موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الشيخ علي جمعة ومقال قبل الفليم المسئ ومقال اخر بعد عرضه
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 19, 2008 3:29 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 06, 2007 11:51 pm
مشاركات: 117
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي أشرف المرسلين
وعلي اله وصحبة اجمعين

مقال نشر قبل انتشار الفليم المسئ

بقلم‏:‏ د‏.‏ علي جمعة
مفتى الديار المصرية

في الاسبوع الماضي ورد إلينا مقال بقلم الأستاذ الدكتور انجريد ماتسون رئيس المجتمع الإسلامي بشمال أمريكا‏,‏ حول الفيلم التسجيلي لجريت وايلدرز‏,‏ الذي تعرض فيه بالإساءة للقرآن الكريم‏,‏ أعرضه اليوم ملخصا حسب المساحة المتاحة‏,‏ ولعلنا نعلق عليه في الأسبوع القادم‏.
وايلدرز؟‏!‏ هو سياسي هولندي‏,‏ انشق عن الحزب القومي للبلاد ليشكل منهجه السياسي الخاص اليميني شديد التطرف‏,‏ المناهض لهجرة غير الأوروبيين للمجتمعات الأوروبية‏,‏ وقد وجه وايلدرز هجوما مغلفا بكراهية شديدة للمهاجرين من المسلمين‏,‏ خاصة وطالب أخيرا بضرورة منع القرآن الكريم من التداول بين الناس‏,‏ وذلك من خلال حملة مكثفة قام بها خلال الأشهر الستة الماضية في أثناء تصويره فيلما تسجيليا للهجوم على القرآن الكريم‏,‏ اشتمل على مشهد يتم فيه تمزيق وتدنيس نسخة من كتاب الله‏.‏

الغريب في الأمر أن أغلب من تناول هذا الموضوع تناوله فقط من الناحية القانونية‏,‏ فركزت العناوين الإخبارية على محاولات التهديد التي تعرض لها وايلدرز‏,‏ والمطالبات المختلفة لمنع تداول فيلمه‏,‏ ونحن نتفق جميعا على عدم قبولنا لمثل هذه التهديدات‏,‏ بل وتجريم الخطير منها. ‏

ولكن بالانتقال إلى موضوع الفيلم وعلاقته بحرية التعبير عن الرأي‏,‏ فيجب معاملته مثل غيره من الموضوعات المتشابهة وفقا لمواد القانون الهولندي‏.‏ فدولة هولندا كغيرها من الدول الأوروبية تمتلك مواد قانونية ومحاذير شتى تجرم الإساءة اللفظية‏,‏ أو القذف‏,‏ أو السب لأي جماعة من البشر على خلفية أسباب عرقية أو دينية‏,‏ وقد أعلن رئيس وزراء الحكومة الهولندية صراحة أنه في حالة احتواء الفيلم عند عرضه على أية مشاهد تسيء للمسلمين سيتم منعه فورا ووفقا للقانون‏,‏ وهذا الإعلان يشمل تصريحا واضحا بعدم وجود أي عداوة من قبل الحكومة الهولندية تجاه المسلمين‏,‏ وأنها تعامل جميع أفراد شعبها علي قدم المساواة مع اختلاف دياناتهم‏.‏

وتتمثل دعوتي في هذا المقال إلى معالجة المسألة على نحو أعمق وأشمل‏,‏ فنحن نسعى للحياة في سلام في عالم يشتمل دائما على من يحمل أفكارا ومعتقدات غريبة‏,‏ وفي بعض الأحيان بغيضة‏,‏ إلا أن هذا لا يعني أننا نسمح أو نوافق على أي من أعمال التمييز العنصري تجاه المسلمين‏,‏ كما أننا لا نسمح أيضا بالأعمال المتطرفة من قبل المسلمين كرد على هذه المحاولات‏.‏

ولمعالجة هذه المسألة بصورة صحيحة يجب دراسة ظاهرة التغير الهائل الذي شهدته المجتمعات الإنسانية خلال العقود السابقة‏.‏ فالعديد من المجتمعات الأوروبية قد اضطرت إلى التضحية برموزها ومعالمها الثقافية للانضمام إلى المجتمع الأوروبي‏,‏ وحتى الدول التي لم تشترك في الاتحاد لم تنج من موجة التغيير التي شملت مختلف المجالات الثقافية والحضارية تحت عنوان العولمة‏,‏ فشئنا أم أبينا هناك تغييرات في كل مجال اقتصادي‏,‏ وثقافي‏,‏ واجتماعي‏,‏ وهو تغير واقع ومستمر‏,‏ مما يجعلنا في النهاية لا نملك سوى التعاطف معها‏.

لذلك من الظلم تحميل المسلمين سبب هذه التغييرات فازدياد أعداد المجتمعات الإسلامية في الدول الأوروبية هو بالفعل أحد أنماط هذا التغير‏,‏ لكن ليس السبب الجوهري لغيره من التغيرات‏,‏ فالمسلمون لم ولن يكونوا السبب وراء انخفاض أعداد المسيحيين في قداسات الكنيسة صباح الأحد‏,‏ إلا أن هذا لا ينفي حقيقة انتظام المسلمين في صلاة الجمعة بأعداد غفيرة‏,‏ وقيامهم ببناء العديد من المساجد لاستيعاب أعدادهم الضخمة‏.‏ كما أن المسلمين لم ولن يكونوا السبب وراء انخفاض نسب المواليد في المجتمعات الأوروبية‏,‏ إلا أن هذا لا ينفي حقيقة تكاثر الأسر المسلمة بصورة أكبر من تكاثر الأسر المسيحية في المجتمعات الأوروبية‏,‏ ولعل هذين الأمرين هما السببان الرئيسيان وراء ارتفاع موجة التعصب الحالية تجاه المسلمين‏,‏ التي لم ير التأريخ الأوروبي والبشري مثيلا لها من قبل‏.‏

ونحن نري أنه من الظلم أن يتخذ المسلمون كبش فداء لأخطاء ليس لهم ذنب فيها‏,‏ إلا أن هذا لا يتعارض مع حقيقة أن هجرة المسلمين إلي الدول الأوروبية تمثل تحديا حقيقيا لهذه الدول‏.‏ فعلي العكس من الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية يهاجر المسلمون بأعداد كبيرة إلي الدول الأوروبية‏,‏ وهم علي مستوي تعليمي متوسط أو ضعيف‏,‏ ثم يستقرون في المناطق السكنية المخصصة لهم من قبل الحكومة‏,‏ وهو إجراء‏,‏ برغم نيته السليمة‏,‏ له أكبر الأثر في انعزال المسلمين عن بقية المجتمع‏,‏ وإذا أضفنا إلى ذلك المضايقات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون خلال حياتهم اليومية بصورة متواصلة‏,‏ وتحت إصرار غريب من فئة قليلة متعصبة‏,‏ وترابط ذلك مع تطرف ثقافة بعضهم الإسلامية‏,‏ نلاحظ في النهاية صعوبة إنشاء ترابط إيجابي بينهم وبين المجتمع الأوروبي‏.‏

وتنبع المشكلة الحقيقية وراء هذه الظاهرة من الاختلاف الثقافي‏,‏ فبرغم اشتراك المسلمين والمسيحيين في نفس المنظور الأخلاقي والقيمي‏,‏ فإن اختلاف منظورهم الثقافي في التعبير عن هذه القيم هو ما يؤدي إلي سوء التفاهم‏,‏ وما يتبع ذلك من توتر العلاقات‏.‏ فقيمنا لا تظهر للآخرين بالكلمات فقط‏,‏ ولكن ترتبط ارتباطا وثيقا بأسلوب الحياة والملبس‏,‏ بل وحتى كيفية بناء المنزل‏.‏

وبناء على ما سبق فإن عملية الاندماج بين الأقليات المسلمة والمجتمعات الأوروبية هي عملية شاقة‏,‏ وتحتاج إلى وقت وجهد‏,‏ وقد أظهرت الشعوب الأوروبية قدرتها على الصبر والدعم لإنجاح هذه العملية‏,‏ وحدوث التناغم الكامل بين المسلمين والمسيحيين‏.

وعليه فأدعو في النهاية المجتمع الإسلامي لعدم لوم المجتمع الأوروبي على فعل فرد واحد ينتمي إليه‏,‏ كما أدعو المجتمع الأوروبي لعدم لوم المجتمع الإسلامي على الرد المتطرف لقلة منه‏.‏

وعن رد فعلي الشخصي تجاه هذا الفيلم‏,..‏ فانني قد حملت القرآن الكريم وقبلته وقرأت فيه نحو ساعة أو أكثر‏,‏ وأظن أن هذا هو أبلغ رد على هؤلاء المتعصبين‏.‏

الأهرام 31 مارس 2008[font=Arial] [/font]

_________________
http://www.soufia.org

http://www.almijhar.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: المقال الثاني للدكتور علي جمعة أزمة الفيلم الهولندي المسئ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 19, 2008 3:31 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 06, 2007 11:51 pm
مشاركات: 117
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين
وعلي اله وصحبه اجمعين
قد نقلنا مقال شيخ الاسلام علي جمعة قبل عرض الفيلم المسئ


وهذا المقال الثاني بعد الفليم القذر


بقلم‏:‏ د‏.‏ علي جمعة
مفتى الديار المصرية
لقد زارني السفير الهولندي ـ وكان ذلك قبل إذاعة الفيلم المسيء ـ وعند زيارته لي ذكرت له حديث السفينة هو ما رواه النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ قال‏: {مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة‏,‏ فأصاب بعضهم أعلاها‏,‏ وبعضهم أسفلها‏,‏ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم‏,‏ فقالوا‏:‏ لو أنا خرفنا في نصيبنا خرقا‏,‏ ولم نؤذ من فوقنا‏,‏ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا‏,‏ وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا} [رواه البخاري في صحيحه‏].


وقلت له‏:‏ لابد من الضرب على يد العابثين الذين يريدون الهدم والفرقة‏,‏ وإن قلوب الناس ليست بأيدي أحد من الخلق‏,‏ وإن هذه الإساءات التي تخرج من أشخاص غير مسئولة تؤثر في مصالح البلاد والعباد العليا‏,‏ وإذا كان هؤلاء غير متدينين‏,‏ فإنهم جعلوا المصلحة المادية هي الأساس لكل تصرفاتهم‏,‏ فماذا نفعل عند مقاطعة الناس ـ حتى دون دعوة من أحد ـ لبضائع هذه البلاد والخسارة تقدر حينئذ بالمليارات؟ أنتهي ما أردت أن أذكره من تلك المقابلة‏.

ثم أرسل السفير الهولندي بيانا من الحكومة الهولندية‏، وجاء فيه‏:‏ يعرض الفيلم التسجيلي صورا فيها عنف‏, ‏ ويضع المسئولية على القرآن الكريم والإسلام‏,‏ والحكومة تدين هذا التصرف‏,‏ وتدين الذي قام بارتكابه‏.‏ يضع السيد‏/‏ فيلدر في الفيلم التسجيلي الإسلام والعنف علي كفة واحدة‏,‏ ونحن نرفض هذا التفسير‏,‏ كذلك أغلبية المسلمين يرفضون التطرف والعنف‏,‏ فالضحايا هم أحيانا المسلمون‏…‏ وقد ختم البيان بتلك الكلمات‏:‏ تؤمن الحكومة الهولندية بمجتمع يضع الحرية والاحترام سويا‏.

فأنا أسأل الآن عن موقف الدول الأوربية الغريب‏,‏ الذي يرفض التصويت في الأمم المتحدة للقرار الذي يدين الإساءة إلي الأديان وازدرائها‏.‏ ما هدفه وما معناه؟

هل سكت المسلمون علي الإساءة؟ وما هي الخطوات العملية التي يجب أن يتحركوا فيها؟ لم يسكت المسلمون علي الإساءة‏,‏ ولكنهم يظهرون الآن أمام العالم بمظهر أحسن وأقوي وأكثر تحضرا‏;‏ حيث يقومون بالسعي لاستصدار القرارات والقوانين الدولية التي تجرم‏,‏ وتحرم الإساءة إلى الأديان‏.

كما أن هناك للشاب المصري الأستاذ‏/‏ معز مسعود‏,‏ فيلما قديما يذاع الآن‏,‏ تحت نفس عنوان الفيلم المسيء فتنة‏;‏ يبين حقيقة الإسلام‏,‏ وهناك مجهودات مؤسسة جسور للأستاذ‏/‏ فاضل سليمان وأفلامه التي تبث لنفس الغرض‏.‏ أما الذين يريدون الفتنة وهدم الجسور‏,‏ فإننا ضدهم من أي دين كان من الشرق والغرب.

وهولندا أكثر دول العالم كثافة بالسكان‏,‏ حيث يبلغ عدد السكان حوالي ‏16‏ مليون نسمة بمساحة تبلغ حوالي ‏41‏ ألف كم‏2,‏ فهي من أكثر مناطق غربي أوروبا ازدحاما بالسكان‏,‏ ويتوزع هؤلاء السكان بين انتماءات دينية متعددة هي‏:‏ الإلحاد‏,‏ والكاثوليكية‏,‏ والبروتستانتية‏,‏ والإسلام‏.‏ فالملحدون أو الذين لا يتبعون أي دين حوالي‏40%,‏ والكاثوليكية‏(31%),‏ والبروتستانتية‏(21%),‏ والإسلام‏(5,5%).

وهناك تنوع كبير في المجتمع الإسلامي في هولندا‏,‏ فبجانب السنة يوجد الشيعة‏,‏ والعلويون‏,‏ والأحمديون‏,‏ كما توجد أيضا تيارات صوفية مختلفة‏.‏ وتترك لهم الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية بغض النظر عن العقيدة أو المبادئ السياسية‏.

فالمسلمون لهم حق في بناء المساجد‏,‏ وتأسيس المنظمات الدينية‏,‏ وهي دولة علمانية تفصل بين الدولة والكنيسة‏,‏ وتباشر الكنائس والمساجد وباقي المجتمعات الدينية نشاطاتها بصورة مستقلة‏.

وفي نظام هولندا المسلمون لديهم الحقوق الاجتماعية الأهلية والسياسية كباقي المواطنين في هولندا‏, ‏ ويحرم الدستور الهولندي التفرقة علي أساس الدين أو العقيدة‏,‏ ويضمن الدستور الحق في تمويل كامل من قبل الحكومة للمدارس المسيحية والإسلامية‏.‏

ويشارك المسلمون في السياسة الهولندية‏,‏ فهناك حزب الديمقراطيين الإسلامي مشارك بأعضاء في مجلس بلدية لاهاي‏,‏ واثنان من رجال الحكومة مسلمان‏.‏

قد تساعدنا هذه المعلومات علي تصور المكان الذي يعيش فيه من خرج علينا بمثل هذا الفيلم الذي تسبب في تلك الأزمة‏,‏ فالحكم علي الشيء فرع عن تصوره‏,‏ ونحن بحاجة للتصور الصحيح لكل من حولنا قبل إصدار الأحكام حتى نحقق مصالح ديننا ودنيانا ومصالح البشرية كلها‏,‏ ونستمر في طريق البناء‏.‏




الأهرام 7 ابريل 2008 [font=Arial] [/font]

_________________
http://www.soufia.org

http://www.almijhar.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط