فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيده بن الحارث,وقم يا حمزة,وقم يا على فقاموا اليهم فلم يمهل حمزة شيبة أن قتله ولم يمهل الإمام على الوليد أن قتله,واختلف عبيده ,وعتبه بينهما ضربتين فأثبت كلاهما صاحبه وكر حمزة وعلى على عتبه واحتملا صاحبهما ولما جاؤا به رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرشه قدمه الشريفة
وقال عبيدة بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله لو أن أبا طالب حي لعلم أني أحق بقوله:
كذبتم وبيت الله نبزى محمداً: ولما نطاعن حوله ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله : ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أشهد أنك شهيد.
وروى مسلم فى صحيحه فى باب غزوة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض قال يقول عمير بن الحمُام الأنصارى رضى الله عنه:-يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟قال نعم قال:-قال بخ بخ!فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال:-لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها,وقال فإنك من أهلها فأخرج ثمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال:لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتى هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل
وأمد الله المسلمين بالملائكة يوم بدر فعن ابن عباس رضى الله عنه قال:-حدثنى رضى الله عنه قال:- لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف,وأصحابه ثلاثمائه وتسعة عشر رجلاً0فاستقبل نبى الله القبلة,ثم مدَ يديه فجعل يهتف بربه اللهم انجزلى ما وعدتنى,الهم آت ما وعدتنى,اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض,فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه,فأتاه أبو بكر رضى الله عنه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه,ثم التزمه من ورائه,وقال يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك0فأنزل الله عز وجل إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين)
قال أبو زميل :فحدثنى ابن عباس قال بينما رجلُ من المسلمين يومئذ يشتد عن أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربه بالسوط فوقه,وصوت الفارس يقول:-أقدم مهزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو حطم أنفه وشق وجهه,كضربة السوط فجاء الأنصارى فحدَث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.
والعجيب أنه فى الوقت الذى كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن ينصر دينه كان أبو جهل الجهول يدعو على نفسه وإخوانه فعن ابن عباس قال لما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قال أبو جهل :-اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا يعرف فأحن الغداة
اللهم من كان أحب اليك وأرضى عندك فأنصره اليوم فكان هو المستفتح على نفسه فأنزل الله تعالى(إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)سورة الأنفال آيه 19
وأما إبليس فلما رأى سيدنا جبريل عليه السلام والملائكة ولى مدبراً فقال له رجل يا سراقه ألست تزعم أنك جارُ لنا فقال إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب فتشبث به الحارث بن هشام فضربه إبليس فى صدره وانطلق لا يلوى على شئ حتى سقط فى البحر ,ورفع يديه وقال يا رب موعدك الذى وعدتنى اللهم إنى أسألك نظرتك إياى وخاف أن يخلص إليه القتل
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء كفاً فرمى به المشركين,وقال شاهت الوجوه اللهم أرعب قلوبهم وزلزل أقدامهم فأنهزم أعداء الله لا يلوون على شئ,وألقوا دروعهم والمسلمون يقتلون ويأسرون وما بقى منهم أحد إلا ملأت وجهه وعينيه ما يدرى أين يوجه والملائكة يقتلونهم وفى ذلك يقول الله عز وجل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)سورة الأنفال آية 17
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالدعاء بل نزل بنفسه وباشر القتال بجسده الشريفة جمعاً بين المقاتلين
فعن علي رضي الله عنه قال: (( لما كان يوم بدر وحضر البأس أمنَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتقينا به وكان أشد الناس بأساً يومئذ وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه))
ثم... يتبع غداً بمشيئة الله.