|
[font=Tahoma][align=justify]
يحاول الوهابية دائما وأبدا التهرب والتنصل من جرائمهم , ولذلك نراهم يسعون سعيا حثيثا في رد ما سجله أئمة المسلمين عنهم وعن بدعتهم .
وما بين التطاول على العلماء وتشويه صورتهم في أعين الناس إلى الكذب عليهم تتنوع أساليب الوهابية في الرد .
ومما لاحظته من بعضهم ادعائه – كما يزعمون ويتخرصون – بتوبة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ورجوعه إلى مناصرة دعوة التوحيد مع أخيه !!!!
والمتتبع لهذه الفرية لايجدها أكثر من جزء من مسلسل الأكاذيب الوهابي الطويل الممل .
ولتزداد الأمور وضوحا نعرض الآتي :
1- أثر موقف الشيخ سليمان بن عبد الوهاب على دعوة أخيه الضالة
كان الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من كبار فقهاء المذهب الحنبلي , فلما أن تظاهر أخيه بدعوته الضالة صدع الشيخ سليمان بالحق ورد على أخيه وصنف في ذلك مؤلفا اشتهر باسم [ الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ]
كان لهذا الكتاب أكبر الأثر في كشف ضلالات الوهابية , وقد أحس ولمس الوهابية هذا الأثر حيث يقول مشهور حسن في كتابه ( كتب حذر العلماء منها 1 / 271 ) ما نصه :
[ لقد كان لهذا الكتاب أثر سلبي كبير، إذ نكص بسببه أهل ( حريملاء ) عن إتباع الدعوة السلفية ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجاوزت آثار الكتاب إلى ( العيينة ) فارتاب ، وشك بعض من يدعي العلم في ( العيينة ) في صدق هذه الدعوة ، وصحتها ] اهـ
نخلص من هذا إلى أن أثر موقف الشيخ سليمان كان من القوة بمكان حيث أدى إلى هذه النتائج المشار إليها وكان ذلك في ذروة مجد أخيه وسطوة أتباعه .
ويدل ذلك على المقدرة العلمية الكبيرة والتمكن التام وقوة الحجة لدى الشيخ سليمان , فكيف يعقل بعدها أن يتأثر بفكر هو نفسه قد كشف زيفه وضلالاته لدرجة أثرت في أتباع ذلك المنهج تأثيرا كبيرا , ومتى حدث ذلك ؟ في وقت وجود صاحب هذه الدعوة الضالة .
على فرض أن الشيخ سليمان كان قد وافق أخيه في بدعته فكيف لم يساهم بقلمه في نشرها كما قد ساهم في دحرها من قبل ؟ وأين إسهاماته ومؤلفاته في أن يعترف بخطئه أولا ثم يدعو لمعتقده الجديد ثانيا .
هل لو كان هناك من تراث الشيخ سليمان ما يدل على موافقته لأخيه في بدعته كان سيظل إلى الآن لا يسمع عنه أحد ؟ بالطبع لا , فكنا سنجده قد اشتهر وانتشر بين الناس كالنار في الهشيم , ولوجدنا الوهابية لا يدخرون جهدا في نشره .
2- ما سجله من أرخ لهذه الفترة يقطع ببقاء الشيخ سليمان وثباته على الحق وعدم موافقته لضلالات أخيه , وأن أحدا مهم لم يذكر توبته المزعومة التي يدعيها الوهابية , ويتضح ذلك من استعراض الآتي :
- يذكر المؤرخ الوهابي عثمان بن بشر في كتابه " عنوان المجد في تاريخ نجد في حوادث سنة 1167 هـ :
[ إن سليمان بن عبد الوهاب كتب مع سليمان بن خويطر كتابا إلى أهل العيينة و ذكر فيه شبها على الناس في الدين ، فتحقق عند الشيخ أن ابن خويطر قدم العيينة بذلك، فأمر بقتله فقتل، وأرسل الشيخ رحمه الله إلى أهل العيينة رسالة عظيمة طويلة في إبطال ما لبس به سليمان بن عبد الوهاب على العوام ، وأطال فيها الكلام من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ] اهـ
- قال الشيخ محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي في كتابه " السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة " (صـ276)
في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب : [ وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله.]اهـ
- قال الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان في كتابه " الدرر السنية في الرد على الوهابية " (صـ 138) :
[ ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنور وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته.]اهـ
و قال أيضا في ( صـ 148) : [ وكذا أخوه سليمان بن عبد الوهاب فكان ينكر ما أحدثه من البدع والضلالات والعقائد الزائغة . وتقدم أنه ألف كتابا في الرد عليه . ] اهـ
- قال فضيلة الشيخ إبراهيم المنصوري الشهير بالسمنودي في كتابه " سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية " ( صـ 54 ) :
[ وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب المذكور كذلك , وكان ينكر عليه ما أحدثه من البدع والضلال والعقائد الزائغة إنكارا شديدا , ويقبح كل ما يفعله أو يأمره به , ولم يتبعه في شيء مما ابتدعه . ]اهـ
- قال فضيلة السيد الشريف عبد الله حسن فضل العلوي الحسيني في كتابه " صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر " ( صـ 111 ) :
[ قال الفاضل التقي الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته التي ألفها في الرد على أخيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة الوهابية . ] اهـ
وقال في ( صـ 114 ) :
[ قال الفاضل المرحوم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب المذكور آنفا في رسالته المنوه عنها فيما تقدم ومما يدل على بطلان مذهبكم يعني بذلك أخاه الشيخ محمد صاحب الدعوة الوهابية . ] اهـ
ونخلص مما سبق من تقريرات السادة العلماء – ومن أحد مؤرخي الوهابية أنفسهم – أن أيا منهم لم يشر إلى تغير موقف الشيخ سليمان بن عبد الوهاب , وأنهم جميعا يمتدحونه ويذكرون كلامه في معرض نقدهم لضلالات أخيه صاحب الدعوة الوهابية .
وعلى هذا أقول وبكل ثقة ولله الحمد أن ما يشيعه الوهابية من موافقة الشيخ سليمان لأخيه في ضلالاته , ما هو إلا محض كذب وافتراء اعتدنا عليه منهم , والشيء من معدنه لا يستغرب .[/align][/font]
_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
