بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..وعلى آله وصحبه.
السلام عليكم

كن دائماً متواضعاً....تواضع حتى تسمح لروحك ان تجول وتعرف من اسرار ملكوت الله..
التواضع يسمح لك بان تعرف أكثر وأكثر..أما الاستغناء والظن بأنك تعرف كل شئ وتحيط بكل شئ.. فقد جعلت لنفسك سجن..
فى الوقت الذى تقول فيه انا اعرف..هنا جعلت لنفسك سقف..وجعلت لنفسك سجن..
هنا انت ستكون حبيس فهمك هذا...حبيس ما تفهمه عن نفسك وعن الوجود...
انت من حجبت نفسك بسبب غرورك وظنك بانك محيط بكل شئ..
فى الوقت الذى تسمح لروحك بأن تتواضع وتتعلم..سوف تنكشف لك اسرار الوجود شيئا فشيئا..وتتعلم من النملة ومن النحلة..ومن الازهار ومن الشجر..
الغرور يغلق دائرتك..والاستغناء كان سببا من اسباب حرمان الكثير من التعلم..
قال الله تعالى فى سورة نوح
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا .. فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ..
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم ( جعلوا أصابعهم في آذانهم )واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا..
جعلوا اصابعهم فى اذانهم..اى استغنوا..وظنوا انهم يعرفون فقد اوهمت لهم انفسهم انهم يدركون ويحيطون بكل شئ..
اما من سمح لنفسه بان يتعلم فسوف يزور سماوات عالية ..فالسماء مفتوحة تحتاج فقط من يطير..والبحار موجودة تحتاج فقط من يقدر على السباحة والغوص..
وعن الثوابت التى يعلمها الجميع فأيضاً ..الامر يشملها..ففى كل امر ثابت معانى لا حد لها...مثل التوحيد..
فتوحيد الله عز وجل هو قول لا إله الا الله باللسان وإقرار بالقلب..بأنه لا معبود الا الله عز وجل..
وهذا امر ثابت..والجميع يعلم ذلك..وهو امر عظيم..ولكن هل انت احطت بالتوحيد؟؟
يقول سيدى فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى
إن فى التوحيد احكام المثانى...عالم التوحيد بغيته المعانى
والمعانى فى اكنتها رموز...فالمبانى فيه صارت كالاوانى
كل معنى كل مبنى فيه يسمى...صار اعلى ما علمنا عنه دانى..
اى كل معنى يدركوه بالله..يكتشفوا ان ما فات كان دانى..ثم يرتقوا اكثر فيجدوا ان السابق دانى..وهكذا كلما ارتقوا مقاما..وجدوا ان ما فات كان دانى..
وكان سيدى ابراهيم الدسوقى رضى الله عنه يقول..كل من وقف مع مقام حجب به..
فلا تغلق دائرتك..واسبح بروحك طالبا من الله عز وجل الزيادة والافهام...
لان هذا الفهم لا يذهب هبائا..بل الروح لدينا ترتقى بهذه المعارف درجة درجة..فقد نترك الجسد فى اى لحظة اما الروح فلا..وبقوة الروح تخترق البرازخ وتصول وتجول..