اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm مشاركات: 1070
|
أرجو منكم يا أخواني أني تنظروا لهذه المناظرة
مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و الحرورية واحتجاجه عليهم فيما أنكروه على أمير المؤمنين رضي الله عنه
( قال ) الأمام النسائي : اخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن مهدي ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدثنا ابو زميل ( 1 ) قال : حدثني عبد الله بن عباس ، قال : لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف ، فقلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أيرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء
القوم فأكلمهم ؟ قال : اني اخاف عليك ، قلت : كلا ، قال : فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم قائمون فسلمت عليهم فقالوا : مرحبا بك يا ابن عباس فما جاء بك ؟ قلت لهم : أتيتكم من عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم ، وليس فيكم منهم احد لابلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون ، قلت : اخبروني ماذا نقمتم على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه ؟ قالوا : ثلاثا ، قلت : ما هن ؟ قالوا : أما
احداهن فانه حكم الرجال في أمر الله فكفر ، وقال الله تعالى : ان الحكم إلا لله ( 2 ) ، ما شأن الرجال والحكم ؟ فقلت : هذه واحدة ، قالوا : وأما الثانية : فانه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فان كانوا كفارا سلبهم ، وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم ،
قلت : هذه اثنان فما الثالثة ؟ قالوا : انه محى اسمه من أمير المؤمنين ( 3 ) فهو أمير الكافرين ، قلت : هل عندكم شئ غير هذا ؟ قالوا : حسبنا هذا ، قلت : أرأيتم ان قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد قولكم
أترضون ؟ قالوا : نعم ، قلت : أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا اقرأ عليكم في كتاب الله ان قد صير الله حكمه إلى
الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الله الرجال ان يحكموا فيه ، قال الله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ، ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم ) ( 1 ) الآية ، فنشدتكم بالله تعالى أحكم الرجال في
أرنب ونحوها من الصيد أفضل ام حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم ؟ وانتم تعلمون ان الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال ، قالوا : بل هذا أفضل ،
وفي المرأة وزوجها قال الله عزوجل : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من اهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) ( 2 ) الآية ، فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم ، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ،
قلت : واما قولكم قاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، أفتسلبون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها ، وهي أمكم ؟ فان قلتم انا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، ولئن قلتم ليست بامنا فقد كفرتم لان الله تعالى يقول : ( النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ) ( 3 ) ،
فأنتم تدورون بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج ، قلت : فخرجت من هذه ، قالوا : نعم ، واما قولكم محى اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأراكم قد سمعتم ان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي رضي الله
عنه : اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المشركون : لا والله ما نعلم انك رسول الله لو نعلم انك رسول الله لاطعناك فاكتب محمد بن عبد الله ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : امح يا علي رسول الله اللهم انك تعلم اني رسولك امح يا علي ، واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله ، فوالله رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي ،
وقد محا نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلالتهم فقتلهم المهاجرون والانصار ( 1 ) . هذا حبر الأمة وترجمان القرآن يناظرهم فيرجع الفان فقط فما أشبه الليلة بالبارحة والقصة من كتاب خصائص أمير المؤمنين للنسائي
|
|