقارئ وردها والسامعين وكل من معنا خدم
ثم الصلاة على النبى محمد خير الخلائق من فصيح أو عجم
والآل والأصحاب ثم من اتبع ما دامت الأرواح تشتاق النغم
أو قال مسكين على أعتابكم يا مانح الإحسان يا مولى النعم

البرهانية
إلهى بأهل الحى والروضة الغنا ومن ناح من وجد المحبة أو غنى
بكأس مدام بالسرور يديره نديم دوام البشر فى رائق المغنى
وراح ارتياح روحت روح ذى الولا تجلت فجلت للنهى مبهم المعنى
بمجد سنا مجلى سنا مجلس الهوى ومن فى مقام العز قام بذى المغنى
بمجلى تجلى مشهد العز والعلا على طور سينا القرب فى الموقف الأسنى
بباهى جمال بالجلال محجب فلم يره إلا فتى طلق الكونا
بسر رجالٍ بالغرام تولهوا فلم يعرفوا الأكدار فيكم ولا الحزنا
ومن غيبوا بالقرب عن قرب قربهم فلم يشهدوا الإك فى الحس والمعنى
ومن وردوا ورد المحبة وارتووا فهاموا بكم وجداً وقد طلقوا الوسنا
ومن هجروا كل الأنام لعزكم ومن فى ثرى أعتابكم مرغوا الوجنا
ومن هو مخطوب لحضرة قربكم وخاطب علياكم ومن فاز بالحسنى
ومن له جاه فى الورى ووجاهه وكل محب قلبه للقا أنا
تجل بسر الذات فى مشهد الولا علينا وللكنه الجلالى أشهدنا
وشعشع لنا حان المعارف واسقنا عوارف كاسات اليقين وأنعشنا
وعمر بأسرار الحقائق سرنا وروح براح القرب أرواحنا منا
بغيث الورى القطب الدسوقى غوثنا إليك به فى كل قصد توسلنا
هو البر إبراهيم ذو النسب الذى ترى الأنجم الزهرا لأخمصه متنا
بوالده عبد العزيز وجده قريش أنلنا العز والمجد مادمنا
ولى اختر سلوكاً ترتضيه بمن دعى محمد مختار وبالناج سلمنا
وبالزين زين الدين زين سريرتى ولى اخلق بعبد الخالق السر ما سرنا
بجدهم المولى أبى الطيب التنا سلالة عبد الله طيب لنا المجنى
بمولاى عبد الخالق ابن الذى سما أبى القاسم اقسم لى نصيباً به أهنا
بجعفر السامى الزكى ومن علا مقاما على بن الجواد فجد منا
وأعل مقامى بالذى رقى العلا على الرضا وامنحنى منك الرضا الأسنا
بموسى الإمام الكاظم اجعلن كاظماً لغيظى على من بالإساءة قد عنى
وبالصادق المشهور جعفر فضلنا بمقعد صدق يامليك اجعل المغنى
وبالباقر الحبر العظيم محمد والبدر زين العابدين فزينا
بوالده السبط الشهيد حسينهم فحسن لنا الأحوال وابسط لنا المنا
وبالحسن الغوث الإمام شقيقه فأحسن لنا العقبى وعلياك أشهدنا
بأمهما الزهراء ثم أبيهما على فأزهر لى بروض العلى المجنى
بأصل البرايا خاتم الرسل أحمد عليه صلاة الله ما غيهب جنا
صلاة علاها النور والمجد والرضا مباركة تستغرق العد والحينا
مع الآل والأزواج والصحب كلهم وتشمل أحباباً ومن لهم أثنى
أولاء بدور قد تشعشع نورهم وذى نسبة القطب الذى نور الكونا
إلهى فألحقنا بهم وبسرهم وفى أبحر الفيض اللدنى فأغمسنا
بسيدنا موسى الدسوقى ونسله فبارك لنا فى الرزق والنسل والأغنا
وبالمرتقى أبى الطيور محمد رفيع البها سخر لنا الإنس والجنا
وبالقطب عتريس وأحمد من سما بأسرارك الشربينى ذى المشرب الأهنا
وبالقطب مولانا فريج فأسرعن بتفريج كل الكرب ياغوثنا عنا
وبالمفرد القطب الشهاوى ذى الثنا وبالسيد الشرنوبى من سره يعنى
وأعل مقامى بالشواذلة العلى وبالعلمية الذين بهم سدنا
ونفسى طيب بالكفورية الملا وأعط حواسى بالحواوسة الأمنا
وغنمنى بالقوم الغنيمية التقى وبالسادة الكركية السودد امنحنا
وهبنا شهوداً بالإمام محمد أبى النظر المشهور فى القوم بالأسنى
كذا بالعفيفى الذى شاع ذكره وأتباعه مولاى باللطف أدركنا
بكل محب للدسوقى وتابع وكل مريد للحمى قلبه حنا
ذاك أبو الإخلاص بالحمى ناظر وفيه فؤاد بالدسوقى هو المضنى
دعوتك ياالله ياسامع الدعا بأوصافك الحسنا وأسمائك الحسنى
بأحمى حميثاكن مغيثى وحافظى ياطماطميثا عافنا واعفون عنا
وطهر فؤادى ياطهور من السوى ويابدعق بالنور والعز أدركنا
ويا محببه بالحب قو عزيمتى وياصورهن مع سورهن رب سورنا
ويسر لنا الأرزاق فضلاً ومنةً بمحببه أسرع ومن سلبها صنا
وياسقفاطيس ياسقاطيم كن لنا أحون وقاف ياقدير فقدرنا
أدم وحم فيك طيب حياتنا وهاء آمين باسمك الأعظم احرسنا
وياذا العلا والملك والمجد والثنا بأسمائك الحسنى إلهى فخلقنا
وسربى وسربى فى علا ملكوتكم على نجب التخصيص منك وخصصنا
وأكرم معى أهلى وصحبى وجبرتى وسالف آبائى وألحق بنا الابنا
واتحف إلهى من يلينى وفى غد بمثوى الرضا فى مقعد الصدق أقعدنا
ومن علينا ياعطوف بنفحةٍ وبالحب قربنا وبالجذب قدسنا
وألبسنى دوماً ذا الجلال مهابةً وعزاً وإقبالاً وبالسعد سربلنا
وسخر لنا الأفلاك والخلق كلهم وأجر مرادى وفق ما ترتضى منا
وأذرئ بصول منك فى نحر حاسدى ومن اذى أتباعى فمزق له المتنا
وصل بصلات من صلاتك دائماً وأزكى تحيات ورضوانك الأسنى
لطيفة روح المصطفى ثم آله وأصحابه ما كأس حبكم رنا
ومالاحت الأنوار أوهبت الصبا بنشر على الأكوان أو عانقت غصنا
وما أنشد المحتاج ريح عبيركم إلهى بأهل الحى والروضة الغنا

الشاذلية
ياساقى الندمان خمرك صافى املا الكؤوس بحانة الأضياف
واسق المتيم خمرةً صمدية من ذاقها نال الوفا الوافى
واكشف ستار الحجب عنه عله أن يشهد الأوصاف بالأوصاف
ولدى الشهود فسربه سير الهدى فى حضرة التوحيد والإنصاف
وأمر وداداً تأت فى دير به جمع من الأقطاب والأشراف
فيه الإمام الزرقانى المجتبى مرسى الأكابر غوث فى الأرجاف
فيه القاوقجى أو المعارف من رقى أوج المعالى راضياً بكفاف
فيه الهمام أبو المحاسن ذا الذى جمع العلوم وقد محى لخلاف
فيه محمد البهى وشيخه وهو الغرينى تابع الأسلاف
فيه المفضل عابد الوهاب من يدعى العفيفى المرتقى بعفاف
فيه الشريف القصرى عبد الله ذو الــ إسعاد والإصلاح والأعطاف
فيه الولى اليوسى ذا الحسن الذى نال البهاء من الكريم الكافى
فيه محمد بن ناصر شيخنا أصل الطريق ودرة الأصداف
فيه الحسين الرقى عبد الله من يرقى المريد بسره الرشاف
فيه أبو الإقبال أحمد من دعى بالحاج ذى الأسرار والألطاف
فيه الجليل الغازى من غازى العدا وأبادهم بالسر عند تلاف
فيه السجلماسى على من له بين الأنام كرامة الأشراف
فيه ابن يوسف أحمد ذا الراشدى فيه إلهى سددن أهدافى
فيه ابن زروق المصرف فى الورى ما شاء كيف يشاء دون مناف
فيه ابن عقبة أحمد وعميدهم عبد الكبير الحضرمى ذا الوافى
فيه على أبو الوفا ومحمد وهو الوفائى طاهر الأطراف
فيه ابن باخلا وذا داود من سهر الليالى جنبه متجافى
فيه المبجل أحمد بن عطائه وأخوه ياقوت أبو الإنصاف
فيه أبو العباس نور طريقنا هو أحمد المعدود بالآلاف
فيه إمام الأولياء أو الحسن الشاذلى الفرد بحر صافى
فيه الهمام علت له قدم على كل الجباه وليس ذا بالخافى
فيه الذى يأتى المريد مصاحباً يوم الممات فليس نفس تخاف
فيه ابن بشيش المنادى بينهم عبد السلام إمام كل موافى
فيه المكمل عابد الرحمن ذاك مدنى به يارب حل كتافى
فيه عبيد الله نور تنائر بل نور كل الكون دون خلاف
فيه أبو بكر هو الشبلى من لم يرض بالتقتير والإسراف
فيه الجنيد أساس كل طريقة أرجو به كشفاً لكل خواف
فيه السرى السارى سر طريقه بين الأنام بسرعة الإسعاف
فيه الولى معروف الكرخى كذا داود الطائى على الأجلاف
فيه العلى حبيب العجمى مع الــ بصرى ذى الأنوار والأكناف
فيه الحسن سبط النبى شفيعنا من جد بالتقوى بلا إيقاف
فيه إمام المرسلين محمد وافى النعوت بسورة الأعراف
فيه ملائكة كرام لا ترى إلا لآل الحق والأحناف
فيه رجال الله آل شهوده آل المحبة من سعوا لطواف
فيه الرجال الشاذلية كلهم يسقون من خمر طهور صافى
لايدخل الديوان إلا مخلص سلك الطريق بهمة وتجافى
إنى نظمت طريقة العلماء كى فى يوم حشر أحشرن بزفاف
فى زمرة المختار ثم صحابة مع كل عبد للتظاهر خاف
صلى عليه الله ما عبد تلا آى الكتاب مجاوز الأحقاف
أو ما عبيدك قال يختم نظمه ياساقى الندمان خمرك صافى

النقشبندية
أنوار تجليه الأرج لمعت فارمقها وابتهج
وأعد القلب لرؤيته بدوام الذكر وأنت شجى
الكون حجاب أجمعه فاطرحه تصل أعلى الدرج
وحجاب النفس أشد فقم مزقه بصدق فى اللهج
لمتى ياعز تنام أفق وسواه فذر وإليه فجى
واغرق فى بحر هواه وهم بعلاه على أسنى نهج
بحميا سر هويته فاطرب وعلى محياه عج
أنوار علاه ظاهرة فلكم تبقى بين الهمج
أصبحت كما أمسيت أخا جهل بهوى الأكوان وجى
فاضرع لله وثق بجلا لته ليزيل دجى اللجج
واهرع لحمى قوم نجب ينجو آيتيهم من حرج
وهم الأبطال النقشـ يون أمان العبد المنزعج
وبهم فتوسل مبتهلاً تظفر بالنصر وبالفرج
مولاى أزل عنى حجبى وبنور هواك أدب مهجى
وأنلنا رحمتك الكبرى واسمى فاكتب مع كل نجى
وبالذات بأسماك الحسنى وبما أنزلت من الحجج
وبكل اسم لك مستتر عظما حتى عن كل نجى
وبكل نبى يا أملى وبكل فتى بالنور فجى
بنبيك أحمد من أنقذ ت به الأكوان من المرج
بصحابته وقرابــــه وبمن حلوا أعلى الدرج
بأبى بكر الصديق ووا رثه سلمان أزل عوجى
وبقاسم المولى والصـــا دق جعفر كن لى فى الجرح
بوليك طيفور ارحمنا وأزل بالخرقانى هوجى
وبفضل الحبر وصاحبه الــ همدانى القطب المبتهج
وبعبد الخالق هذبنا وبعارف اصرف للهرج
وبمحمود وعليـــهم والسماسى أنـــر سرجى
بكلالٍ والأستاذ بهـــا ء الدين المنشور الأرج
بعلاء الدين ويعقـــوب بعبيد الله أدم بجلى
وبزاهدهم وبدرويـــش بالخواجك عجل بالفرج
بمحمد الباقى يســـر وبأ؛مد طـــهر للمهج
وبمعصوم وسيف الـــد ين ونور القطب المنبلج
بحبيب الله وعــــبد الله وخالد الراقى الدرج
وبعثمان وكـــذا عمـــر من كان بحبك فى وهج
وبنور القـــوم وصفوتهم مولانا الكاشف للرهـــج
قمر العرفان محمد الفيــــ اض أمين المنتــــهج
بسلامة يارب استرنا فهو العزامى أبو السرج
والزرقانى وهو السيد مرسى الأقطاب وقاوقج
فبه وبهم ويارب أنلــــ نا راحاً ليس بممتزج
وبكل عزيز عندك يـــا مولاى اجعل بك مبتهجى
والغين أزل من أعيننا وأفرج غم الصدر الحرج
واستر واغفر واخـــتم بالخـــ ير لنا وتفضل بالفرج
وصلاة الله على الهــــادى وعلى الأصحاب مدى الحجج
وكذاك سلام ما سطعت أنوار تجليه الأرج

الرفاعية
قم يامريد الوصل فى الأسحار متطهراً من وصمة الأوزار
واذكر إلهك والفؤاد مغيب عن حب عدن عن مخافة نار
واستغفر التواب من ذنبٍ مضى أو ما يكون ودمع عينك جار
واحذر ترى الحسنات منك إذا بدت واشهد عيوبك راجى الستار
واجلع لباس الكبر والعجب الذى من يرتديه اندس فى الأخطار
والبس رداء الانكسار ترى الغنى فيه نهجنا أسوة الأخيار
واحذر من الشيطان والنفس التى القت مطيعاً فى مهاوى النار
وإذا عجزت عن التخلص فاضرعن بالمصطفى وبآله الأطهار
تلق النجاة مع السعادة أقبلت وكذا الفتوح ملازم الأنوار
فمحب آل البيت محبوب لدى رب العباد الواحد الغفار
لاسما القطب الرفاعى أحمد غوث الأنام بغير ما إنكار
من مثله طاعت له الآساد والـــ حيات والنيران فى الأعصار
هذا الذى ما إن تكلم يسمعن حديثه من قد نأى كالجار
وكذاك آذان الأصم تفتحت فيكون سماعاً بلا إجهار
فبه إلهى صححن عقيدتى وارزقن إيماناً مع الأقدار
بأبيه مولانا على أبو الحسن حسن لعاقبتى وهذى الدار
وبحق يحيى أحيى قلب عبيدكم وبثابت ثبتن بالأسرار
وبحازم فارزقن عقلاً حازما فى الحالتين العسر والإيسار
وبأحمد وعلى بن رفاعة اصل الجدود ارفع به أستارى
هذا الذىنسبت إليه طريقة بين الخليقة يا أولى الأبصار
وبسيدى المهدى رجوت هدايةً وولاية تكسو الهدى للعارى
بمحمد حسن حسين أحمد موسى وإبراهيم مقرى الجار
وبكاظم للغيظ موسى جعفر الصادق الأفعال والأوطار
وبباقر للعلم وهو محمد أرجو انتظامى صحبة الأطهار
بعلى زين العابدين فزينن عقلى وخلصنى من الأغيار
وبحق مولانا الحسين وأمه وأبيه ماحى غصبة الأشرار
بالسيد الحسن الشبيه بجده داو الفؤاد بمرهم الأذكار
وبجده المختار طه كن لنا فى هذه الأدنيا ويوم عثارى
نسب على طاهر من طاهر بزهو ضياءً فى الدجى كنهار
هذى جدود للرفاعى من رقى بالروح سبعاً نعم ذاك السارى
لاتخش ضيماً يامريد ولا تخف فبه توسل تنج من أضرار
لاتلتفت للمنكرين ودعهم فغداً يلاقوا يومهم بخسار
وإذا بليت بشدة أو كربة صل على المختار نسل نذار
لفا ترى الفرج القريب معجلاً قبل القيام فجربن ياقارى
حب النبىمحمد فرض على كل العباد وآله الأبرار
صلى عليه الله ما شمس بدت بضيائها فتضئ فى الأقطار
وما محب للرفاعى قد شدا قم يامريد الوصل فى الأسحار
القدسية
إذا ما قمت بين يدى عبدى فقف بتذلل وبصدق قصد
ووحدنى ولا تنكر ودادى ويوم ألست فاذكر فيه عهدى
تدبر فى مناجاتى بقلب خلى إن ترد حضرات خلدى
وإن ثقلت على الظهر المساوى فقم فى الليل واذكرنى بوجد
إذا ناديت فى سحر عبادى فلب الأمر بالأرواح وافد
وجاف الجنب واستغفر إلها تعالت ذاته عن كل يد
وللنعلين فاخلع إ، ليلى بغيضة كل إشراك وعد
وفى الوادى المقدس دس خلياً وألق عصاك والبحرين عد
ولى بيت فطهره لأنى أريد إقامة فى البيت وحدى
فأرضى لم تسعنى ولا سمائى ولكنى يسعنى قلب عبدى
فهل ترضى مصاحبتى وفاءً على صدق وإخلاص وجد
فإنى لا أغيب ولست أنسى عبيداً أن من خوف وبعد
ولا تنظر إلى أحد سواى وإلا قد أقمت عليك حدى
فباب الحق مفتوح فأقبل لتحظى بالرضا وتنال ودى
محمد المشفع خير باب لكل الخلق يرشدهم ويهدى
هدى كل العوالم من أناس ومن جن فدع عنك التعدى
لقد أرسلته للخلق طرأ فمن عاداه بشره بطردى
وقد صليت من قدم عليه فصلوا يا عبادى ضمن وفدى
تنالوا رحمتى الكبرى وعفوى وإحسانى وتوفيقى ورشدى
عليه الله صلى كل وقتٍ عداد القطر أو فوح لند
وعد حروف قرآن كريم وجمله وحزب ثم ورد

الأحدية
لا أشتكى إلى أحد ولست أخشى من أحد
ولا أبالى بأحـــــد أو أبتغى جدوى أجــــد
حسبى إلهى وكفــــى عن والد ومـــا ولد
مستشفعاً بســـره فى قل هو الله أحد
مستعصماً مستضرخـــاً بسر الله الصمــــد
مستكفياً أعتز بالعز الذى فى لـــــم يلـــــد
وعز لم يولد ولم يكن له كفواً أحــــد
* * *
يامنزل الإخلاص فى القرآن من غيب الأبــــد
بســـــره وبســـرهــا أغث عبيــداً ما عبـــد
من لم تسانده يداك مالـــه من مستند
فاغننى بقـــول كـــن عن عدد وعن عــــدد
وعن قريـــب وغريـــب وحبــــيب وســــند
بك استعذت ضارعــــا من نافثات فى العقـــد
وغاسق إذا وقــــــب وحاســـد إذا حســــد
وكل وسواس وخنــــاس ودســــاس جـــحـــد
وكل همـــاز ومــــاء ونمـــــام حــقـــد
وامرأة فى جيدها المخذول حبــــل من مســــد
يا صاحب اللطف الخــــفى يا أبـــر من وعــــد
من تـــاه عن بابك لـــم يجد منــــى وإن وجــــد
فلا تـــكلنى لأحــــد ولا تهـــنى من أحـــد
يا سمع الشكوى ويــــا من يكشف البلوى مـــدد
مــدد مـــدد مـــدد مـدد مـدد مــدد مــدد
يامــن إليــه المشتكى ومــن عليـــه المعتمد
منـــزه فى مــلكــه عن الشريك والولــــد
ورزقــــه ميســــر مقـــدر عن وفــــد
ياسيدى خذ بيــــدى من الضـــلالا للرشد
يارب واحفظنا وجنبـــــ نا البلايـــا والعقد
واختم لــــنا بالباقيات الصــــالحات والرغــــد
دخلت فى حصنك فأصـــرف كــل كـــرب ونكـــد
بجـــاه طـــه المصطفى مـــن بالكمالات انفـــرد
صلى عليــــه ربنــــا ما ساجـــد يــوم سجد

الغوثية
شكوت إليك يارحمن بثى وأنت المستعان البر غوثى
أغثنى بالفقـــر ضيق وذل الفقــر لا يرضيك غوثى
أغثنى يا مغيث من البلايا ومن أغيار نفسى أنت غوثى
وفى أمراض جسمى لا تذرنى تنازعنى السقام ومنك غوثى
أغثنى يامهيمن من حقود مراءٍ لايخاف الله غوثى
أغثنى من نفاق الناس حتى ترانى مؤمناً وأراك غوثى
ومن شر الحسود أعوذ نفسى ببسم الله ربى فهو غوثى
وأدعوه ليغفر لى الخطايا فإن القاهر الغفار غوثى
وإن لم تغفر الآثام ربى فمن يوم الحساب يكون غوثى
إلهى أنت غفار غفور حنانك يارحيم فأنت غوثى
وإن كانت ذنوبى قد تناهت فعفو القادر الوهاب غوثى
إذا ناجيته يصغى سميعاً ونجوى الله فى الصلوات غوثى
وفى الأسحار نجوى الله تصفو وتصعد للمجيب الرب غوثى
وإن ناديته لبى ندائى وكم ناديته لبيك غوثى
أنا الواهى الذى يهواك ربى وكل الحب أن أهواك غوثى
أغثنى من هوى نفسى حبيبى فكل هواى فيك وأنت غوثى
أحبك حب صب مستهام هواك لقلبى الهمان غوثى
أحبك يا صفى الروح حباً تفانى فيه وجدانى وغوثى
كفاك الله يا قلبى يقيناً وإيماناً جلاه الله غوثى
تذوب الروح فى المولى شهوداً فيفنى القلب ممتزجاً بغوثى
يراك الله ياقلبى منيراً وأدلى فى شغافك فيض غوثى
فإن لم تفننى عن كل شئ فإنى مغرق فى بحر غوثى
وأنت وما تشاء مع حبيبى ومالى غير حبك أنت غوثى
وللحنان والمنان أشدو بحبى وهو تحنانى وغوثى
إلهى بالنبى أنول أمرى وكن عونى ومعوانى وغوثى
وأدعو الله أن ترضى علينا رضى المعطى الذى أرجوه غوثى
وتلك ضراعتى حساً ومعنى أرددها مع الرحمن غوثى
ولست لدى الحسان أروم وصلاً ونعم الوصل فى مرضاة غوثى
ولا أجد المودة من صديق ومالى بالصديق وأنت غوثى
وودك ياودود هو ابتهالى ولطفك يالطيف الذات غوثى
فلا إخوان تعطى الود محضاً وعونك أنت يا رزاق غوثى
ولا خل يريد لنا ائتلافاً وودك ياحبيب الروح غوثى
وفى الأبناء عاق ذو جحود وبأبى أن يقر بفيض غوثى
وينكر ما تقدم من أياد ويجحد ما تأخر بعد غوثى
وقد علمته وازداد علماً وقد أعددته ليكون غوثى
وطاب نباته ثمراً نضيراً وفى أفنانه ريحان غوثى
فلما اخضر عوداً وازدهاراً وأصبح كوكباً لم يرض غوثى
وأعرض وانتأى عنى بجنب ولو يجفو فإن الله غوثى
رعاه الله ابنى كل آنٍ ورشده الهدى ليكون غوثى
ورقاه العلا يرعاه فيها ويحفظه مع العلماء غوثى
ويلهمه الطهارة فى سلوك فإن حياته من بعض غوثى
ولا عم ولا خال وفى أليف محسن يخشاك غوثى
ولا أخت تصون العهد عنى وتنسى من رعاها كل غوثى
وأين أخ صفى أو نجى فإن عز الإخاء فأنت غوثى
ومن أغنيته بالمال يطغى وينسى الله من أعطاه غوثى
وإن المال فتنة كل حى إذا استغنى طغى يالطف غوثى
فلا الصدقات يعطيها غنى ولا زكى زكاة المال غوثى
وللمحروم فى الأموال حق ولكن عز من يرعاه غوثى
وبات السائل المسكين يشقى ويشكو الأغنياء إليك غوثى
ويا رحماك ربى من ثراء أضاعوا الحق يارحماك غوثى
وكل الناس مشغول بمالٍ وليس المال شغل الناس غوثى
أنا المشغول فى سبحان ربى وسبحان الذى لقياه غوثى
وفى سبحانك اللهم حمداً وشكراً غايتى ومنال غوثى
فلا مال ولا ولد بمجد إذا ما كان عون الله غوثى
ولى مدد من الرحمن زاد من التقوى بها يزداد غوثى
وعزمى باليقين فلا يقينى إذا لم يقو بالإيمان غوثى
ومالى عز ودك ياإلهى وحسبى أنت يارحمن غوثى
فإن أنجيتنى من كل غم وأنت المانع الفتاح غوثى
فقد أوليتنى فضلاً كبيراً وكل الخير يأتى منك غوثى
وقد أفنيت فيك الحب حتى صفت روحى لمحبوبى وغوثى
وبالمحبوب طه زدت وجداً وشوقاً يملأ الجنبات غوثى
فإن فاضت بك الأرواح عشقاً فقد صلى عليك الله غوثى
ومهما كان من حب وعشق فأنت الأحمد المختار غوثى
سألتك يارسول الله نوراً يكون لمن يصون العهد غوثى
إلهى بالنبى لنا دعاء فهلا تستجيب وأنت غوثى
وبالأصحاب والأتباع ربى وبالأقطاب من قصدوك غوثى
* * *
من أحب الحبيب فهو حبيبى وعداة الحبيب لى أعداء
ذاك فرض الهوى وذلك دينى ولدائى فى الحب فهو دواء
يا رسول الإله ذلك عهدى ولعهدى حق لديك وفاء
لا يرانى العلى إلا عدواً لأعاديك أحسنوا أم ساءوا
رامياً فى نحورهم شهب صدق كلها فى رجومهم نجلاء
أبن إحسان من يلوموك غنوا وادعوا أنما التمسلف جاءوا
لا وايم الإله جاءوا ابتداعاً أمره فى الهوى نفاق رياء
ذلك السوءنى أعدى عدو وذووه الأرازل الأشقياء
رضا الله من رضيت ومن لم ترض عنه فالله منه براء
صوروا بغضهم لذاتك ديناً واستقاءوا من حقدهم ما استقاءوا
بجسوا البر والبحار بقئ قد جرى من أفواههم حيث فاءوا
فارض عنى بالله واسمح وقل لى قد قبلناك أيها المعطاء
يارسول الهدى ونبع المعانى والمعالى وما بذاك مراء
أنت باب السماء من صد عنه سدت الأرض دونه السماء
والذى يستظل بالجاه دوماً عيشه دائماً هناء رخاء

النبوية
حب النبى الهاشمى كوانى وأذاب قلبى والمنام جفانى
والشوق أضنى فى هواه حشاشتى وفقدت فى حب النبى جنانى
ياراحلين إلى مدينة طيبة بصبابة وتشوق وحنان
سيروا وعين الله ترعى ظعنكم بعناية من ذى العلا الديان
فإذا وصلتم نحو ذياك الحمى ونزلتم فى هذه الأوطان
عوجوا على قبر النبى محمد خير العباد وصفوة الرحمن
قولوا فتى بالباب يرجو نظرة من جودك المعروف والإحسان
صب تقرح جفنه من حبكم يبكى بكاء حمامة الأغصان
مسكين يرجو عطفة أو لمحةً أو نفحةً من صاحب التبيان
والله مالى غير جاه محمد إن عمت الأهوال ذاك حمانى
فهو النبى الهاشمى المصطفى من خيرة الأعراب من عدنان
الله فضله على كل الورى و وحباه نوراً فائق الإمكان
ما وفت الكتاب بعض صفاته كلا ولو كتبوا مدى الأزمان
والله ما فى الخلق مثل محمد فى الفضل والأخلاق والعرفان
لو حاول الشعراء وصف محمد وأتو بأسفار من الأوزان
ماذا يقول الواصفون لأحمد بعد الذى قد جاء فى القرآن
قف واستمع من بعض وصف محمد قطرات من غيث الندى الهتان
شعر النبى شبيه ليل حالك وجبينه كالبدر فى شعبان
وحواجب مقرونة قد شابهت نونين صنع مكون الأكوان
ألفى أنف والعيون كحلية سوداء لكن كحلها ربانى
وخدوده وردية لكنها يمتد منها الورد فى البستان
وبهاء ثغر المصطفى فى لونه مثل العقيق وحمرة المرجان
وبه الثنايا كاللآلئ تزدهى والريق ترياق وشهد هانى
والعطر من ريق البنى لقد فشا فتعطرت من طيبه الثقلان
ولسان طه كم به من حكمة وعوارف ومعارف ومعان
وحقائق ودقائق ورقائق وخوارق تهدى أولى الإيمان
والوجه مثل البدر عند تمامه لكنه قد زاد فى اللمعان
صدر النبى حوى العلوم بأسرها من فوقه عنق جميل الشان
كفاه منها الجود فاض على الملا والماء منها فاض كالطوفان
وبها الحصى لله صار مسبحاً وكذا الطعام بلهجة العربان
بطن المفضل كالحرير مضمر كم شد بالأحجار فى الميدان
والقلب مملوء تقى مع رحمة مع حكمة والعلم والبرهان
طستان من علم وإيمان لقد صباهما فى قلبه الملكان
أحيا الظلام لذى الجلال مناجياً حتى اشتكت من ضرها القدمان
إن سار فوق الرمل لم يظهر له أثر ويظهر ذاك فى الصوان
كم معجزات أدهشت أهل النهى وكفاك ما قد جاء فى القرآن
أسرى به الرحمن فى غسق الدجى للمسجد الأقصى بغير توانى
ورقى على المعراج أحمد للسما حتى دنا للرفرف النورانى
فتأخر الروح الأمين وقال يـــا خير الخلائق سر فذاك مكانى
لو زدت يامختار عنه خطوة لحرقت بالأنوار ياعدنانى
فتقدم المختار حتى إنه سمع الندا من ربه الديان
دس يامحمد فى البساط ولا تخف فلقد كشفنا الحجب للأعيان
دس يامحمد أنت أكرم شافع دس يامحمد نلت كل أمان
دس يامحمد للبساط ولا تنى دس يامحمد فى أعز مكان
موسى على الجبل العظيم أمرته أن يخلع النعلين حين أتانى
ووطئت يامختار بالنعل السما فتشرفت أملاك ذى الغفران
فدنا محمد حيث خاطب ربه من غير ما حجب على الأجفان
ورأى بعينى رأسه رب العلا من غير كيف لا ولا جسمان
وكذاك لا اأين ولا كم ولا جرم تعالى الله عن حدثان
ورأى الإله ولم يزغ بصر له بل لم يكن فى رؤية الوسنان
والله قربه وأعطاه البها وكذا الجمال وخصمه بمثان
وإليه حن الجذع والذئب اشتكى وغزالة جاءت من الوديان
وكذا البعير أتاه ينطق باكياً وكذاك نطق الضب والتعبان
نطق الذراع وكان طبخاً مبهما السم يامختار قد آذانى
وجرى نمير الماء بين أصابع والبدر شق لدى أولى الهذيان
والشمس عن وقت الغروب تأخرت وغمامة ظلمته من وهجان
بات الحمام بباب غار آمناً والعنكبوت حبته بالخيطان
بدعائه قد رد عين قتادة من بعد أن كانت من العميان
أولاد جابر بعد أن ماتا لقد أحياهما الهادى وهم أخوان
وأجل معجزة كتاب الله ذو الأنوار والأسرار والإمعان
قد أعجز النبلاء والأدباء والبلغاء والفصحا ذوى العرفان
فمحمد قصدى وغاية مأملى وهو المجير لنا من النيران
إنى على دين النبى محمد خير الورى من إنسها والجان
الله أكبر إنه دين الهدى والصدق والإرشاد والبرهان
إن جئت يوم الحشر فى قيد الأسى مما جنيت وما جناه لسانى
وبكثرة الأوزار والعصيان قد شهدت على مفاصلى وبنانى
وتباعدت عنى جميع أحبتى يوم الوعيد وقد نأت إخوانى
كل امرئ منهم له شأن لقد أغناه عن زيد وعن عمران
فيقول رب العرش عبدى هل ترى لك ملجأ ينجيك من سلطانى
كم قد عصيت وكنت أستر ما أرى ولكم أسأت وزدت فى الطغيان
ياعبد سوء كم جحدت لنعمة منى عليك وأنت فى إحسانى
أعطيتك الأبصار تبصر صنعنا أبصرت للتحريم والبهتان
وشققت آذاناً لسمع كلامنا فسمعت لهواً جالب الخسران
وخلقت فيك العقل تدرك قدرتى فبه لقد تابعت للشيطان
ولكم وكم ياعبد تجحد نعمة قابلتها ياعبد بالنكران
أين الملائكة الغلاظ ليأخذوا هذا المسئ إلى الجحيم العانى
تأتى ملائكة العذاب لوقتها معهم سلاسل من لظى النيران
يبغون أخذى للجحيم ويجذبوا نحوى السلاسل فى أسى وهوان
فأقول ياخير الخلائق نجنى من هول هذا اليوم والأحزان
أنا فى حما جاه المفضل أحمد خير الخلائق مأمن الحيران
وهناك يأتى المصطفى خير الورى فيقول شفعنى لهذا الجانى
هو مؤمن ياذا العلا برسالتى وكذا برب العرش والفرقان
فيقول رب العرش ياطه لقد نجيته بتكرمى وحنانى
فشافع تشفع ياحبيب لمن تشا فجميعهم عتقاك يانورانى
أين الملائكة الذين توكلوا بالرحمة العظمى لذى الإيمان
هيا احملوا هذا العبيد لجنتى وبرحمتى حلوه بالتيجان
ياعبد بالمختار قد نلت المنى فتمتعن برحمتى وجنانى
بشرى لنا يامعشر الإسلام بالــ مختار ماحى ظلمة البطلان
ياخير خلق الله ياكنز الهدى يامنبع الأحكام والعرفان
مدحى قليل فى صفاتك سيدى ولقد مدحت بما أفاض لسانى
فعليك قد أثنى الجليل بكتبه ماذا تقول بعيدها الملوان
كن لى شفيعاً يامغيث الخلق من هول القيامة إن بدت أحزانى
ياصاحب الجاه العريض ومن أتى يرجو حماك وقد حبى بأمان
إنى وإن كانت ذنوبى أثقلت ظهرى فإن حماك قد آوانى
من لى بأعتاب أقبل تربها بفمى وأطفئ سائر الوجدان
فعسى أفوز بنفحةٍ أو لمحةٍ أو عطفة أو نظرةٍ ترعانى
أو قطرة من بحر جود المصطفى الـ مختار أورويا له تلقانى
ياسيدى الكونين جئتك أحتمى بحماك عند الحشر والميزان
صلى عليك الله ماهبت صبا أو ما نما زهر على الأغصان
أو مارمت شمس السماء أشعة وبها أضاءت سائر الأركان
أو أنشد العبد الضعيف بوجده حب النبى الهاشمى كوانى
* * *
قل لمن يفهم عنى ما أقول قصر القول فذا شرح يطول
ثم سر غامض من دونه ضربت والله أعناق الفحول
أنت لا تعرف إياك ولا تدر من أنت ولا كيف الوصول
لا ولاتدرى صفات ركبت فيك حارت فى خفاياها العقول
أين منك الروح فى جوهرها هل تراها فترى كيف تجول
وكذا الأنفاس هل تحصرها لا ولا تدرى متى عنك تزول
أين منك العقل والفهم إذا غلب النوم فقل لى ياجهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف يجرى منك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التى بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدرى من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف يحكى الرب أم كيف يرى فلعمرى ليس ذا إلا فضول
فهو لا أين ولا كيف له وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فوق له وهو فى كل النواحى لا يزول
جل ذاتاً وصفاتاً وسما وتعالى قدره عما نقول

أناشيد أهل الفكر المستظرفة من مواجيد أهل الذكر المتصوفة
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يا مفتاح أنت ويـــا خير الخلائق يامن لا شبيــه له من ذا يضاهيك والكوان ما خلقـت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
الحمد لله الذى أظهر من باطن خفاء عماء ليل هوية الأحدية. مطالع أنوار فجر صبح حضرة الحقيقة المحمدية، ثم سلخ منها جميع العلم فكانت للأشياء فى نسابه آدم. فرفع بها ووضع وفرق وجمع وقرب وأبعد، وأشقى وأسعد. فهى كلمة الفصل التى لم تزل راجعة للأصل. ونقطة الشكل التى بها سر الوصل، ونون الكاف عند أهل الأعراف قديمة فى العلم. حادثة فى الجسم معناها الوجود، ومجلاها الحدود، سارية فى الأزمان كالشمس فى الأكوان. تعدل ما يكون وما كان، مكة الأزل دارها، ومدينة الأبد قرارها. خلاصة العبادة التى نطقت بها الإشارة. مباركة عربية لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار عند أهل البصائر لا الأبصار. مصانة عن سواه فى حضرة من براه، ولولا نور الرداء لظهر سر الخفاء. فحماها الكمال من توضيح علم المآل، فوضعته بالرمز بأنها برزت من الكنز، ولما حكمت الرسالة، واقترن الاسم بالجلالة وأشرق القمر على صورة البشر، ناداه القبول ياأيها الرسول فأقام الدليل وأوضح السبيل وأعلن بكلمة التوحيد، فبان الشقى من السعيد، فأرسلت العين تقيد إلى الثقلين على لسان الأمين. بحق اليقين ﴿وَمَا أرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمةً لِلْعَالَميِنَ﴾.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
فسبحان من خص المختار (ص). بهذا المقدار وأطلع آل تلك الدار على هذه الأسرار، فهو (ص) الكلمة التامة والرحمة العامة المحيطة بكل صامت وناطق، المحمولة على سفينة ضمنها جميع الخلائق، ليس بشريك ولا ند، بل رسول عبد، فى حضرة قاب قوسين أصل غينه عين. وهو الجامع بين الاثنين، شمس ذاته لا تكسف، وقمر صفاته لا يخسف، المسلمون تحت لوائه المعقود، والمؤمنون على حوضه المورود، والمحسنون من مقامه المحمود، وسيلة الوسائل الخلقية، وفضيلة المقاصد الخفية، والدرجة الرفيعة الدنيوية والأخروية، مأوى العارفين فى قرار التبيان، ودار سلام السائرين إلى نعيم العرفان، وخلود المحققين فى عدن الصفا، وفردوس المشاهدين فى حضيرة قدس الاصطفا، كوثر الشاربين صدقاً، وتسنيم المقربين حقاً، وسلسبيل الذائقين معرفة وعشقاً، بحر كون لا إله إلا الله، وعين يشرب بها عباد الله كافوراً، رواح المحققين وزنجبيل أشباح المصدقين، شجرة طوبى الأعمال، وسدرة منتهى الآمال، ونضرة سرور الحال والمآل، ومذ تعلق الشان ببدائع الإمكان، افتتح كتاب الوجود بنور المحمود، فكان أول من تعين فى أصل ما تبين، فأعلن بلبيك منك وإليك فحفت العناية بنزول الآية مع روح السما لجلاء العما ﴿وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَميْتَ. ولكِنَّ الله رَمَى﴾.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
فهو (ص) على الله دليل، وإلى الرحمن خليل، وبالرحيم عالم وللملك خاتم حاكم، بالقدوس سلام للنفوس، مرآة المؤمن نور المهيمن أعزة العزيز بعزته، وقلده الجبار بسطوته. وألبسه رداء العظمة المتكبر لأنه خيرة الخالق، ونعمة البارى وصفوة المصور، غفر له الغفار ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقهر به القهار كل من أدبر واستكبر وهبه الوهاب الشافعة، ورزقه الرزاق القناعة وفتح له الفتاح باب العطاء، فعلم بالعليم علم جميع الأشياء، فصار (ص) بالقابض ترقية وبالباسط تدلية. خفض له الخافض كل المقامات الرفيعة، ورفعه الرافع على المسلمين جميعاً بالمعز منار العلا وسار بالمذل إلى لا حول ولا. فكان 0ص) بالسميع البصير يسمع ويبصر وبالحكيم العدل يحذر وينذر، حفه اللطيف بالإحسان، وأطلعه الخبير على ما فى الأكوان، حباه الحليم بالخلق العظيم، فبشر بالغفور البرية وقام بالشكور فى وظائف العبودية فرفع العلى مكانه، وعظم الكبير شأنه، وحفظه الحفيظ بحفظ إذ نامت عيناى فلا ينام قلبى، وأقاته المقيت بقوت أبيت عند ربى، احتسب بالحسيب عن الأغيار، وخلع عليه الجليل خلعة الوقار، وأكرمه الكريم بدوام المشاهدة وأدناه، وعصمه الرقيب من الأعداء وحماه، والمجيب أجاب دعاءه ونداه فعرف بالواسع حقائق الفروع والأصول، وكلم الناس على قدر العقول، آلف بالودود بين العالم، واشار بالمجيد أنا سيد ولد آدم، أرسله الباعث رحمة للعالمين واشهده الشهيد على جميع المرسلين، فدعا إلى الله بالحق على بصيرة، وكان بالوكيل على أحسن سيرة وأطيب سريرة.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
استعد بالقوى لمشاهدة المتين، وحلاه الولى فأصبح للحميد من الشاكرين، نبهه المحصئ لشئون المبدئ المعيد، فاستيقظ بالمحيى المميت لمرتبة الخلق الجديد أحياه الحى بالحياة الأبدية فقام الواحد فى وجوده والأحد فى سجوده. فهو (ص) فرد الوجود، ونور الصمد الذى لم يزل عند العارفين مشعود. أيده القادر بقدرته فأقام الدين. والمتقدر بسطوته فانتصر على الكافرين، قدمه المقدم على جميع البشر، وأخر المؤخر أعداءه فولوا إلى سقر. فهو (ص) بالأول أول وبالآخر عليه المعول. قدس بالظاهر الظواهر وبالباطن السرائر. خاطبه الوالى فإنك بأعيننا وقال بشهود المتعالى لصاحبة ﴿لاَتَحْزنْ إنَّ الله مَعَنَا﴾ أبره البر بالوسيلة. وفتح به الثواب باب التوبة فهى لأمته نعمة جزيلة.
أنعم عليه المنعم بالقرآن فهدم بالمنتقم صور الطغيان. سماه العفو بالرءوف لرحمة قلبه. وأشهده مالك الملك ذو الجلال والإكرام مفاتيح غيبه فبين بالمقسط الأحكام، ورفع بالجامع الأوهام. أغناه الغنى بمشاهدته عن السوى. وزكاه المغنى بقوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى﴾ أعطاه المعطى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ومنعه المانع من إفشاء سر القدر، أمنه الضار بآية ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾. ونفعه النافع بأن رفع عن أمته تجليات مسخه وخسفه. فهو (ص) نور النور القديم. والهادى إلى الصراط المستقيم بالبديع بديع الذات والصفات. وبالباقى الممد لجميع المخلوقات، أورثنا الوارث به الكتاب المبين، فأرشدنا بالرشيد إلى مراتب اليقين. اللهم إنا نسألك بصبره ياصبور أن تجعلنا من أهل الحضور. وأن توصلنا بأسمائك الحسنى إليه. وأن تجمعنا فى الدنيا والاخرة مع مشاهدتك عليه.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
هذا وإن نسب المختار (ص) رفيع وجاهه عريض منيع فهو (ص) محمد بن عبد الله الدبيح ابن عبد المطلب بن هاشم الرجيح ابن عبد مناف بن قصى بن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس صاحب النهى والأمر ابن مضر ابن نذار بن معد بن عدنان نسب صاحب الشريعة والتبيان. ومذ تعلقت الإرادة القديمة القدسية ببروز جوهرة كنز الحضرة الخفائية لطلوع فجر الأسماء والصفات. وإشراق صبح طلعة الذات انسلخ من ليل الأزل نهار الأبد. وأشرقت شمس التكوين فى الوجود. فوحد الواحد الأحد. فظهرت شئون الألوهية ونفذت أحكام الربوبية. وأسفر جلال العزة عن جمال العظمة. واستوى الرحمن على العرش، فأسبغ على مظاهر نعمه، وسرى سر القيومية فى الأكوان فأتم نظامها بتكوين الإنسان، فكان آدم عليه السلام المشهود. ومحمد (ص) المقصود. وعند وجود التكاثر وقع التحابب والتنافر، فجاء التنبيه لأهل التنزية والتشبية من الكاف والنون عن سر الغيب المكنون ﴿إنَّا لله وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
ثم لما صدرت بالظهور والإرادة، ولبس الكون حلة السعادة. والتقطت صدفة منه الدهر جوهرة النهى والأمر، تكلل وجه الزمان بالفرح. واتسع صدر الأوان وأنشرح بقدوم يوم الدين. فذبح يحيى العلوم الذوقية كبش الجهل. ونسخت براهين المشاهد لخفية شريعة العقل. ووقع التسليم فى جميع الأقاليم، وانفتحت أبواب جنات الشهود وسرت عين الحياة فى الوجود. ونطقت دواب نفوس تلك العالم وقالت أثمرت والله شجرة آدم. واستأنست وحوش إيحاش بر الإنسان، واطمأنت حيتان بحور القلب والجنان. وبشر بعضها بعضاً بالحال. ويتحويل المشهد للكمال، وأصبح كل ملك الإلهام فى عالم الملك والملكوت أن الوجود تقدس. وأن الصبح تنفس. وأن السلك والملك للمالك، فقد أشرقت شمس الكمال، فلا أفول ولا زوال. واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، فقد آن ظهور رسول الله، من له حاجة فليسأل الله. اللهم أغننى بالعلم، وزينا بالحلم، واكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية ببركتك ياصفوة خلق الله.
الصلاة والسلام عليك.
يانقطة الباء يامفتاح أنـت ويــا خير الخلائق يامن لا شبيه لــه
من ذا يضاهيك والأكوان ما خلقت إلا لأجلك والمولى اصطفاك لـه
وأرسل الله رياح الطلق بشرى بين يدى رحمته، ولمعت بوارق شريعة محمد وطلعته، وسمعت آمنة القلب ما أزعجها، فجاء طائر الأمن فأبهجها، ثم التفتت إلى جهة اليمين، وإذا هى بقدح من حق اليقين ملآن من لبن المعارف، فشربته وزالت عنها الرواجف، وجاءت مريم الحقيقية وآسية النفس المرضية، والحور العين الإلهامات الروحية، ومد ديباج العقل الأبيض بين الأرض والسماء، فتميزت به جميع الأشياء، ووقفت بالهواء موارد المعارف بأباريق العوارف، من فضة نقاء المواهب اللدنية، مملوؤة من عطر معانى الحقائق الذوقية، لتطييب الوجود واستقبال ذلك المولود، وجاءت رسل البشائر على صفة الطيور، مناقيرها زمرد السرور، وأجنحتها ياقوت الظهور، وكشف الله عن بصر آمنة الوهم، فرأت ما يحير الفهم ثم رأت من اسم العلام ثلاثة من الأعلام علماً فى الرق أزهر، وعلماً بالمغرب أنور، وعلماً على البيت العتيق المطهر، إشارة بأن نبوته (ص) شرقية وولايته غربية ورسالته عامة لجميع البرية والثلاثة مجموعات فى ذاك المظهر والله أعز وأكبر، فعند ذلك سطعت الأنوار وأشرقت الأقطار، ورفعت الأستار وولد النبى المختار (ص) صاحب الجلالة والوقار.

قيام
مرحباً أهــلاً وســــهلاً بالحبيب مـــولاى محمــد
نور ربى قد تجلى بالحبيب مـــولاى محمــد
وبه الكون تباهــــى بالحبيب مـــولاى محمــد
فاشهدوا أنــوار ربـــى بالحبيب مـــولاى محمــد
إنـــه مرآة حــــق بالحبيب مـــولاى محمــد
يتجلى الحـــق منــــه بالحبيب مـــولاى محمــد
لا يـــرى لإلــــه إلا بالحبيب مـــولاى محمــد
قــد تدانـى الحــق قرباً بالحبيب مـــولاى محمــد
وجلا الحـــجب جـــلاءً بالحبيب مـــولاى محمــد
ما علمــــنا الحـــق إلا بالحبيب مـــولاى محمــد
ما عـــرفــنا الله إلا بالحبيب مـــولاى محمــد
شعشعات الحــــق بـــاد بالحبيب مـــولاى محمــد
متى أحظى برؤية قبر طـــه وتحى الروح إذا تعطى مناها
متى بلد النبى أرى ثراهــــا أمرغ فيه عينى والجبيــــنا
* * *
حبيبى تجل عبدك يرتجيكا وبالأرواح طـــه يفتديكا
فمن زمن بعـــيد يستفيكا فهل من نفحة تجلى العيونــا
* * *
عليك صلاة ربى والتحيـــة وآلك سيما الزهر النقية
وأصحاب أولى أيــد سخية عداد الراكعين الساجدينا
* * *




_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 6:53 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2067



أمن تذكر جيران بذى سلم قضيت وقتك فى الشكوى وفى الندم
ماذا يفيدك دمع لو تكفكفه وليلة جزتها يقظان فى ضرم
يدنى الخيال إلى عينيك سرحتهم وظبية رتعت بالبان والعلم
كم ناطق بالهوى لم تخط أرجله صوب الديار ويشكو منه سفك دم
يامن بكى وشكى والشوق حرقه السعى أنفع من قول ومن كلم
لا يقعدنك شوق أن تلم بهم الشوق يدفع بالمشتاق للهمم
لايعجبنك من هاجوا وقد نحلوا إن المحبة فيها رى كل ظمى
اعتز بالحب واربأ أن تحوله إلى التشدق فى ضال وفى سلم
قم الدياجى نحو الله متجهاً بالقلب واذكره تنغب لذة الحكم
ما أحسن الحب فى الرحمن تدركه من ذاق طعم غرام الله لم ينم
أتحسب الحب متعات تلذ بها بدون أن تصطبر فيها على الكلم
والحب خير شفيع لا يرد إذا كان الخليل به أدرى وذا كرم
فقلت بشراك يانفسى فقد بزغت شمس الرجاء وطب ياقلب وابتسم
فما بغير حبيبى اليوم لى وله وهو الرءوف بما بالقلب من سدم
وهو الرحيم ومالى غيره سند ومصدر الجود والإكرام والنعم
نبينا خير من يهدى إليك بما أتيته من بليغ القول والحكم
محمد أحمد اشتقت محامده من حمد حامده المحمود فى القدم
ذكــره شغل بحـــى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكره معراج وصـــل بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكره للقلب محـــيى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكره كشف للبـــس بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره أمـــن لوقت بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره نصــر وفتح بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره مغنى العوالــــم بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره حسبى وكســـبى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره درعى وحســـنى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره مفتاح قــــرب بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره أحمــى جنـــاب بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره بـــرد ســلام بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره روح لهـــيب بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره رفــع لقــدرى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره خصـب الأراضى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره رفــرف سـرى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره جــاذب حــالٍ بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره جمــع وفــرق بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره مــرآة كشــف بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره جمــع شتــات بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره سيفى ورمــحى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره عصمــة أمــرى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره ركنــى وعــزى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره حصـن حصــين بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره عــين حيـــاه بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره هــاد لحـــى بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره راتــق فــتق بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره مرشــد حائــر بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره وارد حـــــق بالحبيب مـــولاى محمــد
ذكــره مجــلى همــوم بالحبيب مـــولاى محمــد
* * *
بسـم الله الله أكبــــر بسم الله الله أكبــــر
كل ناد قـــد تعطـــر باسم ليلى حين تذكــر
قم وكرر ذكر ليلى فهـو يجلـو ما تكـرر
كل حب فى هواهـــا مستهام القلـــب يذكر
ذات حسن لا يضاهـــى فى جمال ليس ينكــر
إن بدت أنوار ليلى صار منها الكون أزهر
من ضياها البدر زاه وبها المشتاق أخبــر
من هواها فوق خدى كاتب الأشواق سطر
حل فى جسمى هواها كلما تذكر كبـــر
إن شدى شادٍ بليلى عن قبر الميت ينشر
يانسيماً هات عنــها عــرف ريـاهـا المعطر
قد سقانى الحب فيـــها كأس أشــواق وبكر
بين ألحـــانٍ تنادى من هواها الله أكبـــر
* * *
صــل يــارب البــرايا على النبــى كــه المطهر
روض أنسى صــار أزهــر وصــفا ليلى وأقمـــر
وتجلت شمس قربـــى وشهــودى كل مصــدر
ودنــا منى حبيبى صفوة الكـــنز المجوهر
وسقانى الــراح صرفاً بعد أن حيا وكبر
فبذلت الــروح لما أن أتى الداعى وبشر
وقليل بذل روحــى للمليك وفيــه أعذر
يامدير الــراح ناول بالبحار عساى أسكر
فغرامى فى التهامى قد علانى وهو مضمر
ضاع صبرى وحلالى من شديد الشوق أقبر
ياغياث الكون رفقــاً بفتى فى الحى يذكر
بخضوع جاء يسعى للحما فعساه ينصر
ومناه منك وصل ورسول الله أخبر
ياضياء الكنز يامــن فى ظلام الليل أقمــر
قد وفانى السعد لما أن أتى الداعى وبشر
* * *
نفحات الجد هبت من نواحى العنبرية
أنعشت روحى وسرى عندما أهدت تحية
وغدت فى كل واد من أراضى الآدمية
ثم عمت ثم خصت حى رهط الهاشمية
ثم صفتها ووفت للدرارى الفاطمية
فاغتذى الأحباب منها وكذا غوث الرعية
وكذا الأبدال فيهم وكذا قطب الرحية
وكذا الأنجاب أيضاً وختـــام الأولــية
فعلام الريب فيهم وهمو أصفى الصفية
ولماذا تحسدوهـــــم وهمو عين العطية
وهمــو ميم أمـــانٍ وجلاء للبــــلية
وهمــو سفن نجــات وحمـــاة وحــمية
فانتهوا ياناس عنـــهم هـل همـو غير بنية
هل همو غير رسول قد تبدى فى البرية
إن ذا الصديق قال ارقـــبوه فى الذرية
ما لكم كيف تــعادوا بعض أجــزا نبوية
أين إيمان بكفــر فى طــريق مستوية
ما سمعنا قــط هذا لا بـــدين وسجـــية
ليس ذا الإنفـــاق من هــواه فى الدهية

جلوس
رسول الله يانور القلوب وياكنــزاً لأسرار الغيوب
بمن أرجو التخلص من ذنوبى سواك وأنت مفتاح العطاء
دخيل ياختـام الأنبياء
ظهورك زين الأكـوان حقا ونورك قد نما غرباً وشرقا
فحاشا فيك يامختار أشقى وفضلك قد تقدم فى ابتداء
دخيل ياختـام الأنبياء
رفعت على جميع الناس قدراً وشرفت الورى براً وبحرا
فسبحان الذى بعلاك أسرى ليرشد منك أملاك السماء
دخيل ياختـام الأنبياء
مالى سوى خير الورى موئل من كل ما يذعر أو يزهل
غير الذى فى الكون ما مثله يلغىولا من بعده مرسل
إن كان للإرسال فضل بدا فالمصطفى حقاً هو الأفضل
من أجله الأملاك قد طأطأت لآدم مذ قبل أن أفعل
لولاه ما قد كان هذا الورى ولم يكن فى الكون من يعقل
فى كل محمود يرى أولا وللمعانى فى العلا مكمل
مفتاح أقفال الهدى والرضا ما رحمة إلا به تنزل
مغلاق أبواب الهوى والردى أعظم به من آخر أول
من وجهه بدر الدجى مشرق والشمس من أنواره تشعل
ماظله فى الأرض حقاً يرى ولا فى مشى له الجندل
إن مر بين الناس تعنو لـه والأسد قد تخشاه والأجدل
والدوح لما أن دعاها أتت تسعى إليه فى الورى ترفل
ماهو إلا البحر لكن حلى فعذ به فعذبه أجمل
ما هو إلا نهج باب الهدى من لم يجئ منه فلا يدخل
فلذ به إن رمت نيل المنى ما خاب حقاً من به يسأل
صلى عليه الله دون انتها أزكى صلاةٍ نورها أكمل
مع آله أهل العلا والبها وصحبه نهج الهدى الكمل
مسلماً مالاح فوق العلا نجم وفاح الند والمندل
* **
وردنا بمدح الهاشمى محمد موارد تروى من يمل ومن يروى
وحيد المعالى بين عيسى وآدم ولا عجب أن يفضل الصنو للصنو
وهوب إذا ضن الغمام بودقه ضروب إذا كع الشجاع عن الخطو
وضى المحيا يحسر الطرف دونه ومن ذا يحس الشمس فى رونق الصحو
وقانا به الله الضلالة والردى فلا شبهة تغوى ولا لفحة تذوى
وهل هو إلا مزنة فوق جنة فمن نهر عذب ومن ثمر حلو
وعى ما وعى إذا شق جبريل صدره فأحرز علماً دون رسم ولا محو
وجيه فما فى الحشر خلق أمامه وللحب قرب ليس يدرك بالعدو
وفى ليلة الإسراء أعدل شاهد له بشفوف القدر فى العالم العلوى
وكم آية دلت على صدق أحمد من الطوع فى العجماء والنطق فى المرو
وزيراه جبريل وميكال إثره فأهلاً بشمس بين بدرين فى جو
وصفناه مذ عامين وصف مقصر ومن ذا الذى يأتى على البحر بالدلو
وفاء بلا غدر وعقل بلا هوى وجود بلا منع وعلم بلا سهو
وفود ملوك الأرض لاذت ببابه على ثقة بالصفح منه وبالعفو
وقوفاً على الأقدام رعباً ورغبة لدى ملك من غير كبر ولا زهو
وسيلتنا يوم القيامة حبه ولو لم ننل حظاً بحج ولا غزو
وقد يدرك البطال رحمة ربه ولا كسب إلا ما يقول وما ينوى
وما وخدت عيس الملبين نحوه بأضوع من شوق تلقته من نحوى
وجدنا به وجد الظماء تنسمت نسيم الزلال العذب فى القيظ فى الدو
ولا غرو أن نرتاح شوقاً لمدحه فهذى حمام الأيك ترتاح للشدو
* * *
لأحمد خير العالمين مكانة تخصصه بالحب فى الملا الأعلى
لأعلى الورى قدراً وأوضحهم هدى وأصدقهم قولا وأكرمهم فعلا
لآياته النور المبين فكلها صحيح إذا يروى فصيح إذا يتلى
لآلئ أسلاك أزاهر روضة فهاهى تجنى بالخواطر أو تجلى
لأسمائه فى النطق والسمع لذة فلله ما أزكى نسيماً وما أحلى
لأحسن حتى أحسب الخلق جوده ففاء لهم ظلاً وصاب لهم وبلا
لأمته الجاه المكين بجاهه فإن أخرجوا وقتاً فقد قدموا فضلا
لأنهم فازوا ببعثة أحمد ففازوا بمجد لايطال ولا يعلى
لإبراء أفهام العباد من الردى بحجته العليا وشرعته المثلى
لأمر رآه الله أهلاً لحبه فطهره طفلاً وأرسله كهلا
لإسرائه بالليل والناس هجع دلائل نستهدى بها الشرع والعقلا
لأروى عباد الله بدأ وعودة بأنمل كف دونها الديمة الهطلى
لآدم ثم الفخر إذ كان نجله لقد فاق هذا الفرع فى الرتبة الأصلا
لإنبائه بالغيب قبل أوانه دلائل تشريف قد اتصلت نقلا
لإشراق مرآه وجود يمينه مدى الدهر لا نخشى ضلالاً ولا أزلا
لأصبح فى الدارين للكل سيداً ودونك فاسأل هل تحس له مثلا
لئن كان رسل الله للناس سادة فأحمد قد ساد النبيين والرسلا
لأول ما تلقاه أمته غداً تلاقى به الترحيب والمنزل السهلا
لأستمطرن الدمع ما عشت دونه عسى طول هذا البعد يعقبنى وصلا
لأهل التقى والبر يذخر قربه وأنى لمثلى أن يكون له أهلا
* * *
غدونا المدح المصطفى وغدونا طريق إلى دار السلام مبلغ
غمام على روض الخواطر ينهمى ويدر على أفق البصائر يبزغ
غرائزه علم وحلم وحكمة ودائع قدس بين جنبيه تفرغ
غياث الورى فى معضل الدين والدنا فلا الإنس يستشرى ولا الجن ينزغ
غريب الندى ما سيغ قطر من الندى مع الظمء إلا وهو أحلى وأسوغ
غنى بمولاه عن الناس كلهم فخاطره لله منهم مفرغ
غفت عن مراقيه العيون وجسمه إلى الملإ الأعلى وأعلى يبلغ
غواية إبليس جلاها صباحه فأنقذ ضلالاً وأرشد زيغ
غناء رسول الله فى الدين والدنا غناء انسكاب المزن والروض أهيغ
غزا غزوات دوخت كل باطل فلا ضيغم يعدو ولا صل يلدغ
غنائم أهل الشرك حلت لنابه وكل نعيم بالنبى يسوغ
غواربهم بالمشرفية تحتلى وهامهم بالسمهرية تثلغ
غدا تجتلى أنوار جاه محمد فأفياؤه فى الحشر أضفى وأسبغ
غرقت ببحر الذنب لكن حبه تداركنى منه وقد كنت أنشغ
غلوك تقصير إذا ما مدحته فكن مغلياً فالأمر أعلى وأبلغ
غليلى ولم أبلغ إليه مجدد على أن قلبى بالمنى يتبلغ
غنيت حظوظى من زيارة طيبة ومن لى بوجه فى ثراها يمرغ
غرامى بها يزداد مازاد نأيها فعيشى بها أهنا واسنى وأرفغ
* * *
أريد الحج مؤتمراً إلهى فيسر لى السبيل بلا اشتباه
فإن العبد مأسور الملاهى ولكن ضاف رب العالمينا
* * *
عبيدى إن ترم تأتى ديارى فتب واخشع وحاذر أن توارى
تزمل بالخضوع والانكسار تجدنى حيث كنت لك المعينا
* * *
فتبنا ثم ودعنا الأهالى وقلنا الله خبر ذو الجلال
وسرنا فى الطريق بلا مثال إلى الميقات نطهر خالعينا
* * *
لبسنا للجديد وقد نوينا ولبينا وكل قر عينا
وللبلد الحرام لقد أتينا وطفنا للقدوم مكبرينا
وقبل كلنا حجراً ونادى بأعلى الصوت رحمانا جوادا
إلهى عبدك العاصى تمادى فجد بالعفو إنا قد بلينا
* * *
دخلنا فى مقام للخليل فصلينا وبالحجر الجليل
وبين صفا ومروة ياخليلى سعينا سبعة متتابعينا
* * *
وفى يوم التروية رجعنا وتبنا فى منى ولقد هرعنا
إلى عرفات حج قد صدعنا نلبى بعد ظهر واقفينا
* * *
رجونا منه غفران الذنوب ونصر العبد مع ستر العيوب
لبثنا ذاكرين إلى الغروب ومنها قد أفضنا مزلفينا
* * *
وتبنا ثم قمنا فى الصباح نصلى فجر عيد بانشراح
ومن قزح هرعنا للفلاح ذكرنا الله معطى المتقينا
* * *
وسرنا كلنا نرجو منانا رمينا الجمرة الأخرى عيانا
تخللنا بحلق من عنانا وطفنا للزيارة قاصدينا
* * *
وعدنا فى منى نرمى البواقى من الجمرات فى حال اشتياقى
رمينا الكل أيام التلاق وجئنا للطواف مودعينا
* * *
ومن ماءٍ لزمزم قد شربنا ومن فوق الرءوس لقد صببنا
عسى يوم الوعيد إن اضطربنا نرى بركاته تروى الظعينا
* * *
وشد بنا الرحال إلى التهامى ودمع العين يجرى كالغمام
وسار الحادى يحدو فى هيام ويمدح خير خلق الله دينا
* * *
وأنوار الحبيب لنا أضاءت وطيبة من بعيد قد تراءت
فلما أن وصلنا حيث شاءت إرادته مشينا خالعينا
* * *
فمنا من بكى والعقل غابا ولا يدرى الحضور ولا الغيابا
ومنا من به سمع الخطابا ومنا واقفاً ولهاً حزينا
* * *
ومنا من له ألقى السلاما وشاهد وجهه الباهى فهاما
وخاطبه وقد أبدى ابتساما وبلغه سلام العاشقينا
* * *
ومنا من يناديه حبيبى على ظهرى لقد ثقلت ذنوبى
عجزت وقد علا وجهى مشيبى وأنت ملاذ كل السائلينا
* * *
وقد جئناك من عمق منانا بجاهك عفو ربك يامنانا
فإنك عنده عظمت شانا فياخير البرية قد عيينا
* * *
من الصديق ياعينى تهنى فهذا قبره فيه تمنى
سألت به إلهى يرض عنى وبالفاروق مفرى الكافرينا
* * *
تعالوا فى الرياض لكى نصلى ركيعات فذا وقت التجلى
سألنا الله فى هذا المحل أماناً يوم نأتى خائفينا
* * *
إذا حلف العبيد بأن أقاما بفردوس الجنان فلن يضاما
وبر يمينه وحوى احتراما وتى فتوى رجال عاملينا
* * *
بعميك الكرام انظر لفقرى وبالشهداء فى أحدٍ وبدر
وبالحسنين فاشفع لى بحشرى فأنت رجاء كل المسلمينا
متى أحظى برؤية قبر طه وتحى الروح إذ تعطى مناها
متى بلد النبى أرى ثراها أمرغ فيه عينى والجبينا
* * *
حبيبى تجل عبدك يرتجيكا وبالأرواح طه يفتديكا
فمن زمن بعيد يستفيكا فهل من نفحة تجلى العيونا
* * *
عليك صلاة ربى والتحية وآلك سيما الزهر النقية
وأصحاب أولى أيد سخية عداد الراكعين الساجدينا
* * *
أمن تذكر جبران بذى سلم قضيت وقتك فى الشكوى وفى الندم
ماذا يفيدك دمع لو تكفكفه وليلة جزتها يقظان فى ضرم
يدنى الخيال إلى عينيك سرحتهم وظبية رتعت بالبان والعلم
كم ناطق بالهوى لم تخط أرجله صوب الديار ويشكو منه سفك دم
يامن بكى وشكى والشوق حرقه السعى أنفع من قول ومن كلم
لايقعدنك شوق أن تلم بهم الشوق يدفع بالمشتاق للهمم
لايعجبنك من هاجوا وقد نجلوا إن المحبة فيها رى كل ظمى
اعتز بالحب واربأ أن تحوله إلى التشدق فى ضال وفى سلم
قم الدياجى نحو الله متجهاً بالقلب واذكره تنغب لذة الحكم
ما أحسن الحب فى الرحمن تدركه من ذاق طعم غرام الله لم ينم
أتحسب الحب متعات تلذ بها بدون أن تصطبر فيها على الكم
والحب خير شفيع لايرد إذا كان الخليل به أدرى وذا كرم
فقلت بشراك يانفسى فقد بزغت شمس الرجاء وطب ياقلب وابتسم
فما بغير حبيبى اليوم لى وله وهو الرءوف بما بالقلب من سدم
وهو الرحيم ومالى غيره سند ومصدر الجود والإكرام والنعم
نبينا خير من يهدى إليك بما أتيته من بليغ القول والحكم
محمد أحمد اشتقت محامده من حمد حامده المحمود فى القدم
هو البشير بجنات ومرحمةٍ هو النذير بما أعددت من حكم
طابت أرومته عزت سلالته عفت أمومته عن سائر الحرم
سمت منازله سادت عشيرته فى كل وقت همو من سادة الأمم
بيت الزعامة والإحسان طبعهم والنجد والنبل من أجلى صفاتهم
ربيته أنت يارباه فى حكم على الفضائل والإخلاص والكرم
فكان سيد أهليه وأرحمهم بالناس بل هو زين الخلق كلهم
قد فاق كل الورى علماً ومعرفة وجاءنا بكتاب جامع الكلم
آيات حق بها أوحى الأمين إلى فخر النبيين عما خط بالقلم
محكمات تعالى الله منزلها أكرم بأول من قد قالها بفم
فيها الحقائق عن أخبار من سلفوا وعن مصير الورى من بعد مزدحم
وإن فضل رسول الله أكبر من أن يستطيع له حصراً ذوو القيم
وحسبه أن رب العرش أرسله إلى البرية بالآيات والحكم
أسرى به الله من بيت إلى حرم إلى السماء لنجوى خالق النسم
من بعد ما اخترق السبع الطباق وقد أم النبيين فيها صاحب العلم
وقال عنه حبيبى ثم قال له أنت الشفيع غداً فى سائر الأمم
وأنت أكرم خلقى بل وسيدهم ومنك يسطع نور الحق فى الظلم
رفعت ذكرك واستعليت شأنك بى وقد جعلتك فوق الرسل كلهم
من لم يحبك فالنيران موعده ومن أحبك يجزى وافر النعم
أنعم به من نبى شاد أمته فى الخافقين وأعلاهم إلى القمم
أبقى عليهم فلم ينزل بهم سخطاً بالرغم عما بدا من سوء بغيهم
بالعدل ساس الورى والظلم بدده بالحلم ألف بين الناس والحكم
دعا إلى العلم واستصفى أئمته وقال هم خلفاء الرسل فى الأمم
هو الجواد الذى مارد سائله يوماً ولم يخش إقلالاً من الكرم
آخى الشعوب وساوى فى الحقوق ولم يفضل العرب قرباه على العجم
لافضل إلا لتقوى الله بينهم وقد دعاهم إلى توحيد ربهم
قاسى الأمرين من أقوامه فدعا لهم بهدى ولم يثأر ولم يلم
يقضى النهار بذكر الله يرقبه فى كل شئ ويحيى الليل لم ينم
وكان أتقى الورى قلباً وأطهرهم نفساً وأحفظهم للعهد والذمم
فكيف حال فتى أضحت محبته للهادى هادى الورى عرباً ومن عجم
قد جئت منتظراً للعفو مفتقراً للجود مستغفراً مع شدة الندم
إذا تذكرت ما قد ضاع من عمل مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
* * *
قال لى قائل رأيتك تهوى آل طه ودائماً تقتفيهم
قلت ماذا أقول والكون طراً يستمد الكمال من أيديهم
أى معنى للمدح منى وقد جاء الكتاب العزيز بالمدح فيهم
أنا لا أستطيع أمدح قوماً كان جبريل خادماً لأبيهم
ربى ما لى وسيلة غير حبى آل طه وكل من يصطفيهم
فأغثنى بحقهم ياإلهى أنا ضيف نزلت فى ناديهم
واعف عما جنيت فضلاً وإحساناً فإنى قد صرت من مادحيهم
ياإلهى وائذن لسحب صلاة تتوالى بمضجع يحويهم
* * *
لئن كان رفضاً حبكم آل أحمد فقد لذ لى فى حبكم ذلك الرفض
عرضت عليكم آل ياسين قصتى ويحسن من مثلى على مثلكم عرض
وعاداتكم إكرام من زار حيكم وحاشى لتلك العادة الخلف والنقض
على حبكم أفنيت عمرى وهل لمن يحبكمو بعد من الله أو بغض
وها أنا يا آل النبى وحق من تزل لعلياه السموات والأرض
محب أتاكم آل طه يزوركم وقد صح فى التاريخ حبكم فرض
* * *
مولاى بالزرقانى استاذى العلم وأبى المعارب والعوارف والكرم
وأبى المحاسن والبهى ومرتضى وبجاه عبد الحق سعد الله تم
عبد الشكور يليه مسعود أبو الــ عباس ثم الشاذلى أبو الهمم
وابن البشيش وسيدى المدنى وعبد الله بدر تنائر الشبلى أنتظم
وجنيد والحداد الاسطخرى يليه ثقيفهم ثم ابن أدهم ذى الحكم
موسى أويس ذاك عن عمر على عن حضرة المختار عن بارى النسم
فبحق أسناد علت وتسلسلت صلنى بهم ياذا المواهب فى القدم
يارب الإخلاص يرجوك الكرم والنصر والفتح القريب أياحكم
* * *
بالذات والاسما العلية كلها أدعوك ربى سائلاً من فضلها
متشفعاً متوسلاً فى وصلها بمحمد وببنته وببعلها

وابنيهما الحسنين أعلام الهدى
فبحقهم ياربنا وبجاههــم عمر فؤادى واسقنا من كأسهم
وأفض علينا من مواهب برهم بالأنبيا بالمرسلين بجمعهم
وكذا الملائكة الكرام السجدا
وبحضرة الصديق مع عمر أدم نصرى وعثمان البهى وعليهم
وبستة قد بشروا بقبولهم وبأهل بدر والصحابة كلهم
والتابعين لهــم دوماً سرمدا
وبمن سما ولكل غير تارك وبكل ذى وله بحبك هالك
وبكل مجتهد بنورك سالك وبعبدك النعمان ثم بمالك
والشافعى قطب الوجود وأحمدا
وبمن صفا بجمالكم وتلطفا وبمن تطوف قلوبهم عند الصفا
وبكل حبر بالجلال تعطفا بالسيد البدوى باب المصطفى
بحر الفتوة والمكارم والندا
وبمن بهم صبح الهداية قد أضا الطف بنا ياذا المواهب فى القضا
وبسيدى عبد السلام أبى الرضا بالشاذلى ثم الدسوقى المرتضى
بالقادرى وبالرفاعى أحمــدا
غوث الأنام أبى العواجز منجدى من نال من خير الورى لثم البد
فبحقه أوردنى أعذب مورد بالسيد المرسى عالى المشهد
وبسرك العرشى كن لى مشهدا
بأبى المعارف والمحاسن عمنا بسحائب البركات واشرح صدرنا
بالإخلاصية من بهم حسن الثنا فرج بفضلك ياإلهى كربنا
ياخير من بسط الأنام له يدا
وصلاة ربى والسلام الدائم تهدى لخير الخلق نعم الأكرم
واختم بخير للذين تقدموا وأدم صلاتك والسلام عليهم
أضعاف مخلوق إلى يوم الندا
ومجلس ذكر يجمع الناس حافل أحب لأرباب الغرام من العمر
يصفى لنفس المرء من ظلماتها ويرفع بسم الله للروح ما تسرى
ويجعلها هتانة النور جدولاً إلى أن تراها وهى تزخر كالبحر
فيمتثل المأمور لله رهبةً ويجتنب المنهى يدرك للحشر
وفى فرح تلقاه يعرف ربه وفى الحزن يزجى حلة الحمد والشكر
وإن يك مضطراً تراه مؤدباً صبوراً فلا يشكو شكاية مضطر
وإن طريق القوم ليس يضيرها عوازلها ما دام كل على الخير
قد اجتمعوا لله والله قصدهم ومن يعرف الرحمن ما اهتم بالغير
تمكن حب الله منهم حياتهم ففاض الهوى بالروح والقلب والصدر
نعم أصلهم ترب ولكن روحهم من الوجد والإخلاص أصفى من التبر
همو أدب التقوى همو نفحة الهدى همو درة الأيام هم سادة الدهر
هم الأهل والأعوان فى الأنس والأسى على كل ما تجرى الأمور أولو نصر
هم الثابتون الصادقون فما الغنى بمبعدهم يوماً ولا طارق الفقر
ذرونى وما فى العيش من كل متعة فما العيش يلهبنى عن الحب والذكر
وقفنا على تقوى الإله نفوسنا ودمنا على الإيمان ممتثلى الأمر
فتمت لنا من روحه روح حكمة ظفرنا بها من عالم الغيب والسر
إذا لم يكن للنفس شيخ له هدى يهذبها بالروح زاغت عن السير
ولا يعبر البحر الخضم ونءه سوى ماهر يدرى الملاحة فى البحر
ومن لم يميز بالسفين شراعها إذا ساقها لم ترس يوماً على بر
وعندى أن الأمر ليس كما ترى فلا بد من سوق القلوب لمن يدرى
ومن فقد التهذيب من بدء أمره بعيد عليه أن يهذب للغير
إذا صح بدء المرء صح انتهاؤه فمن حسن الأولى فأخراه فى خبر
ولولا اتصال الكهرباء بأصلها على موجة التيار مانورها يسرى
وحسبى أن الله قصدى وملجئى ومن قال ياالله طوق بالأجر
فما انثنى عنه الحياة وإن أمت فمن نعمة التوحيد أسعد فى القبر
* * *
طاب للمغرمين سهر الليالى وسمت نفسهم إلى الاتصال
واستعدوا لسيرهم واعدوا قلبهم بالهوى فما هو خالى
شاهدوا جاهدوا استقاموا استقروا واستمروا على الرضا بالحال
عرفوا ربهم فنالوا مناهم من جلال المهيمن المتعال
أشرقوا استغرقوا ورقوا استرقوا وتلقوا فأدركوا للجمال
استمدوا من ربهم فأمدوا مدد الله فى الحقيقة غالى
رجل الناس من يميل إليهم رجل الله من من الناس خالى
عش وحيداً تمت لديه شهيداً كن مريداً مودباً ذا خصال
شرف الناس فى الأصول ولكن شرف الذاكرين فى الانتسال
لاتفرط فى الأمر من أرخص الدين تمادى لعيشه فى ضلال
كم غرور بطاعة أبعد العـا بد عن ربه فأصبح قالى
إن من يطلب الكرامة أعشى إن خوف الرحمن باب الكمال
والحياة الحساب حاسب فتنجوا وتجمل بالصدق عند المقال
دع زماناً مضى وعج بى لأرض شغفتنى بنورها المتلالى
وكأنى والليل يرخى علينا ستره والسرى يسوق جمالى
بين بيداء دوعت ووهاد وذئاب تحتال فى إقبال
أو رياض قد أنزعت بحياض وغياض من الحياض حوالى
ونحوم مثل الحباب على الكأس تسامت أو كالحلى واللآلى
قيل ماذا تريد من هذه الأر ض اتبغى البقاء فى جمع مالى
قلت والله غير أحمد مالى بعد رب العباد من آمال
ياحبيبى رضاك دنيا ودينى فهما باتباعكم صح حالى
نحن منكم والنص عندى صريح إن رب الأنام أعظم والى
ياجميلاً ما مثله من جميل كان للبدر منك فضل الجمال
أنت للكون مبدأ وانتهاء أنت من ساقه إلى الإجلال
أول النور فى الوجود وإن جئ ت على بعثة ختام الأوالى
أنت سر الحياة بل سيد الكــ ون أجرنى مما أرى من وبال
أخذ الذل فى تقوس ظهرى وحمولى قد وزنت بالجبال
لو شرحت الذى أراه من الهم لذاب التراب من سوء حالى
إنما أنت مصدر النور من ربى ومعنى الرضا وباب الوصال
مدح خير الورى أحب لنفسى من أنيسى وصاحبى والغوالى
بل ومنى ومن جميع البرايا لحماة الحياة أزجى رحالى
حل فى حبه السرى فتذوقت التجلى وقد حلالى حلالى
أيها الذاكر المجد تأهب لاتقل طال بى قيام الليالى
إن ليل المحب لو طال عاماً مر فى لحظة بغير ملال
رب عين عن الضياء تعامت قد شفاها التنويع فى الأكحال
واكتحال العيون أيسر شئ واكتمال القلوب صعب المنال
هو ذكر ورغبة وشهود ووفاء للخالق الفعال
* * *
توجهنا لرب العالمينا وأصبحنا به متمسكينا
وأمسينا وآيات التجلى كستنا من محبته اليقينا
دخلنا روضة قوماً حيارى تجلى سره الأعلى علينا
الآن القطف حتى إن قطفنا ثمار الحب عدنا قاطفينا
وعزت دانيات مائلات فنلنا من تمايلها الشجونا
دخلنا وادخرنا العفو منه فنحن على المهيمن عاكفينا
ورب العرش إنا نستريح بحب الله دون العالمينا
صدقناه فنلنا كل خير ولا يرضى الإله الكاذبينا
إذا لم يدخل الإيمان قلباً فلا تحسبه ضمن المؤمنينا
أتعبده وتطلب من سواه فذاك الشرك عند الموقنينا
* * *
رأيتك لى من الدنيا كفيلى ولم أر غير ركنك من مقيل
وطبت وطاب نشرك من عبير على أثلاثه رقت قبول
تجنبت الشكوك فما ععرتنى وأدركت الحقيقة فى مثولى
وفتشت العلوم وعارفيها فلم أر كالمحبة من دليل
ولم أر غير حب الله علماً يطهر للجوانج والعقول
عطاء الله جل عن اكتساب وما لعطاء ربك من مثيل
محبة خالقى مشكاة قلبى على أنوارها ألقى وصولى
يطيب لى التصبب والتغنى وتقوى الله منوالى ونيلى
وأن الحب أشواق وصبر يعز على المنافق والكسول
وأن الورد يذبل بعد وقت ومدد الحب كان به ذبولى
ورى الناس من ماء ولكن شراب الحب يذكى من غليلى
أدارى الحب حتى لو يرانى أخو وجد تشكك فى نحولى
وبى نار لو استقصى لظاها لحقر وجده وهذى سبيلى
ولى بالوجد سر لا يضاهى وما أنا فى المحبة بالهزيل
سماء الحب تجذبنى إليها على زهرائها رفعت ذيولى
مدارى فوق أنجمها وفلكى تسامت لاتميل إلى أفول
ولولا العلم والإيمان حظى وعون الله يمنع من ذهولى
لقلت كلام ذى جذب وشطح لما أدركت من فضل جزيل
ولى من مشرق الإيمان علم سموت به على كل الفحول
يرونى كالأصم وقد أدارى وأدركهم وما أنا بالجهول
علومى فى الورى نفحات ربى فما بلغوا مذاقى أو شمولى
عرفت الله فى سرى وجهرى فطاب تواجدى وزهت حقولى
* * *
شراب الحب يعرف بالمذاق وما كل السقاة له بساقى
دعاة الحب أكثر ما تلاقى وقل الصادقون فما تلاقى
وليس أخو غرام وامناه لقاء الغير أو كأس دهاق
وبئس الحب أن أودى فتاه يجول من الحبيب إلى الرقاق
إذا ما عشت لا أنسى إلهى به أسمو من الأخرى المراقى
أحب الله عن أدب وصدق ولا أرضى سوى التقوى خلاقى
وإنى لم أجد لى فى حياتى سوى البارى من الأغيار واقى
يعز على ترك الحب عندى ولو بلغت بى الروح التراقى
تركت جميع خلق الله دونى شغلت عن الخلائق باشتياقى
ألا ياساقى العشاق مهلاً تعال املأ كؤوسك من حقاقى
غرامى قد مزجت به رجائى على خوف فمن خوفى مذاقى
وروحى أدركت معنى التجلى فمنه أرى اصطباحى واغتباقى
ومن عرف المحبة عن يقين حرام أن يميل إلى فراق
أحب الله عن أدب وعلم محبته من الدنيا رواقى
أطوف على الرحاب بكل ذل مريداً واليقين به انسياقى
وكيف أحب غير الله يوماً وليس سواه فى الأكوان باقى
إذا ما السير طال مددت صبراً وقد كنت المصلى فى السباق
* * *









_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ديوان أهل الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 6:56 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير الفاضل المصري
متابع ....بإذن الله
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 27 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط