موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تفسير وشرح لشطحات الأولياء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 5:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14712
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
قال الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ 412 - 417 ) :

[مطلب : في شطحات الأولياء ]

350 - وسئل نفع الله به بما لفظه : ما الذي يجاب به عما وقع من شطحات الأولياء كقول أبي يزيد بحاني ما في الجبة غير الله وقول الحلاج أنا الحق ونحو ذلك مما لا يخفى من كلماتهم وإشاراتهم التي ظاهرها انتقاد وباطنها حق إلا عند أهل المقت والعناد ؟


[فأجاب بقوله : ما وقع لهم رضوان الله عليهم من الشطحات للأئمة العلماء العارفين الحكماء الذين حماهم الله بالسلامة من حرمان الإنكار ومن عليهم بالاعتقاد في أوليائه وحمل ما صدر عنهم على أحسن المحامل وأقومها عنها أجوبة مسكتة وتحقيقات مبهتة لا يهتدي إليها إلا الموفقون ولا يعرض عنها إلا المخذولون فاحذر أن تكون ممن يتحسى كأس سم الإنكار فيهلك لوقته وبادر إلى السلامة من غضب الله ومحاربته ومقته فقد قال على لسان الصادق المصدوق من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب أي أعلمته أني محارب له قال الأئمة ولم ينصب الله تعالى المحاربة لأحد من العصاة إلا للمنكرين على أوليائه وآكلي الربا ومن حاربه الله لا يفلح أبدا .

أحد تلك المسالك: أن تلك الكلمات حكاية عن حضرة الحق ونطق عما يليق وما شاهدوه من أنوارها وغلبة التجوز في نحو ذلك من مقامات المحبة والعبودية والقرب يبسط لهم العذر ويرفع عنهم الإصر ممن اعتمد هذا المسلك الشهاب السهروردي المجمع على إمامته في العلوم الظاهرة والباطنة في (عوارفه) حيث قال وما حكى عن أبي يزيد رضي الله عنه من قوله سبحاني حاشا الله أن يعتقد في أبي يزيد أن يقول مثل ذلك إلا على معنى الحكاية عن الله تعالى قال وذلك مما ينبغي أن يعتقد في الحلاج رحمه الله في قوله أنا الحق .

ثانيها: إن ذلك وقع منهم في حال الغيبة والسكر الناشئين عن الفناء في المحبة والشهود لموارد الأحوال المزعجة للقلب الآخذة له من صحوه وتمييزه ألا ترى أن بعض الهموم أو الواردات الدنيوية إذا وردت على القلب أذهلته وأذهبت تمييزه لشدة تمكنها منه واستغراقه في فكره وخطرها فإنه إذا كان هذا في الأمور السافلة التي لا تقاوم جناح بعوضة فكيف بواردات الحق على القلوب ولواعج المحبة المذهلة عن كل مطلوب ومرغوب وعوالم الملكوت المنكشفة لهم في منازلاتهم ومشاهدة عجائب القدرة في ترقياتهم فإن ذلك لا يبقى في القلب شعورا ولا تمييزا بل يصير صاحبه كالسكران الثمل فحينئذ ينطق بما رسخ في خلده قبل ويرجع بطبعه قهرا عليه إلى مكان يلحظه ويعول عليه فينطق لسانه بطبق تلك الأحوال لكن بعبارات لا يقصد بها ما يوهمه ظاهرها من اتحاد أو حلول أو انحلال فتأمل ذلك وعول عليه تسلم وكل سكر نشأ عن سبب جائز فصاحبه غير مكلف .

وممن اعتمد هذا المسلك القطب الرباني عبد القادر الجيلاني نفع الله به حيث قال مترجما عن حال الحلاج طار طائر عقل بعض العارفين من وكر شجر صورته وعلا إلى السماء خارقا صفوف الملائكة فكان بازيا من بزاة الملك مخيط العينين بخيط وخلق الإنسان ضعيفا فلم يجد في السماء ما يحاول من الصيد فلما لاحت له فريسة رأيت ربي ازداد تحيره في قول مطلوبه فأينما تولوا فثم وجه الله عادها بطا إلى حضرة خطة الأرض طالبا ما هو أعدم من جود النار في قعور البحار يتلفت بعين عقله فما شاهد سوى الآثار فكر فلم يجد في الدارين محبوبا سوى محبوبه فطرب وقال بلسان سكر قلبه أنا الحق ثم ترنم بلحن غير معهود صفر في روضة الوجود صغير إلا يليق ولحن بصوته لحنا عرضه لحتفه نودى في سره يا حلاج اعتقدت أن قوتك لك قل الآن نيابة عن جميع العارفين حسب الواحد إفراد الواحد قل يا محمد أنت سلطان الحقيقة أنت إنسان عين الوجود على عتبة باب الملك لمعرفتك تخضع أعناق العارفين وفي حمى جلالتك توضع جباه الخلق أجمعين انتهى كلامه رضي الله عنه .

وهو من النفاسة والجلالة بالمحل الأسنى فتدبره حق تدبره ويكفي الحلاج شرفا شهادة هذا القطب له بهذا المقام مع أن الصوفية وغيرهم مختلفون فيه اختلافا كثيرا .

فجماعة من العارفين كأبي العباس بن عطاء وأبي عبد الله ابن حنيف وأبي القاسم النصر أباذي رضي الله عنهم أثنوا عليه وصححوا له حاله وجعلوه أحد المحققين وخالفهم أكثر المشايخ فلم يثبتوا له قدما في التصوف ولم يقبلوه ولم يأخذوا عنه وهذا لا ينافي ما قاله الأولون لأنه وإن
كان محقا بل عالما ربانيا كما قاله ابن حنيف إلا أنه كان مخلطا تكثر منه الكلمات التي ظواهرها منتقدة فلذا أعرضوا عن الأخذ عنه ولم يثبتوا له قدما في التصوف أي في التربية والاقتداء وجعلوه في حيز المجاذيب الذين يعتقدون ولا يؤخذ عنهم ولا يعدون من أصحاب المراتب والتصرف فتأمل ذلك فإنه مهم .

[ مطلب في جواب الغزالي عن الحلاج ]

وإياك أن تفهم أن من الصوفية من ينكر عليه حالة الباطن فإن الأمر ليس كذلك وقد بسط الغزالي رحمه الله أحواله فأجاب عن كلماته ووقائعه بما ينزه ساحته عن حلول أو غيره من الاعتقادات الباطلة وكلماته الدالة على معرفته وحقيقة ما هو عليه منها الحق إذا استولى على سر ملكه الأسرار فيعانيها وخبر عنها وقوله لما سئل عن التصوف وهو مطلوب أهونه ما تري وقوله لما قال خادمه وقد قرب صلبه أوصني قال عليك بنفسك إن لم تشغلها شغلتك وقوله وهو يتبختر في قيده للصلب شعرا :

نديمي غير منسوب..... إلى شيء من الحيف
سقاني مثل ما يشرب...كفعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكاسات........دعا بالنطع والسيف

ثم قال ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) وهذا منه رحمه الله صريح فيما ذكرناه أن ما صدر منه إنما كان في حال سكره وغيبته وقال المعتزلي ردا عليه لما أوجد الله تعالى الأجسام بلا علة كذلك أوجد فيها صفاتها وكما لا يملك العبد أصل فعله كذلك لا يملك فعله وقوله المريد هو الخارج عن أسباب الدارين وقوله وقد رؤى في ثياب رثة فقيل له ما حالك فقال :

لئن أمسيت في ثوبي عديم.........لقد بليا على حر كريم
فلا يحزنك إذ أبصرت حالا............تغير فيّ عن حال قديم
فلي نفس ستتلف أو سترقى...لعمر الله في أمر جسيم

[مطلب : في قول الشيخ عبد القادر قدمي هذه على رقبة كل وليّ]

ثالثها : أنهم قد يؤمرون تعريفا لجاهل أو شكر أو تحدثا بنعمة الله كما وقع للشيخ عبد القادر أنه بينما هو بمجلس وعظه وإذا هو يقول قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى فأجابه في تلك الساعة أولياء الدنيا قال جماعة بل وأولياء الجن جميعهم وطأطؤا رؤسهم وخضعوا له واعترفوا بما قاله إلا رجلا بأصبهان فأبى فسلب حاله وممن طأطأ رأسه أبو النجيب السهروردي وقال على رأسي على رأسي وأحمد الرفاعي فقال وحميد منهم وسئل فقال الشيخ عبد القادر يقول كذا وكذا وأبو مدين في المغرب وأنا منهم اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك أني سمعت وأطعت فسئل فاخبر بما قاله الشيخ ببغداد فارخ فكان قول أبي مدين عقب قول الشيخ عبد القادر
ذلك وكذا الشيخ عبد الرحيم القناوي مدعنقه وقال صدق الصادق المصدوق فسئل فأخبر بما قاله الشيخ وذكر كثيرون من العارفين الذين ذكرناهم وغيرهم أنه لم يقل إلا بأمر إعلاما بقطبيته فلم يسع أحد التخلف بل جاء بأسانيد متعددة عن كثيرين أنهم أخبروا قبل مولده بنحو مائة سنة أنه سيولد بأرض العجم مولود له مظهر عظيم يقول ذلك فتندرج الأولياء في وقته تحت قدمه

[ حكاية غريبة ] وحكى إمام الشافعية في زمنه أبو سعيد عبد الله بن أبي عصرون قال دخلت بغداد في طلب العلم فوافقت ابن السقا ورافقته في طلب العلم بالنظامية وكنا نزور الصالحين وكان ببغداد رجل يقال له الغوث يظهر إذا شاء ويختفي إذا شاء فقصدنا زيارته أنا وابن السقا والشيخ عبد القادر وهو يومئذ شاب فقال ابن السقا ونحن سائرون لأسألنه مسئلة لا يدري لها جوابا وقلت لأسألنه مسئلة وأنظر ما يقول فيها وقال الشيخ عبد القادر معاذ الله أن أسأله شيأ أنا بين يديه أنتظر بركة رؤيته فدخلنا عليه فلم نره إلا بعد ساعة فنظر الشيخ إلى ابن السقا مغضبا وقال ويحك يا ابن السقا تسألني مسئلة لا أدري لها جوابا هي كذا وجوابها كذا إني لأرى نار الكفر تلتهب فيك ثم نظر إلي وقال يا عبد الله أتسألني عن مسئلة لتنظر ما أقول فيها هذا كذا وجوابها كذا لتخزن الدنيا عليك إلى شحمة أذنيك بإساءة أدبك ثم نظر إلى الشيخ عبد القادر وأدناه منه وأكرمه وقال يا عبد القادر لقد أرضيت الله ورسوله بحسن أدبك كأني أراك ببغداد وقد صعدت الكرسي متكلما على الملأ وقلت قدمي هذه على رقبة كل ولي الله وكأني أرى الأولياء في وقتك وقد حنوا رقابهم إجلالا لك ثم غاب عنا فلم نره .

قال :وأما الشيخ عبد القادر فقد ظهرت أمارات قربه من الله وأجمع عليه الخاص والعام وقال قدمي الخ وأقرت الأولياء في وقته له بذلك .

وأما ابن السقا فإنه اشتغل بالعلوم الشرعية حتى برع فيها وفاق فيها كثيرا من أهل زمانه واشتهر بقطع من يناظره في جميع العلوم وكان ذا لسان فصيح وسمت بهي فأدناه الخليفة منه وبعثه رسولا إلى ملك الروم فرآه ذا فنون وفصاحة وسمة فأعجب به وجمع له القسيسين والعلماء بالنصرانية فناظرهم وأفحمهم وعجزوا فعظم عند الملك فزادت فتنته فتراأت له بنت الملك فأعجبته وفتن بها فسأله أن يزوجها لها فقال إلا أن تتنصر فتنصر وتزوجها ثم مرض فألقوه بالسوق يسأل القوت فلا يجاب وعلته كآبة وسواد حتى مر عليه من يعرفه فقال له ما هذا قال
فتنة حلت بي سببها ما ترى قال له هل تحفظ شيأ من القرآن قال لا إلا قوله (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال ثم خرجت عليه يوما فرأيته كأنه قد حرق وهو في النزع فقبلته إلى القبلة فاستدار إلى الشرق فعدت فعاد وهكذا إلى أن خرجت روحه ووجهه إلى الشرق وكان يذكر كلام الغوث ويعلم أنه أصيب بسببه.

قال ابن أبي عصرون : وأما أنا فجئت إلى دمشق فأحضرني السلطان الصالح نور الدين الشهيد وأكرهني على ولاية الأوقاف فوليتها وأقبلت على الدنيا إقبالا كثيرا فقد صدق قول الغوث فينا كلنا وفي هذه الحكاية التي كادت أن تتواتر في المعنى لكثرة ناقليها وعدالتهم فيها أبلغ زجر وآكد ردع عن الإنكار على أولياء الله تعالى خوفا من أن يقع المنكر فيما وقع فيه ابن السقا من تلك الفتنة المهلكة الأبدية التي لا أقبح منها ولا أعظم منها نعوذ بالله من ذلك ونسأله بوجهه الكريم وحبيبه الرؤوف الرحيم أن يؤمننا من ذلك ومن كل فتنة ومحنة بمنه وكرمه وفيها أيضا أتم حث على اعتقادهم والأدب معهم وحسن الظن بهم ما أمكن .

[ مطلب : إسماعيل الحضرمي ووقوف الشمس له رحمه الله تعالى ]

رابعها أن الشطح قد يكون فيه نفع للخلق وقد عرفوا ذلك بإلهام أو كشف أو خطاب أو نحوها من وجوه التعريفات كما تواتر باليمن في الشيخ العارف إمام الفقهاء والصوفية في وقته إسماعيل الحضرمي نفع الله به أنه قال من قبل قدمي دخل الجنة فلم يزل يقبل قدمه كل زائر وإن جلت مراتبه ومن كراماته أنه كان داخلا لزبيد وقد دنت الشمس للغروب فقال لها لا تغربي حتى ندخلها فوقفت ساعة طويلة فلما دخلها أشار إليها فإذا الدنيا مظلمة والنجوم ظاهرة ظهورا تاما .

خامسها : ظهور المراد من اللفظ وإن أشكل ظاهره كما وقع للشيخ أبي الغيث بن جميل نفع الله به أنه جاء إليه جماعة من الفقهاء فقال له مرحبا بعبيدي فاشتد إنكارهم عليه وذكروا ذلك للشيخ إسماعيل المذكور قبله فقال صدق أنتم عبيد الهوى وهو عبده .

سادسها : الإشارة إلى الخلافة عن الحق بالإذن له في التصرف في الكون كما قال الشيخ أبو الغيث :

وحباني الملك المهيمن خلعة....فالأرض أرضي والسماء سمائي

وفي رواية :

وحلاني الملك المهيمن باسمه

أي سره أو صفته أو بركته أو بالنيابة عنه في التصرف فيما أذن لي فيه أو أن اسمي الذي هو أبو الغيث مشتق من اسم الله تعالى المغيث فأبو المغيث نفع الله به كتب هذا جوابا لما كتبه إليه الشيخ العارف بالله أحمد بن علوان رحمه الله ونفع بالجميع وهو جزت الصفوف أي مقامات الأولياء
أو صفوف الملائكة إلى الحروف أي علم الحروف والأسماء إلى الهجاء أي الاطلاع على الأسرار حتى انتهيت مراتب الإبداع أي إلى أن تتصرف فيما أذن لك الله فيه بقدرته وقد مر أنه يجوز أن يعطى الولي نظير كرامات الأنبياء بشرط عدم التحدي بالنبوة أو أن المراد أن الله أطلعك على تكوين الخلق أو أسمعك صريف القلم الذي أمر بكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ومعنى جف القلم بما أنت لاق الكناية عن القضاء المبرم الذي هو في أم الكتاب لا يقبل تبديلا ولا تغييرا:

لا باسم ليلى استعنت على السرى...... كلا ولا لبني يرد شراعي

أي لم تستعن بشيخ ولا غيره فيما فوّض إليك من المتصرف في قطع مهامه العوائق بل صرت مستقلا بنفسك في التصرف مأذونا فيه لا تحتاج إلى شيخ يدلك ولا تحمل شراع أي قلع مركبك الساري في بحر المعارف وشهود مجاري الأقدار واللطائف ولا تمسك سكانه لعرفانك بالبحر ومحل أخطاره .

[ مطلب : في تعريف الملامتية ]

سابعها قصد التخريب وهو ما يقع للملامتية وهم قوم طابت نفوسهم مع الله فلم يودوا أن أحدا يطلع على أعمالهم غيره فإذا رأى أحد منهم أن أحدا اعتقد فيه خرب أي ارتكب ما يذم به ظاهره من فعل وقول كسرقة بعض الأولياء وهو إبراهيم الخواص نفع الله به وناهيك به علما ومعرفة لما رأى أهل بلده يعتقدونه سرق ثيابا من الحمام لابن الملك وخرج يتبختر بها حتى أدرك فضرب وأخذت منه وسمى لص الحمام فقال الآن طابت الإقامة في هذه البلد .

فإن قلت : ما تأويله في لبس ثياب الغير ؟

قلت يحتمل أنه علم عتبه ورضاه بل أرضاه وإن لم يعلم قلبه نظرا إلى الغالب لأن من اطلع
على باطن عبد أنه في غاية الصلاح وأن لبسه هذا الزمن اليسير ليطهر نفسه من النظر إلى الخلق رضى له بذلك قطعا وقد صرح الشافعي رضي الله عنه بأنه يجوز أخذ خلال وخلالين من مال الغير نظرا إلى أن ذلك مما يتسامح به عادة ومسئلتنا أولى من ذلك لأن أكثر الناس مجبولون على محبة هذه الطائفة بل كلهم منقادون إلى الصادقين من أهلها .

ثم رأيت بعضهم أجاب بجواب آخر حين سأله فقيه عنها لا أقنع إلا بكلام الفقهاء فقال أليس يجوز في ظاهر الفقه استعمال بعض المحرمات للضرورة كالتداوي بالنجاسة ؟

فقال الفقيه بلى ، فقال : فكذا هذا داوى نفسه بل قلبه بهذا المحرم وما أجبت به أولى لأن التداوي بالنجاسة ليس فيه إلا حق الله فسومح به لأجل المرض وأما هذا فحق الآدمي لا يجوز إلا برضاه فكيف يجوز لأجل صلاح قلبه فالصواب ما أجبت به إذ لا يرد عليه ما أورده اليافعي رحمه الله على ذلك الجواب فقال بعد قوله لا يداوى التخريب بحرام مغلظ كالكبائر ونحوها وفي جواز ارتكاب الحرام للتخريب بمجرد الظن حصول الفساد والضرر الراجحين على فساد الحرام وضرره عندي فيه نظر .

ويترتب على هذا سؤال فيقال إذا تعارض مفسدتان صغرى قطعية وكبرى ظنية فايتهما أولى بالدفع وإذا حصل الغرض من التخريب بمكروه فلا يجوز بحرام انتهى كلام اليافعي رضي الله عنه.

وتوقفه في تعارض المفسدتين المذكورتين فيه نظر وقضية قولهم درء المفاسد مقدم على جلب المصالح تقديم دفع المفسدة القطعية صغرت أو كبرت كما يعلم من كلام الأئمة في المضطر يأخذ طعام الغير المستغنى عنه قهرا عليه ويقتله إن امتنع من إعطائه وتعين القتل طريقا لتحصيله ومع ذلك لا يأخذه مجانا بل يبدله حالا أن قدر عليه وإلا فحتى يقدر.] اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط